روايات

رواية الشادر الفصل السادس 6 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل السادس 6 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت السادس

رواية الشادر الجزء السادس

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة السادسة

قعد فؤاد يبص قدامه وهو بيفكر في الاتفاق اللي بينهم، قرب واحد من رجالة فؤاد وسأله بفضول:
– ايه الاخبار يا باشا؟، اتفقتوا
خد فؤاد نفس عميق من الشيشه وهو بيفكر بغموض وقاله:
– اتفقنا
سأله مرة تانيه بقلق:
– وعرف حاجة عن تجارتنا التانية اللي بنخفيها هنا في الشادر وسط الخشب؟
اتكلم فؤاد بتحذير:
– لا طبعا مش لازم يعرف أي حاجة عن تجارتنا التانية.. لو عرف هنروح في داهية.
*****
في شقة اهل جميلة.
دخل الاستاذ محمود والد جميلة الشقه وهو بينادي على جميلة بمرح، خرجت جميلة من غرفتها وخرجت تسنيم من غرفة الجلوس وخرجت والدة جميلة من المطبخ، اتجمعوا حواليه بفضول، وقف وسطهم واتكلم بحماس:
– عندي ليكم مفاجأة، زمايلي في الشغل عملوا رحلة يوم الجمعة الجاية وانا اشتركت لينا احنا الاربعه في الرحلة دي
قفزت تسنيم من الفرحه وابتسمت والدتهم بسعاده، جميلة الوحيدة اللي معملتش اي رد فعل سواء ايجاب او اعتراض، وقف والدها يبصلها بستغراب وسألها بفضول:
– ايه يا جميلة انتي مش فرحانه بالرحلة!! ، انتي عارفه الرحلة دي هنروح فين، اسكندرية، وانا عارف انتي اد ايه بتحبي اسكندريه والبحر
رسمت جميلة ابتسامه هاديه على شفايفها وقالت بهدوء:
– انا عارفه يا بابا ومتأكدة ان اكيد حضرتك اللي عرضت على زمايلك فكرة الرحلة دي وعارفه سبب الفكرة؛ حضرتك عايز تبعدني عن المنطقه في اليوم ده عشان فرح حمزة. بس متقلقش يا بابا انا فعلا بخير واتصالحت مع الموضوع ده ومفيش اي هدف يهمني اوصل له دلوقتي غير التفوق في دراستي واكون دايما ناجحة ومتفوقه زي ما اتعودت
ابتسم والدها وقرب منها قبّل مقدمة راسه وربت على ظهرها بحنان وقالها بابتسامة:
– طول عمرك بتفهميني يا جميلة
ابتسمت جميلة بحزن وقالت لوالدها:
– اطمن عليا يا بابا ومتقلقش انا حقيقي بخير
هز والدها راسه بالايجاب، بهتت ملامح تسنيم وقالت بأحباط:
– ايه ده يعني الرحلة كده اتلغت!
ضحكت والدتها واتكلمت معاها بهزار:
– رحلة ايه يا بتاع الثانوية العامة انتي!
دبدبت تسنيم على الارض وقالت بحزن:
– يووه بقى، دا انا كنت فرحت وقولت اخيرا هرتاح من المذاكره يوم
اخدهم والدها في حضنه هي وجميله وقالهم بوعد:
– وعد مني ان شاء الله لما تنجحوا انتوا الاتنين هنروح اجازه اسبوع اسكندريه
قفزت تسنيم بسعاده وقبّلت والدها من خده، ضحكت جميلة بهدوء، ضمهم والدهم لحضنه وقال بسعادة:
– ربنا يباركلي فيكم يا رب
رددت زوجته الدعاء وهي بتنظر لهم بسعادة.
*****
صباح اليوم التالي.
بداخل شقة حمزة البرنس.
خرج “حمزة” من الحمام وسمع صوت “ثريا” اخته وهي بتتكلم في التليفون مع “جميلة” وبتأكد عليها تستناها تحت البيت وبتأكد انها نازله حالاً.
حمزة كان نفسه يشوف جميلة، كانت وحشاه اوي بس كان بيكابر، كان بيقنع نفسه انه عايز يشوفها بس عشان يقهرها ويوجع قلبها ويشوف في عينيها نظرات الندم بعد ما خرجها من حياته وربط حياته بواحده تانيه.
خرج من البيت بسرعه قبل ثريا عشان يشوف جميلة وهي تحت البيت وكأنها صدفه.
نزل الدرج بتاع البيت وشافها وهي واقفه وماسكه الموبيل بتاعها بتقلب فيه.
قلبه دق بعنف، كان نفسه يقرب منها وياخد الموبيل من ايديها ويقولها “مش من حق اي حاجه في الدنيا تشغلك عني” ، كان حاسس بالغيرة من الموبيل اللي عينيها وايديها وعقلها مشغولين بيه، ياترى فيه ايه الموبيل ده عشان يشغلها بالشكل ده!!.
خرج من البيت ووقف قدامها، رفعت عينيها عن الموبايل وبصتله بصدمة، قلبها خفق بسرعه اول لما شافته، جسمها كله ارتجف، وشها احمر و شحب بسرعه، بصلها باشتياق، كانت وحشاه اوي، فاق لنفسه واتغيرت نظرته ليها بسرعه واتكلم بسخرية:
– ازيك يا جميلة
نظرات عينيه اللي اتبدل في لحظة واصبحت بارده فوقتها هي كمان واتبدلت نظرات عينيها واصبحت قوية بتعكس عنادها و ردت ببرود:
– الحمدلله بخير
رفع حاجبه بغيظ وقالها:
– متأكده !!
هزت راسها بتأكيد وقالت:
– اه طبعا متأكده، الحمدلله
بصلها بعمق، اتكلمت مرة تانيه بسخرية وقالتله:
– آآه م الحق قبل ما انسى، الف مبروك، انا حقيقي فرحتلك اوي
ضحك بسخرية وقالها ببرود:
– كنت متأكد ان ده هيفرحك وللسبب ده قررت اعمل كده
بصتله بصدمة، لاحظت السخرية في كلامه.
نزلت ثريا من البيت ووقفت مكانها لما شافت اخوها واقف مع جميلة وبيتكلموا، وقفت في جنب تخفي نفسها عشان تسيبهم يتكلموا برحتهم، كانت بتدعي من قلبها انهم يتصالحوا وحمزة يرجع عن موضوع الجوازة دي ويتجوز جميلة بدل البنت التانيه اللي خطبها.
كمل حمزة كلامه مع جميلة وقالها:
– اهم حاجه عندي انك تكوني مبسوطة، وانا اتعودت اشوف ايه اللي بيفرحك واعمله
كلامه كان قاسي علي قلبها اوي، فجأة ظهر قدام عينيها شريط ذكرياتهم مع بعض، ذكريات طفولتهم، قد ايه كان طول عمره حنين عليها، كان بيخاف عليها وعمره ما سمح لأي حد انه يزعلها، كان دايمآ هو اللي بيضحي عشانها، كان بيضحي براحته وسعادته عشان يشوفها مبسوطة، في اللحظة دي شافت نفسها قد ايه كانت انانيه معاه، مقدرتش ظروفه واللي حصله وعمرها ما فكرت تقف جنبه، بالعكس؛ دي بعدت عنه وحاربته وكأنه عدوها، كانت دايمآ بتحاسبه على ظروف ملوش يد فيها، مع انها كانت تقدر تاخد بإيديه وتبعده عن الطريق اللي هو ماشي فيه بقوة حبها، مش بعدائها ليه واظهار كرهها له طول الوقت.
بصلها حمزة بخيبة امل وسابها ومشي، وقفت تتابعه بزهول وهو بيبعد عنها، خرجت ثريا من البيت اول ما حمزة بعد عن جميلة، قربت ثريا من جميلة ووقفت جنبها وسألتها بفضول:
– في ايه يا جميلة!!
بصتلها جميلة وعينيها بتلمع بالدموع، قلقت ثريا اكتر وسألتها بقلق:
– مالك يا حبيبتي!، حمزة قالك ايه؟!
هزت جميلة راسها وقالتلها:
– مفيش حاجه يا ثريا، حمزة مقالش حاجه
اتنهدت ثريا بحزن وقالتلها:
– حمزة بيحبك اوي يا جميلة، كان نفسي تكونوا لبعض
اتكلمت جميلة بحزن:
– كل شئ قسمة ونصيب يا ثريا
اتحركت جميلة عشان تمشي، مشت جمبها ثريا وهي حزينه على وجع قلب اخوها وصحبتها.
*****
في بيت الاسطي خيري الحلاق.
قعد الاسطي خيري على طاولة الفطار هو وزوجته وبنته أمنيه وابنه الصغير، اتكلمت والدة امنيه بفضول:
– هو البرنس متكلمش معاك في موضوع الشقه لحد دلوقتي؟
اتكلم زوجها وهو بيتناول الفطار:
– هو اتفق معايا انه هيجهز البيت كله، بس شكله كده والله اعلم هيقعد في شقة والدته
اتكلمت أمنيه بهدوء:
– مش مهم هنعيش فين، انا راضيه بأي حاجه
اتكلم الاسطي خيري برضا:
– على رأيك يا أمنيه، هو احنا كنا نطول نناسب البرنس
ابتسمت والدة أمنيه واتكلمت بفخر:
– دا كل المنطقه بيحسدونا
بصتلهم أمنيه بتوتر وخفضت وشها.
وقف الاسطي خيري عشان يخرج من البيت، اتكلمت معاه زوجته:
– انت رايح فين يا ابو العروسه، اوعا تكون هتروح تفتح المحل، دا فرح بنتك بعد يومين
ضحك زوجها بفخر وقالها:
– انا هنزل اتابع تجهيزات الفرح، البرنس هيفرش المنطقه كلها بالنور والزينه
ابتسمت زوجته بسعاده وارتفع صوتها بالزغاريد، ابتسم الأسطي خيري بسعاده وخرج من البيت، قعدت أمنيه حزينه وخايفة ان يحصل آي حاجة تآجل الفرح.
*****
فات يومين بسرعة والمنطقة كلها اصبحت جاهزة. الليلة فرح البرنس والمنطقه كلها كانت متزينه بالانوار والنشارة الملونه مفروشه على الارض، وصوت الزغاريد كان مالي المنطقه كلها.
جميلة قعدت في غرفتها تضم جسمها وتبكي بحزن، خلاص حبيبها هيتجوز، الليلة دي هينام في حضن واحدة تانيه غيرها، قلبها كان مقهور من الحزن والغيرة.
سمعت صوت طرق على باب الغرفة، قامت بسرعة وجففت دموعها وحاولت تظهر طبيعيه، فتحت الباب ولقت تسنيم اختها واقفه تبصلها باهتمام، اتوترت جميلة من نظراتها واتكلمت معاها بارتباك:
– في ايه يا توتا
اتكلمت تسنيم بفضول:
– احنا هننزل الفرح انا وماما وبابا
شحب وجه جميلة لما اختها اتكلمت عن الفرح، كملت تسنيم كلامها وقالتلها:
– بابا بيسألك هتقدري تيجي معانا؟!
اتصدمت جميلة وهزت راسها برفض وقالت:
– لا يا حبيبتي انا مش هقدر اجي عشان تعبانه شويه ومحتاجة ارتاح
ابتسمت تسنيم بحزن وقالتلها:
– ماما قالت كده برضه، قالت ان انتي مش هتقدري تيجي
اتحركت تسنيم من قدامها وراحت عند والدها ووالدتها تبلغهم ان جميلة مش هتقدر تيجي، دخلت جميلة غرفتها مرة تانيه وقفلت علي نفسها، قلبها كان موجوع اوي، كتمت فمها بإيديها وصرخت بصوت متكوم، كانت حاسه ان في سكاكين بتقطع في قلبها بدون رحمه، سمعت صوت باب شقتهم وهو بيتقفل، عرفت ان أهلها نزلوا الفرح وبقت في الشقه لوحدها، صوت الاغاني كان عالي جدا في المنطقه، صرخت وهي بتبكي، نطقت اسم حمزة بوجع، كانت بتنادي عليه ونفسها يرجع عن اللي هو بيعمله، فجأة قعدت مكانها، سألت نفسها؛ ليه بتعمل في نفسها كده؟. ليه بتعذب نفسها وتعذبه، هتفضل لحد امتى تهرب من حبها ليه، فكرت انها توقفه، لازم تبطل السلبيه اللي هي فيها وتعمل خطوة واحدة ايجابيه في حياتها، لازم تدافع عن حبها، هو عمل عشانها كتير اوي واستحمل عشانها وكان طول الوقت بيمد ايديه ليها وهي اللي كانت بتبعد، آن الأوان هي اللي تتحرك وتمد ايديها ليه.
وقفت بسرعه وقربة من خزانة الملابس، خرجت فستان بسيط والحجاب بتاعها، قررت انها تلبس وتنزل الفرح، تحاول تعمل ايه حاجه، حتى لو مقدرتش ترجعه ليها، كفايه عندها انها تشوفه وهو عريس وببدلة الفرح.
*****
بداخل الفرح.
الانوار كانت كتير جدا، والفرقة الموسيقيه كانت بتحي الفرح، المنطقه كلها كانت موجوده، الكل كان فرحان لفرحة البرنس.
وصل فؤاد المنصوري بعربيته ومعاه مراته التانيه زوزو.
رحب بيه كرم صاحب البرنس، وصله لاحسن طاولة بالفرح، فؤاد مكنش ملاحظ النظرات المتصله بين كرم وزوزو، قعد فؤاد وسأل على العريس عشان يباركله، كل الناس كانوا مستغربين ان البرنس لسه مظهرش لحد دلوقتي.
بعد وقت قليل وصلت العروسة بفستانها الابيض، كل البنات كانوا حواليها وكل المنطقه بتبارك بس كانوا مستغربين فين العريس!!.
ظهر بدر وقرب من الاسطي خيري وطلب منه يجيب العروسه ويجي معاه على بيت مأذون المنطقة عشان يكتبوا الكتاب، الامر كان طبيعي جدا لانهم عارفين ان مأذون المنطقه عاجز عن الحركة والخروج من بيته بيكون صعب، قرب بدر من كرم وطلب منه يروح معاهم عشان يشهد علي عقد الزواج، بيت المأذون كان قريب جدا من مكان الفرح، الاسطي خيري خد بنته وراح مع بدر وكرم عشان يكتبوا الكتاب بعد ما بدر طمنه ان البرنس مستنيهم هناك.
الفرقة الموسيقيه كانت شغاله عادي وكل الناس فرحانه وفي انتظار كتب الكتاب عشان الفرح يكمل بوجود العريس والعروسة.
*****
في بيت المأذون.
دخل الاسطي خيري ومعاه بنته بفستان الفرح ودخل بعدهم بدر و كرم.
البرنس كان قاعد جنب المأذون وقدامهم دفتر الزواج، المأذون طلب من الاسطي خيري بطاقة العروسة وطلب من بدر وكرم البطايق عشان يبقوا الشهود.
قعد الاسطي خيري جنب المأذون قصاد البرنس والعروسه قعدت جنب والدها، كرم كان بيبص للعروسه و البرنس بقلق وتوتر، خرج بطاقته واداها للمأذون، بصله البرنس بعمق ولاحظ توتره، رجع بص للمأذون وهز راسه انه يبدأ وياخد البيانات، سجل المأذون البيانات وهز راسه للبرنس انه سجل البيانات زي ما اتفقوا، وقف البرنس من مكانه وقرب من كرم، تابعت أمنيه اللي هيحصل بتوتر، وقف البرنس قدام كرم وسأله بهدوء:
– قولي يا كرم انت تعرف العروسة اللي انا هتجوزها دي؟
بصـ له كرم بصدمة وبص لأمنيه بسرعة، اتوتر جدا واتكلم بارتباك:
– وانا هعرفها منين يا برنس
صفعه حمزة على وجهه بقوة. وقف الاسطي خيري بصدمة. أمنيه خفضت وجهها للارض بخوف. وقف بدر يتابع اللي بيحصل بزهول. حمزة مسك كرم وجذبه من ثيابه وقاله بغضب:
– يعني انت متعرفهاش!!
صفعه مرة تانيه. رفع كرم ايديه عشان يحمي وجهه من صفعات حمزة له القوية، اتكلم الاسطي خيري بصدمة:
– هو ايه اللي بيحصل؟!
اتكلم حمزة بغضب ووجه كلامه لـ أمنيه وهو ماسك كرم من ثيابه عشان ميهربش:
– قومي احكي اللي حصل
وقفت أمنيه بخوف وهي بتخفض وجهها للارض، اتكلمت بتلعثم وقالت:
– كرم ضحك عليا
اتصدم والدها وسألها بزهول:
– ضحك عليكي يعني ايه؟!
بصت لـ كرم بخوف وقالت:
– ضحك عليا بكلامه الحلو وفضل يشغلني لحد ما سلمت ليه، وعدني بالجواز وانا صدقته وقالي اننا يعتبر متجوزين قدام ربنا، وخدني كام مرة في شقه كده وكان بيقولي انها هتبقى شقتنا وانا سلمتله نفسي على اساس انه هيتجوزني
اتكلم كرم بصراخ:
– كدابه البت دي كدابه
ردت أمنيه بسرعة:
– لا والله اللي انا بقوله ده هو الحقيقه
بصلها والدها وهو مصدوم، مكنش مصدق اللي هو بيسمعه، كان بيفكر في اللحظة دي انه يقتلها بعد ما فضحته.
اتكلم حمزة مع كرم بقوة:
– هكملك انا بقيت الحكايه. أمنية من شهر تعبت وراحت كشفت وعرفت انها حامل! جات قالتلك وانت هددتها انك ممكن تقتلها وطبعا هددتها بثقه لانك واحد من رجالة البرنس والمفروض انها تخاف منك، رميت لها فلوس وقولتلها تعمل عمليه وتجهض اللي في بطنها وتعمل عمليه تانيه وترجع بنت زي ما كانت!
بصـ له كرم بصدمة وخوف، كمل حمزة كلامه وقاله:
– هي بقى بدل ما تروح لدكتور وتصلح الغلط ده بغلط اكبر، جاتلي انا وحكتلي على كل اللي حصل وطلبت حمايتي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك رد

error: Content is protected !!