روايات

رواية مصير مجهول الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيدة

رواية مصير مجهول الفصل الثاني عشر 12 بقلم سيدة

رواية مصير مجهول البارت الثاني عشر

رواية مصير مجهول الجزء الثاني عشر

رواية مصير مجهول الحلقة الثانية عشر

_حسنا، سأخبرك..ليس بيني و بين يسرى أية علاقة، تلك الفتاة أنا أتفهمها، ظلت تلاحقني منذ سنوات، لهذا كنت أرفض أن أذهب مع مراد لمنزله لكنه ضغط علي ذلك اليوم، في المطبخ أردت أن أطلب منها الابتعاد عني و أن ما تفعله غلط لكنك دخلت فجأة و لم أرد أن أحرجها أمامك، أما تجس*سك للمرة الثانية عندما كنت أتحدث مع مراد فكان يسألني لماذا لم أتزوج فتاة ايطاليا رغم السنوات الطويلة بالبلد فأخبرته أنني لم أجد فتاة تناسبني بعد و عندما أجدها سأظل ألحق بها حتى تقبل بي…
سكت للحظات ثم قال بخفوت رغم ذلك سمعته:_كما أفعل الآن…
ثم أردف قائلا:_كان عليك ألا تسيئي الظن بي…
أطرقت في صمت ثم قلت :_أنا آسفة حقا….
فجأة تذكرت أمرا فقلت له:_لكنك لا يمكن أن تنكر أنك مغرور،ذلك اليوم ساعة كاملة و أنت تتحدث عن انجازاتك..
_أجل ربما، فعلت ذلك عمدا لأن خالتي زينب أم مراد لم تحبني يوما و دائما تناديني بابن الميتم، أخبرتني أنني لن أصل لأي هدف في حياتي، أردت أن أتبث لها العكس ليس إلا..
أطرقت في صمت و لم أتحدث بعدها، بل لم يكن لي كلام أقوله بعدما سمعت و رأيت أنني المخطئة في كل ما ظننته عنه..
قال بعد لحظات:_متبقي اجراءات قليلة ستقومين بها و ان احتجت مساعدة في دروسك فأنا موجود…
ابتسمت و قلت :_شكرا…

أكملت الإجراءات المتبقية و بدأت مرحلة جديدة في حياتي، ربما حياتي بدأت أخيرا تتغير للأحسن، أغلب أوقاتي بالعمل
أو الدراسة في شقتي، عندما لا أفهم أي شيء في دروسي أطلب المساعدة منه، سيف ذلك الرجل، بشكل و آخر كان تصوري خاطئا عليه و الآن تغير كل شيء…
في أحد الأيام، انتهى من شرحه لي أحد الدروس ثم قال:_أريد أن أتحدث معك بموضوع..
_تفضل…
تنهد ثم قال:_بعد تفكير عميق، إن وافقت طبعا أريدك زوجة لي….
قلت في غضب:_لا و ألف لا…
كنت سأذهب حتى أوقفني قائلا:_أعلم ما تخشينه، لكن لا يمكنك أن توقفي حياتك من أجل شيء كهذا، هذا قضاء و قدر، أنا لست مراد…
قاطعته قائلة و قلت بهدوء:_فلنكن واقعيين يا سيف، مراد أيضا لم يتذمر في بداية الأمر لكن مع مرور السنوات سترى أنك ستفعل مثله بل ربما أكثر، ببساطة أنا لا أريد أن أعيش خيبة أمل أخرى…
_ليلى، هل نؤمن بشيء قاله الأطباء و ننسى أن لنا رب يستجيب إن دعوناه…
نظرت له بأسى و قلت :_سيف أنت رجل شهم و خلوق و ذو دين و علم لكن من الأفضل أن تنساني، متأكدة أنك ستجد من هي أفضل مني…

ذهبت بسرعة قبل أن يتبعني، قمت بحظره من جميع وسائل التواصل، لم أستطع النوم ليلتها و أنا أفكر في كلامه، لم أكن أريد أن أجازف من جديد و تكون النهاية سيئة…
في الأيام التالية لم ألتقيه و قلت في نفسي لربما تخلى عن الفكرة نهائيا، بعد أسبوع تقريبا من تلك الحادثة، سمعت ضجيجا في أسفل المبنى، نظرت من النافذة فإذا بالجيران مجتمعين على أحد لم أتبينه، ارتديت عباءتي و حجاب رأسي و نزلت لأرى ما حدث، إنه سيف!! قلت لهم في ضيق:_ماذا فعل؟
فجأة ابتعدوا عنه و قالوا له:_هذه هي الفتاة…
نظر لهم بابتسامة و قال:_أجل هي…
قلت في استغراب:_ما الذي يحدث؟
_لا شيء غير أنني بقامتي الفارعة و لحيتي الطويلة جمعت هؤلاء الناس من أجلك…
لم أرد، بدأ الجيران يتحدثون و قالوا:_لماذا لا تقبلين به يا ابنتي؟ألا ترينه، إنه رجل طيب و خلوق…
لم أرد، ما هذه الفكرة التي خطرت عليه الآن؟
قال بابتسامة :_أسبوع كامل و أنا أبحث عن فكرة مناسبة و أتيت لجيرانك ليساعدوني لتوافقي و أنت لا تعرفين ما الذي قد أفعله أكثر، المهم أنني لن أستسلم..

كنت سأذهب حتى أمسكتني أحد النساء التي كانت تعرف قصتي جيدا و قالت لي:_أليست الحياة تجارب؟ لا تظني أن كل التجارب متشابهة بل العكس تماما كل تجربة ستتعلمين منها شيئا مختلفا، هذا الرجل أتظنين ستجدين مثله،أليس طليقك منعك من الدراسة؟ ، و هذا الرجل هو من عاد إليك الأمل، هل تعلمين أنه يسأل عنك كل يوم؟ و أحيانا يبقى طوال الوقت ينتظرك إن تأخرت…
_حقا يفعل؟
_بالتأكيد، لا تفرطي به…
قلت بدون تفكير :_موافقة
أحبه! لا أنكر هذا و لكن لكم كنت أخاف أن أعيش تجربة أخرى فاشلة، كنت سأتراجع في آخر لحظة يوم زواجنا لكن لم أستطع، لا يمكنني أن أحطمه و هو فعل المستحيل لأجلي، بعد تفكير طويل قلت في نفسي و ماذا سيحدث إن وكلت أمري لله بدل كل هذا التفكير المتعب؟..
كان حفل الزفاف بسيط، اتفقنا معا على ذلك، حضر الجيران و بعض من اصدقائه، بالتأكيد لم يكن مراد بينهم، عرفني إلى مدير الميتم، رجل كبير في السن يدعى أدهم، أخبرني أنه يعتبره مثل أباه،كان ذلك اليوم من أجمل أيام حياتي الذي انتهى في أفضل الأحوال….

نظر لي بعمق ثم قال بابتسامة :_هل تعلمين أول مرة أنظر لك بشكل جيد؟..
قلت مازحة:_ماذا؟ ألم أعجبك إذن؟
_بل أنت جميلة جدا، لن يرى جمالك إلا من أحبك بصدق و لن يرى مثلك إلا من عشقك…
ابتسمت، و ماذا أفعل غير الابتسام فأنا لم أكن لأجاريه طبعا في كلامه،قال بعد لحظات في أسى:_الآن أنت زوجتي و شريكة حياتي، قررت أن أخبرك بأسرار حياتي و الذي سأشاركها أول مرة مع أحد، أخبرتك أنني سأخبرك بقصة السك*ين يوما ما ربما قد حان الوقت…
نظرت له بخوف ثم أردف قائلا:_أنا مثلك يتيم، لكن ربما أنت كنت محظوظة أكثر مني لأنك وجدت سندا بقربك حتى تزوجتي و عرفت والديك ، أنا منذ صغري لم أعرف والداي، عشت حياة أقسى ما يمر به أحد، لست وحدي بل كل من عاش معي هناك، كانت الحياة القاسية و أنا طفل صغير لا أستطيع مجاراتها، كان لنا مدير حق*ير جدا، كان مسؤول عن الاقامة الخاصة بالفتيات و الاقامة الخاصة بالفتيان معا، كان…

زفر في ضيق ثم أكمل:_كان يغت*صب الأطفال، لم ينجو منه أحد سواء فتاة أو فتى، وقتها كان عمري ثلاثة عشر سنوات عندما دخل إلى غرفتي و أنا أتناول طعامي، لم أتناوله مع البقية لأنني كنت مريض، ما إن أحسست بخطواته حتى حملت الس*كين الذي كان بجانب الطاولة، دخل و بدأ ينظر لي بخبث و بدأ يقترب أكثر و أكثر، غرزت الس*كين في عينه حتى سقط أرضا و هربت، قبضوا علي بعد ذلك و وصلت الأمور للمحكمة، أصبح أعمى لأنه كان يرى بعين واحدة أصلا و الأخرى قد اقت*لعت، ثم اعفاؤه من الادارة و صدر في حقي السج*ن ، جاء السيد أدهم و أقنع كل من في الميتم أن يعترف بما كان يفعله على أن يحميهم و هذا ما حدث و ثم سجن*ه، و تمت تبرئتي، تغيرت حياتي بالميتم منذ ذلك اليوم، ذلك الرجل هو من ساعدني في دراستي و هو كان السبب في ذهابي لايطاليا، لهذا أقدره كثيرا و أعتبره مثل أبي….
انهمرت دموعي و بدأت أبكي بهيسترية، اقترب مني و بدأ يمسح دموعي و قال:_أخبرتك بهذا حتى لا تكون بيننا أسرار من الآن فصاعدا، لا تبكي فدموعك غالية…
هدأت فجأة ثم قال:_الجو جميل، دعينا نمشي قليلا و قد أشتري لك ألعاب…
_ألعاب؟
_أنسيت، أنت تحبين الألعاب…
ضحكت فضحك هو الآخر….
بعد خمس سنوات……….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مصير مجهول)

اترك رد

error: Content is protected !!