روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الحادي والعشرون

رواية جاريتي 3 الجزء الحادي والعشرون

رواية جاريتي 3 الحلقة الحادية والعشرون

كانت تجلس امام سفيان فى غرفة نومهم بعد ان اعطته الدواء تنظر اليه بضيق و هى تقول بقلق
– انت بردوا هتروح يا سفيان انا قلبى مش مطمن يا حبيبى
ظل صامت هو ايضا لا يفهم سبب طلبها و اصرارها عليه هو يشعر ما بداخله بالفضول يريد ان يفهم سبب ما قامت به من فعل شنيع كاد ان يؤدى بحياة ولديه و اغلى ما يملك ….. ابتسم ابتسامة صغيرة و هو يعتدل فى جلسته و قال بهدوء شديد
– يا مهرة قلبى متخافيش دى واحدة محبوسة.. يعنى مفيش منها اى خطر .. كمان انا محتاج اعرف و افهم هى عملت كده ليه … معقول الموقفين اللى حصلوا يخلوها تحاول تقتل ولادى علشان تحرق قلبى عليهم
كانت مهيره تنظر اليه و تستمع الى كلماته و دخلها احساسان انها سبب هذان الموقفان … و ايضا هى سبب انتقام تلك الروان و احساس اخر برغبة قوية للذهاب اليها و اخراج احشائها بيديها …. عادت من افكارها على يد سفيان التى تربت على ركبتها و هو يقول
– سيبك منها و متقلقيش ان شاء الله خير … قوليلى اخبار ليل ايه دلوقتى
نظرت اليه بتشتت ليكمل هو
– انا كنت بكلم أيمن كل يوم و بطمن على ملك … بس اخر مره حسيت منه انه عايز يسألنى على حاجة
اخذت مهيره نفس عميق وهى تقول
– ليل بعيدة عن ابوها خالص بعد اللى حصل …. حاسه انها خايفة منه و انه مش امان ليها انها تقرب منه و كمان بعد اللى عرفناه من جواد .. المشكلة الاساسية هنا شمس مش ليل و للاسف مش هقدر اقول اى حاجة لأيمن دلوقتى كفاية اللى هو فيه
ظل سفيان صامت لعدة دقائق ثم قال
– يبقا لازم تدخل سريع يا مهيره و المواجهة احسن حل
قبل ان تقول اى شئ سمعا طرق على الباب و دخول فجر التى تنظر من عند الباب بأبتسامة واسعة و قالت
– الكبير اللى نور الدنيا كلها … و حشتنى يا بابا
وركضت اليه تحتضنه برفق ليربت على ظهرها و هو يقول
– وانا وحشنى وجودى وسطيكم اخبارك ايه ؟
وقفت مهيره وربتت على كتف ابنتها
-اقعدي يافجر هروح اشوف الغدا خلص و لا لا
جلست فجر امام والدها و انحنت تقبل يديه بأحترام شديد وامتلأت عيونها بالدموع و قالت
– انا كويسة يا بابا … طول ما سندى و امانى وظهرى بخير … انا مش عارفة اشكرك ازاى… جمايلك كتير اوووى يا بابا انا كل ما اتخيل الى حصل و افتكره احس انى هموت من الخوف
كان يستمع اليها بتأثر كبير و احساس بسعادة و فخر كم هو جميل ان يشعر بحب ابنائه له وان يكون لديهم بتلك الاهمية… ان يكون لهم أب و صديق و ناصح امين جذب يديها لتقترب و وضعت رأسها على كتفه و ظل يربت على ظهرها و قال
– بعيد الشر عنك يا حبيبتى …… انتوا أغلى حاجة فى حياتى انتوا ثمرة عمرى كله لا يمكن اقبل ان اى حد يمسكم بشر
ابتسمت ابتسامة واسعة و قالت
– ربنا ما يحرمنا منك يا بابا … يا احلى بابا
ابعدها عن حضنه ينظر الى عينيها و قال
– اخبار أواب ايه ؟
صمتت لعدة ثوانى ثم قالت
– بيحاول يا بابا … بس
– بس ايه …. اوعى تفقدى الامل من الاول وانت عارفة حالة أواب …. و اكيد عارفة ان الحياة مش هتكون سهلة مش كده
قال كلماته بتأكيد و بنظرة عميقة تخترق روحها …. هزت رأسها بنعم و اخذت نفس عميق وهى تقول
– عارفة يا بابا عارفة … بس أواب
صمتت لثوانى تنظر الى والدها برجاء
– انا خايفة … انا مش زيك يا كبير .. معنديش طاقتك .. و قوتك … يمكن مقدرش اكمل
ليمسك يدها يضمها بقوة و نظر اليها بثقة و حب و ايمان و قال بصوت هادئ لكن به من التشجيع و القوة الكثير
– انتِ قوية يا فجر … قادرة على التحدى وعلى انك تعدى كل صعب .. أواب رغم قوته اللى هو مش مقدرها صح محتاج حد قوى جنبه يساعده يخرج كل ده
ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم قالت بأقرار
– زى ما مهرتك كده بقت قوة لا يستهان بها
ابتسم ابتسامة واسعة وقال بصدق و بنظرة تحكى كم المعانة التى عاشها مع مهيره حتى اصبحت بهذا الانفتاح و القوة – متفتكريش كان الامر سهل …. هى كانت بتتعذب و انا كنت بتعذب ضعف …. عذابها … و بتعذب من الالم اللى كنت ببقى حاسس بيه تجاهها
نظرت اليه و هى تشعر من داخلها انها شحنت طاقه كبيرة و اصبحت على استعداد للحرب التى ستشنها على أواب نفسه قبل اى شئ
**********************
جالسة امامه تنظر اليه بأبتسامتها الجذابة تنظر اليه بحب لا يخطأه احد و كان هو الاخر ينظر اليها بسعادة كبيرة
طرق باطراف اصابعه على الطاولة وقال
– انا راجع الكلية بعد بكرة
اخفضت راسها بضيق ثم قالت
– عارفة و رغم سعادتى انك بقيت كويس الحمد لله مضايقة جدا من انك راجع الكلية
ليرفع حاجبه بأندهاش مصدوم ثم قال
– يا بنتى دى كلها اسبوعين ونبدأ اختبارات التخرج … و نتجوز بقا
قطبت جبينها و هى تقول باستفهام
– نتجوز ايه ادم … انا لسه قدامى سنة
– ايوه تكمليها فى بيتنا يا حبيبتى … اصلا انا هبقى فى التكليف يعنى مش هزعجك كتير … و بصراحة مش هقدر اصبر سنة كمان
قال كلماته بأقرار و بهدوء شديد جعلها تشعر ان هناك شئ غريب فقالت وهى تنظر اليه بشك
– انت بدلوك فى المستشفى يا حبيبى و لا ايه ؟!
ليرفع حاجبه و هو يقول بغرور
– يا بنتى كلها ايام و ابقى ظابط قد الدنيا .. و اكيد ليا كاريزما و اقدر اقنع الناس وكمان اسيطر على عقولهم
لتضحك بصوت عالى جعله يقطب جبينه وهو ينظر حوله ثم اليها و قال بغضب
– وطى صوت ضحكتك يا جورى الناس بتبص عليكى
نظرت حولها ولم ترى اى شخص ينظر اليها فعادت بنظرها اليه و قالت بتحدي
– ياريت زى ما انت عايز تتحكم فى الناس بالكاريزما الى تخلى الناس كلها تخضع ليك تتحكم كمان فى غرورك و غيرتك المجنونة دي
ظل ينظر اليه دون تعابير واضحة على ملامحه و كانت هى تنظر اليه بتفحص ليقول بأبتسامة صغيرة بجانب فمه
– فى واحدة من خوفها عليا وقت الحادثة قالتلى غير براحتك … وانا مش بحب اكسر لها كلمة
ابتسامة عينيها الان جعلته يشعر من داخله بالسعادة لكنها اجابته بهدوء شديد و قالت
– بس نصيحة … حاسب و انت بتحافظ على انك متكسرش لها كلمة تكسر قلبها و روحها
ظل ينظر اليها و كلماتها تضرب داخل قلبه و عقله و تشعره حقا بالخوف رغم عناده و ايمانه الكامل بانه على حق
**********************************
طرقات على الباب جعلته ينتبه من افكاره الذى يحاول ترتيبها من اجل حل مشكلة شمس و ليل سمح للطارق بالدخول ليجد آسر يقف عند الباب بأبتسامته المرحة وهو يقول
– حمدالله على سلامتك يا كبير … انا واقع فى عرضك
ليرفع سفيان حاجبيه بأندهاش و هو يقول
– الله يا سلمك خير يا ابنى فى ايه ؟ اوعى تكون عامل كارثة فى الكلية ؟
ليقترب آسر من السرير و جلس ارضا على ركبتيه و امسك يد سفيان وقال برجاء وتوسل
– جوزهالى يا كبير ….. ابويا مش راضى يتكلم وانا هموت لو متجوزتهاش
كان سفيان ينظر اليه بأندهاش مصدوم و زاد مع كلماته فقال له باستفهام
– انت بتتكلم عن مين يا بنى انت ؟ .. قوم اقعد قدامى هنا و فهمنى
قال كلماته الاخيرة بأمر ليقف آسر على قدميه و جلس بجوار سفيان و قال بصدق
– الانسة خديجة … انا عايز اتجوزها
ظهرت الصدمة على وجه سفيان الذى ظل صامت ينظر الى آسر بأندهاش ليكمل آسر بجدية
– عارف حضرتك بتفكر فى ايه … فى فرق السن بس فرق السن ده مش عاملى اى مشكلة … انا شايف نفسى رجل حقيقى استحق فرصة معاها …. و كمان قادر عل تحمل المسئولية وفوق كل ده انا بجد بحبها و معنديش استعداد اشوفها بتتزف لحد غيرى .. ويكون له حقوق عليها او تكون مسئوله من حد غيرى مش هقدر
كان سفيان يستمع اليه غير مصدق ان ذلك الشاب الصغير يكون بداخله كل ذلك الحب الكبير … لقد لخص عشقه الكبير لخديجة فى كلمات معبرة يفهمها و يشعر بها جيدا ظل صامت لثوانى وعينيه ثابتة فى عينى آسر الذى لم تهتز عينيه و لو للحظة واحدة
ابتسم سفيان وهو يقول
– مستعد لكل المواجهات الممكنة علشان تحقق حلمك
– مستعد جدا ولو كانت حروب مش مجرد مواجهات
اجابه سريعا و بقوة وثقة ليبتسم سفيان بسعادة و قال
– خلاص سيبلى الموضوع ده …وانا هخلصه
ابتسم آسر بسعادة و اقترب يحتضن سفيان بقوة ليتأوه بألم ليبتعد آسر سريعا وهو يرفع يديه امامه وقال بأسف
– اسف يا كبير بس انت عارف بقى حماس الشباب
ثم جثى على ركبتيه من جديد وقال بتوسل
– هعتمد عليك يا كبير .. البت عاملة زى الكريم شانتيه .. و ممكن اى حد يخطفها فى ثانيه
ليضحك سفيان بصوت عالى و ضرب وجنه آسر برفق وهو يقول
– يخربيت تشبيهاتك … حاضر متقلقش فى اسرع وقت يمكن على اجازتك الجاية ابشرك
لينحنى آسر وقبل يد سفيان وهو يقول
– منتحرمش منك يا كبير …. ههرب انا بقى و الموضوع فى ايد امينة
وسار نحو الباب وهو يقول بأندهاش
– امينة مين ؟ انا شكلى اتهبلت
وغادر الغرفه ترافقه ضحكات سفيان السعيدة و المندهشة
*****************
كان يقف بسيارته امام الجامعة ينتظرها فاليوم قد قرر اخبارهم بما قرر هو متأكد من عدم رفضهما لكن لم يصبح لهم سوا بعضهم البعض عليه ان يكون سند لهما وهما سند له … هو بدونهم لا شئ
صعدت الى السيارة و على و جهها ابتسامة رقيقة قالت
– السلام عليكم … اسفة لو اتأخرت
ابتسم اليها وهو يقول
– متأخرتيش و لا حاجة … و حتى لو اتأخرتى ايه المشكلة ما انا قاعد فى العربيه و التكيف مش واقف على رجلى فى الشمس و حتى لو فداكى يا ديجا
كانت تسمتع اليه وهى مبتسمة ابتسامة خجولة و قالت
– ربنا يخليك يا ابيه
وصلا الى البيت ليجدوا مريم تخرج من المطبخ وهى تقول
– طبخة لكم بأديه و حياة عنيه
لتقترب ديجا منها و هى تقول
– اتصل بالاسعاف من دلوقتى و لا بعد ما ناكل
لتضربها مريم على كتفها و قالت
– طيب انتِ محرومة من اكلى ادخلى بقا اعملى لنفسك سندوتش جبنه
ليقترب محمود وهو يقول
– معلش يا مريم اختنا الصغيرة بقى و نفوتلها غلطها …. طيب نتصل بحد يبقا يطمن علينا كمان ساعة
لتضحك خديجة بصوت عالى فى نفس اللحظة التى ضربت مريم الارض بقدميها و هى تقول بغضب طفولى
– حتى انت يا محمود …. طيب ده انا اكلى لا يعلا عليه
– طبعا يا بنتى … اكل يوصل للدار الاخره مباشرة
ليلتفت الجمع الى صاحب الصوت مع ارتفاع اصوات الضحكات و تزمر مريم
– بقا كده يا محمد يعنى انا بقول انت اللى هتنصفنى
ليقترب محمد وهو يضمها قائلا
– يا بنتى هو حد فينا يقدر يتكلم على اكلك … اهو ربنا يصبرنا كلنا هنقول ايه
لوت مريم فمها و قالت
– طيب لو مجربتش فيكوا هجرب في مين ؟
ليقترب محمود وامسك يديها و قال
– جربى يا بنتى جربى لنا الله … والله يكون فى عونه بقا اللى هيلبس طول العمر
حين انتهى الجميع من تناول الطعام حملت خديجه صحنين و قالت
– هعمل الشاى و اغسل الاطباق
ليوقفها محمود قائلا
– لا يا ديجا اعملى الشاى و تعالى علشان فى موضوع عايز اتكلم معاكم فيه
لتهز راسها بنعم ودلفت الى المطبخ فى نفس اللحظة التى قالت مريم و محمد فى نفس اللحظه
– وانا كمان فى موضوع عايز اتكلم فيه
نظر الى بعضهم بابتسامة صغيرة ….. جلس الجميع فى غرفة الجلوس و قال محمود بهدوء
– انا فى موضوع كنت من قبل وفاة ماما عايز افتحه لكن محصلش نصيب …. فى الحقيقة انا عايز اخطب
نظر محمد اليه و قال بأندهاش
– وانا كمان كنت كده فعلا قبل وفاة ماما بأسبوع كنت عايز افاتحكم و افاتح ماما لكن محصلش نصيب
اخفضت مريم راسها و قالت
– وانا كمان فى موضوع عريس كده
انتبه الجميع اليها فقالت
– انتوا الاول انتوا الكبار
ليقول محمود مباشرة – طالبة عندى فى الجامعة اسمها ندى … كلمت والدها و مستنى اخد معاه ميعاد علشان نروح نخطبها رسمى
ابتسمت خديجة بسعادة وقالت بفرح حقيقى
– مبروك يا ابيه الف مبروك
و كذلك محمد و مريم …. نظر محمود لمحمد وقال
– وانت لسه مصر على اللى كنت قولتلى عليها
هز محمد راسه بنعم و قال بثقة
– متأكد جدا … انا بحبها يا محمود … ومش عايز غيرها
لتقول مريم بمشاغبة
– هى صاحبة السلسلة دى ؟
واشارت على السلسلة الموجود حول عنقه ليمسك به و هو يقول
– ايوه هى …. زينه بنت عمو زين و طنط فرح
لتبتسم مريم و نظرت الى خديجة وقالت
– طلع زوقه حلو
– انتوا عندكم مشكلة انها يعنى
اجابها محمود بأقرار
– دى حاجة تخصك انت يا محمد … و طالما مش عاملة ليك مشكلة يبقى خلاص
هز راسه بنعم …. ثم توجهت كل الانظار الى مريم التى اخفضت راسها و قالت
– هو شريك فى الورشة اللى بشتغل فيها
و بدأت فى قص كل شئ يخص عمر …. كانت الصدمة و الاندهاش ترتسم على وجوه اخوتها ليقول محمود بصدمه
– ليه يا مريم … انت مش بايرة و لا مطلقة .. ولا كبيره علشان تتجوزى ارمل و و ….. انا مش هعترض على قضاء الله لكن ليه يا مريم ليه ؟!
اخفضت راسها بخجل و قالت
– من اول مره شفته فيها حسيت بوجع فى قلبى من غير حتى ما اعرف حكايته .. حسيت ان كان قلبى ناقص حاجة و رجعتله و علشان كده عينى عرفته حسيت انى كنت مستنياه او عرفاه
اقتربت خديجة من اختها و ضمتها بحنان و نظر كل من محمود ومحمد الى بعضمها بحيرة …. رفعت مريم عيونها و نظرت الى اخوتها و قالت
– متنساش ان انت لسه قايل لمحمد فى موضوع زينه ان دى حاجه تخصه و طالما هو معندوش مشكلة احنا كمان معندناش مشكلة .. ليه دلوقتى عمر بقا مشكلة
ظل محمود ينظر اليها ثم قال
– يا مريم انت امانة في رقبتى … محمد راجل شايل نفسه انت مسئوله منى و لازم ابقا مطمن عليكى مع انسان يقدرك و يحميكى وقاطعته قائلة
– قابله يا محمود انا مش هعمل حاجة من غير موافقتكم …. بس خليك عارف و انت بتقابله ان انا موافقة عليه و مستعدة لكل التعب و مستعدة اخطي اى عقبات معاه
فى تلك اللحظة علا رنين هاتف محمود برقم غريب لتقول هى بخجل
– ممكن يكون هو
اجاب محمود عليه بهدوء و حدد له موعد فى نفس اللحظه اتصل سفيان بخديجة وطلب منها الحضور
************************
كان على جلسته منذ ايام ينتظر فرج قريب من الله حين و جد حركه غريبه فى المستشفى و الجميع يركض شعر بالالم و الخوف فأوقف احدى الممرضات
– هو فى ايه ؟ انتو بتجروا كده ليه ؟
نظرت اليه و اجابته سريعا
– حادثه كبيره و المصابين كتير جدا و فى حالات وفاه .. ربنا يستر
و تركته و غادرت سريعا ليشعر بالصدمة و هو يرى كم الناس المصابة و ايضا الاطفال شعر بألم قوى فى قلبه و دعا من داخله ان ينقذهم وينقذ زوجته ظل طوال اليوم و المستشفى ف حالة هرج بين دموع اهل فقدوا غالى عليهم و بين جريح يتألم
كان يجلس فى الكافتيريا الخاصة بالمستشفى حين جلس امامه شخص يبكى و كأنه غير مستوعب اين هو او اين يجلس ظل ايمن ينظر اليه بشفقه فهو رجل فى العقد الخامس تقريبا يبكى بقهر و الم
مد ايمن يديه يربت على كتف الرجل بشفقه و قال
– شد حيلك
رفع الرجل نظره الى ايمن فقال و الدموع تغرق و جهه
– و لادى الثلاثه يروحوا منى كده فى غمضه عين … اللهم لا اعتراض
تجمعت الدموع فى عيون ايمن و شعر بالصدمه و الم كبير على حال ذلك الرجل اكمل الرجل كلماته
– السنه الى فاتت خسرت امهم شريكة عمرى و حب حياتى … بسبب المرض و دلوقتى عيالى الثلاثه فى حادثة .. اللهم لا راد لقضائك … اللهم الهمنى الصبر … اللهم لا اعتراض
دون ان يشعر نذلت تلك الدمعات التى كانت حبيسة عينيه و قف الرجل و رحل فجأة كما حضر فجأة وقف ايمن و توجه الى مكان جلوس زين بعد ان اخذت فرح الفتاتان و عادت الى القصر ليرتاحوا قليلا
جلس بجانب صديقه الذى ربت على كتفه ليقول ايمن بصوت لا روح فيه
– ريحة الموت ماليه المستشفى … يارب استرها و نجى ملك
اعتدل زين فى جلسته و قال
– بلاش تشائم يا ايمن ان شاء الله ملك هتكون بخير ربنا رحمته واسعة
لينظر اليه ايمن بيأس و قال
– طبعا ربنا رحمته واسعة … بس كمان ساعات الرحمه دى بتيجى على هيئة
ليسكته زين قبل ان يكمل و قال له بغضب
– احسن الظن بالله يا ايمن .. مينفعش كده
ليبكى ايمن بصوت عالى و هو يقول
– انا خايف اووى يا زين .. انا مش هقدر استحمل اخسر مراتى و بناتى مش هقدر
ليقطب زين حاجبيه باندهاش و قال
– بناتك زى الفل يا ايمن فى ايه بس … و ملك ان شاء الله هتكون بخير
فى تلك اللحظة اقترب الطبيب منهم وقال بعملية
– استاذ ايمن
نظر اليه ايمن و الدموع تغرق عينيه ليقول الطبيب
– احنا لقينا كليه مطابقه تماما لمدام ملك
ليقف ايمن سريعا و كذلك زين الذى قال
– بجد يا دكتور .. شفت يا ايمن شفت كرم ربنا
ليقول ايمن بلهفه
– طيب انت مستنى ايه ؟
ليخفض الطبيب راسه للحظات ثم اخذ نفس عميق وقال
– الحادثة الى حصلت فى ثلاث حالات اخوات و الثلاثة ماتوا للاسف
ليشهق ايمن بصوت عالى و قال
– اوعى تقول ان ولد منهم هو الى ينفع يتبرع لملك
هز الطبيب رأسه و قال
– اصغرهم هو الى يقدر يتبرع لمدام ملك
نظر ايمن الى الطبيب بتشتت بين شعوره بذلك الرجل و المه و عدم قدرته على تخيل ردة فعله و بين امله الذى تجدد لانقاذ حبيبته
اخذ الطبيب نفس عميق ثم قال
– انا حبيت اعرف حضرتك و احنى هنفاتح و الده فى الامر و يمكن نحتاجك
ليتراجع ايمن للخلف و قال
– لا انا مش هقدر …. اتصرف حضرتك
كان زين ينظر الى صديقه بأندهاش و عدم فهم و لكنه قال للطبيب
– انا مع حضرتك لو احتاجت اى حاجه
هز الطبيب راسه بنعم ثم غادر سريعا
ليجلس ايمن و هو يضع رأسه بين يديه بهم لا يفهمه احد
******************
عائد من عمله يشعر بأن كل عظمة فى جسده تأن الما بين العمل طوال الوقت فى الشركة و تفكيره فى نور التى اصبحت احوالها غريبة حين دلف الى غرفته و جد والدته تجلس على الاريكة الكبيرة فى انتظاره اقترب منها وقبل رأسها و جلس على الكرسى المجاور لها بإرهاق شديد ظلت تنظر اليه بتفحص ثم قالت
– كنت فين يا صهيب؟
قطب جبينه و نظر إليها باندهاش و قال بإقرار
– فى الشركة هكون فين يعنى ؟!
اعتدلت فى جلستها و قالت
– انت خارج من الشركة من اكثر من ساعتين …. كنت فين ؟
اعتدل هو الاخر ينظر اليها باندهاش انها المرة الاولى التى تسأله فيها اين كان او لما تأخر ؟
رفع احدى حاجبيه و قال بهدوء شديد
– حضرتك من امتى بتسألينى كنت فين او اتاخرت ليه
لتقف وهى تنظر اليه بغضب و قالت بعصبية
– ايه يا ولد هو انا مش امك و من حقى اعرف كنت فين و اتأخرت ليه ؟
ليقف صهيب و قال بأدب
– لا طبعا يا ماما من حقك بس ليه حاسس ان الموضوع مش مجرد سؤال … فى ايه يا ماما ؟!
ظلت تنظر اليه ثم قالت مباشرة
– انت مرتبط يا صهيب ؟
كتف ذراعيه امام صدره و قال
– لو مرتبط انت اول واحدة هتعرفى اكيد ؟
ظلت تنظر اليه بتمعن ثم قالت
– و البنت اللى شغالة عندك فى الشركة ؟!
– ريم مالها ؟ دى بنت محترمة جدا وفرحها كمان شهرين ربنا يتمم لها بخير
اجاب بأندهاش لتقول هى بشىء من العصبية
– اقصد البت الواد دى و لا معرفش نوعها ايه
قطب جبينه بضيق ثم قال
– دى مشيت من أكثر من شهر
اندهش بشدة من ردة فعلها حين اخذت نفس عميق براحه ثم ربتت على كتفه بأبتسامة واسعة ثم قالت
– امتى بقا افرح بيك يا حبيبى ؟
ابتسم ابتسامة صغيرة و قال بهدوء شديد
– كل شىء بميعاد يا امى
لتربت على كتفه و غادرت بعد ان قالت
– اسيبك ترتاح و هبعتلك الاكل هنا
خرجت من الغرفة وظل هو ينظر الى الباب بضيق و حيرة كبيرة
*****************
كان يقف امام ذلك الشخص الذى كلفه بمعرفة ما يريد
استمع الى كلماته التى لم تريحه و لكنه بدء فى جمع خيوط اللعبة و قريبا ستكون تحت يديه يفعل بها ما يشاء و يحقق ما يريد

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *