روايات

رواية ما ذنب الحب الفصل الأول 1 بقلم شهد الشورى

رواية ما ذنب الحب الفصل الأول 1 بقلم شهد الشورى

رواية ما ذنب الحب البارت الأول

رواية ما ذنب الحب الجزء الأول

ما ذنب الحب
ما ذنب الحب

رواية ما ذنب الحب الحلقة الأولى

 تذكير لابطال الجزء الأول و اولادهم كتير منهم دورهم ثانوي 👇🏻♥️
حياة و بدر اولادهم :
يوسف / مروان / عشق و عاصم توأم
ادم و زينة اولادهم :
ياسين / صافي
أوس و مهرة اولادهم :
مالك / حمزة / ليلى
ريان و ندا اولادهم :
ليلة / زياد
امير و فرح :
جوان و جوري تؤام / ادم
إلياس و نسرين :
سيدرا و يونس تؤام
عمر و سارة :
جومانا بنت عمر من مراته الأولى
ريماس / علي
………
تؤمان ربما في تقارب الملامح لكن الشخصية مختلفتان كل الاختلاف احدهما هادئة عواطفها من تتحكم بكل تصرفاتها اما الاخرى جريئة لأبعد حد هي و الغرور وجهان لعملة واحدة متمردة لا مكان للعواطف بحياتها
انهما ” جوري و جوان امير العمري ”
كانت تقف على تلك المنصة الكبيرة امامها حشد كبير من المعجبين يصفقون و يهللون بأسمها و هي تنظر امامها بثقة و فخر بما وصلت إليه
بدأت بالغناء بصوتها العذب الذي اكتسبته من والدها هي و شقيقتها جوري لكن الاخرى لم يكن لديها شغف بالغناء مثلها
كانت جميع اغانيها مجنونة كشخصيتها تماماََ بعد وقت طويل قضته بالغناء و الرقص بحركات جريئة غادرت الحفل مودعة الجميع و خلفها الحراس الذين اصتحبوها للفيلا
على الناحية الأخرى كان والدها يشاهد الحفل الذي يتم تصويره بواسطة بث مباشر على احد مواقع التواصل الاجتماعي بعدم رضى و ضيق من ابنته الطائشة و المتمردة التي لا تستمع لأحد
جلست فرح بجانبه تسأله بقلق :
مالك يا حبيبي متضايق ليه !!
اجابها بضيق و حدة :
من عمايل بنتك يا فرح
تنهدت بحزن قائلة بضيق هي الأخرى :
عملت ايه تاني !!
زفر بضيق قائلاََ :
قولي معملتش ايه كل اللي بتعمله غلط ، انتي اللي حيشاني عنها لحد دلوقتي
اجابته بحزن :
طب قولي انت ايه العمل يا امير انا مش عايزة نستخدم معاها اسلوب يخليها تكرهنا ، جوان اصلا عنيدة يعني لو قولت لأ على حاجة هتعند و خلاص
زفر بضيق قائلاََ بحدة :
الهانم واقفة تغني و تترقص بجسمها قدام الكل لأ ايه كمان حضرتها لبسه…..لأ الأدق مش لابسه
دخلت بتلك اللحظة جوان و هي تندن بمرح ما ان رأت والديها من ملامح وجههم علمت انها ستدخل معهم بشجار كالعادة لذا القت السلام عليهم سريعاََ ثم صعدت لأعلى فهي بمزاج رائق لا تريد تعكيره بشجار……لكن يبدو ان ما هربت منه بالأسفل وجدته بغرفتها !!!
انها شقيقتها التي ما ان دخلت للغرفة التي يتقاسموها سوياََ منذ الصغر قالت بعتاب :
ايه اللي عملتيه ده يا جوان
اقتربت من شقيقتها مقبلة وجنتها قائلة برجاء :
جوري حبيبتي انا جاية و مودي حلو اوي لو عندك اي محاضرات او نصايح ممكن نأجلها لبكره
لم تصمت جوري و لم تلبي رغبتها قائلة :
مودك حلو ، فرحانة بالحفلة و الغنا و الرقص و اللبس العريان وتشجيع ليكي من ناس تافهة
زفرت جوان بضيق لتتابع الأخرى بحدة و هي تنظر بقرف لثوبها القصير الذي يصل فوق ركبتيها كاشفاََ عن شاقها الممشوقة و حمالاته الرفيعة جداََ :
مش هقولك كلام الناس و بابا و ماما بس انتي عارفه شيلتي ذنوب قد ايه من ورا الحفلة دي اللي مخلية مودك حلو عارفه برقصك و انتي بتغني و لبسك عريان اثارتي كام شهوة واحد ناحيتك ، كل كلمة غنتيها كام واحد سمعها و كل واحد او واحدة بيسمعوها بتاخدي ذنوب قد ايه
جوان بضيق :
انا بعمل الحاجة اللي بحبها و بتخليني مبسوطة
جوري بضيق و حدة :
المعصية بتخليكي مبسوطة بتحسي بلذة و سعادة انتي بتعملي معصية
زفرت جوان و ضيق فعلى الرغم من انها لا تتقبل النقد او النصيحة من اي شخص كان عدا شقيقتها التي تتقذل منها كل نصيحة بصدر رحب لكن بذلك الموضوع تكره النقاش معها و مع اي شخص فببساطة لا احد يقدر ما تحب و ترغب !!!
دخلت للمرحاض بعدما اخذت ثيابها و تركت جوري تنظر لأثرها بحزن مرددة بدعاء لها بداخلها :
اللهم اصرف عنها لذة معصيتك و ارزقها لذة طاعتك ، اهديها يارب
خرجت جوان من المرحاض بعد وقفت ثم تسطحت على الفراش تعطي ظهرها لشقيقتها و غفت على الفور من التعب و المجهود الذي بذلته طوال ساعات !!!!
………
في صباح يوم جديد
لم تكن تحلم بأروع من هكذا حياة منزل جميل هادئ يسوده الدفئ اطفالها حولها اصبحوا الآن شباب زوجها بجانبها يغرقها في بحور عشقه اللا متناهي لها عيناه كانت و لا زالت تبعث الدفئ و شعور الأمان بقلبها و تشعر كلما نظر إليها انها المرأة الأجمل على الاطلاق
كل تلك السعادة لم يعكر صفوها سوى ابنها الأكبر يوسف !!
كانت تساعد الخدم في تجهيز طعام الإفطار قبل نزول الجميع
ها هي انتهت من تجهيزه و ترتيبه على مائدة الطعام ليبدأ الجميع بالنزول واحداََ يلو الأخر حتى جاء بدر الذي لا يزال يحتفظ بوسامته
بل ازدادت خاصة بتخلل بعض الخصلات الببضاء بين خصلات شعره البني و لحيته لتزيده وقار و هيبة اكثر مما كان عليها
اقترب منها طابعاََ قبلة على وجنتها و جبينها قائلاََ بحب و مشاكسة :
صباح الجمال يا صغنن
ضحكت بخفوت ها هو يقول نفس الجملة كل صباح كعادته اصبحت كبيرة بالعمر و لا يزال يناديها بالصغيرة
اجابته بابتسامة :
صباح النور
نظر حوله ثم سألها :
فين عيالك مش عاملين هيصة ع الصبح زي كل يوم يعني ، القيامة قامت ولا ايه !!
ضحكت ثم قالت بلهفة :
عشق بتجهز و هتنزل و مروان راجع من السفر انهاردة و عاصم راح يستقبله
اطلق تنهيدة مليئة بالألم و انفلت لسانه قائلاً بما يشعر :
عقبال يوسف لما يرجع هو كمان ، وحشني اوي يا حياة اه زعلان منه و غلط بس واحشني
تنهدت بحزن هي الأخرى قائلة :
انا كمان واحشني اوي
شرد بدر بما حدث قبل سنوات قليلة مردداً بخذلان :
انا مغلطتش معاه يا حياة و لا حتى انتي ، هو اللي اختار يبعد و اختار يخسرنا كلنا ، ده حتى مسألش فضل يتهم فينا و بس ، ابني المفروض يكون مع ابوه مش ضده ، ابننا كبرنا و في الآخر بقى مع الغريب علينا ، ابني بدل ما يصدقنا…..
صمت و لم يقدر على تكملة حديثه جلست على قدمه قائلة بأعين دامعة و ابتسامة زائفة :
مسيره يوم يعرف الحقيقة يا بدر و يرجع
تنهد بحزن و صمت لتقول هي بتردد خشية من غضبه :
طب ما نكلمه يا بدر
نفى برأسه قائلاََ بصرامة :
انا مغلطتش فيه هو مشي و استغنى يا حياة مسافر بقاله سنتين مفكرش حتى يتصل بيا و يعتذر مني و منك بيعاقبنا يعني ، مين فينا الأب مش فاهم انا و لا هو ، مين اللي يتصل بمين !!!
صمتت بحزن نعم ابنها فعل الكثير لكنه يظل ابنها لاحظ حزنها الشديد فردد مغيراََ مجرى الحديث قائلاََ بابتسامة صغيرة :
المهم الحقيني بفنجان القهوة بتاعي بسرعة و الفطار متأخر ع الشغل و كمان لسه هوصلك شغلك في طريقي
ابتسمت قائلة بحنان ام :
لأ انا اجازة انهاردة
ضحك و قد كان متوقعاً ذلك قائلاََ :
عشان مروان طبعاََ ده هو كله اسبوع يا حياة اللي غابهم عنك
قبل ان ترد عليه جاء صوت صغيرته عشق شبيهة والدتها بكل شيء :
صباح النور
رد الاثنان الصباح ثم سألتها حياة :
انت خارجة !!
– اه هروح لجوري
– ليه !!
اجابتها عشق بهدوء :
رايحة اشوفها يا مامي و كنت طالبة منها حاجة هررح اخدها بالمرة
حياة بابتسامة :
طب استني و امشي بعد ما تسلمي على اخوكي زمانه على وصول
عشق بابتسامة :
هوصل قبله يا مامي متخافيش
غادرت بهد ان القت السلام على الاثنان بينما حياة أخذت تحضر لبدر ما يريد و عقلها لا يفكر الا بتلك الليلة المشؤمة التي خرج بها يوسف و لم يعد و كانت اخر مرة تراه بها بعد نشوب شجار كبير بينهما وبينه كانت نتيجته صفعة قاسية نالها يوسف من والده لأول مرة !!!
……..
كانت تجلس خلف تلك المنضدة الكبيرة التي تحوي على ادوات العمل الخاص بها
انها تعشق تصميم الاكسسوارات الخاصة بالديكورات خاصة بالريزن تصممها بيدها و تبيعها بمعرضها الذي اكتسب شهرة بوقت سريع
العديد و العديد من الأشياء تتقن صنعها انها تعشق هوايتها تلك اكثر من مجال دراستها الذي للآن لم تعمل به فقط اخذت شهادتها و اكتفت بها و مارست عملها في هوايتها التي تعشقها
لكن رغم كل ذلك النجاح و تواجدها وسط عائلة رائعة مثل عائلتها إلا انها لا تشعر بالسعادة و كيف تشعر بها و هي فقدتها منذ سنوات على يده لقد ربطت سعادتها به
هذا اكبر خطأ فعلته انها ربطت سعادتها بشيء !!
كانت تنظر للفراغ بشرود و حزن غافلة عن ذلك الذي يقف خارج المعرض الذي كانت واجهته مصنوعه من الزجاج الشفاف يراقبها بندم….اشتياق….حزن
تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يركض إليها يجذبها إليه في عناق ساحق لعله يروي به اشتياقه الكبير لها لكن بأي عين سيواجهها
نظر لباقة الورد التي بيده ثم لها مخرجاََ قلم من جيب سترته و كارت صغير خط عليه بعض الكلمات ثم اوقف احد المارين طالباََ منه ان يدخل لها بباقة الورد واضعاََ بيده عدة ورقات مالية ليوافق الاخر على الفور
افيقت من شرودها على صوت الفتاة العاملة تتحدث مع الرجل لحظات ثم غادر بعدها اقتربت منها قائلة باحترام :
آنسة جوري الورد ده لحضرتك
سألتها بتعجب :
مين اللي بعته !!
اجابتها بعدم معرفة :
معرفش سألته قال ان فيه واحد طلب منه يدخل بالورد بس فيه كارت عليه اكيد مكتوب مين اللي باعته لحضرتك
فتحت جوري الكارت و عيناها تنظر للورد باعجاب ورد احمر جوري مثل اسمها تماماََ لكن ما قرأت الكلمات التي على الورقة تعالت دقات قلبها بصخب احساسها يخبرها بأنه هو لكن كيف :
انا هنا و انتي هناك متى تختفي الكاف !!!
قربت الكارت من انفها لتشتم رائحة عطره نعم تحفظه على ظهر قلب و لما لا اليست هي من انتقته له قديماََ ، لكن يبقى السؤال هو ام لا !!
وإن كان هو لما عاد من جديد !!
………
بشركة الجارحي
كان يجوب بعينه على تلك الماثلة امامه من أعلى لأسفل بنظرات غير بريئة بالمرة و الأخرى غير ممانعة بل هي اكثر من سعيدة لانها علمت انها ستحصل على مبتغاها من نظرات الإعجاب التي تتراقص في عيناه نحوها لما لا فهي ” شدوى ” القادرة على ان تجذب نظرات الرجال نحوها بكل سهولة نظراََ لجمالها الساحر
ابتسمت بغرور و هي تسمعه يغمغم ببرود لم تقتنع به حيث لاحظت نظرات الاثارة و الرغبة بها تلمع بعيناه :
سهر عرفتك شغلك عبارة عن ايه
اومأت له قائلة برقة مبالغ فيها :
اه باشا متتصورش حضرتك انا مبسوطه قد ايه عشان هشتغل مع سليم باشا بنفسه
اومأ لها و عيناه لم تحيد النظر عن منحيات جسدها الذي تعمدت اظهارها من ذلك الفستان الذي يلتصق على جسدها كجلد ثاني و كشف عن ساقها البيضاء الممشوقة
استأذنت منه و غادرت و هي على يقين انه يتابعها بعيناه من الخلف فتعمدت السير ببطئ و غنج
ما ان اغلقت الباب التمعت عيناه بمكر لا يقل عن مكرها بل يفوقها بكثير !!!!
يبدو انها لا تعرف من هو جيداََ انه “سليم أدهم الجارحي ” المعنى الحرفي للمكر و الدهاء يصعب معرفة ما يدور بداخل عقله هاديء و هذا اكثر ما يميزه حتى بأصعب الأوقات لا تجد سوى الهدوء مرتسم على ملامح وجهه !!!
بعد وقت دخلت لمكتبه مرة اخرى قائلة بدلال و هي تقترب منه :
مستر سليم في ورق مهم لازم حضرتك تمضيه
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة عندما انهت جملتها و وضعت خصلات شعرها على جانب واحد ثم مالت عليه و هي تضع الأوراق امامه لتحصل على توقيعه
متعمدة بحركتها تلك ان تبرز مفاتن جسدها العلوية امامه بسخاء لكن فجأة شهقت بفزع عندما جذبها لتقع على قدميه قائلاََ بمكر :
قدم اوي جو الاغراء اللي بتعمليه ده
حاولت دفعه قائلة باعتراض زائف :
سليم بيه من فضلك عيب كده
ابتسمت بزاوية شفتيه قائلاََ و هو يمرر يده على ساقها المكشوف امامه :
ما تخليكي معايا ضهري و بلاش لف و دوران ، انا عارف و انتي عارفه اخرة اللي بتعمليه ده ايه
– جواز !!
ضحك قائلاََ بسخرية :
مكنتش اعرف ان الجمال ده وراه الغباء ده صحيح الحلو ميكملش
اغتاطت من اهانته لكنها تغاضت عن الرد قائلة بدلال هي تحرر ازرار قميصه و تمرر يدها على صدره العاري بإثارة :
يعني عجبتك
مسك فكها بين يديه بعنف يهويه قائلاََ :
هتجوزك !!!
توسعت عيناها بصدمة قائلة بسعادة :
بجد هتجوزني
خابت كل امالها عندما قال ببرود :
عرفي !!!
ثم تابع بصرامة :
بلاش نلف و ندور على بعض انا بجيب من الاخر انتي عجبتيني و انا عايزك و انتي كمان نفس الكلام مش كده بردو
سألته باحباط :
طب ليه متخليش الجواز رسمي
زفر بضيق قائلاََ بصرامة :
عشان انا عايز كده و مش انا اللي اعمل علاقة مع واحدة في الحرام عشان كده بقولك جواز عرفي نقضي كام يوم و لما نزهق هطلقك ، يكون في معلومك حد يشم خبر عن الموضوع ده اعتبري نفسك من الأموات فاهمة
– فاهمة
لقد وافقت بدون تردد حمقاء من ترفض هكذا فرصة سليم الجارحي بنفسه سيتزوجها صحيح انه زواجاََ عرفياََ لكن لا يهم المهم انه قد سهل مهمتها !!
………
اعلنت شركة مصر للطيران عن وصول الطيارة القادمة من دولة ” المكسيك ”
بعد وقت كان يخرج من صالة المطار شاب اقل ما يقال عنه انه وسيم خطف الانظار من حوله لكنه كعادته لا يبالي بأي احد !!!
كان ينظر للمكان حوله بفضول لم يسبق له ان جاء لمصر من قبل حتى لم يزورها من الأساس
ابتسم تلقائياََ و بدون سبب لذلك الشعور الذي انتابه الآن تحديداََ و هو ان مجيئه لهنا لن يكن مجرد زيارة عابرة فقط بل يراوده شعور انه سيعيش مغامرة جديدة كلياََ لم يسبق له ان عاشها !!!
اقترب منه ذراع والده الأيمن ” سلطان ” يأخد منه الحقائق يضعها بحقيبة السيارة بعد ان رحب به بحرارة مردداََ :
اياد باشا نورت مصر كلها ، والد سيادتك عنده اجتماع مهم جداََ مقدرش يأجله و بيبلغ معاليك تنتظره في البيت و هو ساعة بالكتير و هيكون عندك
اومأ له بهدوء و صعد للسيارة يجلس بالخلف يشاهد الشوارع من حوله بوجه خالي من التعبيرات بينما سلطان يجلس بالخلف يراقبه خلسة !!!
– سلطان
رد عليه سلطان على الفور :
تحت امرك يا باشا
ردد اياد بهدوء دون النظر اليه :
هشام ابن عمي موجود فين دلوقتي خدني عنده !!
نفذ سلطان ما قاله على الفور بعدما اجرى اتصالاََ يعرف منه اين مكان ” هشام ” الذي ما ان رأى اياد اقترب منه معانقاََ اياه قائلاََ بابتسامة :
نورت مصر يا بن عمي
رد عليه الاخر ببرود :
عارف
ابتسم هشام و لم يعقب ليسأله اياد :
فين عمي
هشام ببرود و هي يجلس بجانبه :
مع ابوك في الشركة
اياد ببرود :
طب انت مش هناك ليه
هشام بسخرية :
انت اولى بالسؤال ده المفروض انك ابن صاحب الشركة انا و ابويا حيالله شغالين عندكم بمرتب
اياد بسخرية و ملل من ابن عمه الذي لا يمل من هذا الحديث الذي يعرف انه غير صحيح بالمرة هو فقط يفعل ذلك ليحصل على عطف و شفقة الاخرين :
ما تعيشش في الدور يا هشام لو انت و ابوك مجرد موظفين بمرتب زي ما بتقول مكنتش هتركب عربية زي اللي راكنها بره و لا كل شهر هتسافر بلد شكل و تصرف الفلوس ع الحشيش مرتب ايه اللي يخليك تعمل كل ده
صمت هشام و لم يجيب ليسأله اياد :
هتسهر فين انهاردة
هشام بسخرية و هو يدخن سيكارته :
جاي حامي انت اوي
اخد اياد منه السيكارة يدخن قائلاََ بغمزة وقحة :
عندي فضول اجرب
فهم هشام ما يرمي اليه ابن عمه ، يريد ان يقضي ليلة ماجنة مع شرقية !!
قبل ان يتحدث وصلت له رسالة من احد اصدقائه سرعان ما ابتسم و التمعت عيناه بمكر قائلاََ :
جيت في وقتك يا بن عمي !!!
………
بينما تلك الصغيرة صاحبة الجسد النحيف ما ان خطت بقدمها بداخل تلك الفيلا الكبيرة و عيناها التمعت بسعادة تنظر لكل انش بها بانبهار
انها ” سلمى ” الخادمة الجديدة بفيلا بدر الجارحي عوضاََ عن الخادمة التي تركت العمل بسبب زواجها
كانت تسير بجانب كبيرة الخدم بالفيلا عبير و التي حدثتها برجاء و جدية :
سلمى ركزي في شغلك يا بنتي ، بلاش تسببي ليا احراج مع الست حياة او اي حد من العيلة
اومأت لها سلمى قائلة بطاعة :
حاضر يا خالتي متشغليش بالك هخلي بالي كويس
اومأت لها عبير قائلة بجدية :
طب يلا تعالي اعرفك على حياة هانم و اوريكي الأوضة بتاعتك و تستلمي اليونيفورم بتاع الشغل
اومأت لها سلمى بصمت و عادت تتابع المكان من حولها بانبهار و اعجاب لم يسبق لها ان جاءت لأماكن مثل هذه
ما ان دخلت الصالون الكبير تفاجأت بسيدة ترتدي ملابس انيقة تجلس على الاريكة ترتدي نظرات طبية تصب كامل تركيزها على ملف ما بيدها
اقتربت عبير منها قائلة بهدوء :
حياة هانم
رفعت حياة رأسها بابتسامه قائلة :
نعم يا عبير
اقتربت عبير منها و هي تدفع سلمى برفق للأمام :
دي سلمى اللي قولت لحضرتك عليها عشان الشغل مكان رشا
نظرت حياة لسلمى لتتفاجأ بفتاة ذات جسد ضئيل ملامحها صغيرة رغم شحوب وجهها لكنها تبدو جميلة حياة بتساؤل :
انتي عندك كام سنة يا سلمى
سلمى بتوتر :
عندي ١٧ سنة يا هانم
حياة بصدمة :
دي صغيرة يا عبير مش هتقدر ع الشغل هنا و هتتعب
سلمى برجاء :
لأ مش هتعب و لا حاجة و هقدر اشتغل جربيني بس يا هانم و مش هكسر حاجة و لا…….
قاطعتها حياة قائلة :
يا بنتي انا عاملة عليكي انتي ، انتي لسه صغيرة و الشغل هيتعبك و اكيد عندك دراسة
سلمى بحرج و اعين تلمع بالدموع :
انا معايا اعدادية ، مش بدرس
اشفقت حياة عليها لتتدخل عبير قائلة :
متخافيش يا هانم سلمى شاطرة اوي
حياة بهدوء و هي تشير بيدها لطريق المطبخ :
ماشي يا سلمى روحي المطبخ من هنا و عبير هتحصلك
اومأت لها سلمى بتوتر و ما ان غادرت نظرت حياة لعبير مرددة :
عبير خلي بالك منها شكلها لسه صغير ، بلاش تشغليها شغل تقيل و عنيكي عليها شكلها ضعيف خالص
عبير بهدوء :
امرك يا هانم ، عن اذنك
غادرت عبير و توجهت للمطبخ حيث توجد سلمى التي تقف بأحد الزوايا و نظرات باقي الخدم مصوبة عليها عرفتهم عبير عليها ثم قادتها لغرفتها المتصلة بغرفة المطبخ فتلك هي الغرفة الوحيدة الخالية من غرف الخدم
ثم اعطتها زيها المكون من بنطال اسود و فوقة قميص باللون الأسود و مريول أبيض صغير ملتف حول خصرها و حذاء باللون الأسود
…….
مر وقت طويل و لم يصل ابنائها من المطار للآن لذا قررت ان تصعد و ترتاح بفراشها قليلاََ لحين عودتهم
مرت ساعة اخرى و توقفت سيارة عاصم اصغر ابنائها أمام باب الفيلا الداخلي ليترجل منها برفقة شقيقه الأكبر ” مروان ” من كسر القاعدة فكل ابناء بدر الجارحي اتخذوا نفس مجال والدهم عكسه هو الذي كان يحلم منذ ان كان صغيراََ ان يصبح قبطاناََ بحرياََ
بحث بعيناه عن والدته بلهفة و اشتياق ظنناََ منه انها ستكون في انتظاره لكنه لم يجدها عندما تسأل عنها
اجابته عبير بهدوء :
حمد الله ع السلامة يا مروان بيه ، حياة هانم انتظرت حضرتك كتير و طلعت ترتاح في اوضتها لحد ما توصلوا
صعد لغرفته مباشرة مقرراََ الاستحمام و تبديل ملابسه ثم يذهب إلى والدته
بعد وقت خرج و هو يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة و اخرى تلتف حول خصره و هو يدندن بخفوت سرعان ما انتفض على صوت صرخات بحث حوله ليجد فتاة تقف بأحد الأركان تعطيه ظهرها سألها بغضب و حدة :
انتي مين و ازاي تدخلي كده من استأذان
اجابته بصوت مختنق بالدموع و خوف و لا زالت تعطيه ظهرها :
مكنتش اعرف ان حضرتك موجود والله ، اسفة
بتلك اللحظة دخلت حياة الغرفة فقد انتفضت من نومها على صوت الصراخ العالي و من خلفها عبير :
حصل ايه و ايه صوت الصويت ده
مروان بضيق :
مين دي يا ماما
َ
حياة بتعجب من هيئة ابنها و سلمى الباكية :
دي سلمى بدأت شغل هنا مكان رشا ، ايه اللي حصل فهموني
سلمى بخوف من ان تفقد عملها :
مكنتش اعرف والله ااا..ان حضرته هو…اا…انا كنت داخله امسح التراب البنت اللي تحت قالتلتي اطلعي امسحي التراب و لمعي الاوض اللي فوق
حياة بهدوء و شفقة على الفتاة :
حصل خير يا سلمى
زفر مروان بضيق و تركهم و دخل لغرفة الملابس صافعاََ الباب خلفه بقوة نوعاََ ما فهو تضايق من هيئته امامهم هكذا فانتفضت سلمى على اثر صوت غلق الباب العالي و ذهبت لتكمل عملها !!!
بعد وقت خرج ليجد والدته تجلس على الفراش تنتظره اقترب منها قائلاََ باشتياق :
حياتي وحشتيني
ضحكت حياة بخفوت و احتضنته قائلة بحنان :
انت كمان وحشتني يا حبيبي
دار حديث قصير بينهما لتسأله هي بتردد :
شوفت اخوك
تنهد مروان قائلاََ بحزن :
حاولت يا ماما بس مرضيش يقابلني و لا يرد على تليفوني اصلاََ
لم تجد ما تقول تنهدت بحزن قائلة :
ربنا يهديه
ربت على يدها بحزن و ضيق و غضب يتفاقم بداخله من شقيقه الأكبر ” يوسف ” لما يفعله
.
.
في المساء
كان ينزل الدرج بحماس يبحث بعيناه يميناََ و يساراََ على والده و اشقائه فلقد اشتاق لهم لكنها لم يجدهم بل وجد تلك الخادمة التي كانت بغرفته في الصباح كانت تنظف الأتربة و تعيد تنظيم الغرفة مكان جلوس الجميع قبل قليل
كانت تتعامل مع كل شيء بحذر شديد و خوف خاصة الكريستال او التحف
ما ان وصل لنهاية الدرج حاول ان يتذكر اسمها
لكن فشل لذا ردد بمرح :
بس بس
نظرت للخلف لتقع عيناها عليه فاخفضتها على الفور بخوف لا يعرف سببه قائلة بتوتر :
في حاجة حضرتك
– اه ، خدي تعالي
اقتربت منه حتى وقفت امامه فسألها بابتسامة :
اسمك ايه
– سلمى
ابتسم قائلاََ :
عندك كام سنة
– ١٧سنة
– في سنة كام بقى
اجابته بحرج و حزن خفي :
طلعت من التعليم ، معايا اعدادية بس
اومأ لها بصمت ثم قال :
متزعليش من اسلوبي معاكي الصبح انا بس اتفاجأت اول مرة اشوفك و الموقف كمان مكنش لطيف خالص
حركت رأسها بهدوء قائلة بزهول اخفته :
حصل خير حضرتك
– ماما و الباقين فين
اجابتها و هي تشير لغرفة الطعام :
لسه داخلين ع السفره عشان يتغدو
اومأ لها قائلاََ بابتسامة قبل ان يغادر :
ان شاء الله تنبسطي في الشغل هنا يا سلمى
زفرت سلمى براحة فقد ظنت انه ربما يتعمد مضايقتها او يأمر بطردها بسبب ما حدث في الصباح لكنه خالف ظنونها فأخذت تحمد الله
…….
بينما بقصر الأدم
الجميع ملتفين على طاولة الطعام يتشاركون الأحاديث سوياََ ادم يترأس الطاولة ينظر بفخر لزوجته و ابنائه و اخوته و زوجاتهم و ابنائهم عائلته لم تعد تقتصر عليه و على اشقائه فقط
عم الصمت على المكان عندما قالت صافي لوالدها ادم ما جعل الصمت يعم المكان :
بابا في حفلة بكره بليل صحابي عزموني عليها انا و جوان و ليلى ممكن نروح
ادم بهدوء :
حفلة ايه و هتكون الساعة كام
صافي بتوتر :
حفلة تنكرية و صحابنا كلهم هيروحوا و هتبدأ الساعة عشرة
ادم بهدوء رغم ضيقه مما قالت :
هتبدأ الساعة عشرة و تخلص امتى و الساعة عشرة متأخر اصلا يا صافي و احنا متفقين ميعاد رجوعكم البيت يبقى الساعة كام
صافي بضيق :
بس يا بابا هي مرة و ممكن تبعت حراس معانا عشان تبقى مطمن مفيش حاجة تقلق
اوس بصرامة :
صافي الكلام مش ليكي لوحدك انك تخرجي من البيت الوقت ده و ترجعي متأخر غلط جداََ
جوان برجاء :
أول مرة نتطلب كده يا عمي الحفلة حلوة اوي و كتير اوي من صحابنا هناك و هننبسط جدا
ادم بصرامة :
صحابكم سمعتهم زفت و تصرفاتهم طايشة و انا عارفهم كويس و عشان كده بقول لأ و الموضوع انتهى خلاص كملوا اكل
تمردت صافي لأول مرة قائلة بضيق :
بس انا عايزة اروح يا بابا
تدخلت زينة قائلة بعتاب :
صافي عيب كده
صافي بحزن و ضيق :
انا مش غلطانة انا من حقي اعمل حاجة نفسي فيها طالما مش بغلط
ادم بصرامة و حدة من طريقتها بالحديث :
اطلعي على اوضتك
لم تتحرك و نظرت لوالدها بصدمة سرعان ما ركضت لغرفتها عندما كرر ما قال مرة اخرى بغضب :
قولت اطلعي
ركضت لغرفتها و هي تضرب الأرض بقدمها و هي تبكي بحزن لحقت بها جوان ، بينما ليلى غادرت المكان بهدوء يخفي خلفه الكثير نظرات الجميع صوبت عليها ما ان قامت و كم تكره ذلك !!!
تكره نظرات الشفقة المصوبة نحوها !!
………
كورت صافي قبضة يدها بغضب قائلة :
انا مبقتش صغيرة هروح الحفلة دي يعني هروح حتى لو من وراهم انا مش بعمل حاجة غلط امتى يعاملونا على اننا كبار و يثقوا فينا !!!
………
بينما بمكان مظلم بالحديقة الخلفية لأحد القصور كانت تلتفت حولها يميناََ و يساراََ تسير على اطراف اصابعها بحذر سرعان ما شهقت عندما جذبها احدهم خلف الشجرة قائلاََ بهمس و اشتياق و هو يدفن وجهه بعنقها يشتم عبقه المميز :
وحشتيني يا احلى من القمر و احلى أميرة
ابتسمت بتوسع و عقلها يسترجع اول مرة قالها لها لا يمكنها ان تنسى تلك الذكرى ابداََ همست بأسمه بعشق و هي تشعر بشفتاه تمر على جلد عنقها يقبله بنعومة و رقة ”
” نـــــوح ”
……….

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما ذنب الحب)

اترك رد

error: Content is protected !!