روايات

رواية جمال الأسود الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود البارت الخامس والعشرون

رواية جمال الأسود الجزء الخامس والعشرون

جمال الأسود

رواية جمال الأسود الحلقة الخامسة والعشرون

نظر “جمال” إليه بصمت شديد مُرعب ثم خرج معهم للخارج لينظر إلى “إيلا” التى أنقطعت على الطعام مُنذ حضورهم إلى هنا، تأفف بضيق ثم قال بجدية:-
-أطلب لها دكتور
دلف إلى الداخل بضيق فإذا علمت “مريم” سيصيبها حزن أكبر يفتت قلبها، لكن فى نفس الآن تذكر أن “إيلا” عندما جاءت لقصره ظلت مريضة وخاملة حتى ظهرت “مريم” أمامها، صعد إلى غرفتها ونظر إلى ساعة يده وكانت الخامسة صباحًا، تنحنح بهدوء ثم دلف إلى غرفتها إيقظها بحيرة فقالت “مريم”:-
-إيلا، لا مستحيل كنت كويسة الصبح
ترجلت من الفراش ونزلت للأسفل مهرولة إلى “إيلا” رأت أمامها برجًا من التفاح الأحمر لكنها لم تأكل منه شيء، أخذت “مريم” تفاحة فى يدها وقالت:-
-إيلا
نظرت الفرسة إليها بعيني باكية تدل على حزنها، مؤخرًا هجرتها “مريم” ولم تصعد على ظهرها وتتركها دومًا مع الاغراب يهتموا بها، قدمت “مريم” التفاحة إليها لتتناولها “إيلا” فربتت “مريم” على عنقها بحنان وهى تقول بنبرة دافئة:-
-أسفة! ، زعلانة مني معلش تسامح صاحبتك السيئة ، عارفة أني سيئة لكني أسفة

 

تناولت “إيلا” التفاح كاملًا من يد “مريم” وظلا يلعبون مع بعضهم وفتحت “مريم” صنوبر المياه وأخذت الخرطوم الطويلة وبدأت تطلق المياه فى كل مكان كالأمطار التى تتساقط عليهم، خرج “جمال” يرتشف قهوته ويراقبها بنظره، كم جميلة هذه الفتاة عندما تضحك ولو مجرد بسمة صغيرة فقال بتمتمة:-
-مستحيل أستني شهور للمحكمة ..
أخرج هاتفه من جيبه وجلس على المقعد فى الحديقة وعينيه لا تفارق “مريم” التى تركض خلف “إيلا” بسعادة تغمرها، أتصل بـ “راغب” وفور أستقبال الاتصال قال:-
-أستعد يا راغب، أنا مش هستني المحكمة، مختار هيطلقها وبكامل رغبته من غير أجبار
حدق بـ “مريم” وهى تلقي بجسدها النحيلة على العشب الأخضر لتقترب “إيلا” منها وتقرب وجهها أمام وجه “مريم” لتحجب عنها رؤية السماء الصافية فقالت بلطف:-
-إيلا
داعبت فرستها وجهها برأسها لتبتسم “مريم” أكثر بسعادة تغمرها ويراقبها “جمال” فى صمت شديد ثم قال فى الهاتف:-
-جهز اللى طلبته منك وأستن لما أرجع…
أغلق “جمال” الهاتف معه ثم دلف للمنزل يبدل ملابسه وأستعد للذهاب إلى الأجتماع، خرج من غرفته ليجد “مريم” تخرج من غرفتها مُرتدية تنورة تصل لأسفل ركبتها وقميص نسائي باللون الأسود وسترة بدون أكمام موضوع على أكتافها ذات اللون الأبيض كلون تنورتها وبقدمها كعب عالي أحمر وتحمل حقيبة صغيرة حمراء فى يدها وتستدل شعرها تسريحتها المُف ضلة جزءًا منه على كتفها الأيمن للأمام والبقية خلف ظهرها وغرتها الطويلة على جانبها الأيمن تهندمها بأصابعها النحيلة، ملابسها الرسمية جدًا جعلته يتساءل بفضول:-
-أنتِ رايحة فين؟
تبسمت “مريم” بعفوية وقالت:-
-جاية معاك

 

