روايات

رواية جمال الأسود الفصل الرابع 4 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الرابع 4 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود البارت الرابع

رواية جمال الأسود الجزء الرابع

جمال الأسود

رواية جمال الأسود الحلقة الرابعة

صراخها داخل مكان مُظلم لا تري فيه حتى أصابعها، صوت أستغاثتها سرعان ما تبدل الصوت بصوت أحتكاك الحديد بالحائط الصلب، ظلمة مُرعبة ومُخيفة ونيران مُشتعلة بنهاية المطاف ويد رجولية قوية ترفع عاليًا حتى سقطت بالعصا الحديدية على رأس “مختار” أسقطته أرضًا وبسمة مُخيفة وكأن الشيطان من يبتسم لمكره وفخرًا بقذارته….
صرخت “مريم” بقوة هزت جدارن القصر كاملًا وفتحت عينيها بهلع شديد ترتجف وجبينها تتعرق كأن أحدهن سكب دلو من الماء على رأسها، نزل “جمال” من الأعلى على صوت صراخها وكانت نائمة على الأريكة، جاءت “سارة” إليها من الأعلى بقلق شديد لتضمها بقوة بين ذراعيها، تتطلع “جمال” بها كثيرًا وهى تخفي عينيها داخل “سارة” بقوة وكأنها لا تقوى على النظر أو مواجهة هذا العالم، والفضل يعود إلى “حمزة” التى أرتكب جريمة القتل أمام عينيها لكن أن علم بما رأته عينيها سيقتلها هى الأخرى بلا شك فالقدر وحده من وضعها بهذا الموقف وخلق بداخلها هذا الخوف وسلب منها الأمان حين رأت ما لا يجب أن تراه عينيها، أحضرت الخادمة ماء باردة لأجلها لترتشفها بخفة ثم عادت إلى المطبخ، أنتبهت “مريم” لوقوف “جمال” بعيدًا يراقبها عن كثب بعد أن إيقظت الجميع بصراخها لترفع نظرها به فكان يتطلع بها بقوة والفضول يقتل ملامحه والقلق لتتعجب لرؤية قلقه عليه فقالت بنبرة هادئة:-
-أنا أسفة صحيتكم
لم يجيب عليها وسار إلى الحديقة فأمسكت “سارة” بيدها ثم قالت بلطف:-
-ولا يهمك يا حبيبتي هعملك كوباية ليمون ساقع، أهدئي

 

أومأت “مريم” لها بنعم وألتفت برأسها على الحديقة حيث ذهب “جمال”، كان يسير واضعًا يديه الأثنين فى جيوبه بنطلونه القطني ذات اللون الأزرق ويرتدي سترة سوداء مُغلقة الساحب الخاص بها وينظر إلى الأمام بشرود ولا يفارق عقله صرختها القوية وانتفاضها رعبًا فقطع هذا الشرود صوتها الخافت من الخلف تقول:-
-ممكن أمشي معاك
ألتف إليها وكانت تشبه المراهقات الصغيرات جدًا بوجهها الخالي من مساحيق التجميل وصغر حجمها مُرتدية بيجامة قطنية ذات اللون الأصفر الفاتح بنصف كم وشعرها الطويل مسدولًا على ظهرها حتى بلغ نهايته وعلى الجانب الأيسر، صمت ولم يعقب على كلمتها فقالت بترجي:-
-مش هعمل أى صوت ولا هزعجك، أنا بس خائفة أقعد لوحدي لحد ما سارة تيجي
تابع سيره للأمام بمعنى الموافقة لتلحق “مريم” به وكانت حقًا ضئيلة بجانبه تصل إلى ساعده برأسها فقالت بهدوء:-
-أنا دايما بحلم بكوابيس مُخيفة
أنتبه لحديثها بأذنيه دون أن يتطلع بها وقدميه تسير فى هدوء، أخبرته أنها لن تصدر صوت لكنها تفعل الآن فتنهد “جمال” فهو سمع عن حياتها ما يكفي ولا يرغب بسماع شيء أخر عن تعاستها فهذا لن غير الأمر كثيرًا، تابعت “مريم” بنبرة خافتة وقد بدأ الخوف يظهر فى صوتها:-
-من لحظة وفاة عمتي وظهور حمزة مرة تانية فى حياتي ومعاملته القاسية ليا والكوابيس ظهرت معاه
ضمت ذراعيها الأثنين إلى صدرها وقد بدأت تشعر بالبرد القارس ليلًا لتتابع حديثها قائلة:-

 

-فى الحقيقي أنا كنت عايزة أقولك أنى أسفة على أني ضيق ثقيل عليك ومش مرحب بوجودي هنا لكن برضو أحب أقولك شكرًا على اللى عملته معايا وأنك مسمحتش أن حمزة يأخدني
توقف عن السير لتنظر إليه بخوف فربما تفوهت بشيء أغضبه لتراه يفتح سحاب سترته ونزعها عن جسده ثم أقترب ليضعها فوق أكتافها بلطف لتميل رأسها لليمين بدهشة من لطفه وقالت:-
-أنا…
قاطعها “جمال” بجدية قائلًا:-
-متمرضيش فى بيتي أن كوني عارفة أنك ضيف غير مرحب فياريت متزعجيش البيت دا حتى الخدم بمرضك
أنتفض قلبها رجفًا وهى ترفع رأسها نحوه وتشعر بأرتباك شديد حتى أنها شعرت أن حرارتها أرتفعت بسبب قربه هكذا وفعله فأومأت بحرج إليه ليخفض نظره نحو عينيها وقال بلطف:-
-خليني أقدم لك نصيحة متثقيش بلطفي ولا معاملتي أنا مش باللطف اللي أنتِ مُتخيلاه، لو كنت سمحت لك فى البقاء هنا فـ دا عشان اللى عملته فى المستشفي أنا محبش أكون مدين لحد بحاجة لكن متثقيش فيا أنا أكثر وحشية من حمزة اللى خايفة منه
يخبرها بمدة وحشيته التى يخفيها خلف قناع اللطف والهدوء كأنه ينذرها بألا تأمن له لكن ما أصابها بالغضب الأكثر وجعلها تشعر بتوتر شديد فور ذكر اسم والدها لتقول:-
-أنت بتتكلم كدة لأنك متعرفش حمزة لكن أنا واثقة أن مفيش أقسي منه ولا حد أوحش منه
غادر “جمال” دون أن ينطق بكلمة واحدة لتنهدم سترته الكبيرة على جسدها الضئيل وكانت يديها مخفية تمام داخل أذرع سترته الطويلة وتصل لركبتها لتسير مُسرعة للداخل فرأت “سارة” تخرج من المطبخ حاملة بيدها كأس من عصير الليمون فدهشت “سارة” عندما رأتها ترتدي سترة “جمال” وقالت بخوف شديد:-

 

-أيه دا، مش قولتلك أستنيني هنا؟ جبتي الهدوم دى منين؟
نظرت “مريم” إليها وقالت بحرج:-
-أنا هطلع أنام
صعدت للأعلي ولم تنزع سترته عنها بل ولجت لفراشها بملابسه وكأنها تحتمي من كوابيسها بها و”سارة” تتبعها حتى جلست جوارها على الفراش وقالت بلطف:-
-أشربي الليمون
أومأت “مريم” لها بنعم وأرتشفت الكأس كاملًا ثم غاصت فى نومها، و”سارة” بجوارها تنتظرها أن تغرق فى نومها ثم خرجت للشرفة بتسلل وأخرجت هاتفها لكى ترسل رسالة واحدة محتواها
(لقد دخل العصفور القفص)
أنتظرت الرد على رسالتها وكان من كلمات قليلة غامضة
(أبقيه بداخله)
عادت للغرفة فى هدوء….
___________________________
جلس “حمزة” بسيارة الأجرة أمام القصر ينتظر خروجها صباحًا حتى فُتح باب القصر وخرج منه سيارة “جمال” مُتجهًا إلى عمله وأنتظر حتى رحل “جمال” تمامًا عن القصر وأخرج هاتفه ليتصل على رقم “سارة” فأجابته بجدية قائلة:-
-بتتصل تاني ليه؟ عايز أيه مننا؟
تحدث “حمزة” بمكر شديد قائلًا:-
-قولي لمريم تخرج وأنا مستنيها برا وإلا هطلع على جمال بيه اللى بتتحامي فيه وأقوله كل حاجة وعليا وعلي أعدائي ووقتها هو اللى هيقتلها مش أنا
نقلت “سارة” الرسالة إلى “مريم” بغضب شديد والفضول يقتلها لما فعلته ويبتزها به “حمزة” فصرخت بغضب قائلة:-
-أنتِ عملتي أيه يا مريم؟ ردي عليا مخبية أيه مخلي حيوان زى دا يبتزك بيه؟
على عكس “مريم” الذي شحب لونها وأرتجفت بذعر شديد ثم قالت:-

 

-أنا هطلع له
أتسعت عيني “سارة” من موافقة “مريم” على الذهاب إليه وقالت:-
-مستحيل، أنتِ عملتي أيه من ورايا يا مريم مخليكي تروح للموت برجلك، ربنا يستر
لم تقوى “مريم” على رفع عينيها بها وذهبت للخارج بقلق مُرتدية بنطلون جينز أزرق اللون وفوقه سترة “جمال” التى أخذته منه امسًا وحذاء رياضي أبيض اللون، خرجت من باب القصر وبحثت بنظرها عنه لترى سيارته هناك فذهبت إليه بقدمي مُرتجف وتكاد تصبو إليه، وصلت إلى السيارة ولم تجد “حمزة” بداخلها وقبل أن تستدير جاء “حمزة” من خلفها ومسك رأسها وضربها بالسيارة بقوة لتفقد الوعي أرضًا ليتطلع بها بغضب وكره شديد، رأه رجل الأمن فى كاميرات المراقبة ليفزع منه مكانه خوفًا من “جمال” وأرسل إشارة إلى أصدقاءه وهو يرى “حمزة” يضعها بالسيارة فاقدة للوعي، خرج رجلين من الأمن إلى الخارج ليمر “حمزة” بسيارة من أمامهم بسرعة جنونية هاربًا منهم، وصل الخبر إلى “سارة” لتفزع خوفًا على “مريم” وهى تعلم بأنه سيقتلها فى الحال…
_______________________________
كان “جمال” جالسًا بغرفة الأجتماعات فى مقدمة الطاولة الكبيرة ويستمع إلى مدير التخطيط وهو يعرض عليه مشروعهم الجديد على الشاشة والغرفة مُظلمة و “شريف” جالسًا جواره على اليمين رن هاتف “جمال” مرة وأخرى ليقلب هاتفه على وجهه بضيق من أتصال “حنان” المتكرر وأكمل أجتماعه ثم خرج من الغرفة بصحبة “شريف” وهو يقول:-
-خلينا نبدأ فور بالمشروع ودا وبلغوني بالجديد، بالمناسبة حنان أتصلت كتير فى الميتنج أتصل شوفها عايزة أيه؟
أخرج “شريف” الهاتف من جيبه ليتصل بـ”حنان” وفور أستقبالها للمكالمة قالت بقلق:-
-شريف، فين جمال بيه، أنا أتصلت فوق العشرين مرة بقالي ساعتين

 

أنتبه لصوت بكاء “سارة ” المجاور له فسأل بقلق:-
-كان عندنا ميتنج مهم… فى أيه مين اللى بيعيط جنبك
تنحنحت بخوف مما سيفعله “جمال” بعد أن يعلم وقالت بتوتر:-
-حمزة خطف الهانم الصغيرة
أتسعت عيني “شريف” على مصراعيها بصدمة ألجمته وتوقف عن السير مكانه بمنتصف الرواق وقال:-
-بتقولي أيه؟ مريم حصلها أيه؟ أنتِ أتجننتي يا حنان والأمن اللى عندك بيعملوا أيه؟
توقف “جمال” عن السير فور سماع أسمها وألتف إلى “شريف” وهو يقول:-
-حصل أيه؟
رفع “شريف” عينيه وهو يقول بتوتر:-
-مريم أتخطفت، حمزة عملها
لم يصدق “جمال” حديثه نهائيًا فكيف لرجل أن يقتحم منزله الملأ برجال الأمن ويخطفها من بينهما…
_____________________________
كانت “سارة” تبكى بعجز شديد وهى لا تملك شيء تفعله، دلف “جمال” من باب القصر كالثور الهائج أو العاصفة الهالكة لكل من تقابله وقال بصياح:-
-حصل أزاى؟
أبتلعت “حنان” ريقها بصعوبة وقالت:-
-هي اللي خرجت من القصر بنفسها والله
تمتم “جمال” بسخرية من رجاله وقال:-

 

-قُلتي لوحدها، شريف أطرد كل رجالة الأمن أنا مش محتاج لرجالة بهايم زيهم غير أكفاء ومش قد المسئولية لكن قولهم لو مريم حصل حاجة مش هكتفي بطردهم أنا هقتلهم واحد واحد
نظر إلى “سارة” بضيق شديد وقال:-
-حاولتي تتصلي بها
أجابته “سارة” ببكاء شديد قائلة:-
-مريم معهاش موبايل
ألتف “جمال” بضيق شديد وهو يقول:-
-بتهزر معايا! معقول حد فى الزمن دا عايش من غير موبايل
ذهب إلى مكتب الأمن كى يرى كاميرات المراقبة ورأه وهو يضرب رأسها بسيارة ليغلق “جمال” قبضته بقوة وقد أشتعل غضبه بقوة النيران الملتهبة وكأنه على وشك قتل “حمزة” بهذه اللحظة إذا رأه…
_________________________
سكب “حمزة” دلو من الماء الباردة المليئة بمكعبات الثلج على جسدها لتنتفض رعبًا وبرودةً، ألقي بالدلو بعيدًا وهو يقول:-
-بيعجبني فيكي يا مريم أنك غبية وسذاجة
تنفست بصعوبة وهى تحدق به بجيبنها المجروح الملوث بالدماء، كانت جالسة على الأرض وسط بركة من الماء ويديها مُقيدة خلف ظهرها فقالت بخوف:-
-أنت مش هتقتلني، متقدرش أنت محتاجني عشان تأخد الفلوس من جمال من غيري أنت مش هتورث حاجة ولا هطول جنية واحد وكل خططك هتبوظ
حدق “حمزة” بها بصمت شديد، أرعبها صمته ليقول بهدوء وهو يجثو على ركبته امامها ومسك فك وجهها بقبضته القوية:-
-فعلًا عندك حق لكن مين قالك أني ممكن أقتلك، مريم معقول لسه معرفتش ولا فهمتي أنا بتلذذ بعذابك ووجعك، صوت صراخك ووجعك بيعجبنى لا دا أدمان والله بعشق صوت صراخك وعشان كدة أصرخي يا مريم، ورينى دموعك متعرفيش وحشوني قد أيه.. أصرخي

 

ألتزمت الصمت وهى تحدق به ليخرج سكين حادة من أسفل قميصه وقال بغضب سافر وهو يمسك وجهها بيده الأخر:-
-سمعتني بقول أصرخي…. أصرخي وصويت يا صغيرتي، أنا أبوكي وبأمرك تصرخي خليني أتبسط وأتلذذ بيكي
قالها وهو يغرس السكين بقوة فى قدمها من أعلى ركبتها تحديد بفخذها لتصرخ بألم شديد فتبسم بحماس شديد وهو يقول:-
-هو دا أقسم لك أم مفيش أجمل من صوت صرختك يا مريم، أنتِ إدماني يا بنتي، مرة كمان صويتي يا مريومة مرة تانية أنت متعرفيش أني وصلت لدرجة نشوة ومتعة مالهاش مثيل فى اللحظة دي
أغلقت فمها بأحكام بعد أن رأت بسمته وسعادته بصراخها فرغم ألمها هى لا ترغب بإسعاد وحش مثله وهو يشبه الشيطان تمامًا على هيئة بشري، ضغط على السكين أكثر لتتألم بصمت وأنينها الذي تكبحه يقتلها هى وهو أيضًا ،تتواري بسمته وتتحول لغضب بسبب رفضها للصراخ أمامه، تحولت بركة الماء إلى دماء من قدميها، دموعها كالفيضان الذي يسيل على وجنتيها فألقي بالسكين جواره ومسك وجهها بيديه الأثنين وقال:-
-لا ..لا لا يا صغيرتي متكتميش العيط والصرخة… قولتلك أنى بحب صوتك وألمك
أقترب منها أكثر حتى همس بأذنيها قائلة:-
-أزاي بتعمليها، أزاى قاتلة زيك تمثل البراءة بالإتقان دا
أبتعد عنها لتتقابل عينيهما وقال بجدية صارمة:-
-كفاية تمثيل يا مريم أنا وأنتِ عارفين كويس انك أنتِ اللى قتلتي مختار
لم تجيبه بل ظلت تتألم أكثر من قدمها…
_____________________________

 

تعقب “شريف” سيارة “حمزة” حتى عثر عليها وأنطلق “جمال” مع “شريف” إلى حيث موقع السيارة، وكانت بأحد المخازن الصغيرة بأمبابه، ترجل “جمال” من سيارته مُسرعًا فور رؤية سيارة “حمزة” وذهب إلى هناك ركضًا..
كان “حمزة” جالسًا على الأرض أمام شعلة النار وينظر على “مريم” النائمة على الأرض على وشك فقد الوعي بعد أن فقدت كل طاقتها من كثرة الدماء التى فقدتها من جرحها، تتطلع بها وهى كالطير المكسور جناحيه وقدميه فلا يقوى على الطير أو السير ليقول بتمتمة:-
-مش قولتلك أنا هخليكي تتمنى الموت ألف مرة، لكنى مللت منك يا مريم ومن عنادك وكبريائك لو مش هتصرخي وتمتعني فموتي، أنا مستعد أقتلك لو مش هتمتعني
نظرت إليه وهو يتحدث ويشير لها بالسكين الملوث بدماءها أنه فى أنتظار أن تطلب الرحمة وتركع امامه راجية موتها، ثم قال:-
-أنتِ غبية يا مريم، معقول صدقتي أن واحد زى جمال ممكن يحميكي مني مستحيل، رجال الأعمال والناس الأغنياء دول مبيعملوش حاجة غير أنهم يرموا الأمور بأيديهم لأتباعهم لكن أنا بعمل بأيدي
أتاه صوت “جمال” من الخلف يقول:-
-خلينى أوريك اللى بعملوا بأيدي؟
أنتفض “حمزة” من مكانه ذعرًا من صوته ووجود “جمال” ليراه واقفًا على بُعد خطوات، تطلع “جمال” بها وهى على الأرض والدماء حولها واضحة جدًا ليستشيط غيظًا وغضبًا من هذا الرجل وعقد حاجبيه بضيق شديد وقال:-
-خليك بعيد يا شريف

 

أقترب “جمال” منه ليواجه “حمزة” السكين نحوه لكن بسمة “جمال” أرعبته وهذه البسمة تخبره بأنه لا يخشي هذا الشيء، أخذ “جمال” كرتونة فى طريقه وألقي بها على “حمزة” ليدفعها “حمزة” بقوة بعيدًا فتلقي لكمة قوية على وجهه من قبضة “جمال” أسقطته أرضًا فأتكأ على ذراعيه ليقف ليركل “جمال” في ذراعه بقوة لينكسر ويسقط “حمزة” على وجهه فوضع “جمال” قدمه على رأسه بقوة وقال:-
-خلينى أوريك مين هو جمال المصري وإذا تأخذ حاجة أنا منعتك عنها
أبتعد “جمال” لكي يجلب عصى حديدي فأنتهز “حمزة” فرصة رحيله بعيد عنه وهرب بعيدًا فحاول “شريف” إيقافه فجرح ذراعه بالسكين وهرب تمامًا، أسرع “جمال” إليها ليجثو على ركبتيه أمامها ونظر إلى ملابسها المبللة وقدميها المجروحة بغزارة ودماءها التى لوثت بنطلونها ليشفق على حالها وشعر بأنقباض قلبه خوفًا عليها ليفك رباطها بلطف ورفع رأسها برفق لتتألم من حركة جسدها وجرح قدميها الذي ما زال ينزف ليقول بهمس:-
-أسف
تحدثت بصعوبة من قسوة ألمها:-
-قوله يقتلني خلينا نخلص وأرتاح من الجحيم دا
مسح “جمال” على رأسها بلطف وهو يقول:-
-متقلقيش حصل خير أنا هنا
حدقت بعينيه بضعف وقالت بتمتمة ضعيفة:-
-أنا عايزة أنام، ممكن أنام؟
أتاها صوت “شريف” من الخلف يقول:-
-لا، مريم تحملي لكن أوعي تنامي ويغمي عليكي
حملها “جمال” على ذراعيه ووقف بها لتتألم بقوة وأنينها يخترق أذنيه وجسدها البارد ينتفض بين ذراعيه فقالت بصوت مبحوح:-
-مش قادرة أتحمل أكثر من كدة، والله حاولت

 

سار بها للخارج ثم أخذها للمستشفي بقلق وبعد فحص جرحها ومعالجته، جاء “جمال” لها بفستان قطني طويل وأعطاه للممرضة من أجل “مريم” بعد أن مزق الطبيب بنطلونها وأنتظر حتى أذنت له الممرضة بالدخول، دلف ليراها نائمة فى فراشها وترتدي فستانها الأحمر، تحدثت الممرضة بهدوء قائلة:-
-هتخرج بكرة
أجابها “جمال” وهو يرفع الغطاء عنها قائلًا:-
-لا، أنا هأخدها دلوقت
حملها على ذراعيه أثناء نومها وغادر المستشفى بعد أن رحل “شريف”، وصل للقصر بها ونظر إليها قبل أن يترجل من سيارته وقال:-
-أيه هي حكايتك يا مريم؟ أيه الأسرار اللى دفناها جواكي؟ أيه اللى حصل معاكي أنتِ ومختار؟ الفضول بيقتلني
أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-رجاءًا متحاوليش تتدور جوايا، اللي مدفون جوايا سيبه مدفون لأنه لو حلو مكنش ادفن
فتحت عينيها بتعب ليشعر “جمال” بحرج شديد بعد أن سمعت حديثه ليقول:-
-لكن أنا عايز أفتحك يا مريم، عايز أنبش فى اللى جواكي
تبسمت بحزن شديد وهى تفتح باب السيارة وتقول:-
-براحتك لكن تأكد أن اللي جوايا مجرد أوجاع وحزن مُخيف، أنا شايلاه جوايا بصعوبة من الأساس، الوجع دا لو أتفتح يبقي قتلت الباقي من مريم …..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جمال الأسود)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *