روايات

رواية ما وراء السجن الفصل الثامن 8 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن الفصل الثامن 8 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن البارت الثامن

رواية ما وراء السجن الجزء الثامن

رواية ما وراء السجن الحلقة الثامنة

واستمرت التحريات لحد ما اكتشفوا مين اللي سلّط صاحب محمود عليه وحاول يلبسه قضية وكانت مفاجأة بالنسبالنا كلنا .. طليقي وابن عمي هما اللي عملوا كده؟
طب عرفوه منين وهيستفيدوا إيه لما يعملوا كده؟ إيه اللي ممكن يكسبوه من كده !
ولما حققوا مع صاحبه عشان يعرفوا السبب اللي خلاهم يعملوا كده قال إنهم سألوا عن البيت والناس اللي فيه وطبعًا عرفوا حكاية محمود ومامته، وبما إن محمود كاره وجودي وكاره مساعدة مامته ليا ولأي حد زيي عمومًا قرروا يستخدموه بطريقة عكسية وإنهم هيأذوه عشان بالتالي يكرهني أكتر ويكره وجودي ويعاديني شخصيًا لإن طبعًا هيكون شايف إن حصله مشاكل كتير مع مامته ومعاه بسببي !
بس اللي حصل إن محمود مهمهوش مين السبب قد ما كان هامّه إزاي صاحبه يعمل فيه كل ده.
المحامي وهو بيبلغنا بالأخبار بلغنا إن بعد اعترافات صاحبه دي محمود كده يعتبر براءة وهيتحول ع المصحة عشان يتعالج، أما بالنسبة للتحقيق مع طليقي وابن عمي فهو كان لسة مستمر والتحريات كانت شغالة وكانوا لسة محبوسين على ذمة التحقيقات.

 

 

 

 

 

 

 

*بعد مرور فترة العلاج*
بعد ما فترة العلاج عدّت واللي قعدت تقريبًا أقل من شهر لإنه مكانش دخل جسمه كمية كبيرة، وبعد ما إجراءات خروجه خلصت، رجع ع البيت لوالدته وأخته وحضنهم باشتياق كبير، ورغم اللي هو كان بيعملوا فيهم والزعيق والصوت العالي إلا إنهم حضنوه بنفس الاشتياق وعيونهم كانت متلهفة جدًا له وأنا كنت وافقة بعيد بشوف المنظر الجميل ده من بعيد.
• أنتم وحشتوني أوي أوي
= وإنت كمان يا محمود يا حبيبي، حمدلله ع سلامتك.
• أنا آسف أوي يا ماما، آسف على كل حاجة، أنا معرفش أنا شيطاني كان مسيطر عليا إزاي كده، حقك عليا أنا وثقت ف ناس غلط قووني عليكم وعلى نفسي.
= المهم إنك رجعت لعقلك ولينا يا حبيبي.
وحضن مامته كتير وعيط جامد وفضَل ف حضنها فترة وبعدين عدَل نفسه وبصلي:
• أنا آسف يا أستاذة رحمة على أي حاجة حصلت مني، صدقيني أنا مش وحش أنا بس مكنتش شايف الحقيقة كويس، وبحمد ربنا إنه نجاني من شر نفسي، أنا فعلاً آسف جدًا.
– ولا يهمك حصل الخير، الحمدلله إن ربنا فوّقك ف الوقت المناسب.
وبما إن محمود توأم منار فكان مأجل ثانوية عامة معاها، ولما فاق ورجع منار كلمته إنه يقدم قبل ما الوقت يعدي والسنة دي تروح عليه، وفعلاً قدم لإن مكنش فات كتير.
وبدأنا نذاكر إحنا التلاتة سوا بدل ما كنت أنا ومنار بس، وكنا بنشرح لبعض ونفهّم بعض، ومحمود اللي كان كارهني اقترح على مامته إنه ينام ف الأوضة اللي كنت ببات فيها الأول علشان أنا موجودة ومينفعش نبات ف نفس البيت.

 

 

 

 

 

 

 

كنت مستغربة إزاي موقف واحد يغيره ١٨٠° كده ! وكنت منبهرة باصراره إنه يتعلم من اللي حصله ويصلح علاقته بالناس اللي اثبتتله إنها بتحبه بجد !
بعد فترة مش كبيرة النيابة اتأكدت إن طليقي وابن عمي ليهم فعلاً ف الشغل الممنوع وتجارة المخدرات طبعًا اللي استخدموها ضد محمود، ده غير كمان إن ظهر أدلة إنهم بيتعاملوا مع دول برة بتجيبلهم أجهزة حساسة جدًا بيستخدموها ف تجارتهم الممنوعة مقابل تنفيذ خدمات ليهم هنا، والمحامي قال إن خلاص كده التُهم أُثبتت عليهم وبقوا مُدانيين رسميًا والقواضي هتتحول للمحكمة.
مكنتش عارفة المفروض أزعل ولا لا بس كل اللي كنت عارفاه إني مرتاحة إن كل حاجة اتكشفت وحقي جالي وكل شخص آذاني خد جزاءه.
بعد ما أخيرًا ارتاحْت من ناحية موضوع عصام ووليد ابن عمي لقيتني بركز أكتر ف المذاكرة وبقا عندي حافز أكتر احقق اللي منعوني منه زمان وأوصل لهدفي، وفعلاً كملت الشهور الباقية ف السنة بذاكر باجتهاد وتركيز ومعايا منار ومحمود طبعًا.
وبعد مرور ٩ شهور دخلنا الإمتحانات وعديناها بكل خير الحمدلله وبدعوات ماما صفية وكُنا بنعِد الأيام بعد ما خلصنا الإمتحانات عشان النتيجة، كنت متشوقة أوي أعرف أنا قدرت ع التحدي ولا لا، وفعلاً النتيجة ظهرت بعد اسبوعين ولما منار قالتلي المجموع مكنتش مصدقة نفسي ! كان ٩٦% معقول أنا قدرت وتفوقت على نفسي وهحقق حلمي خلاص ! ومنار جابت ٩٨.٨% ومحمود جاب ٩٧.٥% وكلنا كُنا مجاميع تشرّف فرّحنا ماما صفية وفرّحنا نفسنا ومجهودنا وسَهرنا جاب نتيجة حلوة جدًا بعد فضل ربنا.
وكُنت مقررة إني هَدخل ألسُن بسبب حبي الكبير اللي كان للغات وشغفي إني اتعلمها، وفعلاً قدمت فيها.
ومنار ومحمود قدّموا ف إعلام بسبب حبهم الكبير للراديو وإذاعة الراديو ومن صغرهم وهما عايزين يكونوا جزء من كيان الإعلام المَسموع.

 

 

 

 

 

 

 

ومَرت الأيام والسنين وخَلصنا إمتحانات آخر يوم ف آخر ترم ف الجامعة، وبعد أسابيع من نهاية الإمتحانات حبيت إني أروح الجامعة وأقف اتفرج عليها من برة، على حلمي اللي لما قررت احققه حققته بفضل ربنا وفضل ماما صفية وولادها.
وف الوقت اللي كنت سرحانة فيه ف كل ده جه صوت هادي من ورايا وقال بُكل لطف:
• مبروك خريجة بتقدير جيد جدًا مُرتفع مع مرتبة الشَرف.
لفيت بوشي عشان أشوف عيونه، هو كان أجمل حاجة حصلتلي ف حياتي.
– وإنتَ ومنار
• أنا امتياز طبعًا مش محتاجة، ومنار جيد جدًا.
وقبل ما أقول أي حاجة تانية اعترفلي بحُبه، يعني استقبلت أحلى خبرين ف حياتي نجاحي العلمي ونجاحي ف حياتي، محمود كان من أكبر مكاسبي ف الحياة وف رحلتي، ماما صفية كانت السبب بعد ربنا إنها تديني حياة ومستقبل وكيان، ومحمود.
• أنا طَلبت إيدك من ماما خلاص، موافقة؟
– موافقة.

 

 

 

 

وعملنا خطوبة وعدى سنتين وبعدين اتجوزنا، وف الوقت اللي كنت فيه أنا ف حضن حَبيب وشريك روحي مطمنة وحاسة بكل الأمان اللي ف الدنيا، كانت الناس اللي ظلمتني وآذتني ف السجن بينفذوا الأحكام اللي اتحكم عليهم بيها، واللي لو قعدوا عمرهم كله ف السجن مش هيخلصوها.
– محمود.
• نعم يا حبيبي
– أنا بحبّك، إوعى متقدرش ده ف يوم.
• وأنا بحبّك جدًا ومقّدر وهفضل اقدّر نعمة إنك بس بتتنفسي ف حضني وجنبي.
________________________________________
دي قصة حياتي اللي اتعلمت منها كتير أوي، وعديت بمواقف كتير كانت مفيدة ليا وخلتني أشجع وأقوى من الأول بكتير، وعرفت فعلاً معنى وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا، ومَا وراء السِجن كان موجود كُل الخير.
“النهاية”.
تمت.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما وراء السجن)

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!