Uncategorized

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن والعشرون 28 بقلم نهال مصطفى

  رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن والعشرون 28 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن والعشرون 28 بقلم نهال مصطفى

 رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الثامن والعشرون 28 بقلم نهال مصطفى

” اؤمن ان مهمة الرجل فى الحياه هى سد الفراغات ،فراغات الارض ، والحروب ، وقلب المرأة .. وفراغات ما بتره غيابه من جسدها ” 
– لا مش قادر ؟! طعمها بشع !!!
رجع زياد ما لكَ فى فمه مشمئزًا .. ووضع الطبق من يده وابتلع علقم ما أكله برشفة مياه .. فحدجته بسمة  بعتب 
– أحنا مش عملنا كل المقادير زى ما الشيف  قال !! طعمها مش حلو ليه ؟! 
ترك زياد الكوب فوق المنضده الصغيره واتكئ للخلف متملص الملامح .. وقال 
– معرفش؛ دى مش مكرونه بالفراخ… دى حاجه كده استغفر الله … 
ففكرت بندم 
– طيب إحنا ممكن ناكل الفراخ وبس ونسيب المكرونه المعجنة دى ..
– لالا .. انا نفسي قفلت خلاص من الاكل كله … 
تركت هى ايضا ما بيدها ونظرات الخزى تتقاذف من حِدقها .. فلحظ ارتباكها وإحراجها منه وتوارى انظارها لتتحشاه.. فتعمد كسر الحاجز بينهم واردف ممازحًا
– للدرجة دى متعرفيش تطبخى خالص !! 
فركت كفوفها بخجل .. ولكت الكلمات فى فمها
– معرفش .. هما ازاى بيحطوا المقادير متساوية وتطلع الاكله حلوة .. بصراحة حاولت اجرب الموضوع ده وكنت بفشل ..
رفع زياد حاجبه مداعبًا
– يعنى بلح خالص !! 
أطرقت انظارها لاسفل باحراج ، ثم استدارت بجسدها لمشاهدة التلفاز .. فتبسم زياد وظل محافظا على ابتسامته ثم نهض بفظاظة وجلس أمامها ليُلاطفها فتلجلجت ..
– وانتِ  زعلانه  ليه !!.. بالعكس دانا فخور بيكى .. 
حدجته بعدم تصديق .. وعاندته
– هزعل ليه ..!! مش زعلانه أصلا … 
ضاقت جفونه اللامعة 
– وفخور بيكى دى شفاف .. ملفتتش نظرك .. !!
مسكت الريموت ورفعت مستوى الصوت هاربة من عيونه المُربكة .. وقالت
– لا .. عايزه اتفرج على الفيلم .. لو سمحت اسكت …
شيعها بنظرات السخط ثم انتقلت انظاره  للشاشة متمتمًا بضيق
– تيمور وشفيقه !!! دى اخرتها !! 
حك ذقنه مفكرا فى وسيلة يجذبها بها إليه .. فزفر مختنقًا وقفزت فى رأسه فكرة ما متذكرا حديثا سابق بينهما …
( – أنت بتعمل ايه ؟! استئذنتنى الاول !! 
قفل صنبور المياه بعد ما رفع المكينه عن وجهه .. وسألها
– مالك يابنتى ..!!!
وقفت امامه كطفله متدلله 
– مين سمحلك تحلق دقنك .. اخدت رايي ؟! ولا مش فارقه معاك أنا .. 
انخفضت انظاره المنتشية لمستواها وتبسم بمكرٍ
– هى فارقة معاكى يعنى !! 
امتدت اناملها لتداعب ذقنه بحب وقالت بتغنج
– بعشقها عليك .. 
– وايه كمان ؟! 
– متتحلقش ….. انت فاهم 
انخفضت شفتيته لتنالها ولكنها ببراعة هربت من يداها كما تهرب الصابونه من يده ضاحكة وخرجت من الحمام ..
