روايات

رواية ما وراء السجن الفصل الأول 1 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن الفصل الأول 1 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن البارت الأول

رواية ما وراء السجن الجزء الأول

رواية ما وراء السجن الحلقة الأولى

– على فكرة النهاردة العيد.
= فَ إيه يعني؟
– يعني عايزة أنزل أشوف صحابي بقالي كتير مشوفتهمش.
= وأنا قلت مفيش نزول
– يعني إيه مفيش؟ وليه؟
= يعني مفيش يا رحمة ومش عايز كلام كتير وإدخلي جوة، أنا مصدع ومش فايقلك.
دخلت اوضتي وفضِلت اعيط كالعادة، زي كل مرة بطلب فيها منه طلب وميوافقش عليه، حاسة كأني ف سِجن، أنا فعلاً ف سِجن بس أنا ذنبي إيه ! هو اللي اتجوزني صغيرة وأنا لسة ١٨ سنة، أنا معيشتش سِنّي وده مش ذنبي، أنا اتحرمت من تعليمي ومدخلتش ثانوية عامة بسببه وبسبب أهلي، أو بمعنى أصح أهل أهلي، أنا اتحرمت من حياتي بسبب إني يتيمة وماليش حد، وجوزوني لواحد عنده ٣٧ سنة عشان يخلصوا من مصاريفي ومسؤوليتي، ومني.

 

 

وأنا متحملة الحَبسة والصوت العالي والتحكُم بدافع الشك والنَقص وقلة ثقته ف نفسه بقالي سنتين ! بس خلاص أنا تعبت وجيبت أخري ومش هتحَمل أكتر من كده، أنا لسة صغيرة الهَم ده، وصغيرة ع إني أعيش مع شخص غير سوي أكتر من كده.
قعدت طول الليل أفكر وقررت أتكلم وأقول كل حاجة جوايا.
– أنا عايزة أتكلم معاك.
رد من غير ما يرفع عينه عن الموبايل اللي مشغول فيه:
= مش فاضي دلوقتي ومش فايق.
– لا لازم تفضى وتفوق وهنتكلم دلوقتي وإنت هتسمعني.
بصلي باستغراب ودَهشة، وإزاي جالي جرأة اكلمه كده، بس مهتمش وكَملت.
– أنا عايزة اتطلق.
= عايزة إيه ياختي؟
– اللي سمعته.
= ويا ترى هتعيشي فين بقا لما تطلقي، ف الشارع؟
– هروح لأهلي.
ضحك ضحكة مستفزة:
= أهلك؟ أهلك مين يا كتكوتة، اللي مفكروش يسألوا عنك ولا مرة، دول باعوكِ بالفلوس، وكان عندهم استعداد يبيعوكِ بغَدوة عادي، دول ما صدقوا خلصوا منّك.
دموعي نزلت غصب عني، كلامه كان جارِح أوي نزِل ع قلبي زي الماية المغلية بالظبط، حَرقه، أكيد مش ذنبي إني ماليش حد، ولا ليا ناس ف ضهري تخاف عليا وتحميني وتاخدلي حقي من أي حد.
حاولت أرد بتماسُك:

 

 

– طلقني، ميخصكش هعيش فين، أعيش مكان ما أعيش حتى لو ف الشارع، أرحم من عيشتي معاك.
رد عليا وهو بيضحك بنفس الاستفزاز والبرود:
= وأنا هطلقك بس مش عشان إنتِ عايزة كده لا، عشان أنا عايز أشوفك مذلولة وطالع عينك عشان تيجي تتحايلي عليا عشان ترجعي.
كمّل كلامه:
= بس اعملي حسابك هتخرجي كده، بالفستان اللي عليكِ ده.
– وأنا المهم عندي أخرج، مش مهم أخرج بإيه.
سِكت شوية وبعدين قام وقف قدامي وقرّب مني وسَند ضَهري ع الحيطة.
نَفَسي ابتدى يعلى، وحسيت إحساس غريب، يمكن خوف يمكن توتر.
قرّب مني ولف إيده حواليا، ولمَس وشي بإيده وبَاسني وقال بهدوء غريب:
= إنتِ طالق.
بَعد عني وضحك نفس الضحكة المستفزة:
= إبقي خدي الباب وراكِ وإنتِ ماشية.
نزلت وأنا مش عارفة أروح فين ولا لمين ماليش حد والدنيا شوية وهتليّل عليا، هبَات ف الشارع فعلاً؟ ولا هعمل إيه؟ أنا حتى بسببه ماليش صحاب صحابي م المدرسة معرفش عنهم حاجة ولا حتى معايا حاجة توصلني ليهم.
والليل جه، وأنا ماشية ومش عارفة أعمل إيه وخايفة من كل حاجة حواليا أنا مكنتش بنزل من كتير أوي، كل حاجة اتغيرت، زي ما أكون كنت ف سجِن حقيقي.

 

 

اضطريت أنام ع الكورنيش ف الأرض، وقضيت تلت أيام ف الشارع بتعرّض فيهم لحاجات كتير، مُضايقات ومعاكسة وناس من اللي بيبقوا عايزين ياخدوا البنات يشتغلوا ف الشغل المشبوه وكنت بفضل أروح من مكان لمكان وأنا مش عارفة أي حاجة، وكنت كل ما بيعدي الوقت بدعي من قلبي ربنا ينجيني ويساعدني، أنا مش عايزة أعمل حاجة غلط أو حرام، أنا عايزة أعيش حياة طبيعية مش أكتر، وأقول يارب أنا صابرة ومُحتسبة وواثقة من ربنا إنه هيكون معايا وينجيني، وبعد مشي كتير ف الشارع والمِرواح من مكان لمكان، وبعد تعب روحت عند الكورنيش وفضَلت قاعدة ع البحر لحد ما لقيت سِت كبيرة جت قعدت جَنبي فجأة وكانت بتعيط جامد، وفجأة أغمى عليها …

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما وراء السجن)

اترك رد

error: Content is protected !!