روايات

رواية رفيق الليالي الحلوة الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

  رواية رفيق الليالي الحلوة الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

رواية رفيق الليالي الحلوة البارت الخامس

رواية رفيق الليالي الحلوة الجزء الخامس

رواية رفيق الليالي الحلوة الحلقة الخامسة

العسكري فتح الحجز وهو بيقول : رفيق وأصيل وغالب السُلامي ، تعالوا معايا
قام رفيق وهو بيحط الولاعة في جيبه وضوافره وأطراف صوابعه متبهدلة من اللسع ، وخرج وراه أصيل وغالب
دخلوا مكتب الظابط ف لقوا بنت لابسة شنطة ظهر وطرحة وجنبها مامتها
غالب بصدمة : مليكة !
لفت هي ومن غير وعي منها مسكت إيده وقالت : أبيه غالب هما حبسوك ليه ؟
بصله الظابط بطرف عينه وقال : إبقي قولي لأبيه يا حبيبتي يحفظ لسانه عشان ميحطش نفسه في مواقف ميعرفش يخرج منها
غالب سمع كلمة ” حبيبتي ” ف إنحنى على مكتب الظابط وهو بيقول : لولا إننا في القسم ، أنا كُنت ..
لقى حد بيكتم بوقه وبيسحبه لورا ، كان أصيل وقال للظابط بهدوء : مُتشكرين يا باشا
سحب أصيل غالب من التيشيرت بتاعه ف بعد غالب إيد أصيل عنه بغضب وهو بيقول : نزل إيدك دي !
أصيل بتبريقة : خلينا نخرج من هنا عشان متتفتحش علينا أبواب جهنم ، وإبقى إتحكملنا في غيرتك دي شوية عشان خُلقي ضيق
خرج أصيل وهو حاطط إيده في جيبه ووراه رفيق
مسكت مليكة دراع غالب وهي بتقول : كُنت هتجنن عليك يا أبيه
مسك غالب دقنه الخفيفة وبص بعيونه الرمادي لمليكة وقال بصوته اللي بيخليها تترعش : وأنا كمان كُنت هتجنن عليكي يا ملكي
قلبها دق لإن غالب بالذات المُتحكم في قشعرتها بكلامه ، هي متعرفش راجل غيره إتربت وكبرت على إيده ، ف إبتسمتله
* خارج القسم
رفيق بنبرة باردة موجهه كلامه لأصيل : إشمعنا قررت تشوف بسنت إنهاردة تحديداً ؟
وقف أصيل مكانه من غير ما يلف ليه وقال : عشان مراتي حقي أشوفها وقت ما أحب
رفيق بلع ريقه وقال : هي مبقتش مراتك وخلعتك
لف أصيل ليه أخيراً وبصله بنظرة ذات معنى وقال : إنت بتلمح لإيه يا أبن إيمان ؟
قربله رفيق وهو مُبتسم وباصصله بتعالي وقال : مضيقاك إيمان مش كدا ؟ حتى بعد موتها مش مريحاك ..
أصيل بإبتسامة : ولو إنت كمان ضايقتني هتحصلها ، أصل حاسس إنها وحشاك مش عارف ليه
مسك رفيق أصيل من ياقة قميصه وهو بيقول : لو أخر حاجة هعملها قبل ما أموت إني أنتقم منك مش هتردد ! إنت فاهم !!
رفيق !
لف رفيق وبصلها لقاها ساندرا ، أخد نفسه بالعافية وهو بيدعك عيونه وبيقربلها ، بصلهم أصيل بإبتسامة جانبية ساخرة
ساندرا وهي بتحط إيديها على كتفه : إنت بخير ؟ البقاء لله في والدك أنا قريت رسالتك وعرفت إنك هنا من المسج ف جيت ، حصل حاجة جوا ؟
رفيق بتنهيدة ضيق : خُديني بعيد عن هنا قبل ما أرتكب جناية ، مش عاوز أقف معاهم
خدت ساندرا نفسها وهي بتبص بحقد لأصيل بعدين سحبت رفيق من دراعه وقالت : تعالى معايا ، هحجزلك أوضة في الفندق معايا مش هسيبك تبات معاهم
رفيق وهو بيرجع شعره لورا وبيتنهد : أنا مش عيل يا ساندرا عشان أخاف منهم ! محدش يقدر ييجي ناحيتي
ساندرا بأسف : مقصدش كدا والله ، بس مش هفرط فيك عشان تثبت إنك مش عيل ، طب بص يا رفيق إنهاردة بس تعالى بات في الفندق عشان ولا واحد فيكم متوازن نفسياً بسبب موت والدكم ، وبعدها إعمل اللي تحبه لو حابب ترجعلهم إرجع
خرج غالب في نفس التوقيت ومعاه مليكة ومامتها ، قرب غالب من أصيل وهو بيقول من بين سنانه : قولتلك تسعين مرة لما رفيق يكلمك ويوجهلك إتهامات متردش عليه ! مصمم تعمل مشاكل وتفضحنا ليه ؟
أصيل بعصبية : خلصنا من أم الحوار دا ياعم غالب الواد دا من ساعة ما أمه ماتت وهو قارف اللي جابونا ! وأنا هنا الكبير أنا اللي يتسمع كلامي !
غالب بهدوء : طب إخرس وسيبني أتعامل ..
قرب غالب من رفيق وساندرا وقال بهدوء : مساء الخير ، زميلة رفيق ؟
ساندرا بذوق : أيوة ، عرفت ظروفه من المسج بتاعته ف جيت أكون جنبه .. البقاء لله
غالب بإبتسامة : ونعم بالله إحنا ناس مؤمنين وعارفين إن دا قدر ، يلا يا رفيق عشان نروح
ساندرا بسرعة : حضرتك أخوه صح ؟ لو ينفع رفيق يبات في غرفة الفندق اللي أنا فيه لإنه كان بيتخانق وأعصابكم مشدودة مش حاسة هتقدروا تقعدوا سواا ، ووقت الدفن أكيد هيكون موجود سمعت آن وصية الوالد ميتدفنش بالليل
غالب ببرود : الوالد مكتبش وصية ، ملحقش يكتب هو كان بيفكر في كدا بعد موت مراته ، لكن صحيح طول عمره كان يقول لما أموت متدفنونيش بالليل ، واضح إن رفيق حاكيلك كتير عننا
ساندرا بإبتسامة : صُحاب من الكُلية ، وحكالي عنكم كمان
بصلها غالب بنظرة غريبة فيها تهديد خوفتها ! لدرجة وقفت ورا رفيق وهي بتبص لغالب بصدمة ورعب حقيقيين
فجأة نظرته إتحولت لإبتسامة باردة وقال بغموض : رفيق هيضطر يروح معانا عشان مينفعش نتفرق خاصة في الظروف دي ، إتشرفت بيكي يا أنسة
سحب غالب رفيق بعيد عنها ، وقفت ساندرا تبصلهم بذهول
وخوف منهم
قربت مليكة لغالب وهي بتقول : هي مين دي يا أبيه اللي كُنت بتكلمها ؟
بص غالب لساندرا بحذر وبعدين رد على مليكة وقال : زميلة رفيق أخويا ، يلا عشان تروحي يا ملكي مينفعش تبقي برا كُل دا .
وقف غالب تاكسي وقال لأصيل : إركب أنت وأخوك في تاكسي مع زميلته عشان هوصل ملك وأمها
أصيل بنظرة غريبة : بعتنا عشان تطمن على بنتك ؟
قفل غالب الجاكيت بتاعه وقال : إنجز عشان الوقت ..
ركب غالب معاهم التاكسي ومشيوا
وصل أصيل ورفيق ساندرا للفُندق وقبل ما تنزل مسكت إيد رفيق وهي بتقول : طمني عليك وكلمني شات كتير عشان خايفة
شد رفيق على إيديها وهو بيقول : صدقيني هكون بخير ، لكن أكيد هكلمك ..
نزلت ساندرا وهي كل شوية تتلفت وتبص للعربية لحد ما مشيوا
قال أصيل لرفيق اللي قاعد ورا : بس واضح إنها متعلقة بيك ، محكيتلناش عنها قبل كدا ليه ؟
رفيق عشان يغير الموضوع : شايف إن وقته الكلام دا وبابا ميت ؟
أصيل ببرود : عندك حق
* عند غالب ومليكة
طلعت مامتها لفوق وفضلت مليكة واقفة مع غالب قدام العمارة
بصتله بهدوء وقالت : أنا حاسة بيك ، عارفة يعني إيه تكون من غير أب
بصلها غالب بلمعة عين وقال : من ساعة ما كبرتي حسيتي في مرة آن ناقصك حاجة وأنا حرمتك منها ؟
مليكة بخجل : لا مقصدش ، أنا قصدي أهون عليك
إتنهد غالب وهو بيقول : أنا مؤمن بقضاء ربنا .. متقلقيش عليا ، ولو آحتاجتي حاجة متتردديش تلجأي لي
لفت حجابها حوالين رقبتها وهي بتقول : لا إله إلا الله
غالب بتوهان : محمد رسول الله
رجع تاني عند البيت لقى التاكسي بتاع أصيل ورفيق وقف قدام بيتهم
نزلوا هما الإتنين ف قال غالب وهوا الشتا البارد بيطير شعره : لو في مُناقشات أو مشاكل ياريت نأجلها لبعد الدفنة ، مش عاوزين حد ياخد عننا فكرة إننا مبنحسش . وعلى فكرة يا رفيق ليا كلام وحساب معاك بعد ما نخلص من الظروف دي
رفيق بصله بطرف عينه ومردش ، عارف إنه بيلمح على ساندرا واللي قالته قدام القسم
فتح غالب الباب ودخل ودخلوا إخواته وراه ، أول ما قفل الباب قال أصيل بنبرة مصدومة : إنت مين ؟
بص رفيق وغالب مطرح ما باصص أصيل .. كان قاعد راجل لابس بدلة ومسرح شعره على جنب وبيشرب قهوة عملها لنفسه
دور غالب على المطوة في جيبه ملقاهاش إفتكر آنهم وها قبل ما يدخلوه الحجز راح قايل بصوت بارد : إنت مين ؟؟ ودخلت هنا إزاي !
حط الراجل فنجان القهوة جنبه وقام وهو بيفتح زرار جاكيت البدلة وبيقول برسمية : رماح الشامي ، مُحامي السيد بكري صديق السُلامي
لحظة صمت طرأت على رفيق وأصيل ، قبل ما ينطق أصيل ويقول : أبويا ملحقش يجيب محامي ويكتب وصيته
رماح : مين قال ؟ السيد بكري صديق تواصل معايا من فترة كبيرة قبل حتى وفاة زوجته السيدة إيمان الصافي .. وكتب وصيته بالفعل
بص غالب لأصيل وبعدها رجع بص للمحامي تاني وقال : إزاي الكلام دا ؟؟ إحنا قبل ما يتوفى سمعنا إنه هيتفق مع محامي عشان يبدأ يكتب وصيته
دار رماح في البيت وهو بيملس بصوباعه على الأنتيكات وبيقول : في الحقيقة السيد بكري السُلامي كان صريح معايا لأبعد الحدود ووضع ثقته كُلها فيا ، قال إنه شاكك فيكم ف عمل حركة تنويه إنه يلمح قدام حد منكم إنه هيبدأ يكتب الوصية .. لكنه كان بالفعل كان كاتبها من زمان والوصية معايا ، لكن لازم تروحوا معايا مكان معين الأول تنفيذ لرغبة المرحوم والدكم
أصيل بإندفاع : الوصية دي مزورة ، أنا هطعن عليها
إبتسم رماح وقال : حقك ! حد هيلومك ؟ لطن في حال أُثبت إن توقيع والدك صحيح يبقى الوصية ماشية ولازم تتنفذ
رفيق بعد مدة صمت طويلة : وإحنا إيه يخلينا نثق فيك ؟
بصله رماح وقال : معنديش مصلحة أكذب عليكم ولما تشوفوا الوصية بنفسكم هتعرفوا إني صادق دا أنا حتى لما الأستاذ قال هطعن على الوصية لإنها مزورة وافقته ! يعني أنا على كامل الإستعداد إني أقف معاكم قدام جهات حكومية ..
غالب ببرود : آحنا مش هنتحرك من هنا قبل ما ندفن المرحوم أبويا ، وبعدها هنعمل اللي إنت عاوزه
رماح بإبتسامة عملية : وأنا هفضل معاكم هنا ، السيد الوالد ساب مع الوصية نسخة من مفتاح البيت عشان كدا قدرت أدخل ، كان حاسس إنه لما يعلن عن رغبته في كتابة وصية هتحصل حركة غدر
مسكه أصيل من قميصه وهو بيقول : إنت بتلمح لآيه يابن ال ***
غالب وهو بيحوش أصيل عنه : إهدى بقى مش ناقصين ياعم !!
بعدها غالب وجهه كلامه لرماح وقال : مفيش مانع تقعد معانا لحد ما الدفنة تخلص ونشوف الوصية ، لكن طول قعدتك هنا ياريت بلاش تلميحات سخيفة عشان محطش وشك مكان قفاك ، أمين ؟
رماح ببرود : أوك ..
قلع غالب التيشيرت بتاعه ف أستغرب رماح وهو بيقول : توقعته جسمه رفيع ، متوقعتش يكون رياضي كدا
رفيق ببرود : عشان يلبس واسع مثلا ؟ ..
بصله أصيل بقرف وطلعوا الثلاثة فوق وسابوا المحامي لوحده
غالب بغض مكتوم قال : عرف إزاي إن أبويا توفى أكيد متصلش بيه قبل ما يموت وقاله هموت دلوقتي ف إنزل البلد ! * قالها بسُخرية *
إتنحنح رفيق وقال : أنا نزلت بوست على الفيس بوك وطلبت من الناس يدعوا لبابا زي ما عملت مع ماما
وقف أصيل وبصله بغضب لكن غالب بصله بهدوء تام وقال : حتى لو نزلت بوست ، المحامي عرف منين برضو ! أكيد باعتلنا كلنا أدد ولإنك أكتر واحد بيتنيل يفتح نت قبلته
أصيل بتفكير : كل اللي بتتكلموا فيه دا أي هري والسلام ، اللي شاغلني إن الواد دا بيقول أبوك كان واثق فيه ومكلمه عننا وبتاع ، إزاي الراجل دا بينه وبين أبوك معرفة جامدة كدا ومنعرفش عنه حاجة ؟
رفيق بدأ يندمج في التفكير معاهم ف قال بتوهان : وفين فلوس الأرض اللي بابا نزل البلد عشان يبيعها يوم وفاة المرحومة أمي ؟
فضلوا واقفين هما التلاتة سوا يفكروا وهما بيبصوا من فوق السلم على المحامي اللي قلع جاكيت البدلة بتاعته ومدد جسمه على الكنبه ..
* في غرفة مليكة
قلعت حجابها وهي ماسكة التليفون وبتقول : إنت إتصلت وأبيه غالب كان جنبي مقدرتش أرد عليك ، وبعدين بتتصل بيا ليه ومفيش بكرة درس ؟
الشاب على الجهة التانية : بصراحة يا مليكة أنا معجب بيكي ، وكنت عاوز
مليكة بمقاطعة : أنا كنت فكراك مامتك تعبانة بجد ومش بتقدر تحضر ف محتاج مني الدروس ، لكن معلش مش هقدر أكلمك تاني عشان بابا هيضايق ..
قفلت في وشه ومسحت رقمه ، بصت لصورة غالب بإعجاب وقالت : الحمدلله إني مش بنتك الحقيقية بجد ، كُنت هحب مين ساعتها ؟ ♡
مر الليل على الثلاثة إخوات بصعوبة ، محدش منهم قدر ينام وبالرغم من كدا محدش قدر يخرج من أوضته غير تاني يوم الصبح
لكن غالب تذكر والدته صفية وكتب عنها في مذكراته   :
عانيت من إكتئاب مُزمن بعدما توفيت والدتي ، كُنت أجلس يومياً بالقرب من النافذة على أمل أن تسير أمامي وهي تحمل الأكياس الخاصة بالتسوق ، وعندما تضعهم بالقرب من الباب أنظر لها بإنبهار كيف كانت تحملهم بأيديها الضعيفة ، ووجهها المُستدير كالقمر أصبح باللون الأحمر نظراً للجو الحار
وبمُجرد أن نرى فاكهتنا المُفضلة تخرج من الحقيبة البلاستيكية كُنا نهتف بسعادة وهي تغسلها بالمياه وتنظر لنا بضحكة وكأنها لم تُعاني حتى وصلت للمنزل !
بعدما ننتهي من تناول طعام الغداء لم تبخل علي أن تُعطيني من كوب الشاي الخاص بها رشفة ، بالرغم من ملعقة السُكر الصغيرة التي تضعها في كوبها الكبير ، إلا أنك عندما ترتشف منه تشعر وكأنك وضعت فمك بالخطأ داخل كوب العسل
ويداها الدافئة التي كانت تُملس على رأسي بدفء وهي تهمس ببعض الأيات القُرأنية ، وأنا مُلقي رأسي على قدميها وأنظر للنافذة التي تتحرك ستائرها البيضاء الخفيفة من الهواء
لم أبرد يوماً وأنا بين ذراعيها
حتى يومنا هذا وبالرغم من بلوغي سن الثلاثين ، عندما أعود للمنزل كُل مساء تأخذني قدمي بالخطأ لغرفتها على أمل أن أراها تنظر لي بسعادة وهي تقول بنبرتها اللطيفة ” لم أستطع النوم وأنت في الخارج “
فراشها فارغ ، ك قلبي تماماً
* صباح تاني يوم
حط غالب الفوطة بتاعته على كتفه وهو بيخبط على باب الحمام وبيقول : خلص يا أصيل المياه مقطوعة في حمام أوضتي ..
شم غالب ريحة غريبة تحت ف نزل وأول ما نزل شاف حاجة صدمته في المطبخ !
غالب بصدمة وتبريقة عين : يا نهار آسود !!!
يتبع …..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية رفيق الليالي الحلوة)

اترك رد

error: Content is protected !!