Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام العدل

◾ ترقد ميان على سرير من الجلد ترتدي الزي الخاص بالعمليات وتنظر بجوارها متفاجأة لتجد المتبرع: أدهم!!!..أنت المتبرع… إزاي!!! 
???? ابتسم لها أدهم بحب : وإيه المشكلة؟؟ 
???? ميان ألجمتها الصدمة فدمعت عيناها… 
???? أدهم : ممكن متعيطيش.. مفيش حاجة تغلى عليكي. 
???? اقترب منهما مروان ونظر لهما فقالت له ميان : أنت كنت عارف؟ 
???? مروان نافياً: مكنتش أعرف أي حاجه… وأشار على أدهم.. أدهم طلب من دكتور خالد إن محدش يعرف. 
???? ميان بإمتنان : أنا مش عارفة أقولك إيه… كلمات الشكر مش هتكفي. 
???? أدهم بحب: أنا مش عايز شكر… كل اللي عايزه تقومي بالسلامة. 
???? نظر له مروان بمكر :بعد العملية لنا كلام تاني ياأدهم. 
???? أدهم  بثقة: وأنا تحت أمرك يامروان. 
???? ميان بخوف:هي العملية دي هتاخد وقت. 
???? مروان : من ٣ إلى ٤ ساعات. 
???? ميان بخوف : دول كتير أوي. 
???? أدهم مطمئناً: متخافيش أنا معاكي. 
???? مروان : معاها فين انت هتغيب عن الوعي زيها. 
???? جاء الدكتور خالد: جاهزين ياشباب؟ 
???? أدهم ومروان : جاهزين. 
???? ظل أدهم ينظر لها بحب حتى غاب عن الوعي. 
◾ ضجيج يملأ المكان أمام غرفة العمليات… 
???? أحلام بإنفعال : أقسم بالله ماهسكت… أنتوا إزاي تعملوا كده. 
???? معاذ : قولنا لحضرتك اننا منعرفش ان أدهم المتبرع. 
???? أحلام : وأنا المطلوب مني أصدقكم. 
???? وسيلة : أيوة ياطنط لأننا فعلا منعرفش غير وقت العملية. 
???? زاد انفعال أحلام : أنتوا بتكلموا واحدة جاهلة… أنا دكتورة… امال التوافق اتعمل ازاي. 
???? وائل : كل حاجة ياطنط أدهم تابعها مع الدكتور المسئول عن حالة ميان. 
???? أحلام : مستحيل… مستحيل ابني يعمل كده في نفسه. 
???? خرج مروان من الغرفة يرتدي الزي الخاص بغرفة الجراحة : فيه إيه ياجماعة… صوتكم عالي ليه؟
???? اقتربت منه أحلام ببكاء : ابني يامروان… ابني عملت فيه؟ 
???? اقتربت منها وسيلة ومسكت يدها : اهدي ياطنط… اهدي ياحبيبتي هيبقى كويس. 
???? مروان : كل شيء تحت السيطرة ودقايق وأدهم هيخرج اطمني انتي. 
???? أحلام بنبرة حادة : أنا مش مسمحاكم مش مسمحاكم يامروان على اللي عملتوه في ابني. 
???? مروان ببعض العصبية : احنا معملناش فيه حاجة… ابنك اللي فاجئنا كلنا وجميله ده على راسنا بس زي ماأنتي أم راعي مشاعر أم زيك أهي (وأشار على أمه) بنتها كانت عايشة ميته… وكفاية تجريح لحد كده. 
???? أحلام تملكها الغيظ : أنت كمان لك عين تعلي صوتك عليا يامروان. 
???? وسيلة وهي تمسح بحنان على ذراعها : ياطنط مروان مش قصده… اللي عايز يوصله لحضرتك إن اللي حصل مع ميان كان ممكن يحصل ليا ولآثار ووقتها لا مروان ولا معاذ ولا وائل حد فيهم كان هيتأخر عن المساعدة… أرجوكي اهدي وتعالي معايا اقعدي ارتاحي. 
= نظر لها مروان نظرة إعجاب بإستطاعتها  على إحتواء الأمور وتهدئتها… هي بالفعل إنسانة جميلة بكل المعاني.
◾ مرت ساعات وخرجت ميان على غرفتها السابقة في المستشفي وخرج أدهم على غرفة أخرى. 
???? في غرفة أدهم يأن من الوجع… وبجواره أمه تمسك يده وأمجد يجلس على كرسي في جانب الغرفة… تدخل عليهم وسيلة بعد أن اطمأنت على ميان.. 
???? وسيلة : سلام عليكم. 
???? أمجد : عليكم السلام. 
???? أحلام بلهفة: مروان فين ولا أي دكتور يشوف له مسكن قوي. 
???? وسيلة : حاضر ياطنط… هو جاي له حالا بيمر على المستشفى وجايله… واقتربت منها ووقفت بجانبها محدثة أدهم : عامل ايه يا أدهم… حمد الله على سلامتك. 
???? أدهم بأنين : كويس الحمد لله… ميان عاملة ايه؟ 
???? وسيلة : كويسة الحمد لله.. نامت. 
???? أدهم : الحمد لله خلي بالك منها. 
???? وسيلة : خلي بالك أنت من نفسك. 
???? هنا دخل مروان وتوجه مباشرة ناحية أدهم : عامل إيه يادومة؟ 
???? أحلام بحزن : بيتألم يامروان. 
???? مروان : طب ممكن حضرتك تعطيني مساحة أشوفه… قومي ارتاحي في الأوضة اللي جنبنا… وأشار لأمجد الذي يغفو على الكرسي… وخدي أمجد يرتاح. 
???? أحلام بإصرار: أنا مش هسيبه. 
???? وسيلة :قومي ياطنط انتي مرهقة من الصبح… اطمني أنا ووائل هنفضل معاه. 
???? مروان : قومي هو كده كده هياخد حقنة وينام. 
???? أدهم بصوت متعب : قومي ياماما أنا كويس 
???? نهضت أحلام يائسة فهي بالفعل حل عليها الإرهاق والتعب… 
???? جلس مروان بدلا منها على الكرسي وجلست وسيلة على أحد الكراسي وعندما خرجا أمسك يد أدهم  وسأله : خبيت علينا ليه ياأدهم.. مقولتش ليه. 
???? أدهم بصوت متعب: محدش كان هيوافق وكنت عارف ان ماما كانت هتعمل مشكلة وتضغط عليا. 
???? مروان : طالما عارف كده… عملت كده ليه. 
???? أدهم بتعب شديد : أنا ممكن أضحى بحياتي كلها بس ميان تعيش وتبقى كويسة. 
???? ابتسم له مروان : ياااااااه.. بتحبها أوي كده. 
???? أدهم بابتسامة حالمة: اللي أعرفه إن كلمة الحب دي لوحدها متقدرش تعبر عن مشاعري ناحيتها. 
???? مروان بإعجاب : بصراحة أنا اتفاجئت مكنتش أعرف إن جواك كمية الحب دي لها. 
???? دمعت عيني وسيلة ونهضت واقتربت منه وقالت : محظوظة ميان بك ياأدهم… وأنت كل اللي عليك تتمسك بحبك ده للنهاية. 
???? ابتسم لها أدهم : طب قولي لجوزك ده يعطيني حاجة تسكن الألم. 
???? مروان وهو يطبطب على يديه : دقيقتين والممرضة هتجيلك… هقوم أنا دلوقتي وهبعت لك معاذ أو وائل يباتوا معاك. 
???? أدهم بنبرة متألمة : خلي بالك من ميان… متخليهاش تتألم يامروان. 
???? مروان بمزاح: لا دا أنت حالتك خطيرة… باينك مش في وعيك. 
◾ تدخل وسيلة شقتها ويتبعها مروان… 
???? وسيلة وهي تخلع حجابها : مش عارفة طنط منال صممت ليه اني امشي كنت عايزة افضل جنب ميان. 
???? مروان وهو يخلع سترته : كتر خيرك ياوسيلة… تعبتي مع ميان اليومين اللي فاتوا… ارتاحي وروحيلها بكرة… وتركها وذهب الغرفة. 
???? تبعته وسيلة : استنى… مش هتتعشي. 
???? مروان : لا أنا مش قادر… هناام. 
???? وسيلة : أوك ارتاح أنت و… قطع كلامها رنين هاتف مروان… أخرجه من جيب بنطاله ثم نظر له وابتلع ريقه ووضعه على الصامت… للأسف شكوك وسيلة ظهرت بذرتها منذ أن رأت مروان مع سارة في المستشفي ولكنها لم ترد أن تفتعل أي حوار أو نقاش حاد حتى تستقر حالة ميان ولكنها الآن لاتشعر بالراحة بسبب تغير وجه مروان عندما جاءه الاتصال.. قررت وسيلة سؤاله : مين يامروان. 
???? تفاجأ مروان من سؤاله فقد اعتاد منها في الفترة القصيرة السابقة أنها لم تتدخل في أي شيء تعلم أنه يريد التحفظ عليه ولكنه أجابها : دا واحد صاحبي. 
???? وسيلة بنبرة جادة : و مردتش عليه ليه؟ 
???? مروان :تعبان ومش قادر اتكلم مع حد. 
???? وسيلة بتردد : هو أنا يامروان ممكن أسألك إيه اللي بينك وبين سارة. 
???? جحظت عيني مروان وتلعثم :سـ.. سـارة.. سارة زميلتي في المستشفي.
???? وسيلة : وهي زميلتك من حقك تمسكها زي ماشوفتك كده وتلمسها كمان. 
???? أراد مروان أن يقلب الموقف لصالحه : أنتي بتشكي فيا ياوسيلة… أنتي عارفه انتي بتقولي ايه؟؟
???? أحست وسيلة بالذنب تجاهه فقالت بأسف : مش قصدي يامروان والله… أنا بس اما شوفتك معاها… 
???? قاطعها  بهدوء : ياوسيلة سارة زميلتي وعندها شوية مشاكل في حياتها ودخلت عليها وهي بتعيط فكنت بطيب خاطرها بس. 
???? وسيلة بندم : آسفة يامروان مكنتش اعرف بس ميصحش تكون قريب منها كده. 
???? مروان : حاضر… ممكن أنام ولا لسه عندك أسئلة تانية. 
???? وسيلة بحرج : لا مفيش… روح نام. 
???? دخل مروان الغرفة واستلقي على السرير يفكر فيما دار بينه وبين وسيلة منذ قليل،،، لايعلم لم يشعر بالذنب تجاهها إلى هذا الحد،،، رغم أنه يعلم جيداً أنه سيأتي اليوم الذي ستعرف فيه الحقيقة… ولكن بعد الفترة القصيرة التي عاشها معها علم جيداً أنها لاتستحق الجرح… هي معطاءة تعطي أكثر مما تأخذ،،، لينة القلب،،، محبوبة… لم يعلم أن الجميع يحبها هكذا وكأنه كان يعيش في بيت آخر… ولاينسي فضلها في رعاية أخته والعناية بها في الفترة الماضية… استنتج أخيراً أن مكانها المناسب ليس معهم بل مع الملائكة. 
???? عندما شعر باقترابها من الغرفة أولى ظهره للباب حتى لاتعلم أنه مستيقظ،،، فهو حتى الآن وبعد محاولته الأولى والأخيرة في مجامعتها والتي انتهت بالفشل يشعر بالتوتر من اجتماعهما سوياً… ورغم انشغالهما في الفترة الأخيرة لميان إلا أنه عندما كان يأتي معها إلى الشقة يتحجج بالنوم أو الانشغال بالعمل حتى ينهي الأمر… ولايعلم لم يريد أن يتركها بطهارتها وبراءتها كي لايشعر بمزيد من الذنب… 
???? استلقت وسيلة بجواره… ظلت تنظر طويله إليه وهو موليه ظهرها… لاتعلم لمَ لمْ تشعر بالراحة… بداخلها هاجس غريب يؤرق  سلامها الداخلي… تظن أن ممكن أن يكون هذا من تهرب مروان الدائم منها… مازالت لم تستطع فهمه فهو بالنسبة إليها كالكتاب المغلق لاتعلم محتواه… وهذه الـ سارة لاتشعر تجاهها بالراحة… لذا قررت أن تتأكد في الغد من هواجسها. 
◾ الواحدة بعد منتصف الليل يدق جرس باب شقة أحمد رنين متواصل… يستقيظ أحمد من نومه مفزوعاً متجهاً إلى الباب خائفاً أن يكون سوءا ً قد أصاب أدهم ابنه… فتح الباب وفُزِعَ أكثر عندما وجد فتاة نحيلة ترتدي عباءةً سوداء وحجاباً أسود ونظارة شمسية كبيرة تخفي الكثير من وجهها… ولكن صدمته الكبرى عندما سمعها تقول : بابا وترتمي في أحضانه باكية 
???? ضمها أحمد بذهول قائلاً : آثار… بنتي… وحشتيني ياآثار… قلقتينا عليكي
???? رفعت آثار نفسها من أحضانه بعدما ظلت تمرغ وجهها في حضنه وكأنها تستمد منه الأمان… ادخلها الشقة وأجلسها وتفاجأ عندما خلعت نظارتها السوداء ليري آثار الضرب على وجهها وعينيها زرقاء منتفخة. 
???? فزع أحمد وقال لها بنبرة حادة : مين اللي عمل فيكي كده؟ 
???? قالت آثار بصوت حزين : حكاية طويلة هحكيها لحضرتك بعدين بس اما اشوف ماما واخواتي. 
???? الأب بإصرار : بعدين إيه يابنتي… أنتي مش شايفة شكلك… حيوان مين اللي عمل فيكي كده وفين جوزك… ولا… ولا يكون جوزك اللي عمل كده… 
???? آثار بتنهيدة : أرجوك يابابا سيبني ارتاح وبكرة هحكيلك كل حاجة… بس الأول اشوف ماما… ماما… ماما. 
???? أحمد : أمك مش هنا… أمك مع أدهم في المستشفي. 
???? آثار بفزع : ليه مين اللي تعبان… فيه إيه؟ 
???? أحمد مطمئناً لها: اهدي وانا هفهمك……. 
◾ في غرفة أدهم في المستشفي يرقد أدهم على سريره ومعاذ على السرير المقابل ووائل يجلس في أحد الأركان بجوار النافذة ينظر إلى السماء في منتصف الليل وفجأة تذكرها بجمالها ونعومتها وحيويتها وعنادها،،، فابتسم ابتسامة حزينة… حاول مراراً أن ينزعها من ذاكرته ولكنه لم يستطع… وكيف وهي مازالت ساكنة قلبه… قلبه الذي كسرته بمنتهى القسوة… ورغم هيامه بها ولكنه مازال يحمل لها الضغينة بسبب رفضها له واهانتها له… كثيراً مايتمني أن يسأل أدهم وأمجد عن أخبارها ولكنه يتراجع سريعاً،، فلابد أن يسترد كرامته ويثبت للجميع أنها لاتعنيه… 
???? فجأة فُتِحَ الباب وأحداً أضاء المصباح بالغرفة ليجد فتاة تندفع ناحية أدهم ببكاء : أدهم حبيبي… ألف ألف سلامة عليك. 
???? وقف وائل مذهولاً : آثار ٠
???? استيقظ أدهم على لمستها قائلاً : آثار… وحشتيني. 
???? آثار من بين دموعها :أنت أكتر ياحبيبي… حاسس بإيه؟؟ 
???? استيقظ معاذ وجلس قائلا وهو يتملكه النعاس : مين آثار!! 
???? اقتربت منه بابتسامة حزينة : معاذ… وحشتني . 
???? معاذ : أنتي كمان… حمد الله على سلامتك… بس إيه اللي انتي عاملاه في نفسك ده… عليكي تار ومتنكرة. 
???? ابتسمت آثار بحزن : لسه زي ماأنت يامعاذ متغيرتش. 
???? لم يستطع الثبات أكثر من ذلك… لقد ارتفعت نبضات قلبه وأحس برجفة في أطرافه… ففضل الانسحاب بهدوء وهي مشغولة مع أدهم ومعاذ… فهي لم تنتبه إليه حتى الآن… ولكن عندما سار بخطي هادئة تجاه الباب أوقفته بنبرة مكسورة : وائل… إزيك… عايز تمشي من غير ماتسلم عليا… 
???? قال وائل بلهجة باردة دون أن ينظر إليها : حمد الله على سلامتك… وغادر الغرفة بالكامل.
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك رد

error: Content is protected !!