روايات

رواية ما وراء الابتسامة الفصل الاول 1 بقلم ديانا ماريا

 رواية ما وراء الابتسامة الفصل الاول 1 بقلم ديانا ماريا
رواية ما وراء الابتسامة الفصل الاول 1 بقلم ديانا ماريا

رواية ما وراء الابتسامة الفصل الاول 1 بقلم ديانا ماريا

تكلم بثقة وهدوء: آنسة سهيلة اتفضلى اقعدى
و بلاش توتر .
جلست بتوتر وهى تعبث بحقبيتها و تنظر إلى كل
مكان عدا عينى الشخص الجالس أمامها.
تكلم مجددا : ياريت بلاش توتر أو خوف إحنا هنا
مش فى استجواب، حضرتك جيتِ لما
حسيتِ أنك محتاجة مساعدة صح؟
تحدثت بخفوت : صح.
قال: تمام يبقى مش عايزين أى حاجة تمنعك أنك
تحكى بحرية، من البداية ممكن أتعرف بيكِ.
سهيلة : أنا سهيلة أحمد عندى 23سنة متخرجة من كلية
حقوق.
حاول تشجيعها: طب تقدرى تقوليلى جاية هنا ليه
يا آنسة سهيلة؟
سهيلة بسخرية: والله هو مش حضرتك دكتور
نفسى و المفروض عارف أنا هنا ليه؟
الطبيب بهدوء: طبعا عارف بس أنا بسألك
علشان أعرف ايه السبب اللى خلاكِ تيجى تتعالجى
عند دكتور نفسى .
شردت بنظرها وهى تقول بخفوت: الخذلان .
الطبيب بإستفسار: عفوا مسمعتش؟
عادت بنظرها إليه و هى تقول بوضوح: الخذلان
مرضى هو الخذلان يا دكتور.
الطبيب : ممكن توضحى أكتر.
سهيلة : و هيفيد بأيه الكلام، مانا ياما اتكلمت و
مرتحتش بالعكس تعبت أكتر، روحت لدكاترة
كتير و مقدروش يعملوا حاجة ،
أنا مش عارفة إيه اللى جابنى هنا ثم هبت واقفة
أنا لازم امشى.
الطبيب بتهدئة: آنسة سهيلة أهدى خالص
أنا مش عايز أسمع حاجة لو حابة بس لو سمحتِ
أقعدى و أهدى.
جلست مجددا وهى تضم حقيبتها إلى صدرها .
الطبيب بهدوء: اعتبرى نفسك بتكلمى واحدة
صاحبتك أو حتى بتكلمى نفسك .
سهيلة بإحباط: مهو فى الآخر مش بيفيد.
الطبيب بثقة:لا هيفيد المرة دى جدا كمان و اتحداك
هتشفى فى خلال سبع جلسات.
سهيلة بدهشة : حضرتك بتقول ايه؟
الطبيب بثقة : اللى سمعتيه ، سبع جلسات نفسية.
سهيلة : طب ازاي ده؟
الطبيب: ازاى دى بتاعتى أنا مش بتاعتك دلوقتي
كل اللى عليكِ تحكى لى كل حاجة من البداية
خالص لحد النهاردة بس علشان ميبقاش ضغط عليكِ
بلاش كل حاجة ممكن نبدأ النهاردة بحاجة بسيطة
اتفضلى احكى.
سهيلة و كأنها تعود إلى الماضى البعيد لتسرد حكايتها.
كانت فى الحادية عشر من عمرها و ذاهبة مع والدتها
إلى بيت جدتها.
سلمت بسرعة على جدتها قبل أن تنهض لتبديل
ملابسها .
والدة سهيلة : طب على الأقل خدى وقت ترتاحى
و تأكلى بعدين تروحى.
سهيلة باعتراض: يا ماما بقى إحنا بنيجي كل أسبوع
مرة و لا مرتين و عايزة ألحق أقعد مع يارا شوية .
والدتها بضحكة: يعنى هى يارا هتطير.
ضحكت سهيلة لوالدتها ثم بعثت لها قبلة فى الهواء
و هى تركض مسرعة على السلم لتذهب لقضاء
اليوم مع صديقتها المقربة يارا!
فى بيت يارا …….
استقبلت والدة يارا سهيلة وهى تخبرها أنها فى
غرفتها .
سهيلة بسعادة: أنا جييييت.
يارا بفرح: أخيرا ده أنا مستنية من بدرى .
سهيلة بطفولة: هنعمل ايه النهاردة؟
يارا بحماس: بصي أنا قولت لماما تعملنا بيتزا
على الغداء و أنا مجهزة الالعاب بتاعتى نلعب
بيها و كمان عندى ليكِ مفاجأة.
سهيلة بفضول: هى ايه ؟
يارا: بابا وافق يخليني أنا و أنتِ نلعب على الكمبيوتر
سوا .
سهيلة : بتهزرى؟
يارا بفرح: لا والله بتكلم بجد قعدت اتحايل عليه
شوية لحد ما وافق و ماما هتبقى معانا علشان
تاخد بالها أننا مش نبوظ حاجة .
سهيلة : تمااام.
بعدها بفترة وجيزة كانتا جالستين بحماسة طفولية
و فرح يلعبان.
سهيلة بملل: يا يارا أنا زهقت بقى من لعبة السمكة
خلينا نلعب ألعاب تلبيس بنات شوية.
يارا : يعنى هنعمل ايه يعنى غير أننا نلبسهم.
سهيلة: بالعكس بيجيب حاجات كتيرة حلوة نختار
منها وممكن نجيب عروسة كمان .
يارا : تمام يلا .
أتت والدة يارا لتتفقدهم.
والدة يارا : يلا يا بنات الغدا جاهز تعالوا ساعدونى
نطلع الأطباق على السفرة .
يارا : حاضر يا ماما.
والدتها: أنتوا بتلعبوا ايه صحيح؟
سهيلة : بنلبس عرائس فساتين الفرح.
والدة يارا بضحكة: عقبال ما اشوفكم عرايس
مكانها أن شاء الله سوا، يلا الغداء.
فى المساء، أتت والدة سهيلة لأخذها، لتجدها قد
استغرقت فى النوم بجانب يارا ، ف حاولت حملها
على مهل حتى لا تستيقظ.
والدة يارا بهمس: طب مش كنتِ تخليها تبات معانا.
والدة سهيلة بإبتسامة: معلش ما أنتِ عارفة باباها
مش بيوافق و كمان هو جاي دلوقتي ياخدنا
علشان نروح .
والدة يارا : طيب توصلوا بالسلامة إن شاء الله.
~~~~~~~~~~
الطبيب : يعنى يارا دى صحبتك المقربة من الطفولة؟
سهيلة بمرارة : هى أصلا بنت خالتى، و بيتها جنب بيت تيتة ف كنت كل أما أروح عند تيتا ، لازم أغير بسرعة و أروح أقعد معاها.
كانت  صاحبتى و أختى و مكنش ليا  غيرها بس كانت ……
الطبيب : طيب و ايه اللى حصل
~~~~~~~~~~~~
كانت سهيلة و يارا قد بدأوا فى المرحلة الإعدادية
وصلت سهيلة للسنة الثانية بينما كانت يارا فى السنة
الثالثة و الأخيرة.
سهيلة : أيوا يا يارا أنتِ فين ، أنا بقالى ساعة
مستنياكِ هنا ، علشان أقعد معاكِ شوية .
يارا: معلش يا سهيلة أنا دلوقتي عند اتنين صحابى
قاعدين بنحب الواجب قبل الدرس.
سهيلة بدهشة: بس مش إحنا كنا متفقين أنى هاجى
و نقعد مع بعض و بعدين مش أنتِ قولتِ معندكيش
حاجة النهاردة ؟
يارا بسرعة : اه ده درس طلع مفاجئ كدة و اضطريت
أروح علشان مهم ، هقفل دلوقتي علشان مستعجلة
سلام.
حدقت سهيلة فى الهاتف ببلاهة قبل أن تنهض و
تغادر بيت جدتها عائدة إلى منزلها و هى تفكر
فى تغيير يارا المفاجئ الذى تشعر به منذ
وقت ليس بقليل !
بعدها بيومين ، كانت سهيلة قد اتصلت ب يارا
لتطمئن عليها لأنها لم تحدثها منذ يومين .
سهيلة : عاملة ايه يا بنتى ،بقالك يومين
مكلمتنيش خالص و لا بتردى على مكالماتى؟
يارا: معلش بقا يا سهيلة أنتِ عارفة أنه دى سنة مهمة
و بذاكر و بروح دروس كتير .
سهيلة بحماس: ربنا معاكِ، عارفة أنا عرفت النهاردة
أنه فى رحلة طالعة فى مدرستنا لأماكن حلوة كتير
 و قولت أقولك علشان نطلع سوا .
يارا : للأسف مش هقدر أطلعها لأنه بابا مش هيوافق
علشان عايزنى أركز و اذاكر و أجيب مجموع كويس .
سهيلة بحزن: طب خلاص أنا كمان مش هروح
مش هعرف أروح من غيرك و لا هستمتع من غيرك.
يارا ببرود: طيب لو كدة نبقى مطلع مرة تانية مع
العيلة كلها ، سلام دلوقتي .
سهيلة : سلام .
كانت ذاهبة إلى درسها عندما قابلت صديقة ليارا
تعرفها .
سهيلة: ازيك يا حلا عاملة ايه؟
حلا بإبتسامة: الحمد لله يا سهيلة اخبارك؟
سهيلة: الحمد لله ثم قالت بفضول: آمال فين يارا
مرحتش الدرس ؟
حلا بإستغراب: يارا ؟ يارا فى الرحلة يا سهيلة.
سهيلة : رحلة إيه؟
حلا : الرحلة اللى طالعة من المدرسة.
صُدمت سهيلة و نظرت بذهول إلى حلا التى ودعتها
و ذهبت فى طريقها و سهيلة ما زالت واقفة
تستوعب .
ألم تخبرها أنها لن تذهب بسبب المذاكرة و والدها؟
إذا متى غير رأيه و وافق؟ و لماذا لم تخبرها
حتى تذهب معها ؟ أو حتى تخبرها من الأساس بدل
أن تعرف هكذا من شخص غريب؟!
~~~~~~~~~~~~
الطبيب بشرح: يعنى بدأت متكلمكيش، متخرجش معاكِ
 أو  حتى تستنى تقعد معاكِ فى بيتها و كد’بت عليكِ
فى موضوع الرحلة ده و راحت من غيرك و
من غير ما تقولك .
سهيلة : اه .
الطبيب : طيب واجهتيها مثلا و قولتلها عملتِ كدة
ليه ؟
سهيلة : لا .
الطبيب بحيرة: طب ليه؟
سهيلة بتفكير: صدقنى أنا نفسي معرفش ، بس يمكن
خوفت ……. خوفت نتخانق أو نزعل من بعض
خوفت أسمع حاجة مش عايزة أسمعها و خوفت
لنفترق و أنا مليش غيرها.
الطبيب بإدراك: طيب كملى من فضلك .
~~~~~~~~~~~~~~
فى ذلك الوقت مر أربع سنوات و أصبحت سهيلة
فى السابعة عشر و يارا الثامنة عشر من عمرهم.
و قد صادقت يارا فتاتين جديدتين تدعيان سارة
و لميس .
و قد حدث تغير كبير فى حياة يارا بسبب تقدم
إبن عمة لميس لخطبتها و فى نفس الوقت تقدم
أخ لميس لخطبة سارة .
ذهبت سهيلة مسرعة إلى بيت يارا عندما علمت
بالخبر .
سهيلة بفرح عارم : أنا مش مصدقة اللى سمعته
ده بجد .
يارا : لا صدقى إبن عمة لميس اتقدملى وأنا وافقت.
سهيلة بسعادة : مبارك يا حبيبتى ربنا يتمم لك على
خير .
ثم قالت بإستغراب: بس ليه مقولتليش لما جه
أتقدم؟
يارا بارتباك: هاا لا مهو الموضوع لسة حاصل أصلا
يا بنتى و يدوب لسة ماما بتقول لمامتك و كنت
هقولك طبعا .
سهيلة بمرح: طبعا هو مش أنا أخت العروسة
ولا إيه؟
يارا : اه طبعا تعالى بقا نقعد جوا مع سارة ولميس.
سهيلة : ايه ده هما هنا ؟
يارا: اه طبعا يا بنتى من بدرى كمان .
سهيلة : طب ليه مقولتليش اجى أقعد معاكم علشان
نخطط لأمور الفرح و كدة و بعدين ده أنا حتى جاية
بالصدفة .
يارا بتوتر: يا بنتى قولتلك كل حاجة جت بسرعة
و أنا مكنتش عارفة أنهم جايين و كنت لسة هكلمك
ثم قالت بمرح : يلا بقا نقعد قعدة بنات مع بعض
و نعمل شوية ماسكات .
حاول سهيلة أن تجارى الموقف و لا تظهر ضيق
مما يحدث و قضت اليوم معهم رغم أنها أغلب
الوقت كانت تشعر أنها دخيلة لا مكان لها بينهم.
~~~~~~~~~~~~
الطبيب : طيب و ايه اللى حصل بعد كدة ؟
سهيلة بضيق: اللى جاى أصلا هو كل اللى حصل
و اللى السبب فى اللى أنا فيه .
الطبيب : كفاية لحد كدة النهاردة يا آنسة سهيلة
إحنا لسة فى البداية
و المرة الجاية أن شاء الله ممكن نطول عن كدة
لو كنتِ مستعدة بس عايز أطلب منك حاجة.
سهيلة و هى تعقد حاجبيها : حاجة ايه؟
الطبيب: كل مرة بعد كل جلسة هطلب منك طلب
معين تنفذيه و فى الجلسة اللى بعدها هقولك
أنا طلبت منك كدة ليه لحد ما نخلص الجلسات
كلها تمام؟
سهيلة بهدوء : تمام يا دكتور.
الطبيب : طيب سؤالى قبل طلبى، هو أنتِ
منتظمة فى الصلاة ؟
سهيلة بتوتر و خجل : اا..اا الصراحة يا دكتور
مش دايما ،ساعات و ساعات .
الطبيب : دلوقتي أنا بطلب منك تنتظمى فى
الصلاة و تصلى فروضك كاملة لحد الجلسة الجاية
يعنى بعد أسبوع.
سهيلة : حاضر يا دكتور .
سهيلة بتردد: يعنى حضرتك مش هتكتب لى دوا ؟
الطبيب بإبتسامة هادئة: هو أنا كنت لسة عرفت
مرضك علشان أكتب ليه علاج؟
لسة فى الأول متستعجليش و بعدين مين عالم
يمكن مكتبش أدوية خالص.
نظرت له بشك ثم  غادرت دون أن تجيبه بينما  جلس
يفكر بعمق و هو بدون بعض الملاحظات المهمة!.
يتبع…
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية ما وراء الإبتسامة)

اترك رد

error: Content is protected !!