روايات

رواية حدة الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حدة الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حدة البارت الأول

رواية حدة الجزء الأول

حدة
حدة

رواية حدة الحلقة الأولى

….. عاش في أحد البلدان البعيدة سلطان عظيم وما العظيم إلا الله وكان لهذا الرجل سبعة أولاد ذكور وجميعهم من الفرسان وكلّما إجتمع بغيره من السّلاطين،كان يفتخر عليهم بشجاعة أولاده وكم من بلاد فتحوها وأسود إصطادوها
وما يملكون من مال وجواري
في أحد الأيام صنع وليمة واستدعى إليها أعيان المملكة وكعادته لم يمنع نفسه من الحديث عن أولاده أمام المدعوين وكان شيخ عليه عمامة صفراء يسمع ثم قال للسلطان : يحق لك أن تفتخر بأبنائك لكن فقط إذا وصل أحدهم إلى بلاد حدة أم سبعة عروش وتزوج منها أما ما ذكرته من مآثر فكثير من العامة يمكنها القيام بها إن أعطيتهم الفرصة
غضب السلطان من كلام الشيخ وقال له: هل تريد إفساد حفلتي حدة خرافة لا وجود لها
أجاب شيخ آخر قد طالت لحيته : بل هي حقيقة يا مولاي ولكن لبعد بلادها وشدة جمالها فالناس لا تصدق وجودها
ولقد حكى عن تلك البلاد تجار تائهون في الصحراء وشاهدوا بعيونهم أسوارها ولما إقتربوا خرج لهم رجل بالماء والتمر وأرشدهم للطريق وقال لهم :هذا هدية من الملكة
أعجبت الحكاية السلطان وسأل الشيخ أن يخبره عن حدة ولماذا أسموها أم سبعة عروش؟
فقال : إعلم يا مولاي أن حدة بنت منحها الله حسنا لا يوجد على الأرض تخجل منه الشمس وهي لا تكبر أبدا وشبابها دائم مهما طال الزمان ومضت الدهور وفي بلادها رأت سبعة عروش تمر أمام عينيها وهي باقية على حالها
ولهذا السبب جعلها الناس ملكتهم وكانت تلك الفتاة حاذقة فحفرت الآبار وزرعت الأراضي القاحلة فاختفت الصحاري وأصبحت البلاد جنة خضراء لا يعرف أهلها الجوع والعطش ولا المرض وبنت حدّة حول مملكتها سورا عظيما فيه الأبراج العالية ولا أحد يقدر على الدخول أو الخروج فهي تخاف من كل الأغراب الذين لم يحملوا في الماضي سوى الخراب وتريد المحافظة على ما علمته لشعبها من الحكمة والفضل
وقد حاول الكثير من الغزاة الوصول إلى تلك البلاد لكثرة الذهب والفضة لحسن التطواني فيها لكنهم هلكوا في الفيافي التي تهب فيها العواصف فتعمي العيون وتملأ الحناجر بالرمال
لكن هناك طريق واحد يعرفه بعض البدو وهم لا يفصحون عنه ولو قتلتهم لأن الأميرة تعطيهم ما يستحقونه وهم لذلك يحبونها ولا يخونونها أبدا
كان السلطان يسمع وقد فتح فمه من الدهشة وقال : إذا سأرسل أولادي ليأتوا بها لتعلم أنه لا شيئ يصعب عليهم ولو طلبت اي كنز لوضعوه تحت أقدامي ثم نادى أولاده،
قال لهم :لقد تحداني ذلك الشيخ ذو العمامة الصفراء وشكك في قدرتكم على الوصول إلى مملكة حدة والزواج منها فمن يقدر على ذلك أتنازل له على عرشي وأفتح له خزائني
وقفو الأولاد السبعة وقال أكبرهم :سنأتي بها إلى هنا وكل من تحدانا سيلقى العقاب .
في الصباح أسرج الإخوة خيولهم لكن السّلطان قال للصغير إبق معي فالرحلة صعبة وأنا أخاف عليك على الأقل لو فقدت الستة الآخرين تبقى أنت lehcen Tetouani
فقال له :سمعا وطاعة يا أبي الأمر ما تقوله
إنطلق الإخوة بعدما حملوا معهم كثيرا من الزاد والماء وكل قليل ينزلون للأكل والشرب فقال الأوسط :يجب أن نحزم أمرنا فنحن وعدنا أبانا وسننفذ ذلك واصلوا الرحلة فوصلوا إلى وادي القطران فقال لهم أخوهم الأوسط :هيا نملأ منه
فأجابه إخوته: وما حاجتنا إليه ثم ساروا قليلا فصادفوا وادي النحاس قال لهم أخوهم نملأ منه لكنهم ردوا عليه :و ماذا سنفعل به تابعوا السير فرأوا وادي الرصاص وامتنع الإخوة عن حمل شيئ منه
بعد أيام كان أمامهم وادي الحديد فقال أخوهم لا بد أن نأخذ منه فهو ليس كافيا عندنا لكن الإخوة رفضوا وقالوا لماذا تريدنا أن نثقل خيولنا فنحن أمراء و هذا ليس عملنا
وأخيرا رأوا أمامهم بريقا أصفر يأخذ الأبصار فلما إتجهوا إليه وجدوه واديا كبيرا مليئا بالذهب فقال الإخوة :سنحمل لأبينا من هذا الذهب ولما يرى كل هذا الخير سينسى موضوع حدة
لما وصل الأولاد الستة فتحوا لأبيهم صناديق الذهب وكانوا ينتظرون منه أن يفرح ويشكرهم لكنه غضب منهم غضبا شديد وقال :هل هذا ما إتفقنا عليه أيها الحمقى هيا أغربوا عن وجهي ثم نظر إلى إبنه الأوسط وإسمه إبراهيم وقال له :أما أنت فقد بلغني أنك نصحت إخوتك لذلك إستعد فإنك سترافق أخاك الصغير محمد في الرحلة إلى الصحراء ولن تعودان إلا بحدة

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حدة)

اترك رد