روايات

رواية تمرد عاشق 2 الفصل التاسع 9 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 الفصل التاسع 9 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق 2 البارت التاسع

رواية تمرد عاشق 2 الجزء التاسع

رواية تمرد عاشق 2 الحلقة التاسعة

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، ولكنّي فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.
كان متجها للخارج للمغادرة من عمله… فجأة تيبست قدمه عندما رأها تسرع إليه
ثم وقفت أمامه للحظات تنظر إليه
وقف أمامها وجها لوجه فتجمد الاثنان للحظات هو بإضطراب مشاعره وهي باشتياقها الذي لم تعرف ماهيته
دنت منه بإشتياق حبيبة ولم يدع التفكير لدى عقلها إذ ألقت نفسها بأحضانه… لا تعلم لماذا فعلت ذلك ولكن هذا ما هيأ لها قلبها

وقف كالآلي لم يشعر بما حوله سوى تلك النبضات الهادرة من قفصه الصدري
أغمض عيناه محاولا أخذ أنفاسا… ولكنه شعر بإنسحاب الهواء من حوله وتيبس جسده….
ياالله.. ماهذا الشعور القاسي الذي أشعر لقد انقبضت ضلوعي بقوة معتصرة قلبي دون رحمة
حمحم حتى يخرج حاله من ذاك الموقف الذي لا يعلم ماهو هويته
خرجت من حضنه وهي تبتسم كأنها لا تفعل شيئا
– وحشتني جدا على فكرة وسألت بابا عليك قالي حضرتك مشغول وطبعا كالعادة بابا وسفرياته فمعرفتش أوصلك إلا مع هذا الكائن…
قالتها وهي تشير باستخفاف لبيحاد الذي وقف عاقدا ذراعيه مستندا على الجدار… ينظر بغموض لكليهما
كان لحديثها وقع خاص على قلبه الذي جعله غير قادر على التفوه فاكتفى بإيماءة بسيطة من راسه
اتجه بنظره لبيجاد ولكن كأن لسانه لم يعرف النطق وحروفه هربت من النطق
شعر بيجاد بتخبطه… إتجه إليه واقفا أمامه
– أنا معرفش حضرتك إتعرفت عليها إمتى.. بس لقيتها النهاردة بتقولي عايزة تقابلك… أصلها شافتنا مع بعض في البيدج
أومأ برأسه عندما وصل لحالة عدم السيطرة في مشاعره المتخبطة
جذبته من ذراعيه وهي تردف بسعادة
– سيبك منه… رغاي أوي… كنت طالبة من حضرتك خدمة
أشار إليهما بالتقدم لمكتبه
كل هذا دون حديث
وقف لدقائق يزفر العواء المكبوت في صدره دفعة واحدة… ثم استدار متجها إليهما
نظرت غنى لبيجاد وعزمت أمرها وهي تتحرك سريعا متجهة للداخل
جذبها بيجاد من ذراعيها وأردف بسخرية
– اهدي إيه اللي يشوفك يقول تعرفي الراجل بقالك سنين…
قال جملته الاخيرة بتمهل وكأنه قاصدا ردود الفعل من كليهما ثم اكمل إسترساله
– تعالي نروّح شكله مشغول
دفعته بقوة وأردفت
– مهمتك إنتهت حضرة الكابتن العظيم…
دنت منه وهي تنظر لمقلتيه بغضب
– روح نام بدل ماانت صايع طول اليوم مع الاجنبيات
حك ذقنه وإستغل وجود أحد الضابط منشغلا بالحديث مع جواد
ثم جذبها بقوة حتى أصبحت بأحضانه
– تعرفي أنا لو دخلت النار هيكون بسببك
قالها وهو يلف خصله من خصلاتها المتمردة حول إصبعه
تأوهت عندما جذبها بقوة
– اتلمي ياغنى… علشان أفضل الكابتن اللذيذ بتاع الاجنبيات ومقلبش لفريد شوقي… ثم ضيق عيناه وتسائل
– وبعدين مالك ومال إعجابهم بيا
قاطعهما جواد عندما تحدث
– تعالى يابيجاد
❈-❈-❈
بكلية الشرطة
خرج من كليته يتحدث بهاتفه
– ياسين قدامك اد إيه
أجابه ياسين عندما اعتذر من الشخص الذي أمامه
– لسة قدامي ساعتين ياجاسر فيه حاجة
صعد لسيارته وأردف
– لا ياحبيبي أنا قولت نروّح مع بعض… نظر لهاتفه على مكالمة قيد الإنتظار
تمام هسيبك واعدي على بابا
بعد إغلاقه مع أخيه
– أيوة ياروبي
كانت تجلس بحديقة المنزل تستنشق بعض الهواء الربيعي المنعش
– جاسر قدامك كتير… أنا زهقت من القعدة لوحدي
تنهد بحزن على حالة إخته الصغرى.. وأختنق حلقه
– حبيبتي قدامي نص ساعة.. إتصلي بجنى خليها تيجي تقعد معاكي أو أشغلي نفسك بالبيانو شوية
– تمام ياجسورة هشغل نفسي وأحاول اعملكم كيك الشيكولت لحد ما مامي ترجع أصلها كلمتني وقالت عندها عمليات كتير النهاردة
وصل جاسر أمام القسم بعدالذي يعمل به والده بعد دقائق ترجل من سيارته وتحدث بحب لاخته
– تمام ياروبي كتري الشكولت علشان خاطر جسورة
ضحكت بصوتا ناعم لأخيها
– جسور عليه يؤمر بس وروبي تحت التنفيذ
دلف للقسم ومازال يتحدث
– هو أوس مش في البيت ولا أيه
أجابته بهدوء
– لا راح إسكندرية… قالي كدا
هز رأسه واردف:
تمام ياحبيبتي… نص ساعه بالكتير وهنكون عندك
دلف لمكتب والده كالمشاغب
– أنا جيت حضرة اللوا المعظم… ولكنه قاطع حديثه عندما وجد بيجاد يجلس بمقابلة والده وتلك الغريبة التي لم يراها قبل ذلك
سكن لثواني يتأمل قسمات وجهها ثم تحرك بهدوء ينظر لوالده الذي ابتسم له ورغم إبتسامته إلا أن عيناه تحكي الكثير
أشار جواد على جاسر
– تعالي حبيبي… رفعت نظرها لجاسر وتلاقت نظراتهما بمشاعر مختلفة
وقف أمام بيجاد
-إازيك يابيجاد عامل إيه
– كويس ياجسور… ليك وحشة
اومأ جاسر وكأن عقله مغيب ينظر لتلك الغريبة القريبة
ظل جواد يوزع نظراته بين جاسر وغنى وحدث حاله
– ياترى ياجاسر حسيت باللي حسيت بيه
طالعته غنى بابتسامة ثم نظرت لجواد
– دا إبن حضرتك
توقف جواد وخطى إلى أن وصل لوقوف جاسر ثم ضمه
– دا إبني الكبير… تقدري تقولي روحي الأكبر
نظر جاسر لوالده وترقرق دمعه… من حديث والده المبطن بالحزن
حاول بيجاد التخفيف من تلك المقابلة التي جنت له بعض الشئ…
ماتقعد يالا بتبحلق في البت كدا ليه.. ايه اتكونش بتشبه ولا عجبتك
ثم داعبه بنظره مرحة
– لو بتشبه هنا أعذرك.. لكن لو معجب
دي فيها رقاب
ظل جواد صامت لا يتحدث ولكن بخبرته فهم مايرمي إليه بيجاد
نظر لبيجاد وضيق عيناه وتسائل بخبث
– وجاسر هيشبه عليها ليه يابيجاد
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية
– ايه ياحضرة اللوا أنابقول مجرد إقتراح
حضرتك اللي طبعت الكلمة
مازال جاسر ينظر إليها وهناك شعور بداخله إنه رآها قبل ذلك… ولكن أين
أغمض عيناه محاولا إستكشاف إين رأى تلك الشخصية القريبة من قلبه الغائبة عن عقله
ساد صمتا على الجميع للحظات.. كان جواد
يجلس بوجه يكسوه الحزن يبدو كأنه يريد الحديث والبوح عما يشعر به.. ولكن كيف وهو مجرد إحساس… زفر قاطعا صمتهم
– باباكي عامل إيه… ثم تذكر شيئا متجها لبيجاد
– مقولتليش يابيجاد إيه اللي عرفك بغنى.. تسائل بها بغموض
مط شفتيه ورفع حاجبه عندما شعر بمراوغة جواد
– تقدر تقول صدف سعيدة ياعمو… بس إيه رأيك
ضيقت غنى عيناها وتحدثت بسخط
– صدف منيلة بنيلة والله ياحضرة اللوا… دا عاملي زي عفريت العلبة… ساعات فيه صدف بتكون نقلة في حياتنا… وساعات صدف بتكون باردة
جذب جاسر بيجاد من ذراعيه
– دي الجرل فريند ياكابتن ولا إيه
نظر إليها واستقرت عيناه على ملامحها البريئة بطريقة توحي لعاشق برسم ملامح حبيبته… هنا شعر بدقات عنيفة بين جنبات صدره لأول مرة يشعر بها حينما تحدث جاسر
– الصراحة ذوقك حلو وجذاب والبنت طعمة ولذيذة
لماذا شعر بغضب إجتاح اوردته وشعور الغيرة يتملك منه لا يعرف كيف سيطرت على قلبه في ذاك الوقت القياسي
اتجه بنظره لجاسر
– لا ياخفة مش الجرل فريند دي صديقة ونزل عينك من عليها
رفع حاجبه بشقاوة كالأطفال
– باين صداقة بس… دا عيونك دي هتاكلها.. ولا الغيرة اللي بتنط منك
كانت غِنى تتحدث في ذاك الوقت مع جواد
– حبيت أشكرك على يوم المستشفى
ضيق عيناه وتسائل
– مش فاهم قصدك إيه؟
فركت يديها وتحدثت
– يوم ماكنت مضايقة بسبب تعب ماما وحضرتك قعدت معايا اليوم دا… بصراحة هونت عليا كتير ثم أكملت إسترسال حديثها
– هو حضرتك ليه معنتش بتروح المستشفى… يعني بقالك شهر وسألت كتير ومحدش يعرف
كانت نيران ملتهبة تحرق أحشاؤه من الداخل من حديثها وصدمة قوية اجتاحته عندما اردفت
– أول مرة أحس إن فيه حد بيوحشني كدا كأني أعرفك من زمان مش مجرد تلات مرات اللي اتقابلنا فيهم
كانت عيناه تستقر على ملامحها بطريقة توحي للرائي إنه معجب بها حد الجنون.. ولا يغيب ذاك عن نظراتها في كل مرة
قاطع حديثهما جاسر
مش ملاحظين حاجة
أردف بها جاسر… مسح جواد بكفيه على وجهه محاول أخذ نفسا عميقا
– مش ملاحظين إن غنى فيها شبه من ماما
صدمة بل صفعة لكلاهما.. رفعت غنى نظرها لجاسر وتحدثت بغموض
– أول مرة حد يشوفني ويقولي أنا شبه حد… ثم استدارت لجواد ناظرة بمقلتيه
وأكملت حديثها المبطن بالإغراء
– عيوني حلوة حتى صحباتي بتركيا مسميني المنوم المغنطيسي
دقق النظر في ملامحها التي شقت قلبه لنصفين…
– معقول يكون التشابه للحد دا…
– آه عيون قطة ياختي
هذا ماقاله بيجاد عندما وجد نظرات جواد لها
ظل يراقبها بنظراته الصقرية عندما كانت تتحدث مع جاسر وبيجاد
قاطعهم صوت هاتفه
نظر لهاتفه مضيقا عيناه مستغربا إتصال جنى ابنة صهيب به قام بالرد سريعا
– أيوة ياجوجو
هب واقفا مسرعا للخارج ينظر لجاسر
– حاضر إهدي ياقلبي مسافة السكة واكون عندك
إتجه بيجاد إليه
– فيه حاجة ياعمو ولا إيه… انهى حديثه سريعا
– جاسر عز عمل حادثة في لندن… أحجز طيارة بسرعة
وقف بيجاد ممسكا ذراعيه
– ممكن تهدى وأنا هتصرف
اتجه بنظره لغنى وتحدث
– معلش ياحبيبتي مضطرين نمشي
كلمة بسيطة تحدث بها ولكن كان لقلبها ردا آخر عندما شعرت بشعور من نوع آخر
أهذا هو الحب… هذا ماتحدث به لسانها وقلبها
أسرع لسيارته
– بيجاد شوفلي طيارة للندن خلال ربع ساعة لو عايز تساعدني بجد
قاد سيارته سريعا حتى وصل إلى منزله خلال دقائق معدودة
ترجل سريعا متجها لمنزل صهيب… دلف سريعا إلى المنزل…
وجد صهيب يتجه لسيارته للسفر
-“صهيب ” صاح بها جواد وجاسر الذي وصل خلف والده
– إيه اللي سمعته دا
ألقى صهيب نفسه بأحضانه وهو يبكي بنشيج على فلذة كبده
– وديني لإبني ياجواد… عايز أشوفه قبل مايسبني… خليني اضمه
تردد كلمات صهيب المؤلمة لقلبه وانسدلت عبراته رغما عنه… سقط صهيب من بين ذراعيه وعقله يصور له أشياء كثيرة تصاب بإبنه
أشفق جواد عليه كثيرا… يعطيه كل الحق فيما يشعر به فالأمر صعب ومؤلم
وضم وجهه بين راحتيه
– إيه ياحبيبي . إجمد كدا… إن شاءلله هيكون كويس… من إمتى وانت ضعيف كدا ياصهيب… قدّر الخير ياحبيبي
وصلت نهى اليهما بساقين مرتعشتين بجوارها مليكة التي تساندها
– جواد أتصل بحازم شكله في إجتماع وفونه مقفول… ممكن تشوف حد من السكرتارية يوصلنا بيه
– خليه براحته يامليكة إحنا هنسافر ولو حصل في الأمور أمور هنعرفكم
قاطعهم رنين الهاتف
– ايوة يابيجاد… تمام عشر دقايق وهنكون في المطار
جاسر خليك هنا وأنا هسافر مع عمك
– إيه اللي بتقوله دا يابابا… أنا مستحيل اقعد هنا وهموت من القلق على عز
أشار بسبابته
– مينفعش يابابا لازم يكون فيه راجل مع إخواتك…
أمسكه من أكتافه
– أنا عارف إن عز صاحب عمرك وغالي عليك… لكن ياحبيبي مينفعش تسيب بيتنا وبيت عمك من غير راجل وأوس في إسكندرية قدامه يومين لما يرجع
❈-❈-❈
فتح السيارة لصهيب الذي لم يشعر بشيئا حوله سوى بكاء زوجته بأحضانه
قبّل رأسها
– إشش إهدي إن شاء الله هيكون كويس
نزل جواد بجسده بمستوى جلوسهما
– خمس دقايق وراجع ياصهيب إياك تمشي من غيري
اتجه سريعا لمنزله ناسيا ابنته الحبيبة التي لاتعلم بما صار
– صعد غرفته سريعا وأحضر مايحتاجه ثم صاح باسم الخادمة
-” منى”وصلت العاملة إليه سريعا
– أنا مسافر انجلترا عرّفي الدكتورة لما ترجع ممكن تقلق لما تلاقي فوني مقفول
عرّفيها إن عز عمل حادثة في لندن
هنا استمع لسقوط شيئا ما
اتجه ينظر خلفه… صدمة زلزلت كيانه عندما وجد إبنته تخرج من غرفة الطعام بيديها قالب من الكيك
بصعوبة وقفت مترنحة تكمكم صراخ قلبها الذي انتفض ألما على حبيب روحها
تدفقت عبراتها حتى غامت الرؤية امامها
أسرع إليها عندما وجد دموعها تتساقط بغزارة وتيبس بجسدها كأنها لم تشعر بما حولها
ابتلع ريقه الجاف قائلا بهدوء
– حبيبتي أنا كنت بقول…. قاطعته عندما نظرت إليه
– لسة عايش مش كدا… قولي يابابا إنه لسه عايش
ضمها لحضنه وهو يشعر گأن روحه تزهق منه… اخرجها بهدوء متجها بها لغرفتها
– حبيبة بابي لازم اتحرك عمك مستنيني هكلمك أول ماأوصل واطمنك تمام ياروبي
– خدني معاك يابابي لو سمحت… قالتها بصوتها الباكي المتؤلم كروحها
وصل جاسر إليهما… نظر جواد إليه ففهم والده.. جذب ربى من احضان والدها
– تعالي ياروبى معايا بابا لازم يسافر ياقلبي
أنقبض قلبها جزعا حتى آلمها وشعرت بشيئا حاد يخترق صدرها
أمسكت بيد والدها تقبلها
– علشان خاطري يابابي خدني معاك.. هطمن عليه
اتجه بنظره لجاسر عندما شعر بنيران تحرق صدره من حالة أبنته اخذ جرعة كبيرة من الهواء عله يهدئ من حالة الألم الذي وصل إليها
– اختك عينك متغفلش عنها ولا لحظة ياجاسر لحد ماما توصل… قالها جواد متحرك سريعا للصهيب
في لندن
قبل عدة ساعات كان يجلس امام حاسوبه يعمل عليه اذ قطع تركيزه رنين هاتفه من أحد المكلفين بحماية عز
– سيد عمر لقد حدث شيئا سيئا للغاية
استمع بتركيز إليه
– ماذا صار
– لقد أصيب الباشمهندس عز الألفي بحادث أليم وتم نقله لإحدي المشافي الكبرى
هب سريعا لغرفته يرتدي ملابسه سريعا
– اي مشفي ارسلي اللوكيشن فورا
انهى حديثه وقام الأتصال بريان
– ريان عز الألفي عمل حادثة ولسة معرفش حاجة… اتصل بوالده وعرفه وانا رايح على المستشفى
عودة للحاضر
كان يقف بالخارج ينتظر خروج الأطباء
خرج الأطباء من غرفة العمليات… أسرع إليهما عمر
How is the patient?
كيف حالة المريض
أجابه الطبيب بعملية
Sorry
There was inrernal bleeding
كان يوجد نزيف داخلي
أغمض عيناه ألما على ذاك الشاب الخلوق
ثم أكمل الطبيب
Some fractures to his arms and legs
وبعض الكسور في ذراعيه وساقيه
نظر إليه عمر وتسائل
هل النزيف خطير
Is bleeding serious?
لقد سيطرنا على توقفه
We have got. his stop under control
but … he’ll be under 24 hours probation
سيظل تحت المراقبة لمدة أربعة وعشرين ساعة
شكره عمر وظل جالسا أمام غرفة العناية بإنتظار والده وعمه
وصل جواد وصهيب بعد عدة ساعات
بخطوات سريعة حتى وصلوا إلى عمر
اتجه صهيب بخطوات ثقيلة كحال جسده وتسائل
– ابني فين ياعمر
ضم يديه بين راحتيه وتحدث
– كويس هو في العناية… الدكتور طمنا عليه… إن شاءالله يقوم بالسلامة
اتجه جواد ينظر من خلف زجاج الغرفة بعينان تغشاها الدموع… نظر إليه جسدا بلا روح تغرز به الكثير بالأبر… ناهيك عن جهاز التنفس.. أغمض عيناه وآهة خفيضة خرجت من أعماق صدره
وصل إليه صهيب ونهى التي وقفت كالتائهة المشتتة… شهقة خرجت من جوفها يتبعها عبراتها الغزيرة…
صرخة رجت المكان عندما وجدته بتلك الحالة… ضمها صهيب بأحضانه
اللهم إعتراض على قضائك ياأرحم الراحمين.. الحمد لله على قضائك يارب
وضعت يديها المرتعشة على زجاج النافذة
– ياحبيبي يابني… يارب متحرمنيش منه يارب…
اتجه جواد بنظراته لأخيه الذي يتظاهر بالقوة أمام زوجته ولكن هل يستطيع الأب السيطرة على مشاعره أمام آلام إبنه
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات
كان مازال يقف بقلبا حزين ينظر لأبنه بعدما أعطى زوجته حقنة مهدئة بسبب إنهيارها
خطى إلى أن وصل لأخيه يضمه بأحضانه يربت على ظهره
– هيبقى كويس ياحبيبي.. والله هيبقى كويس… قاطعهم وصول ريان ورُبى وجاسر
وصل جاسر حيث وقوف والده
– مقدرناش عليها يابابا… ماما سمحتلها وهي قعدت مع جنى وفارس… عمو ريان وعمو حازم وجواد قابلونا في المطار
اومأ برأسه متجها لأبنته التي تبكي بأحضان صهيب
أقترب منهما
– حبيبتي.. بابا ليه كدا ياروبي ينفع نتعب عمو أكتر ماهو تعبان
نظر إليه صهيب جاذبها ومتجها بها لغرفة العناية
– سبها ياجواد مع عمها… أحنا هندخل نشوفه… الدكتور سمحلنا
دلف صهيب أولاً ثم دلفت بعده
بخطى متعثرة وقلبا يأن حزنا على حبيب قلبها… خطت بساقين كالهلام… وصلت إليه
تستند على فراشه تحاول التنفس بسبب مارأت من حالته… شعرت بنغزة قوية بمنتصف قلبها
جلست بجواره ودموعها تتساقط كالشلال
ضمت يديه السليمة بين راحتيها مقبلة إياها
ثم رفعت يديها على خصلاته وشهقاتها تتزايد
كانا يقفا خلف زجاج النافذة ينظر كليهما إليها… نظر إليها بقلبا دامي من حزنه على عشق من ليس له.. كانت عيناه الصقرية تتفحصها اعتصر قلبه عندما وجدها قريبة منه تناظره بعشق وتقبل جبينه… شعر بتجمد الدماء بعروقه وأنفاسه الملتهبة تشعل الذي يقف بالقرب منه.. أغمض عيناه يحاول السيطرة على نفسه… ويحدث حاله
– إهدى ياجواد مهما كان دا ابن خالك وصاحب عمرك.. وهي الرقيقة لقلبك المتعطش لنظرة رأفة بعيناه
ظل على هذه الحالة إلى أن شعر بيد خاله على ظهره
– حبيبي عامل إيه
اتجه بنظره لخاله محاولا الحديث الذي بدأ يهرب منه
– كويس ياخالو.. تسلملي ياحبيبي
ثم اتجه يبحث بعيناه على صهيب
– خالو صهيب راح فين؟
تنهد جواد متجها بنظره لإبنته مرة وإليه مرة وأجابه
– راح يطمن على نهى
ثم رجع ينظر لأبنته بقلب مفطور
نزلت بجسدها تهمس له
– عز افتح عيونك… رُبى هِنا.. ينفع تسبني زعلانة دا كله… ظلت تهمس مع دموعها التي تسابق كلاماتها
– عايزة أقولك كل كلامي كدب والله كدب افتح عيونك واخليك تصالحني كمان… إبتسمت من بين بكائها
– أيوة أنا زعلانة منك أوي وعايزاك تصالحني… دلفت الممرضة تتحدث إليها
– لقد انقضى الوقت آنستي
أومأت راسها ونهضت تقبّل جبينه الملفوف بضمادة وأردفت له بهمسها
– بحبك ياعزي… إبتمست عندما أردفت له بعض الكلمات ثم خرجت بهدوء
كان صهيب يجلس واضعا رأسه بين يديه ويدعو ربه تضّرعا ليشفي إبنه
جلس حازم بجواره
– سلامته ياصهيب… يارب متشفش حاجة وحشة فيه… ويحفظهولك وإن شاء الله يقوم بالسلامة
اللهم آمين يارب العالمين
رفع نظره لرُبى التي تجلس بأحضان والدها
– متزعلش من جواد ياحازم هو مالوش دخل باللي حصل
ربت حازم على يديه
– مش زعلان من حد صدقني متنساش إحنا اخوات في الأول والأخر
هز صهيب رأسه ناظر بمقلتيه
– أتمنى كدا ياحازم.. أتمنى.. وأهو شوفت إبني بين الحيا والموت
قاطعه حازم
– إياك تقول كدا… عز هيقوم بالسلامة وهتفرح بيه صدّقني… ربنا مايحرمك منه ياحبيبي
وصل جواد حازم إليهما
– سلامة عز ياعمو صهيب… إن شاء الله يقوم بالسلامة
ابتسم ابتسامة بسيطة
– ربنا مايحرمكم من بعض ياحبيبي وتكونوا دايما سندا لبعض
اتجه بنظره مرة اخرى لرُبى
– قلوبنا مش بإيدينا ياجواد.. ربنا يكملك بعقلك ياحبيبي
بعد عدة ساعات والجميع بالترقب
نهض ريان وتحدث لصهيب
– الطيارة جاهزة ياصهيب… هتنقله مصر
أجاب الطبيب المصري
– نقله خطر ياريان بلاش..
بعد مرور شهرين بالقاهرة
صباحا إستيقظ على ألما شديد بأعضاء جسده… حاول الإعتدال لأخذ بعض الأدوية
ولكنه لم يستطع
دلفت إليه نهى
– حبيبي محتاج إيه…
تبسم لها محاولا السيطرة على آلامه
– مفيش كنت محتاج آخد الدوا بس
دلفت غزل وهي تلقي تحية الصباح
– صباح الخير ياعزو باشا… عامل إيه النهاردة يابطل
رفع حاجبه وتحدث
– إيه يادكتورة محسساني إني طفل صغير وهدخل أخد حقنة
طبعت نهى قبلة على رأسه
– هتفضل بالنسبالي طفلي المدلل ياعزو
قبّل يديها
– ربنا يخليكي ليا ياست الكل
رفع نظره لغزل التي تقوم بإحضار حقنته
– أنطي غزل
اتجهت بنظرها وكأنها تعلم بما سيحدثها
وزعت نهى نظراتها بينهما وأردفت
– هروح أجهزلك الفطار ياحبيبي
هز رأسه بايماءة بسيطة
إتجهت غزل تجلس بجواره تمسك بذراعيه لتقوم بحقنه ثم أردفت بإبتسامة
– ربى في الجامعة ومش هتسأل بلسانها ياريت تريح نفسك.. دنت تنظر داخل مقلتيه
– كأني بشوف صهيب قدامي من خمسة وعشرين سنة
دلف يقهقه عليها
– شامم ريحة حد جايب في سيرتي
وقفت تنظر إليه وترفع حاجبها بسخرية
– شوف إزاي وأنا الغبية اللي كنت مفكرة إننا بنسمع الكلام مش بنشمه
ضحك بضحكات صاخبة وأردف من بين ضحكاته
– والله زي ماإنتِ يازوزو مش عايزة تكبري خالص
سيبي عز يفطر وتعالي نقعد نشرب قهوتنا زي زمان
هزت رأسها بإيماءة بسيطة تحاول ألا تذرف دموعها… فحديث صهيب شعر بها غير زوجها الذي تغير كليا في تلك الفترة
اتجه لحديقة المنزل
– مالك في إيه… شايفك واخدة أجازة من المستشفى
اتجهت بنظرها لنهى التي تأتي بقهوتهما ثم أجابته
– مفيش شوية إرهاق وكمان رُبى وإمتحاناتها وياسين اللي دايما غايب على طول
وضع يديه على المنضدة ينظر لمقلتيها
– وجواد وسفرياته اللي بقت بتخنقك مش كدا
زفرت الهواء ثم اتجهت بنظرها وتسائلت مع وصول نهى إليهما
– جواد مخبي عليا إيه ياصهيب
ضيقت نهى عيناها تنظر إليه
– وصهيب هيخبي عليكي إيه ياغزل
هبت واقفة من مكانها
– عندك حق يانهى إذا كان جوزي نفسه مخبي عليا حوزك هيقولي… قالتها ثم تحركت مغادرة
مسح على وجهه بغضب محاولا أن يجد حلا فمنذ أن رأى غِنى بدأ الشك يتغلل داخله
ربتت نهى على يديه
– صهيب ايه اللي بيحصل… وجواد ماله أنا حاسة إنه متغير فعلا… يعنى حتى إجتماعتنا يوم الجمعة معدش بيحضرها وكمان سفرياته الكتيرة مع إنه أجازة
نهض صهيب من مكانه
– روحي شوفي عز نام ولا لسة… وكلمي الدكتور علشان العلاج الطبيعي.. وبلاش نتكلم في حاجات مع غزل منعرفهاش يانهى تمام… أنا هخرج عندي إجتماع.. من ساعة سفر سيف وحازم وظهور غِنى وكل حاجة بقت فوق دماغي
وقف بمقابلته
– ظهور غِنى مين ياصهيب
– أووووه يانهى اتلخبط ياستي قصدي ربى اللي حالها اتغير كليا من ساعة ماعز رجع لصحته… كنت فرحت برجوعهم لبعض وشوفي حالة إبنك كل ماحد يدخل عليه يفكره هي
بالجامعة الامريكية
تجلس بالكافيه تنظر لكوبها وتتلاعب به ونظرات شاردة… قاطعتها صديقتها
– وبعدهالك ياغِنى هتفضلي كدا
رفعت نظرها إليها وأردفت
– يُمنى أنا بحب واحد وبحبه قوي ومش شايفة حياتي مع حد غيره
ضيقت يُمنى عيناها وتسائلت
– وايه يعني ياحبي… إنتِ مش صغيرة دا انتِ عديتي العشرين يخربيت برودك… دا اللي زينا عندهم عيال
قالتها بطريقة فكاهية ولكن ظلت غنى كما هي
دنت منها يُمنى وتسائلت
– إوعي يكون الولد ابو عيون عسلي الحليوة دا يخربيت جماله… ولا إسمه تحسيه ملك كدا
انسدلت دمعة غائرة من عيناها وأردفت
– ياريت يايُمنى ياريت كنت بحب بيجاد مكنتش هتعذب كدا
توسعت عيني يمنى وتسائلت
– قصدك إيه إوعي ياغنى يكون اللي في بالي اللي كل شوية تروحيله مكتبه لحد مالراجل زهق منك ومعدش بيروح
تفاجئت “يمنى” ببكائها فجأة واضعة يديها على وجهها
– غصب عني والله غصب عني… هموت واشوفه يايمنى حتى لو من بعيد
شهقت يمنى شهقة محملة بالوجع على صديقة عمرها.. حاولت السيطرة قدر المستطاع على نفسها بعد سماع حديثها المهلك لها
ألقت غِنى نفسها بأحضانها
– بحبه أوي يايمنى أوي فوق ماتتخيلي… حبه حاجة خاصة كدا.. متعرفيش إيه دا إحساس يخليكي ملكة وإنتِ في أحضانه
خرجت تبتسم من بين بكائها
– تعرفي حسيت بإيه.. هزت رأسها
– مش عارفة أوصفلك شعوري يايمنى
ربتت على يديها
– يعني ياغنى من كل الولاد والرجالة اللي قابلوكي دول متلقيش غير الراجل المتجوز اللي بيعشق مراته على حسب الأحاديث اللي حكتيها… غير ولاده ولا بيجاد اللي بأكدلك انه بيحبك
هنا ذهبت بذاكرتها منذ اسبوع
خرجت من الجامعة وجدت بيجاد ينظر لها بغضب… ثم فجأة جذبها بقوة متجها بها إلى سيارته
دفعته بقوة
– إيه ساحب جاموسة ماتهدى شوية
قبض على مرفقيها مرة أخرى بكفه ليلوي ذراعها خلفها وهمس بجانب اذنيها
– تقربي تاني من جواد الألفي دون علمي هوريكي جهنم سمعتيني ياغنى… متخلنيش أندم على اليوم اللي خلاني أدور وراكي.. اصبري شهر واحد بس، خلي عقلك الجذمة دا يشتغل بحاجات تانية بلاش شغل الهبل والصور اللي كل شوية تبعتيها له تمام
ثم دفعها بقوة بعيدا عنه… وبدون حديث آخر تحرك يستقل سيارته بسرعة جنونية كلما تذكرت ذاك اليوم الذي أخرجته عن شعوره
– دنت منه… وتحدثت بقوة تنظر داخل مقلتيه
– أيوة بحبه يابيجاد وهتجوزه كمان.. وشوف غِنى هتعمل إيه علشان توصل لحبيبها
صفعها بيجاد بقوة على وجهها وتحدث بغضب صارخ وهو يرجع خصلاته كانه يقتلعها
– إنتِ مجنونة اكيد مجنونة… قبض على يديه بقوة رافعها أمام نظرها
– مفيش واحدة عاقلة وبنت ناس تعمل اللي بتعمليه دا
دفعته كقطة شرسة واهردفت بقوة
– مالكش دعوة بيا أعمل اللي اعمله إنت مالك إنت… قالتها وهي تلكمه بصدره
خرجت من شرودها على حديث صديقتها
– وبعدهالك هتفضلي كدا كتير… متعودتش منك على كدا… ثم افتكرت شيئا
– طيب تعالي نروح نعاند في بيجاد شوية والله الولد دا وحشني
أعتصرت عيناها ألما فقد أشتاقت له هو كذلك لا تعلم ماهية شعورها اتجاهه.. تحتاجه بقربها فقط… أغمضت عيناها تتنفس بهدوء لعل تجد حلا لشعورها المشتت
مساء بفيلا الألفي
جلس بعد جلسة العلاج الطبيعي.. يعمل على جهازه… إستمع طرقات على باب غرفته
رفع نظره للطارق وجد جواد حازم يدلف إليه مبتسما
– ممكن ادخل ولا مشغول
رفع يديه وهز رأسه بإيماءة بسيطة
– تعالى ياحبيبي… لا فاضي حبيت اشغل نفسي شوية
ضمه بحب وتحدث
– حمدالله على سلامتك.. وصلت إمتى
وضع سلاحه الخاص على المنضدة بجواره
نظر عز إليه وتحدث بشقاوة:
– والله ماعايز أموت دلوقتي.. ممكن نتفق
قهقه عليه جواد وهو يتحدث بسعادة إليه
– يابني أكبر يخربيتك…دا لو حرامي ثبتك هيموتك… دا إنت اللي زيك مابيمشيش غير سلاح
هز رأسه رافضا الفكرة تماما
– لا ولا عمري أفڰر أبداً
ظلا يتحادثان لفترة ثم قاطع مزاحهما جواد:
– هتسافر تاني ولا كدا خلاص
أخذ جرعة كبيرة من الهواء يعبأ بها رئتيه ثم زفرها
– بابا وماما رافضين خالص ياجواد.. غير مشاغله الكتيرة هنا بعدو ماأسسوا شركة في فرنسا. .. وباباك استقر هناك زي ماإنت عارف
أومأ جواد رأسه بتفهم ثم تحدث
– لسة إنت وربى مبتكلموش بعض
❈-❈-❈
بفيلا جواد الألفي
جالسا بالحديقة رافعا رأسه للسماء وهو مغمض عيناه يتذكر تلك الأيام التي مرت عليه منذ صغره لليوم… مر وقتا ليس بالقليل وهو على تلك الحالة… كانت تجلس بالشرفة تنظر له من حين لآخر… تقسم بداخلها أنه هناك مايؤلم روحه
زفرت بحزنا ثم اتجهت إليه
ذهب بشروده لتلك الليلة التي قلبت حياته
فلاش باك
جالسا بمكتبه دلف إليه المسؤل عن مكتبه
– فيه آنسة برة عايزة تقابل حضرتك
دلفت بعد لحظات ودموعها تنسدل بقوة على وجنتيها ويسرع خلفها بيجاد يجذبها بغضب… نهض سريعا ونيران قلبه تتآكل داخليا من دموعها الذي شعرته بالعجز عندما أحس بها
اتجه ينظر لبيجاد بغضب
– مالك ومالها؟
وقفت بمقابلته وأمسكت يديه تنظر داخل مقلتيه
– قوله مالوش دعوة بيّا… أنا معرفوش علشان يتحكم فيّا كدا… لحد دلوقتي مقولتش لبابا حاجة… ثم أشارت عليه بغضب
– لأخر مرة بحذره والله ممكن ادخله السجن وهو عارف دا كويس
أزال دموعها بحنان أبوي
– طيب ممكن تحكيلي أيه اللي حصل خلاكي زعلانة أوي كدا
لمساته التي لمست خديها جعل قلبها يدق بصخب عندها تذكرت حديثها مع والدها
– بابا فيه موضوع مضايقني ومحتاجة اتكلم معاك شوية
كان يعمل على جهازه يبدو إنه يشاهد إحدى العمليات… تحدث ومازال مدقق النظر لجهازه
– بعدين ياغِنى هشوف وقت فاضي ونتكلم
ظلت لدقائق وحزن قلبها يدميها وجعا عندما لم يهتم حتى ويرفع نظراته إليها
خرجت من شرودها عندما سحبها جواد من يديها ونظر لبيجاد وتحدث
– تعالي يابيجاد
جلسوا لبعض الدقائق دون حديث قاطعه هو عندما تحدث
– ممكن تحكيلي يابابا إيه اللي حصل من الولد دا… ووعد مني لو غلطان لاجبلك حقك
هبت واقفة وصاحت بصوتا باكي
– متقولش بس يابابا دي متحسسنيش إنك بابايا
هنا أغمض بيجاد حزنه عندما نظر لجواد الذي ارتجفت شفتيه وهو يحاول الرد عليها ولكنه عجز عن الحديث
نهض واقفا وتحدث
– آسف ياعمو… شكل غِنى أعصابها تعبانة ومحتاجة تروح ترتاح مش كدا… قالها وهو يجذبها بقوة إليه
دفعته ونظرت لجواد وتحدثت بما شق قلبه لنصفين
– مستحيل في يوم تكون زي ابوي لسبب بسيط إن حبيتك…
انسدلت دموعها بغزارة وهي تكمل حديثها المدمي لقلوبهم جميعا
– مش ذنبي إني حبيتك ومش ذنب قلبي يدقلك إنت دون عن الكل… لو فيه يوم عدى عليا من غير مأشوفك بتجنن.. ولو مش واخد بالك من كدا يبقى بتستهبل.. أما لو واخد بالك وبتستعبطني يبقى ربنا يوجع قلبك زي ماإنت واجع قلبي
كان يقف على الباب وكأن صاعقة تضربه بقوة من هيئتها ونظراتها لأخيها… مسح على وجهه يحاول أن يقنع نفسه أن تلك التي تقف أمامه ليست غزل بصغرها
رفع بيجاد نظره لصهيب الذي وصل للتو واقفا وعيناه تستقر على ملامحها كأنه رسام…
إرتجف جواد قلبه لدى سماعه لكلماتها التي احرقته بالكامل… عندما أغرقته كلاماتها في العذاب اكثر وأكثر
أمتقع لونه بشده عندما شعر بإنسحاب الدماء من اوردته… رفع نظره لبيجاد بنظرات متسائلة
– ماذا تقول هذه؟
رفعت يديه إلى نبضها وتحدثت
– هو مالوش ذنب… الذنب عندي في دا… قوله يبطل يفكر فيك… قوله أزاي اكون طبيعية لو عدى يوم من غير ماأشوفك.. ليه الكل بيلومني
ثم اتجهت نظراتها لبيجاد بغضب
– مين اداله الحق يضربني علشان قولتله إني بحبك… طيب أنا عارفة هو بيلف على إيه بس بقولها قدامه أهو لو آخر راجل يابيجاد يامنشاوي مستحيل أفكر فيك
مش بيقولوا الخداع مباح في الحب والحرب
– طيب أنا خدعتك علشان اقربله هو مش إنت ابدا…
قاطع ذكرياته عندما وصلت غزل تجلس بجواره على المقعد وتضع رأسها على صدرها
– جود حبيبي وحشتني.. إنت كنت بتقول هنسافر يومين بعد ماعز يخف وعز اهو الحمد لله خف
ضمها بقوة لأحضانه كأنه كان يحتاج إليها.. ثم حملها متجها لغرفتهما عله يخرج من شعوره المميت الذي يحرقه يوما بعد يوم
بفيلا ريان المنشاوي
وقف أمامه يتحدث بعصبية
– قولي أنك مش ناوي تموتني… عايز أعرف إنت عايز توصل لإيه بالضبط
كان يجلس بهدوء يطالع والده وتحدث كحالته
– تمام يابابا… حضرتك عايز تعرفني إني غلط وانتوا الصح… طيب فيه حاجة إسمها تحليل DNA دا على مااعتقد خيريّحنا كلنا
أرجع ريان شعره للخلف وهو يكاد يشعر بالجنون
– إنت مجنون ياله…بقولك أنا كنت مع جواد في الحفلة وسأله قدامي أنا فاكر كويس مش معنى البنت شبه مراته يبقى بنته
نهض بيجاد وهو يضع يديه بجيب بنطاله
– والله يادادي العظيم لو قولتلي أيه مفيش حاجة هتريحني غير التحليل هو دا اللي يريحني
اتجه ريان لابنه ينظر إليه بغضب مما جعل الدماء تندفع الى راسه وغلى صدره وصرخ به
– تتحمل حد يجي يوقف قدامي ويقولي عايز أعمل تحليل لياسمينا اصلي شاكك إنها بنتي
دنى من والده وتحدث بهدوء مميت لوالده
– متربطش الاحداث ببعضها ياحضرة الدكتور… بنتك متخطفتش بنتك ومالهاش شبيه غير… صرخ ريان بوجه ورفع يديه لكي يصفعه لولا صراخ نغم التي وصلت على صوتهما المرتفع
– ريان فيه أيه..؟
– ممكن تهدى العصبية مش هتعمل حاجة
أغمض عيناه قهرا… لأول مرة يرفع يداه على أحد من أبنائه
جلس واضعا رأسه بين يديه وهو يحاول اخذ انفاسه بهدوء
– قولي لأبنك يانغم إننا سألنا الراجل يوم الحفله… عرّفيه إن كلنا كنا بنستجوبه كأنه متهم والراجل ياحرام كان هيروح فيها
تذكرت نغم تلك الحفلة التي أقاموها في المستشفى الخيري لبناء عدة مبان جديدة ملتحقة بها لعلاج إمراض اخرى
وقف جواد يحاوط غزل من خصرها فجأة لفت نظره للتي تشير إليه من بعيد
نظر إليها وتحدث أمام ريان ونغم وصهيب ونهى
– هعرفكم على بنت الدكتور طارق.. بنت لذيذة اوي وشبهك ياغزالتي
أغمض ريان عيناه يضغط على يد زوجته ويدعي ربه أن تمر الليلة بسلام… ولكنه تسائل فيما بينه بصوت خفيض سمعته زوجته
– ياترى ياجواد إنت عندك شك في البنت بعد ماشوفتها ولا لا
نظر ريان لغنى التي كانت بمقابلة وجهه ونظر لغزل… استدار ينظر لزوجته بإندهاش بمعنى أيعقل هذا… ولكنه رفع نظره إليها مرة اخرى وجدها اختفت
وصل الدكتور طارق وزوجته إليهما
– بعد فترة من الحديث… فجأة نظر ريان لطارق وأردف متسائلا
– بنتك حلوة أوي ياطارق… تخبي الجمال دا كله عننا يآخي وإحنا عندنا رجالة ماشاء الله كلهم عايزين عرايس
❈-❈-❈
ضحكت غزل على حديث ريان
– وياترى شفتها فين ياباشمهندس وعجبتك من غير حتى الولاد
ابتسمت نغم واكملت حديثها
– والله نفسي اجوز بيجاد أوي وعرفنا إنهم عارفين بعض
اتجه جواد بنظره وتسائل
– هي مولودة هنا ولا في تركيا
أجابته تهاني سريعا
– بتركيا… وتعبت جدا في ولادتها حتى بعدها حصل نزيف وشلت الرحم وللأسف اتحرمت من الولاد… ومعنديش غيرها
ظل ينظر إليها واكمل أسئلته
– انتوا مسافرين بقالكم كام سنة
أجابه طارق بهدوء
– سبعة وعشرين سنة.. بعد ماغزل خلصت الجامعة على طول… بس قعدنا هناك حوالي تلات سنين من غير ولاد لحد ماربنا أراد
قاطعه ريان وتسائل
– وهي عندها أد إيه دلوقتى… ثم ابتسم وأكمل
– نشوف عروستنا الأمورة تنفع لمين في الولاد
أنا عندي بيجاد… وجواد عنده جاسر… وكمان صهيب عنده عز
قاطعتهم تهاني سريعا
– لا هي مبتفكرش في الجواز
– بس هي معجبة ببيجاد قالها جواد بغموض… بينما أكمل صهيب صاعقته وأردف ماجعل الدماء تنسحب من وجه تهاني
– بس أنا شايفها لجاسر أحسن واحد… دا حتى فيهم شبه من بعض
-” مستحيل ” قالتها تهاني سريعا دون تفكير
ضيق عيناه وتسائل
– ليه يادكتورة مستحيل… مش يمكن جيّتكم مصر علشان تناسبوا عيلة الألفي
فهم كلا من جواد وريان لعبة صهيب
فابتسم جواد وأردف
– صراحة البنت عجباني ولو عجبت جاسر يبقى على بركة الله
هزت رأسها برفض تنظر لزوجها
– والله ياجماعة كلامكم زادني شرف… لكن غنى مابتفكرش في الجواز… ولو بتفكر مستحيل تتجوز ظابط… مبتحبهمش ابدا… قالتها تنظر لجواد
– آسفة ياحضرة اللوا بس دا اللي بتفكر فيه بنات الجيل دا… بيقولوا عليهم خنقة
ضغط صهيب بالحديث فمنذ حديث جواد عنها قُبيل أن يراها بيومين.. فحيث كانت الحفل قبل إعترافها بحبها لأبيها
رفع صهيب نظره لتهاني
– خلاص خلينا نقعدهم مع بعض ونشوف
أومأ طارق برأسه يتحدث لزوجته
– خلاص ياتهاني مايمكن غِنى تحب جاسر ونكوّن علاقة أعمق مع حضرة اللوا
– تمام ياطارق بدل إنت شايف كدا يبقى خلاص بنتك عندك
نظرت غزل للجميع وتحدثت بصوت مرتعش لأول مرة منذ بداية الحديث
– هي بنت حضرتك إسمها غنى يادكتور
خرجت نغم من ذكرياتها وهي تنظر لبيجاد
– يعني لو زي ماإنت بتقول إن غِنى بنت جواد كانوا فضلوا رافضين…وكمان اتفقوا على ميعاد…إيه رأيك…ياريت يابيحاد تقفل الكلام عن الموضوع دا… وبعدين ابوها وعمها شافوها لو فعلا شاكين مش هيسكتوا
خرج ريان عن صمت دام لبعض الدقائق
– عملت إيه في فرنسا… وصلت لعنوان الست اللي يوسف قالك عليها
جلس بيجاد يمسح على وجهه
– قابلتها وعملت زي ماحضرتك طلبت
أومأ برأسه عدة مرات وتحدث
– هتسافر مع جواد بكرة فرنسا بدل عايز تتأكد البنت دي غنى ولا لا… الست دي اللي شاكين إنها خطفتها
ذُهل بيجاد من حديث والده… تسائل
– بتقول إيه حضرتك
وقف ريان ودنى منه وتحدث
مش حضرتك روحت رميت القنبلة بوش جواد… خلينا كلنا وراك لحد مانغرق
تذكر بيجاد حديثه لجواد منذ أسبوع
بقسم الشرطة
دلف بيجاد إلى مكتبه
– أنا جيت ياحضرة اللوا… عامل إيه
نهض يفتح ذراعيه
– اهلا بكبتنا الحبيب… عامل إيه يالا وحشني
رفع حاجبه وتحدث بسخرية
– شوف إزاي وأنا اللي كنت ظالمك
لكمه جواد بضحكاته
-بقولك ايه يابيجاد ماتاخدني معاك سفرية
من سفرياتك الحلوة دي
مط شفتيه وهو يرمقه بنظرات تفحصية ثم أردف متسائلا
– شوفت المُزة بتاعتي الأسبوع دا ولا لا
تهرب جواد من نظراته… ونهض يبحث بتصنع عن بعض الملفات
إتجه بيجاد للنافذة
– مقولتش رأيك فيها ياعمو جواد
جلس يتنهد محاولا أخذ نفسا عميق
اتجه بيجاد وجلس بمقابلته
– مردتش على سؤالي إيه رأيك فيها
ظل ينظر له بهدوء ثم وضع يديه على مكتبه مقتربا منه
– بتلف على مين يابيحاد… عايز توصل لإيه… وليه عرفتني عليها… وبعد كدا حاولت تتقرب مني وفجاة اختفت من غير أسباب
استند بظهره على المقعد عاقدا ذراعيه أمامه
– مش فاهم حضرتك ياريت توضحلي
نهض من مكانه متجها إليه ثم جلس بمقابلته
– عايز توصل لإيه يابيجاد سؤال عايز إجابته من غير لف ودوران
بدون مقدمات ألقى قنبلته
– عايز اتأكد انها بنتك
اتسعت عيناه وهزة أصابت جسده بالكامل حتى شعر بعدم اتزانه… فجلس أمامه ودقات قلبه بالأرتفاع وبلسان ثقيل وشفتين مرتعشتين
– أنت بتقول أيه يابني… شكل السفر مأثر على دماغك
هب واقفا وصاح بصوته
– بقولك ياعمو أنا مش هعمل زي ماابويا قال وادفن راسي في التراب كالنعامة… علشان مفيش دليل…
اقترب من وجهه وأردف بقوة
– البنت دي غنى بنتك… عايز تصدق صدق مش عايز براحتك… أنا متأكد
للحظة نظر له جواد كالمشتت وشعر تعطل جميع اجهزة جسده وتجمد الدم بعروقه وجحظ بمقلتين ينظر إليه بتيه
– مستحيل… آه مستحيل
جلس بيجاد بجواره وتحدث مقنعا إياه
– شعور غنى اتجاهك دا شعور أبوي… وحضرتك شوفت إنهيارها لما كانت بتتكلم عن باباها… لو سمحت ياعمو أنا مش طالب منك غير إنك تعمل تحليل وبس
أنا كنت شاكك بس دلوقتي متأكد حتى عمو صهيب كمان بدأ يشك
خرج من شروده عندما تحدث إليه ريان
– الست اللي قابلتها أنت ويوسف دي بنت عمة جواد ووالدتها معاها… وطبعا الباقي إنت عارفه… بكرة هتسافر معاه… أنا بعتك علشان تقدر تسيطر عليه… ويوسف مش هيسبكم كمان… ثم أشار بسبابته
– بلاش تهور يابيجاد… علشان نتأكد البنت دي غنى ولا لأ بلاش تهور منك ومن جواد… لو عمر موجود كنت بعته… بس طبعا مش هجيب اخوك من شهر العسل علشان كدا
بفيلا الألفي
يغط بنوما عميق.. شعر بأحدهما يمسد على خصلاته ويهمس لها بإذنيه
– وحشتني ياعزي… وحشتني عينك وهي بتبصلي… ثم لمست شفتيه
وحشني شفايفك وهي بتناديلي بروبي..
فتح عيناه وجدها قريباة جدا منه.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)

اترك رد

error: Content is protected !!