روايات

رواية جبروت امرأة الفصل الثالث 3 بقلم إيمان كمال

رواية جبروت امرأة الفصل الثالث 3 بقلم إيمان كمال

رواية جبروت امرأة البارت الثالث

رواية جبروت امرأة الجزء الثالث

جبروت امرأة
جبروت امرأة

رواية جبروت امرأة الحلقة الثالثة

ثم اكملت حديثها عن موعد تسليم الشحنة، وكيفية توزيعها على العملاء.
وبعد أن تم أختراق هاتفها عن طريق هذا اللينك من قبل احدي المهندسين المتخصصين في هذا العمل؛ أصبح كل شيء مباح لهما من مكالمات أو حديث، كان “ساهر” و”فريد يستمعان لكل ماتتفوه به، ومع كل أسف لا يشعران بأي تعجب ولكن الذي اوجعهما حقًا حين ذكرت تفاصيل موتها عندما انتهت من حديثها عن تسليم الصفقه، وسألتها والدتها عن تفاصيل الحادثه وكيف نفذتها فأجابت بكل فخر ونصر، وسعادة وقصت عليها ماحدث بكل دقة:
دخلت “فريدة” إلى غرفة السونا، ضبطت مؤشر درجة حراره مرتفعه كما تفضلها منذ صغرها، كانت “سيلان” واقفة مترقبه تصاعد البخار أكثر وأكثر حتى تنفذ ما تخطط له، فهي تعلم إنها حين تدخل الغرفه تستغرق وقت طويل، وبعد مضي خمسة عشر دقيقه من الأنتظار، دلفت وهي تسير على أنامل قدماها ببطئ شديد ورفعت المؤشر لأعلى درجة، ثم أغلقت الباب الزجاجي حتى لا تستطيع الخروج، وخرجت تشاهدها وهي تختنق، وتتشفى بها بدم بارد، فقد شعرت المسكينه بعدم استطاعتها على التنفس، سعلت بشده، حاولت فتح الباب؛ لكنها فشلت فطرقت بكل قوتها عليه حتى يسمعها أحد، وينجدها فلا مجيب، تذكرت أنها بمفردها في المنزل بعد علمها بخروج زوجتة أخيها للعمل، شعرت بأنها النهاية، كم من المرات نبها أخاها بأن تقلل درجة الحراره، لكن عنادها أود بحياتها، استسلمت لقدرها وارتخت عضلاتها ورقدت بلا حركة، حينها تأكدت “سيلان” من عدم حراكها رجعت كل شئ كما كان واخفضت درجة المؤشر، والغت لوك غلق الباب، وتركت المنزل متوجهه إلى السنتر عملها.

 

 

 

وحينما انهت حديثها، تعالت الابتسامه على وجهه والدتها وقالت بكل فخر:
– شاطرة ياسيلان، فعلا كانت الجريمة مرتبه بكل حنكه، بعد ما عطلتي كاميرات المراقبه، وكمان معرفة جوزگ في اخر وقت من حارس العقار بكسرها، وطبعًا لضيق الوقت ولسفره؛ كل ده خلى تنفذها سهل والنتيجة ممتازه، ومحدش يعرف يكتشفها.
كانت البهجه والنشوة تتراقص داخل فؤادها مما تفوهت به الآن، فقط هدأت نيران قلبها المشتعله منذ سنوات، وحققت ما سعت إليه وانتقمت من “فريد” واخذت حقها.
كانا ثوران غضبهما مثل الثور الثائر، المطعون في ظهرة وقلبه بسهام الغدر، لكنه مازال ينازع الروح، يشعر بالدوران لكنه صامتًا يتألم بصمت، كانت حالة “فريد” لا تقل عن صديقة فالجراح واحده، ونظرتهما لبعض تبوح بنزيف الآهات، كسر هو الصمت الرهيب قائلا:
رد عليه بكل كره وحقد:
– هنعمل الصح طبعًا، والقانون هياخد مجراه، وهنلف على رقبتهم حبل المشنقه، وبأيدي هسلمهم ليه.
– والله أنا لو عليا اشنقهم الف مره ومره، بس نقول اية العمر واحد.
توجها سويًا إلي النيابة ومعهم كل الأدلة التي تثبت تورطهما والاتجار بالمخدرات مستغلين محل عملهم في توزيعها، وعند عرض كل شيء، قامت النيابه بالتحري، وانتظار موعد تسليم البضاعة، وتم القبض عليهم جميعًا، واتضح ان كثير من سيدات المجتمع متورطين معهم، وهم من يساعدهما ويوزعون لهذه السموم الضارة، وكانت “سيلان” من حسن حظها لم تستلم معهم؛ لشعورها بالتعب والارهاق الشديد، فتوجهت إلى منزلها، تستريح، انتبهت لرنين هاتفها ردت وجدته زوجها يقول بنبره حنونه:
– سيلان حببتي انتي فين؟
– أنا في البيت ياقلبي، كنت دايخة شوية قولت اجي اخد شور، لسة مخلصة وبستعد وكنت هنزل البيوتي.
– طب خليكي عندگ بلاش تنزلي عندي ليكي مفاجأة جنان، وجايبلگ معايا هدية هتبهرگ.
تظاهرت في نبرتها بالفرحة العارمة، وقالت بميوعه:
– حياتي تسلملي يافيري، هستناگ على نار ياروحي متغبش عليا.
– ده أنا اللي جيلگ وكلي نار وشوق للقائگ.
– ههههه ياسيدي على الحب والغرام اللي اشتقت ليه ووحشني من زمان.
– من ناحية هتغرقي، فأنا هغرقگ ياروحي، ثواني عديها وهتلاقيني قدامگ.
اغلقت معه واعتدلت من هيئتها امام المرآه، وتزينت ووضعت مستحضرات التجميل، ابتسمت لانعكاس صورتها بكل فخر، ثم هبطت لاستقبال زوجها لتكتمل من اتقانها لهذه التمثيلية المتقنه، انتبهت لصوت مفتاحه وهو يدلف للداخل وعلى وجهه ابتسامه مقتربًا منها باسطًا يداه ليعانقها بحب، ضمم يده بتملگ، مقبلًا لها برقة في رقبتها، همست له متسائله عن هديتها، فرد بقوة:
– هديتي مش هتتشاف؛ تؤتؤ دي هتتسمع حالا.

 

 

 

خرجت من احضانه وعلى وجهها التعجب الشديد، كادت أن تنطق لولا سماعها لرنين لسيارة الشرطة، تحول التعجب إلى الصدمه التي فاقت منها علي ولوج الضباط واضعين في كلتا يداها الأصفاد لتقيدها بكل احكام، رمقته بغل وكره وشرار يتطاير منهما، وعند هذه اللحظة نزعت قناعها المزيف، وظهر الوجهه الحقيقي لها، سخر من تلگ النظرات وقال بتشفي قبل ان تذهب معهم:
– أتمنى هديتي تكون نالت اعجابك، دوقي حصاد اللي زرعتيه.
اولاها ظهره وجلس واسند ظهره متذكرًا ما علمه عنها وعن حقيقتها من خلال أحد المحامين معه في المكتب من تحريات؛ ومن خلالها علم الحقيقه الغائبه؛ وهي ان والدها تاجر المخدرات، الذي حكم عليه اباه في قضيته بالاعدام لثبوت كل الادلة ضده، وكان هذا سبب الانتقام منه، ولكن هل يعقل أن يحاسب على تلگ الذنب الذي لم ترجفه يداه، وتكون الضحية اخته ووحيدته….؟ !!
ومرت الأيام سريعًا وحكم على والدتها خمسة وعشرون عامًا، بينما هي مع الادلة المثبته وتنفيذها لقتل المدعية “فريدة” مع سبق الإصرار والترصد حكم بالاعدام شنقًا.
كانت تسمع حكم القاضي وهي واقفه لا تهاب لحظة موتها، بل نظرت وعيناها مبحلقه لزوجها وترسل له من خلالها، بأنها برغم هذا الحكم لكنها سعيدة بتحقيق انتقامها.
وقبل تنفيذ الحكم عليها بالإعدام، اخذ اذن لزيارتها قبل تنفيذ الحكم حتى يقوم بسؤالها عن سبب انتقامها لاخته وليس منه هو، كان هذا السؤال المُلح ينهشه طوال طريقه، يحاول ان يبحث عن اجابه داخل عقله، فلم يجد ؟! ظل هكذا حتى وصل إليها ودخلت وهي رافعه الرأس، تسير بخطى بها الثقه، لم يؤثر عليها حكم الإعدام ولا هز من خصله من خصلات شعرها، حدقته بكره وغل، ثم جلست وكأنها تستعد للانقضاض على فريستها، لكنها هذه المرة جمعت حروفها السامة وألقتها على مسامعه بنبره حاده حين وجهه سؤاله :
– عشان اوجعك اوي زي ما أنا اتوجعت واتحرمت من حنان ابويا اللي كان عندي بالدنيا، عرفت وشوفت حبگ الشديد ليها اد ايه، دبرت إني اتعرف عليها، واتقرب منها اوي، ومن خلالها وصلتلگ، وقولت لازم ادوقگ النار اللي كانت جوايا، واشوفك بتتألم ساعتها ناري بردت شويه، لكن لو أنت اللي موت مكنش هيشفي غليلي، لانگ هترتاح وأنا عايزة اشوفگ قدامي النار بتاكل فيگ.
ابتلعت لعابها السام واستطردت بشمئزاز:
-انت متتخيلش كنت ببقى بحس بأية لما كنا بنبقى مع بعض، كنت ببقي قرفانه من نفسي، واصبرها علي لحظة الانتقام وناري تبرد، عمري ماكرهت حد زي ماكرهتك، اوعى تفتكر أني زعلانه ولا ندمانه على اللي عملته؛ ابدا يكفي اني هموت وأنا متأكده إني سايباگ عايش ميت على الأرض، وده كفايه عندي.

 

 

 

 

انهت حديثها ثم نظرت للعسكري الواقف خلف الباب مناديه عليه قائلة:
– تعالي خدني الزنزانة ياشاويش ملهاش عازه اكتر من كده، هي موتى ولا اكتر.
كان “فريد” واقفًا مذهولا لجبروت تلگ المرأة، والقوة التي تتدعيها، وكم الكره الذي تكنه بداخلها له، وهو ليس له أي ذنب فيه، فكانت نيران الغدر من نصيبه هو واخته الوحيده وذاق مرارة هذا الغدر، ومازال منغمس بداخله إلى آخر لحظة في عمره..
وإلى هنا تنتهي احداثنا عند هذا الحد
اتمنى انها تنال اعجابكم
“جبـــــروت امـــــرأة”
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية جبروت امرأة)

اترك رد

error: Content is protected !!