روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثامن 8 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثامن 8 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثامن

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثامن

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثامنة

– مش انت طلبت أيدي من بابا .. وأنا موافقة!!
نظر لها خالد بعيون متسعة و قال بصدمه :
– أنتِ بتتكلمي بجد ولا بتهزري!
– و هي الحاجات دي فيها هزار .. أنا موافقة يا خالد بس ليا شرط
– أكيد طبعا قولي
– انا هحاول اديك فرصة و أحبك .. بس لو حسيت للحظة إني بظلمك معايا هبعد عشان مش عايزه أكون مصدر أذى ليك
– و أنا موافق

نظر لها خالد بابتسامه واسعه و عيونه تشع بالحب و أردف :
– أنا هروح أبلغ اهلي بالقرار ده .. و بليل بأذن الله هكلم الحاج جمال
أبتسمت براء بعدم تركيز وخرج خالد من المكان، سرحت للحظات و فكرت هل هذا هو القرار الصائب ام أنها قد تسرعت، تساءلت هل ستستطيع أن تخرج يامن من قلبها و أن تكمل حياتها مع غيره، و حتي تقنع نفسها قالت إنه لابد أن يكون قد تزوج و اكمل حياته، لذا عليها أن تكمل حياتها هي أيضا و يكفيها ندم على الماضي
مر يومين كان فيهم كريم بحالة يرثى لها، لم يتركه يامن للحظات، كان يعلم أن السبب في تلك الحالة هي وفاة زوجته و لكنه كان يشعر أن هناك شيئا آخر مخفي! كان يعلم أن الوقت غير مناسب و لكنه لم يستطيع منع فضوله فذهب إليه و كان في تلك الأثناء يلعب مع ابنته ملك حتي رأى يامن فنهض من أمامه واتجه إليه :
– افتكرتك مشيت من بدري .. أنا تعبتك معايا اليومين دول
– كريم إحنا اخوات عيب متقولش كده .. مع بعض على الحلوة و المُره

أبتسم كريم بحزن و صمت، نظر يامن الي وجهه المتعب و تلك الحلقات السوداء التي تكونت حول عينيه بألم و قال :
– انا حاسس بيك يا كريم .. عارف احساس الفقدان عامل أزاي .. نسمة راحت بس سابتلك حته منها حافظ عليها و عوضها عن كل حاجه
نظر له كريم بحسرة و قهره و للحظات لم يفهم يامن قصده بتلك النظره، ابتسم كريم بحزن و قال :
– انا مش واجع قلبي غير بنتي .. انا كنت متقبل فكرة أن نسمه ممكن تسيبني في أي وقت بس هي سابتني بدري اوي .. في حاجات كتير ادفنت معاها منهم قلبي و حياتي
– شد حيلك .. انا عارف ان الموضوع صعب بس لازم تقف علي رجلك من تاني وكلنا جمبك و هنساعدك
– شكراً يا يامن .. أنا لو كان عندي أخ مكنش هيعمل كل اللي انت بتعمله معايا ده
– أنا معنديش أغلى منك .. انا عارف انك موجوع عليها بس هي دلوقتي في مكان احسن بكتير
ثم سرح يامن رغما عنه ليقول :
– على الأقل عارف هي فين .. لكن أنا مش عارف
نظر له كريم و تذكر في تلك اللحظة براء و قال بسرعه :
– براء!
نظر له يامن فجأة و قال :
– مالها براء؟!
*********************

تسللت رائحة القهوة الساخنه إلى براء لتبتسم بهدوء، حملت كوبها و اتجهت به إلى الشرفة، جلست بها للحظات حتي جاءت فاطمة مهروله و قالت :
– أنتِ لسه مجهزتيش نفسك لحد دلوقتي! الناس كلها كام ساعة و يوصلوا
– اديكي قولتيها لسه كام ساعه .. انا يادوب هقوم البس بس
– يوه! مش هتعملي حاجات العرايس ولا إيه
– حاجات العرايس؟! و دي تطلع ايه بقى
– أيوة اعملي كام ماسك كده و حطي مكياج رقيق مع أن وشك مش محتاج بس برضو
ظهرت علامات الدهشة علي وجه براء و قالت :
– عيوني بس كده .. بس انتِ كمان لازم تعملي حاجات ام العروسة
– و دي تطلع ايه إن شاء الله

– البسي سواريه بقي وحطي مكياج مع أن وشك مش محتاج
نظرت لها فاطمة بصدمه و قالت بخجل :
– يوه! عيب على سني اللي بتقوليه ده .. ده أنا عندي ٦٠ سنه
– مش باين عليكي على فكره اللي يشوفك يفتكرك أختي
ضحكت فاطمة و قال :
– لا يا شيخه .. طب قومي يلا جهزي نفسك
– اخلص كباية القهوة دي و هقوم
– يارب صبرني .. اديني نص هدوئها ده يارب
أبتسمت براء وعادت الي قهوتها، وكان الحل لكل مشاكلها هي قهوتها بدون ال ه الأولى ..

و بعد لحظات نهضت من مكانها و ذهبت لتحضر نفسها و بعد ساعة وصل خالد مع والده و والدته و أحد أقارب أبيه و كان رجل ذو مركز، جلس الضيوف مع جمال و كانت فاطمه مع براء في المطبخ و حضرت لها صينية العصير، حملتها براء بثبات و كان بعيونها انطفاء غريب و كأنها ليست عروس، خرجت بخطوات بطيئة و اقتربت منهم و رفعت عيونها لتنظر للجالس أمامها بصدمه! و كان يطالعها هو بمكر و خبث، اتسعت عيونها بشدة و سقطت صينيه العصير من يدها لتتكسر الاكواب علي الارض و شهق كل الحاضرين و سقطت بعدها براء مغشيا عليها لينجرح جسدها بالزجاج المكسور على الارض و صرخت فاطمه :
– بنتي!!
******************

– مالها براء؟!
صمت كريم للحظات ليقول يامن بقلق :
– ما تتكلم يا كريم في أيه .. أنت عرفت مكانها!
– لا!
– طيب إيه اللي جاب أسمها على لسانك دلوقتي
– كنت برد على كلامك لما قولت لكن انا مش عارف مكانها .. جت في دماغي
نظر له يامن بحزن و اختفي هذا الأمل كما ظهر مرة أخرى، و قد تألم كريم عندما رأى تلك النظرة في عيون صديقه، تنهد يامن بضيق وشعر بنغزة في قلبه فجأه لتتغير ملامحه فورا، نظر له كريم بقلق و قال :
– يامن .. أنت كويس في أيه؟!
– أنا كويس بس .. قلبي اتقبض فجأه

– عشان جبت سيرتها مش كده
– لا .. حاسس أن في حاجه هتحصل مش مرتاح
– أهدى طيب .. أنت تعبت معايا اليومين دول روح أرتاح
نظر له يامن للحظات حتي أومأ برأسه و تحرك من مكانه بشرود داخله احساس بعدم الراحة و تتسارع دقات قلبه بطريقة غريبة و يشعر بقلق خفي لا يعرف مصدره، قال بصوت مسموع :
– في ايه .. أنا إيه اللي بيحصلي!
نعود إلى براء ..

تم طلب الإسعاف بسرعه و بعد لحظات وصلت لتحمل براء بحذر بسبب كمية الزجاج التي دخلت جسدها و لم تتوقف فاطمه عن البكاء و كان خالد في قمة قلقه عليها ولا يعرف سبب ما حدث لها هذا، و بعد فتره قصيرة وصلت براء الي المستشفي و تم استقبالها سريعا و بعد ساعات تم تضميد كل جروحها و كانت مستلقيه في غرفة عادية و حولها فاطمه و جمال و خالد و والدته و والده و هذا الرجل الآخر الذي و ما أن رأته براء حتى فقدت وعيها، و بعد لحظات بدأت براء في استعادة وعيها و فتحت عيونها ببطئ و كان أول نظرة منها تقع علي هذا الرجل، و في لحظة عادت بذكرياتها قبل سبع سنوات و تذكرت أن هذا هو الرجل نفسه الذي كان في بيت مي الذي كانت سوف تبيعها له، من أول نظرة عرفها هذا الرجل و تذكرها جيدا لذلك أبتسم بمكر، انتفضت براء من مكانها و اتجهت اليها فاطمه لتقول براء بدموع :
– خلي كله يخرج .. مش عايزه غيرك جمبي
اقترب منها خالد بقلق و قال :
– حصلك إيه طيب طمنيني عليكي
– خالد بعد أذنك سيبني دلوقتي
اقترب هذا الرجل الماكر من براء و قال :

– بس أنا حاسس اني شوفتك قبل كده!
صرخت براء :
– قولت اطلعوا و سيبوني!!
خرج الجميع من الغرفة و بقت فاطمه بجانب براء بقلق و انتظرتها حتي تتكلم، تنهدت براء بتعب لتقول فاطمه :
– يا بنتي بلاش تقلقيني عليكي .. جرالك إيه ما أنتِ كنتِ كويسة
– في مصيبه!
– مصيبة ايه!
– مين الراجل اللي مع خالد ده

– ده أبوه
– لا في واحد تاني
– أيوه ده واحد من قرايب أبوه .. انا شايفه أن ملهاش لازمه مجيته بس مش مشكله ضيف و نكرمه برضو
– فاكرة اللي حصلي من سبع سنين .. و البنت اللي أسمها مي اللي كانت عايزه تبيعني لراجل غريب لما لقيتني في الشارع لوحدي
– أيوة طبعا فاكره .. بس ده علاقته إيه مش فاهمه
– ده الراجل اللي كانت هتبيعني ليه!! ده الراجل يا ماما
انتفضت فاطمه من مكانها بفزع و قالت :
– قريب خالد! أنتِ متأكده
– أيوة متأكدة
– يادي المصيبه .. طب و هو خالد يعرف الموضوع اللي حصل ده اصلا
– لا طبعا

– و أنتِ هتعملي ايه دلوقتي .. أكيد هتلغي الجوازة .. ده لو أهله عرفوا هتبقي فضيحه
صمتت براء لفترة و قد عرفت فاطمه أنها تفكر بشيء ما فقالت :
– أنتِ بتفكري في ايه
– هقولك كل حاجه .. بس لما نروح
– باتي هنا النهاردة عشان نتأكد من صحتك
– لا عايزه اروح .. ناديهم
– اللي يريحك يا بنتي
في الخارج كان يقف هذا الرجل في إحدى الزوايا بهدوء حتي اتجه اليه والد خالد و كان هذا الرجل هو إبن عمه و كان في العقد الخامس من عمره، قال والد خالد :
– أنا تعبتك معايا النهاردة يا ماجد .. لو عايز تروح اتفضل أنا مكنتش أعرف أنان كل ده هيحصل
– مش مشكله النصيب .. بس اشمعنا البنت دي اللي إبنك مصمم عليها
– بيحبها يا سيدي .. و هي شكلها غلبانه يعني و اهلها ناس محترمين

– محترمين!؟
قال تلك الجملة ثم ضحك بشده لينظر له والد خالد بتعجب ثم قال :
– مالك في أيه
– لا مفيش .. بس بلاش تثق في حد كده .. دور ورا البت دي يمكن تلاقي حاجه
– أيه اللي بتقوله ده يا ماجد .. بقولك أهلها ناس محترمين
سرح ماجد للحظات ليقول في نفسه :
– البت دي جبانه لدرجه انها مش ممكن تقول هي شافتني فين قبل كده .. بس أنا مش جبان زيها و مش هخلي خالد ياخدها .. يا عالم دي وراها إيه تاني!
و جاء ليرد عليه و لكن خروج فاطمه من الغرفة قاطعهم، أتجه إليها الجميع بقلق لتقول :
– براء عايزه تخرج و تروح البيت .. خالد
– نعم؟

– براء عايزه تشوفكم قبل ما تتحرك .. اتفضلوا
دخل الجميع الي الغرفة مرة أخرى ليجدوا براء قد جلست مكانها على السرير بشكل ثابت أكثر، أبتسمت لهم بصعوبه و قالت:
– أنا آسفه جداً على اللي حصل النهاردة .. مكنتش أعرف إني هتعب كده
قالت والدة خالد :
– لا متقوليش كده .. المهم أنك بخير و بس
– طيب عشان كده أنا عايزه اعزمكم بكره عندنا والكلام اللي متقالش النهاردة يتقال بكره
أبتسم والد خالد و قال :
– قومي بالسلامه و متشليش هم حاجه
قال جمال بابتسامة :

– الله يخليك يا حاج .. بس بجد هنستناك بكره
صمتت للحظات ثم قالت محدثا ماجد :
– و الدعوة دي لحضرتك أنت كمان يا أستاذ …
– ماجد
– أستاذ ماجد .. هستني حضرتك بكره!
نظرت لها فاطمه بتساؤل و لم تعرف ما يدور برأسها و لكن لم يكن أمامها إختيار غير أنها تنتظر إلى الغد
**********************

مهلاً لحظة، ما الذي جاء بي إلى هنا، ألم أكن في بيتي مستلقي على سريري، أين أنا!؟
كانت تلك الكلمات التي قالها يامن عندما وجد نفسه في إحدى الشارع ليلا، نظر حوله بتعجب حتي وجد فتاه تسير بجانبه و لكنها لا تنظر إليه، تسير بهدوء وبتعب ولا تلتفت حولها، و كانت يديها الاثنتان ملفوفين بضماد، أتجه إليها يامن وقال:
– يا آنسه بعد اذنك .. أحنا فين هنا
وقفت الفتاة مكانها ولكنها لم تلتفت إليه وقالت:
– معقول مش عارف إحنا فين .. بص حواليك كويس
– أنا مش شايف غير بيوت مكسره و يافتات كتير غلط مش فاهم منها حاجه .. ده خراب!
أبتسمت الفتاه وقالت:
– فكرت يا ترا إيه اللي خرب البيوت دي ولا إيه اللي كسر كل حاجه

– ده إيه علاقته بكلامنا؟
– أنا هقولك .. لولا اليافتات اللي قدامك دي كان الناس هتفضل محتفطة بالصح اللي هيفضل بيتهم بيه قايم .. لكن اليافتات الغلط والكلام اللي فيها عمل سوء تفاهم بين الناس و اتقسموا ما بين الصح و الغلط لحد ما كل بيت بقى فيه طرفين واحد صح و التاني غلط وقامت حرب خلصت بالدمار ده .. و زي ما أنت شايف مين اللي انتصر في الآخر
– أنا مش فاهم حاجه! أنتِ مين طيب وأيه اللي حاصل في ايدك ده
– ما تشوف بنفسك!
– مش فاهم أشوف ايه؟
مدت تلك الفتاة يدها الي يامن وقالت:
– فك الضماد اللي موجود على أيدي وشوف جرحي
أمسك يامن يد الفتاه بحذر وفك الضماد لينصدم مما يراه! كان جرحها عبارة عن وشم على جسدها ينزف بالدماء و كان الوشم بأسم ملجأ، و في تلك اللحظة ظهرت براء في رأسه لينظر إلى تلك الفتاه سريعاً ويقول:
– ايه ده!

– ده كلام الناس اللي زي السكاكين .. في كل حتة مني جرح زي ده بأسم مختلف زي ما كان الناس بتسميني .. فك ضماد أيدي التاني!
أمسك يامن يدها الأخرى و فك ضمادها بسرعه ليجد الوشم تلك المره بأسمه هو! و كان ينزف بالدماء أيضاً، نظر يامن الي تلك الفتاة و صمت لتدير هي وجهها إليه و كانت تلك الفتاة هي براء، كان وجهها شاحب و ملامحها متعبه وقالت له:
– أنت جرحي يا يامن أنا اتعايرت بسبب الملجأ وده كان في كفه .. لكن كسرك ليا كان في كفه تانيه .. أنا بنزف كل يوم بسبب حبي وكرهي ليك .. في نفس اللحظة اللي بقول فيها أنا بكرهك بلاقي قلبي بيدق عشانك برضو .. في أصعب لحظات حياتي كنت بنادي عليك تكون جمبي وأنت مسمعتش
نظر لها يامن وقد تكونت بعض الدموع في عينيه وقال:

– صدقيني كان غصب عني أنا طول السنين دي مش عارف أعيش بسبب الجرح اللي سببتهولك .. أنا آسف أرجوكي ارجعيلي وأنا هعوضك عن كل اللي فات
أبتسمت براء بحزن و أدارت وجهها مرة أخرى حتى تنظر أمامها وسارت في طريقها، نادى يامن عليها :
– براء .. أرجوكي بلاش تكوني قاسيه كده قولتلك أنه كان غصب عني
ألتفتت براء إليه وقالت:
– عندك حق أنا بقيت قاسيه .. البركة فيك
ظل يامن ينظر إليها و كذلك هي حتى أتت سيارة و صدمت ببراء بقوة ليصرخ يامن:
– براااء!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك رد

error: Content is protected !!