Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهام العدل

◾ رغم اعتراض أحلام في البداية على ارتباط أدهم بميان ولكنها الآن سعيدة لرؤيتها لابنها وهو بكل هذه السعادة… الحب الذي يملأ عينيه تجاه ميان كفيل أن ينشر طاقة كبيرة من السعادة على جميع الحاضرين… ولكن ماكسر سعادتها اليوم هي آثار التي غابت عن الحفل وبعد قلقها عليها حاولت الاتصال بها عدة مرات ولكن في كل مرة تفشل في أن يجيبها أحد….. 
◾ دخلت الحفل تمشي بخطي واثقة بجمالها المعهود وعينيها الزرقاوتين … ترتدي فستاناً باللون الأزرق.. قصير لم يصل إلى ركبتيها عاري الظهر والذراعين…
◾ لمحها رجال العائلة الجالسين في مدخل القاعة وتعجبوا من هيئتها ولكن بعضهم توقع أنها زميلة لإحدى الفتيات… استكملت خُطاها باحثة بعينيها عن مروان حتى لمحته يجلس على إحدى المناضد بجوار معاذ… لمحها معاذ أولاً فذُهِلَ وجحظت عيناه ثم نكز أخاه في كتفه قائلا : مروان… مروان. 
-مروان وهو يسترق البصر لوسيلة : هااا… عايز إيه؟ 
-معاذ : مش دي سارة مراتك؟ 
-انتبه مروان وتلفت حوله بفزع : سارة!!! … سارة فين يامعاذ؟؟ 
-معاذ  : أيوة سارة بس ضاربة أكسجين وليلتك زرقا يا مروان. 
-لمحها مروان مُقبِلة عليهما… فنهض في مواجهتها وهو يتلفت يميناً ويساراً… حتي التقت به… بادر بنبرة عتاب : إيه اللي جابك هنا ياسارة؟
-سارة وهي تحاول أن تحافظ على ثباتها الإنفعالي : هو ده استقبالك وترحيبك بيا يامروان؟؟
-مروان يحاول أن يسيطر على انفعاله : إحنا متفقين ياسارة… ووجودك هنا بيبوظ كل اللي أنا صلحته مع عيلتي. 
-سارة : وأنا حقي فين يامروان… هفضل مراتك في الضلمة كده كتير لمجرد ان عيلتك مش قابلاني ولا معترفة بيا. 
-مروان : أولا ده مش مكان ولا زمان مناقشاتك دي دلوقتي… بس جوازنا مبقاش في الضلمة خلاص وأهلي مش معترضين على شخصك زي مااعترضوا على الطريقة اللي اتجوزنا بها… بس أبشري بعد تشريفك النهاردة بالشكل واللبس ده مش هيعترفوا بيا أنا كمان معاكي. 
-سارة بتعالي : وهو ماله لبسي إن شاء الله. 
-مروان باشمئزاز: لا أبداً ياهانم بس اللي انتي لابساه ده آخره أوضة النوم. 
◾لم تنتبه لدخولها وسيلة منذ البداية ولكنها افتقدت نظراته التي غمرتها منذ بداية الحفل… فوجدت نفسها لا إرادياً تبحث عنه بهدوء… ولكن ليتها ما بحثت… تحطمت كل السعادة التي اكتسبتها اليوم بسبب نظرات إعجابه بها وكأن الأمل دبّ في قلبها من جديد أن تكسب قلبه وتناست تماماً وجود غريمة لها… ولكن الآن وهي تراهما سوياً لا يفصلهما مسافات شعرت بانكسار يسري في كل إنشٍ في جسدها… انطفأ نور وجهها وشعرت ببرودة أطرافها وحاولت تجاهل الموضوع… فلاحظت أمها تبدل حالها… وهمّتْ أن تسألها عن السبب ولكنها في نفس اللحظة لمحت مروان يقف مع هذه الفتاة العارية… فسألت وسيلة بشك : مين اللي واقفة مع مروان دي ياوسيلة؟ 
-ابتلعت وسيلة غصة في حلقها وحاولت أن تخفي غيرتها وحزنها وردت بهدوء : دي مرات مروان ياماما. 
-الأم هي الوحيدة التي تحزن على حزن ابنتها أضعافاً مضاعفة… هي التي تشعر بانهزام روحها ولو بينهما مسافات ومسافات… وبغريزة الأمومة نهضت وداد مندفعة حتى اقتربت من مروان وسارة وقالت بانفعال يبدو في مضمونه استهزاء وهي تنظر لسارة: إيه ده أنتوا جايبين رقاصة للحفلة يامروان؟ 
-احمر وجه سارة من الغيظ وقالت بانفعال : إيه ياستي أنتي اللي بتقوليه ده… مين دي يامروان؟؟؟ 
-حاول مروان إنهاء الأمر قبل أن يتضخم : تعالى ياسارة ياللا نمشي. 
-سارة بعصبية : ده اللي قدرت عليه بدل ماترد لي كرامتي… 
-وداد بقوة وتعالى:  اللي زيك مايعرفش يعني إيه كرامة ومكانك مش بين الناس المحترمة دي…
-اندفعت وسيلة تمسك ذراع أمها تجذبها منه : أرجوكي ياماما بلاش نبوظ ليلة ميان… كفاية كده. 
– سارة باستنكار : آآآه… قولوا كده أنتي أمها… دلوقتي عرفت انتي محروقة ليه. 
-وسيلة بانفعال: احترمي نفسك واتكلمي مع ماما بأدب… وشددت من جذب أمها… ياللا ياماما لو سمحتى. 
-سارة بإستفزاز : أنا محترمة غصب عنك وكل واحدة فينا عارفة هي مين وعارفة مروان فضل مين على مين. 
-مروان بإنفعال وهو يجذبها : سارة… اخرسي خالص وياللا معايا امشي من هنا. 
-في ظل هذا الحوار وصوت الموسيقى العالي… بدأ الجميع يلاحظ أن هناك قلق وتجمع في هذا الجانب حتى تمعن البعض من وجود شجار… فنهض البعض لتفقد الحدث. 
-سارة وهي تجذب ذراعها بقوة من يد مروان قائلة : دلوقتي بتخرسني أنا عشان جرحت الهانم اللي… 
-قاطعها مروان بحدة وتحذير : بلاش وسيلة ياسارة عشان هتندمي. 
– تدخلت فريال ومعها جميلة التي بدأت قائلة بإستنكار : هي دي يامروان… هي دي اللي وجعت قلوبنا وكسرت بنت عمك عشانها… 
-فريال بلهجة آمرة : اسكتي ياجميلة قولنا حياته وهو حر فيها… وياللا يامروان قبل ما جدك يحس بحاجة وتقلب بفضايح أدام الناس روحها من هنا…. 
-فجأة صدح صوت الجد : فيه إيه… إيه اللي بيحصل هنا؟
◾ أمر الطبيب بإخراجها من غرفة العناية المركزة إلى إحدى الغرف الأخرى في المستشفي بعدما استقرت حالتها… يجلس بجوارها يتأملها وهي تغط في نوم عميق بعدما تعرضت له اليوم ويلومها في نفسه على ماأقدمت عليه،،، وبيده هاتفها الذي فعّله على وضع الصامت حتى لا يزعجها… فـمنذ ساعة لم يتوقف عن الرنين برقم والدتها… وهو في حيرة من أمره… يلتمس لها قلقها على ابنتها وفي نفس الوقت لايريد إخبارهم حتى تنتهي الخطبة حتى لاينزعج الجميع… حاول مراراً الاتصال بوسيلة كي يخبرها كيف يتصرف وماذا يفعل ولكن هاتفها مغلق… 
-مرت دقائق وسمعها تتأوه… نهض ومال عليها سائلاً : أنتي كويسة؟؟… محتاجة حاجة؟ 
-آثار بصوت متعب : عايزة ماما ياوائل؟ 
-وائل بتردد: طـ.. طب أنا ممكن أساعدك أو اندهلك ممرضة تساعدك؟
-هزت رأسها نافية : لا… مينفعش غير ماما. 
-اهتز هاتفها في يده برقم والدتها… فقالت آثار : مين اللي بيرن. 
-وائل : مامتك. 
-آثار مشيرة بيدها بوهن : هات اما اكلمها. 
-أعطاها الهاتف مستسلماً… فردت عليها بتعب : أيوة ياماما…….. أنا كويسة…… اهدي ياماما أنا كويسة…. وائل معايا….. ثم دمعت عيناها : أنا محتاجاكي معايا ياماما…… أنا تعبانة…….. أنا كنت حامل وأجهضت البيبي….. ثم تركت الهاتف من يدها وقع على الفراش وانفجرت باكية. 
-التقط وائل الهاتف وأكمل : اهدي ياطنط… حضرتك اما تهدي ابقى استفسري منها… أنا هقولك على المكان……. مستشفى الدكتور*******
-ثم أغلق الخط ووضع الهاتف على منضدة في الغرفة وعاد لآثار : ممكن تهدي وتبطلي عياط… 
-آثار من بين دموعها : ممكن تساعدني اقعد… 
-وائل بترحيب : طبعاً أنا أساعدك في أي حاجة. 
-نظرت له آثار بعيون نادمة وقال بصوت حزين : متشكرة ياوائل… متشكرة. 
-نظر لها بعيون مُحِب : أنا تحت أمرك في أي حاجة وفي أي وقت…. ثم مال عليها ومد لها يده… أمسكت يده بيدٍ وبالأخري تعلقت برقبته حتى رفعها بهدوء وأجلسها وهي تتأوه من الوجع… شعر حينها أن ألمها يؤلم قلبه… ثم سحبت يدها وعيناها مُعلقة بعينيه. 
◾ فجأة صدح صوت الجد : فيه إيه… إيه اللي بيحصل هنا؟
-مروان بتلعثم : مفيش… مفيش حاجة ياجدي. 
-خشيت وسيلة أن يفسد الحفل بسبب تلك الحمقاء… فقالت : مفيش حاجة ياجدي… ده سوء تفاهم وراح لحاله… 
– قاطعتها سارة بتحدي وهي تنظر إليها : أنا هقول لحضرتك… أنا الدكتورة سارة مرات مروان… وجيت أعمل الواجب وأبارك… (ومدت يدها لتسلم عليه) 
-نظر الجد لمروان وقال بهدوء : خد مراتك ومشيها من هنا من غير فضايح… 
-في نفس اللحظة… كانت أحلام تهرول مندفعة ناحية الجد باكية : أحمد فين ياعمي الحقوني… 
-انتبه لها الجميع ثم قال المهدى : مالك ياأحلام… فيه إيه؟ 
-أحلام بقلق وبكاء : آثار في المستشفي… حد يوديني لها… 
-اقتربت منها وسيلة واحتضنتها من الجنب : اهدي ياحبيبتي… أنا جاية معاكي… 
-الجد بقلق : مالها آثار ياأحلام؟ 
-أحلام بدموع : هقولك بعدين ياعمي… بس بسرعة أمجد يوديني أو أحمد. 
-الجد : متعرفيش حد كفاية القلق اللي على وش ميان وأدهم بسبب اللي بيحصل ده… سيبيهم مع أبنك على أما يلبسوا الدبل… مروان يوديكي ويطمن عليها. 
-وسيلة بإصرار : أنا هروح معاها بعد إذنك ياجدي. 
-الجد بحزن : ماشي ياوسيلة. 
-خرجوا من القاعة وأقبلوا على سيارة مروان… ركبت أحلام وبجوارها وسيلة في الكرسي الخلفي… واستدار مروان حتى يستقل المقعد سمع نداءها : مروان… مروان. 
-وقف يزفر بشدة ثم التفت لها وهي قادمة نحوه : عايزة إيه تاني ياسارة؟ 
-سارة بإصرار :جاية معاك. 
-مروان بتذمر: جاية معايا فين… أنا رايح المستشفى. 
-سارة بتحدي : عارفة وجاية. 
-مروان وهو يشير بأصبعه عليها : جاية باللي أنتي مش لابساه ده؟؟
-ألقت نظرة غيظ على السيارة وقالت : أنا بس اللي لابسة سوارية… مااللي معاك لابسين كمان وجايين معاك… وتركته واقتربت من السيارة وفتحت الباب وجلست على المقعد المجاور لمقعد القيادة. 
-وقف مروان ينظر لها بغيظ وقال متمتماً : بتقارني نفسك بوسيلة… دا فرق السما من الأرض… وفتح باب السيارة يزفر : اللهم طولك ياروح. 
