روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثالث عشر

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثالث عشر

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثالثة عشر

عنوان اللعبة الثالثة عشر –« ‏-‏ شَعرت بالبُكاء .»
| أختنق من كم الألأم القابعة داخل قلبي أشعُر وكأنني داخل غُرفة صغيرة يوجد بها أثاث بكثرة والنافذة الوحيدة المُتواجدة بالغُرفة يَقبع خلفها خزانة ثياب عملاقة بشدة لا أستطيع تَحريكها فأنا وحدي ، لذلك لَم أستطع الصمود سأنفجر عن قريب |
#بقلمي
أنفتحت غُرفة العمليات وخَرج الطبيب منها نَزع الكمامة يَنظُر لهُم
أندفعو جميعًا حول الطبيب
هَتفت سارة والدموع علي وجنتها قائلة بخوف:
– جاسر عامل إي ؟ فاق ولا لسه
الطبيب: لسه تحت تأثير البنج
هَتف عبد الرحمن قائلًا:
– طب حالته إي ؟
الطبيب: نزيف داخلي ف المُخ قدرنا نسيطر عليه ، المريض جاي مضروب بالرُصاص ومطعون بسكيـــنة ، خَرجنا رُصاصتين واحدة ف الكتف والتانية ف البطن وقفلنا الغُرز ، أما بخصوص الطعنة اللي في الجنب الإيسر أخترقت الكلية ، هَنعمل أشعة عشان نعرف الكلية أضرت ولا لا ، ووقفنا النزيف بَصعوبة جدا بس ربنا يُستر ومَيحصلش نزيف مَرة اخري إذا كان ف جرح الكلية أو في الدماغ ، غير أن من الواضح أنه أتعرض قبلها للضرب ف المكان ده بشكل إدي إلي خمول المنطقة نهائي وبعض الكدمات اللي واضحه ف جسمه
أستمع عز إلي حديث الطبيب بالكامل كالبقية ولَكن عيناه كانت علي باب غُرفة العمليات ليرآه طاقم من التمريض يَخرجون وهُم يَدفعون ترولي مُتسطح أعلاه جاسر فاقد الوعي التام جسده مليئ بالضمادات ويداه بها محاليل يُحركونها معه .
نَظر الجميع علي جاسر المُتسطخ ، صَرخت سارة بكُل قوتها وكانت سَتلحقة ولَكن سحبها أمجد داخل أحضانه وإبتعد بها قليلًا تَحركت مَعهُم مايا .
سَقط عز علي الأرضية مع أنتفاض جسده يُحاول ألتقاط نَفسه بصعوبة بوجهه أحمر
صَرخ عز بكُل قوته لأول مرة مُنذ زمن يَصرُخ بقهر
ألتفت الباقية بصدمة
أما عن داوود كان يُحاول أن يُهدأ من حالة عز ، بدأ جسده يرتعش بطريقة مُخيفة يبكي بقهر قائلًا بكلمات غير مفهوم:
إ .. إبني هَفقد إبني الأول .. ج .. جاسر
أفترش علي الأرضية وجسده ينتفض ، سَحبه داوود داخل أحضانه وهو يُصرخ بعلو صوته علي الطبيب:
– تعالا أكشف عليييه شوف مااله
يَقُف يَنظُر إلي صديقة الذي تَحول إلي عدو ، ثانية الأخري لَم يَقدر علي رؤيته هكذا رَكض قاسم تجاه حمله علي كتفية مُتجهه به للغُرفة التي وجهها له الطبيب ، كَشف الطبيب علي عز وأعطاه له إبره مُهدءة للأعصاب
*After 30 minutes
تَقُف سارة أمام غُرفة جاسر تَنظُر له تَسند وجهها بالكامل علي الزُجاج الشفاف تتحدث بنبرة غير مسموعة قائلة:
– هتقوم عشاني هنتجوز مش كده يلاا يا جاسر متتعبنيش مش هسمحلك تسبني كفاية إيلا
جاءت مايا من الخلف وحاوطت خصرها بيداها الأثنين وَضعت رأسها علي كَتف سارة قائلة بهمس جانب أذنها:
– هيقوم وهتتجوزوا بطلي نَكد وتفائلي بالخير
أرجعت رأسها للخلف قليلًا وكأنها تَرمي حَملها علي مايا قائلة بهدوء:
– هيقوم صح جاسر قوي
هَزت مايا رأسها وقربت شفتها طَبعت قُبلة علي خد سارة قائلة:
– وإيلا هترجع وهنتجمع زي زمان
أنزلت يدها تَضعها علي يَد مايا المُحاوطة خصرها قائلة:
– بحبك يا صاحبي
كان رد مايا أنها أحتضنت سارة بقوة ♡
* داخل غُرفة عز
يَجلس قاسم وياسر علي الأريكة المُقابلة لفراش عز ، وداوود يَجلس علي مَقعد بجانب الفراش
ياسر بهمس:
– راجل تنح
قاسم بهمس:
– لازق زي الغرا

 

 

 

 

ضحك ياسر بخفة قائلًا:
– هَقوم أديلو تلاتين قَلم علي وشه
قاسم: وأنا تلاتين شَلوط ماهخليه يَعرف يقوم بعدها
بَرق ياسر إلي داوود قائلًا:
– مَتيجي تاخد تَصويرة أصل أنا فنان ( قالها بتلحين)
مَسك قاسم معصمه قائلًا:
– مَخلاص يا فنان أتهد بقي
كان داوود في عالم أخر يتجاهلهُم ، نَظراته مُصوبه علي القابع أمامه بخوف وقلق
بَدأ عز في الأستيقاظ ، نَهضوا جميعًا ، ليقترب داوود يَمسك يداه قائلًا:
– أنت كويس هنادي الدكتور يكشف عليك خليك مكانك
رَكض داوود للخارج يُنادي الطبيب
وَضع قاسم يداه الأثنين في جيبه قائلًا بمحاولة من البرود:
– أنت كويس
نَطر له بتحدي قائلًا:
– ماتقلقش مش هموت غير وأنا محقق أنتقامي من كُل اللي أذُني
ضحك قاسم قائلًا:
– كده أطمنت أنك كويس
تحرك قاسم وخلفه ياسر
وَقف ياسر قائلًا:
– لو عَرفت أنك أتصرفت من ورايا هتزعل أووي
ضحك عز قائلًا:
– النسر هيهب عليا ولا إي مش كفاية عليا الصقر
قاسم بنبرة يَعرفها عز قائلًا:
– النسر والصقر كأن معاهم طَرف تالت بس للأسف أختار الطريق الأسهل لتحقيق أنتقامة
أستدار عز بوجهه صامتًا ، ليتحركان للخارج
ف علاقة قاسم وياسر وعز كانت قوية كانوا فريق ولَكن عز أفترق عنهُم كمان ذكرنا …

 

 

 

بعد خروجهم سَحب إبرة المحلول من يداه وهبط الفراش مُتوجهه للخارج .
*داخل غُرفة الطبيب
يَجلس عز وسارة وقاسم وياسر
ياسر: يعني مش هعرف أستجوبه نهائي
الطبيب: صَعب لأن لمًا يفوق هكون محتاج أطمن علي ذاكرته وجسمه بالكامل العملية مَكنتش سهله نهائي ، أحنا نستنا نطمن عليه الأول
سارة بخوف:
– هو حالته للدرجادي خطيرة
أًوما الطبيب قائلًا:
– للأسف حالته غير مُطمئنة السكيــنة أخترقت العظم ، هنفترض أن الكلية مش هيحصلها تضرُر بس مُمكن وقتها يحصل تَجمُع دموي ف الكبد أو في جدار المعدة ، غير نزيف الدماغ اللي حصل يخليني أقلق عشان كده هعمل أشعة ع جسده بالكامل
أنسابت دموع سارة ، ليَهتف الطبيب قائلًا:
– المُهم يفوق وميحصلش إي نزيف تاني أدعولوا
أردف عز قائلًا:
– هل في خطورة لو نَقلته مُستشفي برا
الطبيب بهدوء:
– ف الوقت الحالي مينفعش ، بس هنا جميع الأمكانيات مُتوفرة إن شاء الله مايحتاجش أنه يسافر برا
نَهض ياسر ومَد يدُه للطبيب قائلًا:
– هنتظرك تبلغني أول ما يَقدر يتكلم
سَلم عليه الطبيب قائلًا:
– أكيد
تَحرك للخارج وخلفه قاسم
وَقفت سارة قائلة:
– يَنفع أدخل أشوفوا
الطبيب بأسف:

 

 

 

– مش هَقدر أسمح بالزيارة ليه ف الوقت الحالي ، لما يفوق وأطمن عليه وقتها هكرر
حاوط عز كتفها وسحبها للخارج
رَفعت عيناها تَنظُر له قائلة:
– مين اللي عمل كده يا عز
أغمض عيناه قائلًا:
– ماعرفش بس مش ههدأ غير لما أعرف
تَحرك بها بعيدًا عن قاسم وياسر قائلًا:
– عاوزك تخلي بالك أنا هسيب جارد برا المُستشفي وفي أتنين من الشُرطة هيكونوا موجودين لحماية جاسر زي ما أنتي شايفة بس لازم أروح أدور علي اللي عمل كده
سارة: لااا أنا خايفة يأذوا جاسر خليك هنا
عز: ثقي فيا صَدقيني اللي عمل كده ف جاسر هيتجاب ومش هرحمه بس عاوزك تَثقي فيا
سارة: مَقُدميش حل غير ده خصوصًا أن جاسر دايما بيثق فيك
عز: لو حصل إي حاجة كَلميني
أومأت برأسها
تَحرك عز بأتجاه ياسر وقاسم قائلًا:
– العساكر اللي واقفه دول نبهو عليهُم يخلوا عينهم في رأسهم لأما أجيب جارد تبعي
كان ياسر سيرُد عليه بهجوم ولَكن أردف قاسم سريعًا قائلًا:
– مَتقلقش
أقترب منه يَهمس بجانب أذنه قائلًا:
– دور ورا داوود وهتعرف حجات كتير مستخبية عنك
حك عز أنفة قائلًا:
– مدام واثق أن داوود ورا حاجة ماتقدملي اللي يثبت
قاسم: للأسف ماعنديش اللي يثبت بس ركز معاه وهتعرف أنا أقصد إي
عز: ألاقي اللي هعمل كده ف أخويا الأول وهفوق للكُل بس داوود ده بمثابة أبويا ف مش هتوقعني فيه
لَواه قاسم شفتيه قائلًا:
– يَمكن ليه أسباب
تَركه عز وتحرك للخارج كان داوود والحرس ينتظرونه في الخارج
أستدار ياسر جانبًا قائلًا:
– مَش مطمن ل عز
هَرش قاسم في رأسه قائلًا:
– عَين عليه مُراقبة ، عز مش هيسكُت
ياسر: هعمل كده هتعمل إي دلوقتي
قاسم بتعب:
– هعدي علي بابا لأنه كلمني ماما عاوزة تشوفني
ياسر: أرجع أقعد معاهُم ماينفعش تَحرق قلبهم كفاية حرقة قلبهُم علي إيلا
قاسم: هَشوف وهقولك هعمل إي ، بس تعالا نَطمن عليهُم قبل ما نمشي
تَحركوا ل عبد الرحمن وعائلته
بعد الحديث حول أن سارة تَجلس ووالدها لَم يوافق ، أقترح أمجد أقتراح قائلًا أنه سَيجلس معها
ذَهب الجميع عادا سارة وأمجد

 

 

 

* داخل فيلًا الجارح
دَلف قاسم مع هبوط زينب علي الدرج بعدما أخبرها أحد الخدم بوصول قاسم تَركُض ودموعها علي خديها إلي أن وَصلت أمامه أنتشلها قاسم داخل أحضانه
هَتفت بأشتياق قائلة ببكاء:
– كَده يا قاسم قَدرت تعملها وتسبني مش كفاية أختك لييه بتعمل فيا كده
طَبع قُبلة علي رأسها قائلًا:
– حَقك عليا يا ماما بس أنا مخنوق طول ما أنا قاعد هنا
زينب ببكاء:
– عشان خاطري خليك أنهاردة هنا مَتتعبنيش كفاية فُراق أختك
حاوط كتفها وتحركان سويًا للداخل قائلًا:
– الحاج فين
زينب: في الشُغل لسه مجاش
قاسم: طب أنا هطلع أرتاح شوية لأن مش قادر
زينب: طب كُل الأول
نَهض قاسم قائلًا:
– صَدقيني مش قادر
تَنهدت قائلة:
– اللي يريحك
تحرك وصعد الدرج ، لتهتف زينب قائلة:
– أوضة إيلا مَفتوحة لو تَحب تنام فيها
تَوقف في مُنتصف الدرج وتنهد بقوة ثُم تَحرك إلي غُرفتها
دَلف غُرفة إيلا بأشتياق تنهد بضيق وهو يَدفع نفسه علي الفراش سَحب وسادتها يَستنشقها لعله يُهدأ من ثوران قلبه إلي أن خَلد في النوم
أستيقظ مساءًا يَشتاق لها بشده يَشعُر بأن قلبه سَيقتلع من داخله
نَهض ودَلف البلاكونا يَنظُر إلي السماء رآه نجمة ظاهرة كانت مُميزة من حيثُ اللمعة سَرح بها قائلًا:
– | تُشبهك كثيرًا ، لمعتها تُذكرني بلمعتك بكُل شيء من حيثُ برائتك صَفون قلبك أشعر أن تم التلاعُب بنا ، أستغلوا برائتك أبشع أستغلال صغيرتي |
– بقلمي
*عند إيلا
بنفس التوقيت ( فَرق التوقيت بين القاهرة ومدينة كامبريدج ساعة واحدة
تَجلس إيلا علي أرضية البلاكونا بيدها كوب من القهوة المُحوج مع الهاند فيري تَستمع إلي الهضبة:
– الدنيا بتلهى وسراقة وعيونى لقُربك مُشتاقة نتلاقى ونقول ونعيد ، نسيانك ده عايزله إرادة وانا قلبى بيضعف كالعادة يتمادى فى حُبك ويزيد الشوق خلى ليلى يطول وبفتكرك ودايما اقول هترجع تانى مش معقول فى يوم انساك وتنسانى !
رَفعت الكوب علي شفتها تَرتشف منه قائلة داخلها:
– | سأنساك سأعيش حياتي سأرمي الماضي خلف ظهري ، سأبني شخصية جديدة سَتبهر الجميع .. وعدًا |
– بقلمي
* داخل مَخزن عز
يَجلس عز علي مَقعده الهزاز رأسه للخلف ويداه الأثنين خلف رأسه قائلًا:
– هتجنن مين اللي عمل كده جاسر ملوش أعداء
داوود: مُمكن يكون الصياد
سَحب المقعد للأمام قائلًا:
– الصياد ! وهيجيب رجالة منين ماعتقدش لو هربان مش هيجازف يظهر بالسهولة دي ويعمل كده ليه
حرك الباشا رأسه جانبًا قائلًا:
– نفس السؤال هسألهولك ليه عمل فيك كده عشان يرميك في السجن
نهض عز ورَكل المَقعد برجليه ثُم وَقف قائلًا وأصبع السبابة في وجهه داوود قائلًا:
– هقت*له لو كان ليه يد في اللي حصل مش هتردد ثانية في قت*له
نَهض داوود قائلًا:
– أهدا عشان تعرف تَفكر يا عز ، الهدوء هو اللي هيخليك توصل لعدوك
أستدار قائلًا:
– مَظبوط لازم أهدا

 

 

 

*داخل المُستشفي
تَقُف سارة أمام الزُجاج الشفاف تَنظُر من خلاله علي جاسر هكذا حالتها بعدما غادروا الجميع ، أما عن أمجد فقد غفي داخل غُرفة الضيافة
كَتفت يدها حول بعضهُم وهي تستدير جانبًا تَستند برأسها علي الزُجاج غَفت وهي واقفة
أعلنت عن بَريق عيناها مع أنشقاق النهار بنوره الساطع
فَركت عيناها وهي تُحرك رأسها جانبًا لترآه جاسر مُستيقظ ويُعافر في الجلوس
أندفعت داخل الغُرفة وأنتشلت جاسر داخل أحضانها تَبكي من الفرح
أبتعد قليلًا رَفعت كفوف يدها تُحاوط وجهه وعيناها تتأمله بعشق قائلة:
– أأ .. أنت ك .. كويس
رَفع كف يده اليسرى علي يداها قائلًا بصعوبة شديدة وشفته مائلة من الجانب الأيمن:
– ح .. ح .. ا
نَظرت له بخوف من طريقة حديثه وثغره المائل
نَهضت وهي تُقبل رأسه قائلة:
– ه .. هروح أنادي د .. دكتور مَتقلقش يا حبيبي
تَحركت وهي تّخرج تَستدير تَنظر له بخوف وقلق من حالته ، إلي أن خَرجت من الغُرفة وأتجهت إلي حيثُ مكان الطبيب
دَلفت هي والطبيب أقترب الطبيب قائلًا:
– حاسس بإي وجع
جاسر بنفس الوضع التي تَركته له سارة:
– أأ .. أن…
صَدمة أحتلت وجهه الطبيب ثُم بدأ في الكشف علي جاسر قائلًا:
– أرفع إيدك اليمين كده
حاول رَفع يداه ولَكن لَم يَقدر ، ليَطلب الطبيب منه تَحريك رجليه اليُمني وإيضا لَم يفعل
رَفعت يدها تُخفي ثغرها تَنظُر بَرُعب
أنتهي الطبيب من الفحص ، حَرك جاسر عيناه علي سارة ثُم رّفع حاجبة الإيسر يَسأل الطبيب عبر عيناه ( ماذا تَقصد بهذا الحديث ؟ )
اكتسي الحُزن وجه الطبيب ليضع يده علي كتف جاسر تنهد قائلًا بأسي:
– بُص يا أستاذ جاسر أنت مؤمن وعارف أن كُل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب ، النزيف الداخلي اللي كان ف رأسك ف الجنب الإيسر أدي لشلل .. للاسف حضرتك جالك شلل نصفي ف الجنب الإيمن بالكامل
نَظر إلي سارة وهو يَفترش علي الفراش تأوه مُتألما من جرح رأسه هَمس لها قائلًا:
– ب .. بت .. بتع .. طي
جَن جنونه بعدما ثَقل لسانه لا يعرف نُطق الكلمات بشكلٍ سلسل
أسند كَف يداه يُحاول سَحب الكف الأخر .. لا أستجابة .. يُحاول أن يَنتصف ولو قليلًا في جلسته .. شَد الغطاء عن جَسده حتي يَتطمئن علي رجليه هو بالفعل يَشعُر بخملان في الجُزء الإيمن بالكامل بالتأكيد أنه لَم يُصيب بالجلطة أو الشلل الذي يتحدث عنه هذا الطبيب المُختل تنحنح قليلًا وأنزل رجليه اليُسري ثُم حاول سَحب ساقة اليُمني .. لا أستجابة .. قَطب جبينه مُتعجبا حاول مرة أخري .. قدمة لا تتحرك ولو سَنتي واحد ، حاول مَرة أخري سَحب ساقة ولَكن بُعنف حاول تَحريك ولو أصبع واحد من قدمه لا أستجابة
في مكانهما ماذا يحدث اذا … بعنف حاول تحريك ولو احد أصابع قدمه لا توسعت حدقتيه فزعا نظر إلي سارة يصيح لها بذعر:
– أأ .. أ .. م .. ش .. ح
بعد رؤيته بهذا المشهد وهو عاجز عن تحريك إي شيء أنفجرت في البكاء أقتربت له تُعانقة بقوة تُحاول إخراج صوتها:
– أهدا يا جاسر .. هتعرف والله العظيم هتتعا…
قَطع حديثها حَركته الهائجة يُحاول الحديث والكلام يُحاول أن يَفعل إي شيء حتي يُقبت لنفسه أنه ما زال قادرًا علي القيام بكُل شيء

 

 

 

