روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل العاشر 10 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل العاشر 10 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت العاشر

رواية الشيطان شاهين الجزء العاشر

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة العاشرة

تجلست كاميليا على السرير الصغير و الذي أجبرت على النوم عليه مع فادي الذي إلتصق بها كجرو صغير….
التفتت برأسها إلى جانبها لتجده يغط في نوم عميق
و يضع يده الصغيرة على خصرها و يدفن راسه داخل صدرها….ابعدته بهدوء و هي تتمتم داخلها بحنق :”اللي يشوفك كده يقول عليك ملاك بريئ و انك مش سبب بلوتي…عاوز مامتك قول لابوك يجبهالك انا مالي هوانا خلفتك و نسيتك داه ايه الغلب دا ياربي… لا و المصيبة التانية انه عرفني يا ايامك السودا يا كاميليا داه مش حسيبك في حالك و كمان بيخترعلك في تهم بدماغه السم دي… محاولة قتل و خطف و مش عارف إيه، للدرجة دي وشي وش إجرام…..انا ؟؟؟بس يا رب تكون كل غايته اني افضل مع ابنه عشان لو كان بيفكر في حاجات ثانية تبقى نهايتك بجد….
ظلت كاميليا تفكر لساعات طويلة قبل أن يتمكن منها النوم لتغمض اجفانها بإرهاق و تغط في سبات عميق…
استيقظت صباحا على يدين صغيريتين تجذبانها من ذراعيها لتفتح عينيها بتذمر وتجد فادي يحاول إيقاظها….
فركت عينيها و هي تتثائب بتعب فهي لم تنم جيدا ليلة البارحة و مازالت ترغب في أخذ قسط من الراحة…
كاميليا بفتور :”صباح الخير يا فادي… مالك صاحي بدري كده ليه.. ثم أكملت بخفوت قبل الشحاتة و بنتها…
فادي ببراءة و هو مازال يمسك بذراعها:” شحاتة… مين شحاتة يا ميس كاميليا….
انتفظت كاميليا بذعر و هي تلعن نفسها على غباءها :”يا نهار اسود وذانه زي القط بتلقط اي كلمة لو سمعته الست ثريا بيقول كلام زي داه حطين عيشتي دي منبهة عليا مقولش الكلام داه قدامه “.
تصنعت الابتسامة و هي تحذبه إليها لتقبله على خده برقة قبل أن تقول بتنبيه رقيق :”حبيبي يا فادي انا قلت الدادة بس انت اللي سمعتها غلط علشان انا لسه قايمة من النوم و كلامي مش بيبقى مفهوم كويس….
اومأ لها بطاعة و هو يطوق عنقها بفرح قائلا :”حاضر يا ميس كاميليا…
كاميليا و هي تداعب شعره الحريري :”قلي بقى إيه اللي مصحيك بدري كده”.
فادي :”عشان انا نمت كثير جدا امبارح و مش صحيت بالليل و حاسس اني active و عاوز العب كثير…
كاميليا في داخلها :”طبعا و هو انت هامك إيه… يا بختك ياما نفسي أعيش مكانك يوم وأحد و بعدها اموت….انت تجننتي يا كاميليا حتحسديه؟؟ دا ولد صغير ملوش ذنب، دا حتى محروم من مامته استغفر الله العظيم يا ربي
طال شرودها ليلكزها مرة أخرى بخفة قائلا :” يلا يا ميس ننزل انا عاوز افطر ”
أومأت له بخفة و هي تنهض من مكانها متجهة الى الاسفل و فادي يتشبث بيدها بطريقة مضحكة و كأنها ستهرب منه.
دخلت كاميليا المطبخ الواسع و هي تبحث على قارورة ماء تروي به ضمأها لتجد فتحية و خديجة تعدان الفطور.
كاميليا بنبرة متعبة:” صباح الخير “..
فتحية بإيحاء:”يا اهلا و سهلا…و أخيرا إفراج…
كاميليا بضحك :” آه الحمد لله…
فتحية بهمس:”انت بتضحكي يا بت بعد اللي حصلك امبارح… بقلك إيه إحكيلي ايه اللي حصل عملك إيه البيه…
ترشفت كاميليا كوب الماء بتمهل و هي تجيبها :” محصلش حاجة بس فادي كان عاوزني ابات معاه و لما رفضت البيه زعقلي… دي كل الحكاية”.
قلبت فتحية عينيها بانزعاج قائلة بحقد :”يعني كل الزعيق و الرعب بتاع امبارح علشان البيه الصغير بيتدلع… طبعا المهم راحتهم هما أما إحنا و لا كأننا بني آدمين عايشين معاهم”.
خديجة بصرامة:” خلاص يا فتحية كفاية رغي بقى و روحي نادي زينب علشان تجهزوا السفرة”.
فتحية بتذمر:”حاضر ماشية اهو الواحد مش عارف يقول كلمتين على بعض في المكان داه “.
تابعت كاميليا خروج فتحية من الباب الخلفي للمطبخ قم اقتربت من خديجة لتهمس لها :” طنط خديجة… انا كنت عاوزة اقلك حاجة مهمة حصلت امبارح “.
ضيقت خديجة عينيها باهتمام مستشعرة الجدية في حديث كاميليا…. نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان حولها قبل أن تهمس هي الاخرى:”في إيه يا بنتي…احكيلي”.
كاميليا بتوتر:”شاهين بيه عرف اني غيرت شكلي علشان اشتغل هنا و بصراحة هو هددني امبارح وقلي انه حيدخلني السجن بتهمة انتحال شخصية و اني…. كنت عاوزة اخطف فادي”.
ضربت خديجة صدرها و هي تشهق :”يا مصيبتي انت بتقولي إيه يا بنتي…. سجن و خطف “.
اومأت لها كاميليا بحزن لتستدرك خديجة هامسة بلهفة:” طيب.. هو عرف منين؟؟ دا مفيش حد شافك هنا غير القاردز و كمان الست ثريا مسحت فيديو الكاميرات كلهم يعني… “.
كاميليا و هي تقاطعها بلطف :”انا مش عارفة حاجة يا طنط بس هو عرف خلاص و بقى بيهددني… انا عاوزة اسيب الشغل و أخرج من هنا ارجوكي كفاية لحد كده”.
خديجة :” إهدي يابنتي و انشاء الله خير متخافيش انا حقول للست ثريا هانم و هي اكيد حتلاقيلك حل و بعدين مش هي اللي قالتلك إعملي كده يبقى”.
كاميليا بارتجاف:” انت مشفتيشه كان بيكلمني إزاي و كأني بجد انا هنا علشان أؤذي إبنه ومصدقش اي كلمه من اللي أنا قلتلهاله… أنا أحسن حاجة أسيب الشغل “.
خديجة و هي تحدث نفسها:” و هو إنت فاكرة لو سبتي الشغل حيسيبك يبقى إنت متعرفيش مين شاهين الألفي داه حيجيبك حتى و لو كنتي في سابع أرض و مش حيسيبك غير بمزاجه.. انا مش عارفة دماغي كانت فين لما قبلت أساعدك تشتغلي هنا يا بنتي… أنا مش حسامح نفسي لو جوالك حاجة…
كاميليا و هي تلاحظ شرودها :”طنط خديجة مالك رحتي فين…
رسمت خديجة إبتسامة مزيفة على شفتيها قبل أن تقول بصوت هادئ:” و لا حاجة يا حبيبتي انا كنت بفكر في فتحية و زينب راحوا فين….
كاميليا :”زمانهم جايي…..
قطعت كلامها عندما وجدت فتحية تندفع الى الداخل و هي تجر زينب ورائها
لتأنبهما خديجة قائلة :” انتوا كنتوا فين…سايبين شغلكم و قاعدين في الجنينة يلا منك ليها بسرعة
خذوا الأطباق دي على السفرة… اكيد ثريا هانم و البيه الصغير قاعدين مستنيين الفطار…
فتحية بتوتر و هي تنظر إلى كاميليا :” في الحقيقة كلهم متجمعين برا و…..كمان شاهين بيه قالي أنادي لكامليا علشان تفطر مع فادي…
شهقت كاميليا بخوف و هي تتمتم :” إيه…شفتي يا طنط مش قلتلك في دماغه حاجة…انا مش متعودة افطر مع فادي طيب ليه النهاردة بالذات….
خديجة مطمئنة :”يا بنتي إهدي داه أكيد البيه الصغير هو اللي عاوزك تفطري معاه زي ما أصر إمبارح انك تنامي جنبه… متخافيش و يلا روحي و إحنا حنجيب الفطار…..
بعد دقائق إستطاعت إقناعها بالذهاب إليهم و اوصتها ان تتصرف على طبيعتها سارت كاميليا إلى غرفة الطعام الكبيرة حيث وجدت شاهين يترأس الطاولة الضخمة و على يمينه تجلس والدته على كرسيها المتحرك اما على يساره فيجلس فادي الذي كان يتحدث بحماس على رسوماته الجديدة التي تعلمها….
جلست كاميليا بهدوء بجانب فادي الذي ما إن رآها حتى إرتمى في أحضانها لتنهره جدته قائلة:”سيب الميس يا فادي خليها تفطر براحتها و بعدين إبقى براحتك….
شاهين ببرود :” خليه يا أمي داه باين بيحبها أوي… خصوصا لما شالت النظارة و الكريمات المعفنة اللي كانت مالية بيها وشها…
ثريا بتأنيب:”هي حرة في حياتها يا شاهين تلبس زي ماهي عاوزة المهم انها تعرف تتعامل مع إبنك و تعتني بيه كويس….
شاهين بنظرة ذات معنى :”يعني إنت موافقاها على اللي عملته…واحدة زي دي قدرت تدخل بيتي بوش مزيف وانا معرفش…. داه اسمه تزوير و انتحال شخصية واحدة ثانية و الله أعلم إيه هي أسبابها الحقيقية….
نظرت كاميليا لثريا بحزن و قلة حيلة و هي تنفي برأسها اتهاماته القاسية لتجيبه ثريا :” كل اللي في دماغك داه غلط و مفيش حاجة منه صح… فادي حفيدي و انا كمان بخاف عليه زيك او أكثر منك كمان و أكيد مش حأذيه…. البنت اول يوم جات فيه كانت عادية بوشها الحقيقي و انا اللي قلتلها تعمل كده…كاميليا بنت جميلة جدا و الفيلا مليانة حرس و رجالة فخفت عليها ان حد يتعرض لها يعني كل اللي حصل كان بعلمي… انت ليه مكبر الحكاية بس…
شاهين بنبرة غاضبة :”لما حد غريب يتجرأ انه يدخل فيلا شاهين الألفي و يتحرك فيها من غير انا أعرف دي في حد ذاتها كارثة، خاصة إنك أنت عارفة و مشجعاها كمان بالرغم من انك عارفة ان أكثر حاجة بكرهها في حياتي هي أن حد يكذب عليا او يستغفلني…
ثريا محاولة تهدئته :” يا إبني صدقني الحكاية مش كده….
رمى شاهين المنديل على الطاولة بعنف قبل أن يقف م مكانه قائلا بصرامة :” بعدين نتكلم في الموضوع داه… انا مش فاضي دلوقتي، و يكون في علمك انا مش هعدي اللي حصل على خير….
بصق كلماته بقسوته المعتادة قبل أن يغادر الفيلا تاركا كاميليا المسكينة ترتجف من الخوف من تهديده و هي تتخيل نفسها وراء قضبان السجن….لتحاول ثريا طمئنتها :” متخافيش يا بنتي شاهين إبني دايما كده لما بيتعصب بيقول أي كلام بس هو بعدين حيهدىو حيعرف ان الحكاية مش مستاهلة كل الدوشة دي خصوصا ان انا اللي قلتلك إعملي كده.. يلا كملي فطارك و انا حقول للسواق يوصلك جامعتك انت بقالك مدة مرحتيش”.
بعد أسبوعين….
في كافتيريا الجامعة،تجلس كاميليا كعادتها مع هبة يتبادلان أطراف الحديث،متجاهلة نظرات الإعجاب الموجهة إليها من الطلبة و الدكاترة…
كاميليا بسخرية و هي تراقب صديقتها تضع رأسها على الطاولة لتنام :” إيه يا ست جولييت لسة سهرات الحب شغالة مع الاستاذ عمر..
هبة بنعاس :”اسكتي خليني أعرف أنام شوية قبل ماندخل المحاضرة الثانية…
كاميليا :”طبعا تلاقيكي نايمة الفجر… يا بختك
هبة بمزاح :” الله انت حتقري عليا يا بنتي… بكرة تحبي و تعشقي و حتعرفي يعني إيه التضحية في سبيل الحب”.
كاميليا ضاحكة:”مش لما ألاقي حد يحبني و أحبه الأول “.
هبة بحركة درامية :” بقى كاميليا هانم ملكة جمال الجامعة كلها مش حتلاقي حد يحبها.. دا انت معجبينك بالهبل انت بس شاوري “.
كاميليا بضجر :” و هما فين المعجبين دول عم زكريا ابو كرش قضى عليهم كلهم واحد واحد…”.
