روايات

رواية زاد العمر الفصل الأول 1 بقلم رضوى جاويش

رواية زاد العمر الفصل الأول 1 بقلم رضوى جاويش

رواية زاد العمر البارت الأول

رواية زاد العمر الجزء الأول

زاد العمر
زاد العمر

رواية زاد العمر الحلقة الأولى

من حبي فيك يا جاري .. يا جاري من زمان .. بخبي الشوق واداري .. ليعرفوا الجيران ..
كانت بتتمايل على أنغام الأغنية بفرحة كبيرة جوه اوضتها وكأنها لقيت اللي كانت بتدور عليه .. أغنية كلماتها تعبر عن اللي بتحسه أول ما بتشوفه طالل من بلكونة شقته قدامها.. كان جارها .. فتحت عيونها ع الدنيا عشان أول ما القلب يدق يتشعلق به والبال ينشغل بوجوده.. كانت عيلة بنت ستاشر سنة لا تعرف ايه هو الحب ولا حد دلها عليه .. لكن قلبها فضل يشابي على اللي طل من شباكه وشبكها معاه .. كانت فاكرة إنه مش واخد باله منها ولا عارف إنها واقعة في غرامه.. لكن في يوم وهي راجعة من مدرستها فضل ماشي وراها لحد ما وصلها قدام بيتهم وراح طالع على بيته وأول ما دخل فتح شباكه وشافها واقفة في شباكها كأنها مستنياه.. يومها طارت من الفرحة إنه طلع حاسس بها .. فضلت تحلم وتحلم.. لحد ما لقيته بيواعدها من الشباك عشان يتقابلوا .. خافت ورفضت في الأول لكن مع إصراره قابلته .. ومقابلة جرت مقابلة واتعلقت به أكتر.. وعدها بالجواز وكل شوية يتحجج بظروفه.. سنين مرت من بعد ما خلصت الدبلوم.. كانت مستنية إنه يتحرك ويطلب أيدها.. لكن مبيحصلش .. رفضت عرسان ياما بحجة إنها قاعدة ترعى أبوها اللي كبر وبقى وحداني بعد ما راحت أمها من سنين وزاد عليه المرض اللي خلاه يفتح ورشته يوم ويقفلها عشرة .. حتى إنها فكرت تنزل تدور على شغل بس محدش هيشغلها بدبلوم التجارة اللي وخداه ده..
ولما كان خلاص يئست إن هو يتكلم .. لقت أبوها فجأة بيقولها إنه اتقدملها.. كانت الدنيا مش سيعاها، ما هو حلم العمر اتحقق وأخيرا هتنول قربه، لكن أبوها مكنش موافق، قال إن أخلاقه مش ولابد وأمه ست صعبة وعاملة مشاكل مع ستات الحارة كلهم، ومش دي العيلة اللي يأمن على بنته الوحيدة وسطهم، ويطمن إن لو جراله حاجة هتكون في كنفهم وضلهم، واتكسرت فرحتها واتقلبت السعادة لوجع قلب، وهي بتحاول تقنع أبوها إنها شيفاه كويس ومناسب ودخل البيت من بابه، لكن أبوها فضل على رأيه، لحد ما جه واتقدم تاني وساعتها هي أصرت على رأيها إنه شاريها وبكده يبقى عداه العيب وفعلا أبوها ساعتها وافق.. كانت بتحلف الأيام عشان تعدي لجل ما يجمعهم رب العالمين تحت سقف شقتهم اللي جهزها خطيبها في بيت أبوه وأبوها ساعد وحط اللي يقدر عليه.. عشان تتم الجوازة على خير ويستر بنته قبل ما يحصل له حاجة..
اتجوزته، أخيرا هي وحبيب القلب سوى، حلم عمرها اتحقق بعد سنين طوال من الانتظار وفقدان الأمل، عاشت لها يومين زي الحلم، لحد ما صحيت في يوم على تحكمات حماتها اللي كانت بتمشي عليها وعلى جوزها نفسه، اللي مكنش بيقدر ينطق بكلمة قدام أمه، وهي طاعت عشان خاطره كانت فاكرة إنها كده بتريحه، من ثالث يوم جواز نزلت شقة حماتها بالأمر تطبخ وتغسل وتمسح من صباحية ربنا لآخر النهار، وأول ما تخلص تطلع على شقتها، ومش مسموح لها تطلع إلا بأمر من حماتها بعد ما تتأكد إنها خلصت كل حاجة ومبقاش اللي تعمله فتطلق سراحها.. حتى أبوها منعوها تروح له زي ما كانت مقررة إنها مش هتسيبه وهتروح له كل يوم تحط له لقمة غداه لكن مكنتش بتخرج تشوف الشارع لأي سبب، وهو لما زارها مرة.. ولقا حال بنته كده متكلمش عشان ميخربش عليها وخصوصا إنها أكدت عليه إنها مبسوطة ومش ناقصها حاجة..
فاتت سنة، وهي ع الحال ده، بس اللي زاد وغطى موضوع الخلفة اللي بقت حماتها تعايرها به في الروحة والجاية، بقت تبكي بالدموع وهي بتحط وتشيل عندها ومتقدرش تنطق بحرف، وعارفة إن جوزها لو اشتكت له مش هيجيب لها حقها يمكن بالعكس يجي في صف أمه لأنه بيعمل لها ألف حساب، ومش كده وبس، فوق ده كله جت جوازة أخوه خلت ويلها ويلين، أصدرت أمه فرمان إن هي وجوزها هينزلوا تحت معاها وهتسيب الشقة اللي فوق لأخوه الصغير، اعترضت واشتكت لجوزها لأول مرة من يوم جوازهم، لأنها مش عايزة تسيب شقتها وتنزل عند أمه تعيش معاها، ده هي بتستنى الوقت اللي بتطلع فيه الشقة بفارغ الصبر عشان تخلص من تحكماتها، لكن زي ما كان متوقع جوزها قالها اللي تعوزه أمي يمشي على الكل..
بكت بالدموع وهي شايفة عفشها بيتفك وبينزل تحت مكان عفش أمه القديم، عشان الشقة تتوضب والعروسة الجديدة تحط عفشها، ويوم فرح أخوه سمعت من حماتها أصعب كلمة على روحها.. أنتِ هنا عشان تخدمي الكل، أهو جبنا اللي هتجيب لي العيال ياللي قلتك كانت أحسن.. الكلمة موتتها حرفيا، وساعتها قررت تروح تكشف عشان تشوف التأخير ده سببه ايه، لكن مين اللي هيديها الفرصة عشان تروح ولا تيجي، دي كأنها محبوسة على ذمة جريمة هي مرتكبتهاش، ولا يمكن ارتكبتها وهي مش واعية، جريمة في حق نفسها يوم ما أبوها قالها بلاش ده.. وبلاها العيلة دي وهي اللي قالت يا هو يا مش هتجوز غيره، أهي قاعدة بتدفع تمن اختيارها من صحتها وعمرها وكرامتها اللي بيتمسح بها بلاط البيت على أقل غلطة، وقدام سلفتها اللي كانت متشالة على كفوف الراحة وكانت حرفيا محطوطة ع الراس.
خمس سنين عاشتهم في العذاب ده، شاربة المر وتيجي قدام أبوها لما يجي يزورها تبتسم وتبين إن حياتها مفيش بعد كده، أصل هتقوله ايه ولا هو في إيده إيه مع الناس المستقوية دي وهو راجل كبير ووحداني، هتشيله همها ليه .. اهي شيلتها واختيارها وتتحمل نتيجتهم لوحدها، أبوها مش هيستحمل والمرض كل مادا ما بيزيد عليه.. سماع اللي بيحصل معاها، وعجزه وقلة حيلته في إنه يدفع عنها أذاهم..
استحملت وكانت لسه عندها استعداد تستحمل تاني، لكن موت أبوها كسرها بالأوي، واللي زاد وفاض اللي عملته حماتها وأبوها معداش على موته تلت ليالي، قالت لها بالصريح .. أنتِ ورثتي من أبوكي الورشة والبيت، يا تكتبيهم باسم ابني يا ملكيش عيش معانا، صرخت ولطمت وهي مش عارفة تبكي على إيه ولا إيه.. على أبوها اللي دمه مبردش فتربته ولا على حالها وهي وحدانية ومقطوعة ملهاش حد يقف للست المفترية دي ولا يجيب لها حق منها ولا باطل .. والمصيبة إن جوزها كان واقف مع أمه بالباع والدراع، رماها في اوضتها وقالها بالحرف الواحد إنه متجوزهاش إلا عشان ورثها اللي يستحقه لأنه مكنش طايق عشرتها من أساسه ولا كان في دماغه جوازه منها وحوار الحب ده مكنش إلا كدبة واهو كان بيتسلى ولما أمه عرفت قالت وماله ما معاها اللي يحليها ويخليهم يستحملوها لحد ما أبوها يموت وياخدوا ورثها..
عاشت أيام ذل ومهانة لحد ما مضوها على توكيل عام بالتصرف في كل أملاكها.. عرفت خلاص إن العيشة في البيت ده حية زي الميتة انكتبت عليها العمر كله، حتى الطلاق اللي طلبته من جوزها، أمه قالت لها لما ابني يعوز يطلق هيرميكي بطول دراعه بس ده لما هو يجيله مزاج..
قلبوا بيت أبوها فوقاني تحتاني عشان يلاقوا ورق ملكية البيت والورشة عشان تبقى أكبر مفاجأة لهم لما اكتشفوا إن لا البيت ولا الورشة ملكها وإن أبوها باعهم من سنين أيام ما كان بيجهزها .. ساعتها صرخت حماتها في ابنها من غيظها وطلبت منه يرمي عليها يمين الطلاق، لحظتها وطت على رجلها عشان تخليها على ذمته، هتروح فين .. مبقلهاش حتة تروح لها ولا حد يفتح لها بابه.. لكن حماتها ولا همها ومرتاحتش إلا لما رمى عليها يمين الطلاق في عز الليل وسحبها رماها بره البيت بأمر من أمه..
وقفت زي العاجزة تبكي مش عارفة المفروض تعمل ايه! مكنش قدامها إلا الرجوع لبيت أبوها اللي مبقاش بيتها تستسمح صحابه اللي متعرفش هم مين من أساسه يخلوها في شقة أبوها لحد ما تعرف هتتصرف إزاي.. دخلت بيت الغالي اللي راح وسابها وحدانية في وش عالم مبترحمش .. وطلعت الشقة اللي عاشت فيها عمرها كله معاه ومشفتش لحظة فرح من بعد ما خرجت منها .. قفلت عليها بابها وفضلت محبوسة بالايام جواها.. لحد ما سمعت خبط على الباب .. فتحت شراعة الباب وهي خايفة.. متعرفش مين اللي هيخبط عليها وليه! طلع جوزها أو اللي كان جوزها .. بعد ما عدتها خلصت.. عايز منها إيه! كان مش طبيعي واضح إنه راجع من سهرة من سهراته .. ايه اللي فكره بها بعد الشهور دي كلها.. فضل يحاول يقنعها تفتح الباب وهو هيردها.. لكنها رفضت وزعقت وطردته.. حاول يزق الباب.. صرخت فيه وقالت له لو منزلش هتصرخ وتلم عليه الحارة وهيستلقى وعده من أمه، اللي كانت بتسعى تجوزه تاني.. بعد فعلا أول ما فاق على سيرة أمه.. وبطل خبط..
ارتاحت ورجعت على اوضتها تبكي على سجادتها لكن الخبط على الباب رجع تاني.. قالت مبدهاش.. ده مش هيتلم إلا لما تفتح راسه وتخلص فيه القديم والجديد ومش فارقة لو هتدخل فيه السجن حتى بس تبقى فشت غلها من سنين الذل اللي عاشتها معاه ومع أمه.. دخلت المطبخ وسحبت قدوم من عدة أبوها ووصلت عند الباب فتحته بسرعة وقوة وهي رافعة القدوم عشان تنزل به على دماغه، لكنها شهقت في صدمة لما شافت مين اللي كان واقف قصادها..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زاد العمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *