Uncategorized

رواية غزوة حب الفصل العشرون 20 بقلم أسماء إيهاب

 رواية غزوة حب الفصل العشرون 20 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل العشرون 20 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل العشرون 20 بقلم أسماء إيهاب

تجلس فيروز جوار هناء المنهارة بين احضانها تبكي بـحزن شديد علي حالتها المثيرة للشفقة مع تجمع بسيط من النساء لاقامة واجب العزاء و من بينهم ندي والدت فيروز التي جاءت للعزاء من اجل فيروز فقط فـهي كانت تعتبرها لـ سنوات طويلة شقيقتها لا تنكر رغم ما فعلته بها و كم الكره الذي نشأ بينهم بـالفترة الاخيرة الا انها تشعر بـالحزن الشديد عليها ، مر الوقت و لازالت هناء مرتمية بين ذراعي فيروز التي تضمها إليها دون التوقف عن البكاء بـحسرة علي ابنتها الغالية لقد عاقبها الله علي حرمان ام من ابنتها الحبيبة و قد شعرت بما شعرت به والدت فيروز للتو شعور فقدان الولد هو اكثر شعور قسوة يمكن ان تشعر به ربتت فيروز علي ظهر هناء و هي تهمس بـصوت متحشرج من البكاء : 
_ ماما قومي معايا يا حبيبتي ارتاحي 
تشبثت هناء بها اكثر و هي تبكي بـصوت حاد لا تريدها ان ترحل هي الاخري يكفي ما تشعر به بعد فقدانها لابنتها الحبيبة وحيدتها تشعر بـقلبها يكاد يخرج من قفصها الصدري من شدة الألم التي تشعر به ، ازدادت دموعها تساقط و هي تضمها قائلة :
_ انا جنبك يا ماما مش هسيبك قومي معايا يا حبيبتي
نظرت الي ندي قائلة بـهدوء :
_ ماما معلش هبات هنا مع ماما هناء 
هزت ندي رأسها و هي تنظر الي هناء التي بـالفعل تعاني لـ تقف و هي تنظر الي هناء قائلة بـهدوء :
_ البقاء لله يا مدام هناء 
انحنت تقبل رأس فيروز و هي تقول بـرفق : 
_ براحتك يا حبيبتي انا هنزل عشان بابا مستني تحت و هكلمك اطمن عليكي 
هزت فيروز رأسها بـامتنان الي والدتها التي غادرت بعد ذلك لـ تقف بـهدوء و هي تساند هناء و معها زينة التي عاونتها علي ذلك حتي وصلت الي غرفتها عاونتها علي التسطح علي الفراش بـرفق و دثرتها بـالغطاء و جلست جوارها تربت علي يدها و تقبلها بين الحين و الآخر حتي غاصت هناء في نوم عميق من اثر الارهاق و البكاء الذي انهك روحها لـ تنظر زينة الي فيروز و هي تقول : 
_ شكلك انتي كمان تعبانة يا فيروز روحي ارتاحي 
نظرت اليها فيروز بـبكاء ثم القت نظرة علي هناء لـ تقترب منها زينة تحتضنها بـحنو في حين ضمتها زينة اليها بـقوة و هي تحاول السيطرة علي نفسها ابعدتها زينة عنها قليلاً تمسح دموعها و تربت علي ظهرها بـرفق و هي تقول :
_ اهدي يا حبيبتي اهدي 
تنفست فيروز بـهدوء حتي هدئت لـ تهز رأسها بـايجاب بـمعني انا بخير و هي تربت علي يدها بـامتنان قائلة : 
_ شكراً انك جنبي يا زينة 
_ متبقيش هبلة يا فيروز انتي اختي 
انار هاتفها الذي بـيدها الموضوع علي الوضع الصامت نظرت الي الشاشة لـ تجده والدها لـ تفتح الاتصال و هي تتحدث اليه :
_ أيوة يا بابا العزا خلص تحت .. لا هستني مع فيروز 
لـ تنظر اليها فيروز و هي تهز رأسها بـنفي قائلة : 
_ لا روحي انتي يا زينة انا هنام 
نظرت إليها زينة لـ تهز فيروز رأسها من جديد قائلة : 
_ أيوة و الله متخافيش هقوم انام روحي انتي 
تنهدت زينة و هي تجيب والدها :
_ أيوة يا بابا ثواني و هنزلك .. ماشي سلام 
اغلقت الهاتف مع والدها تنظر الي فيروز متسائلة :
_ متأكدة انك مش عايزاني افضل معاكي
هزت فيروز رأسها بـنفي و هي تربت علي كتفها قائلة : 
_ لا يا حبيبتي روحي انتي و انا هكلمك الصبح عشان اطمن حسام عمل اية 
تنهدت زينة بـضيق و هي تقف مستعدة للرحيل قائلة : 
_ ربنا يستر ، المهم خلي بالك من نفسك و نامي و ارتاحي
خرجت زينة ذاهبة من المنزل متجهة الي والدها بـالاسفل حتي يذهبان الي المنزل لـ تنسحب فيروز من جوارها بـهدوء حتي لا تشعر بها ، مسحت دموعها التي لم تقف عن السقوط و هي تخرج من غرفة هناء في حين فُتح الباب و دلف من الداخل السيد اكرم خاوي يبدو عليه الحزن الشديد و الارهاق بـآن واحد رفع رأسه و حين وجد فيروز ادمعت عينه و هو يفتح ذراعيه اليها قائلاً بـهمس ضعيف :
_ فيروز 
ركضت فيروز تحتضن اكرم بـقوة و هي تبكي بـصمت و هو الاخر بدأ بـالبكاء علي ابنته التي دفنها بـيده شدد علي احتضان ابنته الحبيبة و لن يتخلي عن فكرة ابنته ابداً مهما ابتعدت عنهم الا انها ابنته التي تربت بين يديه شبت علي ذراعيه لـ يهمس لها بـاعتذار :
_ انا اسف يا فيروز حقك عليا يا بنتي 
ربتت فيروز علي ذراع اكرم بعد ان ابتعدت عنه ثم رفعت يدها تمسح دموعه الغالية و هي تنظر الي وجهه المرهق الذابل قائلة : 
_ متتأسفش يا بابا اكيد ربنا بيحبني عشان انت اللي ربتني 
ربتت علي كتفه و هي تقول بهدوء :
_ ادخل ارتاح شوية شكلك تعبان 
قبل اكرم رأسها و هو يربت علي كتفها بـحنان ثم اتجه نحو غرفته في حين تنهدت هي تمسح دموعها تتوجه نحو غرفتها و ما ان فتحت الباب حتي وجدت صوت هاتفها يصدح تقدمت الي الداخل غالقة الباب خلفها جلست علي طرف الفراش تمسك بـالهاتف تنظر الي اسمه الذي ينير شاشة مطولاً ثم ضغطت علي الاستجابة و هي تضع الهاتف علي اذنها تستمع الي صوته الهاتف المنبعث من الطرف الاخر قائلاً :
_ فيروز 
همهمت دون كلمة لـ يتحدث هو قائلاً من جديد : 
_ انتي كويسة 
تنهدت و هي تعود بـرأسها الي الخلف تغمض عينها و هي تقول : 
_ كويسة
لـ يرد هو من الطرف الآخر قائلاً :
_ صوتك بيقول العكس 
تنهدت بـثقل و هي تعتدل و تمد يدها تفك حجابها و القته علي الفراش جوارها و هي تقول : 
_ انا تعبانة يا شهاب تعبانة بجد محتاجة هدنة بعيد عن اي ناس عن اي احداث او اي شئ بعيد في هدوء افكر افكر كتير لحد ما اوصل لحل لكل حاجة في حياتي
صمت شهاب قليلاً ثم وجدته يتحدث قائلاً : 
_ عايزة تفكري في اية و نفكر سوا و نحله مع بعض 
طال صوتها و قد شردت عينها في نقطة بعيدة لـ تتحدث من بين ازدحام افكارها و تضارب مشاعرها :
_ أفكر في اللي عملته انا كنت غلط من الاول اني كنت بكلمك من ورا اهلي عشان كدا اتعاقبت بفراقك 
ظل صامتاً مستمعاً إليها لـ تتحدث من جديد قائلة : 
_ هو عشان ماما هناء اخدتني من ماما اتعاقبت بفراق ياسمين يعني انا السبب في حاجتين .. ياسمين كانت عارفة عشان كدا كانت بتكره ان باباها و ماماتها بيعملوني كدا فعملت كل دا يعني انا السبب في دي كمان 
تسطحت علي الفراش و هي تنظر الي الاعلي قائلة بـاختناق : 
_ طب اخر سؤال انت تستاهل فرصة ، اثق فيك و اقرب تاني و اتوجع و لا ابعد و اكفي خيري شري و ابعد عن وجع القلب دا 
صمتت تغمض عينها بـضيق لـ يتحدث هو مجيب عليها بـهدوء :
_ انا بحبك دي اجابة كل اسئلتك عندي يا عيون الفيروز بحبك و بس مكنش في ايدي كل اللي عشناه و لا في ايدك انتي في ايدك اية انها حقدت عليكي انتي في ايدك اية ان دا كان عقاب هناء انتي كان في ايدك اية في فراقنا و وجعنا 
تنهدت هي بـثقل و هي تكمل تأملها نحو السقف حتي همس بـاسمها لـ تهمهم بـاجابة لـ يتحدث قائلاً بـهدوء : 
_ مش هتقولي حاجة لسة بتحبيني و لا مشاعرك اختلفت 
عندما طال صمتها تحدث بـنبرة ظهرت حزينة متألمة : 
_ بقينا فين يا عيون الفيروز 
مسحت دموعها بـقوة و هي تنظر الي الهاتف لـ تجلس علي الفراش باعتدال و هي تقول : 
_ بقينا تايهين يا شهاب ركز في الفرق ما بين دلوقتي و بين قبل ٦ سنين مثلاً كل واحد بقي في مكان غير التاني بس تعرف 
انتظر ما بعد لـ تتنهد بـقوة و هي تتحدث بـخفوت : 
_ رغم كل دا لسة بحبك 
انقطعت انفاسه للحظات غير مصدق انها تصرح بـحبها له بعد كل ذلك الوقت لقد تملك منه الاحباط في علاقتهم و انها سـتعود كما في السابق و لكن الآن احيت له ذلك الامل به و زادت تشبثه بـالمعافرة حتي يصل الي قلبها من جديد محطماً اي حواجز تعثره في طريقه إليها واعداً نفسه قبلها انها سـتكون زوجته يوماً ما قريب جداً تحدث بـالاخير بعد ان تلقي تلك الصدمة قائلاً : 
_ دي احلي جملة انا سمعتها في حياتي اوعدك يا فيروز ان عمر ما في حاجة هتفرقنا عن بعض ابداً حتي لو هموت المرة دي 
رغم ان حبه مستمر في قلبها و لم يتزحزح الا ان هناك جزء بارد لا يتوقع ارتباطهم في يوم ما و ان لم يحدث فـهذا لم يعد املها الوحيد بـالحياة كما بـالسابق بل اكتسبت مناعة شديدة للفراق همست بـارهاق و هي تغمض عينها بـتعب : 
_ انا عايزة انام هقفل دلوقتي تصبح علي خير
ابتسم و ظهر ذلك بـنبرة صوته المبهجة و هو يقول : 
_ و انتي من اهلي يا عيون الفيروز 
***********************************
صباح يوم جديد دق فيه باب منزل زينة التي كانت تستعد للخروج و الذهاب الي رفيقتها لـ تظل بـجوارها فتحت الباب لـ تجده حسام أغمضت عينها تتنفس لـ ثواني ثم فتحت عينها تنظر الي بـجمود قائلة بـاستفهام : 
_ خير يا حسام ؟
تفحص ملامحها لـ برهة و هو صامت و داخل عينه نظرة غريبة غامضة عليها لا تعلم فحواها تنحنحت حين طال النظر اليها لـ ينحني اليها في حين حاولت هي العودة الي الخلف الا ان يده التي وضعها علي ظهرها يثبتها منعتها من ذلك لـ يقترب من اذنها هامساً : 
_ جاي اقولك لـزوجتي العزيزة انها هتكون في بيتي بكرا و بالقوة و غصب عنها و عن ابوها 
شعر بتصلب جسدها و صدمتها من حديثه لـ يقبل وجنتها و هو يتحدث من جديد : 
_ شوفتي انه كل خير يا حبيبتي 
ابعدت عنها ينظر اليها بـهدوء و هي تنظر اليه بـصدمة جالية علي معالم وجهها ، حركت رأسها بـالنفي و هي تقول سريعاً حين وجدته يتحرك لـ ينزل الدرج : 
_ لا حسام استني 
توقف يلتفت اليها لـ تسرع نحوه و هي تغلق الباب خلفها عدلت حقيبتها علي كتفها و هي تمسك بـيده تتحدث بـتوسل : 
_ حسام عشان خاطري بلاش تعمل كدا بلاش تكرهني فيك 
اعينه المشتاقة تخبره ان يتفحصها جيداً و قلبه المتسارعة دقاته اخبره ان يحتضنها بـقوة لـعله يهدئ من اشتياقه اما عن جنونه فـ يخبره ان يختطفها الآن و يكمل زوجه منها ضارباً بـكل شئ عرض الحائط ، ابتلع ريقه بـصعوبة و هو يتخيل ذلك لـ يرفع يده يضعها علي وجهها يمرر سبابته علي شفتيها و هو يقول : 
_ يبقي نكمل فرحنا و نتجاوز اللي حصل و انا حقك هجبهولك لحد عندك انا عارف انها غلطت في حقك بس دا ميدكيش الحق انك تقرري الطلاق من غير ما ترجعيلي او نتكلم زي الناس المتحضرة 
حاولت ابعاد رأسها عنه و هي تتحدث بـارتباك واضح بـتلعثم كلماتها : 
_ بس انا مش عايزاك تعمل حاجة مامتك رافضاها و انا بعد اللي حصل مش هقبل ان اكون في عيلة غير مرغوب فيا 
شدد علي رأسها و لم يجعل لها الفرصة بـالهرب منه بل دفعها بـرفق نحو الحائط خلفها محاصراً إياها بـجسده الضخم نظرت حولها بـتوتر و هي تقول :
_ حسام انت بتعمل اية احنا علي السلم 
مرر سبابته علي شفتيها مرة اخري بـطريقة اكثر اغراء و هو يقول بهدوء :
_ انا بس اللي اقرر حاجة زي دي يا زينة مش ممكن هسمح ليكي تعيشيني نفس الايام من تاني كفاية اللي عشته انا بس اللي اقرر حياتي عايزها ازاي و انا اخترتك انتي هاخدك و نعيش بعيد عن امي 
كادت تعترض الا انه قطع اعتراضها حين انحني يلثم ثغرها بـقبلة عميقة مليئة بـالشغف و هو يحاوط بـيد وجهها و بـاليد الاخري خصرها يـشدد علي التصاقها به لعله يطفئ نيران الشوق بـداخله ، انقطعت انفاسها و ظهر هذا بـلهاثها حين ابتعد عنها حسام ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي تنظر اليه لـ يمرر يده علي خصرها بـرفق و هو يقول :
_ عايز اتمم جوازك منك يا زينة مش عايز نفترق ابداً 
اغمضت عينها تستمتع بـكلماته اللينة لـ دقيقة حتي انتبهت انه قد اقترب منها من جديد و انها تقف معه علي الدرج لـ تفتح عينها واضعة يدها علي صدره قائلة بـتلعثم :
_ حسام احنا علي السلم و بعدين كلامك دا موتر جداً 
داعب انفه بـانفها و هو يتسأل :
_ يعني موافقة و لا في عقبات تاني قدامنا 
_ حسام عشان خاطري
توسلت لـ يبتعد لـ ينظر الي عمق عينها و هو يكرر سؤاله مرة اخري لـ تجيبه سريعاً و هي تحاول الابتعاد عنه :
_ حاضر موافقة بس ابعد بقي 
قربها اليه اكثر يضغط علي خصرها اكثر و هو يقول بهدوء :
_ يعني مش هترجعي في كلامك تاني 
هزت رأسها بـنفي و هي تقول : 
_ ابداً و الله خلاص بقي يا حسام شكلنا وحش لو حد طلع و شافنا بالشكل دا 
قبلها قبلة سطحية و هو يبتعد عنها قليلاً ناظراً اليها و الي ملابسها السمراء قائلاً :
_ رايحة فين 
اجابت ببساطة و هي تنظر اليه :
_ رايح لفيروز ياسمين ماتت و لازم اكون جنبها في الوقت دا محتاجة دعم عشان تقدر تدعم طنط هناء
لم يمنع نفسه تلك المرة ايضاً من انتشالها داخل احضانه يشدد عليها بـقوة و كأنه يريد ادخالها بين ثنايا روحه ، استنشقت هي عطره المحبب لها في حين ربت هو بـحنان علي ظهرها قائلاً :
_ انا بحبك يا زينة اكتر ما تتصوري بلاش اي حاجة تفرقنا بلاش الطيش و الهبل و العناد دا بلاش اي حاجة تفكرك انك ممكن تقدري تبعدي عني من يوم ما كتبت كتابك مع عمي و انا وعدت نفسي انك عمرك في يوم ما هتبعدي حتي لو انتي عايزة دا حتي لو هتعيشي معايا بالغصب بس تبقي جنبي اوعديني انك عمرك ما هتبعدي عني تاني اوعديني انك حتي لو حصل اي مشاكل بينا نقعد و نتكلم و نحل كل حاجة بنفسنا بلاش تسرع و لا طيش و لا عند في نفسنا خلينا نعيش حياة هادية نتقبلها 
تنهدت زينة بـقوة و هي توصد عينها تلف يدها حول خصره تبادله احتضانه و هي تقول بـراحة :
_ اوعدك يا حسام 
***********************************
خرج طارق من المشفي و كانت بـاستقباله عمته ندي التي احتضنته بـشدة و هي تبتسم بـبهجة قائلة :
_ حمد الله علي سلامتك يا حبيبي 
ابتعد طارق يقبل رأس ندي بحب قائلاً : 
_ الله يسلمك يا عمتو 
بحث بـعينه بـارجاء المنزل و هو يتسأل :
_ اومال فين ايلين 
_ ايلين البنت اللي اتربت معاها ماتت و كانت بتعتبرها اختها عشان كدا هي هناك 
هز رأسه بـتفهم و هو يجيبها بـهدوء : 
_ اه طب انتي رايحلها 
هزت ندي رأسها بايجاب و هي تقول : 
_ ايوة يا حبيبي اطلع انت ارتاح و كلم مامتك طمنها عليك عشان زعلانة انها مش عارفة تنزل من السفر تشوفك 
كادت ان تغادر لـ يوقفها هو قائلاً :
_ استني يا عمتو انا هاجي معاكي اشوف ايلين 
_ تمام يلا بينا
غادرا نحو منزل فيروز التي كانت تجلس جوار هناء بعد ان استيقظت تحاول اطعامها و لو القليل حتي تقدر علي التحمل نظرت الي اكرم الجالس امامهم بـصمت قائلة بـضيق :
_ شوف يا بابا ماما مش راضية تاكل و لا لقمة واحدة 
نظر اكرم نحو هناء ثم تحدث الي فيروز قائلاً : 
_ قومي انتي اعمليلي فنجان قهوة يا فيروز 
تنهد فيروز و هي تقف تهز رأسها بـطاعة لـ يتقدم اكرم يجلس جوار هناء يقبل رأسها و هو يكبح دموعه التي ستسقط رغماً عنه ثم امسك بـ قطعة من الخبز يطعمها اياها ابعدت رأسها عنه و هي تقول بـضعف : 
_ مليش نفس يا اكرم عشان خاطري 
قدم الطعام منها من جديد و هو يقول :
_ عشان خاطري انا يا هناء كلي حاجة 
سقطت دمعة منها علي وجنتها و هي تبتعد الي الخلف قائلة : 
_ ابعد يا اكرم مش عايزة حاجة 
احكم اكرم قبضته عليها و ادخل الطعام بـفمها رغماً عنها و هي تتلوي قاصدة الابتعاد ابتعد عنها حين ادخل الطعام في فمها و سقطت منها دمعة وجدها نافرة للطعام بـفمها لـ ينظر اليها بـحدة قائلاً بـأمر :
_ ابلعي الاكل 
ابتلعت رغماً عنها و اجباراً و هي تبكي و كأنها عادت طفلة صغيرة من جديد يطعمها والدها بـقوة حين ابتلعت نظرت اليه و هي تهمس بـضعف :
_ اكرم 
التفت اليها اكرم حاوط كتفها يربت عليه بـحنو و هو يجيب : 
_ ايوة يا حبيبتي 
لـ تتحدث هي سريعاً بـلهفة : 
_ خلي فيروز معانا 
تنهد اكرم ناظراً اليها و هو يقول بـهدوء : 
_ مقدرش اجبرها تقعد معانا يا هناء كفاية اننا بعدناها عن اهلها اكتر من ٢٠ سنة كفاية انها مش عارفة تتأقلم معاهم مش عارفة تحس انهم اهلها بجد 
ارتجفت شفتي هناء و بدأت بالبكاء بحدة حتي احتضنها اكرم يهمس اليها بـكلمات مواسية تخفف من حرج قلبها الغائر حتي نظرت اليها بـهدوء و هي تمسح دموعها قائلة بـصوت مهلك من كثرة البكاء : 
_ مش هطلب منها تقعد يا اكرم بس عشان خاطري حاول من غير ضغط عليها 
هز رأسه بـايجاب و هو يقبل قمة رأسها في حين طرق الباب لـ يقف اكرم متقدماً نحو الباب يفتحه لـ يجد ندي خلفه و معها شاب وسيم فارع الطول لـ يتحدث مرحباً بها و هو يشير الي الداخل قائلاً :
_ اهلا يا مدام ندي اتفضلي 
دلفت ندي و خلفها طارق و هي تلقي السلام علي مسامعهم بـنبرتها الرقيقة و تقدمت من السيدة هناء تجلس جوارها و تتبادل معها اطراف الحديث تبعد اي لوم او غضب مما فعلته فهي بحالة لا تسمح لها 
بأي كلمة ، صافح طارق اكرم و قام بالتعريف عن نفسه و القاء كلمات التعازي علي مسامعه اشار اليه اكرم بالجلوس علي الاريكة القريبة منه و استأذن منه للغياب للحظات امسك بـحجاب فيروز الملقي علي الاريكة و توجه نحو المطبخ منادياً بأسمها …
امسكت فيروز بالصنية التي وضعت عليها قدح القهوه و حلمتها كي تخرج بها و هي تجيبه :
_ خلصت القهوة اهو يا بابا 
وضع الحجاب علي كتفها و هو يحمل عنها صنية القهوة قائلاً : 
_ البسي حجابك عشان والدتك و طارق برا 
هزت رأسها بـايجاب و هي تحكم الحجاب علي رأسها بعد ان عقصت خصلات شعرها علي هيئة كعكة فوضوية و خرجت معه الي الخارج صافحت والدتها و تقدمت من طارق و صافحته في حين تحدث هو بـهدوء : 
_ البقاء لله 
هزت رأسها بـهدوء و هي تجيبه :
_ الدوام لله حمد الله علي السلامة 
اشار طارق الي الاريكة الجالس عليها لـ تجلس جواره و هو يقول :
_ الله يسلمك
جلست علي الأريكة بجواره محافظة علي المساحة الشخصية بينهم تجاذب معها اطراف الحديث عن ما عاناه من اثر ثلاث عمليات جراحية و ما اثر غيبوبته علي عمله و مصالحه الشخصية و وجد اثر ذلك نفسياً أيضاً و بدأ بالحديث عن يوم التقاها بالصدفة منذ اربعة اشهر بل اكثر تنهد بحزن و هي تقول بهدوء :
_ يعني انت عرفت اني ايلين من اربع شهور 
هز رأسه بايجاب لـ تشرد عينها في قبل ذلك الوقت حين كانت تتألم بشدة و ينشق قلبها من الحزن و الخذلان تنحنحت و هي ترفع رأسها إليه قائلة :
_ طب عرفت منين اني ايلين و شوفتني فين 
عاد طارق بـذكرياته الي ذلك اليوم الذي وجدها به لـ يبدأ بالسرد اليها عن تفاصيل ذلك اليوم 
فلاش باك 
كان طارق يجلس بسيارته يقود بتعجل حتي يصل عمله حتي يلحق باجتماع هام سيعقد بعد خمس دقائق رن هاتفه لـ يمسك بالهاتف بجيب علي السكرتير الخاص به فتح الاتصال يجيب عليه و يعلمه انه في الطريق إلي الشركة لـ يغلق الهاتف و يضعه علي المقعد المجاور له رفع رأسه ينظر الي الطريق لـ يوقف السيارة بـقوة حين كاد ان يصدم فتاه و لكن جذبتها صديقتها من يدها بسرعة و هي تسب به ، نظر الي تلك الفتاه التي تشبه عمته ندي بذهول و عدم تصديق حين فاق من صدمته من ذلك نظر حوله يبحث عنها ليجدها تعبر الطريق هي و صديقتها لـ يخرج سريعاً من السيارة يركض خلفها سريعاً و لكنه لم يلحق بها فقد كانت عبرت الطريق اسرع نحوها بعد ان عبر هو الاخر الطريق ليجدها تودع صديقتها و هي تشير الي احد سيارات النقل العام و اسرعت تصعد بها لـ يشير هو الي سيارة اجرة عابرة بجواره و هو يسرع قائلاً بعد ان صعد بها :
_ ورا العربية دي بسرعة يا اسطا 
ظل خلفها بالسيارة حتي توقفت العربة المتواجدة بها و نزلت منها هي لـ يخرج من السيارة بعد ان حاسبه و لكنه لم يلحق بها لسرعتها حتي وجدها تصعد احدي البنايات السكنية كاد ان يصعد خلفها لكنه اصر ان يتأكد اولاً انها نفسها ابنة عمته المفقودة لكن ذلك الشبه بينها و بين عمته لا يحتاج الي تأكيد و لكن لزيادة التأكيد 
باك 
تحدث طارق قائلاً بهدوء :
_ و بعدين فضلت مراقبك و اجيب معلومات عن استاذ اكرم لحد ما بعت ظابط صاحبي و معاه ممرضة اخدت عينة دم من الكل علي اساس انه فحص سنوي للمنطقة بس اللي كنت قاصد منه الدم هو انتي و بعدها اتأكدت انك انتي ايلين و اليوم اللي كنت جاي اقولك عملت الحادثة و عملت تلت عمليات و دخلت في غيبوبة 
تنهدت بعمق و هي تنظر اليه و ما كادت ان تتحدث حتي رن جرس الباب و توجه اكرم لفتح الباب نظرت الي من ورا الباب لـ يطل شهاب من خلف الباب و عينه مسلطة عليها بنظرة تعلم محتواها جيداً تنقلت بصرها بينه و بين طارق ثم نظرت الي الاسفل غير مبالية بنظراته الحارقة الموجهة له
**********************************
كان السيد عبد العزيز داخل مكتبه بالمنزل حين دق الباب و طلب الطارق الدخول لـ يأذن له عبد العزيز ان يدخل ، دخلت الخادمة تتحدث بـاحترام و هي تقول بهدوء :
_ في واحد برا عايز حضرتك با عبد العزيز بيه 
نظر اليها عبد العزيز بعد ان اغلق الملف أمامه قائلاً بجدية :
_ مقالش اسمه يا ميرفت
هزت الخادمة رأسها بنفي و هي تقول :
_ لا يا بيه .. ادخله ؟
هز رأسه بـايجاب و هو يقف عن المقعد قائلاً :
_ دخليه يا ميرفت 
خرجت ميرفت و ما مرت سوا لحظات حتي دلف الي الداخل شخص غريب بالنسبة لعبد العزيز مد يده يصافحه و هو يشير الي المقعد الجلدي الموجود باخر الغرفة و هو يقول بهدوء : 
_ اهلاً و سهلاً اتفضل
جلس ذلك الشخص و جلس عبد العزيز بالمقعد المجاور له واضعاً قدم اعلي الاخر و هو يقول :
_ اتشرف بيك يا استاذ
ابتسم الاخر باتساع و هو يعتدل في مجلسه قائلاً :
_ انا اسمي علي سويف يا استاذ عبد العزيز 
هز عبد العزيز رأسه و هو يقول : 
_ اهلاً بيك اقدر اساعدك ازاي 
نظر اليه علي بابتسامة عريضة ثم وضع ساق فوق الاخري و هو يتحدث قائلاً :
_ انا جاي بخصوص يخصني انا و فيروز بنتك 
عقد عبد العزيز حاجبيه و هو ينظر اليه بتقييم ما الذي سيكون بين ابنته و هذا الشاب رأي علي استغراب عبد العزيز لـ يخرج من جيب سترته بعض الصور الفوتوغرافيه الذي امسك بهم عبد العزيز ما ان نظر ما بداخلهم حتي اتسعت عينه بـصدمة و احتل الذهول ملامح وجهه و هو ينظر من صورة الي اخري حتي انتهي من جميع الصور التي كانت بها فيروز في اوضاع حميمية مع علي اوضاع لا يمكن التقاط صورة  بالاصل لـ ينظر اليه قائلاً بتلعثم و قد عقدت الصدمة لسانه اصبح غير قادر علي الحديث :
_ اية دا و انت تبقي مين 
ضحك علي باستفزاز و هو يعتدل بـجلسته يتقدم في المقعد امام عبد العزيز قائلاً :
_ ما الصور قدام سيادتك اهي و موضحة انا مين و علاقتي بفيروز اية اما بالنسبة لاية دا ف دي صور ينتك معايا في حضني و علي سريري 
القي عبد العزيز الصور بالارض و هو يهب واقفاً عن المقعد يصرخ به بـصوت عالي حاد :
_ اخرس انت عارف انت بتتكلم مع مين و تبقي بنت مين دي اللي بتتكلم عنها
تقدم منه علي ينظر اليه بـقوة و هتف بوقاحة :
_ عارف يا باشا بس اللي اكيد ان بعد ما تتعرض الصور دي لا هيبقي في مركز و لا سلطة حتي شغلك كل حاجة هتخلص بمجرد ما حد يشوف الصور دي و يعرف ان اللي موجودة فيها دي تبقي بنت عبد العزيز بيه عضو مجلس الشعب السابق 
احتدت ملامح عبد العزيز بقسوة و هو يمسك بتلابيب علي قائلاً بغضب ساحق :
_ انت يا حيوان جاي تهددني في بيتي انت عارف انا ممكن اعمل فيك اية انت بمجرد كلمة مني متقدرش تشوف الشمس تاني
  و باستفزاز ابعد علي يد عبد العزيز و هو يقول :
_ براحة علي نفسك يا عمي شوية احنا عايزينك اومال مين هيجوزني انا و فيروز و ينفخ في الشمعة 
صفعة قوية تلقاها علي علي يد عبد العزيز  جعلت وجهه يلتف الي الجهة الاخري و قد نزف طرف شفتيه من قسوة الصفعة اشهر عبد العزيز سبابته بوجه علي قائلاً بغضب :
_ انت فاكر ان هصدفك يا حيوان اطلع برا و اياك تيجي هنا تاني 
مسح علي الدماء عن شفتاه و هو ينظر اليه بغضب ثم اخرج ورقة بها رقم هاتفه و وضع علي المكتب بـحدة و هو يقول :
_ ابقي كلمني علي الرقم دا و نتفق علي المبلغ اللي انا احدده ياما الصور دي هتتنشر في كل مكان و فوقها اسم سيادتك يا حضرت النائب المحترم 
يتبع……
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار

اترك رد

error: Content is protected !!