روايات

رواية أقنعة بشرية الفصل الرابع عشر 14 بقلم إسراء الشطوي

رواية أقنعة بشرية الفصل الرابع عشر 14 بقلم إسراء الشطوي

رواية أقنعة بشرية البارت الرابع عشر

رواية أقنعة بشرية الجزء الرابع عشر

رواية أقنعة بشرية الحلقة الرابعة عشر

* داخل غُرفة جايدة..
تَجلس داخل غُرفتها ك عادتها بالساعات لَكن اليوم الوقت سرقها لتظل جالسة علي التطبيق الذي دَخلت عَبره في المرات السابقة إلي شبكة الديب ويب لَكن اليوم ستدخُل إلي شبكة الدارك ويب لَكنها تُحصن نفسها بالخطوات التي قالها يحيي وجين فعلتها كما قالوا لها، لتدخُل إلي الموقع وبدأت كُلًا من العصا بات يَعرضون عليها مُشاهدة البث المُباشر “Life ” بمُقابل مادي كما حدث معها في الديب ويب كانت تَرفُض عرض المُشاهدة تكتفي النظر إلي بعض اللقطات من الخارج لمعرفة عنوان الفيديو إلي أن جاءت إليها المُفاجأة الكُبري.. قبل دخولها إلي هذا الموقع بحثت عنه وعرفت أسماء أكبر المُجرمين بداخله والمُفاجأة أن أكبر المُجر مين علي الشبكة أرسل إليها أتفاق بأن تُشاهد جُزء من البث بدون أموال وإذا نال إعجابها وتُريد تَكملته سيجعلها تُكمل لَكن بمُقابل مادي.. وَقفت أصابعها علي لوحة المفاتيح لا تعرف هل توافق أم تَرفُض فضولها يجعلها تُريد وخوفها مما سَمعت عما يَحدُث بهذا الموقع يُسيطر عليها لَكن فضولها هو من كَسب الجولة بالأخير لترسل إليه كلمة واحدة كانت مدخلها إلي أحد بوابات الجحيــــ م ” Yes “..
ضغطت علي بدأ البث المُباشر ليبدأ في العرض أمامها عبر الشاشة.. ما تراه كان الظلام يُحاوط المكان وفجأة رأت شُعاع أحمر يَتوجه علي باب يوجد عليه يافطة ك غُرف الفنادق مَكتوب عليها رقم الغُرفة ” 666 “..
ليظهر جسد رَجُل من الخلف يَشْبهُ الظِلْ يَرتدي الأسود يُد خنُ السجا ئر بَعِيدُ وقَريبُ بالآن نفسه ليفتح الباب بَبُطء شديد بعد أن دَلف أغلق الباب بنفس الهدوء..
تلك الكلمات خرجت عبر لسان جايدة:
كانت أنوار الغُرفة عُبارة عن أضواء حمراء وكأنني أدخُل مرة أُخري إلي الغُرفة الحمراء التي دخلتها في السابق في شبكة الديب ويب، لَكن أعرف أن الأمر أخطــــ ر وبشدة فما قرأته لَم يشعرني سوا بالرهبه والخوف أُريد أن أخرُج يا ليتني لَم أقبل بهذا العرض..

 

 

بدأت الكاميرا تُدُور كانت الغُرفة بدون نوافذ غالبًا موقعها يَكُن أسفل الأرض، مليئة بالشموع كانت الشموع علي شكل دائر ميدور وبالمُنتصف يوجد علي الأرض رسمة الما سونية تحرك هذا الرجُل الذي دَخل عبر الباب مُنذُ قليل وجلس علي الأرضية أمام الرسمة وحوله الشموع كان وجهه مُخبأ بواحد من أقنعة الشيطا ن قناع مُخيف بقرون طويلة مُلتوية كان القناع باللون الأحمر والقرون باللون الأسود ليبسط يداه يُشاور علي أحد غالبًا يَقُف أمامه بأصبع السبابة لتتقدم إليه فتاة ترتدي ثياب أشبه بملابس أهل الريف وتضع علي شعرها حجاب ظَلت واقفة بقدميه ترتجف إلي أن أتي إليها الأمر بأن تجلس لتجلس علئ الأرضية بالفعل..
جلست الفتاة ليأتي صوتها الخافت قائلة بخضوع بعد أن جاء صوت هذا الرجُل بأن تتحدث بمطلبها:
‏- I want to become a slave to the devil
جَحظت أعيُن جايدة وهي تستمع إلي كلمات الفتاة التي تَطلُب من هذا الرجُل بمحو إرادتها أن تَكُن عبدة عند الشيطا ن بلعت ريقها بَبُطء وهي تُتابع الحوار الدائر بينهُم..
حرك رأسه إليها بإيماء ليردف قائلًا:
‏- You will do whatever is required of you without going back. Whoever enters this door will not return except by death
كلماته بَثت الر عُب بداخلي كيف تَصمُد أمام مطلبه بل وافقت بعد أن قال لها أنها سوف تفعل كُل ما سيطلبه منها دون الرجوع بالأمر، ف من يدخُل هذا الباب لن يرجع إلا بالمو ت..
خضـ.عــت له الفتاة عندما خفضت رأسها دليل علي القبول والطاعة..
رَفع الرجُل كتاب أسود يُرمز عليه رمز الما سونية “النجمة “فَتحه وبدأ يُرتل عليها بعض الكلمات ومد كفه يضعها علي شعرها بعد أن خلعت حجابها وأقتربت إليه..
بعد أن أنتهي من الترتيل أمرها بأن تفعل أحد الأشياء الخاصة بالشُر ك بالله ليطلُب منها الطلب الأخير بأن تنزع ثيابها بالكامل وتتسطح أمامه ليقوم برسم إلهه وخلفه صليب بالمقلوب علي ظهرها ثُم رسم علي جسدها من الأمام السيدة العذراء وخلفها أشياء غريبة لَم تفهمها..

