روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الرابع والثلاثون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الرابع والثلاثون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الرابعة والثلاثون

ليس هناك حب خالص دائم ليس به مصلحة ولا يعوض مثل حب الأخوة لبعضهم البعض ،فصدق الله حين قال ( ينشد عضدك بأخيك )
……
جاد : ياريت جاسر أخوى يسيب البت حسنية دى ، عشان هى السبب فى اللى حوصله ده.
زفر جابر بغضب : ايوه ياريت يبعد عن البت دى ، بس خايف يكون عليه ذنب لو قولتله طلق مرتك .
فعقد جاد حاجبيه مردفا: ذنب كيف ده ؟.
ده انت عتاخد ثواب فيه والله يا اخوى.
دى ولية شرانية وجليلة الحيا وعتعمل**
قطع جابر حديثه بقوله : استغفر الله العظيم ، بيكفى كلام عينيها والله الهادى ، إحنا منجصنيش ذنوب .
جاد : ماشى يا اخوى بس ياريت بس يطلجها ونخلص منيها ومتجولش حرام ده انت حكتلى بنفسك حكاية سيدنا ابراهيم لما راح زار ابنه سيدنا اسماعيل ومكنش موجود ساعتها ، وسئلها عن حالها ؟
راحت اشتكت وقالت الحالة صعبة وعايشين فى فقر .
فسيدنا ابراهيم قالها : لما يرجع إسماعيل قوليله غير العتبة .
وبعدين مشى وسابها
ولما رجع زوجها قالتله أن سيدنا ابراهيم جه وسئل عليه وقالت له أنه بيقولك غير العتبة .
ففهم أن أبوه عايزه يطلقها لأنها زوجة مش كويسة .
ولما رجع بعد سنة سيدنا ابراهيم يسئل عليه لقى زوجة تانية غيرها ، فسئلها عن الحال ، قالت : فى خير ونعمة .
فقال لما يرجع أسماعيل قوليله يثبت العتبة .
فابتسم جابر وقال : ايوه عنديك حق يا جاد ، هقوله وربنا يهديه ويطلجها ويبعد عنه شرها .
جاد : يارب .
جابر : طيب يلا جوم بينا عشان عنفوت على المحامى الأول نتفاهم معاه على موضوع الكفالة ده ، ويخلينا ندخل نشوفهم ونطمن عليهم .
فأومأ له جاد وسارع معه إلى المحامى ومن ثم إلى مديرية الأمن ليطلب المحامى الإفراج عن المتهم جاسر حمدان الجبالى مقابلة كفالة خمس الاف جنيه .
ثم أخذ تصريح بالزيارة ، وتم بالفعل الموافقة .
ففرح جابر وذهب مسرعا إلى السجن ليبشر جاسر بالإفراج عنه مؤقتا لحين الإنتهاء من سير القضية .
وعندما إستدعى وكيل النيابة جاسر وحمدان من أجل الزيارة حدثوا بعضهم البعض .
جاسر : يا ترى مين اللى عبرنا وچه يزورنا .
حمدان : هنشوف دلوك يا ولدى .
وبالفعل وصلوا بالفعل إلى غرفة وكيل النيابة ليتفاجئوا بوجود جابر وجاد .
فاتسعت عين حمدان ثم ذرف الدموع سريعا ومد ذراعيه إليهم قائلا : ولادى حبايبى ، وحشتونى جوى جوى .
فأسرع إليه جابر وجاد يبكون فى أحضانه ويبكى معهم.
أما جاسر فوقف مطأطأ الرأس حرجا مما فعله معهم ، لا يدرى ما يقول .
أجاب جابر والده بقوله : وأنت وحشتنى جوى يا بوى ، طمنى عامل إيه وصحتك بخير ؟
حمدان : الحمد لله يا ولدى ، إدعيلى بس أنت بحسن الختام وان ربنا يسامحنى ويتوب عليه .
فابتسم جابر وأجابه : أبشر يا بوى ، ده ربنا عيحبك .
إتسعت عين حمدان غير مصدق قائلا : عيحبنى أنى بردك يا جابر ، ده أنا ياما عملت وسويت .
جابر مؤكدا : خابر يا ابوى بس بجولك عيحبك ، عشان سبحانه وتعالى بيقول فى كتابه العزيز ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) .
فبكى حمدان حتى ابتلت لحيته وبكى جاسر الذى قال بخفوت : تفتكر كمان أنا يا اخوى ربنا عيحبنى لو توبت.
فأقترب جابر منه وربت على كتفه بحنو قائلا : ربنا بيحب كل اللى بيرجع إليه بس المهم تكون صادق بينك وبين نفسك يا اخوى .
رفع جاسر عينيه بحرج : طيب وأنت مسامحنى ثم أشار إلى جاد بخجل : وانت كمان يا جاد مسامحنى .
فتعلق الاثنان به واحتضنوه قائلين : ايوه ، أنت أخونا والدم عمره ما كان مية .
ثم أبتعد جابر قائلا : وعندى ليك خبر حلو جوى ، عترچع معانا دلوك .
تجمد جاسر مكانه وقال بتلعثم : عتجول ايه ؟
كيف أعاود معاكم وأنا على ذمة القضية لسه ؟
جابر : عتخرج بكفالة مؤقتا لغاية ما تتحكم فى القضية بس ان شاءالله يكون حكم مخفف بإذن الله .
تنهد جاسر بحرارة قائلا : ياااه قد أكده انا كنت وحش جوى ، وانت كويس جوى يا جابر عشان بتعمل كل ده عشانى وأنا مستهلش ده .
ليبكى مجددا قائلا بنحيب : سامحنى يا اخوى
جابر : يلا عاد بيكفى بكى وحضر نفسك عشان تخرج معانا ، بعد ما تعمل شوية إجراءات أكده .
بس فيه حاچة أكده عايز أجولك عليها الأول .
جاسر : حاچة ايه ؟
جابر بحرج : انت خابر ان اللى حوصل ده كان بسبب مرتك اللى أنا حذرتك منيها قبل ما اتچوزها .
فطأطأ جاسر برأسه واومأ بها .
جابر : يبجا كل واحد يروح لحاله أحسن يا اخوى وربنا يعوضك ببنت حلال تعينك على الحلال أحسن ولا أنت كيفك منها برده ؟
فقبض جاسر على يديه بغضب قائلا : كيفى منها !!
_ لا يا اخوى هى انتهت باللنسبالى خلاص وعطلجها بس أخد الأول بتارى منيها .
جابر بصدمة : كيف ده ؟
_عايز ترچع السجن تانى برچليك ،ده إحنا لسه مخلصناش من الوقعة دى .
جاسر بتصميم : مهو أنا مش عسبها أكده بالساهل تفلت بعملتها .
فترجاه جابر : الله يرضى عنك يا اخوى ، سبها واهتم بنفسك أولى وقول يارب .
فطالع حمدان جابر بإمتنان واومأ إليه برأسه قائلا : انت الخير الوحيد فى حياتى يا ولدى ودعوة أمك الحلوة، ربى يحفظك وتفرح بولدك .
جابر : ربنا يخليك ليه يا ابوى .
بس حاول تعقل ولدك .
حمدان : ياما كلمته يا ولدى ، بس رأسه وألف سيف يعملها .
جابر بآسى : أستر يارب .
لتتم بالفعل الإجراءات ويخرج معهم جاسر ، يستنشق هواء الحرية مرة أخرى .
ليتركه بعد ذلك جابر بعد أن حذره مرارا وتكرارا من أن لا يصيب زوجته بأذى ويكتفى بتطليقها ووعده هو بذلك حتى تمر قضيته بسلام وأقل عقوبة .
وبالفعل إتجه جاسر إلى بيته بمشاعر مضطربة ، لا يدرى ما يفعل إن رأها أمامه ، هل يبطش بها لما فعلته معه ، أم سيضعف أمامها ، لإنه فى قرارة نفسه مازال يحبها وإن أنكر ذاك أمام جابر ولكن لا سلطان على الهوى .
وعندما أقترب جاسر من منزله ، رأى حسنية تخرج وتضع وشاحا على وجهها ثم أخذت تتلفت يمينا ويسارا .
فانقبض قلب جاسر بعد أن حدثه قلبه إن من وراء فعلتها تلك مصيبة .
لذا إختبىء سريعا حتى لا تراه ،ثم سار من ورائها خُفية ليعلم إلى أين تذهب تلك الحية ؟
فما عساك أن تفعل أيها الحبيب المغفل عندما ترى بأم عينيك خيانتها لك ؟
******
أخفض زرارة صوته عند الحديث مع رضوان الذى أصر على معرفة أخبار حمدى وقمر .
فضحك زرارة وهمس له يصوت منخفض ولكن كانت أذن مسالم معهما .
زرارة : حمدى يا سيدى عايش حياته فى الشقة اللى أجرناهله ، ما أنت خابر اللى فى *** .
رضوان : ايوه خابرها دى شقة الدور الأرضى عشان لو الحكومة كبست يفلت من المنور على طول للشارع الورانى .
وطبعا هايص مع البت حسنية مرت جاسر ، طول عمره نفسه دنية الراچل ده .
زرارة ساخرا : اه يا واد عمى ، وجال ايه عايز يتچوزها ويخلف منيها.
حد بردك يخلف من واحدة دايرة على حل شعرها ،دى مسبتش راچل الا وعاشت حياتها معاه , حتى محسوبك كمان .
فضحك رضوان وغمزه بمكر : اه يا نمس ، بس صراحة البت حسنية مهلبية .
بس جولى كيف عملتها وأنت لساك كنت مع البت قمر ؟
_ بس صوح عاد نسيت أسئلك هى أستحملت على كده ولا فطست منيك .
فزفر زرارة بضيق : متفكرنيش بجا ، ده أنا زعلت عليها جوى ، مستحملتش ونزفت لغاية ما ماتت .
فاتسعت عين رضوان بفزع : ماتت !!
أهو ده اللى كنت خايف منيه وجولتلك بلاش يا واد عمى .
زرارة : اللى حوصل بجا .
رضوان : وعملت ايه فى جتتها؟
زرارة : لجحتها فى حتة مهجورة أكده آخر البلد .
إرتجف جسد مسالم عند سماعه أن قمر ماتت بتلك الطريقة البـ.شعة ، فاجتاحت جسده برودة كأنه على مشارف الموت وأخذ يهذى : لا يمكن ، لا قمر مماتش .
مماتش قمر .
قمررررررررر
ثم قام منتفضا وصرخ وهو يشهر سلاحه: اااااه يا كلاب .
عموتكم كلكم وعموت حمدى .
ليفزع زرارة ورضوان عند رؤيته وصاحوا : مساااالم .
يا ليلة سوخة ، روحنا فى داهية .
ليشير زرارة إلى رضوان بخوف : أجرى يا رضوان ، قبل ما يخلص علينا .
فأسرع الاثنين فى الركض ، ومسالم من ورائهم يطلق النار حتى فزع من كل الشارع .
وقام أحد الرجال فإبلاغ الشرطة عن ما حدث ، لتبعث فى ذلك دورية شرطة للبحث فى الأمر .
ولكنها لم تجد أحدا .
فمسالم قد إبتعد بسبب ركضه وراء رضوان وزارة ولكن بسبب إجهاده وضعفه لقلة الطعام لم يستطع اللحاق بهم .
وسقط على الأرض يلهث ، يحاول أن يأخذ أنفاسه بصعوبة وصدره يعلو ويهبط .
ودموعه لا تتوقف ويهذى بإسم قمر .
_ لا مماتش قمر ، مماتش .
أنا جلبى حاسس إنها عايشة.
بس فينك ،فينك يا قمرى .
_ وصدجينى مش عيرتاح ليه بال غير لما أخد بتارك بيدى وعكتلهم كلهم وأولهم شيخ المنصر * حمدى * .
ليحاول الأعتدال بصعوبة ويسير إلى مكان تلك الشقة التى علم مكانها من زرارة .
********
أراد براء أن يجمع معلومات عن تلك السيدة التى اصطحبها فريد فى سيارته ، لذا إنتظر حتى غادروا ثم اتجه إلى حارس البناية وسئله عنها بمكر قائلا :
_ بجولك ايه يا بلدينا ، هى الهانم اللى نزلت دلوك مش بردك الدكتورة منال .
فضحك الحارس قائلا : دى بردك أشكال دكاترة يا بلدينا .
دى الست شاهندة سالم العمرى ، ست لامؤاخذة عايشة حياتها بالطول والعرض وايشى لبس ودلع وسهرات مع البيه اللى بيجلها ده كل وقت والتانى .
براء : والله وأنا كنت بحسبها دكتورة ، تشكر يا بلدينا .
سلامو عليكو
ليغادر بعدها إلى شقته ، ليبحث عن هوية تلك المرأة ، ليتفاجىء بما ظهر له .
_ شاهندة ابنة رجل الأعمال سالم العمرى الذى يقطن فى الأمارات ، وهو يخفيها عن الجميع لأنها من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا تعيش معه بل تركها فى مستشفى للأمراض النفسية الخاصة من أجل مظهره العام فى المجتمع .
فشهق براء : احتياجات خاصة ايه ، دى چاموسة متحركة .
