روايات

رواية لن تحبني الفصل الثاني 2 بقلم ميرال مراد

رواية لن تحبني الفصل الثاني 2 بقلم ميرال مراد

رواية لن تحبني البارت الثاني

رواية لن تحبني الجزء الثاني

رواية لن تحبني الحلقة الثانية

” بس انا مش بمثل… خوفت عليكي لما اتألمتي امبارح… ماشي انا فعلا مش بحبك بس ده مش معناه ابقى قا*سي عليكي في و*جعك…
ظل يفكر مع نفسه قليلا… ثم اخرج هاتفه و اتصل على رقمٍ ما…
” ألو… دكتورة نهلة معايا ؟
* اه اتفضل حضرتك…
” جات بنت من كام ساعة كده… كشفت عندك… اسمها روز مصطفى محمد… ايه اللي حصل ؟ عندها ايه ؟
* لحظة بس… حضرتك تقربلها ايه ؟
” انا جوزها…
* آسفة مقدرش اقولك لانها نبهت عليا مقولش لحد… خصوصًا حضرتك…
” بقولك انا جوزها… من حقي اعرف…
* دي أسرار مريض و انا مقدرش اقول طالما هي مسمحتش بكده…
” لو سمحتي ساعديني لانها مش راضية تقول حاجة…
* آسفة مش هقدر اساعد حضرتك لاني وعدتها محدش يعرف… عن اذنك…
انتهت المكالمة على ذلك.. تأفف طارق و قال
” منبة على الدكتورة متقولش لحد و خصوصًا انا ! طب ليه يا روز ؟
ظل يفكر مع نفسه حتى تذكر موقف ما…
” انتي هتنامي هنا و هتلحق هنا…
‘ ليه يا طارق ؟
” هو ايه اللي ليه ؟ اهو كده…
اقتربت منه و امسكت يده و قالت بهدوء
‘ انا عارفة كويس ان الجوازة دي محدش فينا كان عايزها… ف ممكن فرصة لينا احنا الاتنين ؟
ضحك بسخرية ثم ترك يدها و قال
” فرصة ايه يا روز ؟
‘ مش ممكن نحب بعض ؟
” و مين قالك ان الجوازة دي هتطول ؟
‘ عارفة انها هتنتهي… في الفترة اللي هنعيشها سوا… بلاش نتعامل مع بعض بقسوة…
” روز… انا مش عايزك كـ زوجة ولا كـ صديقة ولا كـ أخت أساسا… عمري ما توقعت اصلا انك تبقي مراتي…
‘ مش فاهمة… ايه الغلط اني ابقا مراتك ؟
” الغلط اني مش عايزك اصلا… انتي مش نوعي المفضل…
‘ يعني ايه ؟
” تفكيرك غير تفكيري… تصرفاتك غير تصرفاتي… مش هعرف اعيش معاكي بأي شكل ولا بأي مُسمى… فـ متطلبيش مني اعتبرك حاجة بالنسبالي… لانك ولا حاجة… و عمرك ما هتكوني اصلا… ف اخرجي من احلام اليقظة اللي ساجنة نفسك فيها… مفكرة لما تعمليلي اكلة حلوة و تلبسي حاجة قصيرة قدامي و تقوليلي كلمتين حلوين و تمسكي ايدي… كده انا هحبك يعني ؟ بطلي حركاتك دي لاني قر*فت… مهما حصل و مهما عدى من وقت و ايام و شهور و سنين… عمري ما هعتبرك مراتي… ف خليكي في حالك زي ما انا في حالي… تمام ؟
تغلغت دموعها داخل عيناها… لم تصدق ما قال لها الآن… اعطاها ظهره و استلقى على الاريكة بكل راحة و غير مُبالي لمشاعرها بالمرة…
‘ هو انا عملت ايه عشان تقولي الكلام السِم ده ؟
قالتها روز بنبرة مكـ,ـسورة…
” كل حاجة واضحة من اول يوم اتجوزتك فيه… متحاوليش معايا بأي شكل… مش انتي اللي عايزها تحاول عشاني… روحي نامي…
اغلق النور و سحب الغطاء عليه… وقفت روز مكانها و دموعها تسقط من عيناها… نظرت لنفسها و اشمئزت من نفسها لانها حاولت ان تحبه… لكن هذا كان رده عليها…
عاد طارق للواقع الحالي… شعر بتأنيب ضمير بداخله
” يمكن كلامي كان قا*سي بس دي حقيقة… مش هعرف احبك… ولا انتي هتعرفي تحبيني… انا قولت كده عشان متحاوليش على الفاضي و تتعبي نفسك في حاجة مش هتحصل…
دخل للداخل و نظر لها و هي نائمة… اطفأ النور و استلقى على الاريكة و نام…
تاني يوم……
استيقظ طارق على صوت المنبه…. اغلقه و فتح عيناه بتثاقل و نهض… لم يجد روز على السرير… اخذ المنشفة و فتح باب الحمام ف وجدها أمامه
” مكنتش اعرف انك هنا… افتكرت انك نزلتي تحت…. آسف
اومأت و مرت من جانبه و خرجت… لاحظ طارق ان عيناها حمراء… كأنها كانت تبكي منذ قليل… دخل الحمام و اخد دُش على السريع… ارتدى ملابسه و خرج… وجدها تجلس على طرف السرير… تمسك صورة والدتها و تتأمل فيها… دموعها تسقط على وجهها… ف عرف انها اشتاقت لوالدتها
” مالك ؟ في حاجة يا روز ؟
بمجرد ما سمعت صوته من خلفها… وضعت الصورة تحت الوسادة و مسحت دموعها بسرعة… اقترب منها و وقف أمامها
” بتعيطي ليه ؟
لم ترد عليه ف عرف انها مازالت غاضبة منه…
” روز… مالك… اتكلمي…
‘ و لما اتكلم… انت هتعمل ايه ؟
” هساعدك…
‘ تساعدني ؟ دلوقتي هتساعدني ؟ كانت فين مساعدتك دي من زمان ؟ كنت فين لما احتاجتك ؟
” روز… ملهوش لازمة الكلام ده دلوقتي…
‘ ملهوش لازمة ! اومااال ايه اللي له لازمة يا مستر طارق ؟
” ممكن تتكلمي بهدوء عشان نعرف نحل اي حاجة…
‘ مفيش اي حاجة هتتحل يا طارق… ابعد عني
” والدتك وحشتك ؟
‘ و انت مالك بـ ماما ؟ وحشتني أو لا… انت مالك ؟
” بصي انتي بتردي عليا ازاي !! كنت هقولك تعالي نزورها
‘ و انت هتزورها معايا بصفتك ايه ؟ انت مين يا طارق ؟ دي مامتي أنا… ف متدخلش في حاجة متخصكش…
” كل مرة اكلمك فيها بثبتيلي إني غلط لاني جيت سألتك…
‘ و متسألش… مش محتاجة سؤالك ولا محتجاك انت شخصيًا…
” و لا أنا مش محتاجلك…
‘ في ستين دا*هية يا طارق… استغنيت عنك من زمان… دلوقتي وجودك زي عدمه… سواء موجود او لا… مش هيفرق معايا بحاجة…
” المفروض انا اعيط من الكلمتين دول ؟ روز… مش كل مرة هفكرك انك بالنسبالي ولا حاجة… اظن انتي عارفة كده كويس…
نظرت له بحزن و سقطت دمعة من عيناها… شعرت بأ*لم شديد في بطنها ف وضعت يدها على بطنها و هي تتأ*لم… اقترب منها طارق و اسندها قبل ان تقع و قال
” روز… مالك ؟
دفعته بعيدا عنها و اسندت نفسها….
‘ متقربش مني…
” انا بحاول اساعدك…
‘ كانت فين مساعدتك ليا من 3 شهور ؟
” يعني ايه من 3 شهور ؟
‘ نسيت ؟ كنت متوقعة كده… طبعا نسيت… هو انا مين عشان تخاف عليا اصلا ؟ انت نسيت… بس انا منستش و مش عارفة انسى لحد الآن !!
من 3 شهور في الليل……
كانت روز تضع كيس من مكعبات الثلج على بطنها…
‘ مش قادرة استحمل اكتر… انا هتصل عليه…
امسكت هاتفها و اتصلت على طارق… لم يرد ف اتصلت مجددا… لم يرد أيضًا ف اتصلت للمرة الثالثة
” في ايه ؟ بترني ليه ؟
‘ طارق… انا تعبانة… بطني بتتقطـ,ـع حرفيا…
” مالك ؟
‘ مش عارفة… عايزة اروح المستشفى…
” طب ما تروحي…
‘ بقولك بطني بتتقطـ,ـع… حاسة ان في سكـ,ـاكين بتتغـ,ـز فيها خصوصًا تحت بطني… مش قادرة اقف حتى…
” قولي لامي…
‘ مفيش حد هنا غيري… كلهم راحوا عيد ميلاد جنى…
” خلي حد من الخدم يساعدك…
‘ خدم ايه ؟ مقدرش اقولهم حاجة زي دي…
” هعملك ايه يعني ؟
‘ طارق تعالى… أنا محتجاك أنت…
” عندي اجتماع مهم دلوقتي… و حضرتك عطلتيني لما اتصلتي دلوقتي…
‘ يعني هتسيبني لوحدي ؟!
” بطلي دلع يا روز و خدي مُسكن و هتبقي تمام… سلام عشان متأخرش على الاجتماع…
انهى المكالمة… روز لم تصدق ما قاله… في حين انها تتأ*لم بشده و تعبها ظاهر في نبرة صوتها… لم يهتم و لم تهتز له شعرة واحدة… بكت أكثر و انكشمت في نفسها… زاد الأ*لم و صرخت بكل قوتها… جاءت الخادمة على صوتها و وجدتها تنز*ف !!
‘ قولتلي ان عندك إجتماع و اني عطلتك عن إجتماعك المهم لما اتصلت عليك… استنجدت بيك انت… احتاجتك انت… بس أنت… مساعدتنيش… حتى لما رجعت البيت مسألتش عليا اذا كنت كويسة ولا ميـ,ـتة… مع إن قبل الموقف ده بشهر بالضبط… كنت انت مرمي هنا على السرير زي الجثـ,ـة لما جاتلك الحُمة… بقيت انا فوق راسك… رايحة جاية زي النحلة بنفذ طلباتك بالحرف… سهرت كذا ليلة و معرفتش انام كويس لاني خوفت عليك… رعيتك كأنك ابني بالضبط لغاية ما خفيت و وقفت على رجلك من تاني… و انا لما تعبت… معبرتنيش حتى بسؤال… قولت ان انا بتدلع… قولت ان انا مأڤورة في وصف اللي بحس بيه… و ان كل اللي بحس بيه من ألـ,ـم هيتحل بمُسكن بإتنين جنيه… حاجة وحدة عايزة افهمها… ليه ؟ ليه يا طارق ؟ انا بسأل نفسي السؤال ده كل يوم و كل دقيقة و مش بعرف اجاوب عليه… جاوبني أنت… ليه ده كله يا طارق ؟
جمع قبضته بغضب من نفسه و نظر للارض… بعد صمت قليل قال
” هو ايه اللي حصل ساعتها ؟
‘ ياااه… لسه فاكر تسأل ؟ الموقف ده عدى عليه 3 شهور و اكتر كمان… صباح الفل يا طارق… لسه بدري على سؤالك ده…
” ممكن اعرف ايه اللي حصل ؟
‘ مفيش حاجة…( اكملت و هي تضحك وسط دموعها ) انت عندك حق… انا فعلا كنت بتدلع مش أكتر… اصل ساعتها كنت قاعدة لوحدي و زهقانة… ف قولت ما ادلع عليك شوية… و انت بذكائك ده كشفتني من اول كلمة… خلاص مفيش حاجة… دلع و عدى…
انهت كلامها ثم اخذت ملابسها و ذهبت لتغير ثيابها… تنهد طارق بحزن و ارتدى جاكته… اخذ هاتفه و مفتاح سيارته و نزل للاسفل… رأى امه ( هالة ) تتحدث مع احدى الخادمات… ذهب لها و قَبَل يدها…
* اخيرا شوفت وشك يا طارق…
” معلش مشغول شوية…
* هااا خير… روز عملت ايه عندك الدكتور ؟
” كويسة الحمد لله…
* يعني مفيش حاجة ؟
اومأ لها ف قالت
* الفطار جِهز… يلا نقعد على السفرة و نفطر سوا…
” ماشي…
جلسوا على السفرة و بعد دقائق جاءت ( ريناد ) اخت طارق و زوجها ( عاصم ) و معهم ابنتهم الصغيرة ذو ال 5 سنوات ( رين )…
* خالو طااارق !!
