Uncategorized

رواية وعد سليم الحلقة الأولى 1 بقلم تيسير محمد

 رواية وعد سليم الحلقة الأولى 1 بقلم تيسير محمد 

رواية وعد سليم الحلقة الأولى 1 بقلم تيسير محمد 

رواية وعد سليم الحلقة الأولى 1 بقلم تيسير محمد 

في منطقه شعبيه في القاهره كانت ماشيه في شارعها الساعه ٧ الصبح  كانت ماشيه بكل ثقه ، رافعه راسها لفوق  وجمالها الخلاب بيجذب ليها كل الي عينه تقع عليها ، عنيها العسليه بيجي عليها اشاعه الشمس تقلب لونها لدهبي ساحر ، برغم فقرها بس كبريائها اهم حاجه عندها  ومشيتها بتدل علي كده كل الي تشوفه تصبح عليه بابتسامه ساحره دخلت بيت علي اد حاله ، تنهدت قبل ماتطلع المفتاح وتفتح باب شقتها كانت سامعه صوت زعيق متعوده عليه دخلت لقته ماسكها من دراعها ولوهولها وبيقول بكل بجاحه :
انتي مالكيش علام يا بنت ال…..تقلعي اللبس بتاع المدرسه ده وتنزلي تشتغلي زي اختك .
كانت بتتوجع جامد مش عارف تدافع عن نفسها ، واكيد مش هتضربه ده برضو ابوها .. قالت بصوت ونبرته مليانه ألم :
ااااه يابابا سبني انت بتوجعني…… هعملك الي انت عايزه .
لقت اختها ، فاستنجدت بيها :
وعد !! الحقيني يا وعد ….. خليه يسيب ايدي .
وعد بسرعه كبيره مسكت ايد ابوها وخلته يسيب اختها وهي بتزعق فيه وتقول :
نور مش هتشتغل  وهتكمل دراستها،انت عايز ايه اكتر من الي بجبهولك ؟!
ابوها بجسمه المليان  وشعره الي مش منظم ، وبيتكلم وهو بيحرك ايده بجشع :
مابيكفيش الي بيتجبيه يادوب بيكفي دماغ واحده ، لاتتصرفي وتجيبي فلوس عدله لاهخليها تنزل تشتغل انا اصلا مش لادد عليه حوار العلام بتاع البنات ده دي البنت اخرها تتجوز وتقعد ف البيت .
وعد بنبره سخريه منه … بالرغم انه ابوها  بس عمايله خلتها هي واختها تكلمه بعنف وعدم احترام :
احنا اسفين للاسطي حمدي .
وطلعت من شنطتها فلوس وادتهاله :
اتفضل دول يكفوا لحد ماروح الورديه التانيه وارجع ولا حضرتك عايز تاتي .
بص للفلوس بجوع وقال :
لا يقضوا المصلحه لحد ماترجعي .
سحبت اختها وخرجوا من البيت.
نور وبشفقه علي أختها اتكلمت :
ياوعد !! طب ريحي شويه انتي من امبارح بره.
وعد بتتكلم وصوتها شايل هم الدنيا والاخره :
والي يعرف ابوكي يجيله راحه …… قصره تعالي اوصلك للمدرسه ، وبعدين ترجعي عليا فاهمه ، انا ورديتي هتخلص مع معاد مدرستك .
نور هزت راسه بطاعه :
حاضر هجيلك .
سكتت شويه متردده تتكلم بس اتكلمت ف الاخر :
وعد انا كنت عايزه اقولك علي حاجه كده .
طلعت وعد من شنطتها فلوس وادتهالها وقالتلها :
امسكي يا حبيبتي ، انا فاكره ان النهارده اول الشهر ودول فلوس الدروس بتاعه الشهر  ولو عايزه حاجه قولي ماتتكسفيش اهم حاجه تنجحي بمجموع عشان تدخلي الجامعه .
قالت اخر حاجه بنبره تحثها انها تنجح .
نور بحزن ، وملامحها غرقانه بالحسره علي أختها ، وكسوفها منها :
انا بتقل عليكي اوي يا وعد …. بصي انا بعد المدرسه هشوف شغ…
قاطعتها بعنف :
بصي !! ده اخر مره تتكلمي ف الحوار ده تاني ….. ياستي مستوره مالكيش دعوه… يلا ع المدرسه .
ميلت عليها وطبعت بوسه خفيفه علي خد اختها الكبيره بحب وهي بتقولها بامتنان :
ربنا يخليكي ليا ياوعد.
وعد وهي مبسوطه بحب اختها الي بتنسيها اي مر عيشاه :
ويخليكي ليا ياقلب وعد .
ومشيوا هما الاتنين ، كل واحده فيهم راحت لقدرها .
——————————–
في قصر كبير اوي وفخم وتصميمه عصري،كان نايم علي سريره كبير ، ضحم   وكأنه سرير ملك .
تليفونه بيرن  مد ايده وخده ورد بصوت نايم :
الو!! عايز ايه ؟!
وصله  صوت صاحبه  ومنقذه في المواقف الي زي دي دايما :
اصحي ياعم !! ورانا ميتنج .
رد عليه وهو لسه نايم بردو ، بيحاول يفوق :
يحيي !! هو الساعه كام ؟ .
يحيي بصوت عالي ، علشان يفوق :
تمانيه ونص ….. يلا قوم  ونص ساعه وهعدي عليك .
وقفل التليفون ،قام وهو بيتأفف …. ظهر جسمه الرياضي وطوله الي الكل بيخاف منه ، فطوله مع جسمه مناسبين  وله هيبه بيخاف منها كتير …. دخل  للحمام ، وبعد ربع ساعه ، كان اودام المرايه بيظبط شعره الغزير الي بيديله جاذبيه بيفتقدها الكثير ، بيعمله بطريقه تخلي كل الي يشوفه يحسه من نجوم تركيا أو حتي هوليود  مش مصري خالص .
بص ع نفسه بصه اخيره وخرج من اوضته ، نزل شاف ابوه قاعد علي السفره …… اتكلم بصوته الرجولي بنبرات فيها حب وابتسامه بسيطه :
صباح الخير ي بابا .
رد عليه راجل باين عليه الكبر ، ملامحه توضح قد ايه هو طيب ، ابتسامته المشرقه دي بتحكي قد ايه هو بيحب ابنه ….  رد بصوت يبان عليه الشيخوخه بعض الشىء :
صباح النور ياحبيبي ، ايه نازل بدري كده ؟! .
وهو بيفرد الجبنه ع التوست رد بثابته المعتاد عليه :
امممم  … يحيي هيعدي عليه لان  ورانا ميتنج .
رد عليه بدعواته الصباحيه :
ربنا يقويك يابني ويصلح حالك انت ويحيي ، ويهدي يوسف .
سليم بطبقه صوت تدل انه افتكر حاجه مهمه :
صحيح هو لسه ماصحيش ولا ايه ؟! .
ابوه حاول يكذب بس معرفش لان عارف ان ابنه الكبير هيعرف كل حاجه ….. رد باستسلام :
طلعت اشوفه مالقتوش .
ساب الي كان ف ايديه وقال بزعيق اتهز البيت علي أثره :
ايه لسه مارجعش من امبارح ؟! .
قاطعهم جرس الباب فكان  يحيي  دخل بابتسامته المعتاده الي بتزيده وسامه :
صباح الخير .
رد الاب وابنه بزعل حسه يحيي :
صباح النور .
يحيي حس ان في كسره ف صوتهم :
مالك ي عمي انت وسليم في ايه ؟!
رد عليه بحرقه علي ابنه الصغير الي كان متأمل فيه يبقي زي اخوه الكبير وابن عمه :
هو في غيره يوسف مطلع عيني وعين سليم ده بقي عنده ٢٥ سنه هيبقي راجل امتي ؟!
يحيي وهو بيطبطب علي ضهره :
اهدي ي عمي عشان صحتك انا هتصرف معااه .
سليم بغضب مايحتملش اي نقاش :
لا يوسف ده عايزني اتصرف معاه زي الاول .
يحيي بيحاول يهديه من العاصفه الي وصلتله ، وهيقضي بيها علي اخوه :
لا يا سليم !! المواضيع ماتدختش بالطريقه دي،انت وعمي عصام معرفتوش تدخلوله من مداخله ، سبوني انا هعرف اتصرف معاه .
عصام وهو يبتسم بحزن افتكر اخوه وقال بنبره حسره :
طالع زي ابوك ف رزانته ، الله يرحمك ي عاصم ي اخويا .
يحيي بحزن علي ابوه الي محتاجله بعد مابقي وحيد من بعده  :
اللهم امين .
سليم وهو بيقوم ، ويفوق يحيي من حزنه، اتكلم بنبره جاده :
يلا ي يحيي .
قام معاه ، وسلموا علي عصام  ومشيوا لحياتهم الي هتتقلب راسا علي عقب .
عصام بعد ماخرجوا دعلهم بكل حب :
ربنا يهدي سركوا ياولادي ويهديك يايوسف يابني ويرجع الغايب يااااارب
———————————-
وعد دخلت مستشفي ،لقت صحبتها في الاستقبال  بنت جميله ، بشعر بني قصير وعيون وملامح جميله كل الي يشوفها يقول ان مكانها اكيد مش في استقبال في مستشفي ولكن مكانها في قصر ملكه . سلمت عليها وعد بابتسامه تحاول ترسمها :
صباح الخير ي شروق .
شروق بابتسامه صافيه ماتلقش الا بيها :
صباح النور يا حبيبتي .
بس الابتسامه دي اختفت بعد مارفعت وشها ليها ، فهي ردت سلامها وهي بتبص علي ورق ، قالت بخضه :
اده مالك ؟!
وعد وهي بتقعد جمبها  وبنره ساخره :
كالمعتاد يعني .
شروق وهي بتطبطب علي كتفها بنوع من المواساه  :
معلش يا حبيبتي قدرك .
وعد بنبره تدل انها متخذه القرار فكانت نبرتها محسومه  :
انا مستنيه بس البت نور تخلص واخدها وامشي من ام البيت ده .
شروق بتايد صاحبتها :
ان شاء الله ياحبيبتي .
خدت نفس وبعد كده اتكلمت  وهي قايمه من مكانها : 
انا همشي بقي علشان ماما قاعده لوحدها  وانتي خدي مكاني .
وعد بكل هدوء وهي بتهز راسها بتايد :
ماشي يا حبيبتي …سلميلي عليها كتير .
شروق وهي بتودعها :
الله يسلمك يوصل ي حبيبتي.
سلمت عليها وسابتها ومشيت .
——————————–
انت فين يازفت ؟
قالها سليم ع التليفون لاخوه بصوت مزلزل وبكل قوته وغل من افعال اخوه، رد يوسف بكل برود :
انت بتزعق ليه ؟! انا في الطريق .
آمره بزعيق :
تعالي ع الشركه .
وقفل السكه علي طول .
يحيي بيتكلم بكل رزانه وحكمه :
احنا مش قولنا هنتكلم بهدوء .
سليم بغضب يااكل الي اودامه بيه :
لوسمحت يا يحيي ده ماينفعش معاه هدوء لما تبقوا لوحدكوا ابقوا اتكلموا بهدوء .
يحيي بيتأفف منه ومن اسلوبه الغلط :
علي فكره انت بقيت فظيع اووي …. ليه كل القسوه دي ؟! ماتعامله بهدوء وصاحبه عشان يتظبط ، انت ليه بقيت كده ؟
سليم وكانه زي العجوز ، الي شاف من الدنيا كتير :
علشان الدنيا دي مش عايزه غير القسوه دي ، اعز ماليا راحوا وسابوني عايزني ابقي كويس ازاي ؟
يحيي بيشاركوا نفس الالم :
طب مانا كمان سابوني مش انت لوحدك وانا مابقتش زيك ليه ؟ انا عندي امل ف الحياه ، غير اني بقدر ابقي كويس علشان الي حوليه .
سليم بزعيق وعصبيه مالهاش مثيل :
انت شايفني وحش مع الي حوليه؟ مانا معاك كويس انت وبابا  لكن الزفت يوسف لا لانه بيعند ومش راضي يتعدل  انا مش قاسي مع اي حد .
يحيي رفع ايده اودام وشه في محاوله لتهديته :
خلاص اهدي … مش وقته الكلام ده .
سليم بعد ماخد تنهيده ، حاول يغير الموضوع بسؤاله :
انت مش ناوي تيجي تعيش معانا بدل العيشه لوحدك دي ؟
يحيي بهدوء ونبره رافضه :
لا مقدرش اسيب حاجه من رحيتهم .
سليم بيحاول يقنعه باسلوبه :
هو انا بقولك بيع البيت ! لا انا بقولك تعالي اقعد معانا وابقي يا سيدي روح يوم يومين ف الاسبوع .
يحيي بص اودامه وقال بنبره ثبات :
هفكر.
———————————
بره عند السكرتريه ،دخل يوسف ع السكرتيره الي كانت لابسه لبس مغري .
يوسف بابتسامه :
صباحو ي قمر .
السكرتيره بدلع معتاد عليه يوسف :
جو ازيك يا قلبي ، كده كل ده غياب ؟
يوسف باسلوب معتاد عليه مع كل الي زيها :
غصب عني ي نونو بس ماتقلقيش هنسهر انهارده بليل مع بعض اشطا ؟
نهي السكرتيره ببسمه انتصار وفرحه :
تعجبني ياجو .
يوسف باسلوب مايلقش للي زيه ، فهيئته تدل انه ابن ناس مش ضايع زي كده :
قوليلي بقي ي مزه !! اخويا جوه ؟
نهي وهي بتلوي شفتها :
ايوه جوه ومتعصب اوي وصوته جايب لاخر الشركه .
يوسف وهو بيقوم وبياخد نفس عميق :
ربنا يطمنك انا داخله .
نهي بدلع قذر :
تكير ي جو .
يوسف بغمزه بعيونه البنيه الي بتخليه وسيم  :
دعواتك ي قلب جو .
ومشي يوسف وقبل مايدخل دعي ان ربنا يسترها ودخل .
يوسف دخل وهو بيقول بطريقه مرحه :
عم الناس والله ….. واحشني ياخويا .
يحيي بنبره تخلي يوسف يحذر الي داخل عليه :
تعالي يا يوسف اقعد .
قعد اودام يحيي وسليم قاعد علي كرسي مكتبه ، بيبصله بغموض فشل انه يفكه ،اتكلم بهدوء :
كنت فين ؟!
يوسف وهو بيبلع ريقه من نبرته الهاديه دي ، حاول يكذب عليه  وقال :
ده كان واحد صاحبي تعبان اوووي وكنت معاه .
سليم وهو بيبصله بصه بتدل انه عارف كل خط سيره :
اممممممم وصاحبك ده ساكن في ديسكو……..
يوسف بارتباك  فاخوه عارف هو فين، هو كده عرف ان ده الهدوء الي قبل العاصفه :
سليم انا……
سليم بزعيق مقاطعه في الكلام :
ولا كلمه  تروح دلوقتي  واعمل حسابك انا وقفتلك الكرادد كارت بتاعتك  ، يلا ع البيت .
يوسف بزعيق وهو بيقف بعصبيه :
ايه اصله ده ، ازاي تعمل كده علفكره دي فلوسي زي ماهي فلوسك .
سليم رد عليه بثابت تام بيمسه بعض الحده :
اولا دي فلوس بابا والي انا باخده ده تعبي وشقايا في شركات بابا ، ثانيا انت مالكش اي حق تقول ان ليك زي الي ليه ، انت بتاخد بس مابتشتغلش وتتعب زيي .
يوسف بيحاول يبرر ويثبت باي طريقه ان ده حقه ، وان كلام اخوه غلط :
بس انا بدرس لسه .
سليم بسخريه  علي كلام اخوه الصغير الي فاهمه كويس :
اه بتدرس يالي عندك٢٥ سنه ولسه ف رابعه مش عارف تخلصها ، خليك مع شويه الصيع الي ماشي معاهم خليهم ينفعوك .
معرفش يرد عليه فسابه وطلع من المكتب بنرفزه  حتي مارجعش لنهي يكلمها زي كل مره واخد عربيته بعصبيه  وساقها رايح لقدره برجليه .
يحيي بعصبيه من تصرف ابن عمه وكلامه الي بيروح هباء :
هو ده الي اتفقنا عليه ؟
سليم رد عليه بمنطقيه :
بس يا يحيي  انت شفت بنفسك.
يحيي بتوعد للاتنين :
ماشي لما اجلكوا بليل.
—————————–
كانت نور خارجه من مدرستها وصحبتها سهي معاها :
ايه يا نور مش هتروحي معايا ؟
نور ردت عليها وهي بتقفل شنطتها :
لا انا هروح لوعد الشغل عشان نروح مع بعض .
سهي بتفهم :
ماشي خلي بالك من نفسك  وماتنسيش الدرس الساعه خمسه يعني يادوب تروحي تكليلك لقمه وتجهزي نفسك .
نور وهي بتسلم علي صاحبتها :
ماشي ويارب بقي نخلص السنه دي ع خير .
سهي بالتاكيد علي الدعوه :
يارب … يلا باي .
نور وهي بتشاور لها وبتبعد :
باي .
مشيت نور وسهي شيفاها وهي مشايه وفجأه في عربيه كانت ماشيه بسرعه رهيبه .
سهي بصراخ لصاحبتها عشان تاخد بالها :
نووور………..
——————————
كان قاعد سرحان في الماضي وهو قاعد علي كرسيه …. عيونه الرماديه شارده في ماضيه الي اجمل من الخيال .
فلاش باك.
جت وهي بتعيط فشدته من هدومه علشان يبصلها… فهي كانت قصيره اوي بالنسبه ليه  بصلها لقي عيونها مليانه دموع ، عيونها الي بيحسها دايما غريبه مش عارف يحدد لونها بالظبط حاول كتير يركز ويحدد لونها  لكنه بيفشل وبيتوه في سحر جمالها .
نزلها بجسمه ومسك وشها بايده بخضه:ا
اده مالك ايه الي خلاكي تعيطي؟
هي بعياط فهي كانت عندها خمس سنين  ، جسمها صغيروضعيف شبه العروسه اللعبه وتاخد لقب اجمل طفله في العالم :
سليم في عيال ضلبووتي(ضربوني).
سليم وعيونه  بقت عبار عن جمرات ناريه :
ضربوكي ازاي ؟!
قالتله بنحيب الاطفال ،  وهي بتمثله الي حصل بايديها :
ضيبوني كده اهوه(وشدته من شعره براحه )
حسس علي شعرها بحنان وقال بابتسامه تحملها حب يجمع بين حب الابوه وحب العاشق :
اقعدي هنا وانا هروح اضربهم وانتي خليكي هنا تتفرجي وبس ماشي .
ببسمه اطفال  واحساس بالامان والفرحه :
سليم انا بحبك اووووي .
سليم بنفس ابتسامته الي مابتظهرش الا ليها :
وانا بحبك يا قلب سليم يلا مش هتأخر ها ،اقعدي هنا وشجعيتي بس ماشي ؟
بابتسامه رضا وبتهز  راسها بطاعه :
ماشي .
سابها وراح يضرب العيال الي ضربوها فهو كان عنده ١٥ سنه …… فضل يضربهم وهي تشجع وكان علي بعد منها مترين تقريبا بس كان شايفها ، اتلهي دقيقه عنها وهو بيضرب بص عليها تاني لقي حد وخدها وماشي صرخ باعلي صوته ينادي علي اسمها  ولكن اتكتروا عليه العيال وضربوه ضربهم كلهم …… حس ان روحه بتروح منه  فهي كل حياته …. جاي يجري وراها يلحقها كان  خلاص خدها ومشي .
سليم:لااا……
بااااااااك.
خرج من ذكرياته علي صوت ابن عمه:
ها.
كان واقف اودامه بهيبته المعتاده  وعيونه البنيه الجذابه :
ها ايه ؟!  انا بقالي نص ساعه واقف بندهلك .
سليم بيحاول يرجع للحاضر :
كنت سرحان شويه .
ابن عمه وصاحبه وفاهم كويس  سرحان ف ايه :
عوضنا علي الله .
سليم بحزن نابع منه وقهره … اتكلم بنبره بتجاعد علشان ترجع للحياه تاني :
دورت عليها ف كل مكان ولا لقتها .
شاركه حزنه ، اتكلم بوجع :
كانت فرحه بابا وفرحتي كنت مبسوط اوووي ان جالي اخت بنت زي ماكنت متمني .
سليم بحسره :
١٥ سنه .
جاوبه باستسلام وحسره فهي في الاول والاخر اخته : 
النصيب .
سليم باصرار وعيونه بتنبض بالعزيمه :
هدور تاني وتالت ومش هيأس .
صاحبه وهو بنبره اجبار بالقبول بالامر الواقع :
زمانها دلوقتي كبرت وشكلها التغير .
سليم وعزيمته وعنده زاد:
بردو هدور .
بصله بابسامه مليانه حسره  وسأله بزهول :
انت كنت بتحبها للدرجه دي؟
سليم بسخريه من الي ابن عمه قاله  فهو مايعرفش هو بيكن لاخته ايه بالظبط  فهو جواه عشق لسه ماظهرش ربعه حتي :
كنت  ههه ، كنت ومازلت وهفضل احبها دي مش اي حد .
قاطعهم صوت تلفونه رد :
الو .
:………….
سليم وهو بيقف بسرعه :
ايييييه؟………
—————————–
في بيت متوسط الحال فحي شعبي ….. أثاثه قديمه نوعا ما ، خرجت شروق من اوضتها بعد ما نامت شويه ، علشان ترجع شغلها تاني ، فشافت امها :
ايه ياماما صحيتي امتي ؟!
ردت عليها أمها …. في ا اخر الاربعين من عمرها ، فلامحها فيها طيبه غير طبيعيه ، لابسه حجاب ، ويبان ان شروق واخده ملامحها بالظبط ، نفس العيون البنيه ، والبشره البرونزيه ….. شكلها مايدلش علي سنها ، بالعكس تبان اصغر  :
من شويه  دخلت اوضتك لقيتك جيتي ونمتي قلت بلاش اصحيكي .
وهي بتقعد جمبها بابتسامه حب لامها  فهي قاعده معاها ومالهاش غيرها بعد ابوها مامات : 
مانا لما جيت لقيتك نايمه بردو ماردتش اصحيكي ، انا هقوم اعمل الغدا علشان ارجع للشغل انتي عارفه ورديات الاستقبال عليه انا ووعد.
ردت عليها بصوت فيه وجع كبير لبنتها :
يابنتي انا عبء عليكي اوووي .
شروق بعصبيه  هي مابتحبش تسمع الكلام ده من مامتها  الي دايما شايفه نفسها عبء عليها :
ماما من فضلك ماتقوليش كده تاني ، ربنا يخليكي ليا .
باست راسها وقامت :
انا هقوم اعمل الغدا .
سابتها ودخلت المطبخ.
منال بتكلم نفسها ،حزينه علي بنتها وحالها الي بقت فيه بعد موت جوزها :
لامتي يابنتي هتكابري ، نفسي افرح بيكي بس مش بترضي عشان خاطري ، يارب دبرها من عندك .
—————————
كانت قاعده بتشوف الناس وتعمل واجبها في شغلها ، باين عليها الارهاق بس هي خدت علي كده  ، بصت ف الساعه وقلقت علي اختها :
هي البت نور اتأخرت كده ليه ، خلاص هكلمها .
مسكت تليفونها ورنت عليها تليفون نور مقفول.
قلقت جامد مش من عاده اختها انها تقفل فونها ، ولو فصل بتكلمها من اي حته :
الله ايه القلق ده بقااااا .
فجأه لقت دوشه جامده ولقت ممرضه بتجري عليها ، وملامحها ماتبشرش بالخير :
وعد الحقي ، نور اختك جايه ف حادثه .
وهي بضرب علي صدرها بقوه  الصدمه حليفتها و بصوت عالي قالت :
ايه نووور ؟!
وجريت عليها وسابت كل حاجه .
———————————–
بعد نص ساعه كان سليم ويحيي في القسم.
سليم وهو بيكلم الظابط ،اتكلم بثباته المعتاد :
هو ايه الي حصل بالظبط ؟
الظابط يبان عليه في الثلاثينات من عمره اتكلم بحده بسيطه :
اخوك خبط واحده بعربيته  غير انه ماشي بسرعه رهيبه ماينفعش تبقي ع الطريق ده وكمان شاكله شارب ، يعني دول تلت قضايا ف بعض.
سليم بنفس الثبات ونبرته تحمل نوع من البرود :
طب والعمل انت عارف احنا عيله كبيره وسمعتها لو دخلها نقطه سوده زي دي هندمر .
الظابط خايف  منه لانه حاجه كبيره في البلد ، وفي نفس الوقت بيراعي ضميره :
عارف حضرتك اشهر من النار ع العلم،هو ممكن لو احنا ماحللناش مش هيبان انه سكران ، ولو اتكلمتوا مع اهل البنت وخلتهم يتنازلوا  كده هيخرج.
سليم وهو يقف وبيعدل هيئته :
تمام انا هروحلهم المستشفي .
ومشيوا هو ويحيي لمجهول القدر لعب لعبته عشان يوصلوله .
——————————-
شروق دخلت بتجري علي وعد اتكلمت وهي بتنهج :
وعد ايه الي سمعته ده ؟
وعد وهي بتترمي ف حضنها وتعيط جامد :
نور ياشروووق ، نور .
شروق وهي بطبطب علي ضهرها بتواسيها فهي عارفه نور عند وعد ايه … بنتها مش اختها بس :
معلش ياحبيبتي هتبقي كويسه ، انشاء الله هتعدي علي خير .
وعد وهي تبعد عن حضنها وبتتكلم بكل شراسه :
والله مانا سايبه الكلب ده ، لازم اوديه ف داهيه لو اختي جرالها حاجه هعيشه ف السجن طول عمره .
مسحت دموعها وقالت لشروق :
انا هروح القسم بعد ماطمن عليها بس انتي روحي ع الاستقبال .
شروق بنفي :
نعم لا طبعا اسيبك ازاي وبعدين خليت ممرضه تقف مكاني ، المهم نطمن عليها .
دخل ظابط عليها حياهم  وسأله :
انتوا اهل المجني عليها ؟
وعد وكانه طوق النجاه جه من عند ربنا :
ايوه  ولوسمحت انا لازم اوصلها للمحاكم .
الظابط بتفهم فهو بيقوم بواجبه :
تمام هنعمل محضر دلوقتي وهيتحول ع النيابه.
كتب المحضر وخلاها تمضي عليه .
الظابط :
لما تفوق هاجي اخد اقوالها .
وعد بامتنان :
تمام شكرا اووي .
الظابط رد عليها :
العفو سلاموا عليكوا .
وسابهم واول مامشي.
دخلوا شابين المستشفي قلبوها كلها،راحوا لوعد وشروق  بعد ماسالوا علي اوضه نور من وراهم  سليم اتكلم :
انتو اهل البنت ؟!
لفوا لاقوا شابين وسيمين جدا وعد كانت بتنقل عينها عليهم :
ايوه انتو مين ؟!
سليم اول ما وعد عنيها جت في عينه ، الحنين اخده …. سرح ف عنيها وكانه لقي الي بيدور عليه ، فضل سرحان فيها باشتياق  بس في الاخر فاق :
احم .. انا اخو الي خبطها .
وفجأه مسكته من بدلته وهي بتقول بشراسه :
انت جاي ليه ها جاي ليه ؟! انا اخوك ده هوديه في ستين داهيه ولو ماحبستوش مابقاش انا .
شروق بتحاول تفك اديها من علي لبسه :
اهدي …. نور هتبقي كويسه خلينا نتكلم بهدوء .
سليم ببرود  وصوت ثابت يرعب الي اودامه :
نزلي ايدك وخلينا نتكلم بهدوء .
يحيي بيحاول يهديها ، هو مقدر الي هي فيه ، بس خايف عليها من ردت فعل سليم :
ياانسه كل حاجه هتتحل  وكل واحد هياخد حقه .
وعد نزلت ايديها ببكاء علي اختها الي مصبراها ع الدنيا وزلها :
اطمن علي اختي بس وساعتها هودي اخوك ف داهيه .
حضنتها شروق مره اخري.
سليم في نفسه  شاف دموعها حركت في حاجه ، هو مش فاهم ايه الي حصله :
اده ؟! ايه الاحساس ده ؟! ليه قلبي دق فجأه لما قربت مني ؟! ليه دموعها مأثره فيه كده ؟!.
كان كلامه مع نفسه كان مستغرب من نفسه جدا .
فاق علي خروج الدكتور الي وعدجريت عليه هي  وشروق ، ووعد سألته بلهفه :
خير يادكتور .
الدكتور بنبره اسف :
حاولت اعمل الي عليه بس هي للاسف دخلت في غيبوبه .
وعد بصدمه من ااي قاله :
اييييييه ؟!
وفجأه جسمها بدأ يرتخي ، و اغمي عليها جات تقع 
شروق صرخت بقوه :
الحقووووونيييي
ماوقعتش علي الارض لانها لقت دراعه هو الي فداها ، شالها وهو يصرخ بقوه لما لقاها شبه الجثه في ايده :
حد يجيب دكتور بسرعه .
ومشي بيها علي اوضه .
كانت شروق بتعيط جامد علي وعد الي كانت جوه والدكتور خرج الكل علشان يكشف عليها .
قرب منها يحيي وبحنيه اتكلم  وحاول يهديها  :
اهدي ي انسه ان شاء الله هتبقي كويسه الصدمه بس عشان اختها .
شروق ببكاء علي صاحبه عمرها واختها الي بتحبهم زي اخواتها بالظبط :
مش عارفه الدنيا جايه عليها هي بالذات ليه دي طيبه وعمرها معملت حاجه لحد ، بالعكس دي خدومه والكل يشهد بكده  ليه يحصلها كل ده ليه؟
يحيي هي صعبانه عليه  وعياطها ده مضايقه :
اهدي ي انسه  ربنا لما بيحب عبد بيبتليه ، هو مش انتي اختها بردو ؟!
شروق اتكلمت وسط دموعها بكل برائه وتلقائيه :
لا انا صاحبتها بس هي زي اختي بالظبط .
سليم جالهم وقال لشروق بكل هدوء :
ممكن تقنعيها تتنازل عن القضيه وانا متكفل بعلاجها كله.
شروق وهي بتبصله بشراسه  وباحتقار اتكلمت بصوت عالي :
انت ايه معندكش قلب ، اخوك ضرب نور بعربيته ودخلها ف غيبوبه  واختها كمان اتصدمت ووقعت ، يعني عايزين تاخدوا اختها الي عايشه عشانها  وعايزنها بكل سهوله تتنازل ياجبروتك يااخي .
يحيي  اتغاظ  وهو يمسك دراعه ويشده بعيد اتكلم وهو بيجز علي اسنانه :
سليم تعالي عايزك .
بعد مابعدوا عن شروق سليم كلمه بنرفزه :
عايز ايه ؟!
يحيي رد بكل صراحه عليه :
بصراحه عندهم حق .
سليم بصدمه من ابن عمه والي قاله :
نعمممم !! يعني ايه ؟! اسيب اخويا يتحبس .
يحيي رد عليه بنفس النبره الي سليم ساله بيها  وبكل منطقيه :
وهي اختها ف غيبوبه وياعالم هتقوم منها ولا لاء.
سليم بتفجأ من الي صاحبه بيقولهوله :
انت ابن عمي ولا ابن عمهم ؟
يحيي بعصبيه من تصرفات ابن عمه الي شايفه اناني :
بلا ابن عمك بلا ابن عمهم  انا مش هنطق كلمه ف الموضوع ده علشان مانخسرش بعض بس ، لكن لو عليه انا كنت دخلته السجن بايدي .
سليم رفع ايده ف وش يحيي :
تمام ماتدخلش  انا هتصرف .
يحيي وهو بيحاول يفكره :
مش ده الي كنت عايز تعاقبه ؟! 
سليم رد عليه بقلب اخ :
ايوه بس مش بالسجن ده اخويا.
وسابه ومشي  فيحيي طلع فونه يقول لعمه الي حصل يمكن هو الي يعرف يتصرف .
———————————-
دخل حمدي المستشفي وهو بيزعق :
بنتي بنتي عملته فيها ايه ؟!
راحتله شروق تحاول تهديه :
اهدي ياعمي اهدي بس .
حمدي بزعيق جامد :
اهدي ازاي هي فين ؟!
شروق وهي بتشاورله علي مكان بناته :
نور هنا وو……
قاطعها بزعيق فجأه بها،وبرده فعله :
ماليش دعوه بالتانيه دي هي السبب نور بنتي فين ؟!
شاورتله  وهي لسه ف صدمتها علي اوضتها فدخلها .
يحيي شاف كل الي حصل فقرب من شروق وسألها باستغراب :
هو ماسألش علي بنته التانيه ليه ؟
شروق مش عارفه تجاوبه تقولوا ايه هي مصدومه ومتفجأه زيه بالظبط بس حاولت تبرر فعله ده  :
مش عارفه بس طبيعي ، سأل ع نور علشان هي الي عملت الحادثه .
يحيي هز راسه وهو مش مقتنع ازاي مايقلقش علي بنته اه اينعم دي اغمي عليها بس بردو لازم يقلق .
بعد نص ساعه دخل عصام المستشفي ، لقي يحيي اودامه ندي عليه :
يحيي !! اومال سليم فين ؟!
يحيي :
بيحاول يلاقي طريقه يخرج بيها يوسف .
قاطعهم صراخ جاي من اوضه وعد كانت عايزه تخرج والممرضات بيمنعوها بس هي خرجت فعلا وهي في حاله انهيار  بتعيط  وفي نفس الوقت طريقتها عنيفه :
انا لازم اسجنه لازم اوديه ف داهيه .
جه حمدي وسليم علي صوتها  وسليم اتكلم بنفس لهجته الي بتستفز اي حد  :
احنا مستعدين ندفع تعويض ونتكفل بعلاجها كمان .
حمدي عينه برأت بفرحه سيره الفلوس زغلل عنيه ، والجشع دب في نفسه :
عين العقل ياباشا انا موافق .
صدمه خلت علي يحيي وشروق والجميع وعد زعقت اتكلمت بصدمه :
انت بتقول ايه يابابا ؟! .
حمدي بيحاول يبرر جشعه :
بقول الصح مش هنستفاد حاجه من سجن الي عملها لكن الحل ده هيفدنا .
وعد بزعيق  وعصبيه من جشعه :
انا مش موافقه علي الكلام الفارغ ده .
حمدي وهو بيزعقلها وخايف من فكره انه يخسر اي فلوس تجيله  اتكلم بثقه :
انا ابوها وموافق .
وعد بعند وتحدي عمي عيونها :
وانا اختها الاقرب ليها وبقولك مش موافقه وانا كمان الي رافعه القضيه .
طلع صوت راجل كبير صدم بيه كل الموجودين ، فما كان الا عصام الي خرج صوته ليؤيد كلام وعد :
ولا انا موافق .
كله بصله باستغراب  وصدمه ،خرج صوت سليم الصادم وبكل قوته :
نعمم ؟!!
يتبع..
لقراءة الحلقة الثانية : اضغط هنا 
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية ليالي السهر في الجحيم للكاتبة مريم حسني.

اترك رد

error: Content is protected !!