روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت الخامس والعشرون

رواية أسرار عائلتي الجزء الخامس والعشرون

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الخامسة والعشرون

فتحت باب غرفته فجأة وهي تصرخ :
– آآآدم !!
تفاجأت بصوت صراخه وصراخ يامن الذي صدر منهما فجأة فعلمت أنهما كانا يشاهدان فلما مرعبا ودخلت هي في وقت مناسب جدا .. إبتسمت بتسلية ثم دخلت وإقتربت منهما قائلة وهي تخاطب يامن :
– عرفت اني هلاقيك هنا .
تطلع إليها يامن بإستفسار فإبتسمت بحماس وأردفت :
– تديني كام مقابل أحلى خبر هتسمعه في حياتك ؟
– حسب الخبر بقى .
قالها والإستغراب باد على وجهه فهتفت بدور بسرعة :
– دينا وافقت تديك فرصة .
رمش يامن بعينيه بعدم إستيعاب وقال وهو يضع يده خلف أذنه حتى يتأكد من أنه إستمع جيدا :
– قلتِ ايه معلش ؟
إبتسمت بدور وهي تكرر ما قالته :
– قلتلك دينا وافقت تديك فرصة .
تسمر يامن في مكانه للحظات حتى إستوعب أخيرا وعيناه تتسعان شيئا فشيئا ثم صاح بفرحة وهو يقف مكانه :
– احلفي !
همست بدور وهي تحاول أن تكتم ضحكاتها :
– والله .
– ده انا اديكِ حياتي كلها لو الخبر ده طلع صح !
صاح بها يامن ببسمة كبيرة وهو يقترب منها ينوي أن يحتضنها من شدة الفرحة لكن آدم أمسكه من ظهر قميصه قائلا بسخرية :

 

 

 

– انت هتعمل ايه ياض !
إستدار يامن إليه ولم يهتم بما قاله بل إحتضنه بشدة وهو يهتف :
– دينا وافقت يا آدم ! وافقت !
شعر آدم بالإختناق وحاول إبعاده عنه وهو يصرخ :
– ابعد عني يخربيتك هموت !
إبتعد عنه يامن أخيرا ثم أردف وهو يتجه للخروج من الغرفة :
– أنا هقول لبابا عشان يطلبها من خالها تاني !
إنتهى من كلماته وإختفى من تحت أنظارهما تاركا إياهما ينظران إلى إثره بقلة حيلة .. وسرعان ما إبتسمت بدور وهتفت بتنهيدة إرتياح :
– أخيرا وافقت وثاني واحد في العيلة دي هيتجوز ونفرح بيه بقى .
– طب ما تخلينا نفرح بالثالث برضه وتوافقي على أخونا الغلبان الي هيموت ويعرف ردك عليه ؟
قالها آدم بمرح وهو يتطلع إليها بترقب فقالت ضاحكة :
– هو انت معاهم ؟ أنا كنت فاكرة انك هتقولي ارفضيه .
رمقها آدم بنظرة غريبة وهو يقول بهدوء :
– بصراحة أنا مش عايزك تتجوزي بس عارف ان دي سنة الحياة وبالنسبالي انك تتجوزي رسلان وتفضلي هنا معانا أحسن من انك تتجوزي واحد تاني ونرجع نشوفك في الشهر مرة، لانك كده هتوحشيني بصراحة ..
إستغربت من نبرته الغريبة التي يتحدث بها لأول مرة وكادت تتأثر بكلامه لولا ضحكته التي صدحت فجأة تلاها هتافه :
– ايه ده انتِ هتصدقي والا ايه ؟
رمقته بغيظ بعد أن كادت تأخذ كلامه على محمل الجد بينما أطفأ هو الأنوار ثم سحبها مردفا :
– تعالي نتفرج على الفيلم الي كنت مجهزه ليامن والي بسببك هرب مني بعد ما اديته مية جنيه عشان يتفرج عليه .
رفعت بدور كلتا حاجبيها وتمتمت بدهشة :
– مية جنيه ؟؟
– اهاا انتِ مش عارفة انا بنبسط ازاي لما بيبقى عامل فيها ان قلبه جامد ومش بيخاف وهو أصلا ماسك نفسه عشان ميعيطش بالعافية !

 

 

– عايزاكِ تحكيلي كل الي انتِ عارفاه بالتفصيل .
قالها عامر _ خال هناء _ بنظرات حادة وهو يحدث تلك المرأة التي حاولت إنقاذ هناء سابقا .. فإبتلعت هذه الأخيرة ريقها من نظراته لكنها قالت بهدوء مزيف :
– قلتلك قبل كده اني شفتها معاه صدفة وهما بيدخلوا الفيلا بتاعته وعشان انا عارفة انه مش كويس رحت عشان انقذها …
قاطعها قائلا وهو لا يزال يحافظ على نظراته تلك :
– وعرفتِ ازاي انها مش رايحة معاه بإرادتها مثلا ؟
توترت أكثر وهي ترى الشك يتخلل نظرته فإبتلعت ريقها للمرة الثانية ثم أجابت :
– قلتلك أنا عارفاه وعارفة حركاته، وتوقعت انه خدعها واستدرجها معاه لانه عملها مع أكتر من واحدة قبل كده .
– طب وانتِ عرفتِ تدخلي الفيلا ازاي ؟
تنهدت من أسئلته التي يبدو وأنها لن تنتهي خاصة وأنه يشك بها لكنها أجابت :
– لان عندي نسخة من مفتاح الفيلا ويا ريت متسألنيش ازاي عشان في حاجات مش هعرف اقولك عليها .
أومأ برأسه بتفهم ثم سكت قليلا قبل أن يلقي أسئلته التالية :
– والي اسمه وائل ده هرب ازاي وهيرجع امتى وأبوه فين ؟
– أول ما دخلت ولاحظ وجودي طلع بسرعة، مش عارفة راح فين بس الي عارفاه ان عندهم فيلا تانية في مكان تاني هما تقريبا عايشين فيها .. اما بالنسبة لابوه اعتقد انه مسافر .
أومأ عامر برأسه ثانية وشرد في الحال الذي وصلت إليه إبنة أخته ولم يفق إلا بعد دقائق على صوت نادية تقول بتردد :
– أنا عارفة انك شايل هم مستقبلها لانها مبقتش بنت بس أنا عندي حل .
رفع رأسه إليها سريعا منتظرا متابعة كلامها فإسترسلت :
– أنا ممكن اخلي ابني يتجوزها .
رفع عامر أحد حاجبيه بإستنكار فإستطردت سريعا :
– أقصد جواز صوري يعني عشان يستر عليها، وبعد سنة يطلقها وهي ساعتها تبقى تشوف حياتها .
نظر عامر إلى عيني نادية مباشرة وكأنه يحاول أن يلتقط الصدق فيهما لكنها قاطعت بحثه قائلة :
– بس مش هيعرف يجيبلها شبكة أو يعمللها فرح لانه لسه معندوش فلوس كفاية يعني لو وافقت هيبقى كتب كتاب على طول وبعدها تجي تعيش معانا هنا، ومتقلقش بنت أختك هتبقى في عيني .
سكتت بعد ذلك تاركة إياه يفكر في الأمر بحيرة، لكنه لم يستطع التوصل إلى قرار يبدي موافقته أو رفضه .. إبتسمت نادية بشفقة وربتت على كتفه هامسة بهدوء :
– خد وقتك وفكر كويس في العرض ده، واهو رقمي معاك اتصل بيا لما تاخد قرارك النهائي .

 

 

 

كانت مستمتعة بمشاهدة ذلك الفلم رفقة شقيقها عندما قاطع مشاهدتهما صوت طرقات على الباب .. وقفت بدور بتأفف وإتجهت نحوه ثم فتحته لتقع عينها على الطارق .
إبتسمت وهي ترى ليلى _ إبنة بثينة _ هي من تقف خلف الباب لكن إبتسامتها إنمحت عندما لاحظت كيف تنظر إليها من الأعلى الأسفل بقرف ثم قالت :
– هو انتِ بنت عمو أكرم الي كانت مختفية من زمان وظهرت فجأة ؟
تضايقت بدور من نظراتها وأجابت بغيظ :
– ايوه أنا .. اتفضلي عايزة حاجة ؟
تجاهلت ليلى سؤالها وأردفت بتعجرف وكأنها صاحبة القصر :
– وبتعملي ايه هنا ؟
رفعت بدور أحد حاجبيها بإستنكار وهتفت بغضب :
– أنا الي المفروض اسألك بتعملي ايه هنا وعايزة ايه من آدم ؟
– آدم ؟
هتفت بها ليلى بإستغراب وهي تنظر إلى باب الغرفة ثم إلى بقية الغرف الموجودة بهذا الطابق ثم قالت ببرود :
– اممم سوري غلطت في الاوضة، كنت فاكرة انها اوضة رسلان .
إشتعلت نيران الغيرة في قلب بدور وإنتبهت جميع حواسها إلى إسمه الذي نطقته هذه المتعجرفة فصاحت بغيرة :
– وعايزة ايه من رسلان إن شاء الله ؟
– ملكيش دعوة .
نطقت الأخرى بتلك الكلمات وكادت تبتعد عنها لتبحث عن غرفة رسلان لكنها توقفت للحظة وإلتفتت إليها قائلة ببسمة متكلفة :
– بس عشان اريحك هقولك .. خالد بعتني ليه عشان اوصله حاجة .
ألقت ليلى كلماتها تلك ثم إبتعدت عنها فهمّت بدور بالذهاب خلفها لكن صوت آدم الذي صدر من خلفها أوقفها :
– انتِ رايحة فين، استني !

 

 

 

إلتفتت إليه وقالت بإستعجال لتلحق بليلى :
– عايز ايه يا آدم ؟
أمسك بيدها ليمنعها من اللحاق بها هاتفا :
– انتِ مسمعتيش هي قالت ايه ؟
إستدرات بدور لتنظر إلى إثرها وتساءلت وهي تحاول سحب يدها منه :
– قالت ايه ؟
زفر آدم بغيظ ثم أمسك بذقنها ليدير وجهها إليه مردفا :
– يا بنتي ركزي معايا، البت قالتلك ان خالد هو الي بعتها لرسلان مع انه كان ممكن يبعت حد تاني او يروحله بنفسه .. عارفة يعني ايه ده ؟
تساءلت بدور بإستغراب وقد كفّت عن محاولة الذهاب خلف ليلى :
– يعني ايه ؟
– يعني ان خالد طلع خاين وبقى من الأعداء، وواضح انه ضد فكرة جوازك من رسلان .. وإلا مكنش هيبعتها ليه واحنا كلنا عارفين انها شبه أمها !
قالها بجدية كبيرة وهو يضيق عينيه مفكرا في خيانة إبن عمه كما سماها، لكنه تفاجأ ببدور تترك الموضوع الرئيسي وتتساءل بعدم فهم :
– شبه أمها ازاي ؟
زفر آدم بنفاذ صبر وصاح :
– أنا في ايه وانتِ في ايه ! يا بنتي بقولك خالد خاننا وبيحاول يبوظ علاقتك برسلان وانتِ بتسألي شبه أمها ازاي ؟
– بيحاول يبوظها ازاي ؟
كان ذلك صوت مريم التي ظهرت فجأة من العدم فإنتفضت بدور فزعا وصاحت :
– يخربيتك انتِ جيتِ امتى ؟ مش أخوكِ روحك من ساعتين كده ؟
أومأت مريم برأسها وأجابت :
– اها بس افتكرت اني نسيت الكتب الي اشتريتهم في عربية رسلان ورجعت عشان اخدهم .
أنهت كلامها ثم إلتفتت إلى آدم وأردفت بأعين ضيقة :
– مقلتليش، خالد بيحاول يبوظ علاقتهم ببعض ازاي ؟
أجاب آدم وقد سعد بوجود شخص مهتم :

 

 

 

– ده بعت بنت عمتو بثينة لرسلان وواضح انه قاصد كده .
صمتت مريم وهي تتذكر حديثها مع رسلان عندما أخبرها بأن خالد خطط لجعل تلك الفتاة وسيلة لإشعال غيرة بدور، وعند تلك النقطة زفرت بغيظ من تدخله بينهما بعد أن كادت بدور تعلن موافقتها عليه .
نظرت إلى آدم وتساءلت وهي تنوي وضع حد له :
– وهو فين دلوقتي ؟
إبتسم آدم بحماس وأجاب وهو يشير لها بأن تتبعه :
– تعالي ورايا ..
إتجه ناحية الدرج ونزل إلى الأسفل ليبحث عن خالد وتبعته مريم بهدوء .. أما بدور فقد تجاهلت أمر خالد وإتجهت إلى غرفة رسلان لتجد ليلى تخرج منها بملامح عادية ثم خرج خلفها رسلان .
تجاهلت ليلى وجود بدور ونزلت إلى الدور الأرضي وكاد رسلان يفعل المثل لولا وقوف بدور أمامه لتمنعه من متابعة طريقه .
رفع حاجبيه بإستغراب من حركتها وصاحت هي وهي تعقد حاجبيها بضيق :
– هي البت دي كانت عايزة منك ايه ؟
إلتزم الصمت وهو ينظر إلى عينيها مباشرة للحظات فشعرت بدور بالخجل وأخفضت رأسها لكنها لم تتحرك من مكانها منتظرة سماع إجابته .. إبتسم رسلان عندما إستشعر غيرتها ثم خجلها لكنه أخفى إبتسامته سريعا قبل أن تراها وقال بهدوء :
– عايزة تعرفي ليه ؟
توترت بدور عندما لم تجد إجابة لسؤاله لكنها أجابت بعد ثوان :
– فضول مش أكثر .
رفعت نظرها إليه في نهاية كلامها لكنها أخفضته ثانية عندما وضع كفه على شعرها وبعثره بحركة سريعة قائلا قبل أن يتركها ويتابع طريقه نحو الأسفل :
– الفضول ساعات بيبقى وحش اوي يا روحي ..

 

 

 

جلست مريم على الأريكة المتواجدة بغرفة المكتب الفارغة وهي تنظر إلى الباب الذي دخل منه خالد بعد أن أحضره آدم رغما عنه .. عقد حاجبيه بإستغراب حين وجدها تجلس هناك وترمقه بنظرات حادة فتساءل مخاطبا آدم :
– هو في ايه ؟
– في انك بتستعمل طرق غلط عشان تخلي بدور توافق على رسلان .
قالتها مريم وهي تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها فتساءل خالد بعدم فهم :
– قصدك ايه ؟
– مش انت بعتت الي اسمها ليلى لرسلان عشان تخلي بدور تغير وتوافق عليه ؟
وقبل أن يجيبها خالد بدهشة من معرفتها للأمر، قاطعه آدم قائلا بصدمة وبطريقة مضحكة :
– يعني انت عملت كده عشانهم مش عشان تبوظ علاقتهم ببعض زي ما كنت فاكر ؟ وأنا الي فرحت لاني اكتشفت ان في حد خاين في العيلة دي !
تجاهل خالد كلامه وحدث مريم قائلا ببرود :
– ايوه عملت كده عشانهم بس مش فاهم انتِ مالك ؟
إغتاظت مريم من كلمته الأخيرة وصاحت بغضب :
– هو ايه الي أنا مالي ؟ انت مش عارف ممكن يحصل ايه بسبب الحركة دي ؟
عقد خالد ذراعيه أمام صدره كما كانت تفعل هي وتساءل ببرود مستفز :
– هيحصل ايه مثلا ؟
أخذت مريم نفسا عميقا تحاول به تهدئة نفسها حتى لا تصرخ بوجهه ويصل صوت صراخها إلى الجميع ثم قالت بهدوء :
– أولا، بدور موافقة على رسلان بس لسه مقالتش حاجة وممكن تغير رأيها لو شافت ان ليلى بقت قريبة منه .. بدور غبية زيادة لدرجة انها ممكن تفتكر ان رسلان بدا يميل لليلى وساعتها هترفضه عشان يبقوا لبعض ..
سكتت قليلا لترى ردة فعله على كلامها والذي يبدو أنه لم يعجبه ثم أخذت نفسا آخر قبل أن تسترسل :
– ثانيا، الموضوع ده ممكن يأثر على ليلى لو اتعلقت برسلان بسبب قربهم من بعض والي هيكون بسببك طبعا، ده غير ان رسلان نفسه ممكن يتعلق بيها وده هيأثر على علاقته ببدور لو وافقت عليه مثلا ..
– كلامك مقنع بصراحة !