قالتها ريم ببرائة عندما رأت طارق… نهضت و ركضت اليه… حملها طارق و اجلسها على قدمه
” الأميرة ايه اخبارها ؟
* انا تمام يا خالو… بقالي كذا يوم مشوفتكش…
” كنت مشغول حبتين…
* خلي بالك… انت وعدتني انك هتوديني النادي… و مفيش حاجة اسمها مشغول…
قالت ريناد
– ريم… اهدى على خالك…
* يا ماما هو وعدني بكده… و قالي اللي بيخلف بوعد وعده لحد مش بيبقى راجل…
– شوف البت !!
ضحك طارق و قال
” و انا لسه وعدي… اول ما اخلص شغلي… هاخدك على النادي…
* حبيبي يا خالو… تعالي اديك بو*سة…
اقترب طارق منها و قَبلته ريم على خده…
– يلا يا حبيبتي سيبي خالو يفطر كويس… تعالى اكلك…
* حاضر يا ماما…
نهضت ريم و عادت الى والدته…
” عاصم… هتيجي معايا الشركة ؟
• هاجي طبعا… كفاية اجازة لحد كده… ال 10 ايام اخدتهم اجازة كفاية كده اظن كده المدام راضية عني…
– المهم متركزش وقتك كله للشركة انت و الباشا اللي هناك ده…
” الآه و انا مالي ؟ بتجيبوا سيرتي وسط كلامكم ليه ؟
– أصل استاذ عاصم… شغله لحس دماغه… و ساعات بينسى انه عنده زوجة و ابن… زيك كده يا طارق… ناسي انك متجوز و في وحدة ملزمة منك…
• اهي ريناد على كده يا طارق… مش معاها غير السيرة دي… مهما عملت هتطلع غلطان برضو…
– يعني انت مش غلطان يا عاصم ؟
• طبعا غلطان… اهدي بس…
ضحك طارق و هالة عليهم… جاء شابان و جلسوا معهم… واحد منهم يُدعى ( أنس ) و هو اخو طارق… و الآخر صديق أنس و يُدعى ( سليم ) و يعيش معهم في نفس البيت لانه تربى هنا معهم… جاء رجل في ال 70 من عمره يُدعى ( محمد ) و هو والد طارق و أنس و ريناد… جلس على رأس الطاولة و جميعهم ألقوا تحية الصبح عليهم
* فين مراتك يا طارق ؟ مش هتفطر معانا ؟
” مش عارف…
* مش عارف !!
نظرت له هالة بغضب… نادت على احدة الخادمات و طلبت منها أن تنادي روز… بعد دقائق جاءت الخادمة و قالت
– روز هانم بتقول انها هتفطر في المطبخ…
* ليه ؟
– معرفش يا هانم… هي قالت كده… و قالت كمان افطروا انتوا و مستنوهاش…
* تمام… امشي انتي حضري الشاي…
– حاضر…
نظر محمد الى طارق و قال
* في ايه يا طارق ؟ مراتك مالها ؟ بقالها اسبوع على الحال ده و مش بترضى تفطر معانا…
” مش عارف يا بابا…
* انت مش عارف… انا اللي هعرف يعني ؟
” بقولها تيجي تفطر معانا… هي اللي مش بتوافق…
* اتخانقتوا تاني ؟
” ملهوش لازمة الكلام ده هنا…
* لا له لازمة… لان انت و هي زي الاغراب في نفس البيت… بقالكم 8 شهور متجوزين و لحد الآن مفيش حمل…
” احنا مأجلين الموضوع ده لبعدين…
* هتأجلوا لغاية امتى ؟
” دي حاجة تخصنا احنا الاتنين…
* اسمع ياض انت… اوعى تفكر اني هخليك تطلقها… عايز تتطلقها يبقى تخلف منها و تجبلي حفيد… غير كده مفيش طلاق…
” اخلف منها ازاي و انا مش بحبها !!
* مش قصتي… عايز تطلقها يبقى تخلف منها… او انسى الشركة… كده كده الشركة مكتوبة بإسمي مش بإسمك…
” نفسي افهم حكاية الحفيد دي… ما ريناد اهي خلفت و بنتها قربت تتم 6 سنين… عايز ايه مني…
* عايز حفيد ولد يمسك الشركة من بعدك… و الحفيد ده هتجيبه من روز… لانها محترمة و مش زي العا*هرات اللي تعرفهم…
نهض طارق و قال بغضب
” احلفلك على ايه اني قطعت علاقتي بأي بنت كنت اعرفها… بس انت كده… مهما عملت مش بيعجبك…
* لانك طايش و بتمشي على هواك… انفذتك من مصايب كتير لو تفتكر يعني…
” مخلتنيش اختار البنت اللي عايز اكمل معاها… اتجوزت بأمر منك… عايز ايه مني تاني ؟
* تجبلي الحفيد…
رمى طارق الكوب على الأرض بقوة و كُـ,ـسر و قال بغضب
” زهقت من تحكماتك فيا… كفاية بقا !!
* أنت بتعلي صوتك عليا ؟
قالها محمد و هو ينهض له… قالت هالة
* طارق اهدى !!
” انتي مش شايفة يا ماما… مهما عملت مش بيعجبه… خلاني اتجوز غصب عني… حتى الخلفة عايزني اخلف بأمر منه… انا زهقت من الأوامر دي… كفااية !!
قالها طارق ثم ذهب للخارج و الغضب متجمع في داخله… قالت ريناد
– عاصم… روح وراه… متسبهوش لوحده…
اومأ لها و ذهب ورائه… قالت هالة
* مينفعش كل ما تشوفه تتخانق معاه يا محمد…
* انا اللي خليته بنب آدم… من غيري كان هيبقى مجرد صا*يع… روز دي خسارة فيه اصلا… مش عايز ولا نفس… كملوا فطار…
نادت هالة على الخدم و لموا الزجاج و البقية اكملوا فطارهم…
في الشركة……
• خلاص يا طارق اهدى…
” اهدى ازاي ؟ قولي يا عاصم اهدى ازاي ؟ انا زهقت… هشتري بيت و اعيش فيه لوحدي…
• و مراتك ؟
” يوووه هو كل شوية مراتك !! انا مش عايزها ولا هى مش عيزاني… افهموا بقا !!
• هي برضو مش عيزاك ؟
” قصدك ايه ؟
• قصدي انها رضيت بالامر الواقع… و كانت هتبقى زوجة ليك… علاقتكم المشتتة دي انت السبب فيها يا طارق…
” حتى انت كمان هتطلعني غلطان ؟
• ايوة انت غلطت فعلا… كان في ايدك تبدأ معاها من جديد و تبقوا احسن اتنين… بس مبتدأتش…
” مبدأتش لاني مش بحبها… كام مرة هقولكم اني مش بحبها و مش عايزها !!
• بنت محترمة زي دي في الزمن ده تحطها جوه عيونك يا طارق… بس براحتك… المهم متندمش في الآخر…
” انا زهقت… زهقت من تجر*يحنا لبعض و خناقتنا اللي شغالة 24 ساعة… انا عايز اطلقها…
• ابوك مش هيوافق…
” ما ده اللي هيجنني… هو ليه مش موافق ؟ دي حياتي انا مش حياته هو !!
• اهدى يا طارق… تعايش مع الواقع لغاية ما نشوف ايه اللي هيحصل…
” يقطع الجواز و اللي عايزه… في ايه النهاردة ؟
• في اجتماع و في إشراف هتعمله بنفسك على السفن…
” كويس… اهو اغير جو من البيت ده
• ربنا يهديك….
مروان ( ابن عم طارق ) رأى طارق و عاصم في المكتب… ابتسم بخُبث و أخذ رشفة من كوب القهوة و قال
* خليك انت هنا يا طارق… قاعد ليل نهار في الشركة… و سايب مراتك الامورة لوحدها… فقري و مش حاسس بالنعمة اللي في ايدك… دي لو كانت مراتي انا كنت هلزق فيها و مش هسيبها أبدا… مش عارف ليه عمي جوزهالك انت… ما انا موجود اهو و مرحب بيها في اي وقت…
في الليل… كانت روز في المطبخ… تُعد لنفسها مشروبًا ساخن… وجدت من يضع يده على كتفها… إلتفت بسرعة و ابتعدت عنه… وجدته مروان
* معلش… مقصدش اخوفك…
‘ ولا يهمك… بس متحطش ايدك على كتفي تاني
* ليه ؟
‘ مينفعش…
* له حق عمي يفضل يمدح فيكي و في احترامك… أنا آسف…
‘ خلاص محصلش حاجة… تشرب كابتشينو ؟
* لو مش هتقل عليكي… ماشي…
اومأت له و اعطته ظهرها… جلس مروان على الطاولة التي في منتصف المطبخ… و طول الوقت عيناه لم تنزل من عليها… انهت روز إعداد الكابتشينو… مررت له الكوب
* شكرا…
‘ العفو…
قالتها و إلتفت لتذهب… لكنه اوقفها حينما قال
* رايحة فين ؟
‘ رايحة لاوضتي…
* اشربي كوبايتك معايا…
‘ لا… باخد راحتي في الأوضة أكتر…
نهض و اقترب منها
* لا لا… والله لتقعدي…. خمس دقايق بس…
‘ في مسلسل عايزة احضره…
* مش هيطير… اقعدي بس…
شد منها الكوب لتجلس و في تلك الحظة سُكب على يدها البعض منه و احتر*قت… قالت روز متأ*لمة
‘ ايدي !!
* انا آسف والله ما اقصد…
اخذ منها الكوب و وضعه على المنضدة… اقتربت منها و قال
* وريني كده…
امسك يدها ليرها
‘ هحطلها تلج و تبقى كويسة…
لاحظت روز أنه يتحـ,ـسس يدها لا يرى الحر*ق… نظر لها و قال مبتسمًا
* ايدك ناعمة اوي… زي الحرير بالضبط…
تفاجئت روز من كلامه…. سحبت يدها و خبئتها وراء ظهرها
‘ ايه اللي انت بتقوله ده ؟
* ولا حاجة…
‘ كنت بعتبرك زي اخويا… بس انت طلعت قذ*ر…
* و ليه الغلط ؟ كنت بشوفك ايدك مش أكتر… بس الصراحة حلوة اوي… طالما ايدك بالحلاوة دي…( نظر لها من تحت لفوق و اكمل ) باقي جسـ,ـمك عامل ازاي ؟
اتسعت عيناها من كلامه القبـ,ـيح… رفعت يدها لتصـ,ـفعه… لكنه امسكها و منعها
‘ لو مبعدتش عني هلِم البيت كله عليك !!
* بحب اوي النوع العنـ,ـيف ده اللي مش بيجي بسهولة… بحب اوي النوع صعب الامتلاك…
‘ انت واحد كلـ,ـب و….
قبل ان ترفع صوتها أكثر… وضع يده على فمها و اسكتها… شدها للحائط و حاوطها…
* من اول يوم جيتي في هنا و انا همو*ت عليكي… و من ساعتها صورتك مش بتخرج من قلبي… نفسي فيكي يا روز…
حاولت روز ابعاده و لكن لم تستطع…
* أول مرة اصدق مقولة ” تحت العباية حكاية ” تحت عبايتك الغامقة و الواسعة دي حكايات مش حكاية وحدة… و يا ترى ايه مستخبي تحت الطرحة دي… قوليلي… جوزك الحمار… مقدر النعمة اللي هو فيها ولا لا ؟
دمعت عيناها و الخوف تسلل الى قلبها…
* لا متعيطيش… انا مش وحش زيه… عمري ما هخليكي تعيطي… انا بحبك و عايزك تكوني مراتي انا مش مراته هو… هحط الدنيا كلها في ايدك… هتبقي سعيدة معايا…
صدرها يعلو و يهبط بسرعة من الخوف… زادت ابتسامته الخبـ,ـيثة و قال بهمس
* حاسس بسخونة شفايفك تحت ايدي… احساس خطير اوي يا روز… ينفع احضنك ؟ و متقلقيش… الحضن ده هيبقى بينا احنا الاتنين و بس يا روز….
اتسعت عيناها من كلامه… كان سيحضنها لكن احس بخطوات احد قادم للمطبخ…
* هجيلك تاني يا قمر…
ابتعد عنها و ذهب من باب المطبخ… تسمرت روز مكانها و تستوعب ما حدث الآن… غضبت روز لانها لم تستطع ان تدافع عن نفسها من ذلك القذ*ر… تمالكت نفسها و ذهبت جريًا لغرفتها و اغلقت الباب عليها بالمفتاح و ظلت تبكي…
بعد ساعات…. عاد طارق للمنزل… نزل من سيارته و دخل البيت متوجهًا لغرفته… امسك المقبض ليفتح الباب وجده مقفولاً… طرق على الباب مرارًا و تكرارًا و لكن لم يفتح احد… تذكر ان معه نسخة في درج مكتبه… ذهب للمكتب و اخذ المفتاح… عاد لغرفته و فتح الباب… لم يجد روز في الغرفة… حتى الحمام فارغ… نظر من باب الشرفة… وجدها تجلس بمفردها و تضم نفسها و شاردة… لم يهتم و اخذ ثياب النوم… دخل الحمام… غسل وجهه و غَيَر ثيابه و خرج…
وجدها أمامه… اخذ وسادة من السرير و وضعها على الاريكة… قبل ان يستلقي عليها… امسكت روز يده و قالت
‘ طارق… عايزة اتكلم معاك…
” بقولك ايه… انا مصدع و عايز انام… وفري خناقاتك دي لبكره…
ترك يدها و استلقى على الاريكة و اغلق نور الاباجورة… وقفت في مكانها قليلا… ثم جزت على أسنانها بغضب… فتحت النور و قالت
‘ قوم يا طارق…
” هو بالعافية ولا ايه ؟
‘ اه بالعافية… لمرة وحدة بس… حسسني اني بني آدمة زيك… بطل تعاملني كأني نجفة هنا و مليش لازمة…
نهض و وقف امامها و قال ببرود
” ما انتي فعلا ملكيش لازمة… ايه الجديد يعني ؟
‘ انت بتعاملني كده ليه ؟ مش عيزاك تحبني بس على الأقل عاملني شوية كأني إنسانة… غلطت يعني عشان جاية اشتكيلك من حاجة ضايقتني ؟
” اه غلطتي… متشتكيش لاني مش عايز اسمع… كفاية البهد*لة اللي باخدها من بابا بسببك من اول ما عرفتك… لانه شايفك البنت المحترمة المثالية اللي مفكيش غلطة… و انا الوحش الطايش اللي استاهل الحر*ق…
‘ مليش دعوة بمشاكلك انت و باباك… حلوها سوا… انا مالي ؟
” انتي سبب المشاكل… لو كنتي نزلتي فطرتي معانا من غير شوشرة… مكنتش هسمع منه الكلام اللي يسِم البدن ده…
‘ بقيت انا سبب كل حاجة ؟ لا بجد انا طلعت حر*باية اوي… ربنا ينـ,ـتقم مني…
قالتها روز بسخرية و هي تضحك… تغيرت الضحكة لحزن و بكاء في الحال
‘ طارق انت ازاي كده ؟؟ ليه كده ؟ انا بقولك اسمعني… مطلبتش منك حاجة تعجيزية يعني… بالرغم من كل الكلام اللي قولته الصبح… متغيرتش… لسه زي ما انت…
” و مش هتغير… انتي آخر وحدة اتغير عشانها… و ده مش هيحصل…
‘ و انا خلاص مش طالبة انك تتغير… عارفة و متأكدة انك بتكر*هني و مش طا*يقني…
” طالما عارفة اني بكر*هك و مش طايقك… بتتكلمي معايا ليه ؟
‘ عشان مليش حد تاني اشكيله غيرك… مطلبتش منك حاجة مستحيلة يعني… قولتلك اسمعني و بس…
” و انا مش عايز اسمع… وصلت ؟
قالها و هو ينظر لها بغضب… اعطاها ظهره و تجاهلها… ظلت روز تنظر لأركان الغرفة… ضحكت بسخرية من نفسها و هي تبكي في ذات الوقت… صرخت روز قائلة
‘ ابن عمك مروان الو*سخ… اتحر*ش بيا !!
وقف طارق مكانه عند سماع تلك الجملة… إلتفت لها و قال
” بتقولي ايه ؟؟
‘ طبعا كنت مفكر هقولك حاجة تافهة… بس انت هتسمعني غصب عنك… لانك جوزي قدام كل الناس… و واجب عليك تحميني غصب عنك و بالعافية كمان !!
” عمل كده ازاي و امتى ؟
‘ لما كنت في الشركة… كنت قاعدة في المطبخ… لقيته في وشي… بالعمد وقع كوباية الكابتشينو على ايدي… مسك ايدي بجحة انه يشوفها و بعد كده قعد يقول كلام سا*فل زيه كله تحر*ش و قر*ف… عجَز حركتي و كان عايز يقرب مني…
” انتي بتقولي ايه ؟
‘ بقولك اللي حصل… قسمًا بالله لو ماخدتش حقي منه… هرفع عليه قضية…
” و انا ايه اللي يثبتلي ان كلامك صح ؟
‘ هكذب يعني ؟
” و ليه لا… مش ده نفسه مروان اللي قولتله متتكلميش معاه كتير و قولتي لا ده كويس و زي اخويا… ايه اللي اتغير يا روز ؟
‘ انت مش مصدقني ؟؟
” و مش هصدق… مروان مستحيل يعمل كده… مروان متربي معايا و اعرفه كويس…
‘ بقولك حر*ق ايدي قصدًا عشان يمسكها !
” و ليه منقولش انك حر*قتيها على تلبسيه تُهمة ؟
‘ ايه اللي انت بتقوله ده ؟!
” دي الحقيقة… أكيد طلبتي منه حاجة و هو رفض ف قولتي تلبسيه التُهمة دي… مهما قال بابا عنك قصايد شِعر… انا مش بثق فيكي…
بمجرد ما انهى جملته… صفـ,ـعته على وجه بقوة… تفاجىء طارق من تطاولها… امسك يدها بشدة و قال بغضب
” ازاي تمدي عليا !!
‘ عشان انت تستاهل كده… انت يا طارق اوحش واحد عرفته في حياتي… مهما حصل و مهما حياتي اتكركبت اكتر من كده… عمري ما هقابل واحد اوحش منك… انت قلبك أسود و مر*يض !
” عشان كشفتك… زعلتي… الحقيقة بتو*جع صح ؟
‘ انت بجد بني آدم مر*يض !!
قالتها ثم سحبت يدها من يده… وضعت يدها الاثنتان على وجهها و ظلت تبكي… فقد كُسـ,ـرت بسببه كثيرا… لكن هذه المرة كسـ,ـرها أكثر من اي مرة مرت… حطمها تمامًا و جعل قلبها البرئ مجرد حُطام أسود…
” بكره الصبح… تيجي معايا عند المأذون نطلق… و كل واحد مننا يروح لحاله… كفاية قر*ف لغاية كده…
‘ هيجي يوم… هتبقى واقف قدامي بتعيط… بتطلب مني اني اسامحك… و حياة الكلام اللي سمعته منك دلوقتي… مش هسامحك مهما عملت… انا مش هتنازل عن حقي… متأكدة ان اليوم ده هيجي…
نظرت لطبق الفواكه الذي على الطاولة… سحبت منه السـ,ـكين… تفاجئ طارق و قال
” روز !!
‘ متقربش… اوعى تقرب خطوة وحدة حتى !!
” اهدي و نتكلم…
‘ خوفت صح ؟ خوفت يا طارق ؟ طبعا خوفك ده مش عليا… انت خايف ياخدوك مُتهم لو انتحـ,ـرت…
” انتي بتعملي ايه ؟؟؟
‘ مش واضح يعني يا طارق ؟ مش واضح انا هعمل ايه ؟ انا زهقت منك و زهقت من حياتي دي… من اول ما ماما اتوفت من 4 سنين و انا مش عارفة اعيش مبسوطة ساعة وحدة حتى… بكر*هك انت و بابا و عيلتك كلهم واحد واحد… صبرت كتير بس مفيش حاجة اتغيرت… بالعكس حياتي بقت اسوأ من بعدها… انا تعبت و مش قادرة استحمل أكتر من كده ( وضعت السـ,ـكين على رقبتها ) هترتاح مني يا طارق و هروح عند ماما و ارتاح انا كماان !!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لن تحبني)

اترك رد

error: Content is protected !!