أتسعت عينيه بذهول تام من كلماتها وأشار على نفسه بصدمة الجمته من قرارها وأستعدادها للذهاب دون رأيه وقال غير مُستوعبًا:-
-معايا أنا؟!!
هزت رأسها بنعم إليه وتبأطات ذراعيه بدلال وقالت:-
-أيوة يا جمال، معاك وليكون فى علمك أنا مذيعة يتمنى الكل يشوفني
رفع حاجبه بغرور شديد من حديثها ثم قال:-
-أنتِ مذيعة قدمت حلقتين من أول برنامج ليها أعتقد محدش يعرفك
كزت على أسنانها بأغتياظ من كلماته لتقول بضيق شديد :-
-جمااال
-امري لله
قالها بأففة قوية وأخذها معه إلى مطعم الفندق ورحب بالجميع وهى تجلس جواره تشعر بملل شديد من هذا الحديث الطويل عن العملوتلعب فى الطعام بيدها بلا مبالاة أصابها ملل شديد لتسقط الشوكة منها فأنحنت لتجلبها لكن أستوقفها يده التى وضعت على حافة الطاولة حتى لا تصطدم بعنقها رغم عينيه التى ترمق الرجال ويتحدث معهم لكنه لا يغفل عنها نهائيًا ويهتم إليه، تبسمت “مريم” بحب إليه ولا تعرف كيف يفعل الأمرين معًا يعمل ويهتم بها فى آن واحد، أستاّذنت “مريم” لدخول دورة المياه وذهبت ليكمل عمله مع هؤلاء الرجال حتى بدأوا فى تناول الطعام وظهرت “مريم” لكن هذه المرة على شاشة التلفاز وفى إعلان عن برنامجها الأسبوعي لينظر الرجال بأندهاش من لقاءها فى الواقع ، جاءت “مريم” وجلست جواره بوجه عابس، قال أحدهن بنبرة قوية:-

 

-شرف لينا لقاءك أيتها السيدة
نظرت “مريم” إليه بهدوء لا تفهم سر أهتمامه المفاجئ بها لكنها تبسمت بعد أن نظرت إلى “جمال” الذي يشتعل غضبًا من الغيرة بعد أن سمع مدح الرجال بها وجمالها على الطبيعي أكثر من الشاشة، تنحنحت بلطف مُحرجة وخائفة فى آن واحد من نظراته المُخيفة وقالت:-
-الشرف ليا
أشار “جمال” للنادل كي يغير طبقها الذي برد وهو يعلم بأنها لن تتناول الطعام البارد نهائيًا، جاء النادل بما طلبه ووضع عصير المانجو للجميع وعندما جاء أمام “مريم” أحضر لها عصيرها المُفضل من العناب والتوت معًا لتنظر إلى “جمال” الذي يهتم بأدق تفاصيلها حتى تشعر بالراحة والسعادة فى وجبتها وتبسمت بقلب عاشق لهذا الرجل الذي يهتم بها وإلي مُفضلاتها رغم إنشغاله وفى أقصي لحظات العمل فقط لأنه يحبها، تناولت طعامها فى صمت شديد ثم رحل الجميع بينما غادرت “مريم” معه فى طريق عودتهما لتتأفف بضيق شديد:-
-ملت، أنت بتستحمل كل دا أزاى؟
تبسم “جمال” بعفوية بينما يسير للأمام فى ثابت وقال مُجيب على سؤالها:-
-مستحيل، لو كنت ملت يوم مكنتش وصلت للى أنا فيه دا
أومأت إليه بنعم وسارت على الرمال قرب الشاطي حافية القدمين وتحمل حذائها فى يدها اليسري، شعرت بيده تعانق يدها اليمني بلطف فنظرت إليه ببسمة خافتة، هز “جمال” رأسه بحيرة من نظراتها وقال:-
-كنت عايز أمسكها من بدري
تبسمت وهى تتشابك الأصابع معه بسعادة وطمأنينة ثم قالت:-

 

