روايات

رواية سفير العبث الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث البارت الثامن والعشرون

رواية سفير العبث الجزء الثامن والعشرون

رواية سفير العبث - تنهيدة عشق الجزء الثاني (كاملة) بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث – تنهيدة عشق الجزء الثاني (كاملة) بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الحلقة الثامنة والعشرون

| الصخب بعض الأحيان يُجدي نفعًا، ف الهدوء قاتل.. وصوت صفير الهواء مُخيف، وجود البشر حولك حتى وإن كانوا مُثقلين بالهموم.. مُريح.. أنت لست وحدك في هذا العالم، إنظُر لها نظرة إيجابية ستعلم أنني مُحق، الوحدة قاتلة |
#بقلمي
قالت نسرين بخوف: هتمو*توه؟
العقرب قال بهمس والأوضة اللي نورها خفيف جاي على وشه: هو اللي عاوز يم_وتنا!
نسرين عينيها برقت وقالت: يبقى إنتوا اللي قتلتوا منصور!
العقرب بصلها وخد نفس وهو بيقول: هو حكالك، يعني أكيد بتتقابلوا.. إنتي هتخرجي من هنا معايا، قومي
إتعدلت نسرين على السرير وهي بتقول: زهرة مش هتسمحلنا بالخروج، بعدين أنا معرفش مكان مُحسن! هو لما بيعوز يشوفني بيجيلي بنفسُه غير كدا معرفش
العقرب وهو بيعدل هدومه: ملكيش دعوة بيها.. كدا كدا هنخرُج أنا وإنتي من هنا، أما عن مُحسن أنا هعرف أخليه يجيلي عن طريقك.. هتسخدمك ك كارت يسحبُه ناحيتي
سحبها من دراعها ف إتوجعت.. أول ما فتح باب الأوضة سحبها في حُصنه وهو بيقزل لزهرة بتمثيل: هاخُدها معايا مشوار أجيبلها حاجة وأرجعهالك
زهرة وشها إتخطف وقالت: عدم اللامؤاخذة يا بيه مينفعش تاخُدها.. يعني هاتلها الحاجة بنفسك بس سيبها هنا
العقرب بتكشيرة: إزاي يعني أنا عاوزها تنقي بنفسها! ساعتين زمن مش هيجرا حاجة!
غنز الرايق للعقرب من بعيد بمعنى في إيه ف بص العقرب قُدامه بتجاهُل معناه ثق فيا
زهرة بترُدد: أثل في حد موصيني عليها مخليهاش تروح في حتة
خرج العقرب من جيبُه فلوس وإداها لزهرة وهو بيقول: قولتلك ساعتين زمن، متكبريش الموضوع كدا
خدت زهرة الفلوس بعدها قالت بإبتسامة: طالما ساعتين وهترجعها خلاص..
خرج القائد من الأوضة وهو بيلبس الحزام بتاعُه وبيقول: حضري مياة بسُكر للبت اللي جوا شكلها أغمى عليها
زهرة بإعجاب للقائد: والله مافي سُكر غيرك!

 

 

* عند العربية
الرايق وهو بيفتح العربية: ممكن أفهم جايبها معانا ليه؟ كُنت سحبت منها الكلام وسيبتها!
العقرب ببرود: عن طريقها هسحب مُحسن لينا.. ونتحكم فيه بدل ماهو سايب وناويلنا على الشر
القائد بتكشيرة: بس أنا مش واثق في البت دي!
العقرب بتنهيدة: محدش واثق فيها، بس هي مُضطرة تقول الحقيقة عشان تشتري حياتها
ضغط على نسرين ف إتألمت: مش كدا ولا إيه؟
بص الرايق حواليه وقال بحذر: طب يلا إركبوا عشان منلفتش نظر حد.
ركبوا العربية وإتحركوا ومعاهُم نسرين، خدها الرايق معاه وحطها عنده..
* في فيلا عزيز القائد
دخل بإرهاق وتعب وهو بيرمي مفاتيحُه وبيقلع قميصُه بتعب
دخل للصالة لقى سيليا ساحبة شنطة كبيرة هي لمتها وبتحُطها، رفعت راسها وعينيها مليانة دموع وبصتلُه ولفت عشان تطلع تجيب حاجتها
كشر عزيز وهو طالع وراها وبيقول: مُمكن أفهم إيه اللي بيحصل تحديدًا؟
تجاهلتُه ومردتش وكملت طلوع لفوق راح ساحبها من دراعها وهو بيقول برفعة حاجب: هيييه، بكلمك أنا!
سحبت سيليا دراعها وقالت من بين سنانها: روح نام عند ال *** اللي كُنت في حُضنها
عزيز بصدمة: نعم!!
رفعت سيليا الفون في وشه وهي بتقول: دي صورك وإنت نازل ومعاك صُحابك وساحبينها للعربية، من بيت دعااارة يا قذر!
إفتكر عزيز لما كان مُحسن من الحرس بتوعه وإداله عزيز رقم سيليا قاله شوف الهانم هتكتبلك إيه واتس وهاته
عزيز بتنهيدة: دا شُغل مش طفاسة مني
سيليا: أه شُغل، الصورة مبينة إنه شُغل من حُضن صاحبك ليها ومن مسكتك لكتفها وإنت بتدخلها العربية، قذر
طلعت لفوق جري وصوت كعب جزمتها بيكسر سكون المكان، طلع عزيز وراها لقاها بتلم في شنطة تانية ف قال بعصبية: إنتي هتهاجري ولا إيه! قولتلك شُغل يا سيليا، وحياة بنتي ش..
سيليا بمُقاطعة: متحلفش بحياة بنتي أبدًا على أي حاجة، إنت فاهم!
كملت تلم في حاجتها ف حدف عزيز الشنطة بعيد وهو بيقول بعصبية: بطلي الهبل اللي بتعمليه دا وإعقلي خليني أعرف أكلمك

 

 

سيليا بزعيق: إوعى تلمسني! بابي كان عندُه خق، كان ليه نظرة فيك
إتصدم عزيز ووشه بهت وهو بيبُصلها وبيقول: إنتي شايفة إن نظرة أبوكي السطحية ليا، أهم من نظرة قلبك!
قربتلُه سيليا وقالت بعياط: ما هو قلبي دا هو اللي وصلني لهنا، وبسببه تعبانة وموجوعة فوق وجع على صاحبتي ألف مرة، بدل ما تكون جنبي في عز زعلي رايح تعمل قذارة مع نسوان من الشارع!
عزيز وهو بيحاول يتمالك أعصابُه من كلمتها: دا شغل مش بكذب، وملمستش واحدة فيهُم..
على طرف شفته كان في روج مطرح ما البنت بايتُه قبل ما يدخلوا، بطرف صابعها شالت الروج وهي حاطه صابعها في عينُه وبتقول: بحاول أصدقك عشان حبيتك اكتر من أي حاجة في الدُنيا، بس ربنا حابب يكشفك قُدامي.. أصل أنا هبلة، هستنى إيه من واحد شُغله كدا! طلقني يا عزيز
عزيز بغضب: هو كل ما يحصل حاجة وتفهميها غلط تقولي طلقني؟ مش مطلق
سيليا بعياط: هرفع عليك قضية في المحكمة
مسكها من متفها وقال بنظرة شر: إرفعي قضية، تلاتة عشرة.. أنا قولت الخقيقة ومخونتكيش، هنفضل في دوامة القُط والفار وتصدقي واحد إبن **** باعتلك الصور عشان يعمل مشاكل بيننا صدقي، بس أنا مخونتكيش ولا في واحدة أساسًا بتكفيني غيرك، إعقلي!
ضربتُه في صدرُه وهي نازلة وسايبة شنطتها المحدوفة على الأرض وراها
غمض عزيز عينُه بغضب عميق ورفع سماعة الفون بتاعة الأوضة وكلم واحد من الحرس قاله إقفل الأبواب كُلها
* بعد مرور نصف ساعة
كان قاعد على الكنبة تحت وسيليا فوق بتقول بهستيريا: متقدرش تحبسني هنا بمزاجك، هتصل على بابي وهياخُدلي حقي منك
رجع عزيز راسُه لورا ونفث الدُخان لفوق وقال: مفيش بابي غيري هنا، أنا الدادي بتاعك
سيليا بصوت عالي من فوق: متقارنش نفسك ببدر الكابر عشان مفيش زيه
عزيز بصوت أعلى: أنا مبقارنش، بفهمك بس إن مفيش خروج من هنا ولا في طلاق.. مش هتخربي بيتنا عشان فهمك الغلط دا، هسيبك تهدي وهطلع أخدك في حضني ونتفاهم على رواق بطريقتنا
سيليا بعصبية: مش هتلمس مني شعرررة
.

 

 

 

* صباح اليوم التالي
صحيت رفيف وهي بترتب سريرها كالعادة وبتطمن على أختها الصُغيرة اللي لسه نايمة
خرجت عشان تروح الحمام لقت على الحوض قطعة ملابس داخلية نسائية، بصت بقرف وهي بتسأل نفسها وبتقول: هو متجوز؟ ولا جايب واحدة! يالهوي لو جايب واحدة هنا وأنا مقعدة اختي الصغيرة في بيتُه!
غسلت رفيف وشها والأسئلة زي الوسواس في راسها
خرجت لقت نسرين في وشها بتربُط شعرها
نسرين وهي بتتاوب: صباح الخير
فتحت رفيف بوقها وهي بتبُص حواليها بصدمة بعدها قالت بوشوشة لنسرين: نسيتي حاجتك على الحوض
نسرين وهي بتبُص لرفيف اللي لابسة مُحترم: إنتي شكلك كدا المدام بتاعة الراجل اللي جابني هنا
ميلت رفيف راسها على جنب وقالت: الراجل اللي جابك هنا؟ تقصدي نوح بيه!
إنتي خرجتي إزاي!
صوت نوح وهو واقف بعيد عنهُم، وسؤاله كان موجه لنسرين
نسرين بتوتر: الراجل كتر خيره دخلني البيت عشان أستخدم الحمام، لقيت الحلوة دي فقولتلها إنك اللي جايبني هنا
نوح وشه بهت وهو باصص لرفيف المصدومة وقال لنسرين بغيظ وعصبية: الله يخربيتك لبيتي لبيت مي*** الشُغل
يا حرررس!!
نسرين: من غير حرس أنا راجعة المخزن تاني، كُله من زفت الطين مُحسن اللهي يجحمه زي ما جاحمني في نصايبُه
مشيت تترقص قُدامهم ف قرب نوح لرفيف ف قالت هي: بُص إنت حُر تعمل اللي تحبُه في بيتك، لكن أنا بنت وخايفة دلوقتي وكُنت فكراك راجل محترم ف قعدت عندك.. وعندي أخت صغيرة محبش تصحى على المناظر دي، لو في قلبك ذرة رحمة سيبني أمشي من هنا
نوح بتبرير: إنتي فاهمة غلط، دي مش..

 

 

 

قاطعتّه رفيف بهدوء وقالت: وأنا مين عشان أفهم غلط وتبررلي وتوضح! أنا واحدة إنت عطفت عايها هي وأختها وقررت تعيشهُم معاك وتشيل همهُم ولو حد شاف كدا أو سمع عننا هيقول دا جنون ومش منطق، أنا عارفة إني شبه والدتك الله يرحمها لما شوفت الصور وإنك لما بتشوفني بتفتكرها أنا مقدرة، بس أنا بني أدمة وطالبة حُريتي وأرجوك مترفُضهاش
سابتُه رفيف ورجعت لأوضتها وقفلت الباب وفضل هو واقف مصدوم مش عارف هيصلح الموقف إزاي.
* في منزل بوسط البلد
صحيت رهف وهي بتقفل سوستة البوت بتاعها لقت منال أختها لابسة بدلتها الميري ونازلة
رهف بمرح ومُشاكسة ك عادتها: الله أخيرًا الظابط هيروح يخدم الشعب، فترة العقوبة خلصت ولا إيه؟؟
منال ببرود: هُما كانوا كام يوم أجازة مش عقوبة يا لمضة، وقررت أرجع إنهاردة على قلبهُم.
رهف بغمزة: أيوة ياعم يا مسيطر بترجع وقت ما تحب.
منال بهدوء: إنتي لابية ليه في حد عاوزك في قضية؟
رهف وهي بتعدل شعرها بغرور هزار: كلمني حد مُهم عندُه قضية وقالي طالبني بالإسم، بس مش عاوز يكلمني عن تفاصيل القضية في مكتبي، عازمني في نادي الجزيرة بتاع الطبقات الراقية
منال بإعجاب: أوووه إنبهرت، ربنا يوسع رزقك ويتذكر إيمك بالخير دايمًا
رهف ببوسة في الهواء: مواااه، حبيبتي يا موني.. مش هنطبُخ إنهاردة هنجيب بيتزا، عشان حلمت إن في قطعة بيتزا بتجري ورايا في الحلم وريقي جري عليها
منال بضحك: إنزلي يا مسطولة يا مُحامية البلد إنزلي، هنجيب بيتزا يا طفسة
رهف وهي نازلة على السلم وشايلة حاجتها قالت بدندنة: حياتي بقت أحسن بكتير أنا حسيت فعلًا بالتغيير تتتارتارا
منال وهي بتلبس نظارة الشمس بتاعتها: لو رجعتي البيت بدري متطلُبيش أكل إلا أما أجي
رهف بهدوء: إتفقنا.
* في منزل العقرب
صحي من النوم لقى مياسة واقفة على الحزض في المطبخ وهي راسها لسه مربوطة بالشاش، قربلها وهو بيقول بنبرة نعسانة: صباح الخير
مياسة بصوتها الطفولي: صباح النور، هو إنت جيت إمتى؟
العقرب وهو بيسند بجسمه على الباب: جيت بالليل ولقيتك نايمة مرضيتش أصحيكي ودخلت نمت، بتعملي إيه على الحوض
مياسة بهدوء: بغسل الكوبايات مطرحي أنا وأماندا

 

 

 

قربلها بهدوء وقفل المياة وهو بيقول: عنها ما إتغسلت، هبقى أعملها أنا.. المُهم تعالي إرتاحي عشان راسك
مياسة بإبتسامة: حاسة إنها بقت كويسة، وطع بسيط بييجي كُل شوية كدا وبيروح بس عامة أنا بخير وتمام
سحبها من دراعها وقالها: عاوزك، تعالي
مشيت معاه وقعدت جنبُه، قعد وهو باصصلها وقال: هاخدك إنهاردة عند بيتك عشان.. تجيبي ورقك وجواز سفرك من هناك عشان زي ما قولتلك هنسافر لندن، هو مش هنسافرلوقتي يعني هخلص شوية حجات مُهمة الأول وحسابات بعدها هنسافر، بس لازم ورقك يكون جاهز
عضت مياسة على شفتها وهي بتقول: بس ورقي وجواز سفري مش في بيت ماما.. دا ف شقتي أنا ونبيل يعني لازم نعدي على حماتي و..
العقرب بتغميضة عين قال: تؤ! مسمهاش حماتي، حماتك في الحياة هي أمي أنا مش حد تاني
باست مياسة كتفُه وهي بتقول بحُب: اللي تجيب راجل بحنيتك مينفعش يتقال عنها حماة أصلًا
باس إيديها وهو بيقول: طب يلا قومي ألبسي هاخدك بنفسي، واللي هيفتح بوقه معاكي بكلمه هعلقُه على باب المنطقة.
* داخل نادي الجزيرة / للطبقات الراقية
دخلت رهف بعد ما قالت للحارس إنها تبع كذا وهو كان موصيه، فضلت ماشية بين الناس وهي بتبُص حواليها بتدور على أي جرسون تسألُه على الراجل
فضلت ماشية ومكملة لحد ما لقت مساحة الجولف..
كان واقف ماسك عصايتُه، لابس ترينج إسود ونظارة شمس ك عادتُه لونها أحمر غامق..
بص من بعيد وهو بيدقق وقال بنبرة مسموعة: هي مش دي المُحامية اللي رفضت قضيتي؟
فضلت رهف واقفة تبُص حواليها لحد ما عينيها جت عليه! ، قربلها بهدوء وهو حاطط عصاية الجولف على كتفه وقال: المودموزيل مشتركة معانا في نادي الجزيرة؟
رفعت رهف حاجبها وقالت ببرود: معتقدش يخُص حصرتك.. أنا جاية هنا لموكل غيرك، وكُنت واضحة معاك قضيتك مرفوضة
ضحك هو من غير ما يقلع نظارتُه وقال: إنتي ليه مُتخيلة إن مفيش مُحاميين غيرك في البلد؟
رهف بصتلُه وكتفت إيديها وقالت: مفيش مُحاميين غيري يقدروا يخرجوا أخوك من العك االي عمله، بس أنا واحدة عندي مباديء وأخلاق ومُستحيل أسلب حق طفلة من مسخ زي أخوك
سند عصاية الجولف على الأرض وسند عليها بدراعُه وقال: لكن صُدفة غريبة، القدر يجيبك للنادي بتاعي.. عشان موكل غيري
رهف بقرف وضيق: هو عشان مُشترك فيه خلاص بقى بتاعك!
ضحك هو ضحك مُتقطع وقال: يوم سعيد يا مودموزيل!

 

 

 

مشي بعيد وجه راجل تاني من وراها وهو بيقول: رهف عبد السلام المُحامية؟
لفت رهف وبصتلُه وقالت: أستاذ شوقي محمد! انا قلبت على حضرتك النادي كُله
إبتسم هو وقال: إنتي تعرفي عاصم بيه؟
رهف بإستغراب: عاصم بيه مين؟
شوقي: اللي كُنتي واقفة بتتكلمي معاه حالًا
بصت رهف لعاصم وهو بيضرب الكورة بثبات وثقة وبعدها قالت: هو إسمه عاصم بقى؟ من كتر ماهو شايف نفسُه مقاليش إسمُه لما جالي مكتبي، لا وقال إيه جاية النادي بتاعي ليه، فاكر إنه عشان مُشترك فيه خلاص إشتراه
شوقي بإستغراب: هو إنتي متعرفيش إن نادي الجزيرة بأكملُه ملك لعاصم التُركي؟ دا غير أشهر ماركة عربيات في التاريخ واللي هي مرسيدس؟
فتحت رهف بزقها بصدمة وقالت: نعم!!
* في لندن
والد أمير بضيق: إحمد ربنا إني لحقتك، هتفضل لحد إمتى طايش ومتهور وأي شيء ولو بسيط يضايقك ترمي نفسك في المياة وتحاول تنت_حر!
أمير وهو بينشف شعرُه بالفوطة قال: البركة فيك، وفي عيلتك
قعد والد أمير قُدامه وقال: أنا عاوز أفهم معنى الكلام الخايب اللي قولته في مكتبي أول ما جيت لندن؟ ومنين حاطط في دماغك تأذي عمك وجيت لقيتك مرمي في المياه بالشكل دا!
أمير بعصبية: أنا مكونتش بنتحر!! أنا نزلت المياة إمبارح وحاولت مش هنكر بس فشلت! وأول إمبارح.. وجيت أجرب إنهاردة لقيتك جايلي

 

 

 

والد أمؤر بعصبية أكبر: يعني لو مكونتش جيت إنهاردة مكونتش لحقت محاولتك الأخيرة! على مدار ثلاث أيام بتحاول تغرق نفسك يبقى لازم نطلُبلك سرايا المجانين!
حدف أمؤر الفةطة بغضب وحط صوابعُه بين خُصلات شعرُه، إتنهد أبوه وقال بنبرة هادية: شجن أخبارها إيه؟
ضحك أمير بصوت عالي ضحكة سايكو وقال: الحمدلله وإنت عامل إيه؟
والده بإستغراب: بتتريق؟
أمير بضحكة على جنب: أعملك إيه ما إنت اللي سؤالك حسسني إن إحنا عيلة طبيعية وإن مراتك وحشاك والجو دا
قام والده وقال: على كُل حال، قوم غؤر هدومك عشان هنتغدى برا سوا إنهاردة
أمير بملل: مش عاوز أكُل هنام
والده بتجاهُل لكلامُه: هستناك في العربية نص ساعة وتنزل..
نزل والده ف قال أمير من بين سنانُه: يلا ما هي ناقصة الكلام اللي هتقولهولي في المطعم..
خرج قميص وبنطلون وبدأ ينشف جسمه ويلبس لقى فزنه بيرن مُكالمة فيديو، رفع الفون لقاها صِبا.. غمض عينه وإتنهد جامد بعدها فتح الفيديو وثبتُه على الترابيزة اللي قُدامه وهو بيقفل زراير القميص
أمير بنفاذ صبر: خير؟ متصلة تقوليلي إني راجل مُمل ومش مبسوطة في حياتك معايا، ولا متصلة تحسسيني إني فارض نفسي عليكي
صِبا وهي ممدة ضهرها على السرير وبتبُص بتأمُل لأمير قالت بنبرة كُلها عشق وشوق: متصلة أقولك وحشتني أوي.. أوي
أمير إتهز من كلامها بس تماسك وقال وهو بيرُش برفان: عارفة.. في مثل بيقولك البعيد عن العين بعيد عن القلب، المثل دا يمشي مع كُل الناس إلا معاكي.. إنتي البعيد عن عينك تموتي فيه أما اللي قاعد في حُضنك تزهقي منُه وتتنفخي عليه زي ما يكون لازقة
حطت إيديها على بطنها وقالت: تمام يا أمير، أنا لسه في بيت بابا لو حابب ترجع قصرك مش هتلاقيني عشان ترتاح، شجن هانم زارتني إنهاردة وقالتلي إنها بتحُط أكل ومياه للوليا في السرداب لكن لوليا إتجننت تمامًا.. وصوتها بقى هستيري وعالي، لازم تنزل تشوف حل، مينفعش تسيب مصايب وراك وتمشي!
أمير مسك الفون وبص في الشاشة وقال: لا ينفع عشان جبت أخري وقربت أفقد عقلي! إقفلي دلوقتي أنا نازل..
قفل الفيديو بضيق وحط الفون في جيبُه ونزل لأبوه اللي مستنيه تحت.

 

 

 

* داخل منزل الغُريبي
والدة يوسف بحِدة: إنت قولت إيه للبت نيللي؟ إيه اللي أنا سمعتُه من مرام دا!
يوسف وهو مركز في كتابُه: هي الأخبار لحقت توصل؟ قولت الحقيقة فعلًا سُمعتها بقت على كُل لسان ولازم ترجع تتعدل تاني
والدته بعصبية: تتعدل ولا تميل إحنا مالنا؟ بتقولها كدا ليه!
يوسف بعصبية: يوووه إنتي عاوزة إيه دلوقتي يا ماما؟ مش طلبتوا أذاكر أديني قاعد أربعة وعشرين ساعة بتنيل كفاية نقد وعملت إيه ومعملتش إيه
الغُريبي دخل من باب الشقة سمع الصوت العالي ف قرب من أوضة إبنُه وقال بحزم: إتكلم كويس مع أمك! متبقاش ولد عاق
حط يوسف إيده على راسُه وقال: أنا مش عاق، أنا مضغوط مش أكتر
الغُريبي بحزم: إعتذر لأمك!
يوسف بتكشيرة حُزن: أسف ياماما
سحب الفوطة بتاعتُه ودخل الحمام ياخُد شاور عشان يفوق
والدته للغُريبي: أنا اللي ضغطت عليه.. هو شكل نفسيتُه تعبانة عشان حب البت وإتكسر
الغُريبي بجمود: أحسن عشان يفوق لمُستقبله ولنفسن ميحجرش نفسه في وهم، غير كدا المفروض يتعلم ميتكسرش لحُزنه ويكون قوي.. هو معملش حاجة عشان يخفي نفسه عن الناس! دا البت اللس غلطانة بتنزل وهو لا
والدتُه بتنهيدة عميقة: هقول إيه! ربنا يهدي الحال يارب..
* داخل منزل الرايق
كانت قاعدة رفيف بتسرح شعر أختها وبتغني: يا حبيبي شو نفع البكي شو إلو معنى بعد الحكي يا حبيبي
كان ساند نوح على الباب وهو بيسمع نبرة صوتها في الغُنا ومغمض عينُه بتوهان
كملت رفيف غُنا وقالت: حبوا بعضُن تركوا بعضُن
تك تك تك
صوت خبط على الباب، بلعت رفيف ريقها وهي بتسند اختهاوعلى المخدة عشان تنيمها بعد ما سرحتلها شعرها، وقامت بهدوء فتحت الباب.. طلعت من الأوضة وقفلت الباب وراها وهي باصة للرايق اللي واقف قُدامها وباصصلها لتحت عشان أقصر منُه

 

 

رفيف بهدوء: فكرت في كلامي وهتسمحلي أمشي صح؟
نوح وهو باصصلها من فوق: لا.. الموضوع مش زي ما إنتي فاكرة أنا مفيش قلق مني
رفيف: أنا مش فاكرة حاجة أنا شايفة بعيني إن..
نوح قاطعها وقال: إني مُهتم بيكي ومينفعش أدخُل البيت من غير ماشوفك؟ الناس شايفة إني أقعد واحدة عندي دا جنون طب وإنتي شيفاه إيه؟ شيفاني مجنون برضو!
رفيف: مش مجنون.. لكن فيك شيء مخوفني، فيك غموض قالقني وحياتك مش طبيعية مينفعش أربي أختي الصُغيرة هنا.. مينفعش أصلًا أعتمد على حد بالمنظر دا دا شيء مش طبيعي
نوح خد نفس وقال: البنت دي حبيبة واحد أذانا في شٌغلنا
إتعدلت رفيف في وقفتها وقالت: وإنتوا جايبينها هنا عشان تنتقموا منه!
نوح بسُرعة: لا!! جايبينها عشان نتفاهم.. أنا عِمري ما بررت لحد حاجة بعملها في حياتي، بس واقف هنا قُدامك ببررلك عن شُغلي كمان.. عشان معنديش إستعداد أفقدك.. يا من يرف القلب لها
إبتسمت على اللُغة العربية اللي تدخلت بينهُم ف ميل هو عليها وباس خدها راحت مغطية بوقها بإيدها ومبرقة بصدمة، وشها كُله إتحول أحمر وجريت على الأوضة وقفلت الباب
أما نوح قال: هو أنا حطيت بوقي في العسل وأنا مش واخد بالي؟
* في عربية العقرب / تحت عمارة مياسة القديمة
بصت للعُمار بضيق صدر وهي بتفتكر كُل الذكريات السودا اللي مرت بيها
العقرب قطع تفكيرها وقال: لو متضايقة ومش حابة تنزلي نيجي بعدين!
مياسة بتكشيرة وهي ماسكة الباب: لا بالعكس، كان لازم أجي هنا وأواجه عشان أقفل الصفحة دي من حياتي تمامًا، وأبدأ معاك إنت أيامنا الحلوة
نزلت من العربية ونزل هو معاها.. مُفتاح شقتها مع حماتها ف كان لازم تعدي عليها
طلعت وضربت الجرس وفضلت مستنية حواليقيقتين، فتحت حماتها وأول ما شافت مياسة كإنها شافت عفريت
بدأت تصوت وتلطُم بإسم إبنها وحاولت تمسك مياسة عشان تضربها لكن العقرب مسك إيديها الإتنين وقال: أنا مقدر حالتك ك أم، إهددي

 

 

 

أم نبيل: اللهي ربنا ينتقم منك ضيعتي إبني يا وش الفقر يا سايبة
مياسة بعياط: إبنك اللي ضيعني!! أذاني وضيع من عُمري وصحتي كتير، الله يرحمه ميجوزش عليه غير الرحمة
أم نبيل بصويت: إنتوا جايين هنا عشان تخلصوا عليا إلحقوووني
خرجوا الجيران لقوا مياسة ف قالت واحدة منهم لأم نبيل: دي طليقة إبنك يمكن جاية تطمن عليكي يا حاجة إستهدي بالله
أم نبيل بصويت: جاية تجيب أجلي زي ما جابت أجل الولا
بدأت الصعبانيات وقالت لجارتها: كان زي الورد، إبني كان شاب زي الورد ضيعته، حسبي الله ونعم الوكيل
العقرب إتأثر لإن مهما كان الشخص وحش أمه بتشوفه ألطف حاجة في الدُنيا، ف قال بهدوء: إهدي طيب وهقولك جايين ليه
ام نبيل بعصبية وغضب: مش عاوزة أعرف! مش عاوزة خُدها وغوروا ومتعتبوش عُمارتنا تاني.. فوضت أمري إليك صاحب الأمر
أخدوها الجيران ودخلوها شقتها ف سحب العقرب مياسة وقال: أنا هتصرف تعالي إنتي بس.
نزلت مياسة معاه وهي بتفتكر لما كانت حامل وكانو بتشغلها تمسح وتكنُس وتتعمد توسخلها البيت عشان تنضفُه تاني
سندت مياسة على العقرب وقالت: أنا السبب في موت إبنها يا عيسى؟
مسك وشها بين إيديه وقال بعشق: إنتي السبب اللي مخليني أعيش! ميهمنيش مين مات بسببك.. وجودك بيحييني
حضنته من رقبته جامد وهي بتعيط ف باس رقبتها وهو حاضنها جامد وقال: كُل دا خلص، أنا موجود عشانك من إنهاردة.. عشانك وبس!

 

 

 

* داخل نادي الجزيرة
رهف وهي بتعدل أوراقها: قضيتك سهلة بإذن الله هنكسبها.. طالما وثقت فيا
قام شوقي وقف وقال وهو بيسلم عليها: على وشك القبول، شُكرًا.. كملي كوبايتك هغير هدومي وهرجع عشان أوصلك
رهف بإحراج: مفيش داعي يا شوقي بيه
شوقي: لا إزاي ميصحش، إقعُدي من فضلك
قعدت رهف وهي بتكمل العصير بتاعها ف جه عاصم وهو لابس نظارته مقلعهاش وقال: صحة عليكي.. العصير دا إعتبريه كادوه صُغير من النادي
قامت رهف وقفت وقالت: الكادوه مرفوض، زيه زي القضية بتاعتك بالظبط.
قتحت شنطتها وطلعت فلوس حطتها على الترابيزة وقالت: دا تمن العصير.
جت تديله ضهرها وتمسي راح ساحبها من دراعها جامد.. قلع نظارتُه اللي لونها أحمر غامق وبصلها بشر وقال: إيه اللي إنتي عملتيه دا؟
تكشيرة وشها رتحت وملامحها هديت وهي باصة لعيونه بتوتُر! مكانتش تتوقع إنهُم ” حلوين ” كدا.
* داخل منزل القائد
نزلت سيليا وسمع عزيز صوت خطواتها وقال بوضوح: مفيش خروج من هنا زي ما أنا وضحت، لو جاية تتكلمي كتير و..
سيليا بتعب مُبالغ فيه وصوتها رايح: إل.. إلحقني يا عزيز!
بصلها بصدمة لقاها وقعت على الأرض.. بص وراها لقى..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية سفير العبث)

‫25 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!