ومستشفى مجانين ايه ،دى شكلها أعقل منى !!
ليترك الحاسوب ويمسد على شعره ليصيح : البت دى مش دوكها ، دى بت شكلها وراها مصيبة وأنا لازم أعرف هى مين ؟
******
عادت بانة إلى القصر بقلب منفطر على حالها ، بعد أن تشوه وجهها وجسدها وانقلب السحر على الساحر ودفعت تمن غرورها ومكرها بثمن غالى وخسرت جمال وجهها وأصبحت بوجه مشوه لا يستطيع أحد النظر إليها من دمامتها .
واستقبلتها زهيرة بعد عادت لوعيها ولكن مازالت الصدمة تظهر جليا على وجهها وعندما رأتها على هذا النحو بكت بكاء شديد واحتضنتها .
بانة بنحيب وقهر : شوفتى ياما اللى حصولى ، خلاص أنا مبجتش أنفع ومحدش هيقدر يبص فى خلجتى وهعيش محبوسة فى أوضتى لاخر العمر .
يارتنى كنت موت قبل ما أشوف اليوم ده .
ثم إستطردت بإتهام وقلب مازال يحمل الكثير من الكره والحقد رغم ما حدث :
_ بس لازم تجبولى حقى ياما من اللى عملت فيا أكده ياما .
_لازم تتحبس ، لا تتحبس إيه ، دى لازم تتعدم.
وهنا صاح باسم من ورائها : بزيادكِ عاد افترى على خلق الله يا بانة ، وبيكفى اللى حصلك من تحت راسك وكرهك للناس .
فابتعدت بانة عن حضن زهيرة وعقدت حجابيها بغضب وصاحت بحدة : أنت عتصدق البت دى وتكدبنى أنا يا اخوى !
باسم : لا أنا مصدق اللى شوفته بعينيه ، ثم أخرج لها الفيديو .
لتفزع عندما شاهدت نفسها تنفذ جريمتها ، فارتبكت ولم تدرى بما تدافع عن نفسها بعد أن اكتشف أمرها ، فلم تجد سوى الهرب ، فركضت إلى غرفتها باكية .
ثم وقفت أمام المرآة لترى وجهها المشوه ، فصرخت وقامت بقذف المرآة بالمزهرية للتتهشم فى الحال
ثم ألقت بنفسها على التخت باكية تعاتب نفسها بندم : أنا ايه اللى عملته فى نفسى ده !!
_ ليه أكده يا بانة ضيعتى نفسك ، بعد ما كنتِ عندك كل حاچة
المال والجمال زوج عيحبك وچبتى الولد كمان .
وفى لحظة ضاع منك كل حاچة ، حتى ولدك مش عيجدر يشوفك أكده عيصرخ ويتفزع منيكِ.
_ أنا حاسه كأنى بحلم وده كابوس أكيد ونفسى أجوم منيه .
أما زهيرة التى إزاداد بكاؤها لحزنها على فلذة كبدها وما حدث لها ،فاحتضنها باسم ليهدىء من روعها .
زهيرة بنحيب : أختك ضاعت أكده يا ولدى خلاص ، ربنا يسامحها هى اللى عملت أكده فى نفسها .
باسم : الله يهديها ياما ، سبيها مع نفسها شوى ، عشان تفكر فى اللى عملته يمكن تندم وترجع بانة بتاعة زمان مش بانة دلوك اللى مش شايفة حد غير نفسها وبس واهو كله طلع عليها وخسرت كل حاچة .
ابتعدت عنه زهيرة: بس يا ولدى صعب جوى اللى هى فيه ده .
مينفعش أى حاچة تعملها ولا تسافر بره عشان شكلها يرچع كيف زمان .
تنهد باسم بألم قائلا : مش بالساهل طبعا ياما ، واكيد عتحتاج عمليات ممكن تاخد سنين وممكن تخفف شوية من نسبة التشوه لكن لا يمكن ترجع كيف الأول .
فبكت زهيرة : يا جلبى عليكِ يا بتى .
ثم استمع باسم لصوت ملك تمشى وراء عزة التى تحمل ريحانة وتنهرها بقولها : لو سمحتى مينفعش أكده تنزلى بالبت ، عتستهوى ، حرام عليكِ .
أطلعى بيها فوق الله يكرمك .
لتلفت لها عزة وقد رفعت حاجبيها مردفة بسخط : يوووه ، أنتِ زهجتينى يا ملك .
كل شوية اعملى أكده ، متعمليش أكده وكأنى مش أمها ولا بخاف عليها .
ملك : لا يا ستى أمها وكل حاچة بس دى يا حبة عينى لساها جطعة لحمة مهتتحملش .
عزة بتجهم : ملكيش صالح ، ومتخافيش أنا مدثراها كويس .
طالعهم باسم بحنق هما الأثنين وحدث نفسه : وبعدين بجا فى المشاكل اللى مهتنتهيش دى ، أنا زهجت .
وشكل أكده عتچوز واحدة تالتة عشان تدلعنى بدل التنين اللى عينكدوا عليه دول كل شوية .
ثم جاءه إتصال من المهندس المشرف على المستوصف الخيرى فأجابه : أيوه يا باشمهندس ، ايه الاخبار ؟
المهندس : كله تمام يا دكتور ، والحمد لله كده خلصنا الشغل وكمان المعدات وصلت على التركيب .
وتقدر دلوقتى لو فاضى ، تيجى تشوف بنفسك .
فابتسم باسم برضا رغم حزنه على براء وبانة قائلا : طيب خير الحمد لله ، ربنا ينفعنا بيه .
_ انا هاجى حالا ، ليغلق معه ثم أشار إلى عزة :
_ ممكن يا دكتورة عزة ، تيجى تشوفى المستوصف عاد معايا عشان خلاص أكده خلص ، ونحدد مع بعض امتى عنبتدى الشغل .
فابتسمت عزة قائلة : مبارك علينا يا باسم ، ربنا يجعله فتحة خير ان شاء الله.
_ وماشى ثوانى هجهز وعروح معاك.
ثم ضمت ريحانة وقبلتها مردفة : يلا بينا يا رورو تشوف مستشفى بابا ، وعقبال لما أشوفك دكتورة وتشتغل فيه بنفسك .
لتفزع ملك قائلة : أنتِ إتجننتِ إياك !!
_ عايزة كمان تخرجى بالبت فى الچو ده ، لا يا حبيبتي هاتيها انا عجعد بيها لغاية ما ترچعوا بالسلامة .
فزفرت عزة بضيق : وبعدين معاكِ بجا ، ما الناس عتخرچ بعيالهم عادى .
فتدخل باسم لينهى الشجار : معلش يا عزة سبيها عشان فعلا إحنا ممكن نغيب بره والبنت هتجوع وتبكى وتحتاج تغير حفضتها فمش هتتفع فعلا تيجى معانا.
فحركت عزة رأسها بإيماءة واجابته : أكده ، ماشى يا دكتور .
لتعطيها إلى ملك التى أخذتها منها بلهفة وضمتها لصدرها واسرعت بها إلى أعلى نحو غرفتها لتعتنى بها ، بعد أن أصبحت جزء لا يتجزأ منها وكأنها هى من أنجبتها .
******
كان حمدى فى انتظار حسنية بلهفة وأخذ يدور حول نفسه متسائلا : هى البت دى أتأخرت كده ليه ؟
_ طيب أنا هشغل نفسى شوية فى تحضير الوكل وكوبيتين بوظة عشان يفتحوا النفس عقبال ما تيچى عشان لما تيچى منضيعش وقت وندخل على المفيد وأحلى بـ المهلـ.بية دى .
فأخذ يدندن بعض الاغانى وهو يأتى بالطعام من المطبخ ويضعه على المائدة ويتراجص مع كلمات ما يدندنه :
_ “عَنْتَر ابْنَ شَدَّادٍ أَنَا خَارِج عَنِّي النفسنه
شَاغِلٌ بَالِي بحالى
دَه أَنَا دَه أَنَا أَنَا بُرْنُسٌ شُوف الدنجله”
وظل هكذا حتى وصلت حسنية وطرقت الباب بخفة .
فابتسم حمدى وصفق بيديه مرددا بمرح : أهى چتلك الحب يا ولا .
ليسرع إلى الباب ثم نظر فى بادىء الأمر من العين السحرية ليتأكد إنها هى وعندما تأكد صاح بصوت خافت : عفتح اهو يا جلب حمدى .
ففتح الباب وطالعها بلهفة ليهمس لها : اه يا بت أتوحشتك جوى جوى .
حسنية بدلال : وأنت كمان يا جلبى .
ثم أغلق الباب سريعا .
ليرى هذا المشهد ذلك البائس * جاسر * من بعيد ويسمع صوتها ، فاتسعت عيناه من الصدمة وشعر أن السموات والأرض قد انطبقت على رأسه ، فلم يستطع التنفس للحظات وأخذ صدره يعلو ويهبط .
