روايات

رواية جمال الأسود 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود 2 البارت الثامن عشر

رواية جمال الأسود 2 الجزء الثامن عشر

رواية جمال الأسود 2 الحلقة الثامنة عشر

أخذها إلى منزل زجاجي صنع بداخل بركة من المياه كبيرة تحيطه من كل الجوانب فقط هذه المعدية التي نقلت السيارة إليه ثم ترجل من السيارة وفتح الباب الأخر فمد يده إليها، نظرت إليه يده ببسمة وعينيها تتجول فى المكان حولها بذهول من جماله، وضعت يدها فى راحة يده الممدودة وترجلت من السيارة ناظرة حولها حتى تقابلت عينيهما فشردت بجمال هذا الزوج الأخضر من العيون تحت أشعة الشمس الذهبية تزيدها من الجمال، تنفست بأرتباك من قربه وهو لم يبتعد خطوة حتى يفصح لها الطريق، بل ظل واقفًا محله مُستمتعًا بهذا القرب، تحدثت “مريم” باسمة بإشراق وبهجة تنير وجهها قائلة:-
-إحنا فين؟
شعرت بيده الأخري تلمس خصرها بدلال فقشعر بدنها كاملًا من لمسته وأغمضت عينيها بأستسلام لهذا الشعور المُربك رغم جماله ودفئه الذي لا يوصف، أقترب “جمال” خطوته الأخيرة منها مُعجبًا بملامحها وخجلها الذي جعل وجنتيها تتورد بأحمرار من حرارتها ودقات قلبها المتسارعة، لمس وجنتها بعد أن ترك يدها بلطف وقال:-
-مريم
فتحت عينيها بهدوء حتى تقتله حركة رموشها الجميلةوبريق عينيها العسليتين، تبسم “جمال” مُتابعًا الحديث:-
-أنتِ أجمل هدية بعتهالي ربنا، أنتِ العالم كله يا مريم، أفتكري دايمًا إنكِ خليتي راجل مبيعرفش يحب ولا يعبر عن مشاعر يقولك بحبك ويحضنك ويطمن بوجودك، خليتي راجل لعن كل ستات العالم يستني اللحظة اللى بيرجع فيها البيت عشان يترمي فى حضنك ويشبع من ملامحك، راجل كان مدمن على السجاير بقي مدمن على أنفاسك، مريم أنتِ غيرتي كل حاجة فيا، هزمتني وأنا قدامك قبلت الهزيمة يا مريم
عادت بذكرياتها مع كلماته لم ترى شخصًا فى برودته أو قساوته رغم دفئه، لم يتجرأ شخص على معارضته لكنه سمح لها بفعل ذلك، تمتمت “مريم” بنبرة دافئة:-
-ما عاش ولا كان اللى يهزمك يا جمال
داعب وجنتها بأبهامه بدلال مُبتسمًا بسعادة تغمره لهزيمتها إليه وقال بحب:-
-لو كان مريم فأنا قابل، أنتِ يا مريم هزمتني ولأول مرة أقبل بالهزيمة بس لما شوقك وحُبك غلبوني ولاقتني مُتيم بيكي وقلبي أسير لعشقك
ضحكت بعفوية على كلماته وعقلها يعبث فى الماضي وقالت:-
-مين يصدق أن جمال المصري بنفس بيقولي الكلام دا، لو كان حد قالي من سبع سنين أن جمال ممكن يقول كدة أو يخطفني قصاد الكل زة ما عملت مكنتش صدقت
تسللت يديه للأعلي يرفع غرتها خلف أذنها بإعجاب متأمل ملامحها الجميلة وكيف كبرت فتاته وأصبح امرأة شابة بهذا الجمال وفاتنة ومن نظرة واحدة قد تخطف قلوب كل الرجال، قال بهمس خافت:-
-من سبع سنين جيتي لقصري مرعوبة وضعيفة طفلة عمرها 18 سنة فى البطاقة لكن فى الواقع كأن عندك 14 سنة بريئة ومكسورة ودموعك مبتقفش، سبع سنين يا مريم سرقتي فيهم قلبي وعقلي وكل دنيتي، ياربي معقول مرة كل السنين دى وأنتِ فى حضني
تشبثت “مريم” بسترة من الخصر بعفوية وقالت:-
-كل السنين دى يا جمال غيروا كتير، شوف أنتِ بقيت بتقولي بحبك فى اليوم أكتر من 10 مرات ههههههههه
سألها بفضول على ضحكتها القوية قائلًا:-
-بتضحكي ليه؟
توقفت عن الضحكة بخباثة وقالت:-
-فاكر من سبع سنين لما قولتلك بحبك قوتها ضربتني كف يا الله أيدك كانت ناشفة أوى وقولت عليا عيلة مراهقة وحبت واحد قد أبوها….
قاطع حديثها فجأة بقبلة على وجنتها اليسري بنعومة ودافئة لتبتسم “مريم” بعفوية فكلما ذكرته بصفعته لها قبل وجنتها كأنه يزيل أثر الضربة رغم أنها تلاشت من زمن، تنفست بأريحية وهى تشعر بدفء أنفاسه وشفتيه الباردتين على وجنتها، أبتعد قليلًا عنها ثم قال بلطف:-
-حقك عليا يا روحي، مستحيل أنسي أنى كنت مجنون لما رفضت حبك لأن العيلة الرمراهقة ليلتها سرقت قلبي كله وبسبب غبائي والقلم اللى ضربته عاقبتني أربعة سنين ونص كاملين حارمني من صوتها وصورتها بعد ما سرقت قلبي وسابتني أتعذب من شوقي ليها
رفعت يدها وعينيها تحدق به عن هذا القرب وأنفاسه تضرب وجنتها؛ لتلمس وجنته وهذا اللحية الناعمة التى تعشقها بجنون وقالت ضاحكة:-
-ههههههه اه وعشان كدة أول ما جالى عريس خطبتني بالأجبار يالله عليكي يا جمال.. العشق غير فيك كتير
مسك يدها التى تلمس لحيته بحنان وقال هائمة فى عينيها وضربات قلبه تكاد تفقده عقله وصوابه من وجود “مريم” وحده:-
-قوليلي يا مريم معقول متتعشقيش، أنتِ أتخلقتي عشان أعشقك وبس وأصلًا العشق أتخلق عشانك لوحدك، أحم تعالي خليني أوريكي حاجة لأني ماسك نفسي بالعافية أصلًا
تبسمت بخجل شديد عليه وهى تعلم بما يفكر فأخذها من يدها ودلف إلى المنزل لتُدهش عندما وجنته كمعرض خاص بها، ملابسها التي جاءت إليه بها لأول مرة، هاتفها الذي أهداها إياه كأول هدية وصور كثير لها فى مراهقتها بفضل “جين” الذي كان يصورها تلقائيًا ويرسل الصور له، وأول يوم فى الجامعة حتى حفل تخرجها الذي لم يحضره بسبب خصامهما، دمعت عينيها بغزارة وسالت الدموع على وجنتيها من السعادة وهذا الشعور الذي لم تقو على تحمله، كيف جمع “جمال” كل شيء خاص بها هنا، كيف صنع هذا المنزل وهو بمثابة العقل الصناعي الذي يحوي الذكريات فقط، تقدمت بقدميها للأمام وتنظر لكن جدران والصور الموجودة عليه حتى وصلت وأخيرًا إلى فستان زفافها وصورة جمعتها به فألتفت “مريم” إليه وهو ما زال واقفًا بجوار الباب يراقبها عن كثب فقالت ببكاء من السعادة:-
-جمال
ركضت إليه بجنون وأرتطمت بجسده بقوة ليطوقها بذراعيه بشدة كأنه لا يقبل بأن تخرج من صدره وتظل بقية عمرها بين ذراعيه فقط، شعرت بقوة ذراعيه عليها لكنها لم تقاوم بل تشبثت به أكثر وأكثر وبسبب طوله لم تصل قدمها للأرض نهائية وباتت مُعلقة فى عنقه كثيرة من الوقت وهو يأبي أن يتركها حتى رن هاتفها، أضطر مجبرًا علي تركها مُتذمرًا بسبب قطع لحظتهما، تنحنحت “مريم” بحرج وضيق تملكها لكن سرعان ما تذكرت عملها بعد رؤية اسم موظف القناة الفضائية يتصل بها فضربت جبينها بيدها وقالت:-
-أنا نسيت خالص، كله بسببك يا جمال
ضربته على ذراعه مُتذمرة فضحك على فتاته التى تقاعدت عن العمل وهو من طلب أن تعود والآن تضربه بسبب العمل، جلس على الأريكة ينتظرها بعد أن استقبلت الأتصال وأجلت الميعاد للغد بفضل زوجها، أنهت المكالمة وذهبت إليه تاركة الحقيبة على المقعد وجلست “مريم” قربه ببسمة ثم قالت بهمس ويديها تداعب صدره وأزرار قميصه:-
-معاك يوم واحد بس
أنزل “جمال” قدمه عن الأخري وجذبها إليه بذراعه الأيسر يضمها بشوق والسعادة تضرب أوتار قلبه وظهرت بسمته، أقترب أكثر منها وشعرت بلحيته تداعب وجنتها فأنتفض جسدها عشقًا وسمعته يهمس إليهاعن قرب:-
-والله ميكفيني فى عشقك العمر كله يا مريم
أغمضت عينيها مُستسلمة لهذا الرجل الذي أحتلال كيانها، كل ما تعرفه عن الإحتلال أنه دمار وهزيمة، بل نكسة تصيب المُحتلين لكن إحتلال “جمال” إليها كان سلامًا وأمانًا فلن تقبل سوى بأحتلاله وتخلت عن الحرية التى ستأتي إليه بدونه…………
____________________________________
“مستشفي القاضي”
داخل غرفة “جميلة” كانت “ولاء” جوارها وتجلس تتحدث فى الهاتف لا تبالي بشيء وتجلس معها كأنها تنفذ مهمة، فتحت “جميلة” عينيها بتعب وبدأت أصابعها تتحرك بصعوبة، هرع “حسام” إليها بسعادة بعد أن سمع أنينها ووقف مُنحني جوارها بسعادة تغمره وقال:-
-جميلة حبيبتي
أخذ يدها فى يديه وبدأ يقبلها بسعادة مُمتنة ليقظتها وعودتها للحياة سالمة وقلبه تراقص فرحًا، بل عاد للحياة يحيا من جديد بنبضاته التى ردت إليه بعودة المحبوبة لكن سرعان ما تمزق هذا الشعور وتوقف عن تقبيلها بصدمة ألجمته عندما تحدثت “جميلة” بصوت مبحوح قائلة:-
-حسام، أنتوا طافين النور ليه؟ أفتحوا خلينى أشوفك
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمته التى ألجمته بل شلت كل تفكيره وعينيه التى تحدق بوجه زوجته ثم نظر إلى والدته “ولاء” والغرفة المُضيئة، ترجم عقله ما تفوهت به وتمتم بنبرة مُرعبة:-
-أنا هشوف الدكتور
هرع للخارج مُسرعًا بصدمة ويتمنى ألا تكن زوجته فقدت بصرها حقًا ويكن هذا مجرد عرض للغيبوبة أو الجراحة التى حدثت فى رأسها، جاء طبيب المخ والأعصاب بصحبة طبيب العيون ثم دلفت “مسك” أثناء الفحص، وبعد أن فحصها الجميع، سألت “جميلة” بتوتر من رؤيتها المظلمة رغم مرور الوقت وحضور الأطباء:-
-أنا مش شايفة حاجة ليه؟
نظر الأطباء إلى “حسام” بنظرة أسفة ليُدرك ان ما توقعه حقيقي وزوجته فقدت بصرها فى هذه الحادثة، أقترب منها وأخذ يدها فى يده فعلمت من هو من لمسة يديه وقالت بأنهيار:-
-حسام أنا مش شايفة حاجة، أنا أتعمت صح
جهشت فى البكاء والأنهيار حتى تحول البكاء إلى صراخ ونوبات أنهيار فضمها “حسام” بقوة بين ذراعيه ويمسح على رأسها بلطف ودموعه ذرفت على وجنتيه من الحزن، أعطتها الممرضة حقنة مهدئة وسرعان ما أسترخي جسدها بين ذراعيه وغاصت فى نومها، تركها بالفراش وخرج مع الأطباء فى حضور “جمال” وعلم بما حدث إلى أخته فلم تكن حياتها وحدها فى خطر بل فقدت بصرها بسبب متربص مجهول لها ولم يفهم أحد سبب هذا الترصد بـ “جميلة”، تحدث الطبيب بهدوء:-
-إحنا هنعمل الفحوصات اللازمة وإذا كانت الجراحة حل هنعملها لكن قبل الفحوصات الكاملة مقدرش أكد حاجة
هز “حسام” رأسه بنعم بعجز وهو لا يملك شيء يفعله لأجلها الآن فلن يشفيها المال أو السلطة ولا حتى المكانة والثراء التي تعيش بها، الآن لن يشفيها سوى الخالق وحده…
