روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي البارت الخامس والعشرون

رواية سأنال مرادي الجزء الخامس والعشرون

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الخامسة والعشرون

فى صباح اليوم التالى
كان مراد مازال نائما بسبب ما حدث فى اليوم السابق، استيقظ متعبا بحق ولكنه أفضل حالا مما سبق، لم يجد سوزان بجانبه فابتسم بسخرية، سمعها موجودة فى غرفة الملابس فتأكد أنها لن تبقى معه هذا اليوم حتى تطمئن عليه فتنهد بأسى.
انتهت سوزان من تبديل ملابسها واستعدت للنزول لعملها، دخلت الغرفة عند مراد فوجدته مستيقظا، فذهب تجلس بجواره.
سوزان: عامل إيه النهاردة يا حبيبى؟
مراد باقتضاب: الحمد لله.
سوزان: طيب الحمد لله، هقوم أروح الشغل، عاوز حاجة منى؟
مراد وهو لا ينظر لها : كتر خيرك.
نزلت سوزان من عند مراد فوجدت نور تدخل الفيلا، استغربت بشدة ؛ فمنذ وجود نور عندهم لم تدخل الفيلا إلا مرة واحدة.
سوزان باستغراب: صباح الخير.
نور بود: صباح النور، عاملة إيه؟ ومراد عامل إيه النهاردة؟
سوزان: الحمد لله، لسه صاحى بيقول أحسن.
نور: الحمد لله، كنت عاوزة أقيس له الضغط لو سمحت.
سوزان باستفهام: الضغط؟ ليه؟ هو عنده إيه؟
نور باستغراب بالغ: ضغطه كان عالى جدا فعمله نزيف.
سوزان: امممم، طيب اطلعى له فوق، يا حليمة تعالى خدى الدكتورة نور عند مراد.
نور : لا لا، لو يقدر ينزل يبقى أحسن.
سوزان : خلاص شوفى يا حليمة الموضوع ده، عن إذنك.
نظرت نور لحليمة باستغراب شديد ولم تعلق.
حليمة : ما تستغربيش يا بنتى ده العادى بتاعها.
نور محركة رأسها يمينا ويسارا دليل على الاستغراب : طيب معلش يا دادة ممكن تشوفيه يقدر ينزل ولا لا.
حليمة : حاضر يا ست البنات يا متربية.
ابتسمت لها نور بود شديد.
نور لنفسها : إيه سوزان دى؟ حاجة غريبة، إزاى عاوزانى أطلع له الأوضة فوق؟ وإزاى أصلا سايباه ونازلة وهو تعبان؟ يظهر إن مراد عنده حق، هو فى واحدة عاقلة تسيب واحد زى مراد، إيه، إيه اللى أنا بقوله ده.
بعد ربع ساعة ، يجلس مراد بجانب نور كى تقيس له الضغط وتطمئن عليه.
نور : عالى شوية، بس أحسن من امبارح.
مراد بصوت مجهد: غصب عنى فى حاجات بتحرق دمى.
فهمت نور ما يقصده وعلى من يتحدث.
نور : لازم تفكر فى نفسك شوية، خاف على نفسك، لو على الأقل مش عشان صحتك يبقى عشان الناس اللى بتحبك.
مراد بابتسامة ساحرة: إيه ده هو فى ناس بتحبنى وأنا معرفش؟
توترت نور بشدة بسبب نبرة صوته الهادئة وابتسامته الساحرة.
نور بتوتر: إإيه؟ أأنا هه هقوم بقى عشان ترتاح.
بدأت تجمع أغراضها بتوتر شديد حتى أنها أسقطت الأشياء من يديها أكثر من مرة، كل هذا ومراد على نفس وضعه مبتسما مستمتعا بخجلها، وفجأة فاجأها بحركة صادمة بالنسبة لها.
أمسك مراد يدها برقة شديدة توترت على إثر هذه الحركة لدرجة أن كل الأشياء وقعت منها.
مراد : هتأكلينى إيه من إيدك؟
نور وهى ترتعش : أأى حاجة؟
مراد: هو إيه اللى أى حاجة؟
نور وعيونها تلمع بالدموع: مش عارفة.
مراد: خلاص خلاص ، أنت هتعيطى؟ هخلى دادة حليمة تعملنا الغدا ونتغدى سوا عندك.
نور : م ماشي.
ثم سحبت يدها وجرت مسرعة على منزلها وسط ضحكات مراد عليها.
فى الصعيد
عاصم : صباح الخير يا بوى.
الحج عمران: صباح النور يا ولدى، تعالى اجعد.
عاصم: كيفك؟
الحج عمران: نحمد الله، چالى مكالمة من عمك رشوان.
عاصم باستغراب: خير؟
الحج عمران: مش عارف، بيجول چاى هو وولده عثمان.
عاصم: غريبة.
الحج عمران: أهو على وصول وهنعرف.
بعد فترة قليلة وصل الحج رشوان وولده.
الحج عمران: منورين.
الحج رشوان: بنورك.
عثمان: إحنا چايين يا عمى عشان نطلب يد بنتكوا لولدى خالد.
عاصم : بنتنا مين؟
الحج رشوان بحدة: چرى إيه يا عاصم هو أنتوا عندكوا كام بنت؟
عاصم : تجصد نور؟
الحج رشوان: إيوة نور.
عثمان: إيه رأيك يا عمى؟ إيه رأيك يا عاصم؟
نظر عاصم لوالده بصدمة وتفاجؤ.
الحج رشوان : آنى جولت نجرب المسافات ما بينا، ونصلح العلاجات اللى بوظها ولدك أحمد الله يرحمه.
عاصم بعصبية : ملوش لزوم الكلام ده.
الحج رشوان: آنى أجول اللى عاوزة يا عاصم.
عثمان مهدئا: اهدوا يا چماعة، إحنا چايين فى فرح مش فى خناجة.
وأخيرا تحدث الحج عمران.
الحج عمران بهدوء: نسبك يشرفنا ياخوى، بس البت واد عمها متكلم عليها.
الحج رشوان بحدة: واد عمها مين؟
عاصم بسخرية: وهى ليها كام واد عم.
الحج رشوان: بس ده متچوز.
عاصم: وإيه اللى يمنع؟
الحج رشوان: يعنى طلبنا مرفوض؟
الحج عمران: لا يا خوى منجدرش نرفض ولدكوا ده زى مراد فى معزته، بس هو طلبكوا متأخر شوية.
الحج رشوان ناهضا: مصمم تزود البعاد ما بينا يا خوى.
الحج عمران حزينا : أنت اللى مصمم.
الحج رشوان: سلام.
بعد فترة من الصمت
عاصم : ساكت ليه يا بوى؟
الحج عمران بتنهيدة : بفكر فى اللى اتجال.
عاصم: كده يبجى لازم نعلن چوازهم.
الحج عمران: أيوة لازم.
فى القاهرة
انتهت هنا من محاضرات هذا اليوم، أجمعت أغراضها واستعدت للعودة للمنزل، خرجت من باب الكلية وتفاجأت بوجود شخص ينادى عليها.
هنا بتعجب: بابا؟!!
محمد بخجل: إزيك يا هنا؟
هنا بدموع: الحمد لله، إزاى حضرتك؟
محمد: وحشتينى.
لم تتمالك هنا نفسها وارتمت داخل أحضان والدها تبكى بشدة.
بعد فترة تجلس هنا مع والدها فى مكان ما كى يتحدثا فيما حدث.
محمد: أنا من ساعة اللى حصل بدور عليكى، جيت الكلية كذا مرة مش بلاقيكى.
هنا: مش بحضر كتير.
محمد: طيب عايشة فين؟ وبتصرفى منين؟
هنا بحزن: قاعدة فى بيت عمتو فاطمة، وبشتغل وبصرف على نفسي.
محمد بحزن: أنا آسف يا بنتى.
هنا : وحضرتك ذنبك إيه؟
محمد: لا ذنبي كبير، ذنبي إن طول عمرى سلبي، طول عمرى رامى ودانى لأمك، تمشينى زى ما هى عاوزة، خلتنى قاطعت الناس كلها لدرجة أختى ماتت وإحنا متقاطعين، بس كل ده لازم يتغير.
هنا بسخرية: تفتكر هينفع بعد العمر ده كله؟
محمد: أيوة، قومى يلا عشان تروحى بيت أبوكى.
هنا: سامحنى يا بابا، أنا اللى شفته فى الشهر ده يخلينى استحالة أرجع البيت.
محمد: ليه بس يا بنتى؟ ده بيتك غصب عن الكل، واللى مش عاجبه يمشي، أنت الحاجة الوحيدة اللى صح فى البيت ده ولازم أحافظ عليها.
استسلمت هنا لكلام والدها وقامت معه وذهبت عند والدتها.
فى منزل والد هنا
دخلت هنا لمنزلها، كم اشتاقت له ولأمها ولٱخيها ولذكرياتها فى هذا المنزل، دخل معها والدها يمسك يدها كى يطمئنها، نادى على والدتها كى ترى هنا.
إيمان بصراخ: إيه اللى جاب البت دى هنا؟
محمد: جرا إيه يا إيمان بيتها ولازم ترجعله.
إيمان: أبدا، والله ما تقعد فيه أبدا.
محمد بحدة: استهدى بالله كده ونقعد نصفى المواضيع ما بينكوا، دى مهما كان بنتك.
إيمان: لا بنتى ولا عاوزة أعرفها، دى واحدة خاينة، امشي اطلعى بره.
محمد بانفعال: إيماااااااااان.
إيمان: إيه أنت فاكر لما تعلى صوتك عليا هخاف ولا إيه؟
ظل هذا الحوار دائرا بين إيمان وزوجها ما بين شد وجذب، رفض واعتراض، قسوة وعدم رحمة، وسط دموع هنا الصامتة التى لم تتدخل ولم تحاول أن تتحدث مع والدتها، ثم تركتهم وذهبت دون أن تخبرهم برحيلها.
محمد مناديا : يا هنا، رحتى فين؟
أخذ يبحث عنها داخل غرف المنزل ولكنه لم يجدها.
محمد : عجبك كده أهى سابت البيت تانى.
إيمان : أحسن.
محمد بحزن: حسبي الله ونعم الوكيل، قلبك ده استحالة يكون قلب أم، مفيش أى حنية فيه أبدا.
إيمان بسخرية: كفاية قلبك الحنين.
محمد : أنا مش هسيب بنتى أبدا حتى لو وصلت إنى هسيب البيت ونعيش مع بعض.
إيمان: بالسلامة.
نزلت هنا وهى تمسح دموعها، تحاول جاهدة ألا تبكى وألا يكسرها أحد مهما كان.
هنا لنفسها: مفيش مجال للعياط، أنا عرفت طريقى وسكتى خلاص، كل حاجة هتبقى ورا ضهرى، مفيش مكان للمشاعر فى حياتى.
عادت هنا على الشركة كى تنجز بعض الأعمال ولكنها كانت حجة لها كى تهرب مما حدث ، فاليوم أخذته إجازة حتى تذهب لكليتها، رآها مروان عندما دخلت الشركة، فاستغرب من هيئتها وطريقة مشيتها، كانت تضع نظارتها السوداء على عينيها، تمشي بسرعة وحدة، عزم أمره أن يذهب عندها ويطمئن عليها.
مروان : إزيك يا هنا؟
هنا باقتضاب: الحمد لله.
مروان: مش أنت أجازة النهاردة؟
هنا: أيوة.
مروان: طيب إيه اللى جابك؟
هنا: عندى حاجات عاوزة أخلصها.
مروان : كنتى أجلتيها لبكرة، عشان ترتاحى.
هنا : هو فى مشكلة حضرتك؟
مروان: مالك يا هنا؟
هنا : مالى، فيا إيه؟
مروان: ردودك حادة كده وعنيفة، وشكلك متغير، هو أنا ضايقتك فى حاجة؟
هنا وقد وجدت ضالتها فى مروان حتى تنفجر فيه وتخرج ما بداخلها من غضب.
هنا بغضب شديد: أنت على طول مضايقنى، كفاية تطفل عليا بقى، سيبنى فى حالى، إيه مشكلتك إنى جيت ولا مجتش؟
مروان بصدمة: أنا آسف جدا، مكنتش أعرف إنى مضايقك كده يا أستاذة، أوعدك آخر مرة يبقى فى ما بينا كلام خارج الشغل، عن إذنك.
تركها وخرج، وارتمت هى على الكرسي، وضعت رأسها على المكتب وبكت بحرقة كأنها لم تبك من قبل.
عند مراد ونور
تجلس نور مع مراد يتناولان طعام الغذاء كما اتفقا سويا، جهزت لهما صفاء الطعام واستأذنت للرحيل وجلسا لتناوله، كانت نور تشعر بتوتر شديد ناحية مراد، لا تعلم لما هذا التوتر، أما هو فينظر لها نفس النظرة مصطحبة بابتسامته الهادئة.
مراد : مش بتاكلى ليه؟
نور بتلعثم: لا لا ب ب باكل أهو.
مراد : أكل دادة حليمة بقى لا يعلى عليه.
نور: فعلا جميل.
مراد: عاملة إيه فى الكلية؟
نور دون النظر إليه: الحمد لله.
مراد بمشاكسة: أنت مش بتبصى لى ليه؟
نور بتوتر: ع عادى، باكل.
مراد بابتسامة : تمام، أنا خلصت وهستناكى بره نشرب الشاى سوا.
نور: ماشي، هعمله وآجى.
تقف نور فى المطبخ تعد الشاى شاردة فيما يحدث لها، وتوترها أمام نظرات مراد، وطريقة كلامه الجديدة معها .
نور لنفسها: هو إيه اللى بيحصل لى ده؟ متوترة وبترعش قدامه ليه؟ عمرى ما كنت بتكلم معاه بتحفظ كده، وهو برده طريقته اختلفت معايا، حتى نظرته ليا ، ابتسامته حلوة أوووى، بس أنا مبسوطة مش عارفة ليه، الله فوقى يا نور ده راجل متجوز وبيحب مراته، بس مراته مش واخدة بالها منه، لا لا مليش دعوة هو بيحبها مهما كان، وأنا مش هستغل مشاكلهم أبدا.
عند مراد، يجلس فى الخارج يستمتع بجمال الطبيعة الخلابة ، يتحدث أيضا مع نفسه وعن مشاعره تجاه نور.
مراد بابتسامة: شايفك مختلفة أوى يا نور، مش عارف ليه، حلوة، جميلة، رقيقة، هادية، مؤدبة، آآآه وتحت مؤدبة دى مليوووون خط، شوف اتوترت إزاى من مسكة إيد، مش زى سوزان الجريئة واللى كانت بتعمله فى فترة الخطوبة، هه لا ده من قبل الخطوبة كمان، عشان كده أنت مختلفة يا نور، جوايا حاجة حلوة من ناحيتك وأنا حاببها أوى.
وفجأة قطع حبل أفكاره صوت صراخ نور، انتفض من مكانه وجرى ناحيتها بسرعة.
مراد بلهفة : فى إيه؟ مالك؟
كانت تبكى بشدة ولا تستطيع الكلام.
مراد: إيه اللى حصل؟
نور بدموع: الميا المغلية وقعت على إيدى، مش قادرة.
مراد بخوف: طيب تعالى حطيها تحت الميا.
نور بتألم: آآه، مش قادرة، بتوجعنى أوى.
مراد : معلش استحملى شوية.
بعد فترة، هدأت نور قليلا، جلس مراد بجانبها بعدما أحضر لها مرهما للحروق.
مراد : أحسن دلوقت.
نور: الحمد لله.
مراد : والمرهم ده هيخليكى أحسن.
نور: شكرا.
مراد : الميا وقعت إزاى؟
نور: كنت بحط الميا جوا الكوباية، فسرحت شوية فالميا وقعت على إيدى.
مراد بمشاكسة: وسرحت في إيه؟
نور بتوتر: لا لا مفيش، عادى.
مراد بمراوغة: طيب سرحتى فى مين؟
رفعت نور نظرها له، نظرت داخل عيونه، تتأمله بشدة، تحاول أن تفهم مشاعرها تجاهه، هو أيضا بادلها نفس النظرة، اقترب منها بهدوء، ثم وضع يده على خدها وتحسسه برقة، أغمضت عيونها على لمساته، ذهبت فى عالم آخر، أما هو كان يقترب أكثر وأكثر، أحست بأنفاسه أمام شفتيها، فتحت عيونها بسرعة فوجدته قريبا منها للغاية، فانتفضت وجرت على غرفتها.
ابتسم مراد على ردة فعلها ثم تركها وذهب لغرفته، أما هى فأغلقت باب غرفتها بسرعة، تضع يدها على صدرها الذى يعلو ويهبط بسرعة شديدة ، تحاول أن تنظم أنفاسها، ذهبت ناحية مرآتها فوجدت خديها قد تلون باللون الأحمر فابتسمت عندما تذكرت ما حدث منذ قليل.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك رد

error: Content is protected !!