هبة و هي تنفجر من الضحك :” و الله فكرتني بعك زكريا داه هو أخباره إيه…
كامليا بملل و هي تجمع عدة الأوراق أمامها و تضمهم في ملف واحد :”اهو متلحق في قهوته صبحو ليل و كأنه معندوش عيلتين يروحلهم…داه غير عرض الازياء اللي هو عامله داه واخذ دستة قمصان شبه بعض اللي بخطوط رفيعة دي من بتوع عشرين جنيه و كل يوم بيلبس منهم قميص….
هبة و هي تغمزها ضاحكة :” بيرجع شبابه.. داه كله علشانك ياجميل….
كامليا بنظرات حانقة:” بنت انت تلمي احسن و الله حكلم الاستاذ عمر بتاعك و أقله انك بتغازلي رجالة…
هبة بشهقة درامية :”و يهون عليكي الكرواسون و القهوة اللي اللي شربناها مع بعض.. مكانش العشم يا كوكي”.
كامليا :”عشان تحرمي تتريقي و خلي عمك زكريا ينفعك…
استقامت هبة في كرسيها و هي تقول بجدية :” عارفة يا كامي النهاردة بالليل فرح صاحب عمر… اسمه أيهم البحيري دكتور جراح متجوز بنت عمه، هي كمان دكتورة زيه بس إيه لو تشوفيها، زي القمر و عمر كان طلب مني إني أروح معاه بس مقدرتش”.
كامليا باهتمام :”أكيد الدكتور داه صاحب شاهين بيه بردو”.
هبة بإيجاب :”أيوا داه صاحبهم الثالث الانتيم…
كاميليا بسخرية :” قصدك ثلاثي الشر”.
هبة بضحك :”يابنتي لمي لسانك المتبري منك داه… و متنسيش ان اللي بتتكلمي عليه داه حبيبي حيبقى جوزي انشاء الله قريب…و بعدين عمورة داه مش زيهم هو حنين و متواضع جدا عكسهم و الدليل انه عاوز يتجوز واحدة أقل من مستواه بكثير بالرغم من معارضة والدته إلا إنه متمسك بيا جدا و عاوز يعمل خطوبة في أقرب وقت.. “.
كامليا :” طيب و مستنية إيه متفاتحي اهلك و تحكيلهم الموضوع… انت لحد إمتى حتفضلي تكلميه في السر و تخرجي معاه مين غير ماحد يعرف انت عارفة ان داه غلط ياهبة و ميصحش تعملي كده انا بصراحة كنت عاوزة انبهك بس خفت تزعلي مني “.
هبة بنفي :” لا لا انا عارفة ان اللي بعمله غلط و عمر كمان قلي كده هو مش عاوز تكون علاقتنا بالسر بس انا اللي خايفة و مش قادرة اتكلم مع بابا… هو أكيد لسه منساش اللي حصل زمان، الحكاية مش بالسهولة اللي انت متخيلاها”.
كاميليا و هي تربت على يدها الموضوعة فوق الطاولة :” معلش ياهبة استحملي انا عارفة ان الاستاذ عمر شخص كويس و بيخاف عليكي علشان كده متستسلميش و قولي لأهلك.. انت كده كده حتقوليلهم النهاردة او بكره فليه تأجلي، انت لازم تعرفيهم في أقرب وقت علشان لو حصلت مشكلة تقدري تحليها من دلوقتي بلاش تضيعي وقت”.
هبة بتوتر:”بس انا خايفة من بابا ليزعل مني داه زمان لما جات مامة عمر عندنا و هددته… حبسني في البيت و منعني حتى أروح المدرسة و دلوقتي مش بعيد يعيد اللي عمله من سبع سنين و يحرمني اروح الجامعة “.
كامليا بنفي:” يا عبيطة زمان غير دلوقتي خالص ساعتها كنتي صغيرة و هو كان خايف عليكي بس دلوقتي انت كبرتي و كمان الاستاذ عمر كبر و بقى مسؤول و يقدر يحميكي و يقف في وش عيلتك و عيلته كمان..و بعدين انا ممكن آجي و اتكلم مع عم منصور و أكيد هو حيتقنع و متنسيش كمان طنط خديجة هي أكيد لو حكيتيلها هي حتساعدك دي أكثر واحدة تعرف الاستاذ عمر “.
هبة و قد انفرجت أساريرها بعد أن سمعت كلام صديقتها المشجع :” انا كمان فكرت كده و بكره إنشاء الله حكلمها و اقلها…عشان عمر قلي انه بعد فرح صاحبه حيجي البيت عندنا حتى لو انا مقلتلهمش”.
كاميليا بمزاح :الحب يا سيدي…
هبة بنبرة حالمة :” اصلك متعرفيش انا بحبه قد إيه و مش مصدقة انه رجعلي من ثاني بعد السنين دي كلها.. انا خايفة اخسره يا كامي ساعاتها حموت
بجد”.
كاميليا بابتسامة :” متخافيش هو اصلا مش حسيبك داه ممكن اصلا يخطفك…هو حيلاقي أجمل و الا أرق منك يا بيبة”.
هبة بغرور كاذب :”طبعا يابنتي و قريبا حبقي هبة هانم….
كاميليا بضحك :”مش لايقة عليكي الصراحة…ثم أضافت باستدراك… يا لهوي دا انا عمالة أرغي و أضحك من الصبح وناسية المصايب اللي عندي”.
هبة :”يا بنتي انسي و لا يقدر يعملك حاجة انا حقول لعمر و هو حيتصرف متخافيش و كمان الست ثريا أكيد مش حتخليه يعملك حاجة”.
كاميليا بنفي:”دي ست كبيرة و بتنام من المغرب و مبتبقاش حاسة بحاجة و حتى لو كانت موجودة مش حتقدر تقف في وش إبنها انت مشفتيشه يا بيبة داه شيطان زي ما بيقولوا عليه…دماغه سم بشكل رهيب…داه طلعلي تهم من الهواء مكانتش حتخطر على بال أي حد حتى بعد عشرين سنة و المشكلة انها صح… هو لو راح اشتكاني للشرطة حيطلع معاه حق عشان اللي انا عملته داه غباء و مفيش حد يعمله إلا إذا كان حد حمار زيي “.
هبة :” بس والدته كانت عارفه…
كاميليا مقاطعة:”يا بنتي داه إنسان مابيخافش من حد لا تقوليلي والدته و لا أبوه..”.
هبة :”طيب مش انت قلتي انه بقاله مدة مش بكلمك و بيعاملك و لا كإنك موجودة”.
كاميليا :”أيوا بس المشكلة في الدلوع ابنه الاستاذ فادي بقى كل يوم عاوزني ابات معاه…و بقيت مجبرة إني أعمل كده،أنا معدتش قادرة انام طول الليل بفضل سهرانة علشان خايفة يدخل عليا او يعملي حاجة…او حتى يقتلني “.
هبة باستغراب:”لا طبعا يا كامي مش للدرجة دي داه مهما كان شاهين الألفي… داه كل البنات بتجري وراه و بتترمي تحت رجليه يعني أكيد مش حيعمل حاجة زي دي و بصراحة انا مرة سألت عمر عليه فقلي إنه صحيح عنده علاقات كثير مع الستات و بيعمل حاجات كثير مقرفة معاهم بس عمره ما أجبر ست انها تكون معاه بالغصب….لالا انا مفتكرش انه حيأذيكي بالشكل داه و بعدين زي ما قلتلك انا حكلم عمر و أحكيله و هو حيوصيه على الاقل يغير معاملته الزفت ليكي “.
كاميليا بسخرية :” ما أعتقدش انه حيسمع منه داه بيعاملني اقل من أي خدامة في الفيلا…و كل مرة بيهددني انه حيعاقبني علشان استغفلته و كذبت عليه داه لسه منسيش اللي حصل و ناوي يعاقبني بس مأجل التنفيذ “.
هبة :” داه إيه الرعب اللي انت عايشة فيه داه يا بنتي…بقلك إيه انت تسيبي الشغل أحسن الرزق بإيد ربنا “.
كاميليا بتنهيدة :” انتم ليه مش عاوزين تفهموني انت و الست ثريا و طنط خديجة… بقلك بيهددني
و حاطط إثنين من القاردز بيراقبني ليل نهار حبقى اوريهملك لما نطلع.. بقلك إيه خلينا نغير الموضوع داه انا معدتي تقلبت و جسمي كله بترعش من الخوف….
ليلا في فيلا البحيري……
ألقت المزينة (الميكاب أرتيست) نظرة أخيرة على ليليان بعد أن أنهت وضع حجابها الأبيض المزين بفصوص لامعة الملائم مع ثوبها العرائسي الأبيض الفاخر لتتمتم قائلة بإعجاب:”مشاء الله يا ليليان هانم بصراحة انت زي القمر مفيش أجمل من كده، داه أيهم بيه حيتجنن الليلة دي”.
إنسكبت دموع ليليان تلقائيا و ارتفعت شهقاتها دون وعي منها بعد أن سمعت إسمه لتشهق المزينة قائلة بعتاب خفيف :”لسه كده بس يا هانم… ارجوكي بلاش عياط انت كده حتبوزي الميكاب…. “.
كانت ليليان في عالم آخر حتى انها لم تكن منتبهة لحركات المزينة و هي تحاول تجفيف دموعها بخفة متجنبة إفساد مساحيق التجميل التي وضعتها على وجهها منذ قليل….لتزفر الأخرى بيأس و تتراجع متجهة الى خارج الغرفة تاركة ليليان تبكي بقوة،…
بعد لحظات دخلت كاريمان مسرعة و هي تتجه نحوها و تضمها بحنان قائلة بلهفة :”مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، في حاجة مش عاجباكي و عاوزة تغيريها….
نفت ليليان برأسها دون أن تتكلم لتعيد الأخرى سؤالها و علامات القلق مرتسمة على وجهها :” أمال فيكي إيه يا بنتي، إحكيلي إيه اللي حصل؟.
ليليان بصوت متقطع :”مفيش…. إن…. ا بس… إفتكرت…ما…. ما “.
كاريمان بحزن :” الله يرحمها يا حبيبتي، هي أكيد في مكان أحسن من داه و أكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة… يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح….
اومأت لها ليليان و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها :”لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز غصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي….فينيك يا ماما وحشتني اوي …..
قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة
ضبط ماكياجها…
بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم ،لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها، ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم جسدها المنحوت ببراعة و الذي نافس أجساد عارضات الازياء.. حجابها الأبيض يضم وجهها الفاتن الذي
تزين بألوان وردية هادئة جعلتها شبيهة بأميرات القصص الخيالية.
إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة، هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه الدرجة،ابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة….
وضع أيهم يده على خصر ليليان و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه….
الحفل كان خياليا… قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه…
بديكور الفخم باللونين الأبيض و البنفسجي،يتخللهما لون أزرق خافت عند كرسي العروسين
كل شيئ يصرخ بالفخامة و البذخ… الطاولات، الزهور، الشموع المنتقاة بعناية….
الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها…
اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها…
و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد صعودها الى الجناح المخصص للعروسين….
حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها….
في نهاية الحفل.. ودعت أفراد عائلة عمها و صديقتها الوحيدة أمنية التي شجعتها و حاولت تهدئتها قليلا…
سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها
شهقت بقوة عندما شعرت بجسدها يطير في الهواء و ذراعين قويتين تحملانها بخفة ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها…
قبل أن يهتف بصوت مشاكس:”إسم الله عليكي يا قمر اتخضيتي….انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل”.
أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم و هي تحاول السيطرة على إرتجاف جسدها و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما إقتربت خطواته من باب الغرفة.
أشار لها برأسه لتفتح الباب بالكارت الخاص
الذي وجدته في جيب بدلته…
ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه…جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائف اللطيف، قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب :”إيه مالك ياليلي؟ من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة… تكونيشي خايفة مني
تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك…. و الليلة دخلتنا”.
ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة :”أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة”.
إقترب منها أيهم ثم رفع يديه ليفك حجابها متجاهلا نفورها منه…و هو يقول ببرود قاتل :” متخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام “.
لم يترك لها المجال حتى تستوعب كلماته لتمتد يداه و يفتح سحاب فستانها الذي إرتخي قليلا ليكشف عن بشرة جسدها البيضاء الناعمة …
تسارعت أنفاسه و ازدادت حرارة جسده و هو يتفرس ملامحهاالتي إزدادت جمالا بعد أن انسدل شعرها على جانبي وجهها قبل أن يهبط بنظراته الى رقبتها و مقدمة صدرها و كتفيها،قاطع تأمله شهقة ليليان المستنكرة و هي تحاول لملمة أطراف فستانها…
ليزفر هو بغضب و يمسك يديها بحدة يبعدها قائلا بأنفاس لاهثة حاول جاهدا ان يكتمها:”و بعدين بقى إهدي…خلي الليلة تهدي”.
دفعت ليليان يديه قائلة برفض :”قلتلك تعبانة… إيه مبتفهمش”.
أغمض أيهم عينيه بقوة و هو يحاول التحكم بالمشاعر المتنوعة التي سيطرت على جسده قبل ان يهتف بتحذير:”انا داخل جوا حغير هدومي.. اطلع الاقيكي جاهزة انا صبرت عليكي كثير و الليلة حتبقي ليا برضاك او غصب عنك يا ليليان حتبقي ملكي”.
يتبع ⭐⭐الفصل العاشر
تجلست كاميليا على السرير الصغير و الذي أجبرت على النوم عليه مع فادي الذي إلتصق بها كجرو صغير….
التفتت برأسها إلى جانبها لتجده يغط في نوم عميق
و يضع يده الصغيرة على خصرها و يدفن راسه داخل صدرها….ابعدته بهدوء و هي تتمتم داخلها بحنق :”اللي يشوفك كده يقول عليك ملاك بريئ و انك مش سبب بلوتي…عاوز مامتك قول لابوك يجبهالك انا مالي هوانا خلفتك و نسيتك داه ايه الغلب دا ياربي… لا و المصيبة التانية انه عرفني يا ايامك السودا يا كاميليا داه مش حسيبك في حالك و كمان بيخترعلك في تهم بدماغه السم دي… محاولة قتل و خطف و مش عارف إيه، للدرجة دي وشي وش إجرام…..انا ؟؟؟بس يا رب تكون كل غايته اني افضل مع ابنه عشان لو كان بيفكر في حاجات ثانية تبقى نهايتك بجد….
ظلت كاميليا تفكر لساعات طويلة قبل أن يتمكن منها النوم لتغمض اجفانها بإرهاق و تغط في سبات عميق…
استيقظت صباحا على يدين صغيريتين تجذبانها من ذراعيها لتفتح عينيها بتذمر وتجد فادي يحاول إيقاظها….
فركت عينيها و هي تتثائب بتعب فهي لم تنم جيدا ليلة البارحة و مازالت ترغب في أخذ قسط من الراحة…
كاميليا بفتور :”صباح الخير يا فادي… مالك صاحي بدري كده ليه.. ثم أكملت بخفوت قبل الشحاتة و بنتها…
فادي ببراءة و هو مازال يمسك بذراعها:” شحاتة… مين شحاتة يا ميس كاميليا….
انتفظت كاميليا بذعر و هي تلعن نفسها على غباءها :”يا نهار اسود وذانه زي القط بتلقط اي كلمة لو سمعته الست ثريا بيقول كلام زي داه حطين عيشتي دي منبهة عليا مقولش الكلام داه قدامه “.
تصنعت الابتسامة و هي تحذبه إليها لتقبله على خده برقة قبل أن تقول بتنبيه رقيق :”حبيبي يا فادي انا قلت الدادة بس انت اللي سمعتها غلط علشان انا لسه قايمة من النوم و كلامي مش بيبقى مفهوم كويس….
اومأ لها بطاعة و هو يطوق عنقها بفرح قائلا :”حاضر يا ميس كاميليا…
كاميليا و هي تداعب شعره الحريري :”قلي بقى إيه اللي مصحيك بدري كده”.
فادي :”عشان انا نمت كثير جدا امبارح و مش صحيت بالليل و حاسس اني active و عاوز العب كثير…
كاميليا في داخلها :”طبعا و هو انت هامك إيه… يا بختك ياما نفسي أعيش مكانك يوم وأحد و بعدها اموت….انت تجننتي يا كاميليا حتحسديه؟؟ دا ولد صغير ملوش ذنب، دا حتى محروم من مامته استغفر الله العظيم يا ربي
طال شرودها ليلكزها مرة أخرى بخفة قائلا :” يلا يا ميس ننزل انا عاوز افطر ”
أومأت له بخفة و هي تنهض من مكانها متجهة الى الاسفل و فادي يتشبث بيدها بطريقة مضحكة و كأنها ستهرب منه.
دخلت كاميليا المطبخ الواسع و هي تبحث على قارورة ماء تروي به ضمأها لتجد فتحية و خديجة تعدان الفطور.
كاميليا بنبرة متعبة:” صباح الخير “..
فتحية بإيحاء:”يا اهلا و سهلا…و أخيرا إفراج…
كاميليا بضحك :” آه الحمد لله…
فتحية بهمس:”انت بتضحكي يا بت بعد اللي حصلك امبارح… بقلك إيه إحكيلي ايه اللي حصل عملك إيه البيه…
ترشفت كاميليا كوب الماء بتمهل و هي تجيبها :” محصلش حاجة بس فادي كان عاوزني ابات معاه و لما رفضت البيه زعقلي… دي كل الحكاية”.
قلبت فتحية عينيها بانزعاج قائلة بحقد :”يعني كل الزعيق و الرعب بتاع امبارح علشان البيه الصغير بيتدلع… طبعا المهم راحتهم هما أما إحنا و لا كأننا بني آدمين عايشين معاهم”.
خديجة بصرامة:” خلاص يا فتحية كفاية رغي بقى و روحي نادي زينب علشان تجهزوا السفرة”.
فتحية بتذمر:”حاضر ماشية اهو الواحد مش عارف يقول كلمتين على بعض في المكان داه “.
تابعت كاميليا خروج فتحية من الباب الخلفي للمطبخ قم اقتربت من خديجة لتهمس لها :” طنط خديجة… انا كنت عاوزة اقلك حاجة مهمة حصلت امبارح “.
ضيقت خديجة عينيها باهتمام مستشعرة الجدية في حديث كاميليا…. نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان حولها قبل أن تهمس هي الاخرى:”في إيه يا بنتي…احكيلي”.
كاميليا بتوتر:”شاهين بيه عرف اني غيرت شكلي علشان اشتغل هنا و بصراحة هو هددني امبارح وقلي انه حيدخلني السجن بتهمة انتحال شخصية و اني…. كنت عاوزة اخطف فادي”.
ضربت خديجة صدرها و هي تشهق :”يا مصيبتي انت بتقولي إيه يا بنتي…. سجن و خطف “.
اومأت لها كاميليا بحزن لتستدرك خديجة هامسة بلهفة:” طيب.. هو عرف منين؟؟ دا مفيش حد شافك هنا غير القاردز و كمان الست ثريا مسحت فيديو الكاميرات كلهم يعني… “.
كاميليا و هي تقاطعها بلطف :”انا مش عارفة حاجة يا طنط بس هو عرف خلاص و بقى بيهددني… انا عاوزة اسيب الشغل و أخرج من هنا ارجوكي كفاية لحد كده”.
خديجة :” إهدي يابنتي و انشاء الله خير متخافيش انا حقول للست ثريا هانم و هي اكيد حتلاقيلك حل و بعدين مش هي اللي قالتلك إعملي كده يبقى”.
كاميليا بارتجاف:” انت مشفتيشه كان بيكلمني إزاي و كأني بجد انا هنا علشان أؤذي إبنه ومصدقش اي كلمه من اللي أنا قلتلهاله… أنا أحسن حاجة أسيب الشغل “.
خديجة و هي تحدث نفسها:” و هو إنت فاكرة لو سبتي الشغل حيسيبك يبقى إنت متعرفيش مين شاهين الألفي داه حيجيبك حتى و لو كنتي في سابع أرض و مش حيسيبك غير بمزاجه.. انا مش عارفة دماغي كانت فين لما قبلت أساعدك تشتغلي هنا يا بنتي… أنا مش حسامح نفسي لو جوالك حاجة…
كاميليا و هي تلاحظ شرودها :”طنط خديجة مالك رحتي فين…
رسمت خديجة إبتسامة مزيفة على شفتيها قبل أن تقول بصوت هادئ:” و لا حاجة يا حبيبتي انا كنت بفكر في فتحية و زينب راحوا فين….
كاميليا :”زمانهم جايي…..
قطعت كلامها عندما وجدت فتحية تندفع الى الداخل و هي تجر زينب ورائها
لتأنبهما خديجة قائلة :” انتوا كنتوا فين…سايبين شغلكم و قاعدين في الجنينة يلا منك ليها بسرعة
خذوا الأطباق دي على السفرة… اكيد ثريا هانم و البيه الصغير قاعدين مستنيين الفطار…
فتحية بتوتر و هي تنظر إلى كاميليا :” في الحقيقة كلهم متجمعين برا و…..كمان شاهين بيه قالي أنادي لكامليا علشان تفطر مع فادي…
شهقت كاميليا بخوف و هي تتمتم :” إيه…شفتي يا طنط مش قلتلك في دماغه حاجة…انا مش متعودة افطر مع فادي طيب ليه النهاردة بالذات….
خديجة مطمئنة :”يا بنتي إهدي داه أكيد البيه الصغير هو اللي عاوزك تفطري معاه زي ما أصر إمبارح انك تنامي جنبه… متخافيش و يلا روحي و إحنا حنجيب الفطار…..
بعد دقائق إستطاعت إقناعها بالذهاب إليهم و اوصتها ان تتصرف على طبيعتها سارت كاميليا إلى غرفة الطعام الكبيرة حيث وجدت شاهين يترأس الطاولة الضخمة و على يمينه تجلس والدته على كرسيها المتحرك اما على يساره فيجلس فادي الذي كان يتحدث بحماس على رسوماته الجديدة التي تعلمها….
جلست كاميليا بهدوء بجانب فادي الذي ما إن رآها حتى إرتمى في أحضانها لتنهره جدته قائلة:”سيب الميس يا فادي خليها تفطر براحتها و بعدين إبقى براحتك….
شاهين ببرود :” خليه يا أمي داه باين بيحبها أوي… خصوصا لما شالت النظارة و الكريمات المعفنة اللي كانت مالية بيها وشها…
ثريا بتأنيب:”هي حرة في حياتها يا شاهين تلبس زي ماهي عاوزة المهم انها تعرف تتعامل مع إبنك و تعتني بيه كويس….
شاهين بنظرة ذات معنى :”يعني إنت موافقاها على اللي عملته…واحدة زي دي قدرت تدخل بيتي بوش مزيف وانا معرفش…. داه اسمه تزوير و انتحال شخصية واحدة ثانية و الله أعلم إيه هي أسبابها الحقيقية….
نظرت كاميليا لثريا بحزن و قلة حيلة و هي تنفي برأسها اتهاماته القاسية لتجيبه ثريا :” كل اللي في دماغك داه غلط و مفيش حاجة منه صح… فادي حفيدي و انا كمان بخاف عليه زيك او أكثر منك كمان و أكيد مش حأذيه…. البنت اول يوم جات فيه كانت عادية بوشها الحقيقي و انا اللي قلتلها تعمل كده…كاميليا بنت جميلة جدا و الفيلا مليانة حرس و رجالة فخفت عليها ان حد يتعرض لها يعني كل اللي حصل كان بعلمي… انت ليه مكبر الحكاية بس…
شاهين بنبرة غاضبة :”لما حد غريب يتجرأ انه يدخل فيلا شاهين الألفي و يتحرك فيها من غير انا أعرف دي في حد ذاتها كارثة، خاصة إنك أنت عارفة و مشجعاها كمان بالرغم من انك عارفة ان أكثر حاجة بكرهها في حياتي هي أن حد يكذب عليا او يستغفلني…
ثريا محاولة تهدئته :” يا إبني صدقني الحكاية مش كده….
رمى شاهين المنديل على الطاولة بعنف قبل أن يقف م مكانه قائلا بصرامة :” بعدين نتكلم في الموضوع داه… انا مش فاضي دلوقتي، و يكون في علمك انا مش هعدي اللي حصل على خير….
بصق كلماته بقسوته المعتادة قبل أن يغادر الفيلا تاركا كاميليا المسكينة ترتجف من الخوف من تهديده و هي تتخيل نفسها وراء قضبان السجن….لتحاول ثريا طمئنتها :” متخافيش يا بنتي شاهين إبني دايما كده لما بيتعصب بيقول أي كلام بس هو بعدين حيهدىو حيعرف ان الحكاية مش مستاهلة كل الدوشة دي خصوصا ان انا اللي قلتلك إعملي كده.. يلا كملي فطارك و انا حقول للسواق يوصلك جامعتك انت بقالك مدة مرحتيش”.
بعد أسبوعين….
في كافتيريا الجامعة،تجلس كاميليا كعادتها مع هبة يتبادلان أطراف الحديث،متجاهلة نظرات الإعجاب الموجهة إليها من الطلبة و الدكاترة…
كاميليا بسخرية و هي تراقب صديقتها تضع رأسها على الطاولة لتنام :” إيه يا ست جولييت لسة سهرات الحب شغالة مع الاستاذ عمر..
هبة بنعاس :”اسكتي خليني أعرف أنام شوية قبل ماندخل المحاضرة الثانية…
كاميليا :”طبعا تلاقيكي نايمة الفجر… يا بختك
هبة بمزاح :” الله انت حتقري عليا يا بنتي… بكرة تحبي و تعشقي و حتعرفي يعني إيه التضحية في سبيل الحب”.
كاميليا ضاحكة:”مش لما ألاقي حد يحبني و أحبه الأول “.
هبة بحركة درامية :” بقى كاميليا هانم ملكة جمال الجامعة كلها مش حتلاقي حد يحبها.. دا انت معجبينك بالهبل انت بس شاوري “.
كاميليا بضجر :” و هما فين المعجبين دول عم زكريا ابو كرش قضى عليهم كلهم واحد واحد…”.
هبة و هي تنفجر من الضحك :” و الله فكرتني بعك زكريا داه هو أخباره إيه…
كامليا بملل و هي تجمع عدة الأوراق أمامها و تضمهم في ملف واحد :”اهو متلحق في قهوته صبحو ليل و كأنه معندوش عيلتين يروحلهم…داه غير عرض الازياء اللي هو عامله داه واخذ دستة قمصان شبه بعض اللي بخطوط رفيعة دي من بتوع عشرين جنيه و كل يوم بيلبس منهم قميص….
هبة و هي تغمزها ضاحكة :” بيرجع شبابه.. داه كله علشانك ياجميل….
كامليا بنظرات حانقة:” بنت انت تلمي احسن و الله حكلم الاستاذ عمر بتاعك و أقله انك بتغازلي رجالة…
هبة بشهقة درامية :”و يهون عليكي الكرواسون و القهوة اللي اللي شربناها مع بعض.. مكانش العشم يا كوكي”.
كامليا :”عشان تحرمي تتريقي و خلي عمك زكريا ينفعك…
استقامت هبة في كرسيها و هي تقول بجدية :” عارفة يا كامي النهاردة بالليل فرح صاحب عمر… اسمه أيهم البحيري دكتور جراح متجوز بنت عمه، هي كمان دكتورة زيه بس إيه لو تشوفيها، زي القمر و عمر كان طلب مني إني أروح معاه بس مقدرتش”.
كامليا باهتمام :”أكيد الدكتور داه صاحب شاهين بيه بردو”.
هبة بإيجاب :”أيوا داه صاحبهم الثالث الانتيم…
كاميليا بسخرية :” قصدك ثلاثي الشر”.
هبة بضحك :”يابنتي لمي لسانك المتبري منك داه… و متنسيش ان اللي بتتكلمي عليه داه حبيبي حيبقى جوزي انشاء الله قريب…و بعدين عمورة داه مش زيهم هو حنين و متواضع جدا عكسهم و الدليل انه عاوز يتجوز واحدة أقل من مستواه بكثير بالرغم من معارضة والدته إلا إنه متمسك بيا جدا و عاوز يعمل خطوبة في أقرب وقت.. “.
كامليا :” طيب و مستنية إيه متفاتحي اهلك و تحكيلهم الموضوع… انت لحد إمتى حتفضلي تكلميه في السر و تخرجي معاه مين غير ماحد يعرف انت عارفة ان داه غلط ياهبة و ميصحش تعملي كده انا بصراحة كنت عاوزة انبهك بس خفت تزعلي مني “.
هبة بنفي :” لا لا انا عارفة ان اللي بعمله غلط و عمر كمان قلي كده هو مش عاوز تكون علاقتنا بالسر بس انا اللي خايفة و مش قادرة اتكلم مع بابا… هو أكيد لسه منساش اللي حصل زمان، الحكاية مش بالسهولة اللي انت متخيلاها”.
كاميليا و هي تربت على يدها الموضوعة فوق الطاولة :” معلش ياهبة استحملي انا عارفة ان الاستاذ عمر شخص كويس و بيخاف عليكي علشان كده متستسلميش و قولي لأهلك.. انت كده كده حتقوليلهم النهاردة او بكره فليه تأجلي، انت لازم تعرفيهم في أقرب وقت علشان لو حصلت مشكلة تقدري تحليها من دلوقتي بلاش تضيعي وقت”.
هبة بتوتر:”بس انا خايفة من بابا ليزعل مني داه زمان لما جات مامة عمر عندنا و هددته… حبسني في البيت و منعني حتى أروح المدرسة و دلوقتي مش بعيد يعيد اللي عمله من سبع سنين و يحرمني اروح الجامعة “.
كامليا بنفي:” يا عبيطة زمان غير دلوقتي خالص ساعتها كنتي صغيرة و هو كان خايف عليكي بس دلوقتي انت كبرتي و كمان الاستاذ عمر كبر و بقى مسؤول و يقدر يحميكي و يقف في وش عيلتك و عيلته كمان..و بعدين انا ممكن آجي و اتكلم مع عم منصور و أكيد هو حيتقنع و متنسيش كمان طنط خديجة هي أكيد لو حكيتيلها هي حتساعدك دي أكثر واحدة تعرف الاستاذ عمر “.
هبة و قد انفرجت أساريرها بعد أن سمعت كلام صديقتها المشجع :” انا كمان فكرت كده و بكره إنشاء الله حكلمها و اقلها…عشان عمر قلي انه بعد فرح صاحبه حيجي البيت عندنا حتى لو انا مقلتلهمش”.
كاميليا بمزاح :الحب يا سيدي…
هبة بنبرة حالمة :” اصلك متعرفيش انا بحبه قد إيه و مش مصدقة انه رجعلي من ثاني بعد السنين دي كلها.. انا خايفة اخسره يا كامي ساعاتها حموت
بجد”.
كاميليا بابتسامة :” متخافيش هو اصلا مش حسيبك داه ممكن اصلا يخطفك…هو حيلاقي أجمل و الا أرق منك يا بيبة”.
هبة بغرور كاذب :”طبعا يابنتي و قريبا حبقي هبة هانم….
كاميليا بضحك :”مش لايقة عليكي الصراحة…ثم أضافت باستدراك… يا لهوي دا انا عمالة أرغي و أضحك من الصبح وناسية المصايب اللي عندي”.
هبة :”يا بنتي انسي و لا يقدر يعملك حاجة انا حقول لعمر و هو حيتصرف متخافيش و كمان الست ثريا أكيد مش حتخليه يعملك حاجة”.
كاميليا بنفي:”دي ست كبيرة و بتنام من المغرب و مبتبقاش حاسة بحاجة و حتى لو كانت موجودة مش حتقدر تقف في وش إبنها انت مشفتيشه يا بيبة داه شيطان زي ما بيقولوا عليه…دماغه سم بشكل رهيب…داه طلعلي تهم من الهواء مكانتش حتخطر على بال أي حد حتى بعد عشرين سنة و المشكلة انها صح… هو لو راح اشتكاني للشرطة حيطلع معاه حق عشان اللي انا عملته داه غباء و مفيش حد يعمله إلا إذا كان حد حمار زيي “.
هبة :” بس والدته كانت عارفه…
كاميليا مقاطعة:”يا بنتي داه إنسان مابيخافش من حد لا تقوليلي والدته و لا أبوه..”.
هبة :”طيب مش انت قلتي انه بقاله مدة مش بكلمك و بيعاملك و لا كإنك موجودة”.
كاميليا :”أيوا بس المشكلة في الدلوع ابنه الاستاذ فادي بقى كل يوم عاوزني ابات معاه…و بقيت مجبرة إني أعمل كده،أنا معدتش قادرة انام طول الليل بفضل سهرانة علشان خايفة يدخل عليا او يعملي حاجة…او حتى يقتلني “.
هبة باستغراب:”لا طبعا يا كامي مش للدرجة دي داه مهما كان شاهين الألفي… داه كل البنات بتجري وراه و بتترمي تحت رجليه يعني أكيد مش حيعمل حاجة زي دي و بصراحة انا مرة سألت عمر عليه فقلي إنه صحيح عنده علاقات كثير مع الستات و بيعمل حاجات كثير مقرفة معاهم بس عمره ما أجبر ست انها تكون معاه بالغصب….لالا انا مفتكرش انه حيأذيكي بالشكل داه و بعدين زي ما قلتلك انا حكلم عمر و أحكيله و هو حيوصيه على الاقل يغير معاملته الزفت ليكي “.
كاميليا بسخرية :” ما أعتقدش انه حيسمع منه داه بيعاملني اقل من أي خدامة في الفيلا…و كل مرة بيهددني انه حيعاقبني علشان استغفلته و كذبت عليه داه لسه منسيش اللي حصل و ناوي يعاقبني بس مأجل التنفيذ “.
هبة :” داه إيه الرعب اللي انت عايشة فيه داه يا بنتي…بقلك إيه انت تسيبي الشغل أحسن الرزق بإيد ربنا “.
كاميليا بتنهيدة :” انتم ليه مش عاوزين تفهموني انت و الست ثريا و طنط خديجة… بقلك بيهددني
و حاطط إثنين من القاردز بيراقبني ليل نهار حبقى اوريهملك لما نطلع.. بقلك إيه خلينا نغير الموضوع داه انا معدتي تقلبت و جسمي كله بترعش من الخوف….
ليلا في فيلا البحيري……
ألقت المزينة (الميكاب أرتيست) نظرة أخيرة على ليليان بعد أن أنهت وضع حجابها الأبيض المزين بفصوص لامعة الملائم مع ثوبها العرائسي الأبيض الفاخر لتتمتم قائلة بإعجاب:”مشاء الله يا ليليان هانم بصراحة انت زي القمر مفيش أجمل من كده، داه أيهم بيه حيتجنن الليلة دي”.
إنسكبت دموع ليليان تلقائيا و ارتفعت شهقاتها دون وعي منها بعد أن سمعت إسمه لتشهق المزينة قائلة بعتاب خفيف :”لسه كده بس يا هانم… ارجوكي بلاش عياط انت كده حتبوزي الميكاب…. “.
كانت ليليان في عالم آخر حتى انها لم تكن منتبهة لحركات المزينة و هي تحاول تجفيف دموعها بخفة متجنبة إفساد مساحيق التجميل التي وضعتها على وجهها منذ قليل….لتزفر الأخرى بيأس و تتراجع متجهة الى خارج الغرفة تاركة ليليان تبكي بقوة،…
بعد لحظات دخلت كاريمان مسرعة و هي تتجه نحوها و تضمها بحنان قائلة بلهفة :”مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، في حاجة مش عاجباكي و عاوزة تغيريها….
نفت ليليان برأسها دون أن تتكلم لتعيد الأخرى سؤالها و علامات القلق مرتسمة على وجهها :” أمال فيكي إيه يا بنتي، إحكيلي إيه اللي حصل؟.
ليليان بصوت متقطع :”مفيش…. إن…. ا بس… إفتكرت…ما…. ما “.
كاريمان بحزن :” الله يرحمها يا حبيبتي، هي أكيد في مكان أحسن من داه و أكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة… يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح….
اومأت لها ليليان و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها :”لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز غصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي….فينيك يا ماما وحشتني اوي …..
قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة
ضبط ماكياجها…
بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم ،لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها، ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم جسدها المنحوت ببراعة و الذي نافس أجساد عارضات الازياء.. حجابها الأبيض يضم وجهها الفاتن الذي
تزين بألوان وردية هادئة جعلتها شبيهة بأميرات القصص الخيالية.
إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة، هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه الدرجة،ابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة….
وضع أيهم يده على خصر ليليان و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه….
الحفل كان خياليا… قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه…
بديكور الفخم باللونين الأبيض و البنفسجي،يتخللهما لون أزرق خافت عند كرسي العروسين
كل شيئ يصرخ بالفخامة و البذخ… الطاولات، الزهور، الشموع المنتقاة بعناية….
الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها…
اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها…
و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد صعودها الى الجناح المخصص للعروسين….
حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها….
في نهاية الحفل.. ودعت أفراد عائلة عمها و صديقتها الوحيدة أمنية التي شجعتها و حاولت تهدئتها قليلا…
سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها
شهقت بقوة عندما شعرت بجسدها يطير في الهواء و ذراعين قويتين تحملانها بخفة ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها…
قبل أن يهتف بصوت مشاكس:”إسم الله عليكي يا قمر اتخضيتي….انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل”.
أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم و هي تحاول السيطرة على إرتجاف جسدها و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما إقتربت خطواته من باب الغرفة.
أشار لها برأسه لتفتح الباب بالكارت الخاص
الذي وجدته في جيب بدلته…
ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه…جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائف اللطيف، قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب :”إيه مالك ياليلي؟ من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة… تكونيشي خايفة مني
تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك…. و الليلة دخلتنا”.
ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة :”أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة”.
إقترب منها أيهم ثم رفع يديه ليفك حجابها متجاهلا نفورها منه…و هو يقول ببرود قاتل :” متخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام “.
لم يترك لها المجال حتى تستوعب كلماته لتمتد يداه و يفتح سحاب فستانها الذي إرتخي قليلا ليكشف عن بشرة جسدها البيضاء الناعمة …
تسارعت أنفاسه و ازدادت حرارة جسده و هو يتفرس ملامحهاالتي إزدادت جمالا بعد أن انسدل شعرها على جانبي وجهها قبل أن يهبط بنظراته الى رقبتها و مقدمة صدرها و كتفيها،قاطع تأمله شهقة ليليان المستنكرة و هي تحاول لملمة أطراف فستانها…
ليزفر هو بغضب و يمسك يديها بحدة يبعدها قائلا بأنفاس لاهثة حاول جاهدا ان يكتمها:”و بعدين بقى إهدي…خلي الليلة تهدي”.
دفعت ليليان يديه قائلة برفض :”قلتلك تع

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك رد

error: Content is protected !!