-لم تبدِ وسيلة أي إهتمام لوجودها… وظلت تمسح على كتف أحلام مطمئنة إياها… 
-قاد السيارة يسترق النظرات لها عبر المرآة الداخلية… وقال لنفسه : يااااااه يامروان… أنت كنت معمي مش شايف… معاك اللي اخترتها وكنت متخيل بجوازك منها هتطول نجمة في السما… ومعاك اللي أخدتها كوبري عشان تحقق اللي أنت عايزه ودوست على مشاعرها… وشوف الفرق… سارة بدل ماتشرفك النهاردة وقفتك أدام الكل وشك منهم في الأرض وبدل ماتساندك وتقف جنبك عشان علاقتك بأهلك ترجع زي الأول… بتقطع بنفسها أحبال الود بينك وبينهم… ووسيلة… وسيلة اللي مفيش كلام يوصفها… ورغم اللي عملته فيها بتساندك لآخر لحظة عشان علاقتك بأهلك تتحسن… من النهاية يادكتور ياعظيم أنت طلعت أغبى بني آدم على وجه الأرض. 
◾ طمأن الجميع العروسين أن الأمور على مايرام واكتملت فقرات الحفل حتى حان موعد تلبيس الدبل… بدأ أدهم بتلبيس ميان طقم من المجوهرات الفاخر ثم تبعها بدبلته التي تحمل إسمهما سوياً… عيني ميان كادت أن تنطق من فرط السعادة… لم تتوقع أبداً أن قلبها سيدق مرة أخرى وأنها ستنال السعادة التي ظنت أنها  لن تحصل عليها مرة أخرى… وجدت فيه كل مميزات الرجل الحقيقي المُحِب… هو لم يضع أمامها أي خيار سوي أن تقع أسيرة حبه حتى وإن لم تفصح له بهذا حتى الآن ولكنها لم تستطع أن تنكر بعد الآن أن أدهم قد احتل قلبها وعقلها… 
-بعد أن أتم أدهم وألبسها الدبلة رفع يدها واحني رأسه وقبلها… امتلأت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى عينيه… ابتسم لها إبتسامة مغزاها لاتبكي بعد الآن… ثم أعطاها دبلة من الفضة لتلبسه إياها… وبعد أن أتمت ذلك… أشارت لمعاذ الذي أتى وطلبت منه أغنية معينة ترقص عليها مع أدهم… 
-وبالفعل نهض أدهم ممسكاً بيد ميان ثم رقصت معه على أغنية أهدتها له…. 
حبيت ما انكرش يعني ان انا حبيت 
ماهو جه وطلب ايدي من البيت ووافقت طبعا بيه ورضيت حبيبي انا بايديه لبسني دبلة شبكني خلاص 
اهو باس ايديا قصاد الناس حبيبي اصله رقيق حساس حبيبي انا حبيت ما انكرش يعني ان انا حبيت ماهو جه وطلب ايدي من البيت ووافقت طبعا بيه ورضيت حبيبي انا وقالي كنت باتمنى اعيش وياكي واتهنى فقولت لامتى هاستنى جيتلك حبيبتي اوام حضنتيني وقولتي مفيش حبيب زيك معاه انا اعيش يارب حبيبي متسبنيش ونعيش سوا الايام حسيت جنبك هاعيش مرتاحة اكيد وانا نفسي ديما بالتحديد ديما حياتنا تكون في جديد دعيت في كل ركعة حبيبي دعيت يرزقنا ربنا بادعي ياريت بعيال ويملوا البيت تنطيط ونعيش سوا وقالي كنت باتمنى اعيش وياكي واتهنى فقولت لامتى هاستنى جيتلك حبيبتي اوام حضنتيني وقولتي مفيش حبيب زيك معاه انا اعيش يارب حبيبي متسبنيش ونعيش سوا الايام
-ثم مال عليها قائلاً: بعشقك ياميان… النهاردة أسعد يوم في حياتي… وكنت أتمنى إن النهاردة يكون فرحنا عشان أدخلك جوه حضني متخرجيش تاني… ابتسمت ميان بخجل ثم قالت : أنا كمان النهاردة أسعد يوم في حياتي… 
◾ نهضت جيهان وجلست بجوار معاذ وقالت بهيام : عقبالنا ياميزو. 
-نظر لها معاذ بتعجب ولم يرد عليها… فقالت : مبتردش ليه؟
-رد معاذ : أصل مش عايز أصدمك وأقولك مبفكرش في الجواز دلوقتي. 
-جيهان : أنا كمان مش مستعجلة… براحتك خالص… لسه أدامنا العمر طويل… بس قولي مين البت الزرقا اللي كانت قالعة هنا دي. 
-معاذ : يابت احترمي نفسك… دي مرات مروان. 
-جيهان : وهو مروان متجوز العروسة باربي دي!!!
-معاذ بتعجب : مين باربي دي؟ 
-جيهان : مش عارف باربي… أفهمك أنا… 
-نهض معاذ قائلاً: مش عايز أعرف…أنا ماشي. 
-نهضت جيهان هي الأخرى وسارت خلفه : استنى رايح فين؟ 
-التفت لها قائلاً بتذمر : رايح أجيب حاجة أشربها… جاية ورايا ليه؟ 
-ترفع جيهان حاجبيها وقالت بطريقة طفولية : أنا كمان عايز أشرب حاجة معاك. 
-معاذ بنفاذ صبر: لا لا لا… كده كتير أوي أوي. 
◾ وصل مروان بهن  إلى المستشفى ودخلت أحلام مهرولة إلى استقبال المستشفي تتبعها وسيلة تسأل عن غرفة ابنتها… كما نزل مروان من السيارة تبعته سارة ولحق بهما…. 
-عندما وصلوا  وجدوا آثار جالسة على السرير  ويجلس وائل بجوارها على الكرسي… احتضنت أحلام ابنتها عندما رأتها… حينها نهض وائل وخرج من الغرفة فاصطدم في مروان… سأله مروان : إيه اللي حصل ياوائل؟ 
-نظر له وائل ببرود ثم قال : إسألها وتركه وخرج…. 
-بعد دقائق كان وائل يجلس شارداًعلى كرسي في الطرقة أمام الغرفة… جلست بجواره وسيلة ومسحت على شعره ثم كتفه… التفت لها فقالت: مقولتليش ليه من أول ماعرفت كنت جيت معاك… 
-وائل وهو ينظر في نقطة ما أمامه : مكنتش عارف اتصرف… كل اللي جه في بالي إني اجي اطمن عليها. 
-وسيلة بشفقة على حالة أخيها : طب الحمد لله بقت كويسة… ممكن أفهم تفسير حالتك دي؟
-وائل : حزين عليها ومشفق على تفكيرها… كل تصرفاتها في حياتها غلط… والأدهي إنها وصلت لنفسها لمرحلة قتل نفس متعمدة… وتغاضت عن عقاب ربنا لها… مبقتش عارف أحلل شخصيتها ولا أفهمها… 
-وسيلة بحنان: هون على نفسك ياوائل… اللي حصل خلاص حصل والبنت مدمرة نفسياً من اللي مرت به… والله أعلم إذا كانت عملت كده وهي على دراية بأنه شيء محرم ولا لاء وفي نفس الوقت مينفعش نتكلم معاها في حاجة دلوقتي. 
-قال وائل ببعض الانفعال : أكيد على دراية لأنها عملت كده بدون علم أمها اللي كانت ممكن تساعدها في حالتها دي أكتر من أي حد… علي العموم… (ثم نهض وقال بيأس) أنا ماشي ياوسيلة وجودي مبقاش له لازمة… خلي بالك منها وطمنيني عليها… 
-وسيلة بإستجابة : ماشي ياحبيبي… خلي بالك من نفسك. 
-ذهب وائل و نهضت وسيلة عائدة إلى غرفة آثار… بينما هي سائرة في الطرقة خانها كعب حذائها العالي وكادت أن تقع ولكن وجدت يدين التقطتاها… هي تعلم جيداً من صاحب هاتين اليدين… فعطره الخلاب تميزه أنفها جيداً… 
-تلهف عليها مروان والتقطها : خدي بالك. 
-عندما استدركت أنه مروان نهضت تعدل من هندامها : متشكرة. 
-مروان : أنتي كويسة؟ 
-هزت وسيلة رأسها بالإيجاب… ثم بعدت عنه واستكملت طريقها وعندما مرت بجوار سارة سمعتها تقول: مش قديمة الحركات دي؟
-نظرت لها وسيلة بطرف عينيها ثم ابتسمت بإستهزاء وسارت حتى وصلت للغرفة. 
-وقف مروان شارداً فيها وفي قربها الذي أخلّ بعقله… وتذكر يوم أن كان معها في المطبخ وقبلها… منذ ذاك اليوم ومازالت رائحتها ونكهة قبلتها عالقتان في ذهنه… لو كان يعلم حينها أن هذا كله سيصير لكان فعل المستحيل ألا يخسرها. 
-فاق من حلمه على كابوس الواقع وهي تهزه : مروان… مروان.
-انتبه مروان لها : هاااا… فيه إيه ياسارة؟ 
-سارة بانفعال : أنت اللي فيه إيه… مالك سرحان من ساعة ماوسيلة هانم مثلت انها بتقع عشان تمسكها. 
-زفر مروان بقوة وقال : ماأنا لو قولتلك وسيلة مش بتاع الحركات دي مش هتقتنعي… فعشان ترتاحي وتريحيني شيلي وسيلة من دماغك… إحنا اتطلقنا… لو كانت عايزانى زي ماأنتي فاهمة مكنتش طلبت الطلاق… وافهمي إنك زودتيها معايا واللي عملتيه النهاردة ده مش هيعدي بالساهل…
-دمعت عيناها وقالت : ياخسارة يا مروان… بعد كل اللي عملته في حياتي عشانك بقيت مش طايقني.
-تنهد بيأس ثم قال لها : خلاص ياسارة اهدي على أما نروح نبقى نتكلم…. 
-فإذا بالطبيب يمر فاستوقفه مروان : دكتور لو سمحت. 
-وقف الطبيب : أي خدمة؟ 
-مد يده : أنا الدكتور مروان المهدى ابن عم آثار كنت عايزة اطمن على حالتها… ممكن تخرج؟ 
-الطبيب : أهلا وسهلا دكتور مروان… حالتها استقرت و ممكن تخرج. 
-مروان : متشكر جداً. 
-ابتسم الطبيب وهمّ أن يمشي ولكنه وقف محدقاً فيها بإعجاب….  الجميلة ذات العينين الزرقاوتين بفستانها الأزرق ولكن سرعان ماقال متفاجئاً : أنتي اسمك سارة. 
-انتبهت له سارة وسرعان ماتذكرته: أيوة أنا سارة… إزيك يادكتور. 
-الطبيب : إزيك ياسارة… شكلك اتغير كتير… 
-ابتسمت بمجاملة : كبرت بقى يادكتور. 
-الطبيب: سعيد إني شوفتك لأني من يوم عملية والدتك محدش شافك … أكيد بقيتي دكتورة عظيمة. 
-سارة وقد بدا عليها التوتر : أنا كمان سعيدة يادكتور… بعد إذنك. 
-ابتسم لها الطبيب ومضى… لاحظ مروان توترها الذي أبدل حالها فجأة… 
-سارة بتوتر ملحوظ : مروان أن رايحة التواليت. 
-مروان : أوك… وأنا هبلغ طنط أحلام إن آثار ممكن تخرج… 
-ذهب كل منهم في اتجاه معاكس للآخر ولكن مروان أخذه الفضول لمَ توترت سارة فجأة… 
-عندما ذهب مروان ليخبرهن بالخروج وجد الطبيب في نهاية الطرقة يتحدث مع إحدى الممرضات… فدنا منه وابتسم له قائلا : دكتور بعد إذنك… ممكن أسأل حضرتك سؤال… 
-ذهبت الممرضة وابتسم الطبيب بترحيب : تحت أمرك. 
-مروان : حضرتك تعرف سارة منين؟ 
-الطبيب بتعجب :مش فاهم أنت عايز توصل لإيه؟ 
-مروان : أنا زوج سارة… واستغربت إنك عارفها… رغم إني أول مرة أشوف حضرتك. 
-الطبيب بتلقائية : يبقى حضرتك أكيد متجوزها في خلال الخمس سنين اللي فاتوا… لأن والدة سارة كان عندها ورم ليفي في الرحم وكانت متابعة معايا وكانت سارة وقتها طالبة في كلية الطب… وانا عملتها استئصال رحم ومن وقتها من  حوالي خمس سنين مشوفتهاش…
-مروان بتعجب :……..
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك رد

error: Content is protected !!