-غيران، متنكرش كنت شامة رايحة شياطك من جوا يا جمال
رفع حاجبه إليه بصمت ونظرة باردة لتقول بتذمر شديد على حدته:-
-أنت ملل حتى الهزار معاك يخوف
تركت يده وسارت للأمام فتبسم على هذه الفتاة التى تعتقد ان المرح معه ملل لكنه غارقًا بها أخذ نفس عميق بهدوء عندما راها تدخل للفيلا وانطلق إلى محل زهور ليحضر لها باقة من الورد الأحمر وعاد إليه وكتب بداخل البطاقة كلمة واحدة أنتظرت “مريم” منه طويلًا جدًا وهو سعي إليها رويدًا رويدًا، نظر إلى كلمة (بحبك) الذي كتبها بخط يده ووقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب قليلًا، لم تجيب عليه بل تشبثت بغضبها منه بينما هو هنا يتصبب عرقًا لأجل هذه اللحظة تمامًا وهو على وشك الأعتراف بهذا الحب، أخذ نفس عميق ومسح حبيبات العرق عن جبينه بالمنديل ثم مسك مقبض الباب لكى يفتحه لكنه وجده مغلقًا من الداخل ليقول:-
-مريم أفتحي
-جمال لو سمحت روح من وشي دلوقت، أنا مش طايقة دبان وشي دلوقت
قالتها بضيق شديد من خلف الباب ليترك الباقة أمام باب غرفتها وعاد إلى غرفته، سمعت صوت أقدامه تبتعد ففتحت الباب غاضبة أكثر وهى تقول:-
-مشي بجد!! …
كانت غاضبة بجنون لذهابه لكنها توقفت عن الغضب عندما رأت باقة الورود فحملتها بين ذراعيها بحنان ورسمت بسمة خافتة على شفتيها ونظرت للبطاقة لتتسع عينيها على مصراعيها من الدهشة والحب بعد قرأتها لهذه الكلمة وتسارعت نبضات قلبها لا تصدق بأنه فعل ذلك حقًا ….
________________________

 

جمع “راغب” كل المعلومات المطلوبة عن “مختار” وراقب كل تحركاته وألتقطت الكثير من الصور والفيديوهات له أثناء تجارة ببيع الفتيات وكأن “جمال” قرر أن ينتقم من أخاه بنفس قذارته، تبسم عندما أخذ من مساعده هذه الفيديوهات وهو مُدرك بانها كافي لتضغط على “مختار” من أجل الطلاق، والخيار سيكون له أم يتمسك بـ “مريم” ويخسر بقية حياته فى السجن أو يترك “مريم” ويحتفظ ببقية حياته حرًا …
________________________
ركضت “إيلا” بحماس شديد داخل السباق وعلى ظهرها “مريم التى تبكي فرحًا وسعادة من نجاح فرستها الجميلة وقد أقتربا الأثنين معًا على قطع حبل النهاية لتتوج “مريم” بفرستها فى المركز الاولي وعادت للمنزل مُسرعة بسعادة تغمرها وهناك وجدت “شريف” يتشاجر مع “جمال” فوقت لكي تستمع إلى شجارهما بعد سماع أسمها فى الحديث…
تحدث “شريف” بضيق شديد ثم قال بنبرة هادئة محاولًا كبح غضبه من هذا العاشق:-
-معلش تبطل غيرة شوية، العرض فعلًا بالنسبة لمريم نقل تانية فى حياتها العملية وخصوصًا أنها فى أول الطريق، ممكن تبطل عناد وتطلع الغيرة برا والحياة الشخصية على جنب وتفكر فى الموضوع من جهة العمل، أنت بنفسك كجمال رجل الأعمال عارف وواثق أنه هيكون خطوة مهمة ليها.. ولينا هتكون مكسب، مريم بنت جميلة فعلًا وعندها طاقة عفوية رهيبة وبتوصل لقلوب الناس من أول لقاء

 

تأفف “جمال” بانفعال شديد يكبحه قدر المستطاع وقال بحدة:-
-أختار أى عارضة تانية، بيكفيني أنها أختارت الأعلام دونا عن كل الوظائف كمان عاوز تحولها لعارضة ووجهة للشركة، مستحيل أقبل بدا
تنهد “شريف” بخنق ثم قال:-
-أنا مختارتش، حضرتك عارف أن هم اللى اختاروها، مريم خلاص دخلت المجال وهتبقي على الشاشة وحضرتك لازم تتقبل دا وهيكون لها معجبين ومعجبات
غادر “جمال” المكان غاضبًا وهو يتمتم بسخط شديد:-
-دا اللى كان ناقصني كمان معجبين…
فتح باب الغرفة ليجد “مريم” تقف خلف الباب تسترق السمع لهم بحماس فقال:-
-بتعملي ايه؟
تبسمت “مريم” كالبلهاء وقالت بعفوية:-
-وافق يا جمال، أرجوك.. أنا هكون وجهة لشركتك يعنى تحت عينيك عشان خاطري
كز على أسنانه بغير تأكل قلبه العاشق بعد أن طلبها هذا الرجل فور رؤيتها لتكون الوجه المسئول عن الإعلانات، تشبثت “مريم” بذراعه ثم وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت:-
-عشان خاطري
هز رأسه بالنفي لا يستوعب ماذا تفعل هذه الفتاة بقلبه ليرضي ويُهزم دائمًا أمامها فقال:-
-أنتِ بقيتي خطر عليا يا مريم؟
ضحكت بدلال من كلماته وقالت بحب:-
-لا مستحيل لكن الحب مخليك مترفضش طلبي، أقولك سر أنا مبسوطة بدا
كز على أسنانه غيظًا منها وهي تعترف بأنها تحب أن تكن نقطة ضعفه، ضحكت على تعابير وجهه الحادة وقالت:-
-أقولك سر كمان
نظر إليها بصمت شديد لتقول بلطف:-
-أنا بحبك أكتر من روحي حتى

 

-المرة دى بس
قالها “جمال” بهدوء شديد وهو يرفع سبابته أمام وجه “مريم” بتهديد واضح بينما ينظر إلى عينيها الساحرتين بجمالهما ونبضاته تغلبه مرة أخري أمامها ولأجلها وحدها، أومأت إليه بحب شديد ليُتمتم بغيرة شديد قائلًا:-
-أنا هقفل الشركة دى على أيدك يا مريم…
ضحكت بعفوية وسعادة على جملته وقالت بمرح:-
-مش مشكلة أنا بكسب كويس من القناة وممكن أصرف علينا
ضحك “شريف” على كلماتها وهو يعلم أن هذا العاشق الآن فى أقصي درجات الغضب والغيرة المُلتهبة بداخله ستحرقه هو وقلبه…..
______________________
وصل “مختار” على باب القصر لكن لم تفتح البوابة له كالمعتاد بل ظهر “عاشور” من الداخل بقميصه الأبيض الفوضوي وبنطلون الأسود ويضع يديه فى جيوبه وفور رؤيته علم “مختار” بعودة اخاه من شرم الشيخ بصبحته، وقف “عاشور” قرب باب السيارة ليفتح “مختار” النافذة وقال:-
-أفتح الباب
هز “عاشور” رأسه بهدوء بلا ببرود شديد ثم قال بنبرة قوية يرسل له الرسالة التى يحملها:-
-أسف معنديش تعليمات بدا، الأمر الوحيد اللى عندي هو أن حضرتك غير مسموح لك بدخول القصر حتى لو على جثتي
ألتف “عاشور” كي يدخل القصر لكن أستوقفه صوت “مختار” بنبرة غاضبة جدًا يقول بأنفعال:-
-أنت اتجننت أنا محدش يقدر يمنعني من دخول بيتي، أفتح الباب بدل ما أهدوه على رؤوسكم
ألتف “عاشور” إليه بنظرة باردة جدًا تثير أستفزازه أكثر مع بسمة ساخطة أشعلت الباقي من “مختار”:-
-جرب لكن متلومنيش أنا ورجالي على اللى ممكن نعملوه
أبتلع “مختار” لعابه بضيق شديد ثم أنطلق بسيارته إلى الشركة حيث “جمال” ووصل إلى المكتب فحاولت “أصالة” منعه بجدية:-
-أسفة لكن مقدرش أدخلك من غير ميعاد
كاد أن يدفعها من قوة غضبه لكن أستوقفه صوت “شريف” الذي خرج من المكتب للتو وقال:-
-أصالة، خلاص… أتفضل

 