 

 

أتي صوته الضخم يأمُرها بأن تَذهب إلي المرحاض الموجود بالغُرفة لتتم أخر خطوة وهي بأن تُقدم جسدها إلي الشيطا ن حتي تُصبح خاد مة وعبد ه إليه..
كانت جايدة تُتابع ما يحدُث بأعيُن جاحظة مُر تعبة لا تُصدق ما يَحدُث كانت عينيها تَزرُف الدموع من كثرة الخو ف لَكن فجأة وَقف البث علي يافطة توجد علي أحد جُدران الغُرفة..
‏If you want to complete the show, pay the price to get the fun and excitement of what will happen in the bloodshed inside the toilet
إذا كنت ترغب في إكمال العرض ، إدفع الثمن للحصول على المُتــ.عة والإثا رة لما سيحدث في سَفــ.ك الد ماء داخل المرحاض
بعد أن توقف البث جاء إليها رسالة من نفس الشخص الذي عرض عليها العرض يسألها إذا كان العرض نال إعجابها وتُريد إستكماله لترسل جايدة بدون تَفكير بسبب خوفها..
‏- No
فجأة أشتغل البث أمامها مرةً أُخري ليظهر ذلك الرجُل الذي يرتدي قناع الشيطا ن ذو القرُون ليقول بصوته الضخم المُخيف:
‏- .. You ruined the show. You are a bad, rude person I must teach you the meaning of peace
– لَقد أفسدت العرض. أنت شخص سيء وغير مهذب.. يَجب أن أُعلمك معني السلام.
أنتهي البث لأنتهي أنا معه شَعرت بقشعريرة تسري ببدني لَم أشعُر بنفسي إلا وأنا أسحب هاتفي أقوم بالأتصال ب يحيي بمُجرد أن رد عليه قومت بالصُر اخ بتلعثُم:
– يحيي الحقني.. ف.. في بِ.. بِنت في خطــ.ر لازم نلحقها م.. مش هعرف أتصرف لوحدي
أردف يحيي قائلًا بعجله:
– فين وأزاي ؟!.. فَهميني إيه اللي حصل يا جايدة ؟

 

 

تحدثت جايدة بنبرة مُتحشرجة لتسرد إليه كُل التفاصيل التي حدث بالبث لتختم حديثها قائلة بترجي:
– مفيش وقت يا يحيي يلا لازم نتصرف علشان نلحقها
ليهتف يحيي قائلًا بنبرة هادئة فلقد تَعود علي مثل هذه الأمور، فما أصابها أصابه في البداية:
– هنعملها إيه ؟.. جايدة أنا من أقدم الناس في الدخول علي الشبكة دي حاولت كتير أنِ أساعد بمقالات وأخترا ق وحجات كتير بس مفيش فايدة.. صدقيني الشبكة دي هتفضل موجودة وهتكبر كمان وكمان وكُل يوم هتزيد إجر ام وأحنا مَقدمناش حل غير أننا نبعد نهائي أبعدي يا جايدة زي ما أنا بعد
أردفت قائلة بَبُكاء مرير:
– يعني إيه ؟!.. طَب أحنا بندخُل ليه من الأساس مادام هتيجي تقولي مفيش فايدة أحنا لا من الناس اللي داخله بهدف المُتعــ.ة والأثا رة ولا الجنو ن.. صحيح أن أول مرة دخلت كان فضولي أنِ أعرف مين عصا بة الفأس السوداء بس الموضوع كبير دي شبكة إجر ام أزاي مش قادرين يَقبضوا عليها لحد الأن.. يحيي أحنا لازم نحاول بأي طريقة علشان نُوقع إي حد من أفراد العصا بة دي
ضَحك يحيي بيأس ليردف قائلًا:
– لو الموضوع بالسهولة دي كانت حكومات الدول وقعتهُم.. أنسي يا جايدة
وَقع الهاتف من علي أُذنيها غير مُصدقة ما شاهدته وأستمعت إليه تسطحت علي الفراش بجسد خاوي غير قادرة علي التفكير لا تَعرف لما الحظ لا يُحالفها دائمًا تَعرف أمور تندم أنها عرفتها لمًا حياتها غير إي فتاة لماذا خُلقت عنيدة فضولية تركُض ورا الأشياء المخفية هذه شخصيتها عنيدة..
~ بعد مرور أسبوع علي ما حدث معها بتلك الليلة وأصبحت لا تَخرُج من المنزل لا تُرد علي الهاتف بل أغلقته حياتها عُبارة عن الدلوف كُل ليلة إلي الشبكة تُشاهد العديد من الجر ائم منها:

 

 

القتــ.ل..تعذ يب..مُخد رات..كَحو ل..أسلـــ.حة وقتـــ.لة مأجورون.. إغتصا ب أطفال وكُبار.. بيع أعضا ء.. كُل ما تتخيله يوجد بالداخل غاصت جايدة في خباياه وعرفت كُل شي يدور بالداخل لتُكرر أن تَكتُب مقالة عبر التويتر لأنه أسرع بالأنتشار وسوف تَكتُبها باللغة العربية وبالأسفل الإنجليزية حتي يَسهل فهمها للجميع..
كتبت في المقالة:
اليوم سَنتحدث عن أ خطر مواقع الإنترنت المُظلم والتي تُسمي بالغُرفة الحمراء..
هذه الغُرفة صَنفت بأنها من أ خطر المواقع التي تَحدُث بها جرا ئم بشعة إلي درجة لا تَوصف، قبل أن أدخُل هذا الموقع قرأت عنه الكثير مما جعل جسدي يرتجف من رهبة ما يَحدُث بالداخل لَكنني قررت أن أدخُل هذا العالم والسبب أرت أن أعرف أكثر عن عصا به الفأس السوداء عندما قرأت عنهُم وعن كَم الإجر ام ئم الذي يَشع منهُم ف هُم من أكثر العصا بات الموجودة بداخل الديب ويب وقبل أن أدخُل عَرفت أن لا يُتاح الدخول إلي الموقع مُباشرتنًا داخل مصر لَكن يوجد برامج عرفت كيفية الدخول والتأمين حتي لا يَتم التعرُف علي هويتي وأيضًا يُلزم وجود المال الوفير بالعُملة المُستخدمة حتي تُشاهد البث المُباشر بالجرائم الذي سَتُعرض عليك..
فَكرة هذا الموقع هيا تعذ يب البشر وَقتـــ.لهُم وأغتصا بهُم وبيع الأعضا ء والمُخد رات وكُل ما يأتي بذهنكُم عن الأجر ام في بث مُباشر أمام الذائر الذي يُلقب بالذبون، هُناك أشخاص يتلذ ذوا بمُشاهده تلك الأمور لهذا يَدلفون للداخل ويقومون بدفع المال حتي يُشاهدون ويستمتعون بما يَحدُث، لَكنني دَخلت في بداية الأمر ك فضول ومعرفة ما يَحدُث بالداخل كما ذكرت في عصا بة الفأس السوداء لَكن كُل شيء تغير بعد دخولي أصبح الأمر مُر عب لا أستوعب ما يحدُث بالداخل إلي أن دخلت إلي الدارك ويب وهو أ خطر من الديب ويب عندها وجدت هذه الغُرفة.. غُرفة 666
666
غُرفة مُخيفة مليئة بالأشبا ح والسحــ.ر غُرفة مُظلمة عُبارة عن ظلام شموع دائر ميدور منقوشة علي الأرضية وبالمُنتصف يوجد رمز الما سونية يوجد كتاب مرسوم عليه أيضا رمز الما سونية ما يَحدُث داخل هذه الغُرفة مُخيــ.ف غير مُصدق..
يجبرون ضحا ياهُم علي إتمام ما يُردون حتي يَحصلون علي الأموال يحدُث شُرك بالله وبيع جسد و وشوم ترتسم علي الجسد..
مَن يَدخُل هذه الغُرفة لَن يري النور مرةً أُخري..

 

 

يوجد سر كبير وراء هذا الباب لَكن ما هو ؟!، هل الباب حقيقي؟!.. وما وراءه حقيقي أم أشبا ح ، أيُعقل أنهُم بَشر مثلنا ؟!..
أنهُم سَفا حين شيا طين مُتربصة لينهوا العالم بأ بشع الطُرق ؟؟!!.. كيف يقولون أنهُم يريدون السلام ويقومون بتشغيل نَغمات السلام لَكن علي طريقتهُم تلك الموسيقي عُبارة عن أنها تَكون مُســـ.يئة لدين السجين مُصاحبة بالصُراخ والعُنــ.ف والسا دية بأقصي حد..
ما توصلت إليه بعد البحث أن رَقم 666 والصليب المقلوب
رَقم الغُرفة يُرمز إلي المسيـــ.ح الدجا ل أو الشيطا ن أيضًا هُناك ما يُسمي برها ب الرقم 666 وهو نوع من الرهاب، حَيثُ كان بعض المسيحيين في الأزمنة القديمة يُخاف من الرقم الذي يتصف بأنه رَقم الو حش والسبب أنهُم يَعتقدون أنه يُشير إلي الشيطا ن أو المسيـــ.ح الدجا ل لهذا أستخدموا داخل هذه الشبكة في عالمهُم عن عبدة الشيطا ن ليدُونوا غُرفة خاصة به..
بنهاية المقالة لا أحد يَعلم سر هذه الغُرفة حتي أنني لَم أستطع أستكمال ما يَحدُث سؤال قد يتبادر إلي ذهنك ، هل تبحث عائلات الضحا يا عنهُم ؟.. أم فقدوا الأمل ؟.. أم مُهددون علي الصمت ما يَحدُث داخل هذه الشبكة لا نَعرف !!
علي أمل أن تؤثر تلك المقالة بنا وتجعلنا نبحث حول الأمر ليتم القبض علي العصا بات التي تَخطف العديد من الأشخاص كُل يوم بهدف المُــ.تعة والأثا رة وملاذ تهُم المُقز زة..
بعد أن نشرت التويته أنتشرت بشكل سريع بأنحاء العالم ما زالت علي أمل أن يحدُث شيئًا يُحرر الضحا يا من بوابات الجحيــــ.م الذي دَلفوا بها بالقسو ة والعُنــــ.ف والخضو ع بسبب التعذ يب النفسي والجسدي..
~في ظل هذا الأسبوع حاول إيهاب الوصول إليها وكان يُريد المجيء إليها لَكن قالت له جَّنات أنها قالت لها أنها تُريد الراحة والجلوس بمُفردها حتي تَصبح بخير..
* داخل الغُرفة الدراسية Class..
تَجلس جايدة علي الديسك الخاص بها في الصفوف الأخير بجانبها النافذة الزُجاجية وأمامها تجلس نور وبجانب جايدة يَجلس سمير والديسك الأمامية خاص بإيهاب لَكنه غير موجود والديسك الأمامية خاص بعلي لَكنه مُتواجد..
كانت شلة جايدة يجلسون حولها كُلاهُم بالصفوف الأخيرة عادا جنات كان مَكانها بالديسك..

 

 

دَلف إيهاب بعد أن طَرق علي الباب ليسمح المستر إليه بالدخول سار إلي أن وصل أمام ديسك سمير يُشاور إليه بأصبعه أن يَنهض بحاجب مرفوع نَهض سمير ليُبدل معه المقعد تَحت غضبه لَكنه صَمت ولَم يفتعل المشاكل خوفًا من رده فعل إيهاب ليجلس إيهاب وسمير جلس بالمقعد المُقابل إليه أمامه..
ألتفت علي إلي سمير يَضع كوعه علي الديسك قائلًا بأستهزاء:
– مَمعكش محميتين يا سمير
كان صوته واضحًا إلي من حوله الأقرباء فَلم يَستطع إيهاب كَتم ضحكاته لينفجـــ.ر ضاحكًا وبعد أن هدأت ضحكاته بعد أن تحدث المستر يسأله عن سبب ضحكته أردف قائلًا:
– سوري يا مستر أصلي شرقت
قلبت جايدة مقلتيها بملل لتثني جسدها بالقُرب من إيهاب هامسة إليه:
– سلامتك من الشرقة المرة الجاية تطلع علي طول من غيرك ما تتعبك
رَفع حاجبه باستفهام قائلًا:
– إيه دي؟!
رَجعت بجسدها تُرخي علي المقعد قائلة بتريُث:
– روحك يا ديبو
ضَحك بخفه وهو ينظُر إليها يُراقص حاجبيه يُحرك شفتيه دون أن يَصدُر منه إي صوت بَقول:
– وَحشتيني اوي يا حيــ.ة
حركت رأسها تنظُر إلي الأمام تُتابع اللوحة الألكترونية التي يَقوم الأستاذ بالشرح عليها تُحاول السيطرة علي إبتسامتها بسبب حديثه الذي أنعش قلبها مرةً أُخري ولو لدقائق..
~ بأحدي ممرات المدرسة داخليًا..

 

 

تَقُف جايدة مُسندة بظهرها علي أحدٍ الجُدران تنظُر إلي رفقتها الذين لَم يَصبحوا رفقة بل أصبحوا أعدا ء بعد أن خَد عوها تَجمعت الدموع بمقلتيها وهي تَتذكر كَم الليالي التي جَمعت بهُم منها المُفرحة ومنها ليالي حزينة لَكنهُم كانوا يتشاركون أحزانهُم وأفراحهُم سويًا عكس الأن..
مُقابلها بنفس الممر كان تسير نور وعيناها لا تُحيد من علي جايدة تنظُر إليها بحُزن وترجي أسفه بسبب ما فعلته هي حقًا تُحب جايدة لَم تُكن لها إي ضغينه، لَكن حُبها لإيهاب من دفعها لهذا خصيصًا بعد حديث شيرين وسمير المُتكرر حول الأمر جعلوها تستمع وتسير معهُم إلي خططتهُم بدون الأخذ بالأعتبار بأنها تَخد ع صديقها جايدة..
هَبطت دمعتيها بعد أن تلاقت عيناها بأعيُن جايدة كانت تنظُر إليها بشرود وهي تتذكر جمعتهُم لتخفض نور بصرها بعد أن خدعتها دموعها وهبطت لتركُض نحو المرحاض لَكنها أصطد مت بإيهاب رَفعت عيناها تنظُر إليه بأسف بدموع تنهمر علي وجنتها لَم تستطع تحمُل نظرات السُخرية لتتعداه تُكمل ركضها إلي المرحاض إلي أن أختفت داخله..
عند أميرة كانت تسير تبحث عن علي لتمُر بجانب جايدة دون أن تراها لَكن بمُجرد أن أتت عيناها بأعيُن جايدة تَوقفت أمامها تنظُر إليها بإحراج تُريد الأعتذار منها لَكن لسانها لا يُسعفها حاولت مرارًا وتكرارًا الحديث بدون فائدة طالت نظرات العتاب والأسف بينهُم إلي أن قاطع صمتهُم شيرين التي وَقفت بالمُنتصف تنظُر إلي كلاهُم بأسف مُصطتنع لترفع ذراعيها تُحاوط كتفيه كُلًا منهُم إلي أن أصبحت شبه مَحتوياهُم كان شرودهُم يَجعلهُم ساكنين لَتهمس قائلة بنبرة ساخرة مليئة بالأستفزاز:
– الندم بيجري في عروق كُل واحدة فيكُم أنتي يا أميرة علي خيانتك وأنتي يا جايدة علي غباءك في وقوعك في الفخ.. بس تعرفوا بالرغم أني بقيت شريرة الحدوته بس أنا مش مبسوطة
قالت حديثها وبعد أن أنتهت حديثها رَفعت جايدة يدها تَزيح ذراع شيرين من عليها لتدفع أميرة ذراع شيرين بنفس الوقت راكضة، أقتربت جايدة من شيرين تنظُر إليها بجمود بإبتسامة مَرسومة علي شفتها مَدت ذراعيها تُثبت كفوف يدها علي كتفي شيرين تقترب إليها كان المشهد وكأنها تَحتضنها لتهمس بجانب أُذنها قائلة:
– قولي لبابا يبطل شقاوة علشان صحته وماما تبطل سهر وبعزئه في فلوس جوزها عمال علي بطال ليطفش منها بعد الشر يعني..

 

 

حركت عيناها تنظُر إلي شيرين ولا تُزال تحتضنها لتهمس إليها بنفس وتيرة التلاعُب بالأعصاب قائلة:
– مش جوز ماما أُنكل مدحت لو بتحبيه قوليلوا يبطل المشي البطال أصل نسيت أقولك أن المشي البطال ياما هد أبطال وماما باردو تبطل تحوم علي أصحاب بابا..
بعد أن رأت أشتعا ل وجهه شيرين بالغضب مع توسع حدقيتها أردفت جايدة بنفس الهمس قائلة إليها بشفاه مضمومة:
– لا لا أنتي فهمتي إيه ماما مُحترمة خالص دي بس بتمشي شُغل أُنكل مدحت وبتسترزق بكام فكة كده يزُقه الدنيا معاها..
تغيرت نظراتها إلي الجمود هامسة إليها لَكن بوتيرة أقوي عن السابق قائلة:
– مش ده السر اللي مخبياه علي الكُل ؟!، عُمري ما كُنت هدور وراكي بس لما توصل أنك تأذيني وتعايري أميرة بمُستواها المادي علشان أقل مننا بمرحلة ولا مرحلتين علشان تنفذي رغبات جنونك ومرضك النفسي يبقي لازم أضربك في مقتـــ.ل علشان تفوقي يا شيرين وتعيدي حساباتك..
بعد أن أنتهت جايدة من حديثها دَفعت شيرين وسارت بعيدًا عنها وّقفت شيرين بمكانها كانت تَشعُر بدوران كُل شيء حولها تشعُر أن عالمها ينهار كبريائها عزة نفسها غرورها ثقتها داخل سور هذا المبني العملاق لَا يُمكنها خُسارة كُل شيء مكانتها لَم تستطع النظر بأعيُن جايدة ولا إي أحد إذا تحدثت جايدة لأحد بهذا الأمر لَم تَشعُر بدموعها التي تدفقت بغزارة تتسابق علي خديها تُعبر عن إيلامها إلي أن سَقطت مغشيًا عليها علي الأرضية..
صَوت أرتطام أحدهُم علي الأرضية جَعل الجميع يلتفت ينظُرون إلي جسدها المُمدد علي الأرضية ليحدُث الهرج والمرج وأصوات مُرتفعة لينقلوها إلي غُرفة الطبيبة المدرسية..
ظَلت جايدة واقفة تنظُر إلي شيرين بأ لم وشفقة لَم تَكُن تُريد هذا لَكنها هي من دفعتها لقول هذا حتي تَستفيق علي حالها ولا تَرتكب تلك الحما قات التي تُهد صداقتهُم جميعًا، بتلك اللحظة أقترب إيهاب منها ينظُر إلي عيناها قائلًا بأشتياق ويده تتحسس جر ح عُنقها:
– وجعاكِ ؟!
أستفاقت من شرودها تنظُر إليه بتمعُن لتردف قائلة بهدوء وهي تَبعد يده عن عُنقها:
– لا
إبتسم إليها قائلًا بنفس النبرة:

 

 

– وحشتيني يا جايدة
رَفعت يدها علي ثغرها حتي تُهدأ من روعها ولا تَرُد عليه بما في قلبها تلك العاده تفعلها بعفوية عندما تغضب أُو تُريد السيطرة علي ذاتها من شيئًا.
لتردف قائلة وهي تُبعد يدها عن فمها:
– أتكلمت مع نور
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– أنا لو أتكلمت معاها هخليها متعرفش تيجي المدرسة تاني
أومأت إليه بالإيجاب قائلة:
– سيبك منهُم.. كُنت عايزة علي بخصوص حاجة هو فين ؟!
نَظر حوله يبحث عن علي ليردف قائلًا:
– مش عارف.. أستني أكلمهولك
قال حديثه وهو يَدس يده بجيب بنطاله حتي يَسحب الهاتف ليتحدث مع علي بشأنها.. لَكن توقفت يده قبل أن يدسها بالجيب بعدما أمسكتها جايدة قائلة بعفوية:
– لا خلاص لما أشوفوا هكلمه أنا.. سلام
كادت أن ترحل ليمسكها من معصمها قائلًا:
– عايز أتكلم معاكي
ضيقت حاجبيها قائلة:
– بخصوص
= بخصوصنا يا جايدة

 

 

تفهمت الأمر لتأومأ برأسها قائلة بهدوء يُعاكس شخصيتها:
– بليل.. بليل يا إيهاب نتقابل ونتكلم خلينا دلوقتي في دراستنا
أومأ إليها قائلًا بهدوء:
– موافق.. ودلوقتي ينفع نروح نفطر سوا
إبتسمت إليه ليسيروا سويًا مُتجهين نحو كافتيريا المدرسة ليتقابلوا مع جنات ليجلسوا سويًا يتناولون الفطور..
* داخل المرحاض..
تَقُف نور تَستند بمعصميها علي حوض الغسيل تنظُر إلي المرآة التي تُقطر بمياه علي وجهها تتعمق به كان مُبتل أثر غسلها العنيـــ.ف إليه لتُغرق وجهها بملابسها بالمرآة مع تساقُط دموعها علي وجنتها تتذكر كَيف تخلي أبيها عن أُمها لأجل حُب حياته التي ظَهرت فجأة ف هو لَم يُطلقها لَكنه أصبحت مشاعره جافة نحو أُمها مهما حاول عدم إظهار الأمر أمامها لَكنها تعرف من نظراته التي كانت تشتــــ.عل بالحُب عندما ينظُر إلي والدتها وكيف أصبحت الأن..
ليأتي سؤال بذهنها يتردد تُريد أحد أن يُجاوبها عليه..
– هل يُمكن أن تختفي مشاعر المرء تجاه أحبته من أجل عودة حبيب من الماضي ؟!، كَيف يكون الجواب بنعم !، كَيف يستطيع القلب والعقل تجاهُل أمر أحبته الحالين لأجل ماضي دُ فن وأنتهي خصيصًا بعدما أتي من نتيجة حُبهُم وشغفهُم في لياليهُم التي مارسوا بها الحُب سويًا بذرة من كُلاهُم تلك البذرة كَبرت ونُضجت لتُصبح فتاة يافعة الجمال تُحب هي أيضًا لَكن لسوء حظها تُحب شخص لَم يُحبها ولو للحظة لترتكب جر يمة ناتجة من عشقها حتي تُفرق بينه وبين حبيبته..
– هل يُمكن أن تَكون فعلت هذا خصيصًا كأ نتقام من أباها لوهلة شَعرت بأنها تَري إيهاب أبيها وجايدة حبيبه أبيها التي عادت من الماضي حتي تُخرب حياتهُم لتتيقن أنها فعلت عذا الأمر حتي تُثبت لذاتها أنها يُمكن أن تُعيد أبيها لحياتها هي و والدتها، لَكن الأمر خرج عن سيطرتها بدلأ أن تُرجع أبيها خربت علاقة إيهاب وجايدة بسبب هوسها بأنها تُحب إيهاب ما أكد إليها أنها تنتــــ.قم..
عندما عادت المنزل تلك الليلة ورأت أبيها يَجلس مع أُمها يُخبرها بأنه تزوج من حبيبته لَكنه لَم يُطلقها ستظل علي أسمه وأعتذر لها قائلًا بكُل هدوء لَكنه كان يتأ لم حقها لظُلمـــ.ه إلي والدتها:
– حاولت كتير منجرفش ورا مشاعري بس مَقدرتش صدقيني مَقدرتش هي حُب حياتي اللي تمنيتها ياما حلمت أن يتقفل علينا باب واحد مش علشان أ لمسها وبس لا كفاية أنِ أشوفها حرموني منها وجوزوها لواحد تاني أكبر منها هيا أتعذ بت وأنا أتعذ بت بما فيه الكفاية مش هنكر أنِ حبيتك وأفتكرت أنِ نسيتها بس بمُجرد رجوعها لحياتي وكأني رجعت شاب من جديد وهيا كمان صدقيني حاولت بس حُبها كان لعنــــ.ه حياتي أنا أتحر قت من حُبها اللي كان شُعـــــ.لة نَتج عنها حل يقة في قلبي لعُمر كامل..

 

 

 

ظَلت تستمع إلي أنين أُمها وبُكاء كانت تنتحب بوجع قلب لقد هشم قلبها بعد عُمرًا جلست تحت طوعه تُحبه تتمني له ما يرضي لتقوم بتنفيذه كانت ونعمه الزوجة قبل أن تَكُن ونعم الأُم، هي تُحب أبويها بشدة أبيها الحنون دائمًا عليها كذلك أُمها التي لَم تَكُن أُم فقط بل كانت الصديقة التي تلجأ إليها نور دائمًا لَكن كُل شيء تغير بحياتها من وقت ظَهور حبيبه السابقة وهو أنجرف معها لكُل شيء مشاعره وكيانه بأكمله كأنه عاد إلي صباه كما قال حقًا من وقت ظُهورها وانجرف معها فلم يتزوجها بل ظلوا يعيدوا قصة حُبهُم من جديد حتي ينتهي مُده عدتها حتي تستطيع الزواج ثُم أجلت أمر زواجهُم قائلة تُريد أن يَعيدوا أمجاد حُبهُم السابق ظَلت علاقتهُم سنة كاملة إلي أن تزوجوا الأن في ظل هذه السنة شَعرت وكأن أباها توفا ه الله لَم يعُد يحتضنها يأخُذها بنُزهة هي و والدتها مثل السابق حياتهُم تغيرت مئة وثمانين درجة لتتغير نور أيضًا ومع تَغيُرها أصبحت تُريد أخذ إي شخص من حبيبته تنتـــ.قم من أبيها وزوجته كر هت الحُب الأول كر هت رؤية عاشقان..
لَم تَشعُر بنفسها إلي والصنبور خارج بيدها كانت شاردة بحُزنها ومع دموعها كانت تُريد الضغط علي شيئًا تُخرج به و جعها حتي لا تُخرجه عبر الصُر اخ الذي إذا خرج سيُد مر المبني كاملًا، لتستفيق من شرُودها وحُزنها علي تَدفُق مياه الصنبور بوجهها بللت وجهها بملابسها بالمكان، بتلك اللحظة دَخلت جايدة وجنات المرحاض لينصدموا مما رآوا نظرت جنات إلي جايدة التي كانت تَصُب نظريها علي نور التي كانت تَقُف مُستسلمة إلي أ نفجار المياه بوجهها، لَم تعرف جايزة ماذا حدث لها ؟!
رق قلبها لصديقتها لَم تشعُر بقدميها إلي وهي تَركُض إلي نور تُحاول سَحبها بعيدًا لتتقابل أعينهُم كانت نظراتهُم حزينة إلي بعضهُم الندم والحُزن والخذلان الخد اع الخيا نة كانوا يُحاوطونهُم بمُجرد أن مَسكت جايدة كفوف نور بين راحة يدها إنهار جسد نور علي الأرضية لتسقُط جايدة معها سحبتها داخل أحضانها ليدوي صُراخ نور بالمكان وأ نفجرت بَبُكاء مرير ويدها تتشبت بظهر نور تأن ألمًا، حركت جايدة يدها علي شعر نور تَهبطها إلي ظهرها لترفعها علي شعرها مرة أُخري لتهبط علي ظهرها ظَلت تُكرر الأمر تُربط عليها بمُحاولة في مُواستها دون أن تسأل ما بها، أما جنات رَكضت تَغلق المحبس حتي تتوقف المياه عن التدفُق لتقُف بجانبهُم صامتة بعد أن أغلقت الباب من الداخل بالمُفتاح..
جاء إليهُم صوت نور الذي خرج بأ نين وشهقاتها دليل علي أستمرارها بالبُكاء:
– اه ه ه أ..أأسفة حقك عليا يا صاحبتي أأ..أنا و حشة أذ يتك أ نتقمت منك كسرت قلبك ب..ي.. بسبب حقــــ.دي و.. وشــــ.ري أنتِ مَلكيش ذ نب في اللي حصل إه..هييي

 

 

أرتفعت وتيرة بُكاءها وشهقاتها بأخر حديثها لَم تستطع التكملة لتشد جايدة علي أحتضانها لتُدفن نور رأسها بعُنق جايدة ، بعد وقت نَهضت جايدة مُمسكة بجسد نور بمُساعدة جنات ليتحركوا بها إلي حوض أخر لتغسل جايدة وجهها وتُجففه بالمحا رم بعدها وعدلت من خُصلات شعرها المُشعته أثر الموقف لتُهندل من ثيابها قبل أن يَخرجوا مسكت نور كفوف جايدة تَضمُهم بكفيها هامسة إليها بضعف وندم:
– لينا قاعدة سوا هفهمك فيها كُل حاجة و.. وقتها تحدي إذا كُنتِ قادرة تسامحيني ونرجع صُحاب من تاني أو لا.. وفي الحالتين بعتذرلك
حركت جايدة رأسها بإيماء وهُما يخرُجان سويًا معهُم جنات التي لا تُزال مصدومة من الموقف لَكن حرصت جايدة أن لا يراهُم أحد بسبب حالة نور التي لَم تُستدعي الحديث لتُغادر نور المدرسة مُبكرًا..
* مساءًا داخل أحد الكافيهات التي بجانب الملهي الليلي الذي كانوا يَسهرون بداخله..
جَلست جايدة علي المقعد قائلة بتأفأُف:
– مش فاهمة يعني إصرارك أننا نَدخُل الكافية ده ؟.. ومَندخُلش الكلوب ليه ؟!
إبتسم قائلًا:
– مزاجي.. مش عايزك تَدخُلي الأماكن دي تاني
رَفعت حاجبها قائلة:
– والله!.. ده علي أساس أنِ هبلة وإي حد هيضحك عليا أنا بَدخُل المكان ده علشان صُحابي بس لا بشرب ولا بتعرف علي حد.. وبعدين أنت مالك ؟!
صَك علي أسنانه قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة:
– لمي لسانك يا جايدة علشان أنا ماسك لساني عنك بالعافية بطلي أسلوبك ده !
إبتسمت بسماجة قائلة:
– أخلص عايز إيه ؟!

 

 

أردف قائلًا بنبرة حُب وتفاؤل:
– نرجع يا جايدة.. عايزك تسامحيني علي كُل اللي فات ونبدأ مع بعض صفحة جديدة
= نرجع !، بالسهولة دي مش لازم الأول أدوقك من نفس الكأس اللي دوقتني منه
قالت حديثها دُفعه واحده بنبرة قا سية، ليردف قائلًا بهدوء بمُحاولة في إصلاح الأمر:
– دوقته.. بُعدك عني كأن كفيل بالعذ اب
أقتربت له تسحبه من ياقة قَميصه قائلة بنبرة غــــ.ل من خيا نته لها:
– عذا بك مش كفاية لسه حاسة إن إ نتقامي منك مَخلصش لسه نا ر الإ نتقام جوايا قايدة نا ر.. أعمل إي عشان تنطفي؟!، لو عندك حل قولي !
وضع يداه علي كفوفها المُمسكة بسترته وأخفاءها بين راحة يده قائلًا ضد شفتها:
– اقتــــ.ليني لو ده هيطفي نا رك أعملي كده !
ضَحكت مع تطاير شعرها للخلف ليعبس وجهها تنظُر إليه بقوة قائلة بقســــ.وة:
– عارف إزاي تَقــــ.تل شخص وهو حي ؟!
نَظر لها بتوتر وقلق ف هو يعرفها جيدًا، ليست بالفتاة المُتغلبة علي أمرها أو المُطيعة الطيبة ف هي تُحر ق اليابس بدون أن يرف لها جفن ليردف قائلًا بتوتر ملحوظ:
– إزاي ؟!
أردفت وهي تنظُر إليه بأشمئزاز تدفع يده تُحرر يدها لتعود جالسة علي مقعدها تَضر ب كف علي الأخر:
– تغر قه في حُبّك وبعدها هوب تختفي مايعرفش يلاقيك تطير زي الطيور اللي بتهاجر عشان تلاقي اللُقمة اللي هيا غايتها في الحياة نفس الشيء اللي أنا هعمله هطير عشان دي غايتي في الحياة إني أقهــــ.رك نفس ما قهـــ.رتني.
أطبق أسنانه بشدة يُحاول منع نفسه من صفــــ.عها لأنه يعلم لو فعل لن يحصل عليها سوى بالإجبار لقد جرب الأمر مرة بالسابق ولا يُريد تكرار أمر فُراقها للأبد.
هَمست إليه قائلة كأنها تُلقي أحد أبيات الشعر:
– كَيف اَقتُــــ.ل شخصًا ولا يُزال علي قيد الحياة ؟!.. أغر قه في حُبّك ثُم أرحل.

 

 

زَمجره قا سية خَرجت من بين تطبيقه علي أسنانه بقســــ.وة حاول كَتم غضبه وهو يُرمق وجهها بقســــ.وة وضيق يَعرف جيدًا إذا فعل ما يَدور بباله لن ينجو لقد غر ق في عشقها بجنون! وأصبح الأمر خارج عن إرادته!..
سَحب يدها يتحرك بها خارج المطعم بعد أن دَفع الأموال علي الطاولة كانت جايدة تُحاول دَفعه لكن كان يُطبق علي يدها بقوة إلي أن خَرجوا من المطعم ليقفوا جانبًا ليقوم بتحرير يدها قائلًا من بين أسنانه بنبرة غاضبة:
– تُقصدي إيه بكلامك ده !
أقتربت إليه واقفه أمامه بثبات تَقول بَحروف تَمُطها تَخروج من جوفها بَبُطء شديد:
-هشربك من نفس الكاس يا إيهاب، لو عايزنا نرجع أتحمل تصرُفاتي كُلها ولو نجحت في التحمُل هنرجع يا إيهاب.. رأيك إيه أنا كده خلصت كلامي !
أردف قائلًا ونظراته كُلها مُصبه عليها مع عروق يده النافرة كان يَقبُض علي يديه حتي يتحكم بأعصابه:
– أنا ملاحظ أنك بتعاندي وخلاص.. هو أنتِ مَبقتيش تحبيني ؟!
أردفت قائلة بنفس نبرة القوة والثبات:
– بالعكس !
= بتحبيني ؟!
لوت شفتها قائلة:
– خليني أكمل كلامي، بالعكس أنا عايزة أرجع أحبك تاني بس أنت اللي تعافر أنا مش هعافر تاني علشانك
صَك علي أسنانه قائلًا من بينها:
– وإيه لزمت الحُب بدون مُعافرة من الطرفين
حركت كتفيها لأعلي قائلة:
– ده كان في الأول قبل خيا نتك ليا، الوضع دلوقتي أختلف أنا خايفة.. خايفة أديك الأمان تاني تَرجع تخذلني أ.. أنت مش أبن عمي وبس أنت أكتر واحد عارف أنت إيه بالنسبالي طَفولتي كُلها كانت معاك إزاي قَدرت تعمل فيا كده يا إيهاب ؟، إزاي قَدرت تشوف واحده غيري فين وعودك وكلامك ليا !

 

 

خفض رأسه ينظُر لأسفل بخجل لمُدة ثوان ليرفع رأسه ينظُر إليها بصدق قائلًا بجدية:
– موافق.. موافق يا جايدة علي إي حاجة حتي لو هتقوليلي أدخُل باب من أبواب الجحــــ.يم المُهم أن نهاية الطريق ده تَكونِ أنتي موجودة فيه
* مساءًا أمام النيل
~ عند حازم وفاطمة..
يَجسلون علي المقاعد المُقابلة للنيل مُباشرتنًا مَد حازم يده يمسك يد فاطمة قائلًا بَهمس:
– مش لو كُنتي سمعتي كلامي وروحنا سهرنا في إي حته لوحدنا فُندق أو..
سَحبت يدها كي تُرغمه علي أبعاد يده لتردف قائلة بنبرة مُتشددة:
– حازم.. متخلنيش أندم أنِ نزلت معاك تاني ولو أنت شايفني إنسانه مش كويسة ياريت نبعد من دلوقتي.. أنا مش هروح معاك في إي مكان تاني مقفول أنا المرة اللي فاتت كُنت أول مرة أدخُل مكان زي ده وخلتني أحس أنِ واحدة مش كويسة وأنت بتحاول تلمس جسمي لولا ظهور بنت خالتي الله أعلم كان إيه اللي حصل !، تخيل إيهاب كان شفنا أنت عارف كان هيحصل إيه ؟!
ابتلع حازم لُعابه وهو يتخيل منظر شقيقها الذي دَلف وقتها بقامته الطويلة وعينيه التي كانت تشتعل من الغضب حمد ربه أنه لَم يصل ويراه بالقُرب منها بتلك الطريقة ليردف قائلًا وهو يتحسس وجنتها برفق:
– مش قصدي طبعًا يا حبيبتي اللي فهمتيه نهائي أنا أقصدي علشان نتكلم براحتنا أنتِ مش شايفة العيون حوالينا إزاي ؟!
خفضت رأسها بعبوس وجهها لتشرُد قائلة بضيق من ذاتها:
– أنا مش عارفة أنا بهبب إيه ؟!، حازم أنا لو حد عرف أنِ مَبروحش الدروس هيحصلي مُشكلة كبيرة
حرك يده ليضع أصبعيه علي ذقنها ورفعهُم ليجعلها تنظُر إليه قائلًا بنبرة حُب ليبعد تفكيرها عما تُفكر به:
– دول كام يوم وهنرجع تاني نروح الدروس بس خلينا نعيشلنا يومين كده.. بقولك إي بلاش غَم وخلينا نتبسط باليوم وتعالي نروح إي مكان تاني.. بقولك إيه في مكان تُحفه هناخُد راحتنا فيه هو رخيـــ.ص اه وف مكان مش ولا بُد بس
صَكت علي أسنانها وهي تُفكر بما ورطت نفسها به تَشعُر أنها تُخطأ وسيحدُث شيئًا ستندم عليه، لَكنها حفزت نفسها علي إنهاء تلك العلاقة مع ذلك الشخص الحقيـــ.ر بعد أن عاد علقها إليها قائلًا لها أن هذا الشخص غير مُهذب يُريد منها شيئًا مُحر م، لَكن قبل أن تدفع يده شَعرت بأحدهُم يسحبها يُلقي بها لَكنها لَم تسقُط بل ألاقي بها بأحضان أحدهُم التي لَم تَكُن سوا جايدة التي أحتضنتها ، ليندفع إيهاب علي حازم يُلكــــ.مه بوجهه وجسده بضر بات مُتتالية سَقط بها جسد حازم علي الأرض ليقبع إيهاب عليه يُسدد له لَكمات مُتعدده بقســـ.وة وغضب..

 

 

 

أخرج كُل غَضبه من جايدة به ظَل يلكمه إلي أن ساح بدمه تَجمع حشد من الناس حولهُم حاولوا سَحب إيهاب بدون فائدة إلي أن أستطاعوا فعلها لينهض بعضهُم جسد حازم من علي الأرضية يجلسوا علي المقعد ليقوم أحدهُم بجلب زُجاجة مياه ليغسلوا وجهه..
صَرخ إيهاب بعد أن أستطاع دفع أيادي من يُكبلوا ليقُف بالمُنتصف بين الحشد وصوت زمجرة أسنانه واضحه أمام الجميع ليردف قائلًا بنبرة مُرتفعه:
– الأستاذ اللي بتدافعوا عنه ده أتحر ش بأُختي، ف بهدوء كده تَفضوا الجامعه دي علشان أنا صبري بدأ ينفذ..
ظل الحشد مُجتمع ليصرُ خ إيهاب ليرحل الجميع، بعد أن غادروا أقترب إيهاب من حازم يثني جسده لمُستواه كان جسد حازم بأكمله يرتجف من الخوف والرهبة خوفًا مما سيفعل إيهاب به ليسحبه إيهاب من ياقة سُترته هامسًا بالقُرب من أُذنه قائلًا بشراسة:
– فين تلفونك يلا ؟!، أخلص
قال حديثه الأخير صارخًا بوجهه ليخرُج حازم الهاتف فورًا يضعه بجيب بنطاله قائلًا:
– الباسورد
ليردف حازم فورًا يمليه رَقم الباسورد ليستكمل إيهاب حديثه قائلًا:
– أدعي من هنا لبُكره أنِ ملاقيش حاجة ليها علي تلفونك متعجبنيش علشان وقتها هنسفك ورحمه أُمك لهخليها تبكي عليك دَ م علشان يعرفوا يلاقوا جُثــ.تك..
دَفعه بغضب ليردف قائلًا قبل أن يرحل:
– لو شوفتك قُريب منها هد فنك، وخلي في عقل بالك هقابلك بُكره ومهما حاولت تختفي هعرف أجيبك و وقتها نتحاسب..
ألتفت ينظُر إلي فاطمة التي كانت ترتجف بين أحضان جايدة تَبكي بصمت يسحبها من معصمها مُتوجهًا نحو سيارته لتتحرك جايدة خلفه تصعد السيارة بصمت..

 

 

* داخل منزل أيوب
عند هانم تَجلس تنتظر أيوب ليعود من عمله حتي يتناولون طعامهُم سويًا ف اليوم قد أحضرت جميع الأطعمة التي يُحبها، وأنجزت عملها لَكنها تَشعُر بعدم الراحة بسبب أنها تُخبأ شيئًا عن أيوب لَم تعتاد علي هذا وحينما تحدثت مع عُمر عبر هذا الأمر عندما كانت تتحدث معه عن لُبني وأنها تُحبه حقًا قال لها أنها تُخبأ عنه الأمر الأن لّكن بعد أن ستكتسب الأموال سَتقول إليه وسيفرح بالتأكيد ويمُكنه دعمها أيضًا حاولت تَصديق كلامه لَكنها تعرف أن نسبة سَكوت أيوب عن هذا الأمر ضئيلة للغاية..
جاء إليها أتصال من عُمر لترُد عليه ليأتي إليها صوت عُمر قائلًا:
– هانم عندي ليكي خبر بمليون جنيه تعرفي تجيلي الشركة دلوقتي ؟!
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وكأنه أمامها قائلة:
– لا طبعًا أيوب علي وصول مش هعرف خالص
تحدث عُمر قائلًا بإصرار:
– اتصرفي يا هانم المُهم لازم تنزلي الموضوع مَيستناش
قطمت أظافرها بتوتر قائلة:
– مُهم أوي يا عُمر
أراح جسده علي ظهر المقعد قائلًا باستمتاع وهو يُنفث دُخا ن السيجار:
– مُهم..
تَنفست بغضب وتوتر قائلة:
– طَب سبني أكلم أيوب الأول أشوفوا فين الأول، وهشوف هقدر أتصرف أزاي
أغلقت معه وهي تُفكر بما عليها فعله لتُهاتف أيوب ليأتي إليها صوته يطمئن عليها وعلي أبنته لتُطمئنه لتردف قائلة:

 

 

– هو أنت فين يا حبيبي ؟، أتاخرت ليه !
أردف أيوب قائلًا بإرهاق وهو يُملي علي العُمال بعضًا من الأعمال:
– معلش يا حبيبتي هتأخر أنهاردة وأحتمال أطلع علي البنزينة ومعرفش أجي علي البيت أنا خلصت الشُغل اللي في الشركة وطلعت علي المصنع لأن في بُضاعه جايه هستلمها بنفسي يومين كده وهعوضك عن التأخير ده..
كان أيوب يَقصد أمر أنتقاله إلي شركة المُدير الأُخري وبأنه سَيمسك وَظيفة تَليق به وبدراسته كما وعده المُدير لَكن لَم يَرد أن يُخبر هانم بالأمر إلا عندما يتم حتي لا تتأمل خوفًا من أن يَحصل شيئًا يَمنع أمر وظيفته لا تكتمل، لهذا فضل الصبر وأن يُخبرها لاحقًا..
إبتسمت هانم براحة قائلة بهدوء:
– ولا يهمك يا روحي وصدقني فاضل أسبوع علي أخر الشهر وهخليك ترتاح خالص من الشقي
لَم يفهم أيوب مقصدها لَكنه كان مُطر أن يَنهي المُكالمة معها لوصول السيارة المُحملة بالشُحنة..
بعد أن أغلق معها تَجهزت هانم وجهزت جايدة لتهبط البناية لَكن قبل أن تَذهب إلي عُمر ذَهبت إلي أحد جيرانها ببناية أُخري الذين شاركوا معها بأمر عملها مع عُمر لَكنها لَم تَكُن جارتها فقط بل صديقتها وتركت عندها خَديجة تعتني بها إلي حين رَجوعها ف هي لن تتأخر..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أقنعة بشرية)

اترك رد

error: Content is protected !!