روايات

رواية براءة القلب الفصل السادس 6 بقلم سهيلة تامر

رواية براءة القلب الفصل السادس 6 بقلم سهيلة تامر

رواية براءة القلب البارت السادس

رواية براءة القلب الجزء السادس

براءة القلب
براءة القلب

رواية براءة القلب الحلقة السادسة

صعد عمر ومعه لميس والاولاد إلى غرفتها مره اخري وعندنا دلف وجد مريم ترقد على الأرض تبكى .. تبكى فقط …
أصاب عمر الذعر عندما رآها هكذا فأسرع إليها : مريم ! مريم سمعانى
لم تجيب وظلت تبكى فصرخ عمر مناديا على الطبيب …
قالت لميس : شيلها من الأرض يا عمر لحد ما الدكتور يطلع .
حملها عمر ووضعها على الفراش وقال بقلق : مريم بالله عليكي اتكلمى حصل ايه .. مريم !
مريم لا تجيب تبكى وتاركه القلق يفتك بهم ..
اتى الطبيب مسرعا وسأل : حصل ايه مش هى كانت كويسة دلوقتى .
عمر : مش عارف انا نزلت تحت و طلعت لقتها نايمة فى الارض بتعيط ومش بترد ..
بعض دقائق تحدث الطبيب : ده انهيار عصبى يا استاذ عمر .. انا أعطتها مهدئ وان شاء الله هتبقى كويسة ..
عمر باستغراب : انهيار عصبي .. ازاى انا دى كانت كويسة .
الطبيب : دى حاجه مقدرش اقولها بس حاول تعرف ايه حصل معاها هيكون افضل .
تنهد عمر قائلا : حاضر يا دكتور أما تهدئ ان شاء الله هعرف ..
خرج الطبيب وترك عمر فى حيرة من أمره ..
اقتربت لميس وسألت عمر : تتوقع حصل ايه يا عمر مش انت بتقول كانت كويسة

 

 

قال عمر بحيره : كانت كويسة وفضلنا انا وهى نتكلم وبعد كده نزلت اجيبك و سبتها تكلم اخوانها ….
صمت عمر قليلا ليقول : اكيد حصل حاجه بينها وبينهم دى الحاجه الوحيده اللى ممكن تزعلها لان مفيش حاجه حصلت غير أنها كلمتهم
لميس : ممكن فعلا … ان شاء الله خير احنا نستنى اما تفوق ونتكلم معاها .. متقلقش يا عمر هى هتبقى كويسة
عمر : ان شاء الله خير يا لميس
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
انتهى الإخوة من تغسيل والدهم ليقفوا معا كتف جوار الآخر .. يستقبلوا التعازى من الجيران والأصدقاء …
سأل معتصم : الدفنه بعد صلاة العشاء مش كده.
وائل : اه ان شاء الله تكون مريم جت
كريم : مين فيكوا كلمها .. اكيد مريم منهاره ومحدش فينا معاها
معتصم : علياء كلمتها و أن شاء الله اما تيجي هنا هنطمن … واسمه ايه ده معاها اكيد مش هيسبها
………
كانت علياء تجلس بين النساء وكان كل واحدة منهن تسأل عن مريم ! … وعلياء كان القلق يأكل قلبها بعدما أغلقت مريم ولم تجيب مره اخره ولم تظهر بعد ..
أمسكت هاتفها مره اخره وطلبتها .. جرس …جرس … . ها قد فُتح الهاتف لتقول علياء : مريم .. حبيبتى انتى كويسة ؟
أتى صوت عمر قائلا : حضرتك مدام علياء زوجة معتصم مش كده .
زاد قلق العلياء لتقول : اه … هى مريم فين ؟
صمت عمر قليلا ليقول : مريم تعبانة شوية ارجوكِ قولى حصل حاجه بيها وبين حد من اخوانها
قالت علياء نافية : لا طبعا .. بس ..
عمر : بس ايه ؟
علياء : والدها .. والدها اتوفى النهاردة .
صدم عمر مما سمعه ليقول : ربنا يرحمه
علياء : يارب .. بالله عليك مريم احتمال تدخل فى انهيار خليك معاها وتعال هنا احنا هنعرف نتعامل .. تعالوا بسرعه الدفنه بعد صلاة العشاء ..

