روايات

رواية كن لي أبا الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم رميساء نصر

رواية كن لي أبا الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم رميساء نصر

رواية كن لي أبا البارت التاسع والأربعون

رواية كن لي أبا الجزء التاسع والأربعون

كن لي أبا
كن لي أبا

رواية كن لي أبا الحلقة التاسعة والأربعون

كانت تجلس امام البحر الثائر تشكي له همومها تري تلاطم امواجه الثائرة بقوة وعنف غضبا علي حالتها وحزنا عليها وعلي احوالها وكانت هناك اعين مسلطة عليها تتابعها وتنظر اليها بعدة نظرات اغلبها حب واعجاب وشفقه علي حالتها المزريه والتي وصلت اليه فهو لا يعلم ما الذي اصابها لكنه ييقن انها عانت ورأت الكثير في حياتها من شده انكسارها وخيبة املها الظاهرة علي وجهها
تحرك من مكانه مقترباً منها جالساً بجاوراها ينظر هو الاخر امامه ويستمتع بالبحر وامواجه الهائجه
شعرت بالقلق والخوف يتسربان إلي قلبها من وجوده بجوارها لكنها لم تلتفت له وظلت علي حالتها تدعي بأنها غير عابئة بجلوسه بجوارها
لكنه قطع ذلك الصمت ينصحها بترك المكان:
مش هسألك ايه ال مضايئك بس انتِ مينفعش بحالتك دي تفضلي قاعده كدا الجو هواء اوي وجسمك مش هيستحمل لازم تحافظي علي صحتك وتقومي معايا نرجع المستشفي لان اهلك زمانهم قالبين عليكِ الدنيا
نطقت بكلمات مقتضبة بهم بعض الحدة اللازعة وعيناها وجسدها بإتجاه البحر لم يطرف لها جفن:
انا مش هقوم من مكاني ومش راجعه في حته اتفضل روح انت
عارضها متحدثاً:
مينفعش لازم ترجعي معايا لإني انا المسؤل عنك وانا ال خرجتك
صرخت به بغضب من تدخله بأمرها وجلوسة معها فانتبهت له بجسدها بعدما كان مركز أمام البحر:
قولتلك مش هتنيل ارجع ويا ريت تمشي وتسيبني في حالي
ذفر بإحباط منها مكملاً:.
طيب بيتك فين اروحك عشان مش هتعرفي تروحي في حالتك دي
تحولت علامات وجهها الحانقة الغاضبه إلي ملامح متهدلة من الحزن وهي تنطق بكلمات حاولت بهم الهرب من هويتها:
معنديش بيت
تسائل مستفهماً بعدما انعقدت ملامح وجهه بالحيرة من امرها :
ازاي اومال مين ال كان معاكي في الاوضه
=ثراب مالوش وجود
نطقت بها وهي تائهه بمكان أخر تريد الهرب من ذلك الواقع المؤلم
نظر لها بحيرة ثم أكمل:
انا مش فاهم حاجه تحبي اوديكي فين دلوقتي
_ مش عارفه
= طب ازاي اقدر افيدك واطمن عليكي
_ سيبني وامشي
= ازاي اسيبك مينفعش طب تعالي معايا بيتي
نظرت له بإبتسامة متهكمة مليئة بالسخرية ثم نظرت أمامها مره اخري
فهم نظرتها تلك وردة فعلها فهتف مبرراً لما قد فهمته من سوء:
انا مقصدش اي حاجه من ال جات في دماغك انا ساكن مع والدتي تقدري حضرتك تشرفيني وتباتي معاها وانا هبات في شقتنا التانيه وعشان تطمني هخليها هي ال تنزلك تستقبلك كمان
أحست صدق حديثه لكنها خشيت من أن تسبب له أذي فيما بعد فتفوهت:
شكرا بس انا مش عاوزه اتقل علي حضرتك انا هجيبلك مشاكل كتير اوي انت مش هتقدر عليها فبلاش احسن
=طب تعالي علي الاقل انهارده ومن بكرا امشي الوقت إتأخر ومينفعش اسيبك لوحدك هنا
إقتنعت بكلامه فمن الصعب قضاء تلك الليله بمفردها في ذلك الوقت المتأخر من الليل وبحالتها تلك فما ذالت تتألم من جسدها وروحها ولن تصمد بمفردها في ذلك البرد :
حاضر. بس هتقول ل والدتك ايه
_ متقلقيش امي ست طيبه وهتحبيها جدا
قالها وهو يضع عليها سترته الجلد الخاصه به حتي تتنعم بالدفئ قليل وتمنع عنها رعشتها الذي لاحظها من شدة البرد
أبتسمت له بإمتنان عندها شعر بأن الدنيا ترقص له فرحاً وقلبه يطرب من شدة الفرحه
توجهو معاً بالسيارة إلي محل إقامته
!!**!!*!!*!!*!!*!!*!!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!
خرج من القصر كالثور الهائج شياطين الدنيا والاخرة الان أمامه ترقص بوجهه حتي يكون بهذا الشكل المخيف إعتنق سيارته وقد عادت له تلك الأحداث المؤلمة مره اخري تذكر كيف اهانها وكيف قام بتسديد الضربات المؤلمه ولم يرحمها وكيف كانت تنزف امامه ولم يرق قلبه لها وكان يقتل كل شعور بحنين ناحيتها ينبع في قلبه كيف كان يفكر بأن يقتلها وكيف كان سيقع بهم الحال ان لم تهرب وماذا عن ابنه الذي كان السبب في قتله تذكر كيف كانت تدافع عن حالها وتتوسل له بأن يتركها إلتمعت عيناه بالدموع يريد ان يبكي ويبكي يشعر بان نار تشتعل في قلبه لا تريد ان تنطفئ فهو قد اذي روح بريئه لم تفعل شئ وقتل قطعه منه قتل ابنه إنهار باكياً وقد إزاداد نحيبه ونشيجه العالي علي هذا الحال الذي وصل نفسه اليه تذكر هذه الذي كان السبب في تدميرها ما حالها الان فهي الان بالتاكيد تعاني وجعاً وألماً علي ما حدث لها علي يده
صرخ بكل قوته قهراً علي حاله:
ليه يا رب الاختبار الصعب دا انا مش قده انا مش عارف ازاي غضبي عماني وخلاني اعمل كدا وافضل اشك واكبر الشك واخليه يقين وهي ملهاش أي ذنب ذنبها الوحيد انها حبيتني ذنبها انها حبت واحد قلبه قاسي حجر موت ابنها وموتها هي كمان بالبطئ ليه بس يا رب يا رب ارحمني من الاختبار ده انا مش هقدر اواجهها بعد ال عملته فيها زمانها بتكرهني ومش طيقاني يا رب حنن قلبها عليا يا رب وخليها ترجعلي تاني
ظل علي حالته هكذا يدعوا ان تسامحه وان يحن قلبها عليه ثم توجه إلي المستشفي حتي يطلب منها السماح والعفو
نزل اسر من سيارته امام المشفي ثم دلف اليها متوجهاً الي الدور الذي به جلال ووالدتها دلف الي الغرفة فوجد كل من جلال وايمن و ايمان في الغرفة ينظرون اليه والي حالته الغريبه المشعسه من ما كان يفعله مع طارق
تسائل بألم بعدما أخفض عيناه التي لم يقدر علي رفعها أمامهم فكيف له أن يرفعها أمامها او يواجهها وجهاً لوجه:
مليكة فين
أجاب مستهزأً علي حديثه السابق:.
عايزها ليه عشان تقتلها الخاينه المجرمة والا عشان تسألها ابن مين ال كان في بطنها ده والا تكون عاوز تعرف عشيقها
كانت كل كلمه تنزل علي قلب اسر كجمره من النار تحرق قلبه وتجعله يشتعل
تحدث بألم بعدما إبتلع كل تلك الكلمات التي أحرقته وزادت من تأنيبه لنفسه:
انا عارف اني اذنبت مش غلطت وجاي اعترف بغلطي وانا كمان ماليش الحق اني اجي واعتذر ومستحقهاش بس مقدرش اسيبها وانا السبب في كل ال هي بتعانيه
قاطعه جلال ببرود:
بنتِ هربت من المستشفي وسابتها هربت مننا خلاص مبقيتش طايقه حد مننا حتي احنا هربت وسابتنا كلنا
أخرج من جيبه الهاتف الذي ضغط علي شاشتها وادارها له ليريها له وهي تخرج من المشفي بحالتها تلك لانت ملامحه بشوق عندما رآها علي شاشة الهاتف ولكن اعتصر قلبه وجعاً علي حالتها الذي كان هو السبب بها إزدادت نار قلبه توهجاً وإشتعالاً لا تنطفئ بعد رؤية حالتها هذه إنفعل وشعر بانه يريد ان ينفث عن هذه النيران الذي في قلبه الذي علي قدر ان تشعل بلده بحالها:
ازاي خرجت وازاي سيبتوها تخرج وراحت فين بحالتها دي
رد عليه جلال بغضب:
انا بعت رجالتي يدورو عليها….. ومش عاوز اشوف وشك يا اسر وانسي بنتي نهائي لان لو حصل ايه مش هرجعهالك تاني بنتي انساها احسن انا مش هسمح انها تتعذب تاني في حياتها
نظر له بعناد وكلمات واثقة اراد ان يثبت لهم ولنفسه قبلهم بأنها ستعود له :
ال انت بتتكلم عنها دي تبقا مراتي ومحدش هيقدر يبعدني عنها ابدا وهرجعها لحضني تاني
صرخ به جلال من شدة غيظه من نبرة الثقه التي يتحدث بها من بعد ما فعله بها فأراد ان يزوقه من نفس الكأس:
ابقا قابلني لو رضيت ترجعلك بعد ال عملته فيها ما انت لو شوفت حالتها بعد ما فاقت من البنج وعرفت ان ابنها مات كنت هتتاكد بنفسك انها يستحيل ترجعلك تاني
إمتص ذلك الالم الذي إقتنع بأنه لا شئ امام ما عانته ثم غادر وبدأ في رحلة بحثه عنها
!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
كانت نائمة علي الفراش وهو يجلس بجوارها يتحدثان بأمورهم
نطقت سهيلة بتصميم:
انت لازم تروح شغلك يا مالك مينفعش كدا
أجاب بغزل وعيناه تغمز لها وتداعبها بنظراته:.
يا ستي انا مبسوت وانا جنبك هنا شغل ايه بس ال اروحه واسيب القمر دا عشانه ما يولع الشغل
ضحكت بصخب علي طريقته في تغير مجري الحديث بتدليلها لكنها أصرت علي معرفة أمره:
طب مين ال هيتابع مكانك
إقترب منها ينحني علي وجهها يداعب أرنبة أنفها بأنفه:
مالكيش دعوه انا مظبط اموري يا ستي وقاعدلك زي الازقه
إبتسمت بخجل من قربه الشديد لها ونظراته التي توحي بتقبيلها لكن قطع ذلك دلوف الممرضة حتي تعطيها الدواء إبتعد فجأة عنها ذافراً بحنق علي تلك التي دخلت للتو
إنتهت من ما تفعله ثم توجهت للخارج
ازالت سهيلة شرشف الفراش من عليها أثناء ما كان الاخر يقترب منها يتحدث بمغزي ماكر:
كنا بنقول إيه قبل ما. قاطعة اللحظات دي تدخل
ضحكت بمرح تجيب بمشاكسة:
كنت بقول اقوم اروح الحمام أعدل شعري المنكوش ده بدل ما انا عامله شبه سوكه العبيطه كدا
منعها من التحرك متمتماً:
انا هعدلهولك ثم انتِ في كل حلاتك قمر
توردت وجنتاها خجلاً ثم جلس خلفها وظل يعدل خصلات شعرها بحذر وأنامله تتخلل بخصلاتها الناعمة برقة حتي أصابها الشلل عندما وقعت خصلاتها الطويلة بيده إبتلع غصة مؤلمة بحلقه وكتم عيناه التي غرغرت بالدموع وفاق علي صوتها:
وقفت ليه
= هاه….. مفيش اصل سرحت شويه
ردت عليه بمزاح مرح:
ال واخد عقلك يتهني بيه
أجاب بغزل حتي لا يظهر بصوته نبرة الألم الذي يشعر بها:
انتِ يا قمر ال واخده عقلي ومجنناني ومطيره النوم من عيني
ضحكت علي كلماته ومن ثم إعتدلت تدير وجهها له فأخفي سريعاً خصلاتها وقام بضمعا حتي يشتت إنتباهها ويعتصرها بين ضلوعه خوفاً من أن تتركه وتغادر للأبد
أبعدها عنه ثم وضعها بالفراش وأراح جسدها مقبلاً وجنتاها بحنين:
نامي يا قمري وانا جايلك حالا اوك
أومأت له بإبتسامة ثم تركها مالك وقام بالخروج وألقي بخصلاتها في القمامه فرأي هايدي في اخر الممر نادي عليها بصوت عالٍ مما ادي الي وصول الصوت داخل الغرفه
إنتبهت علي صوته هايدي وذهبت اليه مسرعة
_ ممكن يا هايدي اطلب منك طلب
= اكيد طبعا يا مالك انت تؤمر
_ عاوز اجيب متخصص ودكتور في الشعر وانتِ كنتِ دارسه في الموضوع ده وعلي ما اعتقد انك هتفيديني
=اه شور بس عاوزه ليه
_ سهيله شعرها بيقع وعاوز امنع د
تأففت بضيق تحدثه بعدم تصديق:
انت بتتكلم جد عاوز تجيبلها متخصص مخصوص لعلاج الشعر يا ابني دي استودع ربك فيها بالتاكيد بحالتها دي هتموت وانت بقا شوفلك واحده تانيه وسيبك منها
كان حديثها ذلك يصل لتلك الواقفه خلف باب الغرفه تنصت لهم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)

اترك رد