روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميار عبدالله

 رواية أترصد عشقك الحلقة الثانية عشر 12 بقلم مياررواية أترصد عشقك الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت الثاني عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني عشر

رواية أترصد عشقك الحلقة الثانية عشر

الأمر برمته يثير الضحك والارتباك في آن واحد

من شهدته يكبر أمام ناظريك ولازم خطاك ويتبع أثرك بشغف

يرتبط بك لنهاية دربك

الأمر ليس سهلا .. ربما يدفعه بعد قليل من الوقت للملل والضجر !! ربما !! لما لا ؟!

وربما يكون ليس سيئا لتلك الدرجة التي يتصورها فبالنهاية هو ليس رجل يكره الروتين يتحملها حتى لو اضطر لتناول كل صباح قهوة بدون سكر

رغم أنه من محبي الحلوى ، يحبها بكثرة ويحب الأطعمة الفاسدة التي تلقيه في آخر النهار في المشفى  لغسيل المعدة .. لكنه يجد به متعة لا تضاهيها متعة أخرى

وكيف لا وبجواره فأرة صغيرة تلازمه في كل خطوة متشبثة بملابسه تتطلب الدلال لحد الفساد وهو ليس أب بالنهاية يهتم بطلبات صغيرته ويدللها لحد الفساد !!!

زرقة عيناه تلمع بالارتباك .. الرهبة التي يواجهها والصدمة جعلته يتلعثم في حديثه ، من جهة هو يرغب بالاعتذار من يعتبره بمثابة والده .. لقد تخطي الخطوط الحمراء مع ابنته ، لكن كيف يكون بكامل قواه العقلية والنفسية وفأرة صغيرة ذات ألوان قوس قزح تلتف حوله مخلفة غمام ضبابي  يصيبه بفقدان رشده …

العرق يتصبب من منابت رأسه ، الجو يزداد حرارة وهو يحاول سحب كمية هواء باردة ليثلج جسده المشتعل ، لأن النظرات وان اختلفت في معانيها إلا أنهما يشتركان في صفة واحدة وهي إسقاطه مضرجا في دمائه … الغصة في حلقه جعلته يمتنع عن استرسال جملته .. لكن عاصفتها الصارخة بصوت ملئ بالكره يكاد يصيبه بالصمم

– انا مش عايزاه

شرست ملامح معتصم وهو يعض أنامله في قبضة يده ، يخرسها بعينيه من عدم التمادي إلا أنه حينما لم يجد أي استجابة صرخ هادرا في وجهها

– بت اخرسي خالص ، انا كنت سايبك تعملي اللي عايزاه عشان كنت واثق فيكي وواثق في تربيتي فيكي بس للأسف خذلتيني زيه

هطلت الدموع من عينيها وهي تقترب من والدها بتوسل شديد

– يا بابا ارجوك .. ارجوك أي عقاب إلا ده

تستميل والدها بعاطفة متوسلة .. ابنته تبكي عيناها تلمع بالكره الظاهري .. لكن في أعماقها تخفي شعلة متمردة ، مشاعره تكاد تستجيب لندائها لكن إصرار عنيد ورفض جلي طفق في عينيه جعل جيهان تتسع عيناها بصدمة وهي تراه لم يكترث للإجابة عنها بل وضعهما الاثنان في غرفة العقوبة وهو الأستاذ الذي سيحسن سلوكهما

– انت يا ولد انا ربيتك وانت كنت عيل صغير .. امك وابوك كانوا جيراني .. كبرت وبقيت راجل وقولت هتعمد عليه بس للأسف طلعت واحد جبان ومش مسؤول

كلمات كطعنات خناجر تعلم جيدا مواضع الضعف و في جسده لتعجل من موته .. الموت البطيء الذي يجعل الجسد يتعرض لأشد أنواع العذابات الجسدية والنفسية المميتة ، ناكس الرأس .. مخيب بالرجا .. نفور يشعره .. من نفسه ومن فعلته جعلته يتمتم بخجل شديد

– عمي انا اسف اني خذلتك

أشاح معتصم بيده ولثاني مرة رغب بالصفعة الثانية لكلاهما ، توقع تلك المسرحية الهزلية ستنتهي حينما يشعر ذلك الغبي بما يحاول اخفائه وإنكاره ، لكن لا فائدة ترجي من شخص هجين ، ملامح أوربية صارخة مع مشاعر شرقية متذبذبة .. زفر ساخطا وهو يغمغم بسخرية حادة

– وبتعتذر بعد ايه يا وسيم  .. بعد غلطتك دي

ترشقه جيهان بسهام قاتلة مسمومة ، عيناها قاتلتان .. ذابحتان .. مميتتان ، يكاد أن يتوسل رحمة ان تكف عن نظراتها القاتلة وتكف ان تضعه في خانة الخائنين ، ليس لوعد صغير تافه يبني عليه حياة كاملة .. هو لا يستحقها ابدا

تستحق رجلا أفضل منه .. لكن هناك شئ داخلي يوسوس له … لما لا تحظي بها ؟

تعلم طينتك جيدا .. لست بحاجة لامرأة لتتعلم طباعك أو تتذمر من ابسط الأفعال التي تنافي عقائدها الشخصية .. لكن الصوت يغريه بالاختلاف .. يشوش ذهنه ، انتبه على صوت معتصم الجاد

– يومين والاقيك جايب عيلتك وتتطلبوا ايد بنتي ، وقسما بالله يا وسيم لو ملقتكش جيت ومعاك اهلك هتخليني اتعامل معاك بقسوة عمرك ما هتتخيلها

اختتم معتصم فرمانه وهو يرمق كلاهما بتقزز ونفور قائلا بسخرية

– هسيب العرسان يدردشوا مع بعض

استدار راحلا واغلق الباب خلفه بحدة لترتفع نظرات جيهان المسمومة نحو وسيم الذي وقف حائرا ، لأول مرة يكون في مكان مغلق داخل حدود مملكتها العذرية ، ناهيك عن يوم الخطبة وما كان على الوشك فعله لكن التهديد الذي تحت وطأته من المفترض أن لا يسمح له بالتفكير بحميمية قذرة ، يطلب من براكين ثائرة بعد فترة من السبات العميق ؟!!!

رأي خط الموت في عينيها وتحفز جسدها للانقضاض عليه .. بل تنقض عليه كلبؤة تدافع عن محميتها ليتمتم بهدوء غير مناسب للاجواء المشتعلة

– جيهان .. أهدي

شعرت بالحنق والغضب المستعر ، كيف يرفضها ذلك الحقير . كيف تجرأ و يرفضها ، هي بنت الحسب والنسب .. أشهر فتاة عربية على مواقع التواصل الاجتماعي ذات ثقل بنكي واسم يعتبر من ضمن أعرق العائلات في مصر ، وفوق كل هذا تحبه .. تكاد تفتك من الغيرة القاتلة حينما تري إشاعات لفاتنات المجتمع الغربي .. قلبها يتلظى بنيران لا تبقي شيئا ولا تذر ويأتي إليها ويتطلب منها التحدث بالهدوء ، تجذب خصلات شعره الشقراء بقوة تكاد تقتلع الشعر من جذوره ، تألم وسيم من قبضته لينحي بجذعه ويلف بجسده ليحتضن جسدها من ظهرها .. تلتوي كـ فرسه جامحة حينما قبض علي معصمها بقوة مؤلمة أدت الي ان تفلت يدها من خصلات شعرها ، تتنفس باهتياج وهي تصرخ بعنف محاولة الفكاك من جسد ملتصق بها كالكماشة

– اخرس انت خالص .. بتدمر حياتي ليه .. ما انا بعدت عنك

همست آخر جملتها بألم غامضة جفنيها والدموع متجمعة في مآقيها على وشك الانهيار ، والضعف يزحف في أطرافها زحفا .. الحبيب اللامبالي يضم جسدها كما تمنت سابقا ولكن ليس لتهدئة غضبها .. لكن طلبا لعناق .. عناق الأرواح الذي سمعت وقرأته في روايات حالمة تمنت أن تكون واحدة من تلك البطلات المحظوظات ، دفن وسيم وجهه في أذنها هامسا بعتاب

– انتي اللي غلطتي في الاول

القشعريرة مرت كسيل من الكهرباء في جسدها ، تخشب جسدها جراء كلمته الساخرة .. أدارت بوجهها ناحيته ، الزرقة في عينه معتمة .. كعتمة الليل بدون وجود قمر ليبدد من ظلامه الحالك .. ارتسمت ابتسامة ساخرة في شفتيها لتهمس

– وانت زي العيل الصغير تروح تشتكي من بابا مش كدا

ثم زاد لهيب كلماتها المهينة بحقه وبركان غضبه يتفجر في أوردته

– طلعت للأسف مش راجل زي ما كنت فكراك .. ااااه

قطعت سيل كلماتها اللاذعة من سحق عظام ذراعها ، هبطت عيناها نحو يده الممسكة بزندها .. رفعت عيناها تدريجيا لتتخشب من نظرة عينيه القاتلتين ، همس بصوت فحيح

– انا ماسك اعصابي بالعافية

ازدردت ريقها بتوتر ، ترمش أهدابها عدة مرات وهي تشحذ لسانها للرد عليه ، اظهار قوته عليها ليس من المفترض أن يصيبها بالارتباك ويزحف التوتر الي خلايا جسدها ثم تنهار مقاومتها وشكيمتها ، شمخت برأسها وهي ترد ببرود

– متعملش الشويتين دول عليا .. كل مرة تجري لبابا وتقول بنتك عملت كذا وكذا وتطلع انت الملاك في النص

زفر ساخطا وهو يعتصر عظامها … ليصيح هادرا في وجهها وطفقت ذكري حينما كان يتصفح تعليقات متابعينها الذكور الفجة … تعليقاتهم مقززة ومثيرة للغثيان بل وتغلي دماء رجلا شرقي

– مقولتلوش حاجه .. انا اتفاجأت لما طلبني ، معرفش مين وصله الصورة دي  ، وانتي اللي غبية فيه حد ينزل الصورة دي ويخلي الدنيا تعرف .. انت مشوفتيش التعليقات القذرة اللي بتشوه سمعتك ولا بتتناسيها ، عارفة مسمينك ايه على السوشال ميديا

لمعت عيناها بالدموع وهي تحاول بفشل الفكاك منه ، كأنها مغيبة ولا تقرأ تعليقاتهم .. ومن السبب في تشجيعها أليس هو ، هي فقط أرادت أن تجذب نظره لكن هو من شجعها .. ازدادت شراسة وهي تجيب بحدة

– محدش ليه عندي حاجة.. أنا حرة

خرجت الأمور عن السيطرة وهو يهزها بكل قوة لتهتز كورقة خريفية بين يديه وهو يصيح بصراخ

– فوقى بقى احنا فى مصر ، مش فى امريكا انتي عشان تعملي اللي عايزاه .. حاسبي خطواتك رصيدك عند الناس بدأ يقل

لوت شفتيها بنزق شديد وهي تتخلص من يديه لتهمس بسخرية

– ما ايه رايك اروح السكة دي مش بتكسب دهب

اهتاج وسيم وعيناه تنبآ بالشرر المتراقص في داخله ، لا تعلم كيف قادر على التحكم بمشاعره رغم نظراته لو قدرت على قتلها لألقتها في مكانها جثة هامدة ، قبض بعنف من مقدمة ثيابها جعل عيناها تتسعان بذهول سرعان ما احست بتثاقل انفاسه وعيناه تتأملها بغموض مريب .. كأنه يكتشفها .. رفرفت بأهدابها وهي تسمعه يهمس بنبرة اجشة خطيرة

– بقك ده شيفاه

دقت نواقيس الخطر وهي تجد عيناه مثبته لا تنزاح عنهما ، أجلت حلقها والحرارة من جسده تنتقلها جعلها تهمس بمزاح

– تقصد شفايفي مش حقناهم كله طبيعي

عقد حاجبيه و لوهلة شعر بالدهشة ليرفع عيناه تحت نظراتها الناعسة .. نظرة مغوية قادرة على جعله طريح الفراش ، جز علي اسنانه صارخا في وجهها حانقا حينما تسربت من بين يديه

– جيهااااان

كتفت ذراعيها ببرود ومسافة آمنة فاصلة بينهما تجعلها تمارس استفزازها عليه ببرود لتقول

– انا مش عايزاك .. من الاخر كدا أنا قررت أسافر وارتبط شخص اعرفه من برا ، متأكدة بابا لما هيشوفه هيغير رأيه عنك مش بعيد يرميك برا حياتنا

مرر أنامله بسخط على خصلات شعره ، رغبة عنيفة تتملكه لقتلها وقتل ذلك الشخص الغريب في خيالها العريض ليغمغم محذرا

– اوعك .. اوعك تكرريها، متتخيليش قد ايه ماسك أعصابي

لم تلقي بالا  بالرد عليه تابعت تغمغم ببرود شديد

– لو سافرت وشوفت الجيرل فريندز بتوعك مش هضايق كله واحد يشوف حياته يا وسيم ، انت مغصوب على الجواز وانا برضو طب ليه نضيق حياتنا .. خد حريتك وسافر ومتقلقش بيا مش هيحس بغيابك عشان هجيب العريس

صاح بسخط شديد ويقبض علي أنامله بقوة كي لا يمتد لعنقها المرمري وقتلها

–  جيهان .. اتقي شري

اقتربت منه بخبث شديد وهي تري حدقتيه السوداويين جراء غضبه ، تمتمت بخوف ظاهري

– عنيك سودا ولا انا متهيألي ، يا مامي الحقيني الوحش هياكلني ، ( شرست ملامحها لتصيح بحدة ) ولا اتهز يا وسيم اعصار بقي برق رعد مش هخاف منك

لم يرد .. لم يكلف نفسه عناء الرد عليها ، بل اقترب منها وعطره يسبقه حتي وصل علي مقربة منها .. ابتسامة غامضة كشفت عن صف اسنان بيضاء مستفزة جعلتها ترتفع حاجبيها بتوجس شديد ، غمغم ببرود

– بعد يومين هجيب المأذون وساعتها يا قطة نشوف  شجاعتك

اتسعت عيناها بذهول مخيف وهي ترفع عيناها بعدم تصديق و توجس من سماع ضحكة ساخرة منه ، استدار مغادرا لتدب على الأرض بقدمها ساخطة .. تلعن نفسها وتلعن قلبها الذي يدق صاخبا وخوفا .. هل سيتزوجها ؟! بتلك الطريقة دون مشاعر منه .. بل مجبر ، لم تقدر علي التحكم في لسانها لتصيح بنبرة غاضبة

– سكة السلامة يا اكتر واحد بكرهه في حياتي

اكتفي الرد بابتسامة سمجة تعلمها ليغلق الباب خلفه ، تفاجأ من وجود معتصم المتجهم الوجه ، شرس الملامح .. القي تحية عابرة وخطي بطريقه نحو خارج الفيلا ..

شيعه معتصم بنظراته حتى غاب عن ناظره ، هز رأسه يائسا وهو يرفع رأسه نحو سقف المنزل متذكرا زوجته وشبابه ، غمغم بحنق

– هتفضل مجنونة .. البت للاسف طالعة زي .. الله يرحمك يا ثريا كنتي الوحيدة اللي مستحملة جناني

رغم حنقه وغضبه منهما الا ما فعله الأفضل لهما ، كره مماطلة ذلك الأشقر وهو يخبره ذلك الكاذب أنه يراها كشقيقة له .. رغم انه ما زال متذكرا تلك النظرة حينما غدت ابنته في مراهقتها وتفتحت زهرة انوثتها لتجعل جارها الاشقر يلفها بحماية متملكه لعاشق غيور على حبيبته .. خدعه مرة حينما صدقه انها بمثابة شقيقة له

لكن لن يخدعه للمرة الثانية وهو يعترض علي جميع الشباب الخاطبين .. مخرجا عيوب بهم …

زفر بحنق .. ألم تجد ابنته سوى ذلك الأشقر وتقع في حبه ، هل انتهت الدنيا والرجال لتكون عمياء وتحب رجل صاحب عينان ماكرتان … شعر بحاجة ماسة للتحدث .. لكن من سيستمع له ؟!

ورفيقه دربه حينما رحلت تركت حياته رمادا مخلفة خلفها ابنتان كل واحدة منهما زوبعة لا تخلف من خلفها خير … هو عند وعده .. سيتخلص من لؤي ثم سيضم صغيرته في جناح بيته ولن يزوجها لأحد ما دام لن يستحقها .

****

في الفندق ،،،

زفرت شادية بسخط شديد والرد الذي يصلها من هاتفه مغلق ، كيف يتغير منذ ليلتين … أصبح قليل الكلام .. ينهي محادثته سريعا دون السؤال والاهتمام الذي أصدره منذ بداية خطبتهما !!

هل شعر بالملل ؟! … بالكاد يعرفان بعضهما كيف سيمل

عضت باطن خدها وهي تشعر بالتوتر .. القلق يكاد يفتك بها فتكا ، هل من المعقول اختارت شخص خطأ .. لا تريد الشعور بالفشل للمرة الثانية

يكفي معاذ وما يخلفه من بعده عن حياتها ، غامت عيناها بحزن علي حالها وما وصلت اليه

هي ضعيفة .. قابلة للعطب بسهولة .. ثقتها بنفسها شبه منعدمة بعد فسخ علاقتها بمعاذ ، تشعر بالخوف من الرجال ولا تأمنهم … عاصي حينما اقتحم صومعتها شعرت معه بالنفور ثم تحول النفور للعبة مشاكسة ايجاد عاصي إدارتها ، ثم لؤي شعرت بالخوف منه .. هيئته المخيفة لعب وترا حساسا في انوثتها لتستلم له وتوافق حتي بعد فترة منذ لقائهما الأول ، أرادت أن تتخلص من عاصي ، نظراته تكاد تعري روحها .. ثم من حيث لا تعلم أتت رياح غربية تلعب في الوتر الحساس بها

عينان داكنتان ، شعر فوضوي مبعثر على جبينه ، ابتسامة عابثة ملتصقة بثغره ، ثم ما يتلف اعصابها تلك الكاميرا بيديه ، كم رغبت يوما في تهشيمها ، نبرات صوته الاجشة ثم لغته الإيطالية التي لا تفقه بها شيئا يجعلها غبية لحديث تتوقع فج مثله ، رعشة سرت في أطراف جسدها وهي تمسك معصمها تتذكر لمساته لثلاث مرات … كيف واثق انها ستقع في حبه لتلك الدرجة وهو لم يظهر ولو لمرة احترام خصوصيتها

يبدو انه رجل ولد ليكسر القوانين وينص قوانين جديدة تعبر عن انحطاطه وتربيته الغربية الملعونة .

ارتجفت  لتلف ذراعيها حول جسدها بحماية شديدة ضد أي اقتحام غادر من رجل غريب ، ثم ذهاب جيهان بلا عودة .. لا تعلم ماذا حدث في الساعتين ثم اخبرتها باقتضاب أنها لن تقدر على السفر كونها تشعر بالتوعك .. كيف شعرت بالتوعك وهي من كانت منذ الصباح تنتظر حلول الليل للسفر !!! هل رفض والدها السفر ؟! ماذافعلت تلك المجنونة لتتلقي عقاب والدهما

انتبهت على صوت نجوى مساعدتها وهي تصيح بنبرة منفعلة

– الفستان وصل

انتبهت من شرودها لترفع رأسها وهي تهمس بعدم فهم

– فستان ايه ؟

صفقت نجوى يديها بمرح قائلة

– فستان من خطيبك

ضيقت عيونها لثواني .. حتى تذكرت حفلة الليلة التي سيصطحبها معه ، لم يكلف نفسه عناء للاتصال بها بعد مكالمة الصباح المختصرة ، غمغمت بسخرية

– بالسرعة دي .. ده متصلش بيا

تنهدت نجوى بهيام شديد قائلة

– الفستان يجنن يا شادية

انتبهت نجوا من نظرات شادية المتجهمة لتلجي حلقها قائلة

– اقصد يعني حضرتك تاخدي بصة عليه عشان نشوف هيليق مقاسك ولا لأ

لمحت نجوي المصور الوسيم يقترب منهما بملامح غامضة وكيف ستعلم وهو يخفي عيناه عن الجميع ، ابتسمت نجوى بتهذيب قائلة

– سيد سرمد

عيناه تلكأت علي شادية بتمهل شديد .. بطئ لدرجة رأي تقبض اناملها على راحة يديها ، رغم تسريحة شعرها لجدة عجوز وثيابها المحتشمة .. لدرجة تصيبه بالحنق وخصوصا سترتها الطويلة المغلقة .. لم تعد تترك لعينيه مجال النظر لجمال وجب تقديسه ، غمغم بنبرة حميمة جعل وجنتي نجوى تتورد بخجل

– مرحبا يا فاتنة ..جئت لأرى فاتنتي جيجي أتعلمين أين هي ؟

زفرت شادية ساخطة وهي تدير وجهها للجهة الاخري ، طالبة من الله الصبر لساعات .. ثم لن تراه في حياتها مرة أخرى ، لقد اتفقت مع مساعدها للاهتمام بالزفاف ثم هي ستشرف في اللحظات الاخيرة قبيل الزفاف ، وان رأته ستدير رأسها للجهة الاخري وتشرف علي عملها ثم تغادر ويغادر هو اليوم الثاني إلى بلاده ..

لم تخفي نجوي انبهارها به وهي تري اليوم مرتديا تيشرت ابيض ملتصق بعضلات صدره الصلبة ، تمتمت بنعومة

– الانسة اعتذرت عن الرحلة وسأكون أنا المسؤولة بعد جيجي

عقد سرمد حاجبيه لثواني ، هل لتلك الدرجة تخشي من شقيقتها لتبدلها بمساعدتها ، أخبرها أن تأتي هي بدلا عنها وسيكون مهذبا مع النساء .. الا انه لم يقدر علي وعدها انه سيكون مهذبها معها ، هي كتلة مغرية مستفزة قادرة على إخراج أسوأ ما به .. تمتم بتلكؤ

– حقا .. أعتقد الرحلة ستكون مذهلة

رفعت شادية رأسها للسقف ، بدأت تشعر بسهام عيناه نحوها وهو دون أدنى احترام يتحرش بها ، دون الاهتمام انها ستصبح اسم لرجل آخر ، هل لتلك الدرجة غير عابئا .. ويبحث عن من يطفئ نيران شهوته ، لما لا يبحث عن ملهي ليلي متأكده انه سيجد العشرات سترتمين تحت قدميه دون حتى أن يرفع أصبعه !! ، التفتت نحو نجوى وهي تغمغم ببرود بلهجتها دون الاكتراث بالآداب كونه الاجنبي بينهما

– انا ماشية ، اتفقت مع مصطفي يكمل الترتيبات هنا وهاجي كل فترة هعمل check على السريع

تحركت بقدميها خارج المقهى .. ساقيها تسبقان الريح بحثا عن باب خروج الطوارئ ، لا تريد أن تصطدم به لا في المصعد ولا في ردهة ولا مقهي ، رفعت هاتفها للاتصال بلؤي .. يجب أن يكون معها في ذلك الوقت ، توقفت ساقيها عن التحرك حينما استمعت إلى نداء خبيث لأسمها

– شاديااه

تعثرت في سيرها وتعثرت نبضات قلبها لشعورها به في مكان منعزل عن الجميع ، أغمضت جفنيها متطلبة من الله الصبر ، دارت على عقبيها وهي مستعدة له

رجل محطم للقوانين

رجل قادرا علي ثوران قلب ، ضج قلبها بعنف شديد حينما وجدت يخلع نظارته ويطويها واضعا إياها في جيب سرواله الخلفي ، يده الأخري ممسكة بكوبه الحراري ، لطاما تساءلت كنهه محتوى الكوب !!

هل بها خمر ؟ … هل يراعي انه في بلدة عربية ومحافظا على عادة بلدة غريبة عنه

واسمه العربي نقيض لكل أفعاله ، هل كان والداه مولعان بالحضارة العربية واسما ولدهم اسم عربي !! أم من أصله العربي الذي لا تعلم من أي بلد حتى الآن وغير راغبة بمعرفته ؟!!

تلبستها حرارة غريبة لا تعلم من اين اتت أثر نظراته لها .. غمغمت بارتباك شديد

– لست متفرغة للرد عليك .. يجب أن أجري مكالمة

همت بالانطلاق بعيدا .. هربا أو فرارا لما سيحدث بعد أقل من دقيقة ، قلبها ينقبض بطريقة لم تعتداها حينما استمعت إلى همسه الهادئ

– هل هو خطيبك ؟

نظرت الي هاتفها وعدم استجابة لؤي للرد عليها ، ليزداد قلبها هلعا وهي تسمع صوته المغوي واقترابه منها حتى ظله ابتلع جسدها بوحشية دون أدني رحمة

– يبدو أنك مستاءة للغاية يا برتقالية ، لم يتصل بك مثل الأيام السابقة

عصرت هاتفها في قبضة يديها وبقت لثواني تحاول أن تتشجع ، لن يقدر للاقتراب منها اذا لم تصدر استجابة له ، رفعت عيناها وتمتمت ببرود

– يجب عليك ان تتجهز للسفر مع الطاقم تلك الليلة ، عذرا

خطوة .. ثانية .. والثالثة شعرت بيد تمسك رسغها وتجذبها اليه ، شهقت فزعة حينما شعرت  به يلوي معصمها وهو ينطق بحدة مخيفة ارعبتها حرفيا

– حينما أتحدث معك لا تديري رأسك وتغادري

اتسعت عيناها بجحوظ مخيف ونبضات قلبها تتسرب بإيقاع مرتفع … صاخب بل مدوي ، سبب ضجيج لأذنيها .. كيف يلمسها ؟! .. كيف يحق له أن يلمسها دون رادع .. حاولت جذب يدها من أنامله إلا أنه كان عنيدا كالبغل بل شدد من قبضته بألم جعلها تصرخ في وجهه هادرة بعنف

– هل أنت مجنون .. انت تتعدى الخطوط الحمراء ، اترك يدي وإلا اتهمتك بالتحرش واقسم سأمرغ سمعتك بالوحل

عيناها تقتله بنيران الكره ، لكن صبرا سينتظر حتى تسلمه مقاليدها تلك البرتقالية برضا تام ، اقترب خطوة منها مما جعلها تتراجع لخطوة للخلف وعيناها متسعة بجحوظ مخيف تنتظر غدر منه ، ابتسم بعبث ونعومة جلدها يكاد يفتك به بجنون ، غمغم بحشرجة خشنة

– تعجبني شراستك النابعة من خوفك الداخلي مني ، خوفا من سرمد فقط .. أشكل تهديد نووي لحياتك المتجمدة

هزت رأسها بجنون ويداها تحاول انتزاعها من براثنه لتهدر في وجهه صارخة

– لا اسمح لك ان تتعدى بحدود الكلام معي

ود أن يخبرها انه اوصد الباب خلفه وانه جذبها لبقعة بعيدة عن كاميرا المراقبة ، وضع كوبه الحراري في حقيبته بيده دون الحاجة ليده الاخري ، غمغم بحميمية ناعمة

– اخبرتك أمسك يدك لثلاث مرات ولن أتركك بعدها سوي وانتي داخل جدارن مملكتي

كادت أن تفقد وعيها لثواني الا ان شئ منعها ، رفعت ذراعها الحرة هامة صفعة وهي تنطق بنفور وصراخ

– يا قذر … ااااه

تأوهت بصوت مرتفع حينما لوي ذراعها خلف ذراعها ليدفع بجسدها الاصطدام به .. تنفر بجسدها وهي تحاول الابتعاد عنه غير عابئة بتحذيره المخيف

– سمحت لك بمرة لصفعي لكن ليس كل مرة تسلم الجرة

رفعت عيناها وهي تبث كرهها ونفورها منه واشمئزازها

– ما تفكر به لن يحدث الا على جثتي ، انت مجرد شاب طائش عربيد

صرخت متألمة حينما سمعت طقطقة من عظامها ، الاحمق سيكسر ذراعها .. تنفست بهدر وهي تشعر بشعيرات لحيته تحتك بجلد خدها الناعم ، همس في أذنها قائلا بحدة

– بل رجل يا برتقالية ، يحمل في أحشائه ما سيدمر سلامك النفسي

اشاحت بوجهها للناحية الأخرى متجنبة النظر له لتهمس بنبرة نافذة الصبر

– اتركني .. لا يصح ما تفعله معي .. انا مرتبطة بإسم رجل أرجوك

التوسل في صوتها اعجبه .. بل راقه ، لكن ليست تلك من تتوسله للابتعاد عنها .. كيف يمتنع عنها .. بالله كيف يمتنع عنها وهي لفته بحبالها المميتة ، شعوره بجسدها مقتربا بحميمة به كاد أن يفلت به المتبقي من عقله ، زمجر بخشونة مخيفة هامسا

– نبرة التوسل منك .. ضعيفة للغاية لكن بها كبرياء عجيب ، سأطالبك به يوما

ارتعدت حرفيا وهي تشعر بزفير الحار كساكين قاتلة تدك بلا رحمة ، تحاول البحث عن شئ تتخلص به ومن قربه المخيف لها ولسلامة المتبقي منها ، انتبهت على صوته الهادئ

– لقد رأيت بالصدفة فستان يذهب إلى غرفة نومك ، هل هذا من خطيبك

لم ترد .. صمتت ، لتسمعه يغمغم بخفوت وهو يخفف من قبضة يده ليلمسها بنعومة جعلت جسدها يقشعر

– أتعلمين ماذا يعني أن خطيبك يختار فستان ترتديه له

اتسعت عيناها جحوظا حينما رد ببساطة شديدة

– انه يرغب بليلة اممم مثيرة ودافئة مثل لون بشرتك

همت بالفتك به ويدها التي خفت قبضتها كانت علي وشك صفعه تقسم ، الا ان النظرة النارية في عينيه وانامله التي غرست غرسا ليقول محذرا بنبرة قاتلة

– ماذا قلت أنا لا أهدد عبثًا

ارتجفت شفتيها … والضعف يزحفها تدريجيا .. تود البكاء حاليا .. زفرة حارة من انفاسه جعلها تهمس بتعثر

– سأفسخ العقد معك ، وخلال ساعات سأزجك بالسجن

ابتسم من بين شفتيه ومزاجه السوداوي لم يتزحزح من عتمة عينيه ليغمغم بعبث ناعم

– وماذا  ستخبريهم يا برتقالية إذا شهد عن أخلاقي السوء ومع ذلك أكثر من مرة كنا بمفردنا .. توقعتك أذكي يا شاديااه ، انتي بين ذراعي لفترة من الوقت وجسدك مستسلم لي ولا يصدر عنه النفور ، كيف تريدين ان تثبتي تهمة التحرش وانتي ساكنة ترغبين أن أدلك أكثر

انتفض جسدها فجأة بين ذراعيه ليري دمعة تهبط من عينيها جعل يتوقف عن عبثه ثم تدفق سيل من الدموع … انفجرت في البكاء الهستيري وهي تنكس برأسها ، نظر بتوتر ويداه ينتزعها بصعوبة من ذراعيها ، هبطت بجسدها أرضا وهو يراها تلف حول نفسها ونشيج بكاءها اصابه بالتوتر

لم يختبر بكاء امرأة بتلك الدرجة امامه ، ابدا .. شعر انه تمادى .. لعن تهوره للمرة الأولى وهو يهمس بخشونة

– اهدأي

احست شادية بانهيار العالم من حولها ، كشف عنها الحقيقة بصورة بشعة ، هل لتلك الدرجة ميؤوسة من حالها .. حالها ان تستسلم لأي رجل حتى بعد معاناتها .. معاناة يجب أن تجعلها أقوي ولكن للأسف لم تقدر أن تصبح قوية .. تستطيع أن تكون لا مبالية باردة لفترة ، لكن قوية .. لا

احست به يقترب منها لتصيح مزمجرة بعنف

– ابعد

الشراسة في عينيها خطفه ، تذكره بـ صورة ام تدافع بشراسة عن اطفالها وهي تضمهم لصدرها بحماية ، الدموع تهطل دون توقف جعله يسب ببذاءة وهو يغمغم بايطالية

– اهدأي يا برتقالية .. اللعنة

زمجرت بغضب وهي تشعر يقترب منه بغية الاقتراب

– ابعد عن وشي .. متقربش

زفر ساخطا وهو يهبط بجذعه مخرجا محرمة ورقية من جيب سرواله قائلا

– اهدأي لا احب مشاهدة دموع النساء

نظرت الى يده الممدة بالمحرمة بنفور شديد ، الا انها سحبتها على مضض لا تعلم كيف يبدو منظرها امامه ، جففت دموعها وهي تحاول ان تلمم اعصابها المنفلتة بأقصى سرعة كي تفر هاربة .. سحبت نفسا عميقا وزفرته علي مهل لتشعر بصوته الاجش يهمس

– اشربي هذا

نظرت الى يده الممدة بكوبه الحراري جعلها ترفع عيناها ساخرة

– خمر ، لا شكرا

أجاب ببرود شديد

– ومن قال إنه خمر

زفرت ساخطة وهي تستقيم من جلوسها ارضا وقربه منها لتهمس بجفاء

– لا تتذاكى عليّ .. اراك تحملها فى كل مكان وترتشف منه على مهل

رأت اللمعة في عينيه لتخرس ما يخرج في لسانها ، ما الذي تقوله .. غمغم بنبرة صارمة

– تناوليه

استقامت من مجلسها تنفض عن ثيابها الاتربه المعلقة لتجيب بجفاء

– ابدا

بحثت بعيناها عن هاتفها الملقي ارضا ، شعرت بتوجع كلا يديها .. ذلك الهمجي كيف يمارس بنيته الضخمة عليها ، احمرار معصمها جعلها تسبه بعنف وهي تنحي تتناول هاتفها لتسمعه يقول بنبرة عادية

– هل لتلك الدرجة الحقيقة صدمتك ، اعني انا لا اخفي انجذابي عنكِ مثلك

اكتفت بالنظر له بسخرية ودونية ثم توجهت نحو الدرج تصعده بسرعة … زفر سرمد وهو يمرر يده على خصلات شعره المبعثرة على جبينه .. فقط لو ينتزع خاتم الخطبة من بنصرها … يقسم انه سيمارس بعض جنونه عليها ، سيقترب منها اكثر لدرجة لا تقدر على التنفس بدون قربه ، سيصبح أقرب من انفاسها .. ولن يمنعه حتى تلك الايام للسفر … حين عودته ان لم يجدها فكرت بتعقل وفسخت خطبتها بذلك الضخم سينتزع خاتمها من بنصرها .. سيفعلها ، غمغم بشراسة

– ارحلي يا برتقالية لكن مصيرك اصبح مرتبط بي للأسف

******

حبك يا سيدي لم يتسلل قلبي فقط

بل تغلغل مسامي وأنفاسي

حبك لم يكن اختيارا

بل ألزمتني به

حبك جلب السكينة لروحي

وجودك بحد ذاته جعلني أشعر الدنيا ما زالت بخير .

خارج مقر الجامعة  ،،

تسير رهف الهوينا ووجها يكسوه الحمرة جراء مكالمات نزار أمس، أتخمها بكلماته المعشوقة وطعامه .. لدرجة في الامتحان بدأت تهلوس بهمهماته الشامية .. نكست رأسها وهي تعض على شفتها بخجل .. لا تريد أن تتذكر نظرة المراقب المتشككة .. تحاول التذكر هل حلت الامتحان ام كتبت شيء آخر .. هزت رأسها نافية ، بالطبع لم تكتب شيء .. رائحة رجالية عطرة تعلم صاحبها جعلها ترتفع برأسها لتهمس بانبهار وهي تراه وسيما .. بل أنيقا للغاية بقميصه الأسود ثم بنطاله الجينز ، خصلات شعره الداكنة المصففة بعناية .. هل هذا رجلها حقًا ؟!!

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقترب منه بخطوات خجلة هامسة اسمه

– نزار

استقبلها بأبتسامة واسعة ومطمئنة جعل ابتسامتها تتسع لتسمع همسته الخشنة

-حبيبي الحلو طمنيني كيف أدمتي اليوم “حليتي “

رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تسعل لعدة مرات قبل ان تجيب على مضض

– طلع صعب للأسف

عقد نزار حاجبيه ليغمغم بقلق

– كيف يعني ،ماعرفتي تحلي شي

تبرمت شفتيها بحنق .. هل سيزجرها الآن أم يخبرها أنها فاشلة ، اندفعت تهمس بانفعال شديد

– يووه يا نزار انت السبب ، قعدت تسهرني وتأكلني الكنافة لحد ما بدأت أكتب الكنافة بدل الاجابة

انفجر ضاحكًا وضحكته أسكرتها

الرجل يبدو خطيرا جدا

جديته وقسوته تليق به

وغزله وحبه يليق به بجنون

انفرجت شفتاها عن ابتسامة بلهاء وهي تراه يمرر أنامله في خصلات شعره ، كم وددت أن تمد يديها وتلمسها .. هل شعره ناعم كما تراه ، زجرت نفسها بعنف عن أفكارها المنحرفة لتضم ذراعيها حول صدرها وهي تسمعه يتمتم

-ييي حبيبي الحلو مدايق،طيب تعي لعندي عالمطعم وانا بعرف كيف صااالحك

اتسعت عيناها بذهول لترتد خطوة للخلف حينما رأت عيناه بهما لمعة تعلمها جيدًا ، هزت رأسها نافية

– لا مطعم لا

اجلي نزار حلقة وتأثيرها الناعم يصيبه بالخدر .. كم تبقى من الأيام حتى يقدر على لمس يديها وعناقها ، وإذا لمسها هل سيقدر على الصبر أم يتهور ؟!! .. امرأته هشة للغاية وتحتاج للرعاية ومعاملة خاصة قادرًا على منحه لها ، ابتسم بلطف وقال

– لك مابدي لهيكي عن دراستك بس شو اعمل  كل لحظة بتمر بشتقلك لك بحس ثانية بعد عنك كأنها سنة

تلون وجنتيها بالحمرة القانية والتوتر أصابها بالخرس ككل مرة  ، حتي هو يتفهم خجلها حينما يرى تورد وجنتيها .. شعرت بالحرج الشديد حينما استمعت الى تعليق فريال الساخر

– ما اجيب لمون بالمرة .. وانا اللي مستنية بقالي ساعتين في العربية عشان اتطمن بس واضح ان من لقي احبابه نسي اصحابه

التفت رهف بحدة نحوها لتراها عاقدة ذراعيها على صدرها ، منذ متي استمعت إلى حديثهما الخاص ، زجرتها بعينيها الزرقاوين اللامعة بالعشق لتزم فريال شفتيها بحنق ليتمتم نزار حانقًا

– اوووف شو هاد كل شوي واحد بطلعلي متل عفريت علاء الدين

ابتسمت فريال ببرود شديد ليزفر نزار ساخطًا قبل أن يتمتم بهدوء

– صباح الخير

حدقت فريال بساعة معصمها ثم التفتت اليها قائلة بنبرة وقحة

– داخلنا علي الضهر يا شيف .. اقدر اخد كنافتك ولا لسه هتسويها

شهقت رهف بصدمه ليشحب وجهها وهي تغمغم بنبرة زاجرة

– فريال

اشاحت فريال يدها بلا مبالاة لتمتم

– الله مش هو اللي عمال يتغزل وانتي بدل ما تديله بوكس يفوقه عماله تحمري في خدودك

ابتسامة خبيثة زينت شفتي نزار وهو يراها تزمجر بسخط شديد لزوجة شقيقها

– فريال

تظاهرت فريال بالتعب لتهمس بنبرة متعبة

– انا تعبانة للأسف ومحتاجه رهف عشان تروح الدكتورة ده بعد اذنك يا استاذ كنافة اقصد نزار

اتسعت عينا نزار صدمة من لقبه ، رغم انه يعلم انه من المفترض أن يغادر الا انه اقترب من رهف هامسًا

– جبتي فستان الخطبة

رأي تلك الزرقة المتلألئة في عينيها مما جعل قلبه يفقد إيقاعه الطبيعي .. اتسعت ابتسامتها لتهمس

– هفاجئك

انفجرت فريال ضاحكة وهي ترى عبوس نزار الذي غمغم بنبرة خطيرة

– رهفففف

تحول وجه الحبيب الي وجه غضب الليل بداية من عتمة عينيه وتحفز عضلات وجه لتهمس بمشاكسة وهي تسحب ذراع فريال

– مش هقولك ومتحاولش .. مع السلامة

فرت هاربة منه .. مما جعله يهز رأسه يائسًا .. متي أصبحت خبيثة لتلك الدرجة بل وماكرة للغاية ، دمدم بسخط شديد وهو يرى مشاكسة فريال لحبيبته .. غمغم بسخط

– لك اوووف عحظي بتروح جيهان بتجيني فريال المجنونة

********

حدقت في المرآة العريضة لتزين شفتيها بأحمر شفاه قاني ، رشت عطرها المغوي بإسهاب  .. عقدت مئزرها الشفاف لتميل بجسدها يمينا ويسارا .. تنظر الى مفاتن أنوثتها .. أجرت عملية تجميل في منطقة انفها ثم وجنتها .. حاولت أن تغير بعض معالم وجهها الا ان هذا لم يكن تنكرا أكثر من رغبة في خوض ذلك التغير لوجهها .. عادت الذاكرة بها لسنوات ماضية

كانت تتزين له وتتعطر

ترتدي له ما يشتهي ويجاب التخمة لرجولته المتعطشة

إلا أنها لم تكفيه ذلك الهركليز

اشتري لخطيبته فستان لحفلة الليلة ، رفعت عيناها نحو ساعة الحائط التي خطت السادسة مساءً .. هل سيذهب إلى مقرها و ينتظرها تهبط إليه بفستان اشتراه ثم يضع ذراعه حول خصرها

اسلوبه القذر لم يتغير ذلك اللعين ، هل يرغب بدفعها تلك الأخرى للموت كما فعل معها !!!

أم العلاقة مباركة من كلا العائلتان بعكسها ، هي الدخيلة عن عائلته المحترمة ، مدت يدها نحو هاتفها القابع علي طاولة الزينة .. بعد رسالتها له لم يأتي .. هل يظنها تهدد عبثًا .. تقسم انها ستذهب الى الحفلة وليحترق هو .. تهديدها لا يخرج عبثًا

رن جرس منزلها لترتسم ابتسامة مغوية وهي تخرج  من غرفتها متجهة نحو الباب الخارجي ، تفتحه بهدوء شديد لتتسع ابتسامتها قائلة

– مكنتش مصدقة انك هتجيلي بالسرعة دي

ضم قبضة أنامله ليدفع جسدها نحو الداخل مما جعلها تتعثر عدة خطوات ، أغلق الباب بساقه ثم التفت إليها مشرفًا عليها بجسده الضخم ليصيح بحدة

– آسيا .. الشويتين دول علي حد غيري

تمهلت عيناه النظر والتفحص والتدقيق لما ترتديه

هل جلبته هنا لتغويه ، لاحت عليه ذكريات قديمة

يرغب في تمزيقها وتقطيعها اربًا .. يرغب في قطع ثورة شبابه مع تلك الحية ، اقتربت كالحية وعيناها فتنة قاتلة

تدفعك للتجرد من عقائدك وسقوطك في الدرك

اناملها تتحسس جسده الذي انتفض لتبرق عيونها وهي تهمس بنبرة اجشة

– بس قول انك وحشتني بعد السنين دي يا لؤي

أجاب باقتضاب شديد وهو يرى الحاح اناملها للاستجابة لها ، قبض على اناملها بخشونة قاتلة جعلها تتأوه بتوجع مغوي ليهتف بخشونة

– للأسف لأ

مالت برأسها وهي تسدل أهدابها الكثيفة لتهمس بنبرة ذات مغزى

– بس ده مكنش شعورك لما كنت في المستشفى

انقبضت معالم وجهه .. يوم المشفي التي تظاهرت وقتها بموتها وهو كالمغفل صدق موتها اثر حادث مروري ، وهو الذي شعر أنه السبب في موتها نتيجة معرفتها انه ابن عمها .. كانت ثائرة وغاضبة ، اتهمته وشتمته بأقذر الشتائم بلغة أمها ، لمدة شهر لم يعلم أثرها حتى بعد أن أثبت لها نيته الحسنة وقرر أن يعطيها حصتها من الشركة وهذا أكبر قرار غبي فعله يومها .. عواطفه من اندفعت وليس عقله ثم بعدها اختفت .. وبعدها تلقي مكالمة من المشفى يخبره أن صاحبة الهاتف تعرضت لحادث مروري  .. طحن ضروسه وهو يغمغم بحنق

– شيطانة

انفرجت عن شفتيها ابتسامة مغوية لترفع بقامتها وهي تطبع قبلة على عرقه النابض هامسه

– تلميذتك يا هركليز وتلميذه الباشا الكبير

اختلجت عضلة فكيه ، وغامت عيناه بشراسة شديدة .. ليقبض علي عنقها يزهق روحها الفاسدة ليقترب منها والشرر في عينيه تعلن عن الموت ، غمغم بشراسة

– عايزة ايه تاني اعتقد اخدتي حقك

مالت برأسها ببرود شديد ، لا تنكر أنها من تلك التجربة أخذت بضعة جنيهات من نصيبها ، لكن لم تشعر باستقرار روحها الغائرة والمطعونة ، لم تشفي غليلها بعد .. عيناها تتسعان بجحوظ نتيجة قبضة أنامله لعنقها .. رغم ذلك ظلت ساكنة دون أدني تعبير

هل يظن انها سترتجف خوفًا أو تخبره بالتوقف ، أم تخشى الموت

هي مرت بالكثير و الأبشع من الموت لذلك تشعر بالبرود الشديد وهي تري الموت المرتسم في عينيه القاتمتين ، نزع يده عنها لتشهق وتتنفس بصعوبة تدريجيا . غمغمت بخشونة

– شوية ورق يا لؤي مش مهمين عندي .. علي عكس الباشا اللي ممكن يطب ساكت اول ما يشوفهم

مال شفتيه ساخرًا وقال

– عمرك ما كنتي تحلمي انك تاخديها يا آسيا .. ولو انطبقت السما على الأرض مكنتيش هتشميهم حتى

انفجرت ضاحكة بسخرية لتجز على أسنانها هادرة بعنف

– وصحيان الضمير ده جالك امتي يا لؤي بعد ما خدعتني و استغفلتني ، انا اللي مخلية الرجالة خاتم في صباعي تيجي انت وتستغفلني

صمت لؤي لثواني ، كيف أحبها ؟ إذا كانت تحمل الحقد في داخلها أكبر من حبها المزعوم له ، كيف تسعى للثأر غير عابئه بما تخسره نتيجة خيارها ، وهي أول ما خسرته هو

يشعر بطعنة في كبرياء رجولته .. ترفضه وتختار الانتقام بدلا عنه

غمغم بجمود

– عمري ما استغفلتك ، ولو فعلا كنت عايز ادمرك مكنتش عملت اللي عملته

من أجل بضعة جنيهات أشفق عليها به ، شعر وقتها بضمير يعذبه وكأنها منتظرة شفقته بعد كل تلك الأعوام ، لعبت في خصلات شعرها السوداء لتقول

– احنا هنحكي كتير عن اللي حصل زمان ولا ايه يا بيبي ، ده انا جيالك مخصوص

فكت عقدة مئزرها واسقطته ارضًا ليظل لؤي واقفًا .. تذكره بفتيات الحانة تعرض عليه اجسادهن ، رن هاتفه في جيب بنطاله .. استل الهاتف وهو ينظر الي اسم خطيبته .. لثواني بقي محدقًا الي اتصالها الملح منذ الصباح لكن كيف سيكون هادئًا معها وبجواره فتنة طاغية تغوي الناسكين

استمع الى صوتها المغوي

– خطيبتك بترن … تؤتؤ للأسف بتخيل وشها وهي تعرف وشك التاني

غمغم بجفاء وهو يضع الهاتف مرة اخري في جيب بنطاله

– اللي ليه وشين هو انتي يا اسيا مش انا

استدار مغادرًا لتدركه آسيا لتقف في مواجهته

بكل كبريائها وفتنتها الطاغية

بعينيها الفتاكتين وجسدها الطاغي

بخصلات شعرها الفاتنة ولسانها الحاد هتفت

– رايح فين يا هركليز .. دا انا مجهزة ليلة تجنن

دعته إلى نعيمها الخاص وهاويتها

ومن يرفض إمراة بحد فتنتها وهلاكها

ابتسم بغموض وهو يغمغم بنبرة فاترة

– وفري خدماتك ليوم تاني .. هحتاجك

ثم اخشوشن صوته والوعيد في صوته من المفترض أن يرعبها

– احذرك تقربي من حد فيهم يا آسيا .. والا قسما بعزة جلالة الله لتشوفي ايام عمرك ما تتخيليها

نظرت له باستخفاف واندلعت نيران حاقدة تكاد تسقطه صريعا من موضعه لتغمغم بخشونة

– عايز توريني ايه تاني يا ابن المالكي بعد ما جدك منعني من عيلتي ورماني انا وماما واختي في الشارع ، ايام ايه تاني هتخليني اشوفها بعد ما ظهرلتلي في حياتي وانا كنت بعيدة عنكم باميال .. متجيش تشد ديل الأسد وتقول انك كنت بتلعب معاه يا لؤي

جملتها الاخيرة كانت محقة بها مئة بالمائة ، كيف يلعب بذبل الأسد وحينما يهجم عليه يرتعد قائلا انه رغب باللعب معه ، آسيا فاتنة النساء .. هلاكه الخاص وجحيمه ، هز رأسه وغمغم بنبرة فاترة

– حقدك للأسف عماكي

صفقت يداها بقوة ، يعجبها تمثيله البارع في جعل نفسه الخصم الأضعف ، يختار المسكنة والخضوع حينما يشعر بالضعف من أمامه ، صاحت بشراسة

– عاجبني انك بتمثل دور المضحوك عليه والغلبان وانت للأسف بعيد كل البعد عن المكانة دي

هبطت حمالة منامتها من شدة انفعال جسدها ، حرارة لعينة سرت في جسده ، وجزء كبير يكشف عن مفاتنها ليجز علي اسنانه بغضب هادر من نفسه

لا هو بـ لؤي السابق

ولا هي فاتنته الخاصة

ما يفرق بينهما غضب أزلي تشعب في أطراف جسدها حتى تمكن منها ، هل ستظل آسيا القديمة المحبة والمخلصة لعشقه للان إن لم يكن هو ابن عائلة المالكي ؟!

اقتربت منه وهي تغمغم بمكر

– انا جاية بس اشد ودانك انت وغالب وجميلة هانم ، متستعرضش عضلاتك يا بيبي عليا

رن هاتفه للمرة الثانية ، لا يحتاج للنظر الى اسم المتصل .. جاءه نبرة آسيا المتهكمة

– رد عليها يا بيبي البت هتنهار اكتر ، ولا ايه رأيك ابعتلها مسدج اقولها انه مع عشيقته

ابتسم ببرود وهو يتخطيها متجها نحو الباب ، امسك مقبض الباب واداره ليلتفتت برأسه لها قائلا

– في يوم مش هيكفيني اقتلك يا آسيا

ابتسامة بغيضة هي كل اجابتها ، أغلق الباب خلفه لتكشر عن أنيابها بغيظ شديد ، رفعت ببصرها نحو ساعة الحائط والثواني ظلت تراقب عقارب الساعة حتي تحول وجهها العابس الذي ابتسامة لعوب والفكرة التي اهتدت إليها جعلتها تضحك بهستيرية مصفقه بكلا يدها .. كم تشعر بالأسف لخطيبته لما ستفعله بها !!

******

خطت الساعة منتصف الليل ،،

ونسيم الهواء يداعب وجهه ، ارخي سرمد رأسه علي مسند المقعد .. يرتشف مشروبه من الكوب الحراري .. وذكري الصباح حينما كانت بين ذراعيه جعلته يشعر بلسعات في انامله ، أغمض جفنيه وهو يحاول متعرفا على عطرها الخفيف ، ليس قويا وليس فجًا بل ليس به رائحة مسكرة .. بالكاد استطاع شمه .. كان ناعما يشبه نعومة جسده ، فتح عينيه ليمرر يده على خصلات شعره الكثيفة .. ماذا يفعل معها ؟

يسأل عقله ونفسه .. المرأة ترجته حرفيًا للإبتعاد رغم نبرتها به كبرياء لعين ، ماذا يرغب في امرأة مرتبطة لم تعره انتباهها .. لم تغمز له ولم تفعل أفعال النساء في  الخارج ، ماذا جذبه لمشاكستها ؟!

زفر ساخطا وهو يرتشف من كوبه والغضب يستعر من داخله ، لم يقدر على المغادرة .. ينتظرها بعد فتنتها بفستانها الأحمر في المساء ، المرأة جذبت جميع أنظار الرجل حتى خطيبها لم يقدر على إشاحة عينيه عنها جذبها بقوة وفخر كونه من ظفر بها ، اللعنة انتفض واقفًا وهو يلعن نفسه .. ماذا يفعل هنا وهو يعلم انهما يستمتعان في عشاء المساء ، من المفترض أن يسافر لكنه الغاه وحجز تذكرة طائرة في الصباح ، انتبه على رنين هاتفه ليرى صديقه المقرب من شجعه للسفر .. حينما رد زفر بحرارة وهو يجلس علي مقعده قائلا بخشونة

-النساء .. أتعلم انهن اشد اثارة من الخارج

استمع الى رد سخيف من صديقه ليكمل هذيهه الخاص ببرتقاليته

-ناريات بطباعههن ، من اقل كلمة غزل تحمر وجنتيهن ، متطلبات للدلال رغم رفضهم للدلال

عقد حاجبيه حينما استمع الي تعليق وقح منه ، ثم سؤاله عن رحلته .. ابتسم بمكر قائلا

– تلك الزيارة ممتعة .. وستصبح حارة أعدك بذلك

رغم أنها لم تكن زيارته الأولى هنا ، لكن تلك المرة الأولي يتعامل مع نساء البلد .. المرة الأولى التي يلتقط بها صور برتقاليته  خلسة عكس تشجيع النساء في الخارج ، غمغم بثرثرة

-لقد زرتها لمرات عديدة لكن لا أعلم لما تلك المرة سأطيل في بقائي لدي الكثير من الأعمال هنا

انفجر ضاحكا نحو كلمات صديقه العابثة ، نظر نحو ساعة معصمه ليغمغم

-الحق بي يا رجل .. اجزم انك ستجد امرأة قادرة على التخلص من عقدتك

صمت ثواني وهو يستمع الي ثرثرة صديقه الرافضة ، هز رأسه يائسًا ، يعلم صديقه منذ سبعة أعوام .. سوري الأصل فر من وطنه واختار الغربة بدلا من العيش مع عائلته التي اتخذت دولة كمواطن اخر ، جذب انتباهه سيارة شركتها التي اقتحمت أسوار الفندق وقيادة السائق المتهورة جعلته يضيق عيناه حينما اصطف بالسيارة بتهور وخرج بعنف … حبس انفاسه وهو يراها تخرج ..بفتنة خصلات شعرها الفحمية الطويلة تتأرجح خلف ظهرها .. عقد حاجبيه حينما رآها تغلق الباب خلفها ليغمغم بتعجب

– ماذا تفعل تلك

صاح زاجرا لصديقه ليراها تستند على مقدمة السيارة

– اصمت .. ما الذي حدث لها

أين ذهب خطيبها ؟ هل تشاجرا ؟ أم انتهت سهرتهم .. اغلق الهاتف حينما ارهفت أذناه السمع لهمس باكي واهتزاز جسدها بعنف ، جعل عيناه تلتمع بالإصرار .

عزيزتي المرأة صاحبة الأنفة ، المترفعة بكبرياء ، المتعالية بشموخ ، المتحدثة بتحدي ، حواء الواثقة ، المنيرة والمشرقة ، لقد انتهي وقتك الإفتراضي وحان الآن وقت إقتحام رجل لحياتك حتى يضع كل هذا تحت الأقدام.

الخاطرة بقلم  ” هاجر الحبشي “

****

بعد منتصف الليل ،،

في فيلا عائلة المالكي ..

سحبت نفسًا عميقًا وزفرته علي مهل ، يداها ترتعش وجسدها يرتجف ولسانها إلتصق في سقف حلقها ، بالكاد تبلع غصة مريرة في حلقها وهي تشعر أن ما تقوم به مخالف لتربيتها .. لقد قررت أن تغويه !!

والكلمة بحد ذاتها يضع تحتها ألف خط أحمر .. وهي بسذاجتها قررت أن تمر على تلك الخطوط التي تؤدي إلى مكان واحد .. ألا وهو الهاوية !!

هبطت عيناها تدريجيا إلى قميص النوم الذي يكشف أكثر مما يستر  وما تبقي من عقلها يخبرها أن تتراجع ، فهي ليست في منزلة أن تنزل من قدرها لأجله ..

كبريائها يتمرد

وطفق يغزو جميع خلاياها

ليأتي القلب و يثبط عزيمتها

يوسوس .. ويصور أشياءً يهفو لها القلب.

عادت اللمعة في عينيها وهي تخرج من غرفتها لتقترب من غرفته ، تخشى استيقاظ أحد في ذلك الوقت الحالي دون أن تأخذ فرصتها في القرب منه ، أغمضت جفنيها لثواني وهي تتمسك بمقبض الباب .. تشجعي .. هيا تشجعي ..خطيبته السمراء ليست أجمل منك ، انتِ أكثر أنوثة وجمالاً منها ، رغم لطافتها معك إلا انتِ كنتِ مميزة عنده ، كنتِ طفلته المدللة .

سبق سيف العزل وهي تفتح الباب لتتفاجئ بخروجه وقتها من الحمام مرتديا بنطال قطني ويجفف بالمنشفة الماء المنحدر علي جذعه العاري

عضت شفتها السفلى بحرج شديد والاحمرار بدأ يغزو وجنتيها ، وما من طريقة للفرار والرجوع منكسة الرأس .. انتفضت علي صوته الأجش

– انتي بتعملي ايه هنا ، انتي اتجننتي

نكست رأسها ارضًا وهي تتحاشى النظر إليه ، ألا يكفي صوته المليء بالصدمة يتخللها الاحتقار

رفعت رأسها نحوه لتجده ارتدي قميص واقترب غالقا الباب ليسحب ذراعها بحدة قائلا بصوت منخفض

– انتي عارفة وجودك هنا معناه ايه

تلعثمت وهي تحاول فك أسر ذراعها لتهمس بارتباك

– انا .. انا

أخفض عيناه نحو ما ترتديه لتجحظ عيناه وهو يفلتها ، كمرض خبيث يخشى أن بتوغل جسده ويدمره

– وايه اللي انتي لابساه ده

لا يصدق صغيرته .. صغيرة ؟!!! ، وهل هناك صغيرة تحاول أن تظهر مفاتنها أمامه ؟! زمجر بخشونة وقال

– انتي عارفة لو حد طب علينا فجاة معناه ايه ، بترخصي نفسك وبتعرضي جسمك عليا في نص الليل

افلتت ذراعها عنه بقوة وبدأ عقلها يعمل تدريجيا .. أفلتت شهقة من شفتيها وهي تري عيناه كبركتين من الجمر المتقد  .. كادت ان تنفلت من براثنه إلا إنه سحبها نحوه وارتطم جسدها الرقيق ببنيته القاسية وكأنه جسد حجري تشكل عليه ، قال بحدة

– تعالي هنا

رجفت جفنيها و ارتعد جسدها برعب حينما همس بخشونة

– انا ساكت علي تصرفاتك دي يا وجد عشان عارف انك لسه مش ناضجة كفاية اللي بتعمليه

الدموع على وشك الانزلاق

تسب نبضات قلبها التي تققز بلوع لرؤية محياه

رغم غضبه وجنونه إلا أن تلك النبضات الهاربة وخصيصا تتوجه له رغمًا عنها ، لا تقدر أن تراه يزف لغيرها .. لا تستطيع ،

إحتراق هائل يتشعب أرجاء جسدها فقط من رؤية خطيبته بالقرب منه ، يعطيها هو لمسة وعناق وأين هي من كل ذلك ؟!!!

لم تستمع إلى تهديده الصريح وهز جسدها بأكمله

– لكن اقسملك حركة وضيعة زي ده هنسي انك بنت عمي ، انتي فاهمة

أنهى كلمته الأخيرة بصراخ أجفلها  ليحن وقت الإنفجار الخاص بها حينما رفعت عيناها إليه لتصيح في وجهه

– انا ايه زيادة عنها .. بص وقولي فيها ايه زيادة عني

مرر  لؤي بطن كفه علي وجهه  ثم مرر بأنامله علي خصلات شعره ، يحاول أن يستوعب الكارثة التي أمامه الآن ، تحاشي بعينه عن رؤية قميصها الفاضح ليغمغم بجمود

– اطلعي برا

وهي أصبحت في مواجهته

ترفع رأسها بكبرياء جريح وعيناها في عمق عينيه

شدت من قامتها وتابعت بحدة

– مش هطلع غير لما تقولي فيها ايه احسن مني لقيته عندها وعندي لأ

تنفس لؤي بحدة وهو يقبض بأنامله على راحة يده ، يحاول أن لا يمد يده ويصفعها

رغم أن الموقف يستدعي صفعة كي تفيق تلك المغيبة

توحشت عيناه وهو يقول بنبرة خفيضة ، مليئة بالكثير من الغضب الذي بالكاد يتمسك بلجامه كي لا تقع تحت  بطشه.

– قسما بالله لو مطلعتيش من هنا ، هشيل القرابة اللي بينا وهعاملك معاملة الست اللي بتعرض جسمها عليا

شهقت وهي تعود بخطوة للخلف لتنحدر دمعة من عينيها

صورته وضعتها في مكانة عالية

بل عظيمة جدا .. أقسمت أن لا يطئها أحدًا غيره

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!

تحاول لملمة كرامتها المبعثرة وروحها التي انطفأت وحبه الذي وئده لتقول

– للدرجة دي شايفني بنت ليل ، ده أنا مقدمالك حياتي على طبق من دهب

همس بنبرة صارمة وهو يشير نحو الباب ، قاطعًا أي إنبثاقة أمل في روحها

– مش عايز اشوفك تاني يا وجد ، هتغاضي عن اللي عملتيه النهاردة لكن اقسم بالله لو كررتيها تاني متلوميش غير نفسك

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *