روايات

رواية احتواء قلب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم عبير سليم

رواية احتواء قلب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم عبير سليم

رواية احتواء قلب البارت الثاني والثلاثون

رواية احتواء قلب الجزء الثاني والثلاثون

احتواء قلب
احتواء قلب

رواية احتواء قلب الحلقة الثانية والثلاثون

يجلسون جميعهم يتحدثون و يضحكون و فهد و هادي يلاعبان الأطفال و يمزحان معهم و الجميع يضحكون عليهم و خاصة على الكلمات التي ينطق بها هادي الصغير بفمه بهجه و سعاده تملاء القلب بالحب و الطمأنينه : هادي عسل يا خديجه ربنا يخليهولك يا حبيبتي يارب
خديجه : ربنا يخليكي يا رب عقبال ما تشيلي ابن جنه يا حبيبتي يارب
ناديه : يارب يا خديجه امتى بقى انا بحلم باليوم ده و الله
مرزوقه : حالا يا حبيبتي و الله ده مفيش اسرع من الايام بتجري هوا و حتبصي حتلاقي ابن جنه فحضنك
عادي : قصدك بنت جنه يا امي ان شاء الله
مرزوقه : ربنا يديك اللي نفسك فيه يا هادي يا حبيب امك يارب
هادي : يارب يا أمي
يستمعون لصوت جرس الباب
مرزوقه : شكله جوز خديجه جه
يقوم هادي : خليك انت يا فهد انا حفتحله
فهد : بس لو مكنتش تحلف
يضحكوا كلهم و هادي يتجه لفتح الباب و هو بيضحك والابتسامه على وجهه
يفتح الباب ليتفاجا بهم امامه و لم يكونوا هم بأقل منه مفاجأة : هادي
نطق بها أدهم و هو غير مستوعب ما الذي أتى بهادي إلى هنا
هادي : مش معقوله أدهم
يمدان ايديهما لبعضهما البعض و يتصافحان
ايه ده انت معاك مراد كمان
مراد : ازيك يا هادي
هادي : الحمد لله نورتونا و الله يا جماعه اتفضلوا
مراد : معلش بس يا هادي لنكون خبطنا على شقه غلط هي دي شقة عمي مسعد
هادي : أيوة يا مراد شقة عمك مسعد اتفضلوا ادخلوا بقى ميصحش نتكلم عالباب كده
يدخلوا و هما في قمة الاحراج و هادي يرحب بيهم و يرحب بابراهيم و موسى اتفضلوا يا جماعه
يتفاجئوا بالتجمع اللي هما شايفينه ادامهم و فهد يسلم عليهم
مسعد : أهلا وسهلا بحضراتكم
هادي : فاكر يا حج اللي حكيتلك عليهم و قلتلك ان والدهم كان هو كمان في المستشفى و اني وعدتهم اروح أزور والدهم هما دول يا حاج أدهم و مراد
مسعد : أيوة طبعا فاكر ازي والدكم عامل ايه دلوقتي
مراد : الحمد لله و الله احسن كتير
مسعد : ربنا يصبر قلبه يارب ده مفيش أغلى من الضنا
مراد : وسليم الله يرحمه مكنش أي ضنا و الله يا حج سليم كان ابنه و اخوه و صاحبه طيبة الدنيا كلها كانت فيه كان اخونا الكبير اللي ربانا و طول عمره سندنا راح مننا فغمضة عين
مرزوقه : الله يرحمه و يصبر قلوبكم يارب
أدهم : يارب يا حجه يارب
رقيه لجنه : طب تيجي نقوم احنا ندخل جوة عشان الرجاله ياخدوا راحتهم
جنه : اه ياريت
يقوموا كلهم يدخلوا جنه و نجلاء و ناديه و الاء و خديجه و رقيه و فاطمه و مرزوقه
اما هما فكانوا قاعدين و هما محرجين مش عارفين يبدءوا الكلام منين مش عارفين ازاي حيفتحوا سيرة موضوع زي اللي هما جايين فيه ده فوجود هادي بيبصوا لبعض و بيحاولوا يجمعوا كلامهم و هادي و فهد مكنوش فاهمين ايه اللي جابهم هنا و جايين ليه منتظرينهم يتكلموا
هادي : نورتونا و الله يا جماعه
مراد : ده نورك يا هادي مش كنت وعدتنا انك حتيجي تزورنا ده بابا والله سأل عنك كذا مرة
هادي : حقكم علية والله انا بس انشغلت شويه في الشغل لكن و الله ناوي ازوركم
أدهم : ياريت و الله ده انتوا وحشتوني امال فين اخواتك
هادي :اخواتي جوة في حاجه
أدهم بفرحه : جوة بجد
هادي : ما هما كانوا قاعدين و انتوا داخلين بس هما قاموا دخلوا جوة
أدهم لمراد : كانوا قاعدين فين هما كانوا لابسين طاقية اخفا و اللا إيه
مراد : يا دي اخواته اللي عبطوك اصلك كنت ناقص يعني بزمتك ده وقته انت كمان احنا جايين في ايه و اللا فايه
أدهم : اصبر بس عاوز افهم و يوجه كلامه لهادي : اخواتك يا هادي اخواتك اللي كانوا في المستشفى اللي هما التوأم دول
هادي :اه انت قصدك جيلان و بيسان لاء هما فبيتهم مش هنا
مراد : في بيتهم طب ده بيت مين هادي انا اسف بس هو انت هنا ليه قصدي يعني هو انت تقرب لعمي مسعد
هادي : انا هنا عشان انا فبيت اهلي و عمك مسعد ده يبقى ابويا و امي و اخواتي اللي كانوا قاعدين دلوقتي و دخلوا جوة
مراد و أدهم بيبصوا لبعض و مستغربين : ازاي دول اهله
أدهم : دول اهلك ازاي هو انت عندك أبين و اللا إيه انا مش فاهم حاجة الصراحه
مراد : معلش يا هادي بس هو ازاي دول اهلك هما مش اهلك اللي كنت معاهم في المستشفى و اخواتك هما البنتين اللي كانوا معاكم بردو
هادي : و دول بردو اهلي
أدهم : هههههههه يعني انت طالع بمنظرين في الفيلم و اللا إيه شويه هنا و شويه هناك
مسعد : هههههههه دمك خفيف و الله يا بني
أدهم : ربنا يخليك يا حج يارب هو حضرتك تبقي عمي مسعد
مسعد : أيوة انا عمك مسعد يا بني
هادي : صحيح انتم عالباب سألتوا اذا كان ده بيت ابويا و اللا لاء انتوا تعرفوا الحج
مراد : ثواني معلش بس يا هادي و انا حقولك و الله بس انا محتاج افهم الأول هو مين بالظبط اللي ابوك عمي مسعد و اللا اللي كنت معاه في المستشفى و عمل عملية القلب المفتوح
هادي : البشمهندس يونس هو بالنسبه لي زي ابويا بالظبط و بناته بعتبرهم اخواتي
هنا يتكلم ابراهيم بسرعه : و انت صوتك زي صوت عبد الرحمن الله يرحمه بالظبط انا حاسس و انت بتتكلم اني بسمعه هو
هادي : عبد الرحمن مين هو في ايه يا جماعه مرة تقولوا اني شبه اخوكم و دلوقتي حضرته بيقول اني صوتي مش عارف شبه صوت مين انتوا حيرتوني الصراحه
مراد و أدهم يبصوا لبعض و كأنهم بيفكروا سوا من غير صوت بيجمعوا الخيوط ببعضها بدأ تفكيرهم يتشتت لكن في نفس الوقت بيحاولوا يجمعوا أفكارهم ببعضها بيهمسوا لنفسهم و عيونهم هي اللي بتتكلم : هادي. شبه اخويا اللي هو شبه ابويا و عمتي عمتي جميله لاء هو مش شبه اخويا اد ما هو شبه عمتي لكن عشان هو راجل احنا ربطنا ملامحه بملامح راجل زيه لكن الحقيقه هو شبه عمتي اكتر من كونه شبه سليم
أدهم : وكمان و صوته صوت عبد الرحمن جوز عمتي جميله
يعني واخد من عمتي الشكل و واخد من جوزها الصوت معقوله دي تكون صدفه
مراد : و عمي مسعد…..و ابوه….. اللي كان معاه و اللي كنا فاكرين انه ابوه مطلعش ابوه……. و اللي قلنا عليهم اخواته مطلعوش هما كمان إخواته
ادهم : مسعد و هادي معقوله تكون صدفه ان الاسمين دول يتجمعوا فمكان واحد الاسمين اللي بندور عليهم نلاقيهم مع بعض في نفس الوقت و نفس المكان
يلاقي نفسه و بدون مقدمات يقتحم عقولهم بلا استئذان يلقي بالكلمات على اذانه ليعلم الاجابه التي يكاد ان يكون قد أدرك اجابتها و شبه تيقن منها و يكاد يجزم انه علمها دون أن يرد عليه : و يا ترى عمي مسعد هو فعلا ابوك يا هادي و زوجته تبقى امك فعلا و اخواتك هما فعلا اخواتك و اللا هما كمان بتعتبرهم كده
هادي : لاء دول بقى ابويا و امي و اخواتي يا مراد دي مفيهاش كلام
مراد : يعني انت فشهادة ميلادك اسمك هادي مسعد
هادي : هي ايه الحكايه بالظبط هو تحقيق و اللا إيه
أدهم : تحقيق ايه بس يا هادي كل الحكايه انك لغبطنا احنا من قريب اوي كنا فاكرين ان اللي كنت معاهم هناك اهلك و انت ملفتش نظرنا انهم حاجه تانيه ودلوقتي بتقول لاء الجماعه اللي هنا هما اللي اهلك فاحنا كنا عاوزين نفهم هما مين اللي اهلك بالظبط دول و اللا التانيين و اللا حد تاني خالص غيرهم
هادي : حتفرق معاكم حاجه زي دي
أدهم : حتفرق يا هادي ريحني يا هادي انت اسمك هادي مسعد
هادي : أنا اسمي هادي عبد الله يا سيدي
مراد : عبد الله و مين عبد الله ده كمان اب تالت يا هادي
بينه وبين نفسه : و اللا ده حد انت متعرفهوش الاسم اللي سموك بيه في الملجأ يا حبيبي
يتجاهل هادي الرد عليه و يسألهم : مقولتوليش بقى عاوزين ايه من الراجل الطيب ده
مراد : الراجل الطيب ده لينا عنده امانه وعشمنا فيه وفكرم أخلاقه اللي شهد بيها كتير انه يردهالنا
مسعد باندهاش : امانه ليكم عندي انا ازاي و انا اول مره اشوفكم
مراد : حضرتك فعلا اول مرة تشوفنا زي ما احنا اول مره نشوفك بردو لكن الراجل ده و هو بيشاور على موسى : دي تاني مرة يشوفك فيها
مسعد : تاني مرة يشوفني انا فيها بس انا متهيألي مشفتهوش قبل كده
أدهم : هو فعلا حضرتك مشوفتهوش قبل كده لأنه وقتها هو اللي شافك و شافك من بعيد كمان
مسعد : شافني انا يبص له و يكلمه : حضرتك شفتني انا فين و امتى
موسى : شفتك من تلاته و تلاتين سنه
هادي : و يا ترى في المرة اللي شفت ابويا فيها من تلاته و تلاتين سنه دي إيه الأمانة دي اللي اديتهاله و جاي بعد السنين دي كلها عشان تاخدها
مراد : أمانه غاليه اوي علينا أغلى من مال الدنيا كله متتقدرش بكنوز الدنيا كلها و اللي اتاكدنا منه كويس انه حافظ عليها و رعاها و راعى فيها ربنا و لولا انها كانت معاه هو و وقعت في ايده هو الله اعلم كان حيبقى مصيرها ايه دلوقتي لكن الحمد لله قدر و لطف و ربنا اختاره من بين عباده كلهم لعلمه انه حيكون امين عليها و حيعرف يصونها كويس
مسعد و هادي بيبصوا لبعض
مسعد : انتوا مين يا بني و عايزين مني ايه اتكلموا علطول من غير لف و لا دوران
مراد : حاضر يا عمي مسعد احنا حنقولك على كل حاجه من اول لحظه لحد اللحظه دي دلوقتي لكن لية طلب واحد هادي هي اللي كانت قاعده جمبك تبقى هي دي مراتك
هادي : أيوة و الله العظيم مراتي
مراد : بعد اذنك انا عاوزها تحضر اللي حقوله و مش هي بس انا عاوز كل اللي في البيت يكونوا موجودين دلوقتي ده رجاء مني
هادي بهدوء : حاضر يا مراد
يقوم هادي و يطلب منهم كلهم يخرجوا و يقعدوا عشان يسمعوا كل اللي حيتقال
و يبدأ إبراهيم يحكي تاني من الأول نفس الحكايه اللي حكاها ادام فاروق و جميله و أدهم و مراد من غير ما ينقص حرف لحد ما ييجي الدور على موسى عشان يكمل اللي حصل واللي شافه و اللي حصللهم نتيجة اللي عملوه و مراد و أدهم يحكوا عن حالة عمتهم و عن وفاءها و اخلاصها لذكرى جوزها و ذكرى ابنها اللي عاشت طول عمرها و هي فاكراه مش في الدنيا يوصفوا حالة عمتهم و عيونهم بتبكي من قهرتهم عليها يوصفولهم حالتها دلوقتي و بعد ما عرفت بعد السنين دي كلها ان ابنها عايش و انها كانت عايشه فوهم كبير و لولا إيمانها بربنا الله اعلم كان حيحصل لها ايه يحكولهم انهم وعدوها انهم حيلفوا الدنيا كلها لحد ما يرجعوه لحضنها
كل الموجودين كانوا شبه فهموا انهم يقصدوا هادي بكلامهم عقولهم مش مستوعبه اللي سمعوه عيونهم مش قادره تمنع نفسها من البكا قلوبهم من سرعة دقاته تكاد تخرج من صدورهم ايد هادي بتترعش و جنه بتطبطب عليه و حسه باللي حاسس بيه عيونه بتتساقط منها الد.. موع بغزارة شايف نفسه و شايف امه مع كل كلمه بيسمعها حاسس احساسهم مصدق مشاعرهم سامع نبض قلوبهم اللي مش عارفه رد فعله حيكون ايه
تنتهي الحكايه و ينتهي الكلام عند اللحظه اللي جم فيها هنا دلوقتي و ان كل املهم انهم يعرفوا ابن عمتهم فين و ممكن يوصلوله ازاي
يقف مراد ادام هادي يمسكه من كتفه عشان يقدر يخليه يقف قصاده يحضن وجه هادي بايديه عيونه و قلبه بيتكلموا قبل لسانه :مجاش في بالنا اننا حنلاقيك بسهوله كده ياااه على كرم ربنا ياااه على رحمته بقلب ام مفطور على فلذة قلبها و قرة عينها
معقوله كنت ادام عنينا معقوله شفناك و اتكلمنا معاك للدرجه دي كنت قريب مننا أوي كده معقوله يكون ربنا دخلك قلوبنا قبل ما ترجع لحياتنا لو كنا نعرف انك متاخد مننا و انك اتاخدت من حضننا من غير ما نعرف كنا وقت ما شفناك في المستشفى و شفنا الشبه الكبير اللي بينك و بين اخونا قصدي بينك و بين عمتي و صوتك اللي نسخه من صوت جوزها عمرنا ما كنا حنسالك مين ابوك و لا فين اهلك لأننا كنا حنتأكد من غير لحظة شك واحده انك انت فؤاد ابنها اللي بندور عليه ايوة انت فؤاد عبد الرحمن فؤاد حسان ابن الحسب و النسب ابن العيله اللي البلد كلها بتحكي و بتتحاكى بأخلاقها انا مش مسامح نفسي اني شفتك و معرفتكش ازاي ازاي محستش انك من د*منا انك حتة مننا انك رو*حنا اللي اتاخدت مننا عزايا الوحيد اننا مكناش لسه عندنا علم بحاجه و لا كان يخطر على بالنا يوم اللي حصل ده ممكن يحصل ياااه اخيرا عمتي جميله حتسمع كلمة ماما اللي طول عمرها كانت محرومه منها معقوله حيبقى لنا اخ يعوضنا عن اخونا اللي راح و سابنا نآسي فوجعنا من بعاده : سامحني يا فؤاد سامحني اني معرفتكش يا بن عمتي يا بن جميله و عبد الرحمن جميله ست الستات اشرف و اطهر و أنقى و احن خلق الله اللي قعدت تسع شهور منتظره مجيتك ليها منتظرة وقت ما تاخدك فحضنها عشان تعوضها عن غياب ابوك الله يرحمه اللي راح للي خلقه قبل ما عينه تشوفك عمرها ما نسيتك و لا نسيت ابوك لحظه تلاته و تلاتين سنه عايشه معاكم و ليكم
و ابوك عبد الرحمن زينة الشباب و سيد الرجاله اللي جده كان كل أمله في الدنيا انه يشيل ولاده و اللي مستحملش و وقع من طوله لما سمع خبر انك رحت لابوك
احنا بنحبك اوي بنحبك من قبل ما نعرف انك من لحمنا
كان مراد يتحدث بينما هادي عيونه تبكي بغزارة
يلتقطه مراد في أحضانه يحضنه بكل قوة و حنان : يااااه نفس حضن سليم اخويا نفس ريحته اللي شامها فيك خالك خالك فاروق يا هادي خالك اللي كل أمله في الدنيا انك ترجعله و يشوفك بعنيه
من وقت ما عرفنا انك موجود واحنا نفسنا نعرف ابن عمتنا جميله شكله ايه مكنتش اتخيل لحظه انك تكون انت انت ايوة انت يا هادي انت ابن عمتي جميله انت فؤاد ابنها يا هادي
لم يتحمل هادي أكثر من ذاك فما يحدث الآن فوق طاقته شئ لا يتحمله عقل و لا يستوعبه خاطر كيف له ان يكتشف فجأة انه ليس كما يظن و أنه ليس بلقيط أو ابن حرا….. م كما تيقن طيلة حياته
يدب في أذنيه تلك الكلمات التي كثيرا ما سمعها طيلة سنوات عمره و أنه لقيط ليس إلا
يرى نفسه و هم ياخذونه من أحضان أمه و يلقون به في الطرقات يرى امه و هي تتجرع كأس شقائها من حرمانها منه و عدم قدرتها على احتضانه
يراها و هي تبكي على فراقه ظننا منها أنه فارق الحياه بينما هو كان ملقى به بين تلك القاذورات
يتخيلها و هي جالسه تبكي على ق. بره والذي كان يحتضن طفل اخر تحتسبه عند الله و هو حي يرزق
فكيف لتلك المرأة و التي قاست ما قاست ان تتقبل تلك الحقيقه فإن جنت و فقدت عقلها فلها كل الحق
مفاجأة الجمته جعلته لا يقدر على النطق بكلمه و لم يكن الجميع بأقل منه فهم في حيره من أمرهم ما بين فرحه و سعاده له و أنه لم يكن يوما كما ظن الجميع و ما بين قلقهم عليه من تلك المفاجأة التي احتلت كيانه
لا يعرفون ماذا يفعلون هل يباركون له ام يواسونه
كاد ان يسقط من بين يديه و لكنه لم يسمح له بهذا الأمر بل أمسك به بقوة ومنعه من السقوط : لاء مش حتقع يا هادي ابن عبد الرحمن فؤاد حسان ميقعش ابدا ابن جميله السيد خطاب ميقعش ابدا انت ابن أصول و ابن الأصول ميقعش ابدا
حمد الله على سلامتك يا ابن عمتي نورتنا و نورت عيلة خطاب كلها
لم يشعر هادي بنفسه سوى و هو يبادله الحضن فكم كان بحاجه الى ذاك الدفء إلى ذاك الأمان إلى ذاك الاحتواء بكى و بكى كثيرا في أحضانه بكى كطفل ضائع تائه من أمه في صحراء و فجأة يراها فيجري عليها بلهفه و شوق ليس له مثيل
لحظات قليله مرت لم تبكهم وحدهم بل ابكت الجميع
أدهم و هو يبعد مراد عنه : اوعى بقى يااخي انت عاوز تاخد الحضن كله لوحدك و اللا إيه
يأخذه في أحضانه يحتضنه بكل حب يريد أن يدخله بين اضلعه يمسح على ظهره و كأنما يطمئنه : حمد الله على سلامتك يا غالي حمد الله على سلامتك يا بن عمتي
يقبل مراد على ذاك الذي تدمع عيناه و الفرحه لا تسعها قلبه يمسك بيده و يقبلها : أنا مش عارف اقولك ايه و لا اشكرك ازاي عاللي عملته مع هادي ربنا يجازيك كل خير احنا مهما عملنا عمرنا ما حنقدر نرد جميلك علينا مهما شكرناك مش حنقدر نوفيك حقك لميت لحمنا و اخدته فحضنك صنته و حميته و متخلتش عنه رجعتله الحياه و وهبته الأمان
مسعد : هادي ابني يا بني و انا عمري ما استنيت كلمة شكر ابدا على حاجه لأني معملتش حاجه اي حد مكاني كان حيعمل كده
مراد بنفس خارج من صدره : لا يا راجل يا طيب لا
مش اي حد يعمل اللي عملته احنا سمعنا عنك كتير لكن اللي انا متأكد منه انك احسن من اللي سمعناه مليووون مرة
ربنا بعتلك امانه من السما بعتهالك انت بالذات لأنه بعلمه الواسع كان عالم انك حتصونها
و يقبل على زوجته و يقبل يدها هي الآخرى و يقدم لها من كلمات الشكر ما يدل على سعادته التي لا توصف بعودة ابنهم إليهم و لاحضانهم
يحاولون جميعهم ان يطمئنوا هادي يطيبون خاطره بأي كلمات و لكنه كان في صدمه تفوق كل الحدود هو حتى الآن لا يصدق ما سمعه و في نفس الوقت لا يرى شيئا امامه غير تلك المرأة التي قاست من الآلام ما يفوق ما قاسه عشرات المرات
نسى نعم انه نسى للحظات كل ما مر عليه نسى تلك الآلام التي عانى منها طيلة حياته فقط كل ما هو أمام عينيه امرأة جالسه باكية امرأة ظلت طوال حياتها تعيش كذبه و صدقتها و احتسبتها فكيف لعقلها الآن إن يتحمل تلك المفاجأة
انه بحاجه لرؤياها ليس لأنه بحاجه الى حبها و ليس لافتقداه للأمان في البعد عنها فمسعد و زوجته مرزوقه اشبعاه حبا و حنانا و لم يشعر ليوم واحد بأنه ليس بابنهما فلولا يقينه بأنه ليس بابنه لعلمه بذاك الأمر فلم يكن بقدرته ان يعلم هذا الأمر فلقد اعطياه كل ما يعطيه الاب و الأم لطفلهما
و أيضا يونس و اسماء فلقد اعطياه الحب و الأمان و لم يقصرا معه في شئ لم يشعراه بأي نقص ربيا ابنتيهما على أنه اخوهما و كبرا على حبه و احترامه
ولكنه في حاجة لرؤية تلك المرأة التي يتحدثان عنها
جميعهم يتحدثون و هو صامت شارد في عالم آخر
فجأة ينتبه على صوته : سامحني يا بني و رحمة ابوك الغالي تسامحني
هادي بنبرة سخريه : اسامحك على ايه و اللا إيه
و ابويا كمان كان غالي لا واضح و الله أمال لو مكنش غالي كنتوا عملتوا فيه إيه أكتر من كده لا ده واضح انه كان غالي اوي الصراحه
ابراهيم : حقك يا بني حقك متسامحنيش و مهما قلت و عملت فينا حقك لكن اللي عاوز تطمنله ان ربنا خدلك حقك مننا و ده عقابه في الدنيا و لسه عقاب الاخره حيكون أشد بكتير
و انا راضي و الله بكل اللي حصل لأني استاهل عشان انا سكت و موقفتش اسماعيل عند حده سبته يتمادى في جبروته من غير ما امنعه كنت ضعيف بخاف منه بخاف ارفضله طلب او اقوله لاء جبني و قلة حيلتي هما اللي وصلونا لكل ده دلوقتي
هادي : ربنا اللي بيسامح يا………
هو انا المفروض اقولك ايه صحيح انا مش عارف اقولك إيه و لا اناديك بإيه ياااه عالدنيا كان ليه ده كله
ابراهيم : الط. مع بيعمل اكتر من كده
هادي و هو بيكلم موسى : و انت ليه سيبتني اعيش ليه منفذتش ليه اللي طلبه منك ليه يا ريتك كنت اخدت ر.. وحي بايديك و الله كان اهون علية من الذل و العا.. ر اللي عشت فيهم طول حياتي و انا فاكر نفسي ابن حرا… م أنا لولا الناس دي و لولا وقفة الراجل اللي افتكرتوه ابويا معايا هو و مراته الله اعلم كان مصيري حيكون ايه كنت ممكن ابقى ايه و فين دلوقتي
ليه تحكم علية اني اعيش عمري كله و انا فاكر اني ابن حرا…
مراد : ماتكملش متكملش يا هادي الله يخليك اوعى تقولها تاني انت ابن عبد الرحمن فؤاد حسان ومن صلبه و ابن جميله خطاب انت استحاله كنت ممكن فيوم من الأيام تكون غير اللي انت فيه دلوقتي عارف ليه لأنك وارث طبع اهلك ونبل اخلاقهم أهلك اللي طول عمرهم رأسهم مرفوعه بين الخلايق
موسى : انا مقدرتش يابني مقدرتش اني اؤذيك سامحني يابني ابوس ايدك انت ربنا اخدلك حقك مننا وانا متاكد ان لسه بقية الحساب ماتصفاش الله يخليك تسامحني
هادي : مراد ودوني عندها يا مراد
مراد : حاضر يا هادي
أدهم : طب مش تعرفنا الأول على عيلتك الجميله دي واللا ايه
هادي و هو يحتضن جنه : جنه مراتي حبيبتي اللي اتقبلتني بكل عيوبي و اللي مااهتمتش بالاصل و لا الحسب
ماما ناديه والدتها الست الطيبه اللي مشافتش غير هادي وبس
فهد اخويا و صاحبي و حبيبي و عشرة عمري كله اجدع و اوفى صديق في الدنيا كلها و هو محامي على فكره ومحامي شاطر اوي كمان
نجلاء صاحبة جنه و مراة فهد
اخواتي خديجه و رقيه وفاطمه حبايب قلبي و نور عينيه
آلاء عايشه مع ماما ناديه و بتعتبرها زي جنه
و دول بقى عمري كله ذكرياتي كلها امي مرزوقه و ابويا مسعد اللي ربنا سعدني بدخولي حياتهم
و ربنا رزقني بيهم تعويضا عنكم لحد ما الاقيكم
يسلموا عليهم كلهم اما ابراهيم و موسى فكانوا واقفين زي الاغراب مش عارفين يعملوا إيه و لا يطلبوا من مين واللا مين السماح
حسوا ان وجودهم غير مرغوب فيه و لازم يمشوا لكن انتبهوا على صوت فهد و هو بيكلمهم : استنوا متمشوش
يمسك هادي من ايده و يوقفه ادامهم : أنا اللي اعرفه من عشرتنا الطويله ان هادي صاحبي واخويا قلبه أحن قلب في الدنيا كلها عمر قلبه ما عرف غير الحب و الحنان و الطيبه هادي كلنا بنغلط و محدش فينا معصوم من الخطأ المهم اننا نصلح اللي غلطنا فيه و نستغفر ربنا و ربنا بيسامح يا هادي حنكون مين احنا عشان منسامحش
و انت مؤمن بربنا و عارف ان كل شئ قدر من عنده و مفيش حاجه بتحصل غير بمشيئته و لولا كل اللي حصل ده كنت حعرفك إزاي يا أخي و كنت حتعرف الناس الحلوة دي ازاي و ابوك التاني بشمهندس يونس كنت حتعرفه ازاي وكنت حتتجوز جنتك حبيبة قلبك ازاي و انا كنت حعرف المجنونه دي و احبها ازاي
مفيش حاجه بتحصل صدفه يا هادي ده قدر من عند ربنا و الحمد لله هما دلوقتي و بفضلهم بعد ربنا سبحانه وتعالى اللي عرفوهم انك موجود و عايش كانوا ممكن يكملوا حياتهم عادي من غير ما يعرفوا بوجودك و انت كنت مكمل حياتك و كاتم وجعك جواك اوعى تفتكر اني مكنتش حاسس بيك و بوجعك اللي كنت بتداريه عن كل اللي حواليك عشان متحملهمش همك
اللي حصل حصل خلاص و كله مكتوب عند ربنا و احنا لازم نرضى بقضاؤه و قدره الناس دول ندمانين على اللي عملوه و جم و طلبوا السماح و انت أكرم من انك ترفض ايد ممدوده ليك بالسلام سامح يا هادي سامح عشان يوم ما نحتاج السماح من حد نلاقي السماح ما هي الدنيا كده يوم ليك و يوم عليك يا صاحبي
تعالى يا عمي مد ايدك
يسمع ابراهيم كلامه و يمد ايده لهادي و هادي بيبكي مش عارف يعمل ايه
فهد : هادي الراجل ماددلك ايده و انت مش حتخجله انا متأكد
يلاقي هادي نفسه بيمد له ايده فياخده ابراهيم في حضنه و يبكي بشده : وحشتني اوي يا ابن الغالي وحشتني يا بن عبد الرحمن
فهد : بس هو مينفعش يبقى ابن عبد الرحمن بيننا احنا بس يا حج لازم يكون ابنه ادام الناس كلها و لازم يرجعله اسمه و ياخد حقه حتقدر تقف معاه و تشهد بده و اللا حتعمل زي ما عملت زمان و تحط راسك في الرمل
ابراهيم : لا عمري ما حعمل كده تاني والله لرجعله اسمه و ورثه و كل ماله مهما حصل و يكون اللي يكون
كفايه جدي الله يرحمه اللي عاش سنين مشلول مبيتكلمش من حزنه عليه راح للي خلقه و قابل وجه كريم و هو قلبه مقهور عليه لازم أريحه فتربته و ارجعله حفيده اللي كان مستني مجيته بفارغ الصبر
و عبد الرحمن ابن عمي لازم هو كمان يرتاح في نومته كفايه عليه تلاته و تلاتين سنه حاضن عيل مش ابنه عيل ميعرفهوش اكيد يا حبيبي مش مرتاح و تعبان لازم اريح قلبه لازم ارجعله ابنه و ارجعه لحضن امه و اهله لازم يترد له اسمه قدام الدنيا كلها يمكن وقتها يجيلي الجرأه اني اقدر اروح له و اطلب منه السماح
فهد : و انت يا عم موسى
موسى : أنا معاكم في كل اللي عاوزينه و حعمل اللي يريحكم المهم اني احط دماغي عالمخده و اقدر انام و انا ضميري مستريح انا بقالي سنين منمتش كل ما كنت احط راسي عالمخده كنت اشوفه و هو مرمي أدام عينية و مش عارف اعمل حاجه نفسي يوم ما اقابل وجه كريم اقابله و انا مرجع الحق لأصحابه
مراد : يا للا بينا يا جماعه
فهد : تسمحلي اروح معاكم مش حقدر اسيبه يا مراد
مراد : احنا كلنا حنروح سوا يا فهد كلكم لازم تكونوا معاه و جمبه هو دلوقتي محتاجلكم اكتر من اي وقت في الدنيا
اهل هادي هما اهلنا و عيلته عيلتنا وحبايبه حبايبنا و بيت فاروق خطاب يساع من الحبايب الف
أدهم : و اخواتك التوأم يا هادي قوللهم ييجوا معانا
مراد : انت مفيش فايده فيك ابدا احنا فايه و انت فايه يا بني آدم انت
أدهم : اسكت بقى انت ملكش دعوة بقولك يا هادي مش المفروض تتصل بالبشمهندس تحكيله وتخليه ييجي معانا
هادي : طبعا يا أدهم أنا اصلا مش حقدر اروح من غير ما يكون معايا
مراد : تمام يبقى تتصل عليه و احنا في الطريق و هو يحصلنا اصلا المسافه نص ساعه بالعربيه
يتحركوا كلهم معاهم مراد ركب و معاه أدهم و ابراهيم و موسى و هادي معاه جنه و ناديه و الاء و خديجه و ابنها و فهد معاه نجلاء و مسعد و مرزوقه و رقيه و زوج فاطمه جه و ركب معاه فاطمه و والولاد كلهم و لادهم و ولاد رقيه
كلهم ماشيين وراهم بالعربيات و الدنيا مش سايعاهم من الفرحه انهم وعدوا عمتهم و نفذوا وعدهم ليها فرحة أدهم و مراد ملهاش حدود اما هادي فدقات قلبه كانت من سرعتها حتخرج من بين ضلوعه و جنه قاعده جمبه بتطبطب على إيده و بتطمنه
♥️نايمه تايهه في أحلامها بتجري في مكان فاضي بتنده عليه بأعلى صوتها و هي بتدور عليه : فؤاد يا فؤاد رد علية يا حبيبي رد علية يا قلب امك
و فجأة يظهر ادامها و هو في أبهى حلته و كأنه عريس ليلة زفافه تجري عليه و تحضنه و هي بتبكي : عبد الرحمن الحقني يا حبيبي بدور على فؤاد مش لقياه يا عبد الرحمن بنادي عليه مش سامعني يا ترى انت فين يا حبيبي يا ترى فين أراضيك يا ضنايا يا قلب أمك تفتكر حشوفه يا عبد الرحمن تفتكر ححضنه قبل ما امشي و اسيب الدنيا نفسي اشوفه قبل ما اجيلك يا حبيب عمري
عبد الرحمن : اطمني يا جميله اطمني و طمني قلبك يا ام فؤاد هو سامعك يا حبيبتي حيجيلك يا حبيبتي اطمني
جميله : بجد بجد يا عبد الرحمن
عيد الرحمن : وانا عمري كدبت عليكي فحاجه يا جميلة يا ست الستات
جميله : عمرك يا حبيبي بس انت حلو اوي النهارده يا عبد الرحمن بتفكرني بيوم فرحنا كنت زي البدر المنور و كل الناس كانت حسداني عليك من جمالك
انت جاي لمين بالجمال ده كله يا حبيبي
عبد الرحمن : جايله هو جاي اشوفه و امشي ياااه يا جميله اخيرا حنام و انا مستريح كنت تعبان اوي يا جميله و مش مرتاح لكن دلوقتي انا حاسس بالراحه و حكمل نومتي و انا قلبي مطمن
جميله : انت رايح فين يا عبد الرحمن سايبني و رايح فين يا حبيبي
عبد الرحمن : جه يا حبيبتي وصل وحشني اوي يا جميله رايح اشوفه يا حبيبتي ابقي سلميلي عليه يا حبيبتي قوليله ابوك بيسلم عليك و كان نفسه اوي يشوفك و ياخدك فحضنه
تنادي عليه بأعلى صوتها : عبد الرحمن استنى يا عبد الرحمن
تقوم من النوم و هي بتنادي عليه و قلبها دقاته سريعه و العرق يتصبب منها : عبد الرحمن
يدخل إليها فاروق اخوها : جميله مالك يا حبيبتي صوتك جابني من برة انتي كنتي بتنادي على مين با حبيبتي
جميله : عبد الرحمن يا اخويا عبد الرحمن كان معايا دلوقتي و قاللي ان فؤاد جاي و الله قاللي جاي
فاروق : ما دام قالك جاي يبقى جاي ان شاء الله يا حبيبتي هو فدار الحق و احنا فدار البا.. طل و قلبه حاسس بيكي يا حبيبتي
فجأة يستمعون لصوت الكلاكسات
فاروق : خير اللهم اجعله يا خير يارب فرح قلبنا بخبر حلو يارب
جميله : يارب يا فاروق يارب
يفتح البواب البوابه و تدخل العربيات و ينزل مراد بسرعه و يروح ناحية عربية هادي و يفتحله الباب و ينزل هادي و رجله مش شايلاه
مراد : نورت بيتك يا هادي نورت بيتك يا فؤاد يابن عمتي
يحس برعشه بتسري فجسمه وكأن نسمة صيف جميله بتحضنه في ليلة هوا بارده نسمة هوا عليل بتطيب على قلبه فيوم شديد الحراره
يتقدم معاه و حواليه كل احبابه و يتجهوا لباب الفيلا و الخادمه بتفتح الباب و بتنادي بأعلى صوتها : وصلوا يا حاج سي مراد و سي أدهم جم بالسلامه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية احتواء قلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *