روايات

رواية ساعة قبل منتصف الليل الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية ساعة قبل منتصف الليل كاملة الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية ساعة قبل منتصف الليل البارت السادس

رواية ساعة قبل منتصف الليل الجزء السادس

ساعة قبل منتصف الليل

رواية ساعة قبل منتصف الليل الحلقة السادسة و الأخيرة

– بحبك .. ممكن آجي اتقدملك وأطلب إيدك من جوزك
أرسل الرسالة وتنهد كون هذا الكابوس قد إنتهى أخيرًا
وابتسم حيت فكر فكيف سيكون رد فعل أميرة على هذه الرسالة وماذا ستقول له حيالها، ولكن ما حدث لم يَكُن يتوقعه أبدًا
أتى الرد غريبًا مرة أخرى في رسالة مكتوب فيها:
– أنا مخطوفة!
نظر فؤاد في ذهول إلى الرسالة ثم إلا كتاباته
شيئًا مُريبًا يحدث الآن
قرر الاتصال بأميرة ..
اتصل
ولكن ليست هي من قام بالرد عليه، بل صوتًا مألوفًا جدًا له هو من قام بالرد
شخصًا لم يَكُن يتوقع أبدًا أن يفعل هذا!

في منزل فؤاد علام نظرت أميرة إلى الرجل الذي يُدخن في الشرفة الداخلية وقالت:
– أنت .. أنت دخلت هنا إزاي! أنت مين؟
= فؤاد بعتني عشان أقتلك .. بس أنا بصراحة مستخسر الجمال ده كله، يموت بسبب زوج مجنون
– يقتلني! .. يقتلني ليه!
= عشان مجنون .. لما طلب مني .. كانت حالته غريبه! حسيت أنه مش طبيعي، لكن أنا ماليش دعوة بكل ده إللي همني الفلوس .. الكاش إللي خدته
ضغطت أميرة على زر التسجيل في الساعة وجعلت الصوت يُرسل مباشرة إلى زوجها فؤاد علام
هي لا تعرف لماذا فعل هذا
هل تشك في هذا الرجل؟
هل تُرسله إلى فؤاد علام لتؤنبه؟ هي نفسها لا تعرف!

بعد أن اتصل فؤاد علام برقم أميرة
لم تَرُد عليه
لكنه سمع صوتًا ذكوريًا مألوفًا بالنسبة له .. صوتًا سمعه لمرة واحدة في حياته
ولكن كعادته يحفظ الأصوات بشكل سريع
قال الرجل:
– مراتك هتموت بسببك يا سيادة الكاتب .. هتموت وهي فاكره إنك أنت إللي قايلي أني اقتلها!
= ليه! .. أنا مأذيتكش في حاجه .. وعمرو رمزي قبلك قضيتك!
أندهش الرجل في البداية من استطاعة فؤاد معرفة صوته
فمن الكلمة الأولى في الهاتف أدرك فؤاد علام أنه يتحدث إلى الضابط الذي قتل النادل أمامه

قال الضابط بأنفعال:
– صاحبك إللي أنا برضه معرفش مات إزاي .. قفل القضية لكن أنا اتسببت من طردي من الشغل بسببك .. أنت قتلت عامل في مركز الشرطة قدامي!! أنا كان ممكن اتحاكم
ظل فؤاد متُرددًا كثيرًا لتا يعرف ماذا يقول
يشعر بالتوتر والخوف على أميرة
والخوف من تصديق أميرة لكلمات الضابط .. فماذا لو صدقت أميرة أنه حقًا قام باستئجار هذا الرجل لقتلها؟
بالتأكيد ستشك في هذا .. فهو من قال لها أن كُل شيئًا على ما يُرام
وهو من طلب منها العودة للمنزل على الرغم من رسائل التهديد
فلن تشك أبدًا في شخصًا غيره وستكون مُحقة تمامًا في شكها
قال فؤاد في نبرة راجية:
– أنت ممكن تقتلني أنا .. أميرة ملهاش ذنب أرجوك! هديك فلوس تعوضك عن شغلك إللي كنت هتشتغله باقي عمرك .. بس سيبها ..
= مفيش أمل يا فؤاد بيه .. انا قررت
– طيب ممكن تقولي أنت فين! اجيلك ونتفاهم
= أنا في بيتك، ومراتك هتموت في بيتك ..
أغلق فؤاد الخط وهو يرتعش خوفًا على زوجته ..
فبعد كل هذه الأعوام يستحيل أن يكون سببًا في وفاتها

أما في منزل فؤاد علام
كانت أميرة لديها ما يكفي من الذكاء لتُدرك أن هذا الرجل يكذب عليها
فلو كان فؤاد أرسله لقتلها لفعل هذا بدون تردد خاصة وأنه قال أنه قد أخذ مالًا حيال ذلك ..
هي لا تستبعد فِكرة أن يقوم فؤاد بتهديدها مثلًا .. خاصة وأنه مريض وكان يشك فيها وهي تعرف هذا ..
ولكن فكرة القتل صعبة جدًا .. بالتأكيد لم يُفكر في هذا .. آخر ما قد يُفكر فيه فؤاد في أشد نوبات أمراضه النفسيه هو تهديدها فقط .. هو لم يجرؤ على ضربها حتى في خلال العشرون عامًا الماضية ..
ولكن القتل! .. مُستحيل ..
وجه الضابط المُسدس إلى جسد أميرة
واخرج هاتفه ليقوم بتصور مشهد وفاتها ليُرسله إلى فؤاد
ويجعله يحيا باقي حياته في عذاب وهو يرى أن زوجته تموت امام عيناه
وهو يعلم أنها تظن أنه السبب في وفاتها
بعد أن وجه المُسدس إلى أميرة قال لها:
– مُستعده؟ (قالها باستهزاء)
ولكن شيئًا ما قد أوقف كُل شيء ..
انقطاع التاير الكهربي.

لم يَكُن أمام فؤاد علام سوى الاستعانه بالتكنولوجيا مره أخرى
فقد أخرج هاتفه
ونادى مساعد شركة أبل ذو الذكاء الأصطناعي (Siri) وقد طلب منه أن يقطع التيار الكهربي عن المنزل كله
وأن يقوم بتصوير كُل شيء بكاميرات التصوير الليلي في المنزل
(يا Siri اعمل بث مباشر على اليوتيوب بواسطة كاميرات التصوير الليلي)
بدأ هذا يتحقق بالفعل في المنزل
ارسل إلى أميرة رسالة يُخبرها فيها أن كُل شيئًا سيكون على ما يُرام
طالبها بعدم الخوف ..
وأنه مُتحكم في المنزل بشكل كامل ..

طالبها باستفزاز الرجل ومحاولة جعله يبدو كقاتل أو شخصًا فقد عقله بسبب رفده من عمله ..
أرسل فؤاد الرسالة وقاد سيارته بشكل جنوني إلى منزله
قد تعلم شيئًا منذ فترة وهو أنه يحتاج إلى سماع الأغاني الصاخبة في وقت القلق
حتى يحاول أن يُخفف من قلقه
نظر إلى قائمة الأغاني الموجوده على الساعة وفي هاتفه
فوجد تلك الأغنية التي كان دائمًا ما يُحبها عمرو رمزي صديقه الكاتب الذي قتله بيده
أغنية قديمة نوعًا ما .. ولكنها مُناسبة ويرجو من الله أن لا تتحقق كلماتها في رحلته تلك (هذا الطريق أخرته لحن حزين)

(اصحى الساعة ستة المسا
اصحى ركز وصلني عالسبعة
تحكيش مع حد اطلع بالسيارة
وخدني بعيد عن عمان بعيد برة
وسوق فيي شوي شوي عاليمين
والعواميد عالشباك تتوالى
هاد الطريق آخرته لحن حزين
و السيجارة نستني نستني
اصحى الساعة ستة المسا
اصحى ركز وصلني عالسبعة
تحكيش مع حد اطلع بالسيارة
وخدني بعيد عن عمان بعيد برة
وسوق فيي شوي شوي عاليمين
والعواميد عالشباك تتوالى

هاد الطريق آخرته لحن حزين
و السيجارة نستني نستني
ونستني نستني نستني نستني
شالتني و حطتني و قلبتني
من جوة لبرة خلتني حزين
انا وياك نحن الاتنين
وهلأ صار الوقت تزيد سرعة
سكر عيونك و اسمع الهوا
و بهالسرعة مع غيرنا بنتساوى
طلّعنا الهموم من جواتنا
فلّت ايديك طيرنا عالسما
والعداد عم بيزيد السرعة
أنا حر ومش مجبور عالطاعة
و السيجارة نستني نستني
و نستني نستني نستني نستني

شالتني وحطتني و قلبتني
من جوة لبرة أنا وإياك
شو أخدنا من هالدنيا
اصحى الساعة ستة المسا
اصحى ركز وصلني عالسبعة
تحكيش مع حد اطلع بالسيارة
خدني بعيد عن عمان بعيد برة
و سوق فيي شوي شوي عاليمين
و العواميد عالشباك تتوالى
هاد الطريق آخرته لحن حزين
و السيجارة نستني نستني)

في منزل فؤاد علام
وصلت رسالة فؤاد إلى أميرة فنظرت لها وقرأتها فقال الضابط الذي يراها على الضوء الذي يأتي من الخارج:
– مسعجله على موتك؟ وبعدين ايه ده .. في 2040 ولسه في حد بيلبس ساعات!
حمدت أميرة الله أنه لا يعرف نوع الذي ترتديها .. رُبما لا يعلم بوجودها أصلًا
فمن حُسن الحظ أن تلك الساعات يقتصر وجودها فقط على الأغنياء في مصر
وإلا لكان أكتشف أمرها وقضي عليها في الحال، قالت أميرة بخبث:
– خلاص هتقتلني لما النور ييجي؟
= أكيد .. وهصورك وأنا بقتلك وابعت الفيديو لجوزك
– ليه! بتستمتع بالقتل؟
= جدًا! .. فوق ما تتخيلي!
– مش خايف من الشرطة؟ من الجيش؟
= أم الشرطة على الجيش! .. هو في مصر نظام! كُله نظام فاشل
كان هذا كُل ما تريده أميرة بسؤالها الخبيث

أن يقوم الرجل بشتم الشركطة والجيش في البحث المُباشر الذي يُبث من الكاميرات
التي تُغطي الشقة ذات التصوير الليلي، ويتم البث عبر قناة فؤاد علام على يوتيوب التي تحتوي على أكثر من 3 مليون مُشترك عربي يحبون رواياته
بدأت أميرة تطمئن حين شعرت بأن كُل شيء يمشي حسب الخطة قالت:
– بس أنت مش واخد بالك من حاجه؟ إننا في شارع حيوي زي شارع عثمان بن عفان ومش كده وبس ساكنين في عمارة مليانه سُكان زي عمارة رقم 8 لأ والأغرب إننا في نص العمارة بالظبط مش في دور عالي إحنا في الدور العاشر .. يعني لو صرخت مثلًا وقُلت أنك عايز تقتلني ممكن حد ييجي ويشوفك؟ وممكن كمان صوت الرصاص وأنت بتقتلني يخلي الناس تنتبه!
كان هذا السؤال الأذكى من أميرة
حيث إنها أرادت توصيل عنوانها لكل المشاهدين
لعل شخصًا قريبًَا منها يحاول انقاذها قبل فؤاد علام .. أو رُبما الشرطة
قال الرجل بثقة مبالغ لها:
– أنا مش خايف من حد .. لو كُنت خايف، كُنت قتلتك قبل ما جوزك ييجي .. لكن أنا مستني النور (عودة التيار الكهربي) ولو جوزك كمان جه .. هقتله!

= معنى كده أن مش هو إللي قايلك تقتلني؟
– هااه!
في هذه اللحظات كانت الشرطة تقتحم المنزل وأكثر من 10 عساكر قد حاوطوا الضابط
الأمور لا تسير هكذا دائمًا في مصر
ولكن عندما يكون الأمر أمام 3 مليون مشاهد على اليوتيوب
يجب أن تظهر الشرطة بصورة مثاليه
ظلت أميرة على الأرض فاقدة للطاقة تمامًا .. تشعر بأنه منهكه
أرسلت لفؤاد رسالة تُخبره فيها ان كُل شيء على ما يُرام
آتي واحدًا من ضباط الشرطة وأخبر أميرة أنه يحتاجها في مركز الشرطة ليسألها بعض الأسئلة عن الخاطف
أخبرته أنها لن تقدر الآن ونظرت إلى واحدة من الكاميرات الموجوده في المنزل
في إشارة منها، أنه لن يستطيع أن يجعلها تأتي وهي في هذه الحالة وتنظر للمشاهدين وكأنها تُهدده
ابتسم الضابط ورحل وقال لها:
– هنكون في انتظارك أول ما تكوني كويسه!
= طيب!

خرجت الشرطة من المنزل
وأعاد فؤاد علام الذي كان يُتابع كُل شيء من خلال الكاميرات التيار الكهربي
وهو يقود سيارته بسرعة جنونية
على أنغام الأغنية التي صدرت منذ أكثر من ثلاثون عامًا (هذا الطريق آخرته لحن حزين)
أخرج سيجارته وقال: (رُبما تكون هذه هي السيجارة الأخيرة .. فقد وعدتها أن أكف عن التدخين منذ أكثر من 23 عامًا) ابتسمت حين تذكر الأمر وبدأ يههدأ
خاصة وأنه علم أن أميرة أصبحت في أمان ..
وصل إلى المنزل فوجد أميرة جالسة على الأرض تستند بضهرها على الحائط
مُنهكه

فابتسم فؤاد وقال:
– رأيتك من بعيد فظننت إنك (إفروديت) إله الجمال لدى الإغريق .. ألا تَكُفين عن (الحلاوة) أبدًا
= يحرق أبو سخافتك يا بارد!
ضحك فؤاد حتى أهتز جسده كُله قالت أميرة:
– أنا تعبت يا فؤاد والله .. كل ده بيحصل في فترة قصيرة ليه يعني! مش فاهمه ايه ده
ضحك مره أخرى وقال لها:
– طيب قومي جهزي نفسك .. هنسافر وهنسيب مصر خالص

= يا ريت ..
وبعد ساعات معدوده كان فؤاد وأميرة في طريقهم للمطار وهم يسمعان معًا (هذا الطريق آخرته لحن حزين)
نظرت أميرة إلى فؤاد وقال:
– ما شاء الله على أختيار أغانيك .. الأغنية مبشرة أوي
ضحك فؤاد مره أخرى وقال:
– نسافر ايطاليا نبدأ حياة جديدة هناك .. ونحاول ننسى كل إللي حصل هنا ده ..
وخلع ساعته وألقاها من شباك سيارته وقال:
– كفاية لحد كده .. دي طلعت عيني
فعلت أميرة مثله وضحك الأثنان وظلت أميرة تُردد كلمات الأغنية
مُتمنيه ان يكون لحنهم الحزين نهايته في مطار القاهرة الدولي وبعده ينتهي حُزنهم إلى الأبد ..

 

تمت.

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية ساعة قبل منتصف الليل )

اترك رد

error: Content is protected !!