Uncategorized

رواية براء الفصل الثالث 3 بقلم هنا سامح

 رواية براء الفصل الثالث 3 بقلم هنا سامح

رواية براء الفصل الثالث 3 بقلم هنا سامح

رواية براء الفصل الثالث 3 بقلم هنا سامح

– هي البت أخت جوزك ديه هتفضل قاعدة معاكوا في البيت كدا كتير؟
– وإيه يعني يا ماما؟ ما تفتحيش معايا الموضوع دا تاني!
– يا بنتي دي قاعدة معاكوا وفي شقتكوا، أكيد مش بتاخدي راحتك لا في لبسك ولا قعدتك!
زفرت أروى بضيق:
– يا ماما؟ ما خلاص بقى! قوليلي بابا عامل إيه؟
نظرت لها والدتها بملل وهي تقول:
– كويس! عارفة يا بت يا أروى جارتك أم أمل؟
– أيوة يا ماما؟ مالها؟
– البت دعاء بنتها متقدملها عريس إيه؟ شغال في مصنع معرفش إيه يا بنتي، وبياخد في الشهر ٥٠٠٠ جنيه، والواد إيه بقى طول بعرض بحلاوة بأيه.
زفرت أروى بملل وهي تعرف عادة والدتها الفضولية:
– أها وبعدين؟
مصمصت والدتها شفتيها بملل وهي تقول:
– بس يا بت البت بنتها رفيعة كدا ومش جايبة نصه و
قاطعتها أروى بنفاذ صبر:
– بقولك إيه يا ماما؟ تشربي إيه؟ هنبدأ نجيب في سيرة الناس ومش هنخلص!
– أي حاجة نبل بيها ريقنا يا اختي.
كانت تقف سلمى أمام الباب بالصدفة واستمعت لحديثهم وذهبت لغرفتها سريعًا لتبدأ في البكاء.
– أنا فعلًا ما ينفعش أفضل كدا، أنا بقيت حِمل على قاسم وهو مش واجب عليه يقعدني في شقته، أنا هرجع أتكلم معاه تاني في موضوع الشقة.
أزالت دموعها ورجعت بذكرياتها أحداث اليومين الماضيين، بعد حادثة الشابين.
قبل يومين.
دلف قاسم لغرفة سلمى وجد مهاب يقف يتحدث مع الطبيب، واخته فاقدة للوعي.
أردف هو بقلق:
– سلمى مالها؟ جرالها إيه؟ انطق يا مهاب.
ربط مهاب على كتفه ثم قال:
– اهدى يا قاسم، سلمى كويسة ولحقتها؛ هي بس تعبت والدكتور إدالها مهدئ ونامت.
جلس على المقعد ووضع رأسه بين يديه:
– جرالها إيه بس؟ حصلها إيه أنا السبب.
جلس مهاب بجانبه وقال:
– مش إنتَ السبب، قدرها كدا، إهدى علشان لما تصحى تلاقيك جمبها وتقويها.
– حاضر، حاضر، إن شاء الله خير.
– إن شاء الله.
بعد مدة قامت سلمى وبدأت بالبكاء والصراخ وهي تصرخ باسم قاسم، ذهب إليها وضمها وهو يقول:
– إهدي يا سلمى، إهدي يا حبيبتي ما حصلش حاجة إهدي.
قالت هي ببكاء وخوف:
– كانوا هيخدوني معاهم يا قاسم، كان هيحصل معايا تاني، أنا ليه حياتي كدا؟
– إهدي يا قلب قاسم، ما حصلش حاجة، قومي يلا علشان نمشي.
– أنا تعبانة ومش قادرة أتحرك، أنا نفسيتي تعبانة.
حملها قاسم وهو يقول بحب وحنان:
– سيبي موضوع نفسيتك دا عليا أنا.
ابتسمت بحب هي الأخرى:
– حاضر.
عادت من شرودها ودموعها تهبط بغزارة وهي تقول بدعاء:
– يا رب قويني، يا رب انتقم منه ومن اللي ظالمني وأذاني.
……………………………………
– قاسم؟
– نعم يا سلمى؟
– ممكن تيجي الأوضة أقولك حاجة؟
نظر لها قاسم بإبتسامة:
– قولي يا سلمى أروى مش غريبة.
ابتسمت أروى وسلمى بإحراج لبعضهم، ف قالت سلمى:
– لاء غريبة إيه البيت بيتها والموضوع عادي مش فيه حاجة، هو أنا كنت عايزة تشوفلي شقة لوحدي.
قذف قاسم الطبق الذي أمامه بغضب وهو يقول:
– برضو أم الموال الزفت دا مش هيخلص! طلوع من البيت مش هيحصل فاهمة؟
ارتعش جسدها وبدأت بالبكاء، وهي تقول بخوف:
– إنتَ بتزعقلي ليه طيب؟
– علشان أم دا موضوع! مش قايل مرة قبل كدا قفلي عليه؟ حصل ولا ما حلصش؟
– حصل.
– أومال إيه؟ أي عند وخلاص؟
أردفت سلمى بكذب:
– لاء كنت هقولك عايزة أشتغل، شوفت إعلان في شركة وبفكر أروح هِناك واحجزلي شقة.
نظر لها قاسم بشك ف هي لا تحب الإختلاط وتخاف من البشر عمومًا، ف كيف لها بالتعامل معهم.
أردف بعد وقت بعدم اقتناع:
– هبقى أشوف الحوار دا.
– ما تنساش؟
– إن شاء الله.
تركتهم وذهبت، وكانت تنظر لهم أروى بقلق وهي تهمس لنفسها:
– شكل سلمى سمعت ماما، أنا مش عارفة، أنا هقوم أتكلم معاها.
نظر قاسم لأروى وقال:
– ما شاركتيش يعني في الحوار؟
– هاه؟ لاء مش عارفة، بس أكيد مش هتمشي ونسيبها لوحدها، وانا كدا كدا إتعودت عليها وعلى وجودها وبقينا صحاب ودا من زمان.
– أها، هشوف الحوار دا.
نهضت أروى وقالت:
– تمام، أنا قايمة أتكلم معاها.
– ماشي حبيبتي.
……………………………………
دلفت أروى لغرفة سلمى، جلست بجانبها وقالت:
– سمعتِ ماما يا سلمى؟
هربت سلمى بعينيها وهي تقول:
– إمتى؟ مش فاهمة قصدك إيه؟
تنهدت أروى وقالت:
– يبقى سمعتيها؟ فكك من كلام ماما إنتِ عارفة إنها بتحب تتكلم كتير وبتلقائية.
ابتسمت سلمى وقالت:
– مش زعلانة منها، معاها حق.
أمسك أروى يدها وقالت:
– لاء مش معاها حق! ماما مش عارفة حاجة يا سلمى، ولا عارفة علاقتنا ف ما تزعليش.
ابتسمت سلمى وقالت:
– مش زعلانة والله يا بنتي، عادي.
– مش هتمشي من هِنا صح؟
حركت رأسها بنفي:
– كدا كفاية أوي.
– يا سلمى بقى! ما تزعلنيش منك!
– ما تزعليش، بس والله كدا كفاية، أنا عايزة أعيش لوحدي.
– يعني أنا زعلتك في إيه؟
– لازم تكوني مزعلاني يعني علشان أمشي؟ مفيش حد مزعلني بس أنا لقيت شغل زي ما قولت وفرصة.
– إنتِ كدابة!
– طب حيث كدا بقى أنا أقوم أمشي.
– سلمى!
– نعم؟
– راحة فين مش بهزر؟
– أقولك راحة فين؟
– أيوة.
– راحة ألبس علشان هقابل مهاب.
– لوحدك؟
– قاسم هيوصلني.
– تمام، فكري في كلامي.
– حاضر.
– سلمى.
ضحكت سلمى وأردفت:
– يا نعم؟
– مهاب بيحبك.
ارتعش جسدها بصدمة وهي تقول:
– هقابله علشان دا طلب قاسم، وهو هيبقى معايا هِناك.
– ولو ولو، بيعشقك.
– كفاية بقى!
– طيب، أسيبك تلبسي.
– ماشي.
……………………………………
بعد فترة، وصل قاسم وبرفقته سلمى للشركة، هبطوا معًا وصعدوا لمهاب ودلفوا لمكتبه.
أردف مهاب وهو ينظر لسلمى:
– يا هلا يا هلا، منور يا قاسم.
– بنورك يا حيوان.
ضيق عينيه بضيق وهو يقول:
– وليه الشتيمة بقى؟
– مش عارف عملت إيه؟
– لاء.
– تمام، أنا قاعد برة.
أردفت سلمى بخوف:
– رايح فين؟
ربط على كتفيها:
– ما تخافيش قاعد برة، إجمدي كدا.
– طيب.
خرج قاسم وبقى مهاب وسلمى بمفردهم والباب مفتوح.
سحب المقعد لها وهو يقول:
– اقعدي ما تخافيش.
جلست ثم قالت:
– حاضر.
جلس أمامها وهو يقول بإبتسامة:
– منورة المكتب بالشركة كلها.
فركت يدها بتوتر وأردفت:
– بنورك.
نظر لها ثم قال:
– ممكن ما تخافيش؟
– مش خايفة.
– لاء واضح.
لم تجيب وظلت تفرك يدها بخوف ف قال:
– فكرتي في الموضوع؟
عقدت حاجبيها بتوتر، ثم قالت:
– موضوع إيه؟
– قاسم قالي!
– أه، مش عارفة.
– أعيد عليكِ الحوار تاني؟ تتجوزيني يا سلمى؟
صمتت بخوف وقلق وهي تتذكر حياتها وكلام والدة أروى بالأمس، وحديثها مع قاسم في الصباح.
فكرت في عقلها بأنها طوال حياتها عالة على قاسم وعلى زوجته، وكما قالت والدتها لا يجب أن تعيش هي معهم، هي ترفض فكرة الزواج، وهو لا يجبرها لكن هل هي ستظل طوال حياتها بينهم، هو لا يريدها بعيدة عنه ولكن سيأتي وقت ويمل.
تحدثت في نفسها بحزن:
– قاسم مش هيفضل طول عمره شايل مسؤوليتي، هو بيحبني بس أكيد هيزهق مني وهيحتاج مراته معاه وهم مش واخدين راحتهم فعلًا، مش هستنى لحد ما يزهق مني وييجي يقولهالي، أنا هبعد بمزاجي، جه الوقت اللي أشكره على اللي عمله معايا وإنه اتحملني أنا ومشاكلني.
نظرت لمهاب وقالت بحسم:
– موافقة.
ابتسم مهاب بفرح، لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته وهي تكمل:
– بس بشرط؟
ضيق عينيه وهو يقول:
– وإيه هو؟
– الشرط هو
يتبع…..
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق الطفولة للكاتبة هنا

اترك رد