روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل السادس عشر 16 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل السادس عشر 16 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي البارت السادس عشر

رواية أسرار عائلتي الجزء السادس عشر

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة السادسة عشر

الفصل السادس عشر:
كانت دينا تركض خلف الفتيات عندما لاحظت عدم وجود هناء معهم، وقفت قليلا تفكر في الأمر لتجد أن بدور لا يمكن أن تؤذي مريم وأنها فقط قد جنت قليلا فهزت كتفيها بلا مبالاة ثم صعدت الدرج ثانية لتعود إلى أختها، ولكن قبل وصولها وعند وقوفها في منتصف الدرج سمعت صوتا رجوليا لم تعرف صاحبه يهتف بإسمها:
– دينا؟
إلتفتت إليه لتجده أحد شباب العائلة والذي لم يكن سوى يامن _ شقيق ياسر وياسين _ فعقدت حاجبيها بإستغراب وتساءلت:

 

 

– نعم؟ انت مين وعرفت اسمي ازاي؟
إبتلع ريقه ووقف مكانه وهو يراها تقترب منه وترمقه بنظرات غير مريحة، حك عنقه بتوتر ثم أجاب:
– ااء .. أنا يامن.
رفعت حاجبها باستنكار قائلة:
– وانا مالي ومال اسمك؟
نظر إليها بغباء متمتما:
– مش انتِ سألتيني أنا مين؟
رفعت حاجبها الآخر لتعلو ملامح الصدمة وجهها ثم عقدت كليهما بغيظ وصاحت:
– انت فاهم قصدي، متستغباش! عرفت اسمي منين؟
– وأنا هعرفه منين؟
قالها بحاجب مرفوع فهتفت بسخرية:

 

 

– اه اسفة، سمعت صوت عفريت بينادي باسمي وحسبته انت!
تحدث متظاهرا بالغباء رغم علمه بأنها متيقنة من أنه هو من نادى بإسمها:
– لا أكيد بيتهيألك! مفيش عفاريت هنا في القصر!
كزت على أسنانها بغيظ ثم ضيقت عينيها قائلة بتحذير:
– بص يابني، متفتكرش اني من البنات الي سهل تضحك عليهم بكلمتين تمام؟ ولو جربت تقرب مني مش هقولك انا ممكن اعمل فيك!
قالت كلماتها وسارت مبتعدة عنه فحاول إيقافها صائحا بسرعة:
– استني! انا عارف انك مش منهم متقلقيش! وبعدين أنا مش من الولاد الي بتكلم بنات، متفهمينيش غلط!
لكنها كانت قد إختفت من أمامه متجاهلة كل ما قال، تنهد بضيق وإستدار للنزول إلى قاعة الجلوس لكنه وجد إبن عمه أدم يقف أسفل الدرج وينظر إليه بإبتسامة خبيثة، وعند وصوله إليه هتف بسخرية:
– متقوليش ان دي حبيبة القلب الي بتقعد تتفرج على صورها كل ليلة من غير ما تحاول تتكلم معاها؟

 

 

رمقه يامن بلا مبالاة وتخطاه متجاهلا إياه، لكن الآخر تبعه مردفا بذات النبرة الساخرة:
– اااهاا فهمت، كنت خايف تهزقك زي ما عملت معاك دلوقتي وضيعت هيبتك قدامي صح؟
زفر بغيظ لكنه واصل تجاهله حتى دخل قاعة الجلوس دون أن ينتبه إلى تلك الفتيات الثلاث الواقفات على المدخل، لكن أدم وقف عندهن وبالضبط إلى جانب إيلين وقال بمرح:
– ايه ده؟ القطة الخوافة مشرفانا هنا وانا معرفش؟
أشاحت إيلين بوجهها متجاهلة إياه ولكنها شعرت بتوأمها بجانبها تمسك بذراعها وتخاطب أدم بضيق:
– ممكن متكلمهاش كده؟ ويا ريت لو تبعد عنها خالص!
طالعها أدم بإستغراب متسائلا:
– ليه؟ أنا كنت بهزر بس، مش قصدي اضايقها!

 

 

طالعته إيلين بإستنكار بينما أجابته الثانية بهدوء:
– انت غريب عنها ومينفعش تهزر معاها كده، وأصلا قعدتها معاك لما اتفرجت معاكم على الفيلم كانت غلط!
هز رأسه بتفهم ثم أردف بنبرة تبدو جادة رغم مزاحه:
– بس أنا مش غريب على فكرة، أنا واحد معجب باختك وعايزها تبقى ليا.
نظرت إليه إيلين بصدمة ثم إلى أختها التي قالت بجدية:
– يبقى تدخل البيت من بابه وتجي تطلب ايدها من بابا.
ضحك على جديتها ثم هتف بمرح قبل أن يتركهن ويدخل قاعة الجلوس:
– لا يا بنتي انا مش من الناس دي، أنا من بتوع السكك الشمال بس!
نظرت سرين إلى إثره وهي تلوي شفتيها بقرف متمتمة:
– ايه العيلة القليلة الادب دي؟ هو مفيش حد فيهم بيتكسف والا ايه؟ أنا بدأت اخاف على بدور بصراحة!

 

 

 

تحدثت رحمة في تلك اللحظة والتي كانت تقف معهم وتراقبهم بصمت:
– متقلقيش عليها، هما ممكن يكونوا قليلي الادب بس مش كلهم، والأهم أن عمو أكرم أكتر حد متدين فيهم وبيخاف ربنا وبما انه والدها يبقى متقلقيش!
تطلعت إليها إيلين بإستغراب وقالت:
– بتتكلمي كأنك عارفة العيلة دي كويس.
أجابتها بثقة:
– مش كويس بس أنا عارفة شخصية كل واحد فيهم تقريبا ..
سكتت قليلا بتفكير ثم تابعت بحماس:
– تعالوا معايا احنا هنطلب من ماما تعمللنا حاجة ناكلها وهحكيلكم حكايات كتيرة عنهم هتعجبكم!

 

 


جلس آدم بجوار أخيه أدهم وهو ينظر إلى بدور ومريم اللتان كانتا تتشاجران أمام جميع أفراد العائلة _عدا أمجد وعدي_ بصوت عال، إلتفت إلى أخيه متسائلا بإستغراب:
– هو في ايه هنا؟
أجابه وهو يجلس إبنته على حجره ويسرح شعرها بحنان لا يناسبه:
– معرفش، كنا قاعدين عادي لما دخلت علينا البنت دي وراحت لرسلان وبتقوله ان بدور معجبة بيه وبعدها بدور جت وفضلت تكدب فيها ولحد دلوقتي وهما لسه بيتخانقوا.
– وهي مين البنت دي أصلا؟
– دي مريم، أخت شادي الي رضع مع رسلان، يعني أخته في الرضاعة.

 

 

 

هز أدم رأسه بفهم ثم بدأ يتابع الشجار بمتعة، أما أدهم فقد إنتهى من تسريح شعر إبنته فإبتسم بفخر منتظرا منها شكره لكنها ملست عليه بيدها قائلة بتذمر:
– انت بوظته اكتر يا بابا بدل ما تسرحه، أنا عايزة دادة سماح هي بتعرف تمشطه كويس مش زيك!
ظهرت خيبة الأمل على وجهه لكنه سرعان ما إبتسم هامسا لها بحنان:
– أنا كلمت جدو وهو وافق اني اجيبها ومن بكرة هتبقى دايما معاكِ، وكمان هسجلك في مدرسة وهتروحيلها كل يوم زي مانتي عايزة!
إلتفتت إليه بفرحة وصاحت:
– بجد؟!
أومأت بتأكيد فعانقته قائلة بحب:
– بحبك اوي يا بابا!

 

 

– وأنا كمان يا حبيبتي!
– اتأثرت اوي!
رفع عينه لصاحب الصوت ليجد بدور تقف أمامه وتمسح دمعة وهمية من عينيها بعد أن توقفت عن الشجار مع مريم، طالعها بغيظ لسخريتها ثم تجاهلها ولم ينطق بكلمة. عم السكوت في المكان لثوان قبل أن يقطعه خالد قائلا براحة:
– ياااه! شايفين الهدوء حلو ازاي؟ اخيرا وقفتوا خناق انتِ وهي!
لم تهتم بدور لكلامه ولكن مريم صاحت به بغيظ:
– وانت مالك اصلا نتخانق والا منتخانقش؟ هو مفيش حد كبير هنا يعلمك متحشرش انفك في حاجة متخصكش؟
لوى خالد شفتيه بقرف ولم يشأ أن يرد أمام عائلته، بينما جالت مريم ببصرها على الجالسين حتى وقع على صاحب الشعر الأبيض الذي كان يحاول إخفاء وجهه منذ مجيئها، ضيقت عينيها وهي تتطلع إليه بتركيز قبل أن تصيح:
– الشوقر دادي بتاعي!
عض عبد الرحمان على شفتيه وهو يراها تقترب منه وتقول بمرح تحت نظرات الجميع المستغربة:
– انت مستخبي مني من بدري ليه؟

 

 

تظاهر بالغباء محاولا الحفاظ على هيبته أمام أحفاده وقال:
– انتِ بتقولي ايه يا بنتي؟ هو انا شفتك اصلا قبل كده؟
أجابت بإيماءة وبصوت سمعه الجميع:
– ايوه في الفيديو كول لما كنت بتكلم مع عائشة وقلت انك موافق تتجوزني، انت مش فاكر؟
إبتلع ريقه وحاول قول أي شيء ينفي ما حدث ولكن صوت إنكسار صدر فجأة منعه عن ذلك وشغل الجميع عنه. نظروا إلى أشلاء ذلك الكأس الزجاجي الذي كسر بين يدي رسلان عندما كان يضغط عليه بقوة بإستغراب. لم يكد أحد يسأله عما حصل حتى وجدوه يقف بأعين لا تبشر بالخير ثم يسحب مريم ليخرج بها أمام أعينهم دون أن ينطق بحرف.
شعرت بالخوف من نظراته التي تراها لأول مرة، فهو لم يكن يغضب منها أبدا، وقف بعيدا عن قاعة الجلوس ثم صاح مخاطبا إياها:
– انتِ اتخطيتِ حدودك اوي يا مريم! ظهرتِ قدام الشباب كلهم وفضلتِ تتخانقي مع البنت التانية قدامهم برضه بصوتك العالي ومتكلمتش لاني عارف ان محدش هيبصلك لانك اختي ولاني مكنتش عايز ازعقلك قدام الكل، بس انك تتكلمي مع جدي بالطريقة دي ولا كانه صاحبك ده الي مش هسمحلك بيه، ودي اخر مرة هتعملي فيها حاجة زي كده يا مريم فاهمة؟
هزت رأسها بطاعة وخوف فترك يدها وهم بالحديث ثانية لولا صوتها الذي صدر من خلفه قائلا:
– ما شاء الله! طلعت بتحس وبتعرف تغير!
إلتفت إليها بغضب وصاح بها هي الأخرى:

 

 

 

– ملكيش دعوة انتِ ومتدخليش في حاجة تخصني انا واختي، وارجعي لليفنج قبل ما اعمل فيكِ حاجة مش هتعجبك!
لوت بدور شفتيها بغيظ رغم خوفها الباطني ثم أشاحت بوجهها قبل أن تغادر من أمامه عائدة إلى قاعة الجلوس، إلتفت رسلان إلى أخته ثانية وواصل:
– أخوكِ شادي لو عرف انك بتتعاملي كده مع أي حد مش هيسكتلك على فكرة، وأنا مش هقوله بس بشرط ..
نظرت إليه بخوف منتظرة سماع شرطه فأردف:
– اوعديني انك هتعدلي طريقتك دي مع الشباب وهتحطي بينك وبينهم حدود من دلوقتي.
هتفت بسرعة:
– اوعدك والله بس متقولش حاجة لشادي يا رسلان أرجوك!
– مش هقوله متقلقيش، بس لو معملتيش الي بقولك عليه هتصرف معاكِ أنا بطريقتي!
قالها بتحذير ثم إبتعد عنها عائدا إلى حيث كان يجلس منذ قليل تاركا إياها تنظر إليه بصدمة من عصبيته التي تراها به لأول مرة.

جالسة على السرير تنتظر عودة الفتيات حتى لا تبقى لوحدها أو تضطر للخروج، فهي صدمت حين أحضرتها إبنة خالتها إلى هذا القصر الذي خرج منه ذلك الذي كان زميل حبيبها المزعوم، ولا يمكنها أن تتجرأ وتخرج من الغرفة حتى لا تقابله صدفة.
إنتظرت لمدة قاربت الربع ساعة لكنها لم تستطع الإنتظار أكثر، خرجت بحذر وهي تنظر يمينا ويسارا ثم إتجهت ناحية الدرج لتبحث عن الفتيات، ولكن لسوء حظها الذي يبدو وأنه يشمت بها، سمعت صوته من خلفها يهتف بسخرية:
– أهلا وسهلا! وانا بقول القصر منور ليه!

 

 

تعرفت على صوته بسرعة فأغمضت عينيها بشدة تلعن حظها ثم إلتفتت إليه قائلة وهي تحاول رسم الجمود على ملامحها:
– عايز ايه؟
إقترب منها وهو يضع يديه بجيب بنطاله متسائلا:
– هو جدك ازاي سمحلك تطلعي من بيتكم تاني بعد الي شافه في اليوم الي خرجتِ فيه مع وائل؟
لوت شفتيها بغيظ منه وصاحت:
– وانت مالك؟
أجابها بسخرية ونبرة مستفزة:
– أنا بس كنت خايف يضحك عليكِ تاني لو شوفتيه صدفة.
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتحدثت بثقة:

 

 

– متقلقش، مش هناء عابد الي اي حد ممكن يضحك عليها بسهولة، وعلى فكرة أنا كنت عارفة نيته من البداية!
إبتسم بتهكم وتمتم قبل أن يتخطاها لينزل الدرج:
– لا واضح!
رمقته بغيظ وهمت بالعودة إلى غرفتها لكنها وقفت قليلا تفكر في شيء ما فركضت خلفه وإستوقفته بسرعة:
– استنى!
توقف وإستدار إليها فتساءلت:
– هو انت ووائل كنتوا صحاب قبل كده؟
لوى شفتيه بإستنكار وصاح:
– طبعا لا! أنا مش بصاحب حيوانات زيه!
ظن أنها ستغضب منه لشت’مه لحبيبها ولكنه تفاجأ بها تقول:
– أنا عايزاك تساعدني.
إستفسر بحاجب مرفوع:
– اساعدك في ايه ان شاء الله؟
أجابت بتردد وهي تخفض رأسها:
– أنا مش بحب وائل زي مانت فاكر، أنا كنت شاكة انه قتل بابا وماما ومثلت اني بحبه عشان اتاكد من ده، وو .. انت اكيد عارف عنه حاجات كتيرة وممكن تقدر تعرف اذا كان هو الي قتلهم والا لا!
رفعت عينيها إليه عند نهاية كلامها فوجدته يرمقها بنظرات غريبة قبل أن يقول موليا إياها ظهره:
– اسف بس مش هقدر اساعدك.

 

 

تابع نزول الدرج فزفرت بإحباط وهمت بالعودة إلى الغرفة لولا سماعه يصيح:
– مين دي؟ وايه الي وقعها هنا؟
لحقت به بفضول ونظرت إلى ما ينظر إليه بإستغراب تحول إلى صدمة وصرخت برعب:
– دينااا!!!

 

إستمع الجالسون بقاعة الجلوس إلى صوت صراخها فهرول جميعهم إلى مصدره وأولهم يامن الذي تجمدت قدماه عن الحركة وهو يرى حبيبته السرية واقعة أسفل الدرج مغمى عليها. رفع نظره إلى عدي الذي نزل ليحملها فصاح بصوت أفزع الجميع:
– سييبهاا!
يتبع …

 

اترك رد

error: Content is protected !!