Uncategorized

رواية غفران البارت الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة نسمة مالك

 رواية غفران البارت الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة نسمة مالك

رواية غفران البارت الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة نسمة مالك

رواية غفران البارت الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة نسمة مالك

شغف!!..
مر يومان..
“هاله”.. 
تستمع لحديث الطبيب المعالج لزوجها بهتمام، تحت نظرات “علي”العاشقة لكل ذرة بها.. 
يتفرس ملامحها،حركاتها، تعابير وجهها فكافة شئ بها اشتاقه له كثيراً.. 
“يعني هو دلوقتي الحمد لله بقي كويس يا دكتور؟”.. 
تفوهت بها هاله بلهفه.. 
“اطمني يا مدام العلاج الطبيعي اللي كنتي مدومه عليه كان مفيد جداً لحركة جسمه، ونقدر نقول ان استاذ علي الحمد لله بقي كويس جدا جدا كمان”.. 
قالها الطبيب بعمليه وهو يرمقها بنظرات إعجاب واضحه جعلت “على” يستشيط غيظاً وبصرامة قال.. 
” هاله تعالي هنا”.. 
اقتربت منه ووقفت بجواره، ليجذب علي يدها ويجلسها خلف ظهره،وبداخله يود أن يضعها يزرعها بقلبه بين ضلوعه.. 
تفهمت هاله مقصده من تلك الحركة فزينت ملامحها ابتسامة هائمه به عشقاً، وأستندت علي كتفيه بكلتا يدها.. 
رمق “علي” الطبيب بنظره ناريه مكملاً.. 
” حسابك كام يا دكتور؟”.. 
تنحنح الطبيب وبحرج قال.. 
” غفران باشا حاسبني،حمدلله على السلامه، بعد أذنك”.. 
أنهى جملته، وفر لخارج الغرفه ومن ثم لخارج المنزل بأكمله.. 
عقد “علي” حاجبيه، وبتساؤل قال.. 
“مين غفران دا؟، الاسم مش غريب عليا!!”.. 
“دا الظابط جوز شهد بنت خاله سعديه، ويبقي قائد الحرس بتاع عهد صحبتي”.. همست بها هاله وهي تلف يدها حول رقبته تضمه لها بحب شديد.. 
“ايوه ايوه افتكرته”..استدار برأسه ونظر لها من فوق كتفه وبعتاب تابع.. “وانتي ليه مبتصرفيش من الفلوس اللي شيلنها يا هاله؟”.. 
“حبيبي انت ناسي ان دفتر التوفير انا عملته بأسمك انت، وانا كنت بحط فيه اللي يفيض من مصروف البيت، لكن السحب انت بس اللي لازم تسحب حد تاني لا حتي لو انا”.. تفوهت بها هاله بابتسامه.. 
ليخبط “علي” علي جبهته بقبضة يده وبأسف قال.. 
“اااخ ازاي فاتتني دي، شوفتي علشان تبقي تسمعي كلامي بعد كده، لما اقولك خليه بأسمك انتي تقوليلي انا ازود فلوسك منقصهاش يا علولي”..
ضمته لها اكثر وبفخر قالت.. 
” ايوه طبعاً لازم احفظ علي كل قرش بتشقي بيه يا حبيبي، وعيزاك تطمن يا علولي مراتك بفضل الله مدبره، ومشروعنا الصغير شغال عال العال كمان وقدرت اسد منه اي فلوس كانت علينا”.. 
” طيب اعمل حسابك ان اول ما أخرج من البيت هاخدك معايا البوسته وهسحب الفلوس اللي في الدفتر وتاخديهم يا هاله تبعتي فلوس غفران لصحبتك والباقي تشليهم بقي بمعرفتك او تصرفيهم دول بتوعك وانتي حرة فيهم”.. 
تفوه بها علي بصرامه وأصرار.. 
تستمع له بقلبها، يدها تربت علي صدره بحنان، ومالت علي عنقه لثمته بعمق، وببكاء همست..
“واحشتني اوي اوي يا علي، ربنا ميحرمنيش منك ابداً يارب”.. 
أمسك يدها ورفعها علي فمه يقبل باطنها بعشق مرات ومرات وهو يقول.. 
” ربنا ميحرمنيش منك انتي يا هاله يلي شلتيني في تعبي ومتخلتيش عني زي ما اخواتي”.. 
أجلسها علي ساقيه، ونظر لعينيها نظرة عشق ليس كمثيله عشق، وبفتنان همس.. 
” يا ست قلبي”.. 
” ااااااه لو تعرف الكلمه دي واحشتني اد ايه يا علولي”..
 تفوهت بها هاله بفرحة غامرة ، وهي تستند بجبهتها علي جبهته،وبغنج تابعت..
” وانت سيدي وتاج رأسي وسيد الرجاله كلهم يا علي يا قلب ست قلبك؟”.. 
اكملت جملتها بجوفه بعدما التقط شفاتيها بقبله شغوفه عاشقه يبث بها مدي اشتياقه لها.. 
……………………………………… 
 داخل مبني عملاق بإحدى أرقى أحياء القاهره، بالطابق الخامس عشر.. 
“عهد”..
تجلس بجوار “غفران “الغارق بالنوم تتابع درجة حرارته بلهفه وخوف ظاهر علي ملامحها، فبعدما أصر هو علي عدم المكوث بالمستشفي لأجل خوفها هي، وهما يمكثان بشقته الخاصه..
من حين لآخر تميل علي وجهه وتتحسس حرارته بوجنتيها، تسير علي جبهته، نزولاً بوجنتيه، ولحيته مغمضة عينيها بستمتاع،وبتنهده عاشقه همست..
“غفران يا همجي فوق بقي مش واخده عليك وانت كده”..
داعبت أرنبة أنفه بشفاتيها وتابعت دون ان تبتعد عن بشرته..
“قوم شوف عهوده اللي اتعدت منك وبقت متحرشه”..
لثمت جانب شفتيه بعمق، ودموعها تنهمر من عينيها بغزاره وبتوسل همست..
“فوق يا غفران انا خايفه من غيرك”..
انكمشت علي نفسها داخل حضنه واراحت رأسها علي صدره بحرص ملتفه بيدها حول خصره، وتمسكت به بكل قوتها مكمله ببكاء طفولي..
“الدكتور قال ان حرارتك ممكن تقعد 3ايام عاليه بس انت ممكن تخليها يومين علشان خاطر عهوده”..
اختلجت أنفاسها حين سمعت همسه الخافت فوق رأسها مردداً بين الوعي واللاوعي..
“عهد”..
رفعت رأسها بلهفه واحتضنت وجهه بين كفيها وببكاء همست..
“غفران انا هنا”..
رمش بأهدابه اكثر من مره، وبهذيان همس قائلاً..
“انا مش متحرش انتي مراتي يا عهد”..
” عارفه اني مراتك يا غفران”.. 
همست بها عهد بأسف، ودموعها تهبط ببطء علي وجنتيها وتستقر علي وجه غفران الذي أغمض عينيه وذهب بنوم عميق مره أخرى.. 
زالت عهد دموعها عن وجه غفران براحة يدها، وغمرت وجنتيه بسيل من القبلات، وبنحيب تابعت.. 
” بس مش عهد اللي تاخد واحد من مراته وولاده يا غفران، جوازنا زي ما سمعت بابي وهو بيتفق معاك مجرد مهمه سريه بالنسبالك وهتنتهي وترجع لبيتك ولولادك”.. 
صكت علي أسنانها وبغيظ أكملت.. 
“ولمراتك البشعه دي اللي انا متأكده انك مكمل معاها علشان خاطر ولادك بس”.. 
ضمت رأسه لحضنها، واصابعها الصغيره تسللت لخصلات شعره الحريريه تخللهم به بنبهار، وبنبره متوسله همست.. 
“سامحني علي اللي ناويه اعمله فيك يا ظبوطه”.. 
أنهت جملتها وطبعت قبله رقيقه علي شفاتيه كانت بمثابة قبلة الحياه لغفران الذي بدأ يستعيد وعيه بين يديها.. 
شعرت عهد به فاسرعت بالابتعاد عنه،وجلسترعلي مقعد بجوار الفراش، مسحت دموعها ورسمت الضيق واللامبالاه علي ملامحها.. 
وأخيراً فتح غفران عينيه وبلحظه كان انتفض جالساً وهو يقول بصوت عالِ.. 
“عااااااااهد”.. 
“ايييييييييييه دا يا ظبووووطه يا همجي انت؟”.. 
صرخت بها عهد التي ارتعدت من صوته فسقطت من فوق مقدها أرضاً.. 
“انتي كويسه”.. تفوه بها غفران بلهفه، وهو يغادر الفراش ويقترب منها يساعدها علي النهوض.. 
“ايوه كويسه، وقعده جنبك وانت تعبان زي ما انت فضلت جنبي في المستشفي لما اغمي عليا لحد ما فوقت”.. 
لكمته برفق بكتفه السليم، وتابعت بابتسامة مصطنعه.. 
“وانت فوقت اهو يا ظبوطه يبقي انا كده عهوده عملت اللي عليها”.. 
سارت من أمامه لخارج الغرفه لتوقفها جملة غفران الذي قال بصوت يكاد يسمع.. 
” انتي شكلك معيطه ليه، اكيد من خوفك عليا”.. 
قمعت ابتسامتها التي زينت محياها، والتفت له وتحدثت بتوتر فشلت في اخفائه.. 
” لا طبعا انا بعيط علشان جعانه ؟!”.. 
” عايزه تاكلي ايه وأنا اعملهولك بأيدي”.. 
قالها غفران بحنو وكأنه يحدث صغيرته،طريقته راقت عهد كثيراً، ولكنها نهرت نفسها وعاد الجمود يزين وجهها وببرود اجابته.. 
“لا ميرسيي متتعبش نفسك زياده انا هطلب دليفري”.. 
التمعت برأسها فكره قبيحه وحسمت أمرها بتنفيذها، ابتسمت له فجأه ابتسامه زائفه وبستفزاز تابعت.. 
“هطلب كبده وسجقأت من عند ابو حمودي اطلبك معايا؟”.. 
رمقها غفران بنظره ناريه، وبصرامه قال.. 
“انا هكلمه يجبلك اللي انتي عيزاه”.. 
” لا انا اللي هكلمه،واطلع منها انت يا ظبوطه”.. 
تفوهت بها عهد بغنج وميوعه وهي تقترب منه وتجذبه نحو الفراش اجلسته عليه وبأمر تابعت.. 
“اقعد ارتاح بس صاحي متنمش تاني ولما الاكل يوصل تاكل وتاخد علاجك علشان تخف مفهوم”.. 
رفع غفران حاجبيه بدهشه حين لمح قميصه الاسود الذي ترتديه ويصل لقبل ركبتيها جعلها بغاية الأثاره والجمال..
“مفهوم سيادتك بقميصي اللي يجنن عليكي دا”.. 
قالها غفران ببطء وإعجاب شديد.. 
رمقته عهد بنظره حارقه، وسارت نحو الخارج بخطوات راكضه وهي تردد بصوت مسموع.. 
“فعلاً انت غفران الوزير المتحرش”.. 
………………………………………… 
“فاتن”.. 
ممسكه بهاتفها تعيد الاتصال بغفران المره التي لا تعلم عددها، وبقلق وبوادر بكاء تحدث نفسها.. 
“يومين متسالش عني يا غفران، وكمان تليفونك مقفول تبقي اكيد في مأمورية، ربنا معاك ويسترها عليك يا ابني”.. 
عادت الاتصال به ليأتيها صوته الرازين قائلاً.. 
“احلي ام غفران، عامله ايه يا غاليه”.. 
“غفران قلقتني عليك يا ابني”..
تفوهت بها فاتن بلهفه.. 
سار غفران خارج غرفته، وبدأ يتابع عهد التي تمارس رياضيه الصباح علي صوت إحدي الأغاني الغربيه، وبهيام قال.. 
” انا جميييل وعظييييم اطمني يا ماما”.. 
اعتلي الذهول وجه فاتن، وبستغراب قالت.. 
” واد يا غفران مالك بتتكلم بسهتنه ليه كده؟”.. 
“انا بتعرض لهجوم عنيف يا ام غفران عنييييف”.. 
قالها غفران وهو يتفرس عهد بنظرته.. 
“غفرررررران انت فين بالظبط؟”.. 
تفوهت بها فاتن بنفاذ صبر، لينتبه غفران علي حالته، وخطي لداخل غرفته مره اخري وبجديه قال.. 
“انا في الشغل يا ام غفران والله، هكون فين يعني”.. 
فاتن:ببكاء.. “انت كويس يا حبيبي، قلبي وكلني عليك”.. 
تنهد بتعب وهو يقول.. 
“عايزه الصراحه لا، انت مش كويس يا ام غفران، وعايز اطلب منك طلب بس متسالنيش ليه ممكن يا ماما؟”.. 
“اطلب عنيا وقلبي معزهمش عليك يا ضنايا”.. 
قالتها فاتن بحب شديد.. 
لياخذ غفران نفس عميق، وبأسف قال.. 
” عيزك تراقبي شهد”.. 
يتبع..
لقراءة البارت الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا

اترك رد