ليصرخ بعدها : اااه يا خاينة ، بعد كل اللى عملته عشانك ، عتخونينى مع الكلـ..ب ده .
ثم ضرب على مقدمة رأسه قائلا : ومش بعيد تكونوا أنتم الاتنين اتفقتوا عليه ووشيتوا بيه للحكومة عشان ياخدونى ويخللكم الچو وعشان أكده طلبتى الطلاج على طول .
يعنى مش بس خاينة ، لا بعتينى بالرخيص كمان .
_ ده أنا هشرب من دمك أنت وهو دلوك .
ثم أخذ يتلفت من حوله ويفكر قليلا بما يقتـ..لهما وهو ليس معه شىء .
حتى وجد فأس ملقى بجانب الطريق ، فابتسم بشر وتلونت عينيه بالحمرة بعد أن تجسد الشيطان فى جسده .
ثم ذهب إليهم وأخذ يدور حول الشقة حتى يرى مدخل يتسلل منه إليهم ، فلم يجد سوى تلك النافذة المتهالكة من الخشب ، فحاول فتحها ببطىء حتى لا تصدر صوتا يلفت النظر ، بينما كانت أصوات ضحكاتهم فى الداخل تتعالى .
حمدى بعشق : صراحة يا بت انا مش خابر ، أنتِ عملتى فيا إيه بحلاوتك وشجاوتك دى .
أنا بجيت أعشجك ومجدرش أبعد عنك ولو للحظة واحدة .
حسنية بدلال : وانا كمان جوى يا سيد الناس وحبيب جلبى وروحى أنت يا حمدى .
فغمزها حمدى وعلق بلسانه شفتيه قائلا : اه منك ومن كلامك الحلو .
فازدادت ضحكاتها ودلالها فصاح : اااااه يا جلبى اللى جايد نار .
من حبك يا بت .
ومع كل رنة لصوت ضحكاتهم وكل تنهيدة تخرج منهم كانت كالرصاصة فى قلب جاسر تفتك بقلبه .
حتى إستطاع بيد مرتعشة أن يفتح النافذة ثم حمل الفأ.س ، ودلف للداخل بخطى خفيفة حتى وصل إلى غرفتهم وظهرت الصدمة على وجهه لرؤيته لهم .
فصرخ : اااااااه يا فا.چرة .
فانتفض حمدى وقام سريعا و صاحت حسنية بذعر : جااااااااسر .
جاسر بقهر : ايوه جاسر المغفل يا خـ..اينة.
جاسر اللى رمتيه فى السجن عشان تاخدى راحتك مع حمدى .
فابتلع حمدى لعابه بخوف وهو يرى جاسر يقف يحمل الفأ.س فى يديه والشر يتتطاير من عينيه ، فحاول تهدئته : أهدى أكده يا جاسر , ولى عايزه أنا هعمله .
أنا مستعد أديك مية ألف جنيه حتة واحدة ، بس تطلق حسنية وتهملنا وتشوف حالك أنت بعيد عنينا .
فضحك جاسر بهيسترية ثم عقد حاجبيها وهمس بصوت يشبه فحيح الأفعى: مية ألف چنيه وحتة واحدة .
_ لا متستهلش أنا عايز بس چنيه منيهم ،معاك !!
فتعجب حمدى من قوله ولم يدرى بما يقول .
وبكت حسنية وترجته قائلة :وحياة أغلى حاچة عنديك يا چاسر تسامحنى ، معلش غصب عنى والحب مش بيدى .
وأنا حبيت حمدى ، فطلجنى وأنت دور على بت الحلال اللى تسعدك .
جاسر بغضب : من چهة هدور فهدور يا بت ، بس لما أخـ.د روحك الأول أنتِ وهو .
فصرخت حسنية : لااااا يا جاسر ، أنت طيب ومهتعملهاش ، يهون عليك حسنية .
فابتسم بمرارة وحرك رأسه وقال بسخرية : اه تهونى .
فقفز فوق التخت بحركة سريعة وهوى على رأسـ…ها بالفأ.س فـ….شقه نصفين ، فاندفعت منها الدمااااء وتحول التخت إلى بحيرة من الدماء .
ليفزع حمدى عند رؤيتها هكذا وارتجفت أوصاله وحاول الهرب ؟
فهل سينجح ويهرب ؟
أم للقدر رأى أخر .

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *