روايات

رواية غرام آسر الفصل الثامن 8 بقلم سارة الحلفاوي

رواية غرام آسر الفصل الثامن 8 بقلم سارة الحلفاوي

رواية غرام آسر البارت الثامن

رواية غرام آسر الجزء الثامن

غرام آسر
غرام آسر

رواية غرام آسر الحلقة الثامنة

إبتسمت فـ مسح على شفتيها بـ إبهامُه و همس:
– إنتِ خطر عليا! خطر يا بنت العلايلي!!!
– آسر!!!
قالت برقة مكانتش قاصداها! فـ غمّض عينيه و قال بصوتُه الجذّاب بنرة مُحذِرة:
– إنتِ أد إنك تنطقي إسمي بالشكل ده؟!!!
قالت بسُرعة:
– لاء!!!
قام و خطف سيجارة بُني من على الكومود و ولّعها بولّاعة فخمة، بصلها و قال بهدوء:
– قومي غيري هدومك عشان تنامي!!!
– حاضر!!
قالت بهدوء و قامت من على السرير و دخلت الحمام خدت شاور سريع و لفِت فوطة سودا على جسمها، وأدركت أن هي مخدتش معاها بيچامة، فـ قالت بيأس:
– لاء .. الحتة الكليشيه اللي في كُل الروايات دي مش هينفع تحصل معايا، دلوقتي أطلع ألاقيه في وشي و ليلتي هتبقى زرقا، طب أعمل إيه؟ أخليه يجيبلي هو البيچامة!!!
قالت بتفكير و مسحت على دراعها و البرودة بتتغلغل جسمها، فـ خبّطت على الباب و فضلت واقفة وراه و هي على وشك البُكاء، قرّب آسر من الباب و قال بإستغراب:
– بتخبطي ليه؟ إتحبستي ولا إيه!!!
و أكمل بـ إبتسامة خبيثة:
– ولا عايزة مُساعدة؟ أنا في الخدمة جدًا!!
قالت بسُرعة بنبرة مُستعطفة:
– أنا عايزة بيچامة!! مُمكن تناولني أي بيچامة من الشنطة اللي عندك!!!
نفث دُخان سيجارتُه و قال بمكر:
– إطلعي خُديها!!
هتفت برجاء:
– مـ هو مش هينفع!! معلش يا آسر هاتلي البيچامة أنا بردانة جدًا!
إتنهد و قال بضيق و هو بيتحرك ناحية الشنطة:
– إنتِ هتتعبيني أنا عارف!!!
و فتح الشنطة بعشوائية، إبتسم بخُبث أول ما عينُه وقعت على قميص نوم أحمر كان هو اللي حاطُه بإيدُه في الشنطة، إبتسم و خدُه و قال بصرامة زائفة:
– إفتحي!!
فتحت الباب حتة بسيطة جدًا و من غير ما تبُص خطفت اللي في إيده وقفلت بسُرعة، مقدرش يقاوم الإبتسامة و هو سامع شهقتها من الصدمة أول ما عِرفت ده إيه فـ قالت بعصبية:
– إنت جايبلي إيه!!!
قال بـ إستمتاع:
– ده اللي طلع في إيدي!! إلبسيه و إطلعي!!!
قالت بغضب:
– مُستحيل ألبسُه يا آسر!!!
قال ببساطة:
– خلاص إطلعي بالفوطة يا عيون آسر! و لا أقولك إطلعي من غيرها أنا في مقام جوزك بردو!!!
شددت على الفوطة اللي ساتراها أكتر من اللي هو جابهولها، و خرجت و شعرها الطويل بينقّط على وشها و جسمها، آسر كان قعَد على الكُرسي و حاطط رِجل على رجل مُستمتع بالمناقشة اللذيذة اللي بتحصل بينهم، إلا إنها أول ما خرجت بالهيئة دي، عينية أُظلِمت من الرغبة، و بصلها و عيونه بتاكل كُل إنش فيها، بصتلُه بغضب طفولي و راحت ناحية الشنطة خرّجت بيچامة عشوائي ورجعت بسُرعة لغرفة تبديل اللبس! قفلت الباب عليها كويس و هي بتحاول تهدي رجفة جسمها من نظراتُه اللي كانت بتاكلها، وشرعت في اللبس فورًا، بينما آسر غمّض عينيه و حط إيديه عليهم و قال لنفسُه بيأس:
– وبعدين .. هفضل متحمِل كدا كتير؟
خرجت بالبيچامة بحَرج، و بصتلُه فـ لقته على الوضع ده، و غصب عنها لقِت قلبها بيتنفض من القلق فـ قالت ببراءة و هي بتفكر في إيديها:
– مالك؟ مصدّع!!!
– يعني!!
قال بهدوء فـ إزداد قلقها و قربت ناحيتُه و قالت بإهتمام:
– أخلي طنط راجية تجيبلك مُسكِن؟
رفع عينُه ليها و قال بسُخرية:
– طنط راجية؟! طنط راجية لو شافتك قاعدة بـ بيچامة الكارتون دي هتاكل وشي أنا!!
إحمرّ وشها خجلًا فـ قال بهدوء و هو بيربت على رجلُه و بيقول بهدوء:
– تعالي يا ليلى!!
بصتلُه بدهشة و قالت و هي بترجع خطوتين!:
– آجي فين؟!
قال بهدوء وجدية:
– تعالي أقعدي على رجلي!!!
– ليه!
قالت بخوف، فـ قال بهدوء زائف بيسايرها:
– عشان عايزك قُريبة مني!
راحتلُه بخطوات وئيدة و أول ما بقت قريبة منُه مسك إيديها و بهدوء قعدها على رجلُه، بصت لصوابعها و وشها بقى كلُه أحمر من كُتر الكسوف، بصلها بإبتسامة و قال بصوته الرجولي:
– بتثقي فيا يا ليلى؟
السؤال لفت إنتباهها فـ بصتلُه بعينيها اللي بيدوبوه، و قال بصدق:
– أيوا! بثق فيك .. إنت مسبتنيش لحظة بعد م شوفتني في المستشفى و .. و دايمًا كُنت في ضهري!
قال بجديّة:
– طب ليه مش عايزة نعيش حياتنا طبيعي؟ مدام الثقة موجودة ليه خايفة ألمسك؟
قالت برجفة:
– عشان جوازنا جِه بسرعة و أنا مكُنتش موافقة و إنت و جدو أجبرتوني!
و كملت بعصبية خفيفة و عينيها بتتملي دموع:
– وبعدين إنت قايلي إنك متجوزني رغبة! يعني بتفكر في نفسك و بس! يعني أول م أسلملك نفسي و تزهق مني هترميني زي أي بنت من الشارع!!
– ششش!!!
هدّاها و ضمها لصدره و إيدُه بتمشي على دراعها برفق:
– إهدي .. و بلاش الهبل اللي بتقوليه ده!!! إنتِ مراتي فاهمة يعني إيه؟ يعني شايلة إسمي اللي أنا إديتهولك بـ رضا مني! و لو زي ما قولتي جوازنا مُجرد رغبة كان زماني من أول مـ كتبنا الكتاب عند جدك و خدتك بيتي عملت فيكِ اللي أنا عايزُه، و لو مجرد رغبة أنا مكنتش هصبُر عليكِ اليومين دول و كنت هاخدك برضاكِ بقى غصب عنك مكنش هيفرق معايا! بس أنا مش متجوزك مُجرد رغبة، أنا متجوزك عشان عايزك مراتي و عايزك طول الوقت معايا، عايزك في حياتي يا ليلى و عايز أصحى على عينيكِ دول! أنا بحِس إنك بنتي مش بس مراتي!
كانت بتسمع كلامه و راسها مسنودة على صدرُه و للحظة إبتسمت و هي حاسة بقلبها بينبُض بعنف، غمّضت عينيها لما باس شعرها و قال بهدوء:
– يلا عشان تنامي!
و في لحظة كان شايلها، و على عكس المتوقع حاوطت رقبتُه و سندت راسها على كتفُه بـ عفوية منها، فـ إبتسم و قربها منُه و هو بيستشعر لذة قُربها، حطها على السرير برفق و غطَّاها و بـ شفايفه طبع قُبلة على شفايفها المُكتنزة، و لف عشان ينام جنبها، فـ إتصدمت ليلى و إتغطت كويس و هي بتديه ضهرها بخجل، و لما إستلقى جنبها قال بهدوء و رزانة:
– ليلى .. متدينيش ضهرك!!
غمَّضت عينيها و لفِتلُه بخجل، فـ شد دراعها برفق و جذبها لحُضنه و هو بيقول بنفس الهدوء:
– و متناميش بعيد عني!! عايزك تنامي في حُضني على طول!!!
– بس آآ!!!
غمغمت بتوتر و خوف فـ قاطعها بصرامة:
– مافيش بس!!
و كمِل بنبرة ليّنة مُختلفة عن اللي قبلها:
– يلا .. غمضي عينيكِ و نامي!!
غمَّضت عينيها فعلًا و من كُتر الأرهاق اللي كانت فيه راحت في النوم على طول! فِضل هو يتأملها ويتأمل كُل إنش في وشها من أول شعرها الناعم الكثيف مرورًا بعيونها و رموشها و أنفها الصُغير نهايةً بـ شفايفها و عند النُقطة دي ضمها لصدرُه و غمض عبنيه و هو بيتكلم مع نفسُه بعد تنهيدة طويلة:
– نام .. نام يا آسر إنت كمان عشان السهر .. بيجيب تهور!!!
• • • • • •
فتحت عينيها بفزع على طرقات على باب الجناح عالية إلى حدٍ ما، إتخضت ليلى و قامت من حُضنه و هي بتزُقه من صدرُه برعب:
– آسر! آسر!!
– مممم!!
همهم بنعاس، فـ قالت بخضة و هي بتكرَه الصوت العالي جدًا:
– إصحى!! .. الباب ..!!!
فتح عينيه و كشّر أول ما الصوت العالي إخترق ودنُه، فـ بصلها لاقاها بترتجف من الخوف و هي بتفتكر مُنير اللي كان بيحاول يفتح الباب عليها بليل! قام من جنبها و هو بيتوعد للي بيخبط بالشكل ده، فتح الباب بعُنف فـ لاقاها عمتُه، بصلها بضيق و قال:
– إيه يا عمة الخبط دِه!!
قالت راجية بحرج:
– يا وِلدي أديلي ساعة بَطرُج (بخبّط) فوج الباب لما يَدي نمّلت!! چايبالك صينية الوكل عشان ترموا بيها عضمكوا اللي أكيد إتدشدش من ليلة إمبارح!!
هتفت بآخر جملة لها بمكر، فـ إبتسم ساخرًا و خد منها صينية الطعام و قال بمكر أكبر:
– عرسان چداد بجَى يا عمة و سهرنا إمبارح لبعد الفچر!!
– خابرة يا وِلدي خابرة!! يلا إن رِدتوا شَي شيَعلي أو نادِم (إندَه) على البت نادية!!
قالت و هي بتمشي من قُدامه!! فـ قفل الباب بضيق و رِجع للأوضة، حط الصينية الكبيرة و المتغطية على الطرابيزة في الأوضة، و قال و هو بيرفع الغطا من على الصينية موجِه لـ ليلى الكلام!:
– عمة جوزك بتحبك، دوقي بقى الفطار اللي على أصولُه!
رفع عينُه ليها و إتصدم لما لاقاها بترتجف و الدموع مغرّقة وشها وسرحانة كإن في مشهد بيتعاد قدام عينيها بتفاصيلُه!! إتخض و قلبُه إتقبط و رمى الغطا من إيدُه و مشي ناحيتها و هو بيقول بلهفة مُمتزجة بقلق:
– في إيـه!!!
قعَد قُدامها و حاوط وجنتيها و قال وعينيه بتجري على ملامح وشها الباكي:
– مالك!! إيه العياط ده كلُه!!!
بصتلُه للحظات و محستش بنفسها غير و هي بتترمي في حُضنه بتحاوط خصرُه و ساندة راسها على صدرُه و بتجهش في البكاء! إتصدم إلا إنه حاوطها بدراعُه القوي بيمسح على شعرها و القلق بياكل فيه، فـ قالت بصوت مهزوز من البُكاء:
– إفتكرت .. إفتكرت حاجات وحشة لما .. لما الباب كان بيخبط بصوت عالي!!!
للحظة إسودَّت عينيه، و لإنه ذكي جدًا و عارف كويس اللي هي عاشتُه قبل كدا فِهم إنها إفتكرت مُنير، شتمُه في سرُه و كان نفسُه يروحله في السجن و يخلّص عليه بإيديه الإتنين! حاوطها و قال بهدوء و بنبرة قوية:
– ليلى!! إنسي أي حاجه عيشتيها قبل ما تشوفيني، أنا من ناحيتي هحاول أنسيكِ و إنتِ لازم تساعديني في ده!!!
بِعدت عنه لما أدركت نفسها و إن هي اللي حضنتُه، فـ بصتلُه بحرَج و كانت لسه هتتكلم إلا إنها سكتت بصدمة لما حاوط وشها و مال عليه و هو بيمسح بـ شفايـ.فُه دموعها بـ بُطئ و حنان!! قلبها كان هيُقف من شدة قُربه منها و رغم كدا مقدرِتش تبعدُه، حتى إيديها مقدرتش ترفعها و تزُقه، و إستسلامها بين إيديه خلّاه بلهفة حقيقية ينقَّـ.ض زي الأسد الجائع على شفايفها يرتوي منهم في لحظة إتمنَّاها من كتير .. و بعد ما كانت قُبلة جامحة خلّصت الأكسچين اللي في رئتيها و لما أدرك إنها مش قادرة تتنفس بعِد فورًا و حط جبينُه على جبينها و قال و صوت نفسُه عالي:
– بتعملي فيا إيه؟! ليه إنتِ الوحيدة اللي قادرة تعملي فيا كدا؟!
و تابع و هو محاوط رقبتها و وشها ولسه مغمض عينيه:
– ليه عايزك بالشكل ده؟!! أنا ستات مصر بيترموا تحت رجلي و كلهم عندي ميِسووش ضُفرك!
غمّضت عينيها و وشها بقى كلُه أحمر من شدة خجلها، فـ قال بصوته الرجولي بسُخرية:
– ليلى إنتِ عشرين سنة!! عارفة أنا كام؟! خمسة و تلاتين..!! بنت عندها واحد وعشرين سنة لسه مفعوصة تعمل كدا في راجل مَلو هدومُه لاء و مش أي راجل ده آسر الخولي اللي بيتهزلُه شنبات .. عشان تيجي بنت أد عيالُه و تلفِفُه حوالين نفسُه بالشكل ده!!
– بس أنا مش مفعوصة!
قالتها بضيق فـ إبتسم وقال:
– طبعًا مش مفعوصة! اللي تعمل فيا كُل ده متبقاش مفعوصة!
بِعد عنها و قال بهدوء ظاهري فقط:
– سُبحان اللي يبعدني عنك دلوقتي يا ليلى! أنا معاكِ إكتشفت أد إيه أنا صبور!!
و شدّها من إيديها وقال بهدوء:
– تعالي عشان ناكل! إنتِ أكيد جعانة!!!
بصتلُه بحيرة و قامت معاه، قعد على الكنبة و قعدها على رجلُه فـ قالت بخجل:
– أنا عايزة أقعد على الكنبة!!
– لاء!!
قالها برفض قاطع و هو بيقطع الفطير المشلتت بإيديه الإتنين فـ كان محاوطها بدراعُه، بصت لإيديها بحرج شديد و الجوع بياكل فيها و زاد مع الريحة الشهية اللي طالعة من الفطير، قرب حتة من فمها و قال بهدوء:
– إفتحي بؤِك!!
فتحت فمها بتردُد فـ أكِلها، مضغت الأكل و بلعته و قالت ببراءة:
– ليه بتأكلني طيب؟ أنا مش طفلة عشان تأكلني في بؤي!!!
قال بجدية:
– قولتلك قبل كدا إنت بنتي! و أنا أول ما إتجوزتك واخد عهد على نفسي أدلَعك دلع ماسخ زي ما بيقولوا! لحد ما يقولوا الدلع بوّظها!!
ضحكت غصب عنها و كان أول مرة يشوفها بتضحك بصوت، فـ إبتسم و فضل يأكلها لحد ما قالت بإبتسامة:
– بطني حرام عليك كفاية! و بعدين إنت مكلتش حاجه! بتأكلني و بس!!
و كملت و هي بتشاور على جسمُه الرياضي بعينيها:
– و لا إنت عايزني أتخن أنا و يطلعلي كِرش و تفضل إنت رياضي و Fit!!!
قال بسُخرية مازحًا:
– كِرش مرة واحدة!! إنتِ جـ.سمك صُغير أصلًا ده أنا بخاف أمسكك تتقطمي في إيدي!!
قالت بضيق:
– يا سلام!! على فكرة أنا قوية و عصب حتى بُص!!
و رفعت كُم البيچامة بتاعتها و داست على معصمها في محاولة بائسة عشان تبينلُه إنها قوية، و لأول مرة في حياته يضحك من قلبُه لدرجة إن راسُه رجعت لورا من شدة الضحك! فـ إتغاظت أكتر و قالت بنرفزة طفولية:
– إنت بتضحك ليه!! متتريقش عليا يا آسر!!!
مسك إيديها و ميّل بشـ.فايفُه و قبّل المكان اللي كانت بتشاورله عليه و قال بإبتسامة و هو بيبُصلها:
– مقدرش .. يا عيون آسر!!!
بصتلُه للحظات و قالت عشان تغير الموضوع و هي بتقطّـ.ع البطاية بإيديها و بتقول بلهفة:
– إديني بقى الفُرصة أأكلك أنا كمان عشان نتخن سوا على الأقل!!!
و بالفعل قطّـ.عت لحم البطاية حِتت و إبتدت تأكلُه، و رغم إنه مكانش جعان إلا إنه كان بياكل و هو مبسوط عشان بياكُل من إيديها، لحد مـ قال و هو بيسند ضهره على الكنبة:
– كفاية كدا عشان شكلي أنا اللي هيطلعلي كرش!!
ضحكت وقالت بمزاح:
– شكلك هيبقى تُحفة بـ كِرش!! تخيّل ظابط بـ كِرش!!!
إبتسم و قال بهدوء:
– شبعتي؟
قالت بعفوية:
– الحمدلله!
إتنهد و قال بجدية:
– طيب يلا إدخلي غيّري عشان هننزل نُقعد تحت معاهم!! جدك عايز يشوفك أكيد
إبتسمت وقالت:
– جدو؟ هو جدو جِه؟!
– من إمبارح!
قالت بتوتر:
– بس أنا.مش عايزة أنزل بعد اللي حصل! أنا مش عايزة أشوفها!!
قالت الجملة الأخيرة بحُزن، فـ قال بقوة:
– متقدرش تبُصلك بصة متعجبكيش و لو ده حصل تقوليلي و أنا هتصرَّف!!!
– حاضر!!
قال بهدوء، و قامت عشان تنقي من الشنطة حاجه تلبسها فـ لقِته عامل حسابه في عبايات إستقبال كتير و كلها شيك، إبتسمت و رفعت وشها ليه و قالت:
– كمان جايب عبايات إستقبال؟ مافيش حاجه نسِتها؟
قال و هو بيتأملها بتمعُن:
– مافيش حاجه تخُصك .. بنساها!!!
إبتسمت بـ صفاء و خدت عباية بيضا و إتجهت لـ غرفة تبديل الملابس! عشان تُخرج بعدها بـ هيئة خلِته يرفع إحدي حاجبيه بإعجاب شديد بيها و بهيئتها، العباية كإنها متفصلة ليها هي! قربت منُه و السعادة في عينيها و قالت بـ براءة:
– شكلها حلو أوي عليا يا آسر!! مش كدا؟
– كدا!!
قال و هو مبتسم و باصصلها بـ إعجاب رهيب!! فـ قرّبت منه و مسكت إيديه و قالت بلهفة:
– يلا قوم إلبس الجلابية بتاعتك عشان ننزل!! أنا جدو واحشني أوي!!
قام و طلّع الجلابية بتاعته و هو بيقول بضيق:
– ده يا بخت جدو!!
• • • • •
نازل على السلم و هو ماسِك إيديها وكلُهم متجمعين حوالين السُفرة، و مكانُه في مقدمة السُفرة فاضي، بَص لـ نادية اللي كانت قاعدة في الكرسي اللي جنب كُرسيه و الناحية التانية عمتُه، فـ بصلها بصرامة و هو بيعد و بيشاورلها براسُه بحدة قائلًا:
– إنجِلي ( إنقلي) على الكرسي التاني! عايز مرَتي چاري!!!
بصتلها ليلى بإنتصار فـ بصت نادية لـ آسر بغيظ و قامت فعلًا عشان تقعد على كرسي تاني، إتجهت ليلى لـ جدها و باست على راسه و إيده و قالت بإبتسامة:
– وحشتني يا جدو!!
– و إنتِ وحشتيني أوي يا بنتي!!!
قال و هو بيمسح على رسها بحنان، فـ بصلهُم آسر بضيق و رجلُه بتتهز بإنفعال، قعدت ليلى جنب آسر و بصتلُه و لاحظت تعابير وشُه المنفعلة، فـ ببراءة حطت إيدها على كفُه اللي كان مسنود على السفرة و قالت بقلق:
– إنت كويس!!
بصلها للحظات و قال بإبتسامة موصلتش لعينيه:
– كويس ..
و بص لـ عمته و جدها و الباقي اللي قاعدين و قال بـ هيبتُه المعهودة:
– يلا يا چماعة مدوا يدكم!! ألف هنا!!!
إبتسمت ليلى على لهجته و إبتدت تاكل حاجات خفيفة لإنها مكانتش جعانة من الأكل اللي أكلته معاه فوق، و لكن راجية قالت بهدوء:
– مرَتك كيف الجمر يا آسر!! يا زين ما نجيت يابني!! بس جوليلي يا ليلى .. رياض بيه جال إنك أبوكِ و أمك الله يرحمهم، كيف ماتوا يابنتي؟!
و رغم إن راجية كان سؤالها عفوي، إلا إن ليلى حسِت بـ غصّة في قلبها، رفعت وشها ليها و قالت بهدوء زائف:
– حادثة يا طنط راجية!!
هتفت راجية بحُزن:
– ربنا يرحمهم يا ضنايا! يا حبة عيني كنت صَغيرة على اليُتم يا بتي!!!
بصت ليلى للطبق و عينيها إتملت بالدموع، فـ مسك آسر إيديها و قال بضيق مُغيرًا مجرى الحديث:
– ربنا يرحمهم يا عمتي!! متهيألي مش وجتُه السيرة دي!!
قالت راجية بأسف:
– صوح يا وِلدي أنا مكنش جَصدي حاچة والله!! متزعليش مني يا بتي!!
بصتلها ليلى و قالت بهدوء:
– حصل خير!!!
هتفت نادية بخُبث:
– ربنا يعينك يا ليلى! أصل الاب و الأم دولت حاچة مهمة واصل!! اأنا مجدَرش أتخيل حياتي إكده من غير أمي!! ربنا يخليكِ لينا يا ست الكُل!!!
بصتلها ليلى بضيق و متكلمتش، إلا إن آسر معدّاش الموضوع و قال بنفس درجة الخُبث و كإن بيرُدلها القلم اللي إدِته لمراتُه عشرة:
– الواحد مبياخدش كل حاچة يا بنت عمَتي!! يعني ربنا مديكِ أم بس واخد منكِ حاچات ياما جُصادها، و أنا مرَتي ربنا واخد منها أب و أم إلا إنه مديها راچل بيحبها و هيعوِّضها! و مديها جلب أبيض مش عند حد واصل!! أصل بعيد عنك يعني يا بنت عمتي مُعظم الجلوب دلوجتي بجِت وِ***!!!
بصتلُه نادية بـ وش مُمتعض و بصت لطبقها بضيق شديد جدًا بينما راجبة قالت بـ طيبة!:
– إعتبريني مكان أمك يا ضنايا!!!
كانت بتوجه كلامها لـ ليلى إلا إن ليلى سرَحت في جوزها اللي مبيسيبش فُرصة لحد ييجي عليها و لو بكلمة!! إبتسمت و مش عا،فة ليه جالها إحساس إنها عايزة تقوم تحضُنه دلوقتي حُضن كبير أوي تعبر بيه عن مدى إمتنانها ليه! بصلها و إبتسم فـ بادلتُه إبتسامة مُمتنة بتشكُره بعينيها، و رجعت بصِت لعمتُه و قالت بإحترام:
– يشرّفني يا طنط!
أبتسمت راجية على طيبتها، بينما ليلى فضلت سرحانة في الكلام اللي قالُه، و لما خلّصوا أكل قام آسر فـ قامت معاه ليلى، مسك إيديها و قال بـ تلك الهالة القوية اللي بتُحيط بيه:
– أنا طالع مع مرَتي يا چماعة! كملوا إنتوا أكلكم صحة و هنا!!!
إبتسمت راجية وقالت:
– روح يابني ربنا يخليكم لبَعض!
أعطاها آسر إبتسامة هادئة و مشي و هو واخدها جنبُه، قلبها كان بيدُق بعُنف و هي بتستشعر قوة جوزها و حنانُه و إهتمامُه بيها و كإن فعلًا ربنا باعتُه عشان يعوضها عن كل اللي أذوها، دخلوا الجناح و بعدها الأوضة فـ وقفت قدامه و مسكت دراعه بهدوء و قالت و هي بتبصلُه:
– آسر أنا .. أنا عايزة أعمل حاجه!!
بصلها بإستغراب و قال:
– قوليلي عايزة تعملي إيه؟!
بصتلُه و شبِت برجليها عشان تقدر توصل لرقبته بطوله قُدام قِصر قامتها، و في لحدة كانت بتحاوط رقبته فـ حاوط خصرها بدراع واحد لحد مـ رجليها مبقتش لامسة الأرض، صدمتُه كانت كبيرة لإنها حضنته و بـ وعي منها و إدراك، و كمان حاضنه رقبته و دافنة راسها في عنقُه، و قالت برقة دوِبته:
– مش عارفة أقولك إيه يا آسر! بس شُكرًا على كُل حاجه بتعملهالي!!
غمّض عينيه بيستشعر رقة صوتها مع عذوبة ريحتها الجميلة و جمال إسمه اللي خارج من شفـ.ايفها، حضنها بإيديه القوية و قال بإبتسامة و بصوته الرجولي:
– إنتَ تؤمر .. يا عيون آسر!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غرام آسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *