روايات

رواية لتسكن قلبي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء أحمد

رواية لتسكن قلبي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء أحمد

رواية لتسكن قلبي البارت الخامس والعشرون

رواية لتسكن قلبي الجزء الخامس والعشرون

رواية لتسكن قلبي الحلقة الخامسة والعشرون

صدفة كانت قاعدة في المحل و هي بتكلم مريم في الموبايل و بلغتها انها هتخرج مع ابراهيم لانه كلم والدها و طلب منه يقعدوا يتكلموا، قفلت معها المكالمة و بدأت تلم حاجتها، خرجت لقت ابراهيم جاي ناحيتها بدا يقفل لها المحل
صدفة بجدية : كلمت بابا…
ابراهيم :ايوة و استأذنته متقلقيش…. يالا بقا..
صدفة هزت رأسها و مشيت جانبه
ابراهيم :بصي انا كنت عامل اوردار هنروح المطعم نستلمه و ناخدها نروح نقعد على البحر في مكان على الشاطئ هادي…
صدفة :ماشي بس المهم منتاخرش…
ابراهيم :متقلقيش انا هوصلك لحد البيت و هسلمك بأيدي لابوكي..
صدفة :ماشي قولي عملت ايه النهاردة
ابراهيم ابتسم و بدا يحكي له على تفاصيل يومه و ازاي كان ماشي و هي بدأت تحكي له على عملته…لحد ما وصلوا للمطعم و هو اخد الغداء و حاسب و بعدها مشيوا راحوا لمكان تاني على البحر هادي
قعدوا و هو بدأ يطلع الاكل و اللي كان عبارة عن سمك مشوي و السلطات و رز و عيش..
صدفة بجوع و هي بتقعد باريحية
:امم هتصدق لو قلت لك اني كنت جعانه و بقا لي يومين نفسي في سمك
ابراهيم :بالهنا والشفا بس ع الله تاكلي، لاني انتي اكلتك بسيطة اوي..
صدفة :انا باكل كتير على فكرة…
ابراهيم حط في ايدها رغيف و معلقه
:طب يا ستي يالا سمي الله…
صدفة بدأت تاكل و هو كمان لحد ما خلصوا اكل
ابراهيم :تاكلي درة مشوي…
صدفة :ياريت…
ابراهيم:طب خليكي قاعدة انا جايه اهوه..
رجع بعد شوية و هو معه درة نشوي و لب و حمص الشام و ترمس و عصير مانجا.. صدفة لما شافته و هو شايل كل دا ضحكت على شكله
صدفة :ايه كل دا؟
ابراهيم بابتسامه و هو بيقعد جانبها
:هو احنا هنخرج كل يوم و لا ايه…
صدفة طلعت موبايلها لما قعد جانبها
:تعالي نتصور سوا…
قشر ليها كوز الدرة و هي اخدته بسعادة
قرب و ابتسم و هي اخدت صورة ليهم
بصلها و هي بتاكل و اتكلم بجدية
ابراهيم :صدفة، كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع…
صدفة :موضوع ايه؟
ابراهيم :هو أنتي ليه مش بتحبي تتكلمي عن حياتك و عن والدتك… انا فاهم ان اكيد حياتك قبل ما تيجي كانت غير بس صدقيني انا مش فارق معايا اي حاجة من دي… أنتي اللي فارقه معايا يا صدفة… و فارق معايا اني اكون قريب منك و احس ان مفيش بينا حاجة مستخبية…
اقولك الصراحة انا شايف انك مخبية حاجة بس برضو مش عايز اضغط عليكي.
صدفة :ما بلاش يا ابراهيم…
ابراهيم :كان نفسي اقولك خلاص متقوليش
بس طول ما انتي ساكته جايه اوي عليا و جايه على قلبي و مخوفاني عليكي… صدقيني ايا كان اللي انتي خايفة منه انا هفضل جانبك بس افهم مالك…
صدفة سابت من ايديها اللب و بصت له و بدأت تتكلم
:عايز تعرف ايه يا ابراهيم… عايزانى احكي لك اي جزء من حياتي…
ابراهيم :زي ما تحبي…
صدفة :الحكاية بدأت لما ماما قررت تاخذني معها أمريكا، ماما شخصية قوية جدا و ذكية بدأت حياتها بلا شيء كانت بتشتغل في شركة كبيرة و سافرت و بدأت تكون نفسها بس علشان تنجح كان لازم تدفع فواتير… فقررت متدفعش
و تخليني انا و مريم اللي ندفع الفواتير دي
كنا تؤام… انا مفتكرش ايامي مع مريم و انا صغيرة لان كنت لسه بيبي…
ماما و بابا انفصلوا و هي مقدرتش تتخلى عن فرصة الشغل برا مصر و قررت تبعد و فعلا عملت كدا لحد ما ضمنت ان حياتها بقيت كويسه
فقررت ترجع و تأخد بناتها اللي سابتهم
لكن بابا رفض على حسب كلامه
لكن واقف على التفاوض انهم يقسموا… هو واحده و هي تاخد التانيه و وقع عليا انا الاختيار اني اكون معها…
سفرت إمريكا و انا طفلة لسه صغيره يا ابراهيم
كان عندي سنة و نص ماما بمنتهى الأنانية قلعتني من جدوري و اخدتني تزرعني في بلد غريبة عني..
لما بدأت اكبر كانت هي انشغلت أكتر في الشغل… لدرجة اني مكنتش بشوفها بالاسابيع.. و مكنش فيه غير الدادة اللي بتخلي بالها مني
كانت كل يوم بتاخدني للمدرسة و تذاكر لي و تهتم بيا… أظن أنها اهتمت بيا اكتر من ماما نفسها…
الايام عدت و دخلت المدرسة الثانوية حياتي كانت فوضوية مفيش حاجة ثابته لاني كنت بسافر معها كتير… كانت بتسافر كتير تبع شغلها… بس متعرفش انها كانت بتتعبني نفسياً بقيت اكره السفر
و مبقاش عندي قدرة اني اذاكر و لا أهتم بدراستي
انت عارف لو كانت بتاخدني و نسافر سوا بس كانت بتهتم بيا… محصلش.. كنا بتسافر و ترجع هي شغلها و انا افضل في البيت
مبقاش عندي اي شعور بالاستقرار و لا عارفة اكون صداقات مع حد ما انا عارفه ان شوية و هسيب البلد و اروح لمكان تاني و هفضل لوحدي برضو
ماما كانت كونت شركتها هي و خالي شوقي و بدأت تنجح و انا بدفع في الضريبة
كنت لوحدي تماما يا ابراهيم مكنش في حد موجود… لدرجة بدأت ادخل في اكتئاب و اخد أدوية كتير من غير ما اروح لأي دكتور
فضلت على نفس الوضع لحد ما دخلت الكلية
كان نفسي حياتي تتغير و كان نفسي ماما تفهم اني بقيت كبيرة مفروض تهتم بيا أكتر لكنها برضو فضلت مشغولة…
كنت بالنسبة لصحابي بنت حياتها مرفهة
كنت خلاص استقريت في نيويورك رفضت اني اسافر معهم و فضلت في البيت كنت عايشة لوحدي بس كان اهون عليا من اني اسافر كل شوية لبلد شكل و برضو هكون لوحدي…
خلصت الكليه و بدأت أتدرب مع خالي و حياتي اتغيرت شوية… بدأت اتعامل مع الناس بشكل اكبر… كنت بدأت اتأقلم على كل حاجة
لحد ما اتعرفت على بنت اسمها فيونا… بنت أمريكية كانت عايشة لوحدها لكن عندها صحاب كتير جداً
كانت بتقرب مني و تعزمني نخرج سوا و انا لما كنت ببقى زهقانة كنت بخرج معها… و بدأت اتعرف على صحابها كانوا من جنسيات مختلفة… بس كانوا مختلفين عني
اسلوبهم و طريقة حياتهم فيها سهر و شرب و علاقات…
قررت ابعد عنهم و فعلا فيونا لاحظت دا و وعدتني انها مش هتعرفي على حد تاني من صحابها دول
فعلا فضلنا نتكلم و فضل بينا حديث و كنا بنتقابل
لكن هي كانت عايزاه تستغل اني معايا فلوس… عارف عملت فيا ايه؟
ابراهيم :ايه؟
صدفة بصت له و سكتت للحظات و عيونها مليانه دموع
:خلتني مد”منة… كانت بتحط لي المخد”ر في اي حاجة و في فترة قصيرة حياتي كلها بقت كابوس… كابوس مزعج اوي مش عارفه اصحى منه و لا حتى اصرخ و انا فيه
انا مكنتش عارفه انا فيا ايه حتى… لان مكنتش اعرف الز”فت اللي كنت باخده…لحد ما هي قالت لي بمنتهى الوقاحة و البجاحة انها بتحط لي المخد”ر و كانت بتضغط عليا انها تجبهولي بس بمقابل و اني ادفع لها فلوس كتير…
بس انا مكنتش عايزاة كدا و لا كنت عايزاه حياتي تاخد المنحنى دا… مش هكدب عليك
انا للحظات كنت موافقه و مستسلمة كنت بقول هيحصل ايه يعني ما انا كدا كدا هموت و محدش هيحس اصلا اني كنت عايشة
بس فوقت قبل ما ابدا في دوامة الموت دي
و روحت لماما و قلت لها الحالة اللي انا وصلت لها.
لسه فاكرة القلم اللي ادتهولي… و الكلام اللي قلته.. عمري ما هنسي… دخلت المصحة
كانت اسوء ايام عشتها في حياتي بجد… وجع رهيب و احساس أنك من كتر ما بتصرخ من الوجع مبقاش عندك القدرة انك تحكي عن وجعك… حرفيا كنت بموت
لحد ما بدأت افوق من أثر المخد”ر و بدأت استعيد وعي بس كلام ماما كان قاسي اوي و اني بدمر اللي هي بتبنيه… وقتها خالي شوقي هو اللي اخذني لدكتور نفسي لانه كان فهم ان حالتي مبقاش ينفع فيها سكوت
كنت طول الوقت ساكته… خالص مفيش و لا كلمة حتى الاكل مبقتش اكل لدرجة اني الفترة دي تقريبا كنت عايشه على المحاليل.. حتى اني فكرت في الانت”حار و عملتها و اخدت ادويه الاكتئاب كلها مرة واحدة و بعدها مفتكرش اي حاجة غير اني صحيت في المستشفى و مكنش معايا غير خالي… ماما اول ما عرفت اني هبقي كويسه سابتني و راحت لشغلها
انت عارف كله كوم و اللخضة اللي فرقت فيها في المستشفى و ملقتهاش جنبي دي كوم تاني حسيت ان حياتي وقتها مش فارقه معها
علشان كدا بدات اتعامل معها بنفس اسلوب الجفاء و مهتمش اكلمها كل يوم زي ما كنت بعمل و لا حتى اسأل… كنت عارفه انها وقت ما هتفضي هتكلمني
وقتها اتعلمت حاجة واحدة
اني اعيش حياتي و مخليش حد يأثر عليا لان لما بتعب هبقي لوحدي ولما اتوجع برضو هكون لوحدي فمبقاش فارق معايا حاجة.
ابراهيم كان بيبصلها و هو مصدوم و حرفيا مش مصدق اللي هي بتحكيه و كأنها بتتكلم عن واحدة تانية غير اللي هو شايفها ادامه، حاسس بوجع رهيب بيعصر قلبه و هو شايفها بتعيط
صدفة :انت عارف ايه المصيبة الأكبر بالنسبه ليا… اني كنت عايشة حياتي و انا فاكرة اني ماليش حد… كنت طول السنين دي فاكرة ان بابا متوفي و مكنتش اعرف اي حاجة عن مريم… لما خالي قالي كنت حاسه انه بيكدب عليا… و كأنه عارف ان الشفاء الحقيقي ليا اني ارجع للارض اللي هي حاولت تقلعني منها علشان كدا كان مصمم انه يخليني اعرف اتكلم مصري كويس اوي و كأني عايشه هنا…
اول ما عرفت قررت اجي من غير ما اقولها لاني متأكدة أنها مش هتوافق و فعلا نزلت مصر
لسه بكلمها و بطمن عليها بس قلبي مش قادر يسامح… بحبها لأنها أمي بس برضو بكره اللي اتسببت فيه
طالما هي مش هتهتم بيا ليه تاخذني معها كانت تسبني هنا
هي فعلا دخلتني مدارس كويسه و كنت بلبس لابس شيك و غالي و عايشه حياة مرفهة بس كانت حياة فاضيه
اليوم بسنة…. أنت عارف هي مسالتش عن مريم و كل اللي جيه في بالها اني اكيد مش هقدر اعيش هنا و هرجع لها على طول سحبت الكريديت كارت بتاعتي و قررت تشوفني هعمل ايه
لكنها تفاجأت لما لقتني مكمله عادي و مرتاحة اكتر و اتصدمت اكتر لما عرفت اني هتخطب و رفضت و قالت إن اكيد اللي هيخطبني دا اكيد هيبقى طمعان فيها… و كانت ناويه تنزل مصر بس خالي قالي انها مشغوله الشهر دا في اجتماعات كتير…
:ها يا ابراهيم! ارتحت دلوقتي لما عرفت…
عرفت انت خاطب مين… واحدة مريضه نفسية و مدمنه و امها ممكن تعمل لك مشاكل… عرفت ليه بتحس اني مخبيه حاجة عنك… انت دلوقتي عرفت كل حاجة … لما جيت مصر كنت منبهرة بكل حاجة… بس انت الوحيد اللي كنت منكد عليا حياتي بسبب خناقنا
و لاني كنت بشوف فرق المعامله بيني و بين مريم و اد ايه بابا بيحبها كنت بنحرق و انا شايفه اهتمامه لكن كنت هاديه و بحاول اخليه يحبني… كنت عايزاه احس ان في حد بيحبني و لو لمرة
مع الوقت بدأت اضحك من قلبي لما تيجي في بالي
و بدأت احب ابص لك و بحب اشوفك بحس بالأمان ولقيت نفسي عايزاه أقرب منك…. و لما عرفت انك اتقدمت لي كنت فرحانه اوي بس خايفه… خايفة من اللي انا شايله و مخبيه عن الكل.. بس انا مش عايزاه اكون أنانية علشان كدا كان لازم اقولك
اكيد انت عايز تتجوز واحدة سوية نفسيا تقدر تعيش معها في بيت هادي و أطفال سويين انا فاهمة دا و مقدرة
و على فكره انا ممكن اشيل عنك الحرج و اقول لبابا اني مش عايزة اكمل… و
مقدرتش تكمل و بقت تعيط بقوة، حطت ايدها على قلبها و هي حاسة بوجع انت منهارة بشكل يوجع القلب
ابراهيم ميعرفش ازاي حضنها بقوة و هو مش مستوعب انها شايله كل دا و ساكته، وشها الأحمر و دموعها و صوت شهقاتها، و عدم انتظام تنفسها
كانوا اكبر دليل على اللي حزنها و قهرها
ابراهيم قلبه اتقبض عليها و هو بيضمها بقوة :بس بطلي مش عايز اسمع حاجة و مش مهم اي حاجة تاني و بعدين انتي عايزاه تبعدي عني بعد ما جننتيني معاكي… و لا فاكرة اني هسيبك كدا تضيعي من بين ايدي دا نا ما صدقت… حقك عليا انا ياصدفة حقك عليا… اهدي يا حبيبتي… اهدي… حقك عليا
صدفة بحسرة:انا مكنتش عايزاه ابقى كدا يا ابراهيم، أنا كان نفسي ابقي طبيعيه.
ابراهيم :ششش مش عايز اسمع حاجة و لا عايز اعرف حاجه….
ابراهيم فضل يهديها لحد ما هديت و لاحظت الوضع اللي هم فيه اتكلمت بجدية :
ابراهيم! ابعد
ابراهيم بابتسامة: و الله شكلك دا و وشك الأحمر دا هيخليني اخدك و نروح للماذون دلوقتي حالا خلينا نمشي من هنا بدل و الله هنجيب عيال في القاعدة دي.
صدفة بعدت و مسحت دموعها و غصب عنها ضحكت
ابراهيم مسك ايدها بحنان و اتكلم بحب :
صدفة هو انتي حد قالك قبل كدا انك جميلة اوي… انتي اجمل بنت شافتها عنيا .
صدفة بخجل و ارتباك:احنا هنتاخر خلينا نمشي.
ابراهيم بابتسامة:ماشي يا ست الحسن نكمل كلامنا وقت تاني بس خدي اشربي ..
صدفة اخدت منه ازازة المياة شربت و بعدها غسلت وشها
قام لم الحاجة اللي كانت معاهم و مشيوا سوا…. لكن هو حاسس بوجع عليها و أنها عاشت كل دا لوحدها و كان اخد قراره

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لتسكن قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *