روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت السابع والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء السابع والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة السابعة والثلاثون

” ماذا تفعل هنا أيها النذل ..؟!”
قالها خالد بصوته الغليظ وهو يجذبه من سترته بعيدا عنها ليدفعه منير بقسوة محاولا إبعاده عنه بينما هبطت لكمة خالد بقوة على وجهه ..
رفع منير قبضته ليتعرف على هوية الفاعل بينما انكمشت تارا على نفسها في أحد أركان الشرفة وهي تدعو الله أن يمرر هذا الحدث على خير دون حدوث فضيحة لها ..
نظر منير إليه بصدمة من وجوده قبل أن يهتف والدماء بدأت تخرج من أنفه :-
” خالد عمران ..”
التوى فم خالد وهو يرد بينما عيناه ترسل شرارات الغضب نحوه :-
” بشحمه ولحمه .. أخرج حالا من هنا يا منير وإلا ..”
مسج منير جانب أنفه ثم إقترب منه مرددا بخفة :-
” وإلا ماذا يا بك ..؟! ماذا تظنني أنت ..؟! وما شأنك أنت من الأساس بما يحدث ..؟!”
اقترب خالد منه وقبض على ياقة قميصه هاتفا من بين أسنانه :-
“ماذا تتوقع مني وأنا أراك تتهجم على إمرأة بهذا الشكل المقيت ..؟!”
ابتسم منير بخفة وهو يبعد كفه عن ياقة قميصة قائلا :-
” بإمكاني الرد على لكمتك لكنني لن أفعل … هل تعلم لماذا ..؟! لأنني تفهمت سبب فعلتك المتهورة .. اسمعني جيدا .. يبدو إن الأمور اختلطت عليك .. ما حدث كان مجرد نقاش حاد قليلا بيني وبين تارا هانم .. تفاقمت الأمور قليلا لكنني أعرف كيف أسيطر على الوضع .. لا تقلق ..”

 

 

قال كلمته الأخيرة وهو يغمز له بخفة ليصدح صوت تارا الكاره :-
” يكفي يا منير .. لا تكذب أكثر .. لم يكن بيننا أي نقاش كما تدعي ولن يكون .. اخرج من هنا حالا ولا تتسبب لي بالمزيد من الفضائح …”
أردف خالد بحدة :-
” اخرج من هنا قبل أن يصدر مني تصرفا لا تتوقعه يا منير ..”
ضحك منير وقال بقوة :
” سأخرج ولكن ليس خوفا منك .. بل لكي لا أتسبب لعزيزتي تارا بمشكلة هي في غني عنها ..”
قال هذا وهو ينظر لتارا بنظرة لا يفهمها سواها ثم اكمل بتهكم مقصود :-
” سامحني لإنني لم أمنحك الفرصة لعرض المزيد من قدراتك ..”
ثم أرسل قبلة في الهواء لتارا بعدما قال :-
” أراكِ مجددا يا جميلتي …”
ورحل تاركا إياها تتابعه بإسمئزاز ظهر جليا على ملامحها قبل أن تلتفت نحو خالد الذي كان ينظر إليها بصمت وملامح غير مقروءه ..
اقتربت منه وقالت بإمتنان ظهر على ملامحها الناعمة :-
” أشكرك كثيرا على ما فعلته .. ”
أكملت وهي تتنهد براحة :-
” قدومك في الوقت المناسب ساعدني في التخلص منه ..”
رد بهدوء :-
” لا داعي للشكر يا هانم .. فعلت ما يفترض فعله في موقف كهذا ..”
أومأت برأسها وقد بدأت ملامح وجهها تعود لطبيعتها تدريجيا بعدما تشنجت كليا بسبب ما حدث ..
سارت نحو سياج الشرفة لتستند عليه وهي تأخذ أنفاسها عدة مرات ..
” هل أنتِ بخير ..؟!”
سألها بنبرة باردة لترد بهدوء :-
” بخير .. لا تقلق ..”
” لست قلقا …”
قالها بنفس البرود لتلتفت نحوه وترفع حاجبها متسائلة :-
” لماذا تسأل اذا ..؟!”

 

 

رد ببديهية :-
” إنه سؤال منطقي وبديهي عندما تشعر إن هناك شخص ما يحتاج لشيء ما ..”
” لم أكن مخطئة عندما وصفتك بالعنجهية والغرور ..”
قالتها بتهكم ليرد وهو يقف بجانبها واضعا يديه بين جيوب بنطالع :-
” وأنا هكذا بالفعل .. لم أنكر هذا يوما ولن أفعل ..”
إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات عابرة قبل ان تعود وتنظر أمامها وهي تهتف بحيادية :-
” من الجيد إنك تعترف بهذا .. غيرك يفعل ولا يعترف .. ”
أردفت بعدها :-
” انتبه من منير .. لن يمرر ما قمت به هكذا .. سيتخذ موقفا اتجاهك ..”
ابتسم بخفة وهو يرد عليها بلا مبالاة حقيقية :-
” ليفعل ما بوسعه إن أستطاع ..”
عادت وإلتفتت نحوه تخبره بصدق :-
” لا تستهين به أبدا خاصة إنه رجل قذر ولديه طرق غير مشروعة في محاربة اعداءه … ”
إلتفت بدوره نحوها حتى أصبح لا يفصله عنها سوى القليل وقال بثقة أعجبتها :-
” أخبرتك وسأخبرك من جديد ليفعل ما يريد إن أستطاع أن يفعل .. اذا كان لديه طرق غير مشروعه في رد اعتباره فأنا أستطيع الرد عليه بما يليق به ولكن بطرق مشروعة ..”
هزت رأسها وهي تعمل على اخفاء إعجابها الذي ظهر في عينيها بسرعة ..
قالت أخيرا :-
” وجودنا هنا سويا أمرا خاطئا .. سأخرج أنا أولا واتبعني انت ..”
وقبل أن تسمع جوابه انطلقت بسرعة خارج الشرفة وفي داخلها تعلم إن خروجها بهذه السرعة ليس بسبب ما إدعت فقط بل بسبب الرجل الذي أنقذها من منير ووقف بجانبها يتحدث بهدوء وثقة أثارت داخلها مشاعر متضاربة أهمها الاعجاب بتلك الثقة واللامبالاة المرسومة على ملامحه الوسيمة ..
……………………………………………………………….
جلست شمس بجانب ربى تتأمل أخيها الذي يسير في وسط غرفته ذهابا وإيابا بقلق شديد ينظر كل دقيقة الى هاتفه لعل النتيجة ظهرت على الموقع الالكتروني المختص بإعلان النتائج ..
لقد جاءت منذ حوالي ساعة حيث أوصلها قيصر الى منزل عائلتها وهبط معها كي يلقي التحية ..
حيا والدتها التي إستقبلته بتحية مماثلة ثم حيا ربى وأخيها ولم ينس أن يخبره ببعض الكلمات المطمئنة مما فاجئها فلم تتوقع إهتمامه بوضع أخيها القلق ..
جلس بعدها قليلا حيث قدمت له اختها العصير ثم إستأذن بعد مدة قصيرة وخرج لتبقى مع عائلتها وتبيت الليلة معهم ..
” أشعر بالحماس لأنك ستبيتين الليلة هنا ..”
قالتها ربى وهي تهمس لها بخفة لتبتسم شمس وتكمل عنها بنفس الهمس :-
” وأنا أيضا خاصة إني إشتقت لغرفتي كثيرا ..”

 

 

ردت ربى :-
” سأنام الليلة معكِ ..”
” كما تريدين .. ”
قالتها شمس بإبتسامة صادقة قبل أن يصرخ أسامة :-
” ظهرت .. النتائج ظهرت على الموقع ..”
فزعتا كلا منهما لتقفز ربى اولا وتتجه نحوه تسأله بقلق ظهر في صوتها :-
” ماذا حدث ..؟! هل ظهرت نتيجة مدرستك ..؟!”
وقفت شمس من الجهة الاخرى جانبه تسأله بتردد :-
” هل ظهرت نتيجتك أم بعد ..؟!”
حمل جهازة مبتعدا عنهما يهتف بهما رغم خوفه مما ينتظره :-
” ما زالت قيد التحميل …”
لحظات قليلة وصاح بفرحة :-
” تسعة وتسعون .. معدلي تسعة وتسعون ..”
دلفت والدته الى داخل الغرفة واحتضنته بقوة بينما صرختا كلا من شمس وربى بفرحة شديدة ..
أطلقت والدته بعدها الزغاريد بينما جذبته شمس اولا نحوها تحتضنه وتبارك له بفرحة شديدة تبعتها ربى ..
بعد مدة كانت والدته تتحدث مع احد اقربائها حيث بدأت تتلقى التهاني من المقربين بعدما علموا النتيجة بينما أسامة يجلس في غرفته يحدث صديقه بسعادة وأمامه تجلسان أختيه ..
أنهى أسامة اتصاله لتسأله ربى بفضول شديد :-
” الآن أخبرنا ماذا ستدرس ..؟! بإمكانك أن تدرس في الكلية التي تريدها …”
رد بجدية :-
” لم أقرر بعد .. لكن غالبا سأدرس الطب ..”
” أحسنت .. كنت سأنصحك بهذا …”
قالتها شمس بسعادة وحماس .. هتفت والدتها بعدما أنهت مكالماتها :-
” المهم أن تدرس في المجال الذي تحبه ..”
اومأ برأسه متفهما ثم اكمل :-
” سوف أدرس الأمر جيدا قبل اتخاذ القرار نهائي …”
” اليوم لن أستطيع النوم من شدة الفرحة ..”
قالتها ربى وهي تبتسم ملأ فمها ليردد أسامة مازحا :-
” لماذا ..؟! هل هي نتيجتك وأنا لا أعلم ..؟!”
ضحكت شمس وقالت :-
” هي نتيجتنا جميعا فجميعنا تحملنا مزاجك وتقلبه ومعاناتك التي لا تنتهي ..”
ضربها بخفة على رأسها وقال :-
” لم يتعب أحد او يعاني سواي …”
” حتى ماما ..؟!”
قالتها ربى بدهشة مفتعلة لترد والدتها بجدية :-

 

 

” مهما تعبت لن يكون بمقدار تعبه هو .. الحمد لله لقد حصد نتيجة هذا التعب ..”
” الحمد لله إن تعبك لم يضيع هدرا …”
قالتها شمس ليومأ أسامة برأسه وهو يردد عبارة الحمد لله اكثر من مرة بطمأنينة احتلت قلبه أخيرا ..
…………………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
هبطت تارا درجات السلم بفستانها الأنيق حيث ينتظرها قيصر في صالة الجلوس كما أخبرتها خادمتها ..
استغربت زيارته المفاجئة فهي لم تعتد منه على ذلك ..
دلفت الى الصالة وتقدمت منه لينهض من مكانه ويمد يده مبادرا بالتحية ..
رحبت به وهي تتجه نحو الكنبة المقابلة له بينما عاد هو وجلس في مكانه متأملا إياه بنظرات استغربتها كليا ..
سألته بهدوء :-
” كيف حالك يا قيصر ..؟! اتمنى أن تكون بخير ..”
رد بنفس الهدوء بعدما عادت نظراته لطبيعتها :-
” بخير .. ”
عادت وسألته بإبتسامة هادئة :-
” وماذا عن العروس ..؟! كيف حالها ..؟!”
رد بإقتضاب :-
” هي الأخرى بخير ..”
سألت بصراحة :-
” إذا ما سبب هذه الزيارة المفاجئة ..؟! هل هناك شيء ما ..؟!”
تنهد ورد عليها :-
” بالطبع هناك شيء وإلا ما كنت أتيت من الأساس ..”
” إذا ماذا هناك ..؟! أخبرني عن سبب هذه الزيارة ..”
نظراته كانت تخبرها بمدى الضيق والغضب الذي يحملهما في هذه اللحظة ..
صوته خرج صارما بشكل فاجئها :-
” مختصر الكلام يا تارا .. ابتعدي عن خالد .. ”
رفعت حاجبها تهتف بهدوء مثير للدهشة :-
” عفوا .. أبتعد عن من ..؟! خالد ..؟! ومالذي بيني وبينه لأبتعد عنه ..؟!”

 

 

أكملت بعدها وهي تنهض من مكانها وصوتها الحاد صدح في أرجاء المنزل :-
” هذا الكلام غير مقبول يا قيصر أبدا .. من المفترض إنكَ آخر شخص تتحدث بشيءٍ كهذا وأنت تعرفني جيدا ..”
أكملت بعدها وهي تشمخ برأسها :-
” أنت اكثر من يعلم كم عدد الرجال الذين حاولوا الإرتباط بي .. تعلم عن مدى ثرائهم وعلو مكانتهم ورغم هذا لم أقبل بأيٍ منهم .. مثلما تعلم عدد الرجال المهمين الذين أعرفهم عن طريق العمل او خارجه ومع هذا لم أحاول إغواء أيا منهم حتى أنت رغم إنك كنت زوجي لأشهر عديدة وكان بإمكاني إستغلال العقد الذي بيننا لكنني لم أفعل .. لذا أخبرني الآن ، ما المميز في خالد عنكم جميعا لأكون معه او بالأحرى لأقترب منه كما تدعي ..؟!”
” كلامك منطقي لولا ما سمعته ..”
قالها ببرود لتصرخ لا إراديا :-
” ومالذي سمعته ..؟!”
” لا ترفعي صوتك يا تارا ..”
قالها بصوت حازم لترد بقوة :-
” انظر اليَّ يا قيصر باشا …”
اتكأت على كلمة باشا ثم أكملت بهدوء مفعم بالكبرياء :-
” لستُ أنا من تتحدث معها بهذا الشكل ولستُ أنا من تتأمر عليها .. أخبرتك إنه لا شيء بيني وبين ابن عمك ..من الأفضل أن تصدق ذلك وإن لم تفعل فهذه مشكلتك وليست مشكلتي ..”
” بكل الأحوال قلت ما لدي ..”
قالها بجمود وهو ينهض من مكانه متجها خارجا لكنه توقف بعد لحظات ثم التفت نحوها يهتف عن قصد :-
” صحيح .. خالد سيخطب عن قريب .. لذا الإبتعاد عنه أفضل للجميع ..”
واللمعة في عينيها أكدت ما تخفيه داخلها عن الجميع وتنكره بقوة ..!
منحها ابتسامة أخيرة باردة ثم خرج بعدها بهدوء كما جاء لتجلس هي على الكنبة بملامح جامدة ..
…………………………………………………………………..
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تبتسم بسعادة مطلقة .. لقد قضت اليوم كامله مع عائلتها .. كم إستمعت معهم حتى إنها أرادت المبيت ليلة أخرى لكن والدتها أخبرتها إنه لا يجوز أن تترك زوجها ليلتين متتالتين في بداية زواجهما ..
سارت متجهة نحو السلم حينما سمعت حماتها تنادي عليها ..
إلتفتت نحوها وقد خفتت إبتسامتها تدريجيا حينما اقتربت كوثر منها وسألتها بسخرية :-
” اهلا بكنتي العزيزة .. أخبريني ما سبب إبتسامتك هذه ..؟!”

 

 

ردت شمس بتهكم :-
” إبتسامتي ..!! أين هي ابتسامتي ..؟! لقد اختفت ما إن سمعتُ صوتك ..”
احتدت ملامح كوثر وهي تهتف بها بحدة :-
” تحدثي معي بإسلوب أكثر احتراما يا فتاة ..”
قالت شمس بجدية :-
” عندما تتحدثين معي بطريقة جديدة غير طريقتك المعتادة سأتحدث معكِ كما تفضلين وأفضل أيضا ..”
منحتها كوثر نظرة كارهة ثم رددت بعجرفة :-
” أنا أتحدث معكِ بالطريقة التي تليق بمستواكِ ..”
صاحت شمس غاضبة :-
” انا لا أسمح لكِ ..”
وقبل أن تكمل سمعت صوت قيصر يهتف بقوة وهو يتقدم نحويهما :-
” ماذا يحدث هنا ..؟!”
ردت والدته سابقة إياها :-
” زوجتك لا تحترم أحدًا وترفع صوتها علي بكل قلة ادب ..”
ردت شمس بقوة :-
” انا لست قليلة الادب يا كوثر هانم .. وأنتِ تعلمين جيدا إنني رفعت صوتي بعدما قلتيه .. ”
إلتفتت الى قيصر تخبره :-
” أنا لا أقلل إحترام من يحترمني .. كما إنني أحترم فرق السن بيننا وإنها والدتك وأتعامل معها على هذا الأساس لكنها لا تفعل المثل ..”
أنهت كلماتها وإندفعت نحو السلم ترتقي درجاته وتتجه في الطابق العلوي نحو جناحها ..
اما قيصر فنظر الى والدته التي رفعت ذقنها بشموخ ليهتف بجدية :-
” يبدو إن حديثي السابق معك بشأن شمس لم يجدِ نفعا .. ”
ردت والدته بإباء :-
” اعذرني .. لكنني لا أستطيع تقبلها ..”
قال قيصر بصوت قوي صارم :-
” لستِ مضطرة أن تتقبليها لكنكِ مجبرة على إحترامها ..”
” هل تريد إجباري على ما لا أرغبه ..؟!”
قالتها مستنكره ليتقدم نحوها ويهتف بنظرات حازمة :-
” إنها زوجتي وأنت مجبرة على ذلك .. إنها المرة الآخيرة التي أتحدث بها بهذا الموضوع وإذا تكرر ما حدث لن أتردد في تنفيذ ما حذرتك منه سابقا ..”
انصرف بعدها يتبع زوجته بينما كوثر تلاحقه بنظراتها الغاضبة ..
………………………………………………………………..
دلف قيصر الى جناحه ليجدها تجلس على الكنبة وهي تهز قدمها بعصبيه ..
اقترب منها لترفع وجهها ناحيته فيسألها بصوت عادي وكأن شيئا لم يحدث في الأسفل :-
” لقد تأخرتِ في منزل عائلتك ..”

 

 

ردت بجدية :-
” كنت مشتاقة لهم كثيرا فقررت البقاء معهم حتى المساء ..”
قال بهدوء :-
” ألم يكن من المفترض أن تخبريني .. لم أكن سأمانع بقائك ..”
شعرت بالحرج بسبب خطأها الغير مقصود فقالت بصدق :-
” معك حق .. لكنني نسيت .. لم يخطر على بالي ذلك حتى عندما اتصلت بي صباحا وتحدثت معي ..”
ابتسم بخفة وقال :-
” لا عليكِ .. المهم ألا تكرريها مرة ثانية .. أنا لا أمانع ذهابك الى هناك وبقائك معهم طول اليوم والمبيت احيانا اذا أردتِ .. هم في النهاية عائلتك ويحق لك ذلك لكن فقط أخبريني ..”
ابتسمت بصدق وهي تومأ برأسها دون رد بينما أكمل هو :-
” صحيح مبارك مرة أخرى نجاح أخيك … معدله ممتاز ..”
دب الحماس فيها ما إن تذكرت أخيها ونجاحه المبهر لتقول بثرثرة :-
” نعم .. معدله ممتاز حقا .. اتمنى أن يدخل كلية الطب كي تكتمل فرحتنا ..”
سألها بإهتمام :-
” اذا هل ينوي أن يدخل كلية الطب ..؟!”
ردت عليه :-
” احتمال .. ما زال يفكر بالأمر .. ”
” دعوه يختار ما يريد .. لا تشتتوا تفكيره .. ليختر ما يفضل بعدما يبحث عن كل تخصص ..”
أكمل بعدها :-
” وإذا أراد بإمكانه التقديم على الجامعة الأمريكية هنا .. وأنا سأضمن له مقعدا ..”
سألته بإهتمام :-
” كيف ذلك ..؟! اذا كنت تقصد أن تدفع أقساطه فلا ماما ستقبل ولا حتى أنا ولا هو ايضا ..”
هتف بجدية :-
” على مهلك .. من قال إني سأدفع شيئا ..”
أكمل موضحا حديثه :-
” بإمكانه الحصول على منحه .. معدله يسمح بذلك لكن أظن هناك اختبار لغة قبلها ..”
قالت وقد أعجبتها الفكرة :-
” فكرة رائعة .. سأخبره بذلك ..”

 

 

ابتسم ثم قال وهو يتجه نحو سترته المعلقة حيث أخرج منها تذكرتي سفر وتقدم نحوها ..
أعطاها التذكرتين لتهتف به وهي تأخذهما:-
” ما هذه يا قيصر ..؟!”
أجاب بهدوء :-
” تذكرتي سفر الى اوروبا .. لقد آن أوان شهر العسل يا شمس فقد تأخرنا كثيرا ..”
تأملت التذكرتين ورغما عنها فرحت لفكرة الذهاب الى اوروبا ..
ضحكت بصدق ثم رفعت وجهها المليء بالفرح نحوه وقالت :-
” إنها فكرة جيدة للغاية .. شكرا كثيرا ..”
تغضن جبينه وهو يهتف بجدية :-
” علام تشكرين بالضبط ..؟! أساسا لقد تأخرنا بهذا كثيرا …”
ابتسمت بخفة ثم نظرت الى التاريخ المدون على التذكرتين لتصرخ لا اراديا :-
” الجمعة ..؟! هل سنسافر بعد يومين ..؟!”
اومأ برأسه وهو يرد :-
” نعم يا شمس .. بعد يومين .. هل لديكِ مشكلة ..؟!”
ردت بسرعة :-
” لا توجد مشكله ولكن المدة قصيرة و ..”
قاطعها بسرعة :-
” إذا أردتِ تجهيز نفسك فلديكِ يومين تستطعين فيها شراء ما ينقصك ..”
” معك حق ..”
قالتها بخفوت ليسألها مغير الموضوع :-
” ماذا سنأخذ هدية لأخيك ..؟!”
رفعت وجهها تنظر اليه بتعجب من فكرة ان يهتم بأخذ هدية لأخيها ليرفع حاجبه متسائلا :-
” مالذي فاجئك بهذا ..؟!”
” كيف عرفت أنني تفاجئت ..؟!”
ابتسم وهو يهتف :-
” ملامحك مقروءة دائما بالنسبة لي يا شمس ..”
ملأها الغيظ من حديثه لكنها تجاهلت ذلك وهي تهتف بجدية ترد على سؤاله :-
” تفاجئت من اهتمامك بأمر هدية اخي .. لم أكن أظن إنك تهتم بعائلتي و..”
قاطعها بقوة :-
” عائلتك هي عائلة زوجتي يعني بمثابة عائلتي الثانية .. هناك اصول في الزواج يا شمس … زواج اثنين يعني ترابط عائلتين بالكامل … “

 

 

” أنا حقا لم أعد أفهم شيئا .. سابقا كنت رجلا بربري متوحش تقسو وتفرض سطوتك علي طوال الوقت وتجعلني أشعر إنك ملك يعاملني كجارية وفجأة بعد زواجنا أصبحت تتصرف كرجل حكيم مثقف ومثالي ملتزم بالأصول والعادات .. أنت أيهم بالضبط ..؟! انا لم أعد أفهم حقا … أريد أن أعرف أيهم قيصر الحقيقي ..؟! وأيهم سأتعامل معه ..؟! هل أخشى من قيصر المتملك الوحشي أم أرتح مع قيصر المثالي الملتزم …؟!”
كانت تخبره بما يدور داخلها.. بحيرتها وتشتتها وبجزء من مخاوفها …
ابتسم على حديثها الغير مترابط المعبر عنها وعن جزء مهم مما يدور داخلها ليرد اخيرا وهو يطلق تنهيدة مسموعه :-
” سأخبرك .. قيصر الذي رأيته اولا يحمل جزءا من شخصيتي عندما أكون مع شخص يحاول العبث معي .. او شخصا يمس او يؤذي شيئا يخصني او مهما بالنسبة لي .. ستقولين ما علاقتي بهذا ..سأرد بإنك لم تفعلِ أيا من هذين ولكنكِ إستفزيتني.. بعنادك وتمردك ورفضك الدائم لوجودي .. أردتكِ يا شمس كما لم أرد إمرأة من قبل .. اعترف بذلك .. أغضبني وأزعجني إنكِ ترفضينني بعدما إخترتك كزوجة لي دونا عن جميع النساء .. فضلتكِ على الجميع .. هل تعلمين ..؟!”
صمت قليلا بينما تنتظر هي إكمال حديثه بلهفة :-
” أنت أول إمرأة عرضت عليها الزواج .. أنت الوحيدة التي أردتها زوجة .. جميع النساء اللواتي مررن في حياتي لم يكن سوى عشيقات مؤقتات أعرف جيدا من اول يوم إنهن سيخرجن من حياتي بعد مدة معينة .. أنتِ الوحيدة التي لم أرغبها كعشيقة .. الوحيدة التي ما إن رغبت بكِ .. رغبتكِ زوجة دائمة … ”
” لماذا ..؟!”
سألته بصوت مرتجف ليرد بصدق :-
” لا أعلم .. لا أعلم سبب ذلك مثلما لا أعلم سبب تحملي جنونك وتصرفاتك الخاطئة وتمردك الطفولي … ”
لم تغضب من حديثه الأخير بل شعرت بكل كلمة منك تخترق قلبها وتتربع فيه ..
بينما أكمل هو بعدها :-
” اما قيصر الثاني فهو قيصر الإعتيادي .. قيصر الذي ستجدينه دائما هكذا .. انا لست خليطا من الاثنين .. أنا أكون واحدا منهم وأنتِ او الظروف من تحددان ذلك …”

 

 

كانت تتأمله بشكل مختلف ونظراتها تحوم حول ملامحه الوسيمة وحديثه الفاصل بالنسبة لها ..
ابتسم على نظراتها المختلفة وتأملها له ليجذبها نحوه في عناق حميمي تجاوبت معه بعفوية خالصة …

( الجزء الثاني )
في اليوم التالي ..
مساءا ..
دلفت شمس الى القصر وهي تحمل مجموعة من الأكياس .. سارت نحو جناحها حينما لمحت كوثر تسير تجاهها .. جهزت نفسها كالعادة لبعض الكلمات المعتادة على تلقيها منها لكنها فوجئت بها تتجاهلها وهي تهبط درجات السلم .. تعجبت من تصرفها الغير المعتاد ثم أكملت سيرها نحو الجناح بلا مبالاة ..
دلفت الى الداخل ووضعت الأكياس على السرير .. ثم جلست عليه بعدها وخلعت حذائها ورمته بإهمال على الأرضية وتمددت بجسدها على السرير الضخم بإرهاق واضح ..
لقد استغرقت وقتا طويلا في السوق وهي تشتري بعض الأشياء التي تحتاجها لأجل رحلة الغد كالملابس والاحذية الرياضية واشياء أخرى ..
تشعر بحماس كبير لتلك الرحلة فهي ستسافر الى أوروبا وترى باريس وروما التي حلمت طويلا برؤيتهما …
اعتدلت في جلستها وحملت هاتفها كي تتحدث مع اختها التي رأتها صباحا حيث ذهبت لتوديع عائلتها قبل سفرها ..
رنت على ربى التي أجابتها بعد لحظات فأخذت تثرثر معها وهي تسألها للمرة التي لا تعلم عددها اذا ما كانت تريد شيئا معينا من هناك تجلبه معها عندما تعود من هذه الرحلة ..
انتهت من حديثها مع اختها لتغلق الهاتف وهي تتنهد بإبتسامة خافتة ثم تنهض من مكانها مقررة ترتيب أغراضها في حقيبة السفر …
مرت اكثر من ساعة حينما انتهت من اعداد حقيبة سفرها بالكامل لتعقد حاجبيها وهي تتسائل داخلها اذا ما كان عليها ترتيب حقيبة سفره ايضا لكنها بالطبع لن تفعل فهي لا تعرف ما يحب أن يأخذه في رحلاته ..
اتجهت لتغيير ملابسها الى فستان صيفي خفيف مريح وارتدت حذائها المسطح ثم جلست على احدى الكنبات تقلب في هاتفها بعدما أنهت كل شيء عليها فعله ..
أثناء تقليبها في احد التطبيقات الشهيرة وجدت أمامها منشورا لأحدى صديقاتها تحتفل بحملها من خلال إحدى الصور المعبرة ..

 

 

عقدت حاجبيها بتفكير وقد تذكرت لتوها أمرًا مهما نسته في خضم هذه الظروف ..
نهضت من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابًا تفكر وتوبخ نفسها لإنها نست إن عليها أن تأخذ حبوب منع الحمل ..
” كيف نسيت ..؟! يا إلهي .. ماذا لو حدث حمل بعد ليلة البارحة او …”
صمتت قليلا وهي تشعر بالخوف من حدوث حمل بعدما حدث بينهما ثم سارعت وجذبت حقيبتها مقررة أن تخرج حالا وتشتري حبوب منع الحمل ..
ما ان فتحت الباب حتى فوجئت به أمامها ..
تراجعت الى الخلف بفزع انتبه له فسألها ضاحكا :-
” ماذا حدث ..؟! لماذا فزعتِ هكذا ..؟!”
أجابته بتلعثم :-
” فوجئت بمجيئك مبكرا ..”
رد ببساطة :-
” عدت مبكرا كي أتجهز لرحلة الغد ..”
” هذا جيد ..”
قالتها بخفوت ليسألها وهو يخلع سترته :-
” إلى أينَ كنتِ ذاهبة ..؟!”
أرادت ان تخترع شيئا كاذبا لكنها تراجعت وهي تفكر إنها لا تفعل شيئا خاطئا وعليها إخباره بصراحة عما قررته ..
” الى الصيدلية ..”
التفت نحوها متسائلا بقلق ظهر جليا في نبرة صوته مما جعلها تنتبه إليه :-
” ماذا بكِ ..؟! هل انتِ مريضة ..؟!”
فاجئها قلقه الشديد وسألت نفسها بدهشة عن سبب قلقه وخوفه الواضح عليها .. هل يخاف عليها لهذه الدرجة ..؟! الى أي مدى يهتم لأمرها ويخشى تعبها ..؟!
تجاهلت سؤالها وهي تقترب منه تطمأنه اولا بعدما شعرت بضرورة ذلك :-
” انا بخير .. لست مريضة لكن ..”
توقفت عن حديثها تتأمل نظراته المهتمة ثم تكمل بهدوء مقصود :-
” اريد شراء حبوب منع الحمل فقد نسيت شرائها ..”
تأملها مليا ثم سأل بنفس الهدوء :-
” لماذا تشتريها ..؟! ألا تريدين أن تحملي طفلا ..؟!”
انزعجت من طريقته في السؤال وكأنه يحادث طفلة صغيرة ..
هزت رأسها نفيا وهي ترد بخفوت :-
” كلا لا أريد ..”
وعندما لم تجد منه ردا سوى الصمت اردفت :-
” ما زال الوقت مبكرا على الإنجاب ..”
قالتها بتمهل ليسألها بهدوء مريب :-
” المعنى ..؟!”
أجابته ببساطة :-
” لا أريد الإنجاب الآن ..”
وعندما وجدته صامتا أكملت بجدية :-
” ألم يكن هذا إتفاقنا يا قيصر ..؟! ثلاثة أعوام قبل الإنجاب ..!”
هز رأسه موافقا حديثها ليكمل بعدها :-
” فكرت إن اتفاقنا ملغي .. وإن الثقة أصبحت موجوده بيننا ..”
سألته بدهشة :-
” وما علاقة الثقة بعدم الإنجاب ..”

 

 

رد بصوت جاد :-
” رفضك الإنجاب مني يعني عدم ثقتك بي وعدم اقتناعك بصحة إستمرار زواجنا … المرأة التي لا ترغب بالإنجاب يعني عدم رغبتها بإستمرار زيجتها الى الابد ..”
دافعت عن نفسها :-
” بالطبع لا .. انا لا ارغب بالإنجاب الآن لإنني ما زلت صغيرة على هذا ولدي رغبات وطموحات كثيرة أسعى لتحقيقها .. امنحني عامين او ثلاثة وسأنجب بعدها بكل تأكيد لكن الآن الوقت مبكرا جدا حتى إننا لم نعرف بعضنا جيدا ..”
قال متهكما :-
” بعد كل ما حدث بيننا ما زلنا لا نعرف بعضنا جيدا ..”
أكمل بصدق :-
” بالنسبة لي فأنا أصبحت أعرفك أكثر من نفسك يا شمس ..”
رمشت بعينيها بتوتر لتحاول الثبات وهي تسأل بضيق :-
” المعنى ..؟! ألم تسمح لي بشراء تلك الحبوب ..”
هتف بصدق :-
” إفعلي ما تريدين يا شمس لكن انتبهي فتلك الحبوب قد تكون مضرة احيانا وتناولها لمدة طويلة قد يسبب العقم ..”
اجفلت من آخر كلماته ورددت بخوف :-
” والحل ..؟! اذا لم أتناولها سأحمل وانا لا اريد ذلك ..”
تنهد بصوت مسموع ثم قال بجدية :-
” الحل أن تراجعي طبيبة مختصة اولا وهي تنظم لك الأمور وتخبرك بكيفية تناولها ..”
” متى سأذهب الى الطبيبة ونحن سنسافر غدا ..؟!”
سألته بحيرة ليرد ببديهية :-
” إذهبي اليها عندما نعود من رحلتنا .. ”
عقدت حاجبيها متسائلة من جديد :-
” وماذا إن حدث حمل في هذه الفترة ..؟!”
اقترب منها بتمهل ثم جذبها من خصرها محيطا إياه بذراعيه فتتوتر ملامحها بينما يهمس هو لها بخفة :-
” حينها سيكون هذا أمر الله وعلينا الرضا به …”
قالت بضيق :-
” انت تستغل الفرص ..”
سألها متعجبا :-
” كيف ..؟!”
ردت بتردد :-
” تخيفني من تلك الحبوب كي لا أتناولها هذه الفترة فيحدث حمل وأصبح امام الأمر الواقع …”
رد وهو يتمعن النظر في ملامحها التي يحبها بشدة :-
” تناوليها اذا ..”
ردت بنفس التردد :-
” سأشتريها بالطبع وأتناولها خلال الرحلة وعندما اعود سأذهب الى الطبيبة فهي لن تسبب ضرر في الأشهر الاولى .. ”
جذب شفتيها في قبلة مقاطعا حديثها قبل أن يهتف بعدها :-
” اشتريه غدا اذا ..”
وقبل ان تقاطعه معترضة كان يقتنص شفتيها بقبلة طويلة استجابت لها كليا وهي تغرق معه من جديد …
………………………………………………………………

 

 

كانت شمس بين احضانه تستمع الى دقات قلبه الهادرة والخجل يسيطر عليها …
لا تعرف الى متى سيستمر خجلها الشديد منه كلما اقترب منها لكنها في حضرة قربه تتحول الى انسانة اخرى لا تعرفها .. تتجاوب معه بعفوية مطلقة مكللة بخجل محبب .. سمعته يهتف بها :-
” لماذا انتِ صامتة ..؟!”
تعجبت من سؤاله فهي دائما ما تلتزم الصمت بعدما يحدث بينهما حتى تغفو بين احضانه بلا وعي ..
اجابته بصوت مبحوح :-
” ماذا سأقول ..؟!”
شعرت بأنامله تتخلل شعرها وهو يهتف بأريحية :-
” قولي اي شيء ترغبينه .. احب سماعك ..”
رفعت عينيها اللامعتين نحوه ليقول :-
” عيناكِ ..”
سألته وهي ترمش بعينيها :-
” ماذا بهما ..؟!”
ليجيبها وهو يتمعن النظر فيهما .:-
” بهما لمعة غريبة .. أحبها …”
سألته وهي تبتسم لا اراديا :-
” كيف يعني ..؟! لم ألحظها من قبل ..”
قال وهو ينقر على فمها بإصبعه :-
” لقد لاحظتها منذ اول لقاء بيننا .. مثلما أيقنت إن لونهما يصبح اخضرا مشعا اسفل ضوء الشمس ..”
ردت مندهشة :-
” هذا صحيح .. رغم ان لونهما الطبيعي يبدو بنيًا فاتحا لكنه يصبح اخضرا تحت الضوء ..”
” هل رأيتِ انني اعرف كل شيء عنكِ وكافة تفاصيلك ..؟!”
سألته بلا وعي و بفضول واستمتاع لم تنتبه إليهما بسبب حماسها لهذا الحوار الذي وجدته شيقا وكأنها أحبت اهتمامه بأدق تفاصيلها :-
” وماذا بعد ..؟! ماذا تعرف عني وما هي تفاصيلي الاخرى ..؟! ”
تعجب من حماسها وانفتاحها في حوارها لكنه ادرك ان حديثه جاء على هواها فأكمل منفتحا بدوره معها :-
” لون شعرك .. مميز للغاية .. بني محمر .. لكنه يصبح أحمرا مشعا اسفل ضوء الشمس ايضا ..”
هزت رأسها وهي تؤكد ما قاله :-
” هذا صحيح .. لذا احب لون شعري ولا افكر بصبغه ابدا ..”
” ومن سيسمح لكِ بذلك ..؟!”
قالها بقوة لترفع حاجبها وهي تسأل :-
” ألن تسمح لي بصبغه اذا رغبت بهذا ….؟!”
رد بإباء وتملك :-
” ابدا .. لن تصبغيه ولن تقصيه مهما حدث …”

 

 

وللغرابة اعجبتها نبرته المتملكة تلك على غير عادتها مما جعلها تشعر إنها اصيبت بالجنون لكنها قالت بصوت معاند :-
” انه شعري ومن حقي ان افعل به ما اشاء حتى لو حلقته بالكامل .. لا احب ان تتدخل في اشيائي الخاصة .. ”
عبث بشعرها وخصلاته الناعمه وهو يقول :-
” من المفترض ان تفعلي ما يحبه زوجك ..”
” انا افعل ما احبه انا فقط ..”
قالتها وهي تغمز له بعفوية وشقاوة أحبها منها وما أحبه اكثر انفتاحها وتصرفها على طبيعتها للمرة الاولى معه ..
قرص انفها وهو يقول :-
” اذا عدنا الى العناد والتمرد ..”
” لم نتخلص منه حتى تقول انه عاد ..”
قالتها بجدية ليضحك بخفة وهو يقول :-
” اتفق معكِ في هذا …”
ثم مال على شفتيها يقبلها بخفة وهو يكمل :-
” هل تشعرين بالجوع ..؟!”
ردت بتردد :-
” كلا ..”
” ولكنني أشعر بالعكس ..”
قالها بجدية ثم اكمل وهو يدرك انها لم تتناول شيئا كعادتها :-
” انهضي وارتدي ملابسك فموعد العشاء اقترب ..”
ثم اكمل وهو يغمز لها؛-
” ام تحبين ان تتناولي عشائك هنا ..؟!”
جذبت الغطاء حتى ذقنها وهي ترد بخجل :-
” بالطبع لا .. سنتناوله في الأسفل ..”
……………………………………………… ………….

 

 

في مساء اليوم التالي
توقفت كوثر امام الخادمة تخبرها :-
” سأدخل الى المكتب لحظات .. اذهبي اليها واخبريها ان قيصر يريدها … وعندما تهبط من جناحها اتصلي بي … هل فهمتِ ..؟!”
أومأت الخادمة برأسها تخبرها انها فهمت كل شيء بينما اخذت كوثر نفسا عميقا وهي تفكر ان هذه فرصتها الاخيرة لهدم هذه الزيجة …
لقد طال وجود تلك الفتاة وعليها التخلص منها ..
دلفت كوثر الى مكتب قيصر بعد لحظات فوجدته يجري بعض الاتصالات السريعة قبل سفره ..
جلست تنتظره ان يكمل اتصالاته كي تتحدث معه بما جاءت لأجله ..
انهى اتصاله ثم هتف بها بجدية :-
” كنا سنأتي لتوديعك انا وشمس ..”
قاطعته متسائلة :-
” متى ستسافر ..؟!”
أجابها :-
” بعد ثلاث ساعات من الآن ..”
أومأت برأسها ثم اكملت بعدما اهتز هاتفها بإشارة مقصودة من الخادمة :-
” ماذا فعلت بشأن موضوع تارا ..؟!”
كانت تتحدث بصوت عالي قليلا يصل الى الخارج..
في نفس اللحظة كانت شمس تتقدم نحو المكتب بعدما أخبرتها الخادمة ان قيصر ينتظرها في المكتب ..
همت بطرق الباب لكنها توقفت وهي تستمع الى حديث حماتها ..
هتفت كوثر عن قصد بعدما ادركت ان شمس وصلت بالتأكيد :-
” ماذا لو علم احدا ما بزواجك السابق منها ..؟! ماذا سيكون موقفك عندما يعلم الجميع انك سبق وتزوجت من تارا الهاشم ..؟!”
تجمدت شمس مكانها تحاول استيعاب ما سمعته ..
تارا الهاشم وقيصر ..؟!!
كيف ذلك ..؟!
هزت رأسها نفيا وهي تخبر نفسها انه كذب وقد تكونت الدموع فجأة داخل عينيها ..
لحظات وسمعت زوجها يرد بلا مبالاة :-
” لا احد يعلم بأمر هذه الزيجة ولن يعلم احدا .. ”
اكمل بقوة :-
” ومن يتجرأ ممن يعلمون بها على كشفها فسيكون عقابي صعبا جدا ..”
هطلت دموع شمس بغزارة وقد تأكدت مما سمعته ..
هزت رأسها نفيا بعنف قبل ان تركض بسرعة عائدة نحو جناحها ..
أومأت كوثر برأسها متفهمة وقد ادركت ان ابنها قال ما تحتاجه وان كنتها علمت بما تريدها ان تعلمه …
نهضت من مكانها وهي تقول براحة مصطنعة :-
” الان فقط ارتحت .. اعلم جيدا انك تجيد التصرف في امور كهذه .. ”
اردفت وهي تتقدم نحوه وتقبله من وجنتيه :-
” سأشتاق اليك كثيرا هذا الشهر .. انتظر عودتك سالما حبيبي ..”
ربت على كتفها ثم قبل جبينها وهو يقول :-

 

 

” لن أتأخر باذن الله ..”
ربتت على وجنته بخفة ثم خرجت من مكتبة لتشير الى الخادمة التي سارت خلفها نحو جناحها ..
اخرجت شيكا بمبلغ كبير واعطته لها وقالت :-
” غادري الآن .. سأتصل بكِ عن قريب بعدما اجهز لكِ عملا لدى احدى صديقاتي ..”
ابتسمت الخادمة وهي ترد :-
” أشكركِ يا هانم .. اذا احتجتِ شيئا ما فأنا في الخدمة ..”
ثم استأذنت وخرجت بعدما نفذت اتفاقها مستعدة للرحيل من القصر ..
……………………………………………………………….
دلف قيصر الى الجناح هاتفا باستعداد :-
” سنغادر بعد قليل يا شمس ..”
لكنه توقف وهو يجدها تلتفت نحوه بعدما كانت توليه ظهرها تنظر من النافذة الى الخارج ..
فوجئ بها تستدير بعينين حمراوين ووجه شديد الاحمرار ايضا ويبدو انها كانت تبكي …
تقدم نحوها يسألها بقلق :-
” ماذا حدث يا شمس ..؟! هل كنتِ تبكين ..؟!”
ظلت تتأمله بصمت ونظرات تحمل عتابا صريحًا فعاد يسألها بدهشة :-
” اخبريني يا شمس .. ماذا حدث ..؟! ولماذا تنظرين الي هكذا ..؟!”
تحدثت ببطأ وصوت مبحوح :-
” لماذا لم تخبرني ..؟! لماذا كذبت علي ..؟!”
سألها للمرة الثالثة بصوت مستغرب :-
” بمَ كذبتُ عليكِ يا شمس ..؟! عمَ تتحدثين ..”
ردت بصراحة مطلقة كما اعتادت :-
” زواجك من تارا .. ماذا عنه ..؟! ألم تكذب علي بشأنه ..؟!”
ثم اردفت بقوة وهي ترفع اصبعها في وجهه :-
” إياك ان تكذب .. لقد سمعتك وانت تتحدث مع والدتك وعلمت بكل شيء ..”
” لن اكذب ..”
قالها بقوة وملامح متجهمة ..
” كانت زوجتك ..”
هتفت بها بصوت خافت مضطرب قبل أن ترفع وجهها وتسأله بصوت عالي عصبي :
” تحدث .. هل كانت زوجتك حقا ..؟! هل كنت متزوجا منها ..؟!”
زفر أنفاسه ثم أجاب بهدوء :
” نعم كانت زوجتي ..”
تجمدت اطرافها كليا وطعنة غريبة اخترقت قلبها .. لا تصدق ما سمعته وإلى أي درجة خدعت به رغم سماعها لهذا منذ لحظات لكن كان هناك امل صغير داخلها ان يكون ما سمعته كذبا او وهما ..
همست بصوت متألم ضعيف :
” لقد سألتك .. سألتك منذ أكثر من عامين ونفيت كل هذا .. ”
أكملت بخيبة :
” وهي .. كانت تتحدث معي وتمدحك .. ”
قالت بلا وعي :
” قالت إنك تحبني ..”
نظرت إليه بخذلان وهي تهتف بخيبة :
“كنتما تخدعاني طوال هذا الوقت .. كيف استطعتما فعل ذلك …؟! كيف أذيتموني بهذا الشكل ..؟! ”
تجمدت ملامحها فجأة وهتفت به :
” طلقني ..”
والنبرة أتتها صارمة لا تقبل نقاشا :-
” مستحيل .. ”
” ستفعل .. ستطلقني اجبارا عنك ..”

 

 

قالتها بقوة شديدة ليرد بقوة اكبر :-
” كل شيء ممكن إلا هذا .. لن أطلقك يا شمس ولو تبقى يوم واحد من عمري ..”
ثم أكمل بجدية :-
” دعيني اشرح لك .. هذا الزواج كان …”
قاطعته بعصبية :-
” لا اريد سماع اي شيء .. اي شيء ..”
ثم اكملت وقد سقطت دموعها اجبارا عنها :-
” كان عليك ان تخبرني منذ عامين .. قبل أن تخطبني حتى .. لقد خدعتني .. كذبت علي .. والأسوأ من ذلك إنني سألتكَ وأنكرت .. كذبت بكل صلافة علي ولم تهتم بالأمر حتى .. ”
رد محاولا السيطرة على غضبها :-
” اسمعيني .. اقسم لكِ لم تكن كما تظنين ..”
صرخت بصوت عالي وقد استفزها نكرانه :-
” كيف استطعت فعل هذا ..؟! كيف كذبت علي وهي ..؟! هي كذبت علي .. كانت تخبرني انك تحبني وتريدني حقا .. كانت تنصحني ..”
ثم اكملت بصوت مرتجف :-
” هل انت من طلبت منها هذا ..؟! هل طلبت منها ان تخبرني بكل هذا ..؟! ”
صاح مستنكرا :-
” ابدا .. لا علم لدي بكل هذا اقسم لك ..”
اكملت بدموع لاذعة :-
” هل كنتما سويا وانا خطيبتك ..؟! ولمَ لا ..؟! كانت تأتيك الى المكتب .. الله وحده يعلم ماذا كنتما تفعلان سويا في فترة خطوبتنا وحتى بعد زواجنا …”
جذبها من ساعدها يخبرها بصوت وصوت حازم :-
” لم يحدث شيء كهذا ابدا .. لا معها ولا مع غيرها .. لم أخنكِ مطلقا منذ خطبتنا .. استوعبي هذا وافهميه .. استوعبيه يا شمس ..”
دفعته بقوة واتجهت نحو الباب بنية الخروج ليقف في وجهها وهو يمنعها من الخروج متسائلا بعصبية :-
” الى اين تذهبين ..؟! الى اين ..؟!”
صرخت بقوة :-
” ابتعد عني .. سأذهب عند اهلي .. لن ابقى معك دقيقة واحدة ..”
قبض على ذراعها يهتف بها بصرامة وهو يدفعها نحو السرير :-
” اجلسي وكفى جنونا ..”
اكمل بعدها وهو يتطلع الى عينيها الباكيتين :-
” قبل ان تحكمي علي استوعبي وافهمي حقيقة هذه الزيجة ..”
ردت بصوت باكي :-
” لا اريد ان اسمع شيئا … لقد كذبت علي وانتهى ..”
اقترب منها منحنيا نحوها متسائلا بقوة وهو يهزها من ذراعيه :-
” لماذا تبكين ..؟! هل يزعجك زواجي مسبقا الى هذا الحد ..؟! هل يؤلمك ..؟! لماذا اخبريني ..؟! ”
صاحت معترضة :-
” ألا يحق لي الإنزعاج من شيء كهذا ..”
رد بجدية وهو يتوقف عن هزها :-

 

 

” يحق لكِ بالطبع .. يحق لكِ كل هذا .. لكن لا يحق لكِ ان تحكمي علي دون سماع …”
قاطعته بعناد :-
” لا اريد سماع شيء .. كم مرة سأخبرك بهذا ..؟! انا كنت في موضع المغفلة لمدة طويلة .. كنت اتحدث مع الزوجة السابقة لك وانا لا اعلم .. ”
اكملت بعدما ابتسمت بتهكم مليء بالمرارة :-
” تخيل نفسك مكاني في موضوع كهذا .. هل كنت سترتضي هذا على نفسك ..؟! اخبرني .. هيا ..”
” كان زواجا صوريا .. لسبب محدد .. ”
ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تتحدث بينما اكمل هو :-
” كنت مضطرا لذلك كي أنقذها .. ”
وقبل ان يكمل كانت تضحك بسخرية وهي تردد :-
” يا لك من رجل نبيل .. تنقذها حقا ..؟! اكمل اكمل يا باشا ..”
ابتعد عنها هاتفا بحزم :-
” انا لا اكذب ..”
نهضت من مكانها تواجهه بقوة :-
” بل تفعل ..”
سيطر الغضب على ملامح وجهه وهو يهتف بها بصرامة :-

 

 

” اياك ان تكرريها .. انا لا اسمح لكِ بإتهامي هكذا … لقد اضطررت لإخبارك بسر مهم لا يخصني وحدي ورغم هذا تتهمينني بالكذب .. لم أكذب يوما ولن افعل لأي سبب كان وعندما كذبت عليكِ بشأن هذا منذ عامين .. ”
اخذ نفسا عميقا ثم قال بصدق :-
” كنت مضطرا لذلك لأجلها .. لم استطع ان افضح شيئا يخصها هي ايضا ..لقد اتفقنا على الكتمان ولم يكن من الممكن ان أخلف اتفاقنا ..”
اكمل بعدها وهو يتأمل ملامحها بعمق :-
” والآن انتِ حرة بالتصديق من عدمه .. سأخرج الآن واترك لك حرية القرار واذا أردتِ الرحيل فلن امنعك … “

يتبع….

اترك رد