Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نرمينا راضي

مرحبًا بأجمل ليالي السنة، مرحبًا بمن هلّ ودنا، مرحبًا بالضيف الكريم، أقبلت علينا يا شهر الله العظيم
كل عام وأنتم بخير ????????
……………. 
في بيت روضه 
……
دلف الإثنين للداخل أكرم وروضه بعد أن ارغمته هي على الدخول لبيتهم نظراً لإحراجه الشديد من مكوثه معهم ظناً بأنه ضيفاً ثقيلاً عليهم 
…كادت روضه أن تتحدث بمرح لوالدتها كالعاده…ولكن فتحت فمها بذهول وشهقت بدهشه حينما رأت ذات الملامح الطفوليه الجميله نائمه على فخذ والدتها 
روضه بدهشه وفرح 
— عاااااااااا رينااااااااد  !!!!! 
ابتسمت ريناد بمرح ولكن للحظه انتفضت من مكانها لتعتدل في جلستها فور أن رأت ذاك الغريب الواقف يترنح بها كالأحمق لايفهم أي شئ 
تنحنح أكرم وأدار وجهه بخجل عندما رأى الإرتباك والخجل على وجه تلك الغريبه عنه 
كاد أن يخرج من البيت ولكن وقفت أمامه تلك الثرثاره وهي تفتح ذراعيها تعوق طريقه كأنها ستطير لتصيح بمرح جعلت ثلاثتهم ينفجرون في الضحك
— هش نهوو راااايح فييين…بييتك بييتك..مفيش خروووج ياعبعاااال..عاااوز تعمل عملتك وتخلع ياعبعااال..مكنش ده العشم ياابو العياااال وصوووتي ياخرصاااا واسمعييي ياااطرشاااا..حاااازوقه عااامل نفسسه مكسوووف ووااخدهااا حجه عشااان يهررب 
تابعت روضه بمرح وجنون وهي تشلل بيديهاا 
— يلااااهووتتااااي يااخرااابي…خررب بيييتك يااام احمااااه عشمنيي وخللللع..عشمننني وخلللع 
وضعت ريناد يدها على بطنها بتعب من كثرة الضحك..نعم فهي تعرف روضه جيداً وتعلم مدى جنونها الذي يجعلك لاتمل من مجالستها أبداً
تدخلت صباح والدتها وهي تحاول أن تكتم الضحك لتهتف بغضب مصطنع
— والله يااابنت الجذمه ان متملمييتي وبطلتي الهبل ده ياشحط ياام سبعتاااشر سنه لألزق الشبشب ده في وشك 
روضه بمرح وبكاء مصطنع وهي تغلق الباب كي تمنع أكرم من الذهاب
— يرضييكي ياام رووضه..يرضيكي اللي مهرووقه عمله فيااا…عشمني وخلللع عااا..طب واللي في بطني اووديه فيين ياادهوتاااي ياخراابي 
لم تتممالك صباح نفسها فخلعت النعل وصوبته تجاه وجهها مباشرةً فااسرعت روضه بالإختباء خلف أكرم..مما لصق النعل بوجه ذاك المسكين مرةً أخرى 
وضعت روضه يدها على فمها بشهقه وأيضاً صباح شهقت بدهشه وخجل من فعلتها فتلك المره الثانيه على التوالي التي يصيب نعلها وجه أكرم بدلاً من روضه..
أما ريناد لم تستطيع تمالك نفسها من الضحك فصرخت ضاحكه بينما أكرم التفت لروضه ثم هتف بغضب 
— Is my face created for fun and to straighten the shoes on it !!!
هل وجهي خُلق للتسليه وتصويب الأحذيه عليه!!! 
عضت روضه على شفتيها بشده لتكتم الضحك حتى لاتستفزه…
ولكنها لم تستطيع فاانفجرت ضاحكه لتهتف بمرح من بين ضحكاتها 
— ههههههه مش قاااادره يااحاازوقه يخربييت الضحك ههههه هو انت مولف على الشباشب…لا بجد يعني فيه حاجه بينك وبين الشبب…امك كانت بتووحم على شبشب زنوبه ولا ولدتك في سوق الجماعه على عربية شباشب ههههه وانا اللي فكرتك محترم طلعت بتحب شباشب..جماااد  !!! بتحب جمااد يامفتري!! 
عقدت ريناد حاجبيها بتعجب شديد عندما تحدث أكرم الإنكليزيه..بينما تابع هو بغضب حقيقي وهو يمسك روضه من ذراعيها هاتفاً بغضب 
— I am tired of your crazy behavior 
— لقد سأمت من تصرفاتك المجنونه تلك  !! 
جذبت روضه ذراعيها منه لتهتف هي الاخرى بإستفزاز ومرح
— طلقني لو مش عاااجبك طلقنني 
تنهدّ بنفاذ صبر ثم أغمض عيناه ليزفر بضيق..تابع بغضب وهو يتجه ليفتح الباب 
— Let me go … you are crazy
اتركيني أذهب… انتي مجنونه  
برمت روضه شفتاها بحزن كالأطفال ثم أردفت بدلع طفولي 
Do you hate me!؟ Are you bored of me!
هل تكرهني  !؟ هل مليت مني  !
تنفس أكرم بغضب ليصيح بيها بإنفعال مما جعلها تندهش من تعصبه وكذلك ريناد التي كانت تشاهد الموقف بتعجب برغم انها تفهم الإنكليزيه جيداً…أما صباح كانت تنظر لإبنتها بغيظ لأنها هي من جعلتها تتعصب عليها وتصيب أكرم بدلاً منها 
أكرم بإنفعال وغضب
— Give way .. let’s goooo 
افسحي الطريق دعيني أذهبببب 
تحولت ملامح روضه من الدهشه للغضب..لتصيح به هي الآخرى بإنفعال أكثر منه 
— ماااااللك ياااباااا…فااااارد جنحااااتك عليينااا ليييه..متغووور في داااهيه..لكن هتعلي صوووتك عليااا همسسح بيك بلاااط البيت كله..انت فاكررني رقييقه وهعيط يااااض..لاااا اصحااا داا اناا قتاالة قتتله عااااا 
رمقتها كل من ريناد وصباح بدهشه من صراخهها على أكرم…بينما هو ترنح بصدمه ثم همس بهدوء 
— Don’t yell at me like that
لا تصرخي علي هكذا 
كتمت روضه الضحك فقد بدا اكرم خائفاً منها ومصدوماً من انفعالها عليه…فتنفست روضه بهدوء ثم تابعت بمرح حتى لا تجعله يحزن 
— انااا بهززر معاااك يااض وبعدين انااا مقدرش ازعلك يابيضه ياكميله انتي وازيك بجاااا 
كالعاده لم يفهم اكرم أي شئ ولكنه اكتفى باابتسامه بسيطه مما جعل روضه تتحدث بلغه يفهمها
— l Love you 
فتحت ريناد فمها بدهشه من جرأة روضه بينما امها لم تفهم الحديث الذي يدور بين اكرم وابنتها الثرثاره
أما أكرم اتسعت عينيه بدهشه وقبل أن يتحدث قاطعته روضه بمرح وهتاف مصححه لقولها 
— لاا لااا مش اللي في دماغكم ههه لا لاا ياجماااعه انا مقلتش اي لااف يوو انا بقول وحدوووه…متوحدوو ياجدعااان لاإلـه الااا الله والشهيد حبيب الله وياارب متفهموني صح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والف الف مبرووك 
ضحكت ريناد وهي تهز رأسها بقلة حيله فكم اشتاقت لمزاح روضه ونكاتها السخيفه 
أما اكرم لم يفهم مااردفت به روضه سوا تلك الجمله بالإنكليزيه l Love you فتبسم خجلاً ثم همس
— I love you too
أنا ايضاً أحبك
نظرت له روضه بدهشه للحظات..لتستوعب أخيراً ماقاله أكرم..فهتف بدهشه مضحكه 
— هاااااااه..بتـ…بتـ..بتـحبني!!! عاااااا يااام نيااااازي صحي نيااازي وقوليلوو اكررم اعتررف لرووضه اخيرااا لولولولللللي وياادبلة الخطووبه عقباالنا كلنااا هيهيهي ويلااا ياحاااره هووس هووس ده احنا اللي عملناالكم حس 
تأمل اكرم حركاتها التي تجعلك تفقد وعيك من كثرة الضحك…وهذا بالفعل ماحدث لريناد وصباح واكرم
ثلاثتهم انفجروا في الضحك فكان البيت الضيق عباره عن اصوات صرااخ من الضحك فقط 
توقفت صباح عن الضحك بصعوبه لتنظر لريناد بتساؤل 
— بت ياريناد هو قالها ايه!
لم تستطيع ريناد التوقف عن الضحك لحظه ولكن تحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها المسترسله 
— بيقول…هههههه بيقوول ههههه بيقوول ههههه
وكزتها صباح في كتفيها بخفه حتى تتوقف عن الضحك لتصيح بها بمزاح
— متخلصي ياابت انتي وهي..قولولي في ايه..متخلونيش زي الاطرش في الزفه كده 
ريناد بضحك شديد
— فريد لااطرش نيهاااع 
صباح بغيظ ولكن ضحكت رغماً عنها
— ااه يااظريفه انتي وهي وايه ضحكة المجانين دي كمان 
ريناد من بين ضحكاتها
— دي..دي ههههه دي ضحكة يمنى مرات اخوياا..بتضحك كده 
صباح وهي تهز رأسها بيأس 
— والله عليه العوض في جيل اليومين دول…زي الشُحطه وعقلهم صغير 
اجابت ريناد بضحك ثانيةً
— سعد الصغير نيهاااع 
خلعت صباح النعل الآخر من قدمها ثم لوحت به وهي تصيح بغضب مصطنع لريناد وروضه
— اناا غلطاانه ان بتكلم مع شوية عياال مهزقه اصلاا..— يلااا يااابت انتي وهي من هنااا
ريناد وروضه في صوت وااحد
— هنااا الزاااهد نيهاااع
نظرت روضه لريناد بمرح ثم هتفت بضحك
— بت يااارينوو..سلميلي على مراات اخووكي وقوليلها روضه اتعدت منك..دي مبقتش ضحكه دي بقت فيرس كلاابي نيهاااع 
ضحكت ريناد بشده بينما اكرم كان يقف كالأبله لايفهم أي شيء مما يقولونه ولكن شاركهم الضحك فهتاف روضه وتعبيرات وجهها تجعله يضحك رغماً عنه حتى لو لم يفهم شيئاً 
همس اكرم باابتسامه مرحه
—Okay chatterer … let me go now
حسناً ايتها الثرثاره.. دعيني أذهب الآن
هتفت روضه بمرح وهي تقف امام الباب تعوق طريقه
— لاااء..اييه اللي اذهب دي  !!! صلي على النبي كده بس وقول ورايا..ذهب الليله طلع الفجرو والعصفور نونو…وبعدين يامهروقه انت اعترفت خلاص واخيراً جاالها جااال احببك جاالها وانا جلبي جلبي جلبي جلبي..وسع كده لو سمحت جلبي جلبي جلبي انا نسيت ام الاغنيه ينيلك ياحازوقه 
قاطعتها والدتها وهي توجه حديثها لاأكرم بااعتذار
— انا اسفه يابني واالله..حقك عليا مكنش قصدي
روضه بمرح وهي ترفع حاجب وتخفض الاخر
— ااقعد يااوااد…يااواااد اقعددد ياااوااد…الطم يااواااد…الست بتقولك اسفه اتنيل على عينك واتهد اقعد بقااا 
تأملها أكرم للحظات كأنه يقول لها لا أفهمك 
تابعت روضه بجديه
—Mom apologizes and tells you not to leave
أمي تعتذر منك وتخبرك بألا ترحل 
أومأ لها أكرم متفهماً ثم التفت لصباح ليردف بأدب
— Do not apologize … you are like my mother
لا تعتذري…انتي مثل والدتي 
ابتسمت روضه بسعاده من كلامه ثم ترجمت ماقالته لوالدتها وهي تبتسم بمرح
— بيقولك متتأسفيش انتي زي أمه…ولولولللللييي الواااد وقع ومحدش سمى عليييه 
صباح بنظره قاتله
— بت اتلمي…بطلي تتريقي عليه 
روضه بمرح وهي تبرز أسنانها العلويه كالفأر بطريقه مستفزه ومضحكه مما جعلتهم الثلاثه يعودوا للضحك بشده ثانيةً 
— نينينيني…ده اناا اامووت لو متريقتش على حازوقه بازوقه السيد اكرم محروقه 
وضعت صباح يدها على جبهتها بنفاذ صبر وتنهيدة يأس من افعال روضه المجنونه والغير عاقله بالمره..اما ريناد ظنت ان بين هذا الغريب وهذه الثرثاره قصة حب او انه خطيبها…فريناد لم تحادثم منذ مده لذا لم تعرف عن اخبارهم السابقه او الحاليه أي شئ 
نظرت روضه لاأكرم بغرور ثم رفعت كتفيها بثقه وغرور مردفه
— You said that you love me … why do you run away before you marry me !!
انت قلت أنك تحبني… لماذا تهرب قبل أن تتزوجني!!
رمقها اكرم بدهشه ثم ابتسم ليجيب بهدوء
— Yes, I love you … but like my girlfriend … and I told you that before
نعم احبك.. ولكن مثل صديقتي.. وقد أخبرتك بذلك سابقاً 
تأملته روضه للحظات بدهشه فـ بدا على ملامح وجهها الحزن وقد لاحظت ريناد ذلك فشعرت بالحزن لأجلها…ولكن روضه استطاعت بمهاره أن تحول ملامحها للجنون والمرح فهتفت بمزاح ومرح
— عاارف يابني…انت بتفكرني بطرووقه..ااه والله العظيم…يخبط القرار من هنا ونفرح شويه بعدها ينزل بقرار تاني يفلقنا نصين…منك لله يامهروقه ياهادم الملزات 
ابتسم أكرم ليجيب
—Let me go, you crazy, I can’t stay with you at home, and there is no man
دعيني اذهب ايتها المجنونه.. لا استطيع المكوث معكم في المنزل ولايوجد رجل 
رمقته روضه بتعجب من اخلاقه التي تضح يوماً عن يوم…وكذلك ريناد تعجبت بشده..فكيف لاأجنبي يعرف أنه من الخطأ التواجد في منزل ليس به نساء!!
ابتسمت روضه بتعجب ثم هتفت بمرح
— متكسفش يااحاازوقه ده هااني..قصدي دي رينااد وبعدين انا مش عجبااك ولاايه ده اناا رااجل البيت يااض حتى بص شنبي مخضر ازااي 
اتسعت عين ريناد وكذلك صباح بدهشه ثم تعالت ضحكاتهم بسبب مااردفت به تلك الثرثاره من اخر جمله قالتها…ولكنهم يعلمون جيداً ان اكرم لايفهم ماتهتف به روضه..لذا لا بأس..
تابعت روضه بمرح
— تعاالى اعررفك على رينوو يااحازوقه 
أشارت روضه تجاه ريناد مردفه بمرح
— اقدملك زوجة رجل مهم…رينااد الرفااعي بنت عمو منير الرفاعي اللي انا معرفوش ولا شفتو وتببقا مراات بقاا الرجل الذي لايقهر..ابييه حمزه الشافعي والست امي بقاا ست الكل كانت بتشتغل عند ريناد في الڤيلا والشغل مش عيب وانا كنت بروح معاها ساعات.. وساعات ساعات احب عمري واعشق الحجات او الحيات ايهما اقرب… المهم اتعرفت على ريناد وبقينا زي الاخوات وحتى ريناد حبت ماما وبقوا مع بعض عسلات.. وريناد بقت بتقولها ياماما عشان امي من احن الامهات وتوتاا توتاا خلصت الحدوده.. اكمل ولاتاكل حلوياات  !! 
كان ثلاثتهم أكرم وريناد وصباح يضعون ايديهم على جبهتهم بيأس ونفاذ صبر من حديث روضه المسترسل والمجنون.. هتفت صبااح بيأس وانزعاج من ابنتها 
— خلصتي  !!  
روضه بإيماء وضحك 
— لا لسه… و خد عنـ….. 
قاطعها اكرم هذه المره مردفاً بقلة حيله وملل
—  Oh my God … I will soon lose my mind because of you … I definitely will go crساأجن
ياإلهي.. سأفقد عقلي قريباً بسببك…حتماً ساأجن
روضه وهي تهز كتفيها بغرور
— اي نو يابيبي 
تابع اكرم بيأس وتوسل 
—I did not understand any word except that she was called Renad and her father was called Munir Al-Rifai 
لم أفهم أي كلمه سواا انها تدعى ريناد ووالدها يدعى منير الرفاعي… 
ثواني وشهق أكرم بدهشه متابعاً 
… Moment !! Mounir Al-Rifai !!!!
لحظه !! منيير الرفااعي  !!! 
…..
تُرى مالذي سيحدث معهم  !!! 
__________________________
بڤيــــلا الذئــب الوســـيم 
………………
ظلت تفكر للحظات الا أنها لمعت برأسها فكره..فهتفت بلهفه
— وااائل…اييه رأيك لو نتصل برقم بتوع مكافحة المخدرات يجوا يخدوه دلوقت…دي فرصه انهم ياخدوه قبل ما عقله يرجعله…عشان انا متأكده انه لو عرف اننا عاوزين نوديه مستشفى يتعالج..هيرفض ومش بعيد يقتلني انا وانت 
رمقها وائل مفكراً للحظات…نظر ليوسف فوجده يحرك رأسه يميناً ويساراً وهو يأن بتعب 
اردف وائل بإيماء
— عندك حق…لازم نكلمهم قبل مايفوق 
أخرج وائل هاتفه ليطلب رقم المستشفى الخاصه بمكافحة المخدرات..ظل يبحث عنه للحظات ولكنه لم يجده
نظر لـ مارينا بدهشه فكانت تنظر له أيضاً وعلى وجهها علامات الإستفهام
شهق وائل متذكراً
— ااه نسيت في العربيه..دقيقه هجيبه واجي
أومأت له مارينا وعادت لتنظر ليوسف بترقب وتفحص وهو يحرك رأسه أمامها بتعب 
نطق يوسف اسمها عدة مرات بتعب وهو مخمور 
— ماريناا…مارينااا…اااه…رااسي…مااريناا…انتي فين
رمقته مارينا بدهشه شديده….ثم جثت على ركبتيها لتتفحصه بدقه..همست بتعجب
— يووسف..يوسف انت كويس  !…عارف انا مين..!! يوسف انت فاايق.  !
فتح يوسف عينيه ببطئ ثم اغلقهم ثم فتحهم ثانيةً وظل هكذا عدة مرات…لحظه وعاد ثانيةً للهمس بإسمها
— مااريناا…انتي فين..متسبنيش…ااه..اااه رااسي 
شعرت مارينا للحظات بالخوف الشديد عليه…ولكن سرعان مانفضت ذلك الشعور هنا
فوقفت وهي تعقد يدها على صدرها وتنظر له بغضب مختلطاً بالحزن…اسفرت عن تنهيده طويله ثم قالت
— شوف غباائك وصلك لاإيه…غبي ياايوسف…غبي وهتفضل طول عمرك غبي…ومهما حصل ولا مهما عملت مش هسامحك تاني ولا هسمح لنفسي افضل معاك ثانيه واحده حتى 
نظر لها يوسف بتعب وهو يحاول جاهداً أن يفتح عينيه…نعم هو لم يرتشف الكثير من الخمر ولكن تلك الكميه القليله جعلته يشعر بالتيِه قليلاً..
مسح يوسف على وجهه عدة مرات وهو يحاول بكل قوته أن يفيق من كل هذا..حتى أن عقله بدأ يستعيده رويداً 
لحظات وقد آتى وائل…نظرت له مارينا بقلق ثم همست بصوت منخفض حتى لايصل لآذان ذلك الذئب
— وائل…يوسف بدأ يفوق..شكله مشربش كتير..اخلص اتصل على المستشفى 
أومأ لها وائل…ثم بحث سريعاً على محرك البحث”جوجل” ليتصفح عن افضل المستشفيات لمكافحة المخدرات…نعم هو طبيب ولكن هذا ليس مجاله..
ثواني وحصل وائل على رقم لمشفى جيده..ثم ادخل الرقم على جهة الإتصالات..ليقوم بالإتصال عليه 
وقبل أن يضغط على زر الإتصال..تفاجأ بيد فولاذيه تسحب منه الهاتف بقوه ثم القت به في الحائط بكل قوه.. فتحطم لقطعتين خرده 
نظر وائل أمامه فشهق بدهشه عندما وجد ذو العضلات البارزه والقويه والتي تفوقه قوه وصلابه..يقف أمامه وينظر له بغضب شديد 
رمش وائل بأهدابه عدة مرات لايصدق مافعله يوسف..وجهه بصره لمارينا فوجدها تقف بعيداً وجسدها يرتجف من الخوف وهي تنظر لكلاهما بخوف شديد 
تحولت ملامح وائل للغضب فصاح بيوسف
— انت ايييه اللي هببته ده  !!!
يوسف بجمود وسخريه 
— اشكر ربك ان مخلتش دماغك فرافيت بدل التليفون 
رمقه وائل بغيظ ثم تنفس بعمق وهدوء ليردف بعقلانيه 
— يووسف…اعقل وخليني اسااعدك 
ضحك يوسف بسخريه شديده ثم هتف ساخراً
— انت هتساعدني  !! بقااا اناا على اخر الزمن احتااج مساااعده مننك  !! ده انت اكتر وااحد بكررهو في الدنيااا دي…
اغمض وائل عينيه بألم..ظل يتنفس بهدوء عدة مرات حتى يهدئ من روعه 
تحدث بهدوء
— قول اللي تقولو يايووسف…بس انت عشرة سنين وصاحبي الوحيد واعز صاحب عندي فمش بسهوله افرط في صداقتنا…العشره متهونش غير…..
قاطعه يوسف صاارخااً بغيظ وغضب 
— بس انااااا بقاااا ابن حراااام وهااانت علييااااا…واطلللع من الڤيلاااا بدل ماادفنك فيهااا يااواائل…انت عاارف اناا نفسي اقتلك كده…امووتك بإيدي…افضل اخنق فيك لحد مطلع رووحك…عااارف ليييه يااواائل…عشااان انت الووحيد السبب في خرااب حيااتي…انت الووحيد السبب في كل اللي بيحصلي…غووور من وششششي..مش عاااوز اشوووفك تااااني 
تأمله وائل للحظات بدهشه…لم يكن يضع في الحُسبان يوماً ما…أن يكرهُ يوسف لتلك الدرجه 
لايعلم مالذي يدفعه لقول هذا بكل تلك القساوه…يدرك جيداً أن يوسف كان من أفضل الأشخاص الذي تعرف عليهم وائل…يدرك كم هو رائع وطيب القلب ومرح دائماً…لايعلم لما تغير لهذه الدرجه  !! 
كل ظنه أن يكون طريق المخدرات هو سبب تغيره وانحرافه..ولكن السبب الحقيقي ليس المخدرات فقط..بل وائل…وائل هو من يسبب عُقده في حياة يوسف منذ نعومة آظافره وتفضيل والديه وائل على ابنهم يوسف..
هذة المقارنه وهذا التفضيل بين الأطفال…لم يأتي بثماره المرجوه…فقد كان يظن والديه أنهم بتلك المقارنه والتفضيل يشجعونه على أن يصير افضل من صديقه…ولكن يوسف ظن ان والديه لايحبونه ويجدونه دائماً فاشل وسئ…لذا كره يوسف صديقه وائل..بل كره حياته أيضاً…وكبرت معه مشاعر الكُره ليتخذ يوسف طريقاً لنسيان كل شئ…وهو طريق الدمار…الهلاك…أسوأ طريق على الإطلاق…وهو الإنحراف وتعاطي المخدرات  ! 
وائل بحزن وتوسل
— طيب اهدى…اهدى يايوسف واعمل فيا اللي انت عاوزه بس اتعالج الأول…عشان خاطري ياصاحبي وانا عارف ان ليا عندك خاطر ولو بسيط…اتعالج..تعالى معايا المستشفى واتعالج من القرف اللي ضيعك ده 
كزّ يوسف على أسنانه بغيظ شديد وغضبٍ أعمى ليتجه نحو وائل ثم سحبه من ذراعهه صارخاً كالذئاب 
— براااا يااالاااااه…اطلــــــع برااااا….معدتش غييرك اللي هيجي يتكلم…غووور من وشششي…انا سبتلك كل حاااجه وهررربت عاااوز ايييه مننني تاااني…سيبني في حااالي بقااااا 
جذب وائل ذراعيه من يوسف ثم دفعه في صدره ليصرخ به هو الآخر وقد فقد صوابه
— الهرروووب عمررره مكاااان حــل…انت كده بتدمر نفسسسك اكتررر ماهيااا متدمررره….فووووق بقاااا هتموووت من الهباااب اللي بتتززفت تشرربه دده 
يوسف بإنفعال شديد وهو يطيح بأي شئ يراه أمامه من شدة انفعاله وغضبه
— انااا مش عااااوز مسساااعده من حددد…مش عاااوز منكم حااااجه…سيبوووني في حااالي…ابعددوو عننني بقااااا..انااا كده مبسوووط 
وائل بهدوء قليلاً
— بس غيرك مش مبسوط…ذنبها ايه ماريناا  !! 
توقف يوسف عن إطاحة الأشياء وتكسيرها..ثم ظل يتنفس بعمق وصدره يعلو ويهبط بتلاحق وتساارع شديد… نظر يوسف لمارينا بغضب قاتل جعلها تبتلع ريقها بخوف ثم رجعت للوراء عدة خطوات بخوف شديد حينما رأته ينظر لها كالذئب المفترس تماماً 
لاحظ وائل نظرات يوسف المتصلبه بغضب تجاااه مارينا… فأسرع وائل بجذبها من ذراعيها ليجعلها تختبئ ورائه 
تأملهم يوسف بغضب ثم تحولت ملامحهه للسخريه 
اقترب منهم بخطوات بطيئه وهو يبتسم بسخريه 
شعر وائل بالخوف قليلاً… فيوسف أقوى واطول منه بمراحل وأيضاً متهور بطريقه مخيفه… لذا خاف وائل على مارينا وليس على نفسه 
استجمع وائل  شجعاته ليردف بهدوء
— ارجع وراا يايوسف… اللي انت بتعمله ده غلط 
اتسعت ابتسامة يوسف الساخر ثم مال برأسه قليلاً لينظر لتلك المختبئه خلف وائل وترتجف من الخوف
هتف يوسف بسخريه 
— بتتحامي فيه  !!!  فكراااه هيقدر يحميكي  !!
وائل بغضب ونرفزه
—انت ايييه!!! معددنك ايييه!!!…زي ماانت عااوز النااس تبعد عنك…ابعد انت كماان عنهاا…ملكش دعوه بماارينا تااني ياايوسف…انا حذرتك اهوو
رمقهم يوسف للحظات ببرود وسخريه..ثم ضحك بسخريه شديده..أردف من بعدها بغرور وهو يقترب أكثر.. 
— لااا صدق خفت… طوول عمررك بتااع كلاام.. فااكر ياواائل لماا كنت بتنضرب في المدرسه وانا اللي اجبلك حقك… فااكر لما كنت تقعد تعيط جنب الحيط زي الحريم وانا اللي اجبلك حقك برضو… عاارف ليه.. عشاان انت ضعييف… وهتفضل طوول عمررك ضعيف ياووائل… وااحمي نفسك يااحلوو الاول وبعدين فكر احمي غيرك 
تراجع وائل للوراء ممسكاً بيده مارينا.. هتف بتصميم
— برااحتك… طاالماا راافض اسااعدك.. يبقاا برااحتك انت حررر… اناا حااولت كتيير معااك لكن انت مصمم تمشي في الغلط… انا مااشي يايوسف.. ماشي وهااخد ماريناا معاياا… مارينا ملهاش في السكه الزباله بتاعتك دي 
لم يتحدث يوسف ولم ينطق بكلمه واحده…فقد جلس على المقعد ورائه مصلباً نظره تجاه أعين مارينا مباشرةً ويبتسم بسخريه فقد كانت نظراته مخيفه بشده مما أثارت الرهبه والخوف في جسدها
ابتلعت مارينا ريقها بخوف شديد وترقرت الدموع بعينيها الزمرديه ولكنها حبستها بداخل مقلتيها حتى لاتظهر ضعفها أمامه..فيستغل هو ذلك..نظرت له ببرود قليلاً كأنها لا تبالي بنظراته القاتله 
كزّ يوسف على أسنانه بغيظ عندما وجد منها ردة فعل غير مباليه 
أما وائل همس بهدوء وهو يستعد للذهاب من أمامه ممسكاً بيد مارينا خوفاً عليها من ذاك الذئب الوسيم
— خد بالك من نفسك يايوسف…والحق نفسك قبل ماتغرق خالص ومتلاقيش اللي يلحقك 
قال وائل كلماته تلك..ليسحب مارينا من يدها ثم يتجه خارج الڤيلا…لم يكد يخطو خطوتين وانتفض بدهشه عندما وجد يوسف يجذب مارينا منه بقوه 
التفت وائل له ليصرخ عليه يوبخه حتى يتركها..ولكن ماحدث جعله يبتلع باقي الكلام في حلقه ويقف فقط ينظر بدهشه وصدمه عارمه 
فقد جذبها يوسف بقوه ليحيط وجهها بكلتا يديه الصلبه ثم سحب شفتاها في قُبله قويه والحقيقه لم تكن قُبله بل كان ينتقم منها بقسوه…فقد كاد يقتلع شفتيها من قوة قُبلته العنيفه…ظلت تكيل له اللكمات في كتفه وصدره كي يبتعد عنها فقد شعرت بالدماء تكاد تنفجر من شفتاها
ولكن هيهات..لا حياةًُ لمن تنادي..قيدّ يوسف معصم يداها بيدٍ واحده..واليد الآخرى قبضت على شعرها بقوه ليُعمق قبلته أكثر حتى كتم أنفاسها تماماً..
لحظات وبدأ يشعر بتراخي جسدها بين يديه…فاابتعد سريعاً كي يجعلها تتنفس..فقد كادت أن تختنق بالفعل..
ابتعد عنها ليتنفسَ بقوه سوياً تحت نظرات وائل المندهشه والمصدومه..فقد شُلت الصدمه قوامه ومنعته عن التقدم خطوه ليغيث تلك المسكينه من قبضة هذا المستذئب..
عضّ يوسف على شفتيه وهو ينظر لها بسخريه ووقاحه..أما هي قابلت نظراته بدموع ولوم وهي تتحسس شفتاها المتورمه والتي أُدميت من قوة وقسوة قُبلته 
لحظه ودوى صوت صفعه شديده على وجهها…نالتها مارينا من يوسف فسقطت على الأرض بتألم ودهشه شديده من أفعاله المضطربه 
تدخل وائل ليصرخ به بغضب شديد وهو ينحني ليسند مارينا ويوقفه معه
ولكن قبل أن تصل يده لها…كان هو الآخر ساقطاً بتألم على ظهره إثر تلك الركله القويه التي نالها من يوسف في صدره 
وضع وائل يده على صدره بتألم وتأوه شديد 
رمقه يوسف بنظرات كارها هاتفاً بحِده ولهجه تحذيريه
— تبقا تفكر بس تلمسها ولا تقرب منها تاني…هخليك انت اللي تحفر قبرك باإيدك 
التفت يوسف لمارينا هي الآخرى فوجدها تبكي في صمت نظر لها بغضب جحيمي ثم انحنى ليجذبها من شعرها…
اوقفها معه ليهمس بجانب أذنيها بهمسٍ مرعب
— هعديهالك المرادي عشان كنت سكران…عاارفه ياامااريناا لو حد لمسك غيري تاااني هعمل فيكي اييه  !!!  هسلخك ياماارينااا…هقطعك حتت وارميكي للكلاااب 
اغمضت مارينا عينيها بألم وخوف تستجمع شجاعتها لتهتف بصوت مسموع 
— مش عاااوز اعيش مع وااحد بكرهووو…انت معندكش دم..بقلك مش عااوزااك….بكرهككك…سيبني امششي بقاااا 
تأملها يوسف قليلاً…ثم دفع بها بعيداً عنه…ليتجهه لوائل يجذبه من ياقة قميصه كي يوقفه معه فقد كانت الركله التي وجهها لصدر وائل قويه لذا تألم بشده
أمسكه يوسف من قميصه بشده وغضب وغيظ شديد صاارخاً به 
— عااااوز تاااخد حاااجه بتاااعتي مني تاااني…مش كفااايااا كل حاااجه خدتهااا مننني…كمااان عاااوز  تاااخد الحااجه الوحييده اللي انااا مقدرش اعييش من غييرررهااا….عااووز تحرمنننني من مااريناااا ليييه هاااا ليييه….”لكمه يوسف في رأسه ليتابع بصرااخ…ررررد علياااا عااااووز تاااخدهااا مننني ليييه 
وقفت مااريناا تترقبهم بخوف شديد ولم تعي ماقاله يوسف عنها…كل ما كان يدور برأسها أن يوسف يعتبرها احدى ممتلكاته الخاصه..مثلها مثل أي شئ عادياً يمتلكه 
أجابه وائل بتعب من ضرب يوسف له 
— عشاان انت تستاااهل واااحده زباااله زيييك…انماا مااريناا ههه لاااء…مااريناا انضف منك يايوسف 
كزّ يوسف على أسنانه بغيظ ثم لكمه لكمةً أخرى في رأسه ليبعده عنه…
اتجهه ناحيةً مارينا بغضب…ليجذبها من ذراعيها بقوه ثم دفع بها تجاه وائل وهو يصرخ بغضب أعمى 
— بوووسهااااا 
رمقته مارينا وكذلك وائل بصدمه ودهشه شديده 
فكرر يوسف ماقاله بصوت عالي غااضب 
— بووووسهااا….متتنح ليييه  !!!! مش دي اللي بتقووول عليهااا انضف مني  !!! 
دي انا معلم عليهااا…عاارف يعني ايييه…يعني دي ساابتلي نفسهااا…وزي مااعملت كده هتعمل مع غييري…بس اناا اناااني…ايواا اناا اناااني…عشاان كده عااوزهاا تبسطني انااا بس…تبقااا بتاعتي اناا بس 
توقف عن الصراخ ليضحك بسخريه تحت نظرات الصدمه منهم…تابع بسخريه وضحك
— بس عاارف…انت كنت صااحبي في يووم برضوو عشاان كده مش هستخسرها فيك واخليك تدوق منها شويه…ايه رأيك هههه بس بقلك ايه..ترجعهالي بسررعه…عشاان بتوحشني كل ثاانيه 
لم يتمالك وائل نفسه فبصق أمامه وهو يهتف بغضب وغيظ
— مش هتنضف ابداااً…اتفوو علي رجوولتك…ده لوو عندك ذرة رجووله أصلاً سيبها تمشي وتبعد عن قرفك 
لم تنطق مارينا بأي شئ..سوا انها أجهشت بالبكاء الصامت من كلمات يوسف القاتله لها ولكرامتها 
أهذا مايظنه بهاا  !! 
هل هي سلعه ورخيصه في نظره!! 
هل يكرهها لتلك الدرجه  !! 
ابتسم يوسف بخبث ليردف بهدوء وبرود
— امشوااا…
رمقه وائل بتقزز مردفاً بحنق 
— مش مستنين منك إذن 
قال وائل جملته بغضب وغيظ من تصرفات يوسف..ثم سحب مارينا من يدها ليتجهوا لخارج الڤيلا بأكملها…
سارا الإثنين للخارج…أما يوسف اختفى في ثانيه داخل غرفه من غرف ڤيلته…ثم عاد سريعاً 
لحظات ودوى صوت رصااصٍ عالى في الڤيلا برمته 
انتفضت مارينا لتصرخ باإنهياار 
— واااائـــــــــل  …لااا..لاااا وااائل…لااا وااائل قوووم
وضع يوم مسدسه في جرابه الخاص بجيبه…ثم ركض سريعاً تجاه مارينا…ليحملها رغماً عنها على كتفه وهي تصرخ وتبكي بإنهياار 
وضعها يوسف بالسياره ثم صوب المسدس تجاه رأسها ليهمس ببرود
— بيقولي لو راجل اسيبك امشي…الكلب ال*** ميعرفش ان لو سيبتك تبعدي عني او سيبت حاجه بتاعتي ابقى مش راجل 
هزّت مارينا رأسها بنفي وتوسل لتهمس ببكاء
— الحقه عشااان خااطري..واائل ميستاهلش كده…حرااام…حراااام ياايووسف…واائل طيييب..ووائل معملش حاااجه 
صرخ بها يوسف وهو يضع المسدس برأسها
— اخررسسسيي متجبيييش سسييرته على لساااانك انتي فااااهمه…لساااانك ده مينطقش غيير اسمي وبس…يووسف وببس…انتي فاااااهمه 
اومأت له بخوف لتهمس ببكاء مكتوم
— متسيبش صاحبك يموت 
ابتسم يوسف بسخريه…ليقوم بتشغيل سياارته ثم قادها بأقصى سرعه كالعاده…منطلقاً لمكان لا أحد يعرفه غيره هو فقط  !
فماا مصير الذئب وفريسته وذلك المسكين وائل 
!!!؟
_____________________________
في المصعد التابع للبنايه التي يسكن بها رجل القانون ونورهِ
……….
كان باسم يقف في المصعد ويحتوي كتفي نور أمامه..واضعاً ذقنه على رأسها ويجذبها لأحضانه من كتفيها..
أما هي كانت في قمة سعادتها…الآن لا مكان للخوف او القلق…الآن هي بين يدي حبيبها وبطلها وزوجها
إذاً..لا داعي للخوف أو الحزن 
توقف المصعد فجأةً..فانتفضت نور بخضه…قابل باسم ذلك بإحتواء وحنان منه..فضغط على كتفيها برّقه ثم ضمها إليه أكثر…هامساً بمرح وحُب
— ايه يانور عيني مالك..سرحانه في إيه ياحبيبتي
رفعت رأسها لتقابل عينيه البندقيه اللتي تشعان بوميض الحُب ولوعة العشق 
ابتسمت برّقه لتجيب بنبرة صوتها الرقيق والهادئ كعادته
— إمبارح كنت خايفه اووي…كنت خايفه منشوفش بعض تاني…بس انهارده انا معاك وفي حضنك…
انا بحبك اووي ياباسم 
ابتسم باسم بسعاده بالغه..ثم فتح باب شقته…لحظات وشهقت نور بخجل عندما وجدت نفسها تطير في الهواء بين ذراعيه…فقد انحنى ليحملها باسم ثم دلف لشقتهم وأغلق الباب بقدميه وهو يهتف بمرح وسعاده
— النور رجع لشقتنا تاني…رجعتي لحضنك تااني يانور عيني 
ضحكت نور بخفه وظهر بعض التورد الخفيف في خداها فاابتسم باسم بعشق شديد وهو يتأمل وجنتيها اللتان يذوب في عشقهم…اقترب باسم منها ليختطف قُبله سريعه من شفتيها ثم انزلها برفق ليصيح بسعاده
— رينااااد…يااارينووو…لقيييت نوور يااريناااد 
قضبت نور حاجبيها بدهشه..ثم أردفت متسائله
— رينااد  !!  هي ريناد هنا  !! 
باسم بإيماء وهو مازال يبستم بمرح
— ايووه…وولدت كمان بس بنتها في الحضانه..وريناد هتقعد معانا كام يوم كده عشان جوزها في مأموريه..
إدعى باسم ذلك..فمن غير اللائق كشف بعض الأسرار والخصوصيات أمام أي أحد..مهما كان يمثل لك هذا الشخص 
اتسعت ابتسامة نور المشرقه وانهلت بلهفه وسعاده على باسم بكم من الاسئله حول ريناد والطفله 
— بتكلم بجد  !! هي كويسه  !  طب انا عاوزه اشوف البيبي  !! اكيد قمر زي ريناد  !! هي هتطلع من الحضانه امتى!! انا فرحانه عشان ريناد هتقعد معانا..على الأقل الاقي حد يونسني وانت في شغلك 
باسم بمرح وهو يتجه بحثاً عن شقيقته في الغُرف 
— يلاا اجدعني انتي كماان عشان نجيب كاام قطه سيامي زيك كده يسلوكي وانا مش هنا 
ابتسمت نور ببلاهه لتردف بعدم فهم
— بس انت عارف ان عندي فوبيا من القطط  !
رمقها باسم بدهشه للحظات…ثم قهقهـ بصوته الرجولي ضاحكاً 
— انتي بجد مش فاهمه اناا قصدي ايه  !! 
هزّت نور رأسها بنفي وهي مازالت تبتسم كالبلهاء
فتابع باسم بخبث وغمزه متفحصاً لجسدها بإشتياق
— كلها كام ساعه والليل يجي وافهمك…ياقطتي 
اومأت نور باابتسامه رقيقه..ثواني ودهشت بخجل عندما أدركت المغزى من حديثه 
— هاااه…  !! انت..انت..انت قليل الأدب 
باسم بإيماء شديد ونظرات ذات مغزى وقحه 
— ايواا…انا قليل الأدب فعلاً….وزهقت من أم الكلمه دي عشان انت عارفه ان قليل الأدب ومش محترم وسافل كمان…بس معاكي انتي ياقطتي
” غمز لها بوقاحه وعشق شديد..ليتابع 
— تحبي نتفضح دلوقتي قدام أختي…ولا بالليل في الخباثه كده 
برمت شفتاها بغضب مصطنع وخجل شديد لتهمس 
باِسْتحْيَاء 
— قليل الأدب مش محترم 
وضع باسم يده في شعره…ليعبث به بغرور مصطنع مردفاً بمرح
— ونووتي كماان…عاارفه يانووري..هتخليني اروح اشتري خرز من بتاعة الحسد دي..او علامة الكف اللي بيعلقوها في ودن البقره والبسها انا..عشان الحسد..ايواا مهو انا افتخر إني قليل الأدب مع روحي وحبيبتي وعود البطل حقي 
نور بمرح ومزاح
— هتلبس الكف ليه..هو إنت بقره  !! ههههه 
رمقها باسم بدهشه وغضب..فوضعت نور يدها على فمها بخجل شديد…كأنها لم تقصد أن تقول ذلك..لحظات وتحولت ملامح باسم للضحك ليصفق بيديه هاتفاً بإعجاب ومرح 
— تربيتي…وطيرتي جبهتي 
أروح انا ادور على قطع غيار لجبهتي اللي طارت دي 
…لااا..لااا بجد عاااش…عاااش ياابطل…
توقف عن التعجب ليهمس بغضب مصطنع وهو يشير لها أن تأتي إليه
— نووور…تعااالي  هنااا حاالاااً
تأملته نور بخوف…فقد بدا يُشبه أخيه عمر في غضبه تماماً…نعم..إنها هي تلك النظرات الغامضه والمخيفه 
اتجهت نور تسير اليه بخطوات متثاقله من الخوف 
وحينما وصلت عنده…شهقت بدهشه متفاجأه بما فعله بااسم..
فقد جذبها من يديها ليتلهم شفتاها في قُبله مشتاقه دافئه تميل للقسوه مع بعض الرّقه 
للحظات ظلت نور تفتح عينيها على مصرعيها بدهشه من ردة فعل باسم الغير متوقعه بالمرّه..بينما هو ظل يُقبلها بتلذذ ونهم…ليُطفأ بقُبلته تلك لهيب إشتياقه لها…
رفعت نور راية الإستسلام له..لتتجاوب معه برّقه وبخجل أيضاً…لم تمرّ دقيقه وابتعدت عنه مسرعه وهي تشهق بخجل لتهمس
— أختك  !! رينااد ممكن تشوفناا 
لم يجيبها باسم فقد كانت أنظاره متعلقه بشفتاها اللتان ظهر فيهم لون الكرز..
احاطها باسم من خصرها برفق ليضمها إليه ثانيةً…ثم طبع قُبله طويله على جبينها ليبتعد مردفاً بحُب
— عااوزك تثقي فيا اكتر من كده ومتخافيش مني تااني…أنا عُمري ماازعل منك…انتي الوحيده اللي في العالم ده اللي بتقبله هزاره اياً كان إيه…إنت رووحي يانور…جزء مني…معقول أزعل منك وازعلك لسبب تافهه  !! 
ابتسمت برّقه لترفع كفها الرقيق تداعب ذقنه بحُب..فوضع قُبله في باطن كفها..متابعاً حديثه بهدوء
— احنا في بيتنا مع بعض نهزر ونقول اللي عاوزينه من غير زعل…لكن برا البيت نعمل فيها شيوخ والعيب ملناش دعوه بيه..مفهوم  !! 
اومأت نور مبستمه بخجل…ثم أردفت بعد لحظات متسائله بإستغراب 
— هي ريناد مطلعتش ليه  !!
باسم بتلقائيه 
— تلاقيها نايمه شويه…ادخلي انتي الاوضه بتاعت الضيوف أو الأطفال كده شوفيها…عشان إنتي عارفه أنه مينفعش ادخل عليه وهي نايمه 
أومأت نور بطاعه…لتتجه بالفعل للغُرفتين تبحث عن شقيقة زوجها..
دلفت لغرفة نوم الأطفال تتفحصها بهدوء…فلم تجدها…اتجهت لغرفة نوم الضيوف تتفحصها أيضاً فلم تجدها…
عقدت حاجبيها بدهشه ثم خرجت لتخبر باسم بهدوء
— ريناد مش هنا ياباسم 
كان باسم يقف أمام المرآه بالمرحاض يبدل ملابسه
التفت لها ليردف بدهشه
— إنتي متأكده  !! 
نور بإيماء وتأكيد
— ايواا انا مش لقياها في أي أوضه…ولو كانت هنا كان زمانها خرجت أول ماسمعت صوتنا 
تأملها باسم للحظات بقلق ودهشه…ثم أخرج هاتفه كي يتصل عليها…
لحظات وبالفعل أجابته ريناد بصوت هادئ
— ايواا ياباسم 
باسم بلهفه
— رينااد..انتي فيين  !!  انتي كويسه ياحبيبتي  !
ريناد بهدوء وهمس 
— متقلقش ياباسم..أنا كويسه والله…بس حسيت ان زهقانه فااتصلت على واحده صاحبتي تيجي تاخدني اقعد عندها اسبوعين كده في الساحل على ما آيلا تطلع وابقى أجي 
تنهّد باسم بهدوء ليجيب
— كده ياريناد تقلقيني عليكي  !!….. مقلتليش ليه قبل ما تمشي  !
ريناد بعقلانيه 
— محبتش اشغل بالك ياباسم…انت فيك اللي مكفيك برضو…المهم نور كويسه  !
باسم بنصف ابتسامه
— احنا كويسين ياحبيبتي الحمدلله…خدي بالك من نفسك ياريناد ولو احتجتي أي حاجه كلميني 
أجابت 
— حاضر ياباسم…يلا سلام 
تنهّد بقلة حيله ثم أردف 
— مع السلامه ياريناد 
أغلق باسم هاتفه لينظر لنور بحزن…قابلت نور نظراته بقلق عليه لتتجه اليه…ثم جذبته من يده ليجلسا سوياً على السرير…مسدّت نور على شعره بحنان هامسه برّقه 
— ممكن تهدى وتحكيلي في إيه 
نظر لها باسم بحزن…ثم اقترب ليميل برأسه على صدرها…فضمته نور بحنان إليها لتظل تمسّد على شعره برفق ولين 
تحدث باسم بحزن على تشتت أفراد عائلته 
— مش عاارف يااانور…حااسس بخووف كبيير أووي…حاسس إن في حاجه كبيره هتحصل وتفرق عيلتنا عن بعضها..
صمت قليلاً ليتابع بسخريه 
— ده إذا مكناش إفترقنا أصلاً 
طبعت نور عدة قُبلات رقيقه على شعره لتهمس له بكلمات مريحه 
— أنا معرفش هو في إييه…ومش هسألك عن أي حاجه غير لما انت تجيلي بنفسك تحكيلي…بس مش عاوزاك تخاف من أي حاجه…اللي ربنا عاوزه هيكون ياباسم…ولازم نرضي بقضاء الله وقدره اياً كان إيه
وإن شاء الله كل حاجه هتتحسن وترجعوا أحسن من الأول كمان…إن بعد العُسر يُسر…اضحك كده ومتشيلش هم حاجه…كله مقدر ومكتوب…وتأكد ان لو الدنيا كلها سابتك وانت مع ربنا..فربنا عمره ماهيسيبك في ضيقه….وأنا جنبك أهو ياحبيبي لو طلبت عنيا والله ماتغلى عليك ياباسم 
بعد أن قالت نور كلماته العقلانيه والمريحه تلك..قام باسم بلف ذراعيه حول خصرها ثم دفن وجهه في صدرها أكثر ليهمس 
— اناا بحبك أووي ياانور…أوعي تسيبني عشان خاطري…أوعي تبعدي عني مهما حصل 
عبثت نور في شعره بمرح ثم هتفت بمشاكسه اكتسبتها منه 
— أسيبك  !! قاال اسيبك قاال…أناا قااعده على قلبك ومربعه ياروح نوور 
ابتسم باسم بخفه ثم رفع رأسه قليلاً عن صدرها ليطبع قُبله دافئه في عنقها..ليبتعد وينزل ثانيةً ينام على صدرها…
لم تكفّ نور عن العبث في شعره بهدوء ورقه…أردفت بعد لحظات بتوتر وخجل قليلاً
— بااسم 
باسم بهدوء 
— نعم يانور عيني 
ابتلعت نور ريقها بتوتر لتستجمعها شجاعتها ثم همست
— عاوزه أقلك حاجه عن مُهاب  
رفع باسم رأسه لينظر في عينيها بدهشه هاتفاً بتعجب من ذكرها لإسمه 
— مُهااب  !!!! 
فما هو الخبر الذي ستلقيه نور على مسامع باسم 
!!!؟ 
_______________________
في المنزل المبني في مكانٍ منعزل عن الضوضاء والبشر…وهو المنزل الذي يتقابل به رجال الأمن والجيش والمخابرات سراً
………………..
بعد رحيل سااندي وفض الإجتماع الذي قام به حمزه وذهاب كل منهم لعمله..
تبقى كلاً من المقدم نادر..وقائد الكتيبه المدرعه أمجد 
ورئيس المخابرات حمزه العُريبي 
الملقب بـ جِنّ الداخليه…
وقف حمزه شارداً في شرفة منزله ينفث سجائره بشراهه واحده وراء الثانيه بشرود شديد انتبه له أمجد فور دخوله للشُرفه 
جذب منه أمجد السيجاره ليلقي بها بعيداً…فرمقه حمزه بدهشه 
هتف أمجد بتعجب 
— في اييه ماالك  !! دي مش أول مهمه نقوم بيها..انت متوتر كده ليه..التوتر مش هيحل حاجه
احنا محتاجين ننفذ الخطه اللي انت قلت عليها دي بس بذكاء وبهدوء ومن غير ولا غلطه عشان نصطادهم كلهم زي الفيران من غير ماحد فيهم يحس 
تنفس حمزه بعمق…ثم مسح على وجهه وشعره بضيق وحزن…
نظر لـ أمجد بغموض 
ثم تحدث بهدوء قاتل كعادته 
— تفتكر ممكن يوصلها  !!
نظر أمجد أمامه ليصمت للحظات دون أن يجيبه…فكلاهما يعرفان مدى خطورة وعبقرية الجاسوس سامح الصعيدي..
هتف أمجد بعد لحظات بتفاؤل حتى لا يجعل الخوف والقلق يتملك من قلب هذا الجن فيضعفه والدوله بأكملها في أمس الحاجه لحمزه وذكائه 
— سامح ميجيش جنب تفكيرك حاجه…متقلقش ياحمزه…مراتك محدش هيعرف يوصلها 
أغمض حمزه عينيه بألم وحزن ثم أردف
— كنت عارف إن الست اللي اسمها فاطمه دي هتكذب عليا…عشان كده اتصلت بكريم يبعت كام ظابط مخابرات كده متخفي في أي زي عادي..يمشوا وراا بااسم…
واتصلت مخصوص بفاطمه أسألها عن ريناد عشان كانو رجالة سامح قدروا يوصلو للڤيلا الجديده 
فعشان كده فاطمه كانت بتكلم بخوف وخلوها تكذب وتقول ان ريناد موجوده عشان يشتتو دماغي 
قاطعه أمجد مردفاً بمرح
— بس انت برضو دماغك دي على رأي نادر تتقال بالماس…إنت ازاي جاتلك فكرة إنك تكلم الست اللي اسمها صباح دي اللي كانت بتشتغل في الڤيلا القديمه عندك…وتقولها تكلم ريناد وتقنعها تروح تقعد عندها 
ابتسم حمزه بسخريه ثم أسفر عن تنهيده طويله ليتابع بثقه 
— ظباط المخابرات اللي انا ممشيهم ورا ريناد من أكفئ الظباط في الجهاز بتاعي  …تحركات ريناد كانت بتجيلي أول بأول…
انت فاكر ان هبقى بالهدوء ده وأنا معرفش عنها حاجه  !! أكييد لااء طبعاً…أنا مستحيل أركز في أي حاجه وأنا مش مطمن على مراتي وبنتي 
عشان كده كان لازم أدخل من طريق تاني ميخطرش على بال سامح ولا أي حد لأنه عاوز يخلي ريناد مساومه بينا….والحل هو إن ريناد تعيش مع صباح لحد ماأخلص مهمتي 
لكن لو كنت سبتها قاعده عند باسم أخوها…كان زمان رجالة سامح وصلوللها دلوقت 
أمجد بإستفسار وعدم فهم
— طيب ماانت عملت اللازم أهو عشان تحميها وكمان طلقتها عشان لو حد عرف من جهاز الرئاسه انها بنت جاسوس وإن رئيس المخابرات اللي هو انت متجوزه ابن جاسوس…كانو قتلوها…لكن طلاقك ليها ده تصرف صح برضو وهيخليها في الأمان…ايه اللي موترك وقلقك بقاا 
تنهّد حمزه بحزن ليردف بقلق قليلاً
— مش عارف أنا لو مُت هي هيحصلها اييه…خايف عليها وعلى بنتي اللي ملحقتش أشوفها غير دقيقه…خايف عليهم اووي ياأمجد…ريناد لسه عيله متفهمش حاجه في الدنيا…ومحدش من أهلها واخد باله ولا مهتم بيها…أنا كنت كل عيلتها..مش عارف من بعدي هتعيش ازااي…حتى دواها كنت أنا اللي بدهولها…انت متخيل انك تبقى أب لطفلتين وفجأه تسيبهم وتختفي كده…  !! 
متخيل انهم هيعرفوا يعتمدوا على نفسهم  !! 
أسفر عن تنهيده طويله بها كل مشاعر الحزن..ثم همس
— اااه ياطفلتي…اااه يااريناااد…أناا ضعيف من غيرك يارينااد…ضعيف من غيرك ياطفلتي 
شعر أمجد بالحزن على حالة صديقه…فوضع يده على كتفها يحثه على الصمود مردفاً بعزم
— اجمد ياحمزه…انت مش ضعيف ولا عمرك كنت ضعيف…انت جنّ الداخليه…جِنّ المخابرات اللي اسمه بس مجرد مايتذكر يرعب دوله…
في مائة مليون واحد بيتحاموا فيك ياحمزه…
مائة مليون مصري مستنينك تنضف مصر وأرضها من الجواسيس والإرهابيين اللي بيقتلوا في كبير وصغير من غير رحمه 
كزّ حمزه على أسنانه بغيظ ثم كور قبضة يده بغضب شديد لينظر أمامه بحِده وغموض هاتفاً بتصميم
— أقسم باللي خلقني وخلقك ياسامح..لكون لافف حبل المشنقه على رقبتك وشنقك بنفسي قدام العالم كله يااكلــب…حساابك معاايا تقل…اصببر بس 
دقائق…وانتفض الإثنين على صوت ناادر يصيح 
— عملوهااا يااباااشااا….سااامح عملهاا ياباااشااا 
فماذا يقصد نادر بذلك  !!؟ 
________________________ 
في مطار القاهره الدوليه 
….
ترّجلت ساندي من السياره أمام المطار…لحظات وشهقت منتفضه بخوف..عندما وجدت أحد الرجال طوال القامه يرتدي بدله سوادء ونظاره سوداء ويخفي بيده مسدس حتى لا ينتبه له العامه 
همس الرجل بلهجه آمره مخيفه مشيراً للسياره ورائها
— اركبي ومسمعش نفسك 
كادت ساندي أن تصرخ ولكن وجدت المسدس مصوب تجاه بطنها…
فأومأت بخوف شديد لتركب السياره وهي ترتجف بخوف دون أن تنطق بشئ 
ركب ذلك الرجل السياره بجانبها…ثم أعطى إشاره للرجل الآخر الذي آتى معه…بأن ينطلق للمكان المقصود 
ساندي بخوف وبكاء
— انتو مين..عااوزين مني اييه  !!!
الرجل بغضب 
— اخررسي…كلمه كمان وهفجر الرصاصه دي في دماغك 
أومأت بخوف لتضع يدها على فمها وتشهق ببكاء 
بينما الرجل أخرج هاتفه ليقوم بالإتصال على رئيسه وهو سامح الصعيدي 
— جبناها ياباشا 
سامح بخبث وبسخريه
— حلوو أوووي…كله مااشي تماام زي ماأناا عااوز 
فمالذي سيحدث مع ساندي وهل ستستطيع الفرار أما لا  !!؟
_________________________
في الزنزانه التي حبس عمر يمنى بها
……
وصل إبراهيم ذاك الرجل العملاق…بعد ساعتين تقريباً وذلك بسبب أن القصر تم تشييده في مكانٍ بعيد عن كل شئ….
دلف ابراهيم للقصر وبحوزته أكياس بها المنظفات والأشياء الآخرى التي طلبتها يمنى 
رمقته يمنى بدهشه وهو يقترب نحوها..فلم تكن تظن أنه سيحضر لها ماطلبته…ولكن بالفعل نفذ لها رغباتها وكأنه إنسان آلي يتحرك بالآوامر فقط ولا يفهم أي شئ سواا أنه خُلق لتنفيذ الآوامر
وهذا هو السبب الذي جعله عمر حارساً لسُجناء قصرهِ 
فقد استخدمه عمر لجسده الضخم والمخيف…أما عقله لم يحتاجه في شئ 
هتفت يمنى بمرح فور اقترابه بالأشياء نحوها
— عااااا….آخيييرااا…ده  اناا قلت انك اتخطفت ولااحاجه وخدو شنبك بااعوه في سوق الجمعه بديل لسلك الموااعين 
ضحك ابراهيم بشده ثم فتح الزنزانه ليعطي ليمنى الأشياء…ليقوم بغلق الزنزانه ثانيةً ثم يعود للجلوس على مقعده كأن شيئاً لم يكن 
رفعت يمنى حاجبيها بدهشه وتعجب من تصرفاته التي تشبه الرجال الآليين تماماً…لتردف بتعجب
— لاا حول ولاقوة إلا بالله…انت شكلك كده..خير اللهم اجعله خيير ملبووس…اي والله…وشكلي كده اللهم صلّ على النبي هتلبس أنا كمان…مهو مش معقول والله نفضل قاعدين في قصر مهجور طويل عريض كده وميطلش عفريت 
نظر لها ابراهيم ثم ابتسم بمرح مردفاً 
— متخافيش ياست يمنى…أنا متعود عليهم 
اتسعت عين يمنى بذهول ثم شهقت بصدمه هاتفه
— عاااااااا….يعني فيه أشباااح وعفاااريت هناا
تابعت بمرح وبخوف مصطنع 
— قاال وعلى رأي المثل…يااحبيبي ده اللي يخاااف من العفرريت يطلعو بنزلواا يقعدلوو…وعوو عووو عووو…منك لله ياعمررر…اشوووف فييك يوووم يابعييد
قاطعها ابراهيم متسائلاً
— هو عمر بيه جايبك هنا ليه ياست يمنى  !!!
ده مبيجبش حد هناا غير لماا يوريه الواان العذاب اللي ممكن تتخيليها 
نظرت له يمنى بخوف ثم ابتلعت ريقها لتهمس بمرح تحاول أن تخفف عن نفسها
— لااا جماايكاا بيحبني…هوو بس عااوز يعذبني شويه اتنين كده لكن هوو بيحبني…بس ايززي القاادم اجمل ياعزيزي انا جتتي نحست وبقيت جبله أصلاً
يعمل اللي هو عاوزه
تأملت الزنزانه وهي تزفر بضيق لتضع يدها حول خصرها مردفه بحماس
— احناا لاازم نضيع الوقت ده في حااجه مفيده…ايواا انا مبحبش القاعده بتعمل فخاد..وانا حاسه ان طخنت شويه والصلاه عالنبي رمضان داخل وهروح زي العجل 
تنهدت بحماس وهي تصفق بمرح
— نبدأ منيين ياابت ياايمنى نبدأ منييين….ااااه لااقيتهااا…عم ابرهيمااااع 
ابراهيم بضحك على تلك الطريقه المضحكه التي تناديه بها يمنى
— يااادي النييله على عمك ابرااهيييم… ايييه تااني يااست يمنى
يمنى ببكاء مصطنع
— ايه ده!!  انت بتزعقلي!!  عااااا هلااقيهاا منك ولاامنه… كلكم بتكرهووناااي محدش بيحبني حبك برص عاااااااا 
ابراهيم بنفاذ صبر
— والله ياست يمنى انتي مسلياني بس البيه مانعني اتكلمك معاكي اصلاً ولو عرف ان سيبتك وطلعت براا وطاوعتك… مش بعيد يرميني لتعابينه 
فتحت يمنى فمها ببلاهه لتردف بدهشه من آخر كلمه قالها
— قلت اييه!! اييه.. قوول تااني كده.. ميين.. تقصدني انااا.. حبناا عشـ…. عااااا قلت تعااابيين  !!! 
اناا جوزاااي مربي تعاابين!! 
ابراهيم بإيماء وتأكيد
— ايواا ياست يمنى واللي بيدخل عندهم مبيطلعش سليم 
يمنى ببرود وعدم اهتمام كأن كل شئ أصبح عادياً امامها فلم تعد تهتم لما يفعله عمر حتى لو القى بها في النيران 
— وهما ساايبنين التعابين تعباانين ليه!!  .. يعني عااوزه افهم دلوقت مش التعبان ده بني ادم زينا.. اصل أنا ليا صحابي شبهم كتير… بس مش ده موضوعنا… المفروض من الرحمه أي تعبان بيودوه مستشفى يتعالج علطول…  
ابراهيم بعدم فهم مما تقوله يمنى
— انتي بتقولي ايه ياست يمنى…انا مش فاهم كلامك
تابعت يمنى بمرح 
— هو مش التعبان بيروح المستشفى..!! طبيعي أي حد تعبان يروح المستشفى..هااه ولاا هااه  !؟
زفر ابراهيم بضيق ونفاذ صبر ليهتف
— ياست يمنى مش اقصد تعبان يعني مريض..انا قصدي التعابين اللي بيسموها اناكوندا دي…عمر بيه بقاا مربي واحد منهم فووق 
ترنحت يمنى من الصدمه ثم شهقت بخوف حقيقي تلك المره
— انااكوندااا  !!! هااار اسووووخ انااكوندااا  !!!
النااس تربي قطط وكلاااب واناا جووزي يربي انااكونداا  !!!  لااااه ده انت اتجننت رسمي يااعمر 
نهرها ابراهيم بخوف عندما وبخت عمر
— وطي حسك ياست يمنى هتودينا في داهيه…الحيطان ليهاا وداان والبيه لو عرف انك شتمتيه هيكون اخر يوم ليكي في عمرك انهارده 
يمنى بسخريه وعدم اهتمام وهي تنحني لتخرج أغراض التنظيف من الأكياس 
— يااريته يمووتني…والله هرتااح بدل الهم والنكد ده 
زفرت بضيق لتقوم بنزع تلك الملائه المتسخه والمليئه بالغبار من على السرير المتهالك بالزنزانه
ثم أخذت المكنسه لتبدأ حملة التنظيف مع صوت غنائها النشااز وهي تصيح بغنااء 
— يا ابيض يا اسود قصة حياتي كل حكاياتي
مع اني عادي عادي عايشها في النص رمادي
كانت يمنى تنظف جيداً وهي تغني بمرح وصياح…أما ابراهيم لم يتحمل صوتها الذي يشبه 
“صوت البعض منكم عندما يرسل رساله صوتيه لأصدقائه
…لا تنصدم هكذا عزيزي القارئ..نعم أنا اقصدك انت..
تمت الصدمه بنجاح  !!  أني أسف” 
وضع ابراهيم يده على أذنيه حتى لا يصل صوتها لمسامعه..بينما تاابعت يمنى بصياح اكثر وكأنها تعاند 
—القلب مات مع اللي فات
صرختي صوتها سكات
يأس كسره وإحباط طناش طناش واستعباط
أنهت تنظيف الزنزانه بالكامل من الغبار والعنكوب بعد ساعه أو أكثر وهي مستمره في غنائها..
لتقوم بعد ذلك بمرحلة التنظيف الثانيه…وهي ازاله باقي الأوساخ المتعلقه في الأرضيه…بالماء والصابون
فسكبت الماء الممزوج بالصابون على الأرض…ثم أخذت الممسحه…لتنظف بمهاره وهي تغني قليلاً ثم ترفع الممسحه وترقص بها قليلاً
“نعم مثلما تفعلوا وانتم تنظفون…البعض منكم لا يغسلون الاطباق والصحون إلا بضوضاء أغاني حمو بيكا وشاكوش….هل انصدمت عزيزي القارئ  !!
أني أسف “
صاحت يمنى بغنائها النشاز وهي تزج الماء لتخرجه بعيداً عن الزنزانه 
—واللي زاد واللي غطا اتلطيت في الدنيا لطة… صمتت لتدفع بالماء خارجاً وهي تصرخ كالأطفال والمجانين…….
   — هووبااا 
“ليست هووباا التي في أغنية جاني بهداوه للمطربه روبي…هل انصدمت عزيزي القارئ..إني أسف”
تاابعت مسترسله الهتاف والمرح
—القطر فات وانا في المحطة وكل يوم تتعاد اللقطة
السكر حراق وشطه والدماغ طلعت اونطة
واللي يغويك يتحكم فيك والغلطة بتجيب غلطة
والثح اندح امبوو ادوو الوااد لاأبوو  وهووبااا 
انتهت أخيراً تلك المجنونه التي اذا رأيت مافعلته تجعله تجزم أنها فقدت عقلها بالفعل…
تنهدت بتعب وهي تتهاوى على السرير 
— تمت المهمه بنجااح وتوفيق…نجاح تبقا امك وتوفيق جوز أمك 
مسحت حبيبات العرق المتقطره على جبينها وهي تتنهد بتعب…لحظات ونظرت ل ابراهيم بخبث 
فقضب حاجبيه بدهشه من نظراتها…هتفت يمنى بمرح وهي تخرج المقص 
— ندخل على حملة تنظيفك انت بقااا….تععاليلي ياااوطااااا 
ابراهيم بدهشه وهو ينظر للمقص ولنظرات يمنى الخبيثه 
— هـ..هتعملي اييه  !!!
_________________________
في مكتب الغامض الأنيق عمر الرفاعي 
——————————-
ضحك بخفه وبسخريه ليتابع حديثه الغامض 
— أنا هكتب عليكي رسمي وقدام يمنى كمان 
رمقته بعدم تصديق ثم وقفت بغضب فجأةً لأهتف به 
— انت اكيد اتجننت 
نظر لي بجمود..لحظه وتحولت ملامحه للإفتراس والغضب الشديد…مما جعلني ابتلع ريقي بهلع وخوف من هيئته التي صارت كالوحوش تماماً عندما يغضب
رجعت للوراء بضع خطوات من نظراته المخيفه والتي لا تنوي بالخير بتاتاً
فجذبني من ذراعي وقبض عليها بقوه حتى اعتصر عظامي في يديه…فترغرت عيناي بالدموع من الألم الشديد الذي شعرت به 
همس بصوته الذي يشبه فحيح الأفعى 
— متخلقش لسه اللي يرفضلي طلب 
استجمعت شجاعتي..ثم سحبت يدي منه بعد أن بصقت في وجهه 
صرخت عليه
— انت مش طبيعي…انت وااحد متخلف..مجنوون…الله يكون في عونهاا مرااتك انها مستحملاك بالقرف ده
مسح وجهه ثم نظر لي بغضب شديد…لحظه وكنت أضع يدي على خدي من قوة الصفعه التي نِلتها منه…لم استطع الصمود اكثر من ذلك فبكيت بشهقات متتاليه…ثم هدأت قليلاً لأردف بغيظ منه
— أنا هطلبلك البوليس..هوديك في ستين داهيه
نظر لي بسخريه ثم هتف ببرود
— وريني 
رمقته بدهشه واستفسار…فتابع هو بلهجه استهزاء
— سااكته لييه…متوريني شطارتك واتصلي عليهم يلاا…بصي متخافيش مش همنعك تكلمي حد…أي حد انتي واثقه انه هينقذك من تحت إيدي اتصلي عليه
تأملته للحظات بخوف ثم كفكفت دموعي وهدأت قليلاً…لقد أدركت الآن مدى قوته ونفوذه وحتماً اذا فعلت شيئاً لم يعجبه سيقتل أحد افراد عائلتي أو بالكاد سيقتلنا جميعاً 
همست بهدوء وخوف
— حضرتك..أنا…أنا مرتبطه 
ابتسم بسخريه ثم أخرج سيجاره ليشعلها وينفث دخانها بغموض واستهزاء….هتف ببرود ووجوم
— لو متجوزه حتى…هطلقك منه 
أطرقت رأسي بتوتر وبكاء…توقف عقلي تماماً عن التفكير…من كثرة توتري…لا اعلم مالصواب ومالذي افعله لكي أهرب من ذاك المتوحش..
ولكن على مايبدو..أنني وقعت في يد من لا يرحم..فكما وصفته لي يمنى سابقاً…أنه مرعب في غضبه…شديد القسوه اذا عصى أحد أوامراه 
لذا لم أجد مخرج…فهمست بتوسل
— خليه تمثيل…أنا..انا موافقه اعمل اللي انت عاوزه بس يكون تمثيل…لو سمحت وافق…أنا مش هينفع اتجوزك…صدقني مش هينفع 
نفث دخان سيجارته عالياً ثم هتف بسخريه
— ليه مش عاجبك  ! 
فركت اصابعي بتوتر ثم أردفت 
— مش هينفع لسببين…الأول زي ماقلتلك اني مرتبطه وأنا بحبه…التاني وهو ان يمنى مراتك متستاهلش منك كده…انت ممكن تعاقبها أي عقاب تاني بس بلاش تعاقبها بواحده تانيه…صدقني احنا الستات ممكن نسامح في أي حاجه غير إن الواحده مننا تشوف حبيبها والراجل اللي محبتش غيره مع واحده تانيه…انت كده بتدبحها بسكينه بارده…بتموتها بالبطئ…حراام…يمنى متستاهلش كده 
نظر لي بغضب وبدا على وجهه أنه اغتاظ من كلماتي…ولكنه كبح غيظه وهو يهم واقفاً
— يمنى تستاهل اكتر من كده…ومتدخليش في علاقتنا…انتي هتنفذي اللي هقولك عليه وبس…وهرجع في قراراي وخدي بالك أنا مستحيل أرجع في قراره اخدته…بس ده معناه انك هتساعديني وتلعبي اللعبه صح…
سكت قليلاً ثم تابع بسخريه وتهديد
— وإلااا…انتي عاارفه بقاا أناا هعمل اييه 
أومأت له بخوف شديد…فااتجهه خارج مكتبه وهو يردف بأمر
— تعالي وراايا 
بالفعل لم أنتظر ثانيه وذهبت ورائه وكنت في قمة هلعي وخوفي…صدقاً أنا لم اوضع في موقف محرج ومخيف كهذا من قبل…لذا لم استطيع التفكير جيداً من شدة خوفي على عائلتي ونفسي..
تابعته في السير وصولاً لسيارته السوداء الفارهه
فتح باب سيارته ثم أشار لي بالجلوس دون أن يتكلم
بالفعل ركبت معه وانطلق بالسياره منحدراً من عدة اتجاهات ومفترق الطرق التي لم أذهب من خلالها يوماً…
في منتصف الطريق كنت أجلس في المقعد الخلفي أبكي في صمت وأحاول التفكير ملياً في مخرج من هذا المأزق..
قطع شرودي صوته الأجش يقول بلهجه تحذيريه
— لو الخطه دي انكشفت قولي على نفسك يارحمن يارحيم 
أومأت بخوف ولم أنطق بأي كلمه…..
ساعه أخرى مرّت كان يقود فيها السياره بسرعه لا يأبه لإشارات المرور..أما أنا كنت مازلت شارده في موقفي الحرج هذا…
توقفت السياره أخيراً عند مكان واسع يشبه الغابه بأشجاره الكثيفه والمتشابكه..مع حلول الظلام…أعطى ذلك جواً مهيباً في النفس…فدبت القشعريره بدني وخفت من هذا المشهد الموحش
ترجل من السياره ببرود وغرور ثم ترجلت ورائه..لحظات وفتحت فمي على مصرعيه وأنا أتامل بدهشه شديده ذاك القصر شاهق الارتفاع والكبير جداً والذي يبدو أنه صوره طبق الأصل عن القصور المسكونه في افلام الرعب بالسينما..
ابتلعت ريقي بخوف وتوتر شديد…ثم تابعته لحيث يذهب هو..
فتحت بوابة القصر الضخمه ودلف عمر بغرور وكبرياء وأنا ورائه أسير كالحمقاء تسوقني قدماي لحيث لا أعلم…
اسرعت في خطواتي لاألحق به فور دخوله للمر القصر المخيف والملئ بخيوط العنكبوت
اقترب عمر من رجل ضخم البنيه مخيف الشكل بسبب تقضية حاجبيه العبوسه…كان الرجل أملس الذقن والشارب ولكن يمتلك حاجبين متشابكين وثقيلان بطريقه مخيفه 
فور ان اقترب عمر من الرجل…ابتسم الرجل بعفويه فهدأت المخاوف في نفسي وأيقنت أن هذا الرجل يمتلك جوهراً طيباً عكس وجهه المخيف…
ولن أصف وجهه بالقباحه…نظراً لأن القبيح قبيح الخلق وليس الوجه….سأكتفي فقط بقولي أن الرجل بدا مخيفاً قليلاً لضخامة جسده وتقضيبة حاجبيه 
لحظات واتسعت عين عمر بذهول…نظرت اليه فوجدت يترنح للرجل بصدمه ودهشه بينما الرجل أخفض وجهه في الحال كأنه ارتكب جُرماً ما..
هتف عمر بصدمه
— انت…انت…انت مين اللي عمل فيك كده  !!
” أنا ياجماايكاا…تيجي أحلقلك زيه  !
قالتها يمنى وهي تقف على سلم خشبي وتقوم بتعليق زينة رمضان في الزنزانه  !!
نظرت لها بدهشه أنا أيضاً…ولكن لم أنظر أو لم أكترث بكل الجنان الذي تفعله تلك المرحه…كان نظري مصلباً بإعجاب على ملامح وجهها الفاتن بشده 
تلك العيون السوداء المتسعتين كالمّها..والشفاه المكتزه والمتتلئه قليلاً…أما لـ أنفها الصغير المرفوع بكبرياء يعجز الوصف عن توضيح مدى جماله…حتى أن أمهر الفنانين بالعالم لايستطيعون نحت مثل هذ الجمال الإلهي…بالإضافه لخديها ووجهها المستدير والمتتلئ ببروز تلك الغمازه الرائعه بها…
كل ذاك الوصف قليلاً جداً على جمالها وجسدها المشابهه لرسمة الكمثرى…فقد كانت ممشوقة القوام من الأكتاف والنصف العلوي…أم من بعد خصرها المنحوت بدقه…بدا قوامها السُفلي ممتلئ قليلاً..
فكانت لوحه فنيه مبهره تدل على جمال صُنعة رب هذا الكون…
ولكن يبقى السؤال هنا الذي يدور برأسي…لما يريد الزواج عليها وهي ابتسامتها فقط تجعلك تغرق وتهيم بها عشقاً..  !؟
انتفض من التحديق بها بتعجب على صوت عمر الغاضب وهو يهتف بغضب وغيظ 
— انتي اييييه اللي بتهبببييييه ددددده 
يمنى ببرود وهي مستمره في تعليق الزينه
— هدي اعصابك ياجمايكاا…رمضاان كرييم…هكوون بعمل اييه يعني…بعلق زينه رمضاان 
عمر بغضب شديد وهو يفتح باب الزنزانه كي يدخل لها
— داا  انااا  هااااجي  اعلقققككك  عننددك دلووقت 
لم تأبه يمنى له وظلت مستمره في تعليق الزينه وهي تغني بمرح عليه
—اللي باعنا خسر دلعنا . . راح لحاله يالا يودعنا بالسلامة و القلب ناسيه . . بالسلامة والقلب ناسيه واللي سابنا قفلنا بابنا . . يلا بينا وفرنا تعبنا الحياة مش واقفة عليه
كز عمر على أسنانه بغيظ…ثم جذب منها حبل الزينه دون أن تعي هي ذلك…فتمايلت من على السُلم 
لتشهق بخوف ومرح
— عاااا هقااااع الله يخربييييتك 
وفي لحظه وقعت يمنى بالفعل ولكن بين ذراعي عمر فقد كان منتبهاً لها..
أحاطت رقبته بدهشه وهي تغوص في عسلية عيناه بخوف استشعرته من نظراته وأنفاسه المتسارعه
أما هو ظل ينظر له بغضب وبرود 
يمنى بمرح وضحك 
— ابغي اقلك انك مز بس استحي…متيجي في التابوت ونجيب حتشبسوت 
نظر لها بغيظ ثم أنزلها ليصرخ بها 
— انتي عملتي الحاااجااات دي ازاااي…مين اللي قاااالك تهببي كددده 
اقتربت منه يمنى لتحيط رقبته بدلع مردفه
— اناا لقيت نفسي فاضيه فااتفقت معاها نقوم ننضف الزنزانه الكئيبه دي بدل مهي شبهه القبر كده والصراحه ياجمايكا نفسي مرفضتش وقالتلي يلاا يابت يايمنى احننا وراانا اييه يعني…وبعت عمي ابرااهيماااع يجيب الحجات اللي هنضف بيها…وزي ماانت شايف ياوجهه البرص انت…قصدي ياقرة عيني انت ان الزنزانه بقت اوضه خمس نجوم…أجرها في الصيف دي هتجبلك فلوس رز وادعيلي 
أبعد عمر يده عنها وهو ينظر لها بغضب…ثم رمق ابراهيم بغضب شديد ذاك الرجل الذي كان يقف يرتجف من الخوف
هتف عمر بقسوه 
— اناا اللي غلطاااان…منااا مشغل واااحد معندووش عققلل..وااحد غبببي…
قاطعته يمنى لتقف أمامه بغضب 
— انت بتزعقله لييه…هو انت بتشتري النااس…ولاا جاايبه من الشاارع ده 
عمر بغيظ وغضب منها 
— انتي تخررسي خااالص مش عااوز اسمع صووتك المقررف ده وااه جاايبه من الشاارع زي مناا جاايبك كده 
كنت حينها أقف بعيداً اتابع ذلك المشهد بصمت..وتعجب…حتى أن يمنى تلك الجميله المرحه لم تنتبه لوجودي 
نظرت يمنى له بحزن من كلماته التي تنزل عليها كالصاعقه كل مره…ولكن للحظات تغاضت عن ذلك وحاولت جاهده ألا تظهر حزنها أمامه…فهتفت بغضب واستفزاز 
— الزبااله بس هو اللي بيجيب من الشاارع
شهق عمر بدهشه مما قالته وكذلك أنا…حتى أن صوتي بدا عالياً…فاانتبهت يمنى لوجودي 
تأملتني بتفحص ثم أردفت بتعجب
— شكلك مش غريب علياا 
أجبت بإيماء
— أناا نرمينا…اللي بكتب عنكم في روايا 
هزت رأسها بتذكر لتردف بسخريه
— اااه…افتكرتك…بس انتي ايه اللي جاابك..ايه رأيك في قصة حبنا الجميله دي…روميو وجوليت 
كِدت أن اتحدث ولكن تدخل عمر ليردف بسخريه وغرور
— أقدملك…مرااتي 
ابتلعت ريقي بإحراج وتوتر…بينما يمنى شهقت بدهشه وصدمه وبدت الغيره تكاد تقفز من أعينها 
ففي قانون العشق القتل عند الغيره حلال..
ونظراتها تلك توحي بأنها تريد أن تقطعني لأشلاء
قاطع ذلك الموقف المحرج صوت رنين هاتف عمر…فخرج على الفور دون أن يجيب على المتصل
وبقيت أنا مع تلك الجميله الغيوره..
…..
صعد عمر بالأعلى ثم دلف لإحدى الغرف شديدة الإتساع..
ابتسم بسخريه فور أن رأها مقيده من قبل إحدى رجاله وتبكي وترتجف بخوف شديد..
تركها عمر…ليتجه نحو قفص زجاجي ضخم به أناكوندا عملاقه ومخيفه بطريقه تجعلك تعض على أناملك من شدة الخوف..
فتح عمر باب القفص الزجاجي فخرجت الأفعى مصدره صوت فحيحها الذي يشبه صوت عمر عندما تتملك منه قسوته..
التفت الأفعى حول جسد عمر برقه وكأنها حيوانه الأليف… أما عمر ضيقت عيناه بغموض وخبث غير مفهوم وهو ينظر مباشرةً في عين تلك التي تمنت أن تبتلعها الأرض حينما فكرت بهذا التفكير اللعين وهو خيانة صديقتها والإيقاع بها وبين زوجهها… ولكن أتت كل تلك الافكار الشيطانيه بنتائج سلبيه هي وحدها من ستتحملها..
“فكما تدين تدان ولو بعد حين “
اتسعت ابتسامة عمر الخبيث ثم هتف بعد لحظات من تحديقه بشروق بنظراته التي تساوت مع نظرات الأفعى فكان مشهداً مميتاً للقلب
— آهلاً بيكي في جحيـم الأفعــى
!!!!
تُرى مالذي سيحدث مع كل واحداً منا !!؟
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا

‫6 تعليقات

اترك رد