– ده بعينك .. ) 
تنهد بحماس فسقطت عيناه على عيونها الثابتة على الشاشه باهتمام .. فضرب على فخذه متحفزا 
– طيب اسيبك أنا مع تيمور وشفيقة وهروح أحلق دقنى بدل الملل ده .. 
لم يغمض لها جفن الاهميه بل انفجرت ضاحكة على مشهد ما بين السقا ومنى ذكى .. فاشعلت النيران فى رأسه فنهض وتركها مشتاظا من اهمالها وواصل طريقه للمرحاض .. للحظة ادركت ما قاله فألقت الريموت شاهقة 
– هو قال هيعمل اى الزفت ده !! 
نهضت خلفه بدون تفكير .. اما عنه فوقف حائرا منتظرا قدومها حتى اوشكت خطته على الفشل وسرعان ما التقمت عيناه طيفها وسالته 
– أنت هتعمل ايه ..!!
اعد عدته مفتعل اللامبالاه 
– ابدا .. كنتى عايزة حاجه ..
– انا !! لا لا خالص .. 
– أومال كنتى جايه ورايا ليه ؟! 
– احم .. كنت عايزه الحمام .. لكن خلاص هطلع فوق .. 
شغل الماكينه وتأهب لحلق ذقنه .. فهب قلبها معارضًا
– أنت هتعمل ايه ..!!
قفل ماكينة الحلق .. وسألها متخابثا 
– لما تقوليلى الاول .. إنتى جيتى هنا تعملى إيه ؟!
بدا عليها معالم الارتباك وإندس ظهرها فى الحائط خلفها .. فهزت رأسها نافية 
– لا .. زى .. زى بالظبط ما قولتلك .. معرفش إنك هنا  .. عموما خلاص .. محصلش حاجة .. 
حاصرها بانظاره قبل ذراعيه مضللا عليها بابتسامته التى تُنسيها العالم وقال  متنهدا
– وبعدين ؟!!! 
التقت اعينهم الفائضه بالشوق فى نقطة واحده .. فهمست 
-و  بعدين إيه .. !!
– لسه بتحبيها عليا ؟! 
– هى مين دى ؟! 
احتضن كفها ورفعه ليمرره على ذقنه بهدوء عصف بقلبها .. وغمغم 
– وانا كمان لسه بحبك ؟! 
– ايه ؟!
حركت ارتعاشة شفتيها رغبته فيها التى لم يتحمل مقاومتهم أكثر من ذلك .. فتتدلى بتباطىء شل عقلها .. ليصب رحيق شوقه بهما برقة جعلتها كطفلة بلهاء لا تعى اى شيء سوى المكوث فى مكانها .. فشفتاه الوحيده اللتان ارتعش لهما جسدها .. فاراد ألا يزيد الحمل عليها قبل ان يأخذ الأذن من عيناها الذي تعمد محاربتهم كثيرا .. ابتعد عنها مبتسمًا فبادلته بنظره دهشه وتمتمت بعدم تصديق 
– إنت عملت إيه ؟!
– عملتلك تنفس صناعى .. قبل ما يغمى عليكى ..
اجابها كأنه لم يفعل شيئا وهو يطوق جدار عنقها باصابعه كأنه يمهد لجريمة ما ولكن لسحره الطاغى وخبرته الجيده بأمور انثاه سحرها حتى سلبها منها إليه متناسية العالم وراء ظهرها .. فأصبح هو عالم متمنية إحتضانه حتى ولو ما بعده الموت ….
■■■■■ 
– اهلا اهلا بسيادة المقدم … 
رحب الشاذلى بقدوم هشام متوددًا .. فصافحه هشام بابتسامة زائفه
– اهلا بحضرتك منصور بيه ..
فتدخلت ميان فى حديثهم 
– طيب أنا هسيبكم تدردشوا مع بعض ؛ أكون جبتلكم حاجة تشربوها … 
ثم بادلت هشام بابتسامه هادئه 
– المكان مكانك … 
اشار له الشاذلى بسيجارته الفاخره كى يجلس 
– ها ياهشام .. احكى لى عن شغلك وو انا سمعت أن معاك فى مشاكل … على فكرة أنا ممكن اتدخلك لو فى ايه مشكله ..
ضرب هشام الارض بقدمه بخفوت اثناء جلسته الفظه .. وقال ممتنًا
– حوار بسيط كده فالداخليه واتمنى ميعديش .. لان الواحد جاب اخره ؟! 
– من الشغل ؟! 
– مابقاش يجيب همه ؟! 
تفحصته انظار الشاذلى الثاقبة .. واكمل 
– ولما تسيبه … ناوى على ايه ؟! 
– الفكره فى إن الواحد اتربى على السلاح والضرب والقتل ، ومفيش شغلانه تناسب كل ده غيري الشرطة .. فحقيقي مفيش ( plan ) معينة فى دماغى… 
– هو مفيش بلان تتناسب مع قدراتك ياهشام .. انت اللى زيك اتكتب عليه يقضي حياته كلها مهمات وحروب … لو ترك سلاحه الغدر هيحاوطه ..
اخرج هشام من جيبه علبة السجائر وهو يسحب واحدة منها اجابه 
– عند معاليك حل للحياه المملة دى ؟! 
ضحك الشاذلى بخفوت ماكر 
– عكس ابوك خالص ؛ اللى اعرفه أنه مات والسلاح فى ايده ..
– وهى دى النهايه الحتمية لاي ظابط ؛ مش بقول لحضرتك حياه منتهى البؤس !! 
وضع الشاذلى ساق فوق الاخرى.. وسأله
– وايه اللى ممكن يخليك ترضي على حياتك !! 
– العوض … المقابل لكل حاجه بنقدمها … 
اطفأ الشاذلى سيجارته وسأله 
– اللى اعرف من خلال معاملتى مع الحكومه إنها بتحب تدلع رجالتها أوى ….
اجابه ساخرا 
– تدلعهم بترقيه ومكافأه متطلعهمش فسحه للغردقه ؟!طيب ده عدل ..!!
انحنى ظهر الشاذلى مستندا بمرفقيه على ركبتيه 
– واللى يدلك على طريق العدل .. 
فمال هشام نفس جلسته وقال بتركيز 
– ايدى على كتفه ..
فقطعت ميان حديثهم وقالت 
-العشا جاهز … انا قولت نتعشي الاول قبل اى مشاريب ولا إي راي سيادة المقدمه …
لم يعط له الشاذلى الفرصة للتحدث بل بادره وقال
– ميان خلى الرجالة يجهزوا العربيات ، هناخد سيادة المقدم فى رحلة نيلة كده ونتكلم فيها على روقان .. 
اكثر ما يبغضه فى حياته المفاجئات .. ان تسير سفنه على عكس المتوقع .. فتدخل متحججًا
– بس أنا  مش عامل حسابى لحاجة زى دى !! 
مازحه الشاذلى 
– ياراجل مش هناخد منك تمنها يعنى .. ما تقوليلو حاجه ياميان ….. انا  هجهز تكونى اقنعتيه …. عن اذنكم … 
استدار هشام لميان كاظما غيظه 
– متفقناش على كده ..
اسبلت ميان عيونها وهى تدنو منه 
– متخفش هكون معاك … 
زفر مختنقا : مياان … مش  وقت دلعك …
تغنجت أمامه معانده
– ولا وقت عصبيتك .. 
ثم اغمضت جفونها متبسمة
– صدقنى هتتبسط ….. بطل بقي الجو القديم بتاعك ده … 
■■■■■
– يابنتى استهدى بالله .. هتروحى فين الساعة دى ؟!
تتوسل سعاد لرهف التى ترتدى ملابسها كالمجنونه .. متأهبة للنزول ولكن لن يجدى حديثها  بأى فائدة .. وقالت بلهفة
– مجدى مش بيرد عليا … وانا لازم الحق مامى ..
– طيب استنى البس واجى معاكى ؟! 
رفضت رهف  اقتراحها 
– ياطنط وهو انا هتخطف يعنى .. بصي ارتاحى إنتِ وانا هطمنك بالتليفون … 
لم يطمئن قلب سعاد .. فعرضت عرض اخر
– طيب الحرس اللى معينهم مجدى تحت .. خدى حد منهم يسوقلك العريية .. او اقولك إحنا ننزلهم وهو يتواصلوا معاه بطريقتهم ..
– طنط.. حضرتك مش شايفه إنك مكبرة الموضوع بالفاضي ؟! 
– هو كبير فعلا يارهف  !! شايفه الساعه كام ؟! 
داعبت رهف وجنتها بمزاح
– وخدى منهم نص ساعه عطلة بسبب قلق حضرتك .. انا هنزل وهروح لمجدى المكتب افتح دماغه على تجاهله ده ونطمن على مامى .. اشطا ؟! 
ثم قبلتها سريعا وواصلت
– وابقي اطمنك عليا .. تصبحى على خير ياسوسو ياقمر ..
ركضت رهف هاربه من إلحاحها المبالغ فيه ؛ فضربت كف على الاخر بقلق
– ربنا يسلم طريقك يابنتى … 
هبطت رهف فى المصعد وهى تهندم حقيبتها وتخرج هاتفها محاولة الاتصال بمجدى ولكن بدون فائده فزفرت مختنقه 
– ده هيعمل لى فيها مقموص بجد … اى ده بس ياربي؟! 
غادرت مبنى العماره فوجدت الحرس الخاص بمجدى جميعهم نيام وبما فيهم حارس المبنى .. فتسحبت بهدوء كى لا يلحظها أحد .. اخرجت مفاتيح سيارته وفتحتها الكترونيا وما لبثت أن وقفت امام الباب ففوجئت بيد صخريه تكتم نفسها بقماشة مخدرة وتجرها عنوة داخل سيارة سوداء وتنطلق هاربة  ….
■■■■■
جلجل صوت زيدان فى جميع ارجاء القصر مناديًا على فجر .. فخرجت مذعورة من غرفتها 
– خير … فى حاجة جنابك …
رفع انظاره إليها
– عايزك تجهزى حالا .. مسافرين اسكندرية ..
انعقد حاجبيها بقلق وخفق قلبها
– اسكندرية ؟! ليه … 
احتدت نبرته 
– ليهه ؟! أنت هتعارضينى يابت ؟! 
هزت راسها سريعا رافضه اتهامه واناملها تعصر السور الخشبى ، وقالت مترنحة
– لا .. لا اكيد مش قصدى بس عايزه اعرف السبب ..
اتسعت ابتسامة زيدان الخبيثة 
– محضرلك مفاجاة هتعجبيك قوى .. يلا عاد بلا حديت كتير ..
بادلته بابتسامه زائفه رديئه تخفى خلفها شجونها وحيرتها .. فتقهقرت للخلف محتميه بغرفتها واحكمت غلق الباب عليها وبات صدرها يتراقص على الحان قلبها المرتعد
– أعمل ايه فالمصيبة دى بس ياربى ..!! 
خطت خطوة واسعة لتتناول سماعتها من تحت الوسادة متلهفة .. منادية على مجدى عدة مرات ولكن بدون رد حتى يأست .. فنزعت السماعه عن آذانها وهى  تجوب الغرفة ذاهبا وايابا وتعتصر رأسها من شدة الالم الى ان اطاح به نداء زيدان الذي يستعجلها قبل ان يدخل غرفته 
– شهلى عاد يافجر …. 
توقف على مقبض بابه متوعدا 
– وكمان تسرقي الهارد … صبرك عليا يابت صبرى …. 
ثم دخل غرفته فوجد الشر ينبعث شراره من عينى مهجة .. فجلس بجوارها مداعبا
– مين اللى مزعل القمر بتاعى …؟! 
ولت وجهها بعيدا 
– حل عن سمايا يا زيدان … 
تطاولت يداه لوجهها فزاحته مختنقة
– عايز منى اي …. مش مكفياك السنكوحه بتاعت ..
انفجر زيدان ضاحكا على سذاجتها 
– بطلى خفة عقل وقومى جهزى حالك .. رايحين سكندرية .. عند ابوكى … !! 
عششت الحيره بين ملامحها وهى تردد 
– ابويا ليه ؟! 
نهض فارحا
– محضرلك مفاجاة هطير عقلك .. وكمان الشاذلى بيه محضرلنا مفاجاة ومكافأه حلوة قوى .. 
تعسست اناملها لتدفن الهارد الذي يحوى إدانه ابيها فى حافة الاريكة وترمقه بعيون المكر الذي صور لها الخيانه .. فغمغمت لنفسها
– المفاجأة هى إنك تقتلنى يا زيدان !! هى دى آخرتها .. عايز تودينى أنا وابويا فى شربة ميه ؟! 
عاود زيدان ندائه بنبرة اشد
– إنتى لسه قاعدة مكانك يا مهجة…. شهلى عاد …. 
 اومأت بطاعة ماكرة
– حاضر  جنابك ….. 
■■■■■■
– فهمنى يا مجدى ؟! 
بنبرة رسمية فظة لقن المامور مجدى معاتبا إثر تواجد فارس وعدم احالته للنيابه .. فأطرق مجدى باحراج
– الصبح هيترحل سيادتك ..
حدجه المأمور بلوم 
– اى حواره ؟! 
تدخل فارس مستنجدا 
– أنا عايز .. عايز ابلغ عنه  .. واقدم فيه بلاغ على كل اللى حصل ..
لكز العسكرى فارس محذرا 
– اتكلم عدل قصاد البيه يلا …. 
وجه المامور تعليماته لمجدى بشموخ
– مجدى .. حصلنى على المكتب .. 
اطرق مجدي بطاعة 
– مع حضرتك يافندم … 
&&حصرى ل جروب روايات بقلم نهال مصطفى &&
■■■■■■
“وَإِني كُلما آتيتُكَ، رفضتنِي … وكلما نَسيتُكَ، آتيتَنِي.”
فاقت بسمة متملصة من سُكر قربة الذى خدرها بالكامل وهى تدفعه بعيدا عنها بقديمها وتنهض متكوره حول نفسها على الاريكة وهى تتناول قميصه لترتديه بعشوائيه لتستر جسدها الذي فضحها وعري مشاعرها أمامه  .. ‏فاندلعت في قلبها حريق لا يخمد وبكاء لا يجف .. تقف وحيدة تحارب الوجع لا تُهزم ولا تنتصر.
ابتعد عنها مستجيبُا لنفورها منه وبداخله وميض من الندم عندما راى انكماشها حول نفسها واندلع منها صوت نحيب الخزى … فوثب قائما واحضر قارورة مياه من الثلاجة .. شرب منها ما شرب وسكب ما تبقي فوق رأسه .. 
خطى نحوها ككسيح حتى جلس بقربها وربت علي كتفها فانتفضت فابتعد عنها سريعا وسألها
– مالك يا بسمة ؟! 
نشجت ببكاء دفين  وهى تكور اصابع قدميها مصابة بلعنة الندم والاثم .. فاحتضن كفه قدامها وقال
– طيب ارفعى وشك وكلمينى … 
لم يجد منها إلا بكاء .. فزفر جازعًا 
– أنا اسف لو عملت حاجه خارجه عن ارادتك .. بس….
ابتلع باقى كلماته بتردد فلا يعى ما الذي يجب ان يقولها حينها .. فاكمل متحيرًا
– بسمة .. قوليلى مالك …
رفعت وجهها الشاحب وهى تجهش بالبكاء .. وعاتبته
– أنت عارف إنت عملت ايه ؟! ولا أنت كتر  الحرام عمى عينك وقلبك .. وخلاك تنسي إنك طلقتنى … 
ثم تقطعت انفاسها المتحسره
– ازاى !! ازاى  … أنا عقلى كان فين طيب .. 
ثم صرخت جازعة
– انت ازاى تعمل كده … 
اطمئن قلبه قليلا عما كان يقلقه ويخشاه وظنه بأن حُبها تسرب من نوافذ غيابه .. فتمالك اعصابه مسح رأسها
– اهدى وهنتكلم … 
وقفت مبتعدة عنه وصاحت
– تانى ؟! هتضحك عليا تانى وترمينى تانى … وانا هصدقك تانى ؟! اى ما بحرمش ؟! 
ثم انحنت وقلبت الطاوله بما عليها وانفجرت 
– انت بتعمل فيا كده ليه !!.. كل ما يجيبك الشوق لبسمة تيجي لها وتلاقيها .. كل ما تلاقي نفسك فاضي ومش لاقي حاجه تعملها تروح لبسمه .. !! بتعذبنى ليه .. ليه كل ما اتخطاك الاقيك قدامى وبتعاندى … وكل مرة اجيلك فيها ترفضنى !! أنت مش واخد بالك إنى بتدبحنى بسكينة تلمه فى كل مرة … 
ثم جثت على ركبتيها أمامه وخرج سؤالها ممزوجا ببكائها
– أنت بتعذبنى كده ليه !! ياخى ما بصعبش عليك ؟! 
صمتت للحظة محاولة استيعاب ما فعلته ، والفاحشة التى ارتكبتها 
– هى حصلت الحرام يا زياد .. انا !! انا مين جابنى هنا وليه ….
ثم وجهت إليه اتهاماتها شاردة 
– انت … انت جبتنى هنا عشان تكسرنى قدامك وتثبت ليك وليا إنى مش هينفع اعيش مع حد غيرك !! صح ؟! عاوز تذلنى وتنتقم من اللى عملته فيك … !! 
ثم هزت رأسها معاتبه وبصوت متقطع
– كان فيه الف طريقة تنتقم منى بيها غير الحرام  … وانت ؛ وانت عارف ومتأكد أنك نقطة ضعفى الوحيده ..
هبط زياد من فوق الاريكه لمستواها وجلس نفس جلستها وضم رأسها الى صدره ومسح على رأسها وتحدث بصوت خفيض 
– الاول اهدى .. اهدى ؛ مفيش حاجه حرام حصلت .. اطمنى ..
ابتعدت عنه متسائله
– يعنى إيه .. 
احتضن كفوفها واطال النظر فى عيونها 
– انا رديتك من يومين يا بسمه .. 
ثم لحق نفسه قبل أن تنفجر به واكمل
– عارف إنه مش من حقى ، بس انا خوفت تضيعى منى للمرة الاخيره واعيش ندمان عليكى العمر كله … 
ألجمها برده الغير متوقع فسحبت كفوفها من يداه واستدارت لتجلس ارضا مستنده بظهرها على الاريكة .. وغمغمت بذهول 
– رديتنى !! 
جلس نفس جلستها ولكنه ثنى ركبته اليسري وبسط ذراعه عليه وتابع بوخزات الندم 
-جربت الحب مع بنات بعدد شعر راسك … بس تعرفى عمرى ما لقيت مع اى واحده زى اللى كنت بحسه معاكى !! 
اجابت ساخره ولازالت تحت تأثير صدمتها
– عشان كده كنت تدوس عليا بجزمتك .. 
– كنت غبى …… ااه يابسمة غبى مغرور ؛ كنت شايف إن الحياه فرص وانا ليه اضيع على نفسي الفرص دى كلها وارتبط بواحده بس !! بس تعرفى لما عملت كده ضعت انا وضاعت الفرص كلها وضعتى إنتى من ايديا .. 
أطلقت انظارها بحريه فى ارجاء المكان .. الى ان رست عنده ليخبره قلبها سرا (كيف اخبرك بان يدى تنام متكورة كل ليلة وهى تحتوى قلبى منذ أن رحلت !) … ولكنها صمدت وتابعت جلد ذاتها قبله 
– للاسف .. مش كل حاجة بمزاجنا !! فكرك إن الحياه كريمه لدرجة إنها  ممكن تدى الشخص أكتر من فرصة !! 
– على الاقل احاول ؛ مش هخسر المحاولة كمان .. 
ضحكت بوجع 
– هتحاول على حاجه مابقيتش موجوده؟! 
نظر إليها رافضة جملتها 
– إنت موجوده وانا موجود .. يبقي ايه تانى؟! 
عاتبه بعيونها اولا (كان عليك أن تتصور مدى إتساع الجرح وأنت تضرب في المكان ذاته ولا تُبالي ) 
– صح .. بس الثقه مش موجوده .. الحب اتحول لكره .. الامان عشش مكانه الخوف .. الوجع سكن قلبى لحد ما بقي ذريبة .. ذريبه ولا حد هيقبل يعيش فيها ولا أنا قادره انضفها عشان استقبل حد جديد فيها … 
فاضت عيونه بانوار التوسل 
– بلاش تصعبيها عليا يا بسمه … 
هزت رأسها رافضة بيأس 
– هى مش صعبة.. هى مستحيله .. تصرفاتك جابت النهاية .. 
تحرك زحفا ليجلس أمامها .. واكمل بلين لم تشهده عيناها من قبل … 
– ما باؤمنش بالنهايات… فى نظرى إن حياتنا كلها  بدايه ..  وبالاخص بدايات متتابعة ومستمر كل مرحلة بتسلم التانيه … واللى إحنا وصلنا له مش نهايه ، دى بداية … بداية لحياة جديده هنعيشها سوا ونبنيها زى ما رسمتيها إنتى وهديتها أنا .. 
فرت دمعة من عينيها 
– تفتكر هقدر اصدقك ؟! 
احتوى كفها ووضعه على صدره العارٍ .. ناحية قلبه خصيصًا 
– صدقيه هو .. مش هيكذب عليك .. 
لاول مرة تتحسس انتفاضة قلبه فاهتز كيانها كله حتى التقت اعينها المرتعشه بعيونه الثابته فتبادلت الحديث صمتًا ( لـى مع عينيك عهـدٌ … فـ هما لا يُكذبـان مثلنا..ولم يخشا احدًا كمـا نخشى نحن ارصفة الشوارع ) .. 
بللت حلقها واخفضت انظارها وهى تسحب كفها رافضه
– مابقاش ينفع .. 
فرت دمعه لاول مرة من عيناه
– اللى مابقاش ينفع بجد إن واحده غيرك تكون أم ولادى .. مش هينفع احضن واحده غيرك بعد النهارده لانى خلاص استسلمت واعترفت إنى ماليش بعد حضنك .. حضنك اللى ربنا حللهولى وحطلى فيه شهد الدنيا وانا اللى اتبطرت عليه .. اللى ما ينفعش إنى دموعى دى اللى نزلت عشانك وبس ماينفعش واحده تشوفها غيرك .. ههون عليكى تسيبينى مع واحده تانية تمرمطنى عمرى كله !! 
الغريب في الأمر أنّني ما زلت احبك ، رغم كل هذه الخيبات .. ثنت ركبتيها متأهبه للفرار ولكنه امسك بها وترجتها عيونه 
– ههون ؟! 
شردت للحظة متذكرة جُملة قراتها من قبل ( إذا ضمن أحدهم قلبك، سيضمن مغفرتك، وإذا ضمن مغفرتك،سيؤذيك بلا رحمة.) … اترفضه وتقسو على قلبها الذي لا تنجو من وجعه عمرا .. ام تطاوعه وتمد له يده المغفرة للمره التى لا تعد .. قلبها يريده وعقلها يكابر وظلت لدقائق فى صراعٍ بينهما الى أن اصابه اليائس من عفوها الذي لا يستحق .. فلا بأس تؤلمني احياناً وأحبك دائماً ????!
فرفعت انظارها الحائره إليه وسالته بخفوت
– هتقدر تطيب خاطرى بعد كل اللى انت عملته فيا .. 
لمعت عيونه بنور الدهشة .. والذهول لسؤالها الذي يحمل تذكرة سفر لجنان العفو .. والرضا عنه .. فباتت عيونه متراقصة امام عيونها باحثا عن اشارة تؤكد له ما وصله من مغزى سؤالها .. فاتسعت ابتسامتها شيئا فشيئا وتمتمت 
– للاسف مش هتهون عليا اسيبك لواحده غيري  تمرمطك !! 
بكل ما اوتى من سرور جذبها من كفها إليه لترتطم بسياج صدره ويحكم قبضته القويه على خصرها الذي اعتصره بذراعه متمتما 
– حقك عليا … ما عاش ولا كان اللى يكسر خاطرك بعد النهارده …. 
ثم دفن انفاسه فى شعرها ووعدها 
– وعد منى هعوض عيونك دول عن كل دمعه نزلت منهم بسببى .. 
فجري حلقها اخيرا واجابته بتنهيده محارب 
– وانا معَاك في حُزنك قبل سعادتك في تعبك قبل راحتك وايدي بايدك للابد…..
ثم استراحت على فخذيه وعانقته بضمة أم افتفدت ابنها فى الحرب وانتظرته لاعوام ولم يعد .. وحينما عاد كان شوقها قويا حد تمنيها ان تدسه بصدرها … 
خُلقنا بشَر, نُخطئ ونصيب .. نُجرب ونتعلّم ..نفشل وننجَح .. نحب ونخذل … ثم نعود كرة آخرى لان قلوبنا تستحق المحاولة لانه شخصا واحد الذي خُلق لتحبه ولتضئ معه ، كأنك ابتلعت القمر في قلبك .. ولانك اضعف من لعنة الرحيل فكم هو مُؤلم أن تتصنع الإبتعاد وأنت من الشوق تُكاد أن تنفجر .. نحاول ونعطى الفرص لان قلوبنا تستحق .. 
القلوب كالكنور لا تلتقى إلا مرة واحده بالعمر إن تلاقت …. 
■■■■■
– وديتى البت للموت يا نورا ؟! 
بالرغم من هزل نادية  وضعفها الا انها لم تتحمل ما قصته نورا عليها .. حيث وثبت كالفيضان القوى وهجمت على رأسها حتى اسقطتها فى منتصف فراشها صارخه ..
– هيقتل البت … ومش بعيد يقتل خالد ولدى … ليه ليه تعملى كده وانتى ادرى واحد بشره وسمه ..
صرخت نورا متألمه من قلبها قبل جسدها 
– هددنى … وقال لى هياخد ولدى منى ويرمينى .. وانا مقدرش استغنى عن ولدى ..
فواصلت ناديه ضرب  بكفها 
– تقومى تسلميها للتعبان عشان مصلحتك .. غبيه .. غبيه .. 
توسلت نورا إليها صارخه
– اعمل ايه  يعنى .. ماانتى عارفه إنى مفتري … 
ثم اعتدلت وهى تمسح دموعها 
– المهم .. انا سمعته وهو بيقول للغفر هنطلعوا على اسكندريه .. وخد مهجة وفجر معاه  ..
لطمت ناديه بحسرة على خديها وفخذيها وهى تدور حول نفسها بقلة حيله .. ثم قفز فى راسها مجدى .. واستدارت اليها 
– فين محمولك يابت … انطقى .. فين  نلحق عملتك المنيله دى …
يتبع..
لقراءة البارت التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
لقراءة الجزء الأول من الرواية : اضغط هنا

اترك رد