روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل الحادي عشر 11 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل الحادي عشر 11 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر البارت الحادي عشر

رواية مسافات مشاعر الجزء الحادي عشر

رواية مسافات مشاعر الحلقة الحادية عشر

إقترب هو الأخر منها وقبل أن تنقطع المسافة بينهُم رن هاتفه.
أخرجه من جيب بِنطاله لـ ينظُر إلى الرقم، زوجته تتصل..
نظرت له فرح بـ ضيق وقالت بـ نبرة غلبت عليها الغيرة: رُد يا رحيم، لحد ما ألم الأكل دا
وقف بعيدًا عنها بل وخرج من الغُرفة، أجاب على المُكالمة بـِ صوت بارد قائلًا: أيوة؟
مها بـِ رقة وهدوء: كُنت بتطمن أكلت ولا لا.
رحيم من بين أسنانُه: أعتقد قولت هت|سمم في الشركة مش لازم تتصلي عليا مش عيل صُغير أنا!
مها بـ حُزن: بعد الشر عنك، على العموم أنا جهزتلك طبق عشان لو مأكلتش كويس تـ.
لم تُكمل حديثها، قاطعها صوت فرح وهي تقول مُتعمدة بـ صوت مُرتفع لرحيم: الأكل دا محتاج إتنين قهوة هروح أوصي البوفيه عليهُم
إرتجف الهاتف في يد مها وهي تُغمض عينيها، تُحاول إخماد الن|يران التي أش|علتها فرح داخلها
تجلس مع زوجها! وحدهُم!
تفعل كُل ما توجب على مها فعله بـِ حُكم أنها زوجته!
ولا تستحي من إظهار ذاتها أمام مها بوقاحة!
كُل الفضل يعود لرحيم الذي فضلها على زوجته
إبتلعت مها لُعابها بصعوبة بالغة وهي تقول بنبرة مُتحشرجة: عندك حق مُكالمتي ملهاش معنى، معلش مُضطرة أقفل عشان الولاد لو صحيوا.

 

 

أغلقت الهاتف دون أن تنتظر منه الرد
وظلت تُهوي على وجهها وبالأخص عينيها حتى لا تبكِ
لقد كان شعورها أن رحيم لن يُحبها صادق.. الأن هو مع الأخرى بمحض إرادتُه
نظر رحيم للهاتف بعد أن أغلقت مها، ثُم وضعه فوق الطاولة وهو يچوب الغُرفة ذهابًا وإيابًا، حتى حضرت فرح بـ يدها كوبين القهوة
رحيم بـِ نظرة عتاب: إيه لازمة الشو اللي عملتيه وأنا بتكلم معاها مش فاهم؟؟
وضعت فرح الكوبين على الطاولة ثُم كتفت ذراعيها وهي تنظُر له وقالت: مراتك لازم تتقبل إني أمر واقع في حياتك من هنا ورايح وتتأقلم مع دا، أنا الأساسية يا رحيم، وإني هبقى مراتك زيي زيها
رحيم بـ غضب: هو أنا لسه خدت قرار؟؟
فقدت فرح أعصابها وقالت: هو إنت بعد كُل دا لسه هتفكر؟! أنا لو خدت شنطتي وخرجت دلوقتي من الشركة مش هتشوف وشي تاني، وهخيرك بيني وبينهاا وأكيد هتختارني ولا إنت شايف إيه!
رحيم: أنا شايف إننا نهدى شوية عشان أجيبلهُم الموضوع بالتدريج، لكن اللي إنتِ بتعمليه دا هينشف دماغ أمي أكتر لإن مها قريبة ليها
فرح بـ ضيق: المفروض إني بنت أختها أكون أنا الأقرب!

 

 

رحيم بـ نفاذ صبر: فرح من فضلك تهدي شوية ومتعمليش الحركات دي لو إضطريت أرُد على حد من البيت، عشان أنا مش ناقص لاوية البوز اللي هروح ألاقيها، متفقين؟
زفرت فرح بـ ضيق وقالت: خلاص تمام!
* داخل منزل الحاج عبد الكريم
وقفت مها تغسل الصحون وهي شاردة، دخلت والدة زةجها وهي تحمل الصحن الأخير وقالت: مالك يا مها، ما قولنا هيخلص شُغل وييجي
مها بـ تعب: ماليش يا ماما، ييجي أو لا صدقيني مش فارقة.. كدا كدا هنقعُد زي الأغراب
سحبت والدة زوجها المقعد وجلست وقالت: إنتِ مش عارفة تحببي رحيم فيكِ يا مها!
أغلقت مها عينيها بألم: حاولت.
والدة رحيم: ومزهقتيش؟
خطين من الدموع إنسدلوا على وجنتيها وقالت: اللي بيحب حد مبيزهقش يعافر عشانُه
قطع حديثهُم نجمة التي دخلت المطبخ وأغلقت الباب خلفها بل وإستندت عليه حتى لا يقتحم أحدهُم وقالت: دي مش مُعافرة دي عفرة! معلش يا حماتي بس الحق يتقال يعني، رحيم بيعاملها مُعاملة سيئة ومش مديها رُبع الحُب والإهتمام اللي بياخدُه منها، أنا كـ نجمة شايفة إنُه كفاية بعترة في مشاعرك ومُحاولة يا مها
والدة رحيم: يا سلام! وعيالها دول لسه صغيرين يا بنتي عمرهُم سنة
نجمة: طب يعني عشان عيالها تشحت الحُب!
أغلقت مها صنبور المياه وبدأت في البُكاء فـ إحتضنتها والدة زوجها وهي تربُت على جسدها وتنظُر لـ نجمة بعتاب
مها ببُكاء: أنا كلمتُه وهي كانت بتاكُل معاه وبتعملُه قهوة كمان

 

 

والدة رحيم: طب يا رحيم لما تيجي، أما أشوف أخرتها
* في الصالة
يارا بعد أن أطعمت رضيعها جلست بجوار نديم وهي تقول: هُما قافلين على نفسهُم المطبخ كدا ليه؟ خايفين إني أدخُل عليهُم يعني؟
نديم نظر لها نظرة جانبية وقال: لا يا حبيبتي العفو، هُما خايفين ينوبهُم من لسانك كلمتين تنكد عليهُم ولا حاجة؟
رفعت يارا حاجب وقالت: تُقصد إني نكدية متعاشرش؟
إلتقط نديم كف يدها وقبلهُ وقال: العفو يا حبيبتي، ينفع نعدي اليوم من غير مشاكل؟
أرجع سليم رأسهُ للخلف بـ إرهاق وهو يقول موجهًا حديثهُ لـ نديم: مش ملاحظ إن رحيم أخوك بقى يغيب في الشُغل كتير؟ بقى يحبُه أكتر من البيت يا جدع
نديم: وإيه يعني ما هو أكيد حس بمسؤولية عياله التوأم وعاوز يتعب عشانهُم!
إعتدل سليم في جلستُه ونظر لشقيقه بِـ ضحكة ساخرة وقال: لا يا راجل؟ ما كُلنا عارفين إن مسؤولية العيال من ساعة ما إتولدوا محطوطة على دماغ مها، هي اللي شايلة الهم وأخوك مكبر دماغُه على الأخر

 

 

عقد نديم حاچبيه وقال: إحنا ملناش دعوة ما هي بتحكي لأمك برضو مبتسكُتش، عشان ميقولوش بنوقع بينهُم
سليم وهو يلتقط مفاتيحُه: ما لازم تحكي لأمك يابني، يتيمة ملهاش حد هتحكي لمين، وكويس ربنا رزقها بـ حماة كويسة
شعرت يارا بالغيرة لإن مها محور الحديث الدائم في منزل العائلة فـ بدأت بهز قدميها وهي تقول: الراجل لو مرتاحش في بيتُه تبقى مراتُه ست بومة..
فلتت من نديم ضحكة عفوية وهو يفرُك عينيه بإصبعُه، عادت يارا تنظُر له بحاچب مرفوع وقالت: قولت نُكتة ياسي نديم ولا حاجة؟
نديم بـ تكملة للضحك: لا يا حبيبتي مبتقوليش غير الحِكم
ضحك سليم بِـ خفة فـ قامت يارا بنرجسية وهي تقول: أيوة طبعًا، هقوم أشرب
ذهبت تجاه المطبخ فـ ضحك نديم وسليم سويًا، أرجع سليم خُصلات شعره للخلف وهو يقول: أنا طالع شقتي لما نجمة تخلص خليها تحصلني..
قبل أن يرُد نديم، دخل رحيم وهو يجلس على الأريكة ويقول: لا أقعُد، عاوزكُم كلكُم في موضوع مُهم.. أوي.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك رد