دلف “مُختار” إليه بغضب سافر شديد وقال بانفعال صارخًا به:-
-أنا تمنعني من دخول بيتي
رفع “جمال” نظره إلى “مختار” ببرود شديد وهو جالسًا فى مقعده خلف المكتب بهيبته وملامحه الباردة التى تنذر بهدوء ما قبل العاصفة، كان راغب جالسًا على المقعد الموجود أمام المكتب ليقول:-
-أرتاح يا مختار بيه
جلس “مختار” مقابل “راغب” فى صمت ليُصدم عندما أدار “جمال” شاشة اللابتوب إليه وهو يقول بسخرية:-
-راغب كان بيفرجني على فيلم هيعجب موت لازم تتفرج عليه
نظر “مختار” للشاشة وهو يشاهد نفسه أثناء تسليم فتاة مُخدرة تمامًا إلى أحد الرجال فكز على أسنانه ونظر إلى “راغب” بغضب سافر بينما قال:-
-عملتها؟
-أنا قولتلك أنا عبد المأمور
قالها “راغب” ببسمة شيطانية فنظر “مختار” إلى أخاه الأصغر الذي يبتزه الآن فقط لأنه يعشق زوجته فقال بضيق:-
-وأيه كمان ياجمال؟ كل دا عشان تبرر لنفسك طمعك فى مراتي
تبسم “جمال” ببرود أعصاب وقال:-
-دا لسه دا كل دا وراغب اللى وصله ما بالك لو سألت جين عن بلاويك، اه صح نسيت أعرفك على جين
ضغط على زر على اللوحة الزجاجية المجاورة لمكتبه ليبث “جين” تسجيل المكالمات الخاصة بـ “مختار” لكن أوقفها “جمال” سريعًا وهو يقول:-
-نصيحة من مهندس برمج جين بنفسه بلاش تكون سؤال عند جين لأنه هيعرض لي حياتك من ساعة من اتولدت..
أخذ “مختار” نفس عميق وهو يشاهد المصائب الذي يرتكبها تعرض أمامه واحدة تلوي الأخري وكأنه سقط فى مستنقع قذارته ليقول بضيق:-

 

-أنت عايز أيه؟ لا صح المفروض اسأل السؤال الصح، أنت عايزني أطلقها صح؟ بتعمل كل دا عشان مريم
-ومستعد أعمل قده مليون مرة لأجل عيونها
قالها ببرود شديد يغيظ أخاه أكثر ليتأفف بضيق شديد بعد أن حاصره “جمال” فى أعماله السيء ليتابع بسخرية أكثر:-
-أنت لك كل الحق تتمسك بيها وأنا ليا كل الحق أني أفعسك عشانها والقرار لك من غير أى تهديد ولا أكراه
وقف من مكانه لكي يغادر الغرفة فقال “مختار” يستوقفه:-
-مريم طالق
ألتف “جمال” بأنتصار شديد وتبسم بسمة حماسية وأنتصارية على نجاح خطته ليشير إلى “شريف” الذي فتح باب المكتب ودخل المأذون لينهي أجراءات الطلاق تمامًا وأخذ “مختار” كل الأدلة التي جمعها “جمال” ضده وغادر فتبسم “جمال” وأرسل لها صورة ألتقطها “شريف” لـ “مختار” وهو جالسًا مع المأذون ليخبرها بأنها الآن حرة وقد تخلصت من بعبع هذا الرجل …..
________________________
“قصـــــــــر جمـــــــــــــتال المصـــــــــــري”
جمعت “حنان” كل أغراض “سارة” من القصر وألقت بها خارجًا أمام “سارة” التى منع دخولها إلى القصر مثله تمامًا وقالت بسخرية:-
-خد يا عاشور أرمي الزبالة دى برا
نظرت إلى “سارة” بأشمئزاز شديد وعادت للقصر، صعدت إلى الغرفة وكانت “مريم” تستعد لأستقباله وقد تحول حالها تمامًا كأنها شفيت من كل أمراضها وقد تخلص من ضغطها النفسي وعادت كالفراشة الحرة فتبسمت “حنان” إليه وسمع صوت سيارته بالأسفل لتقول:-
-هنزل لجمال بيه
أومأت “مريم” إليها بعفوية وخرجت معها بحماس للقاءه، ووقفت أمام الدرج بالأعلي ليراها “جمال” فى صعوده كانت ترتدي فستان أحمر طويل يصل لأسفل ركبتها بنصف كم ضيق من الأعلي وفضفاض من الخصر للأسفل وتستدل شعرها على ظهرها وغرتها على جانبها الأيمن، ترتدي حذاء ذو كعب عالي أسود اللون وتضع مساحيق التجميل البسيطة جدًا، تنظر إليه بسعادة تغمرها وبفضل هذا الرجل ووجوده معها أصبحت حرة الآن وتخلصت من كل ألمها ومخاوفها، ضربات قلبها العاشق تصبو إليه بل أوشكت على نزع هذا القلب من جسدها والركض إليه ليختبي بدقاته داخل ضلوع صدره الصلبة حيث وجد أمانه وسلامه وحتى العشق وجده هنا بهذا القلب المتحجر الموجود داخل صدره…
نظر “جمال” إليها وهى تقف أمامه بفستان سهرتها الأحمر الجميل وتسدل شعرها على الجانب الأيمن وظهرها، أقترب بسعادة تغمره وقال بلطف:-
-كل السعادة دى عشان مختار طلقك

 

تبسمت “مريم” بحب شديد ثم قالت:-
-معقول خبر زى دا مبيستاهلش أفرح، خلاص خلصت منه نهائيًا
رفع يده إلى وجنتها يرفع خصلات شعرها للأعلي بحب ودلال ثم قال:-
-بس؟!
زادت بسمتها سعادة وحب لأجله وأخيرًا اصبحت حرة نهائيًا ولن يمنعها شيء فى البقاء مع حبيبها للأبد ثم قالت:-
-أكيد لأن مفيش حاجة هتفرقنا تاني
ضمها إليه بسعادة تغمر قلبه بعد أن تلاشي الحزن والغضب من أفكاره الخبيثة وتخلص من صراع عقله لأجلها، تشبثت به بدلال وحب ثم قالت:-
-أنا بحبك يا جمال، بحبك ومش باقيلي غيرك أرجوك تصون الأمانة اللى كلهم هربوا منها ورموها ليك، كلهم رموني عندك
اخرجها من بين ذراعيه لتتقابل عيونهم بحب شديد فقال بلطف ونبرة هامسة دافئة:-
-يشهد عليا رب الكون أني هصونها وأحميها بعمري كله، أنتِ وصية رسول الله قبل ما تكوني وصية حد تاني، معقول مصونكيش يا مريم
تبسمت بدلال إليه لتسمعه يتابع حديثه ويديه تلمس وجنتها بدلال كأنه لا يصدق بأنها حقيقة أمامه:-
-أنت عوض ربنا ليا اللى جالي بعد سنين طويلة من الوجع والقسوة، أوعدك متلاقيش معايا غير الأمان والدفء والطمأنينة يا مريم
وضعت يديها على يديه الموضوعة على وجهها وقالت بإمتنان شديد إليه:-
-وأنا أوعدك يا جمال أديك كل الحب والسعادة، أحبك بكل أنفاسي وعمري ولحظات حياتي، أفضل معاك وجنبك فى كل لحظاتنا الحلوة والصعبة
تبسمت لتخرج إليه البطاقة التى تركها إليها مع باقة الورد وقالت:-
-أنت اللى كتبتها يا جمال؟!
نظر للبطاقة مُطولًا بحيرة من أمره وأومأ إليها بنعم فظلت تنظر إليه فى هدوء مُنتظرة أن تسمعها منه حقًا الآن، قد تدفع عمرها كاملًا مقابل سماع هذه الكلمة الآن لتكمل سعادتها وتصل لأقصي درجات الفرح، لمس وجهها بحنان وينظر إلى عينيها بحب شديد وضربات قلبه أشعلت حرارة جسده وصدره للتو فى هذه اللحظة ثم قال بتلعثم شديد:-
-أنا بــ

 

نظرت لتعلثمه بإمتنان وعينيها تتمني أن يكمل هذه الكلمة لأجلها وهو لا يفعل شيء سوى الهزيمة أمام عينيها ودف روحها أمامه ليقول:-
-بحبــــك يا مريم
تنفست بأريحية غمرتها للتو ليشعر بأنفاسها الدافئة كأنها كانت تركض لمسافة طويلة والآن وصلت للنهاية التى لطالما رغبت بها وحققتها الآن بفوزها، رفعت يديها إلى وجهه يأخذه بين راحتى يديها وجذبت رأسه للأسفل حيث طولها ووضعت قبلة ناعمة على جبينه بدلال وقالت بحب بعد أن وضعت جبينها مُتكئة على جبينه:-
-وأنا كمان بحبك يا جمال وأواعدك أحافظ على الحب دا وعلى قلبك بعمري كله…
شعرت بيده تحيط خصرها ليضمها إليه فتعلقت بعنقه بحب شديد يغمرهما واليوم لن يعرف لقلوبهم طريقًا سوى الحب والسعادة فقط…..
___________________________
رن هاتف “نادر” من رقم محفوظ جدًا فأستقبال الأتصال سريعًا بحماس وقال:-
-عندك جديد؟
-مريم هتكون وجهة الشركة للمنتج الجديد بالأتفاق مع السعوديين
قهقه “نادر” بحماس شديد ثم قال:-
-برافو عليك هو دا المطلوب وجمال عمره ما هيشك فى الموضوع نهائيًا
أغلق الهاتف بحماس ثم ألتف لينظر إلى “مختار” الجالس فى مكتبه وقال بحماس:-
-مش بس جمال اللى خططه بتمشي زى ما هو مخطط ، إحنا كمان خطتنا ماشية زى ما قررنا بالظبط، جمال بكرة هيعلن أن مريم وجهة للشركة بعد نجاح برنامجها وقناتها على اليويتوب وأول ما يحدد ميعاد مقابلتها مع الجمهور والصحفيين هنفذ خطوتنا الجاية
تبسم “مختار” بحماس شديد وهو يهز يده بكأس الخمر وقال بنبرة شيطانية خبيثة:-
-وبكدة يبقي كل اللى بناه مع مريم ونجاحها هيتحطم نهائيًا وترجع متساوش جنيه ودي حقيقتها، هو فاكر أنه لما أطلقها هتبقي خلصت مني نهائيًا لا…

 

فتح باب الغرفة ودلفت “سارة” إليها بحماس وقالت بنبرة قوية:-
-لا طبعًا الطلاق مش نهاية الكون لكن أنا جايبلك فكرة تقضي نهائيًا على مريم
نظر “مختار” إليها بشك من حديثها ثم قال:-
-متأكدة؟؟
قهقهت ضاحكة وهى تجلس على قدمه بدلال مفرط وتداعب وجنته بأنامله بإثارة وقالت:-
-عيب عليك يا حياتي أنت ناسي أنى كنت مربيتها وأقرب حد ليها لسنة ونص كاملين
أبتلع “نادر” لعابه بتوتر شديد من رؤيته لهذه المرأة تتدل على هذا الرجل على عكس “مختار” الذي تبسم بأثارة إليها ويده تسللت إلي ظهرها وبدأ يقبلها وبيده الأخري أشار إلى “نادر” بأن يغادر ويتركه وحده مع هذه المرأة المُثيرة…
خرج “نادر” من المكان غاضبًا من تركه لها فتنحنحت “سارة” بتوتر وقالت:-
-هجبلك أزازة شامبنيا تعجبك
خرجت مُسرعة من الغرفة لتجد “نادر” يسير هناك وفور رؤيتها أنقض عليها لكي يقبلها لكنها منعته بحزم شديد وقالت:-
-إياك تفكر فى دا، أنا لسه منستش اللى عملته لكن زى ما قولت عدو عدوي حبيبي، ولحد ما أنفذ خطتي مُضطر أتقبل وجودك لكن نصيحة متثقش فى مختار كثير دا واحد بيتفق معاك عشان يأذي أخوه اللى من لحمه ودمه

 

تبسم “نادر” إليها بسخرية ونظر إلى حيث الغرفة التى بها “مختار” وقال:-
-عندك حق لكن قصاد النصيحة دى هقدملك أنا كمان نصيحة ألحقي أرجعيله قبل ما تعجبه واحد أصغر وأحلي
غمز إليها بسخرية من حالها وغادر لتُتمتم بضيق شديد:-
-ماشي يا نادر، أستعد للى جاي

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود)

‫2 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!