أخذه “جمال” للأسفل حتى يخفف عنه قليلًا وجلس الأثنين معًا فى كافتيريا المستشفي وجاء “عاشور” لهم بالقهوة فأرتشفها “حسام” فى صمت ساد بينهما حتى قطع هذا الصمت ممرضة تتحدث بتعجل قائلة:-
-أفتح الشاشة بسرعة
جلست على الطاولة بوجبة الغداء الخاصة بها بحماس وسعادة تغمرها بل سبب لكن سرعان ما أدرك “جمال” السبب وكان رؤيتها لعودة “مريم” للشاشة ويبدو أنها من متابعين زوجته الجميلة التى أفتتحت برنامجها الجديد (كيف تكونين الأفضل؟ )، قال “جمال” بهدوء:-
-اهدأ يا حسام ورتب أفكارك، جميلة لما تصحي هتكون محتاجك جنبها أكثر من أى حد ومش هينفع تشوفك ضعف أو تحس أنك زعلان، ونصيحة مني لأني أخوها لو هتحس في لحظة أن جميلة عبء عليك يبقي ….
قاطعه “حسام” بحدة صارمة غاضبًا من كلماته مُتناسيًا أن من يجلس أمامه هو “جمال المصري”، بل كل ما اهتم إليه زوجته وعشقه إليه:-
-متكملش يا جمال، رجعتها ليا بالسلامة كفاية، أنا كنت ميت من غيرها وجميلة مستحيل تكن عبء عليا أو حتى أشفق عليها ، جميلة قلبي وروحي يعنى حتة منى جواها وأم ابني وأنا مستحيل أتخلي عنها أو حُبي ليها يقل، عن أذنك
ذهب “حسام” من أمامه غاضبًا من كلماته بينما تبسم “جمال” بخفة على “حسام” فنظر إلى الشاشة حيث زوجته وقال بتمتمة:-
-كنت هندم عمري كله يا مريم لو رفضت أجوزه لجميلة زى ما أمي عملت، جه الوقت اللى ولاء هانم تفهم فيه قيمة الحب
خرج من المستشفي بعد أن مر على “غريب القاضي” مدير المستشفي يوصيه بأخته وأتخاذ اللازمة لأجلها، أنطلق إلي شركته وفور وصوله أستقبلته “أصالة” ببسمة هادئة وقالت:-
-تيام بيه الضبع منتظر حضرتك وشريف قاعد معه
أومأ إليها بنعم وسار بطريق مكتبه، تحدث “جمال” بعد ذهب “أصالة” قائلًا:-
-وصلت لفين؟
أجابه “عاشور” بثقة بعد أن أعطاه الهاتف وقال:-
-دا أخر واحد ظهر راكب العربية قبل الحادثة بأسبوع
نظر لوجه هذا الرجل وكان مألوفًا فقال بتمتمة غاضبًا من عقله:-
-أنا شوفته قبل كدة لكن فين لازم أفتكر…. دور عليه يا عاشور وتجبهولي أنا هأخد عينيه وكل فرد فى عيلته بدل عين جميلة اللى راحت
أومأ “عاشور” إليه بنعم ثم دلف إلى المكتب وكان “تيام” جالسًا هناك، تصافحا وقال:-
-عُذرًا للتأخير
-لا عادي أنا أتناقشت مع شريف على بنود العقد ووقعت ناقص توقيع حضرتك
قالها “تيام” بلطف فأومأ “جمال” إليه بنعم وأخذ العقود من شريف لينظر بها ثم وقعها وقال:-
-مبروك
_______________________________________
جلبت “مسك” شطيرتين من الدجاج المقرمش وقدمت واحدة إلى “مريم” ثم سارا معاً فى الطريق فنظرت “مريم” إليها بلطف:-
-بصراحة كان إحساس مربك وكنت متوترة جدًا يمكن لأن بقالي كتير مطلعتش قدام كاميرا
تبسمت “مسك” وقالت:-
-بس قدرتي وكنتِ جميلة ومنورة الشاشة، تشربي بيبسي.. أستني
أنطلقت “مسك” إلى سوبر ماركت ودلفت تشتري عبوتين من المشروبات الغازية وخرج لكنها لم تجد “مريم” فبحثت عنها كثيرًا ولم تجد لها أثر….