بسبب حَركته الهائجة سَقطت ليسقط عليها
أنين ضعيف صَدر منها دليل علي ألام جسدها
تَحرك الطبيب ورَفع جَسد جاسر من علي سارة ، نَهضت سارة وساعدت الطبيب في أفتراش جاسر علي الفراش ثُم حَركت راسها للطبيب قائلة:
– سَبني معاه أنا ههديه وبعد أذنك بلغ عز عشان يجي
أومأ لها الطبيب وتحرك للخارج
جَلست علي طَرف الفراش من الجهة اليُسري حتي لا تَشعره بعجزه إذا أراد لَمس يدها
رَفعت كفيها لوجهه تتحسه بلُطف هَمست قائلة:
– أنا معاك وهتتعالج هترجع زي الأول والأحسن .. لااا مَتبصليش كده صَدقني هترجع بس بلااش تنهار وحياتي عندك
أنسابت دموع عيناه دون تَوقف مَدت إبهامها الأثنين ومَسحت دموعه قائلة:
– إي لازمتهُم دلوقتي .. أهم حاجة أنك معايا مش كده
نَظر لها بألام يُريد الحديث بكلمات عديدة ولَكن ثقل لسانه يَمنعه يَشعُرلأول مرة بالأحباط
جَلست بجانبه وخفضت رأسها علي صدره قائلة بضعف:
– مش عاوزاك تفكر فإي حاجة طول ما أنا جمبك مفهوم
رَفعت رأسها بعدما لَم يُجيبها كَشرت قائلة:
– مفهووم .. عشان خاطري متبصليش كده هترجع زي الأول أنا معاك بلاش تشاؤم
دَفنت وجهها داخل صدره هَبطت دموعها بدون صوت تُحاول آلا تَبكي ولَكن تخونها دموعها رغما عنها
*After 30 minutes
أندفع عز داخل الغُرفة يُكاد قلبه يَخرج من داخله تَوقف بعدما رآه جاسر ينام داخل أحضان سارة
سَند كف يداه علي الباب يَنظُر علي حالته ف الطبيب قال له ما حدث عبر الهاتف لا يعرف التفاصيل .. تراجع للخلف وأغلق الباب عليهُما
تَحرك داخل مَكتب الطبيب .. ليَدلف له
رَفع الطبيب عيناه قائلًا:
– أتفضل يا أستاذ عز
جلس عز وهو يتنهد قائلًا:
– إزاي ده حصل ؟ هو مش كان خارج من العملية كويس وقبلها كلم سارة وأتحرك كمان بالعربية
يَكسو الحُزن وجهه الطبيب هَتف قائلًا:
– أوقات الإصابة بالشلل النصفي مابيحصلش ف وقتها أو بعد الحادث مُمكن يأخد وقت زي ما حصل مع أستاذ جاسر قَدر يتحمل الضرب وبعدها حصل كده .. النزيف الداخلي اللي كان الجزء الإيسر من الدماغ ده اللي عمل كده إدي لشلل نصفي ف الجُزء الإيمن بالكامل
تَجمعت دموع داخل مقلتيه لا يأبه أن يَهبطوا حاول التمسك ليردف قائلًا:
– هوديه يتعالج برا أخويا مش هيكون عاجز
هَتف الطبيب بقول:
– أستاذ عز مافيش داعي للسفر صَدقني مع العلاج والتمارين أستاذ جاسر هيرجع يَقف علي رجله من تاني بس الصبر أستاذ جاسر مجالوش شلل نصفي سُفلي لاا ف ده هيحتاج مننا وقت وصبر أولًا أنا لازم أعمل فحوصات شاملة عشان أعرف أشخص الحالة بالظبط
ثانيًا عاوزك تتفهم الحالة وإي الأعراض اللي هتظهر صعوبة فالكلام مُمكن يحصل فَقد النطق نهائي تركيزه هيقل أوقات الرؤية مش هتكون واضحة هَيفقد التوازن أوقات نوبات تَشنج عشان تكون ف الصورة هيكون محتاج عناية مُتكاملة او مش هتعرف توفرها ليه يبقي الأفضل يفضل هنا
هَتف قائلًا بضعف:

 

 

 

– العامل الأساسي ف إصابته بالشلل ضربة الدماغ
الطبيب: أيوة لأن سببتله سكتة دماغية ف الضربة لمًا بتكون ف الجزء الإيسر الشلل بيحصل ف الإيمن وهكذا العكس
نَهض عز قائلًا:
– بخصوص الرعاية هشوف اللي هو عاوزة
أومأ له الطبيب ثُم نهض قائلًا:
– طب تمام .. لو عاوز تطمن عليه روح قبل ما أخده للفُحصات والأشاعات
تَحرك عز للخارج بدون أن يَنطق كلمة
دَلف الغُرفة بهدوء ما زالو علي نفس الوضع سَحب مقعد وجلس أمام الفراش يَنظر علي حالته يُحاول آلا يبكي قلبه يَنتفض خوفًا علي ولده ف جاسر ولده ليس أخيه فقط
رآه يُحرك رأسه ف مُحاولته ف فتح عينيه .. لحظات وبدأت الرؤية تتضح أمامه نَظر علي عز بأسي يهمس له عبر نظرات عيناه أنه أصيب بالشلل أصبح عاجز .. حرك رأسه ينظُر جانبه ليجد سارة تَفترش جانبه
حَرك عيناه مره أخري يَنظُر لعز .. شَد المقعد حتي يصير قريب من جاسر حرك عيناه علي وجهه يُحاول أن يَبتسم ولو إبتسامة صغيرة لَم ينجح ليردف قائلًا ببعض من المرح:
– طلعت بتحبك أوي البت دي .. بايته معاك من أمبارح إي رأيك أجوزهالك ونخلص منكُم
إبتسم من جهه اليسار ولوي شفتيه بصعوبة كأنه يقول له ستزوجني وأنا عاجزًا كَيف يا رجُل !!
في تلك اللحظة تتأوبت سارة ونهضت أعتدل في جلستها قائلة بإبتسامة:
– وأنا موافقة نتجوز دلوقتي كمان
عز بإبتسامة:
– بجد
سارة: أيوة بجد هنكون سوا ونشجع بعض وأهتم بيك إي رأيك يا حبيبي
غَضب جاسر من حَديثهُم وهذا كان واضح علي وجهه تفهمه عز ليهتف قائلًا:
– طب نأجل الكلام ده بعدين يلا يا سارة نسيب جاسر عشان الدكتور لازم يكشف عليه دلوقتي ويعمله الفحوصات اللازمة
نَهضت سارة وقبل ان تُغادر ودعته بنظراتها ، أما عن عز أقترب منه وسحب يداه الأثنين وطبع قُبلتين عليهُم قائلًا بهمس:
– خليك قوي عشان أخوك اللي مالوش غيرك وعشان البت دي
ثُم تحرك للخارج أما عن جاسر غير قادر علي الإبتسامة ف هو يشعُر بأنه مُحبط خائف من المُستقبل فما حدث له ليس عاهة مُستديمة بل عجز هو أصبح عاجز …

 

 

 

* داخل فيلًا الشيمي
صَرخت جني بعدما قرآت خبر أصابة دكتور جامعي جاسر الصياد
أنتفض من الفراش تَركُض بالغُرفة بأكملها كالمجنونة .. أستيقظ خالد يُفرك في عينيه الناعسة إلي أن وضحت له الرؤية ، أنتفض من الفراش قائلًا وهو يَركُض تجاها:
– حصل إي مالك .. البيبي كويس
أنهارت قواها .. ألتقطها فورًا بين ذراعيه حملها وتحرك بها الفراش قائلًا:
– مالك يا حبيبي فهيني
وَضعت الهاتف أمام وجهه قائلة بتلعثُم:
– ج .. جا .. جااسر
سحب الهاتف يقرأ الخبر في صدمة .. نَظر لها قائلًا:
– مُمكن تهدي وتقومي تلبسي عُقبال ما أعرف تفاصيل وهنروح نطمن عليه مفهوم بس مش هنتحرك من هنا غير وأنتي شاربة كوباية عصير مع ساندوتش غير كده هروح لوحدي ساامعة
أومأت برأسها فورًا .. مَدت يداه سَحب الهاتف المنزلي طَلب الخدم يَطلب منهُم أن يَحضروه فطار ف الغُرفة لجني
ثُم سحبها داخل أحضانه يُربط علي ظهرها بلُطف يُطمئنها ببعض الكلمات المُهدئة …
وَقفت سيارة خالد أمام المُستشفي كادت جني أن تهبط ولَكن يد خالد أوقفتها همس لها:
– مَهما حصل جوه مفيش عياط ولا صريخ مفهوم
أومأت له ليتحركان سويًا داخل المُستشفي
*After 10 minutes
تَصرُخ وتَلطُم علي وجهها بطريقة فَاجعَةُ مؤلمة أنتشلها عز داخل أحضانه يُهدءها حملها وتحرك بها جلس علي المقعد وأجلتها علي رجليه
يَقُف خالد يَهمس داخله:
– واضح أن مفيش ولا هياط ولا صريخ فعلًا يا جني
ليتنهد بضيق
خَرج الطبيب لتُهرول عليه جني قائلة بأندفاع:
– فين جاسر عاوزة أشوفه هو كويس مش كده
الطبيب: طَب مُمكن تهدي يا أنسة
خطوتين وأصبح أمام الطبيب قائلًا بغضب:
– أنسة مين ، دي حاامل
الطبيب بأسف:
– بعتذر يا أستاذ
خالد بضيق:

 

 

 

– أستاذ شايفني ماسكلك عصاية ولا إي !!
سَحب أمجد خالد قائلًا:
– ما خلاص مش وقته
نَفض بدلته من التُراب الوهمي قائلًا برفعة حاجب:
– أتشرف بالكابتن
ضَربه علي صدره قائلًا بمرح:
– كابتن شايفني وقفلك بكورة وشبكة
نَظر علي صدره مكان ضربت أمجد ثُم حرك لسانه داخل جوفه قائلًا:
– وحشه
أمجد: لاا حلوة
خالد: طب أنت مين
أمجد: أخو سارة التوم بتاعها
خالد: التوم !
دَفعه برفق علي صدره قائلًا:
– طب أبعد يا توم .. وحسك عينك إيدك تتمد تاني
أمجد: علي فكرة أنت ماتعرفنيش
هَتف خالد بلامُبالاة:
– مش عاوز
أمجد: شكلك عاوز
رَفع خالد حاجبة بغضب قائلًا:
– أنت عاوزني أرتكب جريمة ف المُستشفي مش كده
حرك أصبع السابة يمينًا ويسارا:
– تؤ تؤ .. أنت عجبتني بس
خالد بصدمة:
– عَجبتك أنت منهُم
هَتف سريعًا في تصليح الموقف قائلًا:
– لا لا أنت فهمت إي يخربيتك .. آنا قصدي شبحنتك عجبتني
خالد برفعه حاجب:
– ااه

 

 

دفعه من كتفة قليلًا:
– طب أبعد كده .. عندي ضيق تنفس
أمجد: طب لو جاوبت علي السؤال ده هسيبك
خالد بملل:
– أخلص
أمجد: مين اللي حرر مصر ؟
خالد: في أنهي زمن ف كتير ؟!
هَتف أمجد قائلًا:
– اللي قفل المروحة ههه .. طب واحدة كمان لو شلنا الهرم هنلاقي تحت أيه؟
الشيمي: أم…
قَطع حديثة أمجد قائلًا:
– عيب عيب هنلاقي Made in Egypt
رَفع خالد حاجبة وعض شفته السفلية أقترب قليلًا من أمجد قائلًا بتحذير:
– لو مَكناش هنا كُنت زماني فعصتك
دَفعه وتحرك ، رَكض خلفه أمجد يَمسك معصمه وهو يَضحك داخله أن خططت عز نَجحت ف إبعاد خالد مُدة من الزمن حتي يَستفرد عز بجني
*داخل سيارة عز
يَجلس عز وجني بعدما أطمئنه علي جاسر
جني بصدمة:
– أنت بتقول إي يا عز خالد متجوز عليا أنا
عز: وحياة أمك ، مانتي عارفة وجاسر جالك وقولتي أنك عاوزة تكملي معاه
جني بمعالم لا تُفسر:
– يعني خالد أتجوز عليا أنا كُنت مُتأكدة أنه مخبي حاجة
عز بعدم فهم:
-أنا مش فاهم حاجة ، أنا جايبك هنا عشان لو عاوزة تتطلقي هطلقك منه
شَردت قليلًا ثُم هَتف قائلة:
– بُصي يا عز أنا حصلي حاجة فُقدان لأشياء مُعينة لحد فترة مُعينة أنا فاكرة كُل شيء ماعادا جواز خالد بس فاكرة أن ريتاج جاتلي ف إنا عاوزاك تساعدني تعرف إي علاقة ريتاج ب خالد والموضوع كُله من غير ما ادخل ف شيء تعرفني بس وأنا هحاول أعرف ليه خالد خابه عليا حوار الجواز وما حولش يفكرني بيه من غير ما أعرفه أنك قولتلي شيء .. هتساعدني مش كده

 

 

 

سحبها وطبع قُبلة علي رأسها قائلًا:
– هساعدك
أبعدها قليلًا قائلًا وهو يَنظُر لها:
– بس عاوزك تعرفيني كُل حاجة حصلت من وقت ما أتسجنت وأزاي أتجوزت خالد كان بيعاملك أزاي عاوز أعرف
توترت حدقتها هَمست بتلعثُم:
– أنت عارف إن كان ف أعجاب بيني وبين خالد من زمان ف…
قَطع حديثها قائلًا:
– ماتكذبيش حصل إي
جني بترجي:
– هحكيلك بس أوعدني مهما سمعت متأذيش خالد
تَنهدت قائلة:
– أنا حامل يا عز
صُدم عز قائلًا:
– بتتكلمي جد
أومأت برأسها قائلة والدموع عالقة في حدقتها:
– أيوة هتبقي خال
سَحبها داخل أحضانه يُقبل راسها قائلًا بفرح:
– آلف مبروك يا حبيبتي ماما هتفرح أوي اما تعرف
جني بهمس:
– عاوزة أروح أشوفها
عز: حاضر .. هوديكي تشوفيها
إبعدها قليلًا أردف قائلًا:
– أحكيلي قبل ما يطُب علينا أبوالهول وأنا مخلي أمجد يَشغله
إبتسمت ثُم بدأت تسرد لها بعض من الأشياء التي يُمكن أن تُحكي ولَكن بخصوص الضرب وتعنيفها في بداية زواجهُم عندما كانت لا تتقبله بسبب ما فعل لَم تُسرد
أنتهت من الحديث قائلة:
– بس هو أتغير مابقاش عصبي بقي هادي معايا .. خالد بيحبني يا عز بس أوقات بَحس أن موضوع أنك رَفضه زمان مسبب ليه عُقدة
مَسكت كف يداه قائلة:
– عاوزاك تعامل خالد كويس لو مش عشانه عشاني وعشان البيبي إي ذنبه يجي يلاقي خلفات بين أبوه وخاله
أومأ عز لها قائلًا:

 

 

 

– بس توعديني لو حصل إي حاجة تتصلي باي تعرفيني
حركت رأسها بالموافقة
أتي لها صوته من نافذة السيارة ثُم فَتح الباب وسحبها خارجًا
هَبط عز السيارة بغضب وتحرك قائلًا:
– مَتشدهاش كده بُراحة عليها
سَحبها خالد داخل أحضانه قائلًا:
– أتخضيت عليها اما مالقتهاش فوق
وَضع يداه الأثنين ف جيب بنطاله قائلًا بهدوء من أجل جني:
– كانت وحشاني وعاوز أتكلم معاها
أومأ خالد ثُم هَتف قائلًا:
– جاسر حالته إي
عز بضيق:
– الدكتور بيقول مع العلاج الطبيعي والأدوية هيرجع زي الأول .. بس هيحتاج وقت
خالد: ربنا يقومه بالسلامة .. طب لو ف علاج برا نسفره أحسن
عز: الدكتور بيقول مفيش فرق هسأل باردو وأشوف
إبتسمت جني أن عز يُعامل خالد بطريقة لطيفة من أجلها …
* After a week
داخل شقة جاسر / تحديدًا داخل غُرفتة
يجلس علي مقعده المُتحرك بالقرب من النافذة شاردافيما حدث له بألم ..
وأعيُن مليئة بالدموع ويشد علي مقبض المقعد بعُنف .. دَلفت جني وهي تَحمل صينية بها طعام ، أقتربت ووضعت الصينية علي الطاولة المُجاورة له وَقفت خلفه مالت عليه بجسدها تَطبع قُبلة علي وجنته قائلة:
– عملتلك فطار إي ملوكي
حَرك رأسه يمين ويسار إي أنه لا يُريد أن يتناول شيئًا
تحركت تَجلس علي رِكبتيها أمامه ثُم سَحبت كفيه بين يداها قائلة:
– زعلان ليه مانت خرجت من المُستشفي زي ما حبيت .. وسارة كمان كلمتني وهتجيلك أنهاردة
لَف وجهه للنافذة
جني بدموع:
– مش عاوزني أجيلك يا جاسر .. طب زعلان ليه
طرق باب الشقة .. وَقفت جني تَنظُر لجاسر بعتاب ثُم تحركت للخارج
فَتحت باب الشقة لترآه سارة وأهلها ومايا معهُم
بعد السلام جلسوا جميعهُم في الصالون .. أما عن جني دَلفت إلي جاسر تُنادي
خرج لهُم وهو يتحرك بالكُرسي المُتحرك الكهربائي
حَرك عيناه علي جاسر ف أصبح قعيد قائلًا بنبرة مُتألمة:-
– آلف سلامة عليك يا جاسر .. ربنا يقومك بالسلامة
أومأ له بلامُبالاة .. هَتفت ناريمان قائلة:
– هيبدأ علاج طبيعي أمتا

 

 

جني: هو يوافق بس والدكتورة تجيلو من بُكرة
جميعهُم يتحدثون عادا سارة تَنظُر له فقط بأشتياق
كإلي أن نَهضت وتحرك له جَلست علي رُكبتيها أمامه قائلة:
– ينفع نُدخل جوا عاوزة أقولك حاجة
حَرك عيناه علي أهلها .. تَفهمت سارة حديثة أن كَيف وأهلها يجلسون
نَهضت سارة وسحبت مَقعد جاسر للداخل قائلة:
– هدخل أتكلم أنا وجاسر جوه شوية
وَقف عبد الرحمن وكاد أن يتكلم .. لتنهض جني قائلة:
– أرجوك يا عمي سبهُم يمكن تقنعه أنُه يأكل ويبدأ العلاج .. هو محتاج سارة
تَنهد عبد الرحمن بضيق ثُم عاد يجلس علي مَقعده
*داخل الغُرفة
يَجلس بجانب النافذة علي الكُرسي المُتحرك وهي علي مقعد أمامه
مُنذ دلوفهُم والنظرات هي اللغة القابعة يتأملان بعض بعشق .. أقتربت سارة سَحبت كفيه بين يداها تتلمسهُم برفق قائلة:
– وحشني أوي ملمس إيدك وهي بتمشي علي أطرافي
إبتسم بسُخرية .. رَفعت حاجبها قائلة:
– بتبُصلي كده ليه ما وحشتكش
أومأ لها .. هَتفت قائلة:
– حاول أتكلم حتي لو بُراحة صوتك وحشني .. حاول يا جاسر
هَبطت دموع علي وجنته كانت عُبارة عن خطين ولَكن خَطين لا يَتوقفان
مَدت يدها تُزيل دموعه بأطرافها ثُم جَلست علي رُكبتيها أقتربت منه ولصقت جبهتها في جبهته ويداها مُحاوطة وجهه قائلة:
– أطلُب إيدي من بابا .. عاوزة نتجوز مش ده كان طلبك وأنا أعترض عشان إيلا .. دي فُرصتنا يا جاسر
كانت يداه اليُمني واقعة كأنها مقطوعة خَفض بصره يَنظُر عليها ثُم علي الجزء الإيمن بالكامل كأنه يقول لها ( كَيق سنتزوج وأنا علي تلك الحالة )
خَفضت عيناها تَنظُر علي ما ينظُر عليه لتفهم ما يشعر به
هَتفت وهي مُقتربة منه بنفس الوضع قائلة بهمس أمام شفتيه:
– مايهمنيش اللي أنت بتفكر فيه .. بلاش أحباط يا جاسر أنا مش متعودة عليك وأنا ضعيف فين جاسر الفرفوش اللي بيضحك فأسوء المواقف .. لازم نتجوز عشاني وعشانك
رَفعت يداه العاجزة علي شفتها قائلة:
– لو إيدك دي مش حاسة بشفيفي اللي بتترعش .. رَفعت يداه الأخري وما زالت تَمسك الثانية وَضعتها علي شفتها قائلة:
– دي هتحس
نَهضت وجلست علي رجليه اليُسري ثُم قَربت من وجهه تَهمس أمام شفتيه ويدها قابعة علي رجليه اليمُني:
– لو رجلك دي مش هتشلني دي هتشلني .. أنت راجل ومهما كان فيك إي هتحافظ عليا .. ماينفعش تيأس عشان اللي حصل ليه ماتعتبرش أن اللي حصل ده بيقربنا من بعض
تَنهد أمام شفتها .. لتسحب هيا النفس الخارج من شفته قائلة:
– عاوزة أصحي كُل يوم أتنفسك أنا محتجاك أكتر ما أنت محتاجني
مَسكت يداه اليُمني ولفتها علي خصرها وظَلت تَمسكها قائلة:
– عاوزة أقرب منك براحتي .. أنا بحبك يا جاسر
تتكلم وهو يَنظُر لها ودموعه تتساقط يُحبها ويعشقها ولَكن ما ذنبها أن تَربُط حياتها مع شخص عاجز لا يَقدر أن يحملها ولا أن يعطيها حقوقها بعد الزواج .. لماذا تتحمل شخص مثله ف هي تَستحق الأفضل وبنفس ذات الوقت لا يُريدها أن تتزوج غيره ف هو أناني عندما يَكون الأمر لها جاسر يُعني سارة يُحبها مُنذ رؤيتها جنونها غضبها برائتها صوتها الغاضب عتابها يعشقها كاملة مُتكاملة من أظافر رجليها إلي مَنبت شعرها
تَنهدت قائلة:

 

 

– هاا موافق تتجوزني
حاول أن يتكلم ولَكن الكلمات لا تُخرج حَرك شفتيه لعلها تَفهمه:
– لو أنا وافقت أهلك مش هيوافقو
فَهمتها بعد مُدة من المُحاولة .. لتَردُف قائلة:
– مالكش دعوة بحد المُهم أنا
حرك رأسه يمينًا ويسارًا وعيناه تبكي
نَهضت من علي رجليه قائلة بغضب:
– متعيطش مدايقنيش لييه بتعمل كده يعني لو أنا اللي حصلي كده كُنت هتتخلي عني .. لو كُنت هتعمل كده قولي وأنا همشي ومش ه .. هرجع تاني لو ده اللي أنت عاوزه
كانت تتحدث وهي تبكي بأنهيار لدرجة أن صوتها أختنق ونبرتها كانت بها بحة شديدة
ضَغط علي زر الأرتفاع للكُرسي المُتحرك ليعلو لمُستواها ثُم سحبها داخل أحضانه بيداه اليُسري كانت تَنتفض بعُنف وهي بين يداه تَبكي بهستريا .. شَهقة عنيفة قوية مذعورة خرجت من بين شفتيها .. لتبتعد عنه للخلف تنظر له بألم .. تُحرك رأسها بعُنف ثُم أمسكت بكفيه تُصيح من بين شهقاتها العنيفة :
– ليه بتعمل فيا كده .. حرام عليك أنا تعبانة أنت مش موجوع قدي أنت مَتعرفش أنا قلبي دق أزاي وأنت ف العمليات .. ليه عاوز تبعدنا عن بعض .. لو فاكر أنك عشان بقيت كده هسيبك ومش هافكر فيك خلاص وهنساك.. فأنا وقتها فعلًا مش هحس بإي حاجة عشان هنتحر سااامع يا جاسر هنتحر أنا مش هتحمل بَعدك فاااهم أنا عاوزة أكون جمبك أرجوك خليني جمبك
شدها من شعرها داخل حضنه يُشاركها البكاء .. يُحاول أن يقول لها أنه يُحبها ويعشقها ولا يُريد الإبتعاد عنها ولَكن لسانه اللعين يُصعب عليه خروج الكلام يَشعر وكأن أحدهم بَتر الجزء الإيمن بالكامل
خَفض رأسه لعُنقها ووضع شفتيه علي العرق النابض يَتلمسه بلسانه يُحاول أن يَشعرها بحبه
رَفعت رأسها وتوسعت عينيها تلتفت برأسها يمينًا ويسارًا قائلة بأمل:
– ده معناه أنك موافق .. ولا دي حركة قلة أدب
إبتسم لها ثُم رفع أصبعه علي هيئة رقم واحد أنه موافق
أجهشت في بكاء عَنيف عَقب تَفهُمها أنه موافق لَفت ذراعيها حول عُنقة تتشبت به قائلة بهمس بجانب أذنيه:
– بَحبك .. مش هتخلي عنك أبدا يا جاسر
ظَلت قابعة داخل أحضانه مُدة ثُم نهضت وسَحبت الطاولة أمامهُم وبدأت في أطعامه وهي تَجلس علي رجليه ♡
* في الخارج
أتي عز وخلود وجلسوا جميعُهم يتحدثون عن حالة جاسر
إلي أن هَتف عبد الرحمن بضيق قائلًا:
– أدخُل يا أمجد أستعجل أختك عشان نلحق نروح
نَهض عز قائلًا:
– أنا هدخلهُم بنفسي
تَحرك للداخل طَرق علي الباب .. لتأذن سارة له بالدخول بعد أن أبتعد عن جاسر
إبتسم عز قائلًا:
– رضيت تأكل عشان سارة اللي بتأكلك ..داحنا نجبلك سارة كُل يوم بقي
إبتسموا الأثنان.. لتَهتف سارة قائلة:
– تعالا يا عز
أقترب عز ثُم أردفت سارة قائلة:
– عاوزاك تفاتح بابا ف موضوع جوازي أنا وجاسر
حَرك عيناه علي جاسر ثُم سارة قائلًا:
– في الوقت ده
سارة بإيماء:
– ده أحسن وقت صدقني
عز: إي رأيك يا جاسر
سَحبت يداه قائلة:
– أنا وجاسر أتفقنا .. بس الباقي عليا وعليك أنا هحاول أقنعهُم وأنت كماان
حك ذقنة قائلًا:
– هحاول .. بس البيه يوافق أن الدكتورة تجيلوا من بُكرة عشان العلاج الطبيعي
أومأ جاسر بالموافقة
إبتسم عز قائلًا:

 

 

 

– طب يلا علي برا قبل ما أبوكي يولع ف البيت وفينا
تَحركت سارة وهي تُلوح لجاسر .. تَحرك جاسر خلفها .. ليتحرك عز وهو يهمس قائلًا:
– أستعنا علي الشقاء بالله
بعدما خرجوا يُحاول عز إيجاد بعض الكلمات لفتح الكلام .. إلي أن تشجع قائلًا:
– عمي
نَظر اه عبد الرحمن قائلًا:
– نَعم يا عز
وَقف شَد بنطاله لأعلي قليلًا بتوتر ثُم جلس قائلًا:
– بُص يا عمي .. أصل
عبد الرحمن:
– أتكلم يا بني .. في حاجة
حمحم قائلًا:
– جاسر يعني هو وسارة .. يعني
عبد الرحمن بعدم فهم:
– مالهُم
رَفع يديه علي جبهته يَمسح عرقة يهمس داخله:
– الله يخربيتكُم أنا أتحط في الموقف المنيل ده
قَذف الكلام دُفعة واحدة في وجهه عبد الرحمن:
– جاسر وسارة عايزين يتجوزوا .. فأنا بطلب إيد سارة من حضرتك
صَدمة أحتلت معالم عبد الرحمن ورقية
عبد الرحمن بعدم فهم أو لنّكُن واضحين لا يُريد الفهم:
– ماحنا مَتفقين علي الجواز بس مش دلوقتي
عز: لا هُما عاوزين يتجوزوا دلوقتي
نَهضت رُقية قائلة بغضب:
– إزاي دلوقتي هيتجوزوا .. أنت مش شايف حالة جاسر
نَهضت سارة قائلة بنبرة مُرتفعة:
– إي الكلام اللي بتقولي ده يا ماما مالو جاسر .. ثُم دي حياتنا وأحنا عاوزين نتجوز دلوقتي
عبد الرحمن بمحاولة من الهدوء:
– أهدي يا سارة ماما مش قصدها بس الفرح هيتعمل أزاي المعازيم الناس
كَتفت يدها قائلة:
– طُز ف الناس وف الفرح أنا مش عايزة فرح أحنا نكتب الكتاب وننزل ف الجرايد الخبر وبس كده
رُقية صدمة:
– عايزة تتجوزي من غير فرح .. طب وأنا بتلغي فرحتي بيكي
سارة بأصرار:

 

 

 

– لما جاسر يقوم بالسلامة نبقي نعمل فرح وكبير كمان ونفرح .. بس أنا عن نفسي كده كده هكون فرحانة
عبد الرحمن بنهي كلام:
– طب مُمكن نروح دلوقتي ونتناقش علي روقان ف البيت
سَحبت حقيبتها قائلة:
– أنا الموضوع بالنسبالي مُنتهي .. أنتو اللي عاوزين تتناقشوا مش فاهمة علي إي
تَحركت إلي جاسر أنحنت قليلًا تَهمس جانب أذنيه:
– وحياتي عندك ماتزعل من كلام ماما هيا مش قصدها
أستقامت تَنظُر له .. لترآه يأومأ لها أنه مُتفهم الوضع .. ليتحركوا للخارج
بعدما ذَهبوا .. سَحب عز سُترته لأعلي قائلًا:
– يخربيت الأحراج .. إي ده
ضَبته خلود في ذراعه قائلة بتعديل للوضع حتي لا يتحسس جاسر:
– خالد هيعدي عليكي أنهاردة
أقتربت من جاسر لَفت ذراعيها حول عُنقة من الخلف تُحرك رأسها يمينًا ويسارًا قائلة بدلال:
– هبات النهاردة من جاسو
إبتسم جاسر .. هَتفت خلود قائلة:
– إي رأيك يا عز نبات أحنا كمان
عز: مش هينفع عشان مي
أفأفت بضيق قائلة:
– أووف .. هو أبوها هيفضل سايبها عندك كتير
رفع حاجبه قائلًا:
– عشان خاطري بلاش خناق .. هنفذلك اللي أنتي عاوزاها وهنبات يا ماما
إبتسمت خلود ثُم نَهضت قائلة:
– هقوم أحضرلكُم عشان وتسالي وهنسهر النهاردة في فيلم جاي
رَكضت جني خلفها قائلة:
– أستني جاية معاكي

 

 

 

إبتسم عز قائلًا لجاسر:
– البت سارة دي قادرة تغير نفسيتك مش كده
أومأ له جاسر بإبتسامة
أرجع عز رأسه للخلف قُم سَحب الهاتف يَتصل علي الحرس حتي يُأكد عليهم عدم خروج مي للخارج …
* داخل غُرفة مي
بعد أن وَصلت سلك الهاتف الأرضي أتصلت علي الدليل وطلبت رقم شركة الديب
بعد أن فَتح الخط قالت بدلال:
– وحشتني
يَجلس علي مقعده الوثير يَستند برأسه علي المقعد ورجليه مَمدودة علي المكتب قائلًا:
– مين
مي: مش عارف صوتي
الديب بغضب:
– أخلصي يا حيلتها
مي: أهدا أنا مي .. مي داوود
إبتسم الديب ثُم أردف قائلًا:
– فينك يا بت
مي: بابي بعتني عن صاحبه بعد اللي حصل
كان يعرف الديب بالأساس مكانها
هَتف قائلًا:
– هو أبوكي ماتحركش ليه يعني ولا جه جنبي ولا عمل إي حاجة
مي: مش عارفة بس علي ما أعتقد سايب المُهمه دي ل عز
الديب بإبتسامة:
– سايب الموضوع ل عز .. حلو الكلام
مي بعدم فهم:
– مش فاهمة
الديب: ولا حاجة .. بس لو عاوزة تعرفي تتحركي زي الأول تبلغيني خطوات عز كُلها
مي بقلق:

 

 

 

– أنت هتأذي عز ؟!
الديب: أئذي عز إي بس دانا هصلح الدُنيا عشانك يا حبيبتي
إبتسمت قائلة بدلال:
– ما وحشتكش
الديب: طبعًا وحشتيني وهموا وأشوفك .. وقريب كمان هجيبك عندي
إبتسمت مي بشدة .. ليَهتف الديب قائلًا:
– كفاية كده عشان ماتروحيش ف داهية سلاام
مي بدلال:
– سلاام
بَعد أن أغلق معها .. هاتف الشيمي
الديب: عندي ليك خبر عنب
الشيمي: أرمي
الديب: مي كلمتني وعرفتني أنها عند عز وأنا أستعبط طبعا إني عارف أنها عند عز .. وبلغتها تراقب خطوات عز
الشيمي: حلو .. بس أزاي هتوقعهُم ف بعض باردو
الديب: بُص يا برنس

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك رد