 

 

 

خرجت تلك الكلمات من فم آدم وهو يتابع كلام مريم بتركيز، بينما لوى خالد شفتيه بعدم إقتناع وهتف ساخرا :
– انتِ عايزة تقنعيني انك مهتمة اوي بعلاقة رسلان وبدور بعد ما كنتِ مش طايقة البنت أصلا وكان واضح انك مش عايزاه يتجوزها ؟
عقدت مريم حاجبيها بغضب وكادت تجيب إلا أنه قاطعها وهو يتجه إلى خارج المكتب :
– عموما ملكيش دعوة بالي بعمله وياريت انتِ بالذات متدخليش بين رسلان وبدور .
نظرت إلى إثره بغضب هاتفة :
– هو ماله ده ؟ يعني بعد كل الي قلته ولسه مصر يكمل الي بيعمله ؟
أومأ آدم برأسه وقال بثقة وهو يجلس على أحد المقاعد أمام المكتب :
– هو كلامك كان مقنع بجد بس خالد هيعمل الي في دماغه عندا فيكِ مش أكتر .. ابن عمي وعارفه !
– وأنا مش هستنى لحد ما تحصل حاجة بسببه، أنا هخلي رسلان يوقفه .
قالت كلماتها تلك وخرجت من غرفة المكتب باحثة عن رسلان، حتى وجدته ينزل من الدرج متجها ناحية قاعة الجلوس فأوقفته سريعا :
– استنى يا رسلان !
إنتبه رسلان إليها وتساءل باستغراب :
– مريم ؟ بتعملي ايه هنا ؟
– كنت جاية عشان اخد الكتب الي نسيتها في عربيتك بس كويس اني جيت وعرفت الي عرفته ..
– عرفتِ ايه ؟
تساءل رسلان بعدم فهم فأمسكت مريم بيده وسارت بها ناحية الدرج ثانية قائلة بجدية :
– تعال نطلع فوق، في موضوع مهم لازم نتكلم فيه .

 

 

 

– هاا ؟ في ايه ؟
جلست مريم على سرير رسلان وهي تستمع إلى سؤاله فأجابت بغيظ :
– في اني حذرتك قبل كده من انك تستغل ليلى عشان تخلي بدور تغير عليك .
عقد حاجبيه بإستغراب ثم هتف ببراءة :
– بس أنا معملتش كده !
– ابن عمك هو الي عمل، ولما كلمته قالي انتِ بالذات متدخليش وقال اني مش طايقة بدور ومش عايزة الجوازة دي تحصل !
نطقت بتلك الكلمات بضيق وفهم رسلان أنها تقصد خالد فقال بهدوء :
– سيبك منه، المهم ان أنا عارف انك عايزة تساعديني وان الكلام ده غلط .
– مشكلتي مش بس في الي قاله، أنا خايفة يبقى السبب في رفض بدور وهو مش حاسس .
أومأ برأسه بتفهم وظهرت شبه إبتسامة على وجهه حين قال :
– مع ان موضوع الغيرة ده عاجبني، بس هتكلم معاه فيه متقلقيش .
إبتسمت برضا ثم قالت وهي تمد يدها إليه :
– طب اديني مفتاح العربية دلوقتي عشان اخد حاجتي وامشي .
– لا أنا هجي معاكِ واوصلك، مينفعش تروحي لوحدك والدنيا بقت ظلمة .
قالها وهو يأخذ مفتاح سيارته فأومأت برأسها وخرجت من غرفته لتسبقه إلى الأسفل، لكنها توقفت أمام غرفة بدور وقررت أن تحدثها قليلا قبل مغادرتها فطرقت الباب منتظرة الرد إلا أنه لم يصلها .
إلتفتت إلى رسلان الذي جاء خلفها وحدثته بهدوء قبل أن تفتح الباب وتدخل الغرفة :
– استنى هنا دقيقة .
أغلقت الباب خلفها بعد دخولها فإنتبهت إلى بدور التي كانت تنام على بطنها وتغرس وجهها بالوسادة، إقتربت منها متسائلة :
– بدور ؟ انتِ كويسة ؟
رفعت بدور رأسها عن الوسادة لتنتبه مريم إلى وجنتيها المحمرتان بشدة فهتفت :
– ايه ده ؟ انتِ وشك أحمر اوي كده ليه ؟
– قالي يا روحي !
همست بها بدور بصوت منخفض فرفعت مريم حاجبيها متسائلة بتعجب :
– ايه ؟ مين الي قالك كده ؟
أجابت بدور بنفس نبرتها السابقة :
– رسلان ..
إبتسمت مريم عندما إستوعبت الأمر وأن إحمرار وجنتيها كان نتيجة خجلها، ورغم جهلها لما حدث بينهما إلا أنها هتفت بمرح :

 

 

 

– يعني كل الكسوف ده عشان قالك يا روحي ؟ امال لو قالك بحبك هتعملي ايه ؟
أخفضت بدور رأسها وبسمة خجولة إحتلت ثغرها، ثم رفعته بعد ثوان قائلة بجدية :
– أنا موافقة على رسلان، وهبلغ بابا النهاردة ..
بينما في الخارج، كان رسلان يستند على الجدار المجاور لباب غرفة بدور ينتظر مريم، حتى خرجت بعد دقائق وعلى ثغرها إبتسامة سعيدة حاولت إخفاءها وهي تحدثه قائلة :
– يلا بينا ..

في صباح الغد، إستعد رسلان للإنطلاق بسيارته بعد جلوس أمجد على المقعد الذي يجاوره عندما فُتح الباب الخلفي وركبت من خلاله بدور بكل هدوء .
رفع حاجبيه بإستنكار بينما إلتفت أمجد إليها متسائلا :
– انتِ بتعملي ايه ؟

 

 

 

رفعت كتفيها مجيبة ببرود :
– رايحة معاكم عشان نقابل الست الي شبه ماما .
ألقت بنظرة مغتاظة نحو رسلان عند نهاية كلامها فقال ببرود مشابه لبرودها :
– بس أنا موافقتش تروحي معانا .
– وأنا مش هسيبكم تروحوا من غيري !
قالتها بحنق وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بعناد فتنهد أمجد وهمس مخاطبا رسلان :
– خليها تروح معانا يا رسلان، مش هتحصل حاجة لو راحت .
أومأ رسلان بعدم إقتناع ثم ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن ينطلق بسيارته ناحية عنوان تلك المرأة والتي إستطاع معرفته عن طريق أحد أصدقائه الظباط ..
وصل بعد قرابة النصف ساعة تقريبا ثم توقف بالسيارة أمام فيلا صغيرة ذات طابق واحد في حي متواضع ليلفت إنتباه كل من أمجد وبدور اللذان علما أن هذا هو مكان إقامتها .
نزل ثلاثتهم وإقترب رسلان من باب الفيلا الخارجي ورن الجرس ثم تبادل النظرات معهم وكل واحد منهم يخفق قلبه بقوة ظنا منهم أن هذا الباب هو الفاصل بينهم وبين معرفة الحقيقة الكاملة .
فُتح الباب بعد ثوان قليلة بدت لهم وكأنها دقائق طويلة، ثم ظهرت من خلفه تلك المرأة والتي هتفت بدور فور رؤيتها :
– ماما ؟

يتبع …

اترك رد

error: Content is protected !!