 

 

عمر : حاضر .. حاضر متقلقيش مسافة الطريق …
اغلق عمر الهاتف ونظر إلى لميس التى نهضت متسأله : عرفت حاجه
تنهد عمر بحزن وتحدث : والدها اتوفى
صدمت لميس هى الأخري ونظرت إلى مريم المسكينة بتقول بحزن شديد : ربنا يصبرها .. فراق الاب وحش .. وحش اوى
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
كان مروان يجلس بمنزلة لاول مره من دون زوجته وأولاده ….
لا يعرف ماذا حدث له كيف تحول من ذلك الرجل العملى العاشق لزوجته وأولاده … إلى ذلك الرجل المهمل … الذي عنف زوجته ..
ارتفع رنين هاتفه فنظر إليه ليجد رقم ابنه سليم ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهه ليجيب : سليم حبيبى عامل ايه وحشتنى اوى
إجابة سليم بإقتضاب : انا الحمد لله يا بابا .. انا بس حبيت اقولك كلم عمو عمر لانه زعلان بسبب اللى انت عملته فى طنط مريم … وكمان طنط مريم والدها اتوفى وهى تعبانة اوى وشوية و هنروح عند بيتها مع عمو ..
اغلق سليم الخط وترك والده يغرق مع ضميره ..
حاول مروان الاتصال بعمر ولكن لم يجيب فقرر الذهاب الى المستشفى مباشرة .
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
مر بعض الوقت وبدأت مريم تفوق من أثر المهدئ فاقترب عمر منها ليقول : مريم انتى كويسة .
نهضت مريم من فراشها وصرخت بوجهه : ابعد عنى .. ابعد
ابتعد عمر عنها قال محاولا تهدئتها : استنى انتى لسه تعبانة الدكتور هيجي دلوقتى و هيخرجك
وقفت مريم قباله والدموع تنهمر من عينيها : ملكش دعوه بيا … سبني فى حالى
اقتربت لميس منها وكانت تبكى هى الأخري لتقول : البقاء لله يا مريم هو فى مكان افضل دلوقتى
اترحمي عليه ..
صرخت مريم : لا بابا لسه عايش .. اكيد علياء بتعمل فيا مقلب زى كل مره بس المره دى مش هسامحها ابدا .. ابدا
اتجهت مريم ناحية الباب وخرجت منه ليمسك عمر يدها : استنى اوصلك يا مريم مش هينفع تروحى لوحدك
سحبت مريم يدها ودفعته بعنف ورفعت اصبعها بوجهه قائله بغضب : ابعد عنى .. واوعى تفكر تلمسني مره تانية .. فاهم ولا لأ

 

 

أكملت مريم سيرها ويتبعها عمر والبقية لا يقتربون حتى لا تصرخ بهم … حتى خرجت مريم من باب المشفى لتجد أمامها مروان ضحكت بشدة وقالت : اهو المجنون بتاعكوا جه ..
اشار عمر إلى اخيه بألا يتحدث وتابعت مريم سيرها حتى وصلت إلى سيارة اجره فقال عمر : لميس بالله عليكي روحى معاها واحنا هنكون وراكوا متسبيهاش لوحدها .
تركت لميس الأولاد وذهبت خلف مريم التى صرخت بها ولكن سمحت لها بأن ترافقها الى منزل والدها …
و اتبعهم عمر ومروان بالسيارات
…………………………………………………………………………………………………………………………..
كانت مريم لا تصدق كأنها غائبة عن العالم .. وكيف تعيش بعدما رحل عن عالمها … كانت مريم غاضبة من والدها ولكن ستسامحه بالطبع ستسامحه فماذا تفعل بدونه ……
لميس : مريم حبيبتى انتى لازم تكونى قويه … والدك دلوقتى فى احسن مكان .. ادعيله يا مريم .
مريم ببكاء : انا زعلانة .. زعلانة اوى يا لميس …
احتضنتها لميس وربطت على كتفها لعلها تهدأ قليلا …
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
وصلت سيارة مريم وكذلك من يتبعوها ..
نزلت مريم على ناصية شارعها لتجد الرجال مجتمعه يترأسهم الإخوة الثلاث
انقبض قلب مريم وبشدة وسارت وهى تتكئ على لميس حتى رآها معتصم من بعيد
ترك معتصم البقية وذهب نحوها لتسقط مريم بين احضانة لتقول : قول أن ده كدب يا معتصم انا مش هقدر اعيش فى الوجع ده سنين تانية .. مش هقدر يا معتصم
بكى معتصم وشدد من احتضانها : طول ما انا موجود متخافيش و زى ما خرجتى اول مره هتخرجى تانى يا مريم انتى اقوى واحده انا شوفتها اوى تنسى ده …
مريم ببكاء : أنا عايزه اطلع بيتنا يا معتصم
معتصم : حاضر يا حبيبتى
قالت لميس : ممكن تقولى فين البيت وانا هطلع معاها وخليك انت مع الرجال
سألها معتصم : انتى مين !؟
قالت لميس : انا ابقى زوجه مروان اخو عمر
اقترب عمر منهم ليقول : البقاء لله يا معتصم

 

 

صرخت مريم : أبعده عنى يا معتصم مش عايزة اشوفه .
قالت لميس : ابعد يا عمر ومتجيش معانا … يلا يا استاذ معصتم نطلعها البيت مينفعش الوقفة فى الشارع بالشكل ده
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
وصلت مريم إلى الأعلى لتنهض علياء لاستقبالهم فيقول معتصم : خليها معاكى انا هنزل مع الرجال تحت
أومأت علياء واخذتها لتجلس بجوارها …
أما معتصم فعاد مره اخر إلى اخوانة ليجد الملقب بزوج الاخت يقف جوار وائل وكريم ..
استغفر ربه حتى لا يلكمه فى وجهه ووقت معهم حتى صدع صوت اذان العشاء فى الإرجاء
فأمر معتصم اخوانه بأن يصعدوا معا للمنزل لإحضار جثة والدهم لتتم مراسم الدفن
وبالفعل تمت مراسم دفن والدهم وعادوا معا الى المنزل وكان لا يوجد احد غيرهم فذهب جميع النساء والرجال ..
اقترب كريم من مريم ليقول : حبيبتى انتى كويسة فى حاجه تعباكى
قالت مريم بحزن : قلبى بيوجعنى يا كريم .. حصل ايه فى غيابى انا كنت سيباه كويس
كريم : امبارح كان معاد الدواء بتاعه زى ما انتى عارفة هو رجع تعبان زى العادة بس تانى يوم مكنش طبيعى فطر معانا وبعد كده دخل ينام بس نام كتير وقلقنا عليه والدكتور جه وربنا رحمه …
نظرت مريم إلى اخوانها الثلاثة قائلة : لو حد فيكوا زعلان منه بسبب اللى حصل يسامحه ..
معتصم : مسامحين يا مريم ….. ثم وجه معتصم حديثة إلى لميس الجالسة بجوار مريم : تعبنا حضرتك معانا النهاردة
لميس : ولا تعب ولا حاجه مريم زى اختى الصغيرة وكان لازم اكون جمبها
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
كان عمر يقف بالاسفل مع مروان الذي قال : أحنا واقفين تحت ليه .. وبعدين انت مش هتطلع لمراتك اكيد محتجالك معاها
قال عمر : لا مش محتجانى خلينا هنا احسن
تحدث مروان بغضب : انت عبيط ازاى يعنى مش محتجالك ..
تنهد عمر بحزن : هى مش عايزانى فى حياتها اصلا زى ناس كتير فملوش لزمه طلوعى فوق خلينا هنا علشان منعملش مشاكل
قال مروان بعدم فهم : انت بتقول ايه .. دى مراتك يا ابنى .
قال عمر بنفاذ صبر : فى حاجات انت مش عارفها يا مروان كفاية كلام .. ويلا نمشي كده كده لميس قالت إنها هتفضل معاها وجودنا ملوش لازمة .
مروان : ماشى يا عمر اعمل اللى يريحك يلا بينا
وذهب كل من الأخوين إلى منزلة …..

 

 

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
عودة إلى مريم مره اخري التى كانت تجلس صامته لتقول لها لميس : مريم لازم تخدى الدوا بتاعك
نظرت لها مريم قائله : لا مش هاخد حاجه انا كويسة
قال وائل : دوا ايه اللى بتاخده
قالت لميس : مريم تعبانة شوية فبتاخد أدوية وكمان مش بتاكل بقالها فتره ولولا المحاليل كان حصل حاجات أسوأ
قال معصتم بسخرية : البيه جوزها مكنش بيجيب ليها اكل ولا ايه .
بررت لميس : لا طبعا مريم عاملة اضراب عن الأكل عمر هو اللى قالى الكلام ده …
قالت مريم بغضب : خلاص خلاص انا مش هاخد ولا أدوية ولا حاجه .. انا هدخل انام فى أوضة بابا .. ولميس والاولاد يناموا فى أوضتى .. وطبعا كل واحد عارف هينام فين ومحدش يصحينى مهما حصل ..
تركتهم مريم ودلفت إلى غرفة والدها ونامت على فراشه وغطت فى سبات عميق ودمع عينيها يتدفق على وجهها ……….
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
عاد عمر الى منزله .. وعزلته من جديد
نظر إلى الأريكة أمامه مباشرة وتبسم بحزن … ثم اتجه إلى غرفته مباشرة بدل ملابسه وجلس على الفراش … أتى فى ذهنه يوم اتى إليه العم محسن طالبا منه أن يتزوج ابنته ………
كان عمر جالسا فى مكتبه يتابع العمل واذا يبلغه أحدهم بوجود شخص يريد مفابلته ..
سمح عمر اليه بالدخول وعندما رآه نهض إليه مسرعا ورحب به .. فكان عمر يعمل بمكتبه الهندسى
محسن : عامل ايه يا عمر يا ابنى
ابتسم عمر : انا الحمد لله .. متتصورش انا فرحان بوجودك النهاردة ازاى
بادله محسن الإبتسامة : ربنا يبارك فيك يا عمر .. انت تستاهل كل خير .. بص يا عمر فى موضوع مهم عايزك فيه
عمر : موضوع ايه
تنهد محسن : انا مصاب بالسرطان من فتره كده .. الحمد لله على كل شئ و ….
عمر : نعم ! سرطان ؟ وخبيت عليا ليه يا عمى محسن
محسن : معلش يا عمر مجتش فرصه اعرفك فيها ومن بعد ما المكتب بتاعى اتقفل وانا مش بخرج من البيت خالص .. متزعلش
عمر : مش زعلان يا عمى محسن .. طب انت صحتك كويسة .. انا أقدر اجيب احسن دكتور فى البلد يشوف الحاله بتاعتك .
محسن : لا لا انا كويس .. انا عندى طلب .. ويبقى كده سددت الدين اللى فى رقبتك ليا .
عمر : حضرتك عارف ان الدين ده عمره ما هيتسدد انت وقفت معايا فى اشد محننتى وانا عمري ما هنسى
محسن : طلبى تتجوز مريم بنتى واغلى ما ليا .. واوعى تعتبر انى بقلل من شأنها ولا حاجه .. مريم بنتى ست البنات كلهم
عمر : ربنا يبارك فيها بس ليه يا عمى محسن
محسن : خايف عليها من قرايبى دول ناس مش كويسة بعد ما اموت هيكلوا ولادى وخاصه مريم .. واخواتها مهما عملوا مش هيقدروا عليهم دول ناس قادرة وممكن يودوهم فى ستين داهيه
ابتسم عمر : وانا بقى اللى. هقدر عليهم
محسن : مش القصد .. كل الحكاية أن اخويا ليه ابن وطلب منى بدل المره ألف يتجوز مريم ويخدها تعيش معاهم بس انا عارف نواياهم السوده ورفضت وطبعا ولادى ميعرفوش حاجه عن المواضيع دى … من اسبوع بعتولى رساله تهديد أنهم هيقتلوا ولادى .. طبعا مردتش عليهم مسكتوش وبعتوا رسائل تانى وتالت فلازم مريم تتجوز علشان نخلص من الموضوع ده .. وملقتش انسب منك لانى عارف انك هتحافظ عليها وهتكون سندها

 

 

عمر : ما ممكن أما اتجوزها ينتقموا منك عادى لان كده مفيش اى استفادة ليهم
محسن : عارف وده اللى هيحصل مريم مش هتعرف تقف قصداهم هو مفيش غير ابنى الكبير هو ده اللى ممكن يطلع عليهم القديم والجديد بس انا خايف عليه .. وولادى التانين مش هيقدروا عليهم هيخافوا من المشاكل وهيخافوا على أختهم واخوهم
عمر : وانت شايف أن جوازى منها هو الحل
محسن : اه لان كده هتبقى فى أمان وابنى الكبير هيديهم على دماغهم ومش هيبقى خايف لانه مطمن أن مريم بعيد .. انت مش عارف هى بالنسبة ليه ايه … واخوانه هيبقوا معاه والقلق بتاعهم هيروح لان اختهم فى أمان … فهمت حاجه
عمر : هو انا فهمت بس مش مقتنع صراحه بالكلام ده .. مريم اتجوزت أو لا برضو هيبقى فى مشاكل … هى اه هتقل اما تتجوز زى ما بتقول بس برضو هتبقى موجوده .
محسن : عارف كل الكلام ده بس انا عايز اطمن عليها وملقتش حد اثق فيه غيرك .. ها موافق ؟!
صمت عمر قليلا ليفكر هل يوافق أم لا .. ولكنه وضع فى عقله ما فعله معه ذلك الرجل من خير لم و لن ينساه … وبعد مده تحدث عمر : موافق .. هل بنت حضرتك موافقة ؟!
ابتسم محسن بارتياح : متقلقش انا هخليها توافق … خلى بالك منها يا عمر
بادله عمر ابتسامه يشوبها القلق : متقلقش هحافظ عليها …

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براءة القلب)

‫4 تعليقات

اترك رد