روايات

رواية ماتشو الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الحادي عشر

رواية ماتشو الجزء الحادي عشر

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الحادية عشر

اغمضت لولو عينها وعضت على شفتها السفلى، فتحتهم مره اخرى واستجمعت نفسها بعد ان شتتها بكلماته، ونظرت اليه قائله : لا اعرف حقا لا اعرف لم افكر فى الامر .
اقترب منها وقرب وجهه من وجهها وهمس: انا احبك ولا ارى لحياتى معنى من دونك، ان كنتى تبادلينى هذا الشعور سأكن اسعد انسان فى العالم .
وارتجفت وانتفضت وابتعدت عنه مسرعه، وشعرت ان جسدها يخرج صهدا، تنحنحت قائله : ارجوك اتركنى استجمع نفسي لكى استطيع ان اجيب فكلامك شتت عقلى واربكنى .
اقترب منها ولمس وجنتها بيده، فانتفضت فأبتسم وهمس قائلا : سانتظر ولو كان الى اخر عمرى .
وخرج من الغرفه اغلقت الباب ووقفت خلفه، شعرت ان جسدها يتعرق وان قلبها يدق بصوتٍ عالً جدًا، وضعت يدها على خدها فشعرت انه ساخن جداً ويشبه الطماطم من شدة حماره، اخذت نفس وزفرته عدات مرات، وابتسمت وهى تحاول تصديق ما حدث، فقد قال انه يحبها، كيف ومتى وهل هى ايضا تحبه، تذكرت شجراهم معاً الدائم، وكيف كان لا يستطع ان يتركها غاضبه منه فيسرع اليها ويراضيها، كم مره لم يتحمل حزنها، نظراته لها دئما، غيرته عليها التى كانت واضحه جدا، وضعت يدها على قلبها فشعرت انه يضرب بقوه، وسألت نفسها هل هذا هو الحب ام انها تأثرت بكلماته، اخذت نفس وزفرته وابتلعت ريقها، فهى لا تعرف هل تحبه ام انه تأثير نظراته لها، وكلمته التى تسمعها للمره الاولى فى حياتها .
…………….
دخل الاخوه الثلاثه الى المكتب واتى اليهم المحامى، وقدم اليهم الاوارق اتفق ان يأتى فى المساء هو والمزارعين للاتفاق الجديد، جلس الثلاثه بعد ان خرج نظر حازم اليهم
قائلا : اخدتو قراركم فى المشروع، وصلتكم دراسة الجدوى واكيد قرأتوها ؟
نظر اليه عمر :دراسه رائعه وعجبتني جدا، والمشروع كمان جميل جدا، بس مش شايف ان يبقى تقيل شويه ان الاولاد يديروه لوحدهم ؟
هز ياسر رأسه قائلا: انا كمان كنت هكلمك فى النقطه دى، المشروع ممتاز بس الاولاد خبرتهم قليله، وده ممكن يضر المشروع .
ابتسم حازم : انا كمان معاكم فى النقطه دى، وهنكون احنا معاهم كمجلس اداره، بس هما المدرين .
فكر عمر : تقصد نحملهم المسؤليه واحنا معاهم .
اومأ حازم بالموافقه : بالظبط كده .
اومأ ياسر : خلاص تمام كده يبقا انا كمان معاكم .
ابتسم حازم : تمام يبقا بالليل بعد ما نخلص مع المزارعين، نتكلم مع الاولاد ونشرح لهم الموضوع .
وقف عمر قائلت: طب هسيبكم انا اروح اتكلم مع رعد وابقى ارجع لكم تانى .
تركهم وخرج وضع حازم يده على كتف ياسر ونظر له قائلا : مالك يا اخويا شكلك متضايق وزعلان ؟
تنهد : صعبان عليا بناتى واللى حصل لهم ومش عارف اعمل ايه ؟
هز حازم رأسه حزينا عليه وربت على يده: كلمهم وقرب منهم حسسهم بحبك ليهم وكل شئ هيتحل .
نظر اليه رافضا : معرفش ده حتى وهما صغيرين كنت بتعامل معاهم عادى، لكن اتكلم معاهم دى معرفش اعملها .
زفر حازم : الله يسامحها جدتى هى اللى زرعت فيك الغلظه دى زمان، بس انت لازم تحاول تتغير عشان متخسرش ولادك .
نفخ متحسرا : ماخسرتهم وخلاص المهم انهم ميضيعوش .
نظر اليه : ايه اليأس ده ليه كده ؟ الموضوع فى ايدك انت، بس لازم تتكلم معاهم، لازم تواجه ولادك وتفهم اللى جواهم .
رافضا : مش هقدر مش هينفع، بص عموما انا هسكت دلوقتى، وهدي البنات مساحه من الحريه شويه، بس وهما تحت عينى، وهحاول انى متعصبش عليهم .

 

 

 

 

هز رأسه : حاول ومتستسلمش بسهوله، اللى زرعته فى سنين مش هيتغير فى يومين .
………..
قبضت لمار على يدها واغمضت عينها وفتحتها وزمتت شفتيها قائله : زياد يبقا ( ابتلعت ريقها) يبقا اااانا .
لم يسمع ماقالت جيدا فابتسم قائلا : زياد ماكنش صاحبى بالمعنى، انا عرفته فى الابتدائى وكمان اتقبلنا مرتين ولا ثلاثه فى الحوش، لانه كان اصغر منى، وبعدين انا اتنقلت من المدرسه اصلا، ومعرفتش حاجه عنه تانى، بس لانه ولد جدع منستهوش، لكن انت تعرفيه منين ؟ وايه علاقته بيكى؟
اغمضت عينها واخذت نفس وزفرته عدت مرات وطأطات رأسها قائله : انا زياد (ورفعت عينها ونظرت ) فهمت ( واشارت بأصبعها على نفسها ) انا هو زياد .
ونظرت له تنتظر رد فعله لكنه لم يستوعب ما قالت ونظر مستنكرا : يعنى ايه انت زياد مش فاهم ؟!
نفخت وكانها تخرج دخان من داخلها وقبضت على يدها وبدأت تحكى قائله : هحكيلك؛ زياد طفل اتحكم عليه يتولد فى بلد بتحب الولد وتفضله على البنت، اتولد بحاله نادره جدا لكن طبعا محدش هنا فهمها، وقالو انه ولد وخلاص لان كل اللى يهم الممرضات انها تاخد حلاوتها وبس، والدكتور وراه حلات كتير مش هيبص فى كل طفل، المهم انهم اخدوه لكن امه وهى بتغيرله لاحظت انه مش طبيعى لكنها مفهمتش ده ايه، وكأى ام جريت بسرعه على الدكتور عشان تفهم، الدكتور قال ان ده ولد وبنت فى نفس الوقت، وان دى حاله نادره جدا، وقليل جدا لما تظهر، الام اتصدمت ومبقتش عارفه تعمل ايه، حتى انها مسألتش الدكتور الحل ايه، رجعت بيتها وهى فى حالة صدمه حكت لابوه اللى اتصدم هو كمان، لكنه كان مسافر امريكا عنده شغل هناك، فقرر انه ياخدهم معاه ويكشف عليه هناك، وبالفعل اخدهم بس الدكتور هناك قال نفس الكلام، الاب مبقاش عارف يعمل ايه، سأل الدكتور قاله حالها الوحيد نشيل واحد منهم، الاب طبعا وبدون تفكير قاله شيل البنت،
طبعا لانه مش عايز بنات،(ابتلعت ريقها) لكن الدكتور رفض وقال ان مش انت اللى بتختار، لازم نستنى لما توصل سن البلوغ والهرمونات هى اللى هتحدد، قبل بالامر الواقع مكنش قدامه حل تانى، كانت الام هى الداعم الوحيد للولد ده، كانت ديما معاه، واول ما بدأ يفهم
عرفته وضعه، وعودته انه ميقلعش قدام حد ابداً، وميحكيش مع حد ولا يعرف حد ابداً، كان ولد ذكى جدا وشاطر ( بدأت فى البكاء) كل زمايله بيحبوه، رغم انه مكنش له اصحاب، لانه مكنش بيحب يصاحب الصبيان، عشان هزرهم رخم ومبيحبش اسلوبهم فى التعامل، متصاحبش غير على بنت واحده، وطبعا مكنش حد يعرف بيها، من ناحيه لانه مينفعش ولد ويصاحب بنات، ومن ناحيه تانيه ان ابوه كان ديما يزعقله عشان بيلعب مع اخواته البنات، (تنهدت ) المهم مرت الايام والولد كبر، وصل ستاشر سنه ومظهرش عليه اى علامات بلوغ بناتى، فوالده فرح جدا خلاص هو ولد، وحدد معاد مع الدكتور عشان يعمله العمليه، وقبل السفر بشهر واحد، ظهرت كل علامات البلوغ عنده كبنت، الاب اتصدم ومبقاش فاهم ده ازى، لكن الام وضحت ان ده حاجه عندهم فى عيلتهم، البنات بتبلغ متأخر، او بمعنى فجأه تتحول بنت بدون اى مقدمات، مكنش قدام الاب غير انه يسافر بيه على امريكا، والدكتور بعد ما عمل التحاليل اكد انها بنت، زياد رفض ( اغمضت عينها وفتحتهم بألم وهى تقبض على يدها) ، لانه كان شايف قسوة ابوه على اخوته البنات، شايف انه هيبقا مجرد بنت ملهاش لازمه، محبوسه ملهاش رأى فى الحياه، مجرد كمالة عدد( تنهدت بألم )، لف على اكتر من دكتور، لحد ما لقى واحد قاله انه ممكن يديله هرمونات ويفضل ولد، فرح وجرى على ابوه كان فاكر انه هيفرح له، لكن لاء هو عَند معاه ازى يعمل حاجه من وراه، كان ديما يحس ان ابوه مش بيحبه، بس فى اللحظه دى اتأكد من ده، اصر ورفض انه يعمل العمليه، لكن ابوه اتفق مع الدكتور وعملها من وراه،قتلو زياد وبين يوم وليله اتوجدت بنت رافضه لوجدها، رافضه انها تعيش فى عالم ذكورى،شايف المرأه مجرد عبده عنده، انهارت وحاولت تهرب من المستشفى، بس جابو دكتور نفسي اتكلم معاها،وبدأ يخليها تتقبل الامر، رغم احسسها بالظلم والالم والوجع، الا انها مكنش قدمها حل غير انها تقبل ده، ( جزت على اسنانها وزادت فى البكاء) اكتر شئ وجعنى لما اختار اسم( اغمضت عينها متألمه) زياده،(تنهدت وفتحت عينهت) عرفت وقتها انه شايفها مجرد زياده ملاهاش قيمه عنده، دخلت فى حالة غضب وثوره، ورفضت انه يكتب الاسم ده، فرضخ الاب لها وخلها لمار اللى هى انا، اللى لا هى بنت ولا ولد، عشت فى صراع كتير، تعبت قوى مبقتش عارفه اعيش، جويا انثى حاسه بيه وموجوده، لكن مش ممكن تطلع كاره وجدها، لانهم اجبروها انها تخرج، وهى مش ضعيفه عشان تقبل بالامر الواقع( مسحت دموعها التى لا تتوقف)، كنت كل يوم خناق معاه، ماهو مش قابل ان بنت تمشى كلامها عليه، وانه مش قادر يكسرها زى اخوتها، لحد اخر خناقه، خرجت من البيت واتفقت مع دكتور انه يعملى عمليه، واتحول راجل، بس مكنش معايا فلوس، ولما طلبت من صاحبتى رفضت، وراحت لبابا وفضحت الدنيا، بس من وقتها وهو يأس انه يكسرنى وبعد عنى، ومبقاش حتى يتكلم معايا، لما لولو حكت وفضحتنى اتخانقت معها وزعلت منها جدا، بس لما هو بعد عنى ومبقاش يتكلم معايا، اصطلحنا ورجعنا اصحاب تانى، هى دى حكايتى حكاية زياد اللى قتلوه منغير ذنب .

 

 

 

نظر لها رعد فى حالة صدمن فهو لا يعرف هل ما يسمعه حقيقه، هل ماقصته ممكن ان يكن واقع، توقف عقله عن التفكير قائلا : انا مش متخيل ان اللى حكتيه ده ممكن يحصل، انا كانى بتفرج على فيلم اجنبى ورعب كمان، كلامك شوش عقلى ومش عارف افكر، ممكن نأجل الكلام باليل اكون استجمعت عقلى اللى طيرتيه ده .
هزت رأسها بالموافقه دون كلام، وتركته وصعدت الى الاعلى، فما بها من الم كحمل الجبال، دخلت غرفتها وارتمت على سريرها، وانفجرت فى البكاء، اما هو ظل مكانه لبعض الوقت، يحاول ان يستوعب ما سمع .
……………..
صعد ايفى الى غرفته وهو سعيد، فقد شعر بالحب فى نظراتها، رغم انها لم تعترف به، الا انه شعر به فى صمتها، اما هى ظلت بالغرفه فى حالة ارتباك وتخبط، لا تعرف ماذا تفعل، اتت اليها جولناى قائله : هيا سنتأخر على الشركه .
تذكرت العمل فأجابتها : حالا حالا هلبس واحصلك .
ضحكت جولناى فهى لم تفهم ماقالت : لم افهم ما قولتى لكن سأسبقك الى السياره لا تتاخرى .
خبطت على رأسها متذكره ونفخت، تحركت مسرعه غيرت ملابسها، ولحقت بهم فى السياره، جلست بجوار جولناى، كان ايفى يلاحقها بنظراته وهى تتهرب حتى وصلو الشركه، كان الاربعه فى غرفة الاجتماع بعد انتهاء اجتماع دام لساعتين، قام جيهان ونفخ قائلا: ساخرج احضر قهوه احضر لاحد منكم معى .
ابتسم ايفى : احضر لى معك اشعر ان راسى قد انتفخ .
امسكت جولناى راسها : وانا ايضا اوف رأسي يؤلمنى بشده .
جيهان : الله الله وكيف ساحضر كل هذه الاكواب وحدى، تعالى معى .
ابستمت وقامت معه، كانت لولو تكتب على الحاسب ولم تنتبه لهم، وجدها ايفى فرصه لسؤالها، اقترب منها وقف الى جوارها، اقترب من اوذنها وهمس بها قائلا : اشتقت اليك كثيراً رغم انكِ معى طوال الوقت .
فزعت ونظرت له فنظر الي عينها وقرب وجهه من وجهها، فانتفضت مسرعه من على الكرسي ومن شدة ربكتها كادت تقع، فامسك بها واصبحت بين ذراعيه، نظر اليها قائلا : اهدأى اهدأى كدتى تقعى لكنى لحقت بك .
ابتعدت عنه مسرعه، عادت الى الخلف خطواتين والتصقت بالطاوله، ونظرت له بارتباك وتلجلجت فى الكلام، نظر الى عينها وحرك شفتيه قائلا بهمس : احبك بل اعشقك .

 

 

 

بددت كلماته عقلها ولم تعد تتحمل وخرجت من الغرفه مسرعه، قابلها جولناى وجيهان وتعجبا لخروجها وحالة الارتباكها الشديد التى عليها، فقالت جولناى : الى اين .
نظرت اليها وهى متوتره واشارات ناحيه الخارج قائله : الحمام الحمام .
وتحركت مسرعه وخرجت من الباب، تعجب الاثنان وقال جيهان متعحبا : الله الله اليس الحمام من الجه الاخرى اين ذهبت تلك .
ضحكت جولناى : امان يا ربى فقدت البنت عقلها مؤكد ايفى ضايقها .
دخلا الاثنان الغرفه وجدا ايفى يقف مبتسما وشاردا، خبطه جيهان على كتفه قائلا : انت اين شردت هكذا ؟
تنبه له وضحك قائلا : كنت … لا عليك اين قهوتى .
رمقته جولناى بنظره مستفسره: ماذا فعلت ل لولو خرجت تجرى كالمجنونه .
تنحنح متهربا : لا شئ كادت تقع فامسكتها فخرجت تجرى .
عبست جولناى : لا تفعل هذا مع البنت انها خجوله جدا .
نفخ ايفى وهو يبتسم: الله الله اتركها تقع لترتاحى، قلت انى لحقتها لم اقصد يعنى .
لاحظ جيهان عليه غرابة تصرفه لكنه معتاد منه على فترك الامر قائلا : هيا الى العمل وهى ستعد بعد ان تهدأ،( خبطه على كتفه بخفه) وانت خف عن البنت لا دعى لتشتيتها .
هز ايفى رأسه وهو يضحك، واخذ قهوته وجلس على مقعده، وعادو جميعا للعمل، بعد بعض الوقت عادت لولو، جلست تكمل ما كانت تكتب دون اى كلام، لم يحاول اى منهم التحدث اليها، كى لا يربكوها مره اخرى، ابتعد ايفى عنها ولم يحاول ان يكلمها مره اخرى، لكنه كان يلاحقها بنظراته وهى تتهرب،
انتهى العمل وعادو الى المنزل، ودخلت غرفتها لتغير ملابسها، وشعرت بأرتباك شديد وتوتر، وكلما تذكرت نظرات ايفى واقترابه منها بهذه الطريقه، زاد توترها وارتباكها واحمر وجهها خجلا، وتوقف عقلها عن التفكير، فقررت ان تبتعد عنهم يوما لتفكر بهدوء، جلست على طرف سريرها بغرفتها اخذت نفس وزفرته قائله لنفسها : ايوه فعلا لازم افكر منغير ما احس انى تحت ضغط نظراته، انا قربت ادوب منها ومش عارفه اعمل ايه، هكلم جولناى واطلب منها اجازه بكره، واخرج اتمشى الف فى الشوارع، اعمل اى حاجه المهم انى ابقى بعيد عنهم، صح هو ده اللى لازم اعمله .
……………
ظل مهند جالسا يختلس النظر الى شهد، فكر ان يخرج الى الحديقه فقد تاتى ويتحدث معها، لكنه تذكر ما فعله عمه فى المره السابقه، ففضل البقاء مكانه والنظر اليها فقط، استأذن هشام وصعدو معا الى الاعلى ليتحدث مع شهندا، جلسو جميعا فى الغرفه نظر الى شهندا قائلا : اخبار الجميل ايه ؟
ابتسمت : الحمد لله احسن كتير وحاسه انى بتغير وطريقة تفكير بتتغير .

 

 

 

ابتسم : وهو ده المهم لازم تتعودى انك متخفيش من حاجه .
ابتسمت ماجده : الحمد لله حالها اتغير ربنا يجزيك خير .
نظر اليها قائلا: أولاً دى اختى يعنى ده اقل حاجه اقدر اقدمها لها، ثانيا بقا انا دكتور ومقدرش اشوف حد محتاج مساعده واقف اتفرج، وكمان حالة شهندا بسيطه، بس هى اللى كانت خايفه حتى انها تخرج منها .
تنهدت شهندا : بس انا لسه خايفه ومرعوبه كمان، بس انى بحاول اهرب من خوفى ده .
هز رأسه رافضا: لاء طبعا الصح انك توجيه مش تهربى منه، بس المهم انك مش مستسلمه، مره تهربى ومره تواجهى وفى النهايه هتقدرى .
هزت رأسها دون كلام، فمن داخلها مازل الخوف يسيطر عليها، لكنها تحاول ان تظهر انها تهرب منه، فاهم هشام الامر لكن هذا لم يهمه، فهو ارد اخرجها من حالة الاستسلام اولا، قام وقف قائلا : طب يا طنط انا هنزل بقا اطمنت عليها ( نظر لشهندا) وهبعت لك كتب تانى، بس المره دى عايزك تكتبيلى ملخص لكل كتاب قرأتيه تمام .
هزت رأسها دون فهم، خرجت معه ماجده الى الخارج وقفت ونظرت اليه قائله : هو ايه موضوع الكتب ده، وليه عايز منها ملخصات ؟
اتسعت ابتسامته : ده بشغلها بيه عن التفكير من ناحيه، ومن ناحيه تانيه بيدها طاقه اجابيه، لانى بختار الكتب اللى ببعتها بشكل معين .
هز رأسها متفهمه : شكر ليك يا بنى، وان شاء الله لما نرجع القاهره، نيجى نزوركم ونبارك على المولود .
ابتسم بسعاده: ان شاء الله احنا هنعمل عقيقه، واكيد طبعا انتو اول ناس هتيجى .
اومأت بفرح : اكيد طبعا بامر الله، وحشتنى مامتك من زمان مقعدناش مع بعض، وعلى النصيب اليومين اللى كنا فيهم هنا الدنيا اتقلبت . اخذ نفس وزفره قائلا : الحمد لله هى لولا تعبها كانت جت، بس مشوار عليها وبابا مرضيش .
ربتت على كتفه: طلما تعبانه يبقا الصح متجيش، واحنا خلاص اتجمعنا ومفيش حاجه هتفرقنا تانى بأذن الله .
هز راسه بالموافقه : بامر الله عن اذنك يا طنط .
هزت راسها بالموافقه تركها وذهب، عادت الى الغرفه وظلت مع البنات، فى المساء بعد ان انتهى اجتماع المزارعين، اجتمع الاخوه والابناء واخبرهم حازم بالمشروع، ونظر الى رعد قائلا : اما موضوع جوازك انت ولمار تقررو مع نفسكم، لكن هتبقو مع بعض فى الشغل، كولاد عم تمام .
هز رعد راسه بالموافقه، شرح لهم تفاصيل المشروع، صعد الجميع الى غرفهم، جلست لمار تفكر رعد لم يجبها، ولا تعرف ما سيحدث لهم، فكرت ان تطلب لولو وتتحدث معها، تأكدت من انها مستيقظه وطلبتها اجابتها قائله : ازيك يا قلبى وحشانى .
ابتسمت : انت كمان وحشانى اخبارك ايه ؟
ببعض التوتر : يعنى تمام .
شعرت ان بها شئ فقالت : صوتك مش مظبوط، فى حاجه حصلت عندك ؟
اخذت نفس وزفرته: اه ومتلخبطه خالص، ومش عارفه افكر، كويس اصلا انك كلمتينى، يمكن لما احكيلك اهدى شويه .
شعرت لما بالقلق عليها: احكى انا سمعاكى .
قصت عليها كل ما حدث غضبت لمار قائله : ازى الكلب ده يدخل اوضتك، هو فاكر نفسه ايه، حظه انى مش عندك كنت كسرت رقبته .

 

 

 

زفرت : انت كمان مش وقت غيرتك دى، انا متلخبطه مش فاهمه مشاعرى هل انا ب … مش عارفه مرتبكه .
اخذت نفس وزفرته : دى مش غيره ده خوف وقلق عليكى، والمفروض متزعلكيش، وبعدين مشاعرك لازم انت اللى تحسمى الامر فيها، فكرى مع نفسك لوحدك، شوفى قلبك لما بتفكرى فيه، او تفتكرى اللى حصل بيكون ايه حاله .
فكرت به وتذكرت كلماته وزادت دقات قلبها واحمر وجهها وشعرت بالتوتر والارتباك فهزت راسها وحاولت ان تغير الكلام قائله: وانت اش عارفك فى الحاجات دى يا ماتشو (Maço) ؟!
جزت على اسنانها : بلاش هيافه وفكرى فى الكلام .
زفرت : دى مش هيافه بس الكلام ده كبير، وميقلهوس الا حد حب وقلبه داب وانت اصلا ماتشو (Maço) يعنى ازى ده .
نفخت غاضبه : بلاش الكلام ده بدل ما اجى اضربك دلوقتى واكدلك انى ماتشو بجد (Maço).
ضحكت : ياريت تعالى انت اصلا وحشانى جدا، بجد ماتيجى صحيح انت مش هتروحى امريكا قريب تعال. عدى عليا .
ابتسمت ساخره : تصدقى صح اصلها فركة كعب .
ضحكت لولو: لاء بجد مش خلاص اخوكى خلص، ماتيجى تدرسي هنا فى تركيا .
فكرت لمار : والله هى فكره هفكر فيها وارد عليكى، بس انت توهتى ومقولتيش هتعملى ايه مع الاخ ابو العيون السود .
ضحكت لتدارى خجلها وارتبكها : وانت اش عرفك ان عيونه سود مش يمكن خضر .
ابتسمت : لاء يا ناصحه انت قولتى وبعدين لما اجى ابقا اشوفه وهتشوفى …..
قاطعها رعد غاضبا : ده مين ده ان شاء الله اللى انت عايزه تشوفيه ؟
فزعت وانزلت الهاتف الى الاسفل ونظرت له : انت دخلت امتى ومخبطتش على الباب ليه ؟
جز على اسنانه : الباب اصلا كان مفتوح وجوبى على سؤالى .
ابتسمت : ماشى هجوبك بس ثانيه( اعدت الهاتف على اذنها ) معلش يا لولو هقفل معاكى وهبقا اكلمك وقت تانى .
ضحكت : ولا يهمك كلنا لها يا ماتشو (Maço).
غضبت : اقفلى بدل احدفك بطوبه دلوقتى .
انهت معها المكالمه ونظرت الى رعد : ايه فى ايه بهرج مع صاحبتى، وبتحكى على واحد بتشتغل معاه مكبر الموضوع ليه ؟
زاد غضبه وامسكها من ذراعها : يعنى تتكلمى على راجل ومش عايزنى اتضايق، وكمان بتقولى لها عايزه تشوفيه، هو انت مش شايفنى راجل قدامك .
ابتسمت : انت فاهم غلط ده بيحبها هى، وعشان كده قولت عايزه اشوفه، عشان اضربه فهمت سيب دراعى بقا .
هدأ وترك ذرعها وابتسم : اسف معرفش اول ماسمعتك بتتكلمى على راجل تانى عقلى طار .
اتسعت ابتسامتها: ولا يهمك مفيش مشكله، انما انت كنت جاى ليه ؟
نظر اليها : هو مش كان فى موضوع بينا المفروض نتكلم فيه ؟
تصنعت التذكر : اه صح افتكرت .
اخذ نفس وزفره وبدى عليه التوتر وتردد قائلا : …..

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!