_____________________________________
فتح باب الغرفة ودلف “جابر” مُرتديًا بنطلون أسود وقميص رمادي اللون مفتوح أول زرين به، رآها كما هي بملابسها وتجلس على الفراش وتتكئ بذراعيها عليه كأنها تتواعد إليه بالأنتقام، وضع صينة الطعام على الطاولة بهدوء وقال:-
-الأكل
رفعت “غزل” رأسها إليه بغضب شديد ترمقه ثم قالت:-
-الأكل!! والله فاكرني كلبة عندك حابسها وبتجبلها الأكل
وضع يديه الأثنين فى جيوب بنطلونه ببرود ثم قال:-
-أنتِ اللى أضطرتني أعمل كدة
وقفت “غزل” من مكانها بانفعال كالمجنونة وقالت بصراخ ونبرة عالية:-
-أنت فاكر نفسك مين عشان تحبسني هنا؟ بصفتك أيه تقعدني فى بيتك ها؟
أخرج يده من جيبه ورفع سبابته فى وجهها بغضب سافر نابع من قلقه عليها وقال بانفعال هو الأخر:-
-دى مش بيتي دا سجنك يا غزل، ولو على مين فأنا أخدت الأذن من ولي أمرك غريب بيه، إحنا كلنا شلينا من مصايبك كتير تحبي أعدهم لك، لما رميتي نفسك مع عصابة بكر وساعتها وصلتي للموت ونجيتي منه بأعجوبة وبعدها لما دخلتي بيته وخطفك من القرية وغيره كتير، عايزني استن أيه؟ لما أجيبك منين المرة دى؟
كزت على أسنانها بأغتياظ شديد من أفعاله وقالت بتهديد واضح:-
-أنتوا فاكرين أنكم تقدروا تمنعوني ها؟ ولا فاكر نفسك هتقدر تحبسني هنا؟ دى جريمة وأنت خاطف أنثي يا جابر
تقدم خطوة إليها بغرور ورفع حاجبه بمكر شديد لتبتلع لعابها من التوتر وعادت بخطواتها للخلف وهو يقترب أكثر متطلعًا بها من الرأس لأخمص القدم فقالت بتلعثم مُرتبكة:-
-أنت… أنا … والله لو قربت مني لأصوت وألم عليك ااااااه
كانت تهدده بتوتر وقدميها تعود للخلف حتى وصلت لحافة الفراش تقاطعها عن الحديث بعد تعثرها وكادت ان تسقط لتصرخ لكنها دُهشت عندما مسكها “جابر” من يدها قبل أن تسقط وتقابلت عيونهما معًا فى نظرة مطولة فأزدردت لعابها وتوردت وجنتيها، باتت عينيه تتجول بين عينيها الرمادتين واحدة تلو الأخري بإعجاب ثم قال:-
-أنا مستعد للسجن ما دام هحمي الأنثي دا
أسترخت “غزل” وتخلت عن تشنج جسدها بعد كلماته وظلت ترمقه بهدوء فى هدوء، ترك “جابر” يدها بحرج وعينيه لا تقوي على البُعد عنها أو تحاشي النظر إليها فقالت “غزل” بعفوية:-
-لكن قبل ما تتسجن الأنثي دى هدفعك تمن حبستها
هربت من أمامه ليركض “جابر” خلفها وهى لا تعرف الطريق وأين باب الشقة لتهرب منه فضحك عليها عندما راها حائرة ووصلت “غزل” إلى باب الشقة وقبل أن تفتحه صرخت بغضب بعد أن حملها “جابر”على ذراعيه وعاد بها إلى الداخل وبدات “غزل” تضربه بقوة بقبضتيها وقضمت كتفه بقوة ليقول بألم:-
-أنتِ فاكرة أنك هتقدري تهربي مني ….. اااه
حاولت القفز عن ذراعه بغضب مُتذمرة، لم تستسلم لترويضه إليها فحاول السيطرة عليها لكنها وضعت قدمها فى الحائط تصعب حركته لكنه سقط للخلف أرضًا بها وهى فوق ويديه تطوقها، توقف كلاهما عن الحركة وهدأت “غزل” تمامًا بعد أن أصبحت بين ذراعيه وفوقه تستمع لصوت دقات قلبه، تنفس “جابر” بأريحية وهدوء يخمد نيرانه، وقفت “غزل” بحرج من فعلتها وأعطته ظهرها ليقف “جابر” أيضًا بحرج ولم ينظر إليها فقالت بتمتمة:-
-أنا جوا
دلفت للغرفة وحدها من الحرج والشعور الذي أصابها لرجفة قلبها فأدركت أنها سقطت فى غرام هذا الرجل الشامخ، تنحنح “جابر” بأرتباك وأغلق باب الشقة جيدًا ودلف إلي غرفته دون أن يقيدها فى غرفته، جلست “غزل” إلى الطاولة ورأت “ملابس نظيفة مطوية لتبدل فستانها الذي ترتديه من أيام بعد أن أخذت حمام دافئ وتناولت الطعام ثم خرجت تصنع كوب من الشاي الأخضر، كانت تعلم انه بالداخل لكنه لم يسمح لها بالرحيل كليًا فأخذت حقيبتها الموجودة على الأريكة وأخرجت الهاتف، كان مغلقة بسبب بطاريته الفارغة فتنحنحت بحرج وذهبت إلى غرفته تدق عليها بلطف، خرج “جابر” بهدوء ودُهش من جمالها البرئ وهي ترتدي بيجامة قطني بنص كم فضفاضة وشعرها على الجانبين وحافية القادمين، تنحنح بخفة وقال:-
-نعم
-عايزة شاحن
قالتها “غزل” بحدة فسحب الهاتف من يدها بقوة وقال:-
-ومين قالك أن مسموح لك تستخدمي الفون بتاعك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة وصرخت به قائلة:-
-أنت اتجننت رسمي
حاولت أخذ الهاتف منه ليرفع يده للأعلي بحزم وقال بكبرياء:-
-لحد ما أنا أسمح بدا ممنوع تكلمي حد أو تشوفي حد، ويا أنا يا أنتِ يا غزل وأنتِ اللى جنيتي على نفسك
كزت على أسنانها بغيظ منه وهى تشعر بقيد حريتها كليًا فضربت قدمه بقوة وغادرت، تألم كثير من ضربتها لكنه أبتسم على قسوتها وشراستها ……..
_____________________________________
عادت “جميلة” للمنزل بوجه شاحب وحزينة بعد ما ألت إليه الأمور، كان “حسام” يساندها ويأخذ بيدها وساعدها فى صعود الدرج فقال بلطف:-
-على مهلك يا روحي
تنهدت بحزن وهى تشعر بالعجز وبسبب أصابتها ستترك عملها لن تصعد للطائرة مرة أخرى ولن تقودها، لم يفهم أى شخص قدر مُتعتها فى قيادة الطائرة، كان “حسام” يراقب تعابير وجهها وحزنها لكنه يحاول أن يتجنب هذا بلطفه وأظهار الحب إليه، تحدث “جمال” بنبرة دافئة:-
-براحتك يا جميلة، أنا هخلي حنان تجبلك يوسف…حنان
جاءت “حنان” إليه فقال بجدية:-
-ودي يوسف لأوضة جميلة، صحيح مريم رجعت؟
أجابته بلا مبالاة وهدوء:-
-لا مرجعتش
أومأ إليها بنعم ثم أتصل بزوجته وهو يسير إلى المكتب لكنها لم تجيب عليه مما أثار قلقه خصيصًا مع مرور الوقت حتى أصبحت الساعة العاشرة مساءًا ولم تعود ان تجيب على الهاتف، دخل على “جين” محاولًا الاستعلام عن سيارتها وأين هي؟ فوجدها فى القناة الفضائية لكن هاتف “مريم” فى مكان أخر، أنقبض قلبه رعبًا بلا سبب فوضع يده على قلبه بخوف وتمتمة بأسمها قائلًا:-
-مريم….
___________________________________
تجمع الرجلين حولها و”مريم” ترتجف رعبًا وخوفًا فدفعته بقوة بعيدًا عنها قائلة:-
-أبعد عني يا حيوان ….
صرخت بهلع عندما أخرج الأخر سكين مطوية صغيرة وفتحها ثم وضع السكين على عنقها مما أرعبها وجعلها تنتفض فزعًا، دمعت عينيها بخوف فلمس الرجل وجنتها بإعجاب ثم قال:-
-أنتِ أحلي بكتير من الشاشة
أبتلعت لعابها بخوف وقلبها يرتجف فزعًا وبدنها مٌرتعشًا من الخوف وهذا المكان المُظلم لكنها رغم خوفها فلم تستلسم لهذان الرجلان فدفعته بقوة بعيدًا وقالت:-
-أبعد عني يا زبالة والله لتدفع تمن عمايلك …..
رفع يده إلي الأعلي لكي يصفعها فصرخت “مريم” بشدة والأخر قدم السكين نحوها فجرح عنقها ……
______________________________
“قصــر جمــــال المصري ”
شعر “جمال” بوخزة حادة فى قلبه مما أرعبه وجعله يدرك أن محبوبته أصابها شيء حتمًا وهرع إلي الخارج كالمجنون لكن قبل أن يصعد السيارة أوقفه صوت هاتفه وكان رقم مجهولة فقال:-
-ألو
-أستاذ جمال
قالها رجل بنبرة صارمة فتنحنح “جمال” بهدوء وقال:-
-أيوة مين حضرتك
تحدث الرجل بنبرة خافتة عبر الهاتف يقول:-
-المقدم تامر البنهاوي محتاج حضرتك تنورنا فى قسم الزمالك
أبتلع “جمال” لعابه بخوف وأنقبض قلبه قلقًا على محبوبته فسأل بعد أن صعد للدرجة:-
-بخصوص مريم؟ حصلها حاجة
صمت المقدم لثواني مروا على “جمال” كالعمر بأكمله ثم أتاه صوت هذا الرجل يقول بنبرة خافتة :-
-كنت محتاج حضرتك تتعرف على الجثة فى المشرحة
أتسعت عيني “جمال” على مصراعيها بصدمة أوقفت قلبه عن النبض وسقط الهاتف من يده من صدمته، أصابه شعور الموت على قيد الحياة وإنتفاضة قلبه لم تكن من فراغ، لم يتخيل أنه ممكن ان يفقد “مريم” وعندما غابت عن ناظره ذهبت إلى المشرحة جثة، تنفس بصعوبة وعقله لم يتسوعب الأمر وتساقطت دموعه، تمالك أعصابه وانطلق كالمجنون إلى زوجته ودموعها لم تتوقف للحظة عن الأنهمار وذكريات “مريم” بأكملها تمر أمام عينيه حتى أنه حصل على أكثر من مخالفة على قيادته الجنونية، تمتم بصعوبة وصوت مبحوح:-
-مريم ……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *