روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت السادس والعشرون

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء السادس والعشرون

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة السادسة والعشرون

اسرع عمران اليها التقطها بيمناه وخلفه يركض صالح ويحيى … فاقدة للوعى تماماً وهو يطالعها بحسرة ورعب لا يدرى ماذا حدث لها ..
يتفحصها بعيناه ويردف بهستيرية _ حياة ! … حياة مالك فيكي ايه ! … حياة فووووقي … انا اسف … فوقي بقى فووووقي .
اردف صالح بحيرة _ عمران الاحسن تاخدها لاقرب مستشفى بسرعة ..
اومأ بجنون وهو يحاول حملها ولكن كسر ذراعه الايسر يمنعه مما جعل يحيى وصالح يقدمان على مساعدته لكنه اردف بغضب _ محدش يلمسهاااا .
ابتعدا الاثنان وتحامل هو على ذراعه بكل قوة حتى حملها بيد واحدة مردفا برعب وحدة _ حد يفتحلي العربية ..
جرى يحيى يسبقه ويفتح له الباب بالفعل … انزل عمران حياة داخل السيارة بصعوبة واغلق الباب ثم لف للجهة الاخرى وركب بجوارها خلفاً يترك ليحيى تولي القيادة .
انطلق يحيى بسيارة اخيه الى اقرب مشفى اما صالح فبقى فى مكانه حيث يتابع التحقيق مع تلك العقربة .
طوال الطريق وعمران يملس على كف حياة بيده ويقبله مردفاً _ انا اسف …. أسف كان لازم اراعى وجودك … حقك عليا بس فوقي .
كان يحيى ينظر لشقيقه من خلال المرأة بحزن وندم … لا يعلم ما اصابها ولكنه متأكد ان شقيقه الان فى حاله ضياع وتشتت …
اما عمران فكل همه الان هى … نسي تماماً مشكلته … فهم انه اخطأ بكلماته امامها ولكن ما بيده حيلة فالامر يفوق تحمله … اردف عمران بغضب وهو يحتضن رأسها بتملك وخوف _ بسرررعة يااااا يحيى .
وصل يحيى بسرعة قياسية الى احدى المستشفيات ونزل مسرعاً ينادى على الطاقم الطبي للمساعدة ..
حضر المسعفون وتم اخراج حياة من السيارة وحملها على الحامل وعمران خلفها بل جوارها خطوة بخطوة ..
جاء طبيب مسرعاً يتسائل عن حالها فأخبره عمران ما حدث … اخذها الطبيب الى غرفة الفحص ولم يتركه عمران ابدااا اما يحيى انتظرهما خارجاً .
تم عمل فحوصات شاملة لها من خلال ممرضة متخصصة كما تم عمل رسم للقلب كذلك نصحه الطبيب بعمل Ecco حتى يتأكد من ما يشك به …. اعطاها حقنةٍ ما واردف عمران برعب وخوف _ مالها يا دكتور … ليه مفاقتش لحد دلوقتى ؟ .
اردف الطبيب وهو يجلس خلف مكتبه بعدما انتهى من فحصها _ اتفضل اعد يا عمران بيه .
اردف عمران بغضب _ مش هعد قووولي مالها ؟
تنهد الطبيب مردفاً بعملية _ عندها صمام ضيق .
توقف الدم فى عروق عمران وجرت الدموع فى عينه لف نظره لها عبر الغرفة الاخرى وهى ممتدة على الفراش نائمة كالملاك ثم عاد بنظره الى الطبيب يردف بتساؤل وتعجب وألم _ ليييه ؟ …ازاااااي ! .
اردف الطبيب رائفٍ على حالته _ اعد يا عمران بيه وانا هفهمك الوضع وقبلها احب اطمنك ان امراض القلب شائعة جداً وبنسبة ٩٥% من البشر عندهم امراض فى القلب وبتختلف وفيه اللى بيعرف وده بيكون طبعا كويس جدااا لاننا بندخل وبمشيئة الله بنعالج المشكلة اما بقى اللى مش بيعرف فده يتولاه ربنا طبعا .
جلس عمران على الكرسي بتعب لم تعد قدماه تحتمل كل ما حدث … نظر له الطبيب بابتسامة هادئة مردفاً _ صدقنى الوضع مع المدام ميخوفش ابدااا … فيه ضيق بسيط فى الصمام الاوورطي … وهى اتعرضت النهاردة لضغط نفسي ادى الى فقدانها الوعي وهتفوق حالا بس الاول لازم تعرف ان مشكلة المدام هتتحل بالادوية .
ضيق عيناه مردفاً باهتمام _ طب ده من ايه ؟ … يعنى عيب خلقي ولا سببه ايه ؟
اردف الطبيب _ لاء ده سببه حمى روماتيزمية حصلتلها وهى صغيرة وللاسف مأخدتش العلاج المناسب للحالة فسبب عندها ضيق فى الصمام … بس حاليا لازم شوية فحوصات واشعة وهتمشي ع الادوية لفترة ..
تنهد الطبيب متسائلا _ هو انتو عندكوا اولاد ؟

 

 

 

 

ترقب عمران جيداً مردفاً برعب _ احنا لسة متجوزين من ايام يا دكتور .
اومأ الطبيب بتفهم مردفاً _ يستحسن نأجل موضوع الانجاب شوية لحد ما نطمن على صحة المدام تماماً .
تسائل عمران بعجز وضياع _ يعنى قصدك مش هيحصل حمل ؟ .
هز الطبيب رأسه مردفاً _ لاء طبعا انا قصدى اننا نأجل الموضوع شوية والاحسن هى متعرفش اللى حصل ده لان اكيد كل ده هيأثر على نفسيتها … لازم نراعي الجزء النفسي والاحسن انها متتعرضتش لاي ضغط نفسي الفترة الجاية .
اومأ عمران مردفاً بحزن وحب _ مش هتتعرض ابداا … هعمل اي حاجة المهم عندى هي تبقى بخير يا دكتور …
ابتسم الطبيب مردفاً بتأكيد _ متقلقش هتبقي كويسة طول مانت معاها .
وقف عمران متجهاً اليها من خلال الباب الفاصل للغرفتين … توقف بجانبها وامسك يدها يقبلها بحب مردفاً بهمس بجانب اذنها _ حياة .. حياتى .
سرى الصوت فى مسامعها كسريان المياه فى مجراها جعلها تتململ وقد بدأت تستعيد وعيها … فتحت عيناها ببطء … وضعت كفها على قلبها مازال هناك الم خفيف ..
اردفت بتعب وارهاق _ عمران ! … ايه اللى حصلي ؟
ابتسم لها وهو يميل على وجهها مردفاً بحب وملامح الحزن ظاهرة على وجهه _ وقعتى ووقعتى قلبي معاكى … ولا انتى بقى كنتى قاصدة علشان تشوفي غلاوتك عندى ؟
نظرت له بارهاق … مردفة بهدوء وحزن _ لاء يا عمران … انا قلبي وجعنى علشانك ..
قبل يدها بحب مردفاً بصدق _ سلامة قلبك الغالي .
اردفت باهتمام وهى تستعيد افكارها _ عملت ايه مع يحيى !
اردف بهدوء وهو يساندها حتى تجلس _ كله تمام متشغليش بالك انتى بكل اللى حصل ده …. من هنا ورايح حياتنا هتبقى هادية … ارتحنا من هم كبير كان بيخنقنا واهى هتاخد جزاءها .
اومأت بفرحة مؤيدة _ ايوة يا عمران هو ده الصح … عارفة ان جرحك على حبايبك لسة جديد بس حاول علشان خاطر رحيم .
اردف بحب وصدق _ انا علشان خاطرك انتى ورحيم اعمل المستحيل … يالا تعالي … هتقدرى تمشي ؟
اومأت تستند عليه وقد بدأ يزول الم صدرها … وقفت ولف هو يده حولها بتملك … جاء الطبيب يبتسم مردفاً بعملية _ حمدالله على سلامتك يا مدام ..
نظرت للطبيب بتعجب مردفة _ الله يسلمك ! … هو فيه حاجة ؟
اردف الطبيب بمراوغة _ ضغط نفسي مش اكتر … وانا كتبتلك شوية ادوية هتمشي عليها وهتبقى زى الفل … بس هتابعي معايا شوية علشان نطمن بس .
نظرت لعمران متسائلة بضيق _ عمران هو انا عندى حاجة ؟ !
قرصها بالوسطى والسبابة فى انفها مردفاً بابتسامة كاذبة _ حاجة ايه يا حياة هانم دا انتى صحتك طلعت احسن من صحتى … بس الدكتور عايز يتأكد انى مش هزعلك .
نظرت له بشك ولكنها اومأت مردفة _ تمام .
نظر عمران للطبيب مردفاً بهدوء _ متشكر يا دكتور … عن اذنك .
غادر عمران معها للخارج حيث يقف يحيى … اتجه اليهما مردفاً باهتمام _ حمدالله ع السلامة يا حياة … انتى كويسة ؟
اومات مبتسمة تردف _ الحمد لله يا يحيى متشكرة ..
اومأ يحيى واتجه يفتح باب السيارة لهما ثم لف لجهة القيادة وغادر بعدما ركبا عمران وحياة عائداان الى الفيلا .
طوال الطريق وعمران يفكر فى مرضها الذى نزل خبره عليه كالصاعقة … صمام ضيق ! … اثر حمة روماتيزمية فى صغرها ! …. اااااه يا عمى كل هذا بسبب ظلمك لها … لقد اهملوها فى تلك الدار وعاملوها معاملة بائسة حتى مرضت ولم تجد من يداويها … يا الهى لو لم تكن عمى ولو لم اكن انسان لكان الان قلبك فى يدي … لقد عرضتُ حياتى لظلمٍ لم يتحمله بشر …
تنهد بصوت مسموع مردفاً بألم يخرج ما بيه _ ااااااه .
نظرت له حياة بقلق ويحيى ايضا ينظر له من خلال المرآة … اردفت حياة وهى تتفحصه _ عمران مالك ؟
ربت على يدها مطمأناً يردف بهدوء _ سلامتك يا حبيبتى … انا كويس .
اما يحيى فعقله يدور حول اطفاله … يعلم ان توأمه صغار لم يدركوا ما حدث مع والدتهما …. بالاساس هى لم تكن لهما ام يوماً … لقد كان اهتمامها الاول والاخير بنفسها وبتدبير المكائد لمن حولها فقط … ولكن الامر عند ابنته يختلف … تلك الطفلة التى تبلغ من العمر ٦ اعوام مؤكد انها ستسأل عن والدتها ! … ماذا سيخبرها وكيف سينظر الى وجههم فهو اخطار لهم امٍ قاسية مهملة … ماذا يفعل وهو يري حياته الاسرية تفككت بالكامل بسبب امرأة اختارها قلبه الملعون ؟ …. عليه ان يصب كل اهتمامه على ابناءه فى تلك الفترة .
وصل يحيى امام الفيلا ودلف من خلال البوابة الضخمة متخطياً الحارس الذى رحب بهم ..
وصلوا امام الفيلا ونزل عمران يلف حول السيارة ليساعد حياة التى نزلت تمشي بارهاق مستندة عليه حتى وصلا الى الباب الذى فتحته اسماء تبتسم بخفة ..
دلفت حياة يتبعها عمران حيث المكان خالى من وجود احد … تساءل عمران مردفاً _ بابا وماما ورحيم فين يا اسماء ؟
اردفت باحترام _ رحيم انا لسة منيماه فى اوضته حالا وثريا هانم فى اوضتها ويوسف بيه فى اوضة المكتب ..
اومأ لها ونظر لحياة مبتسماً يردف بحب _ طب ممكن تحضريلي العشا انا وحياة … هنتعشى فوق لوحدنا .
اومأت اسماء مبتسمة وبالفعل اتجهت تحضر لهما العشاء وصعدا الاثنان الى غرفتهما بعدما مرا على غرفة الصغير واطمأنوا عليه … بينما يحيى دلف بحزن الى الفيلا يبحث بعينه عن اطفاله … يعلم انهما دائما فى غرفتهما دون رعاية فأمهما لم تسمح لاحد بالاقتراب منهما وياليتها تقترب هي ..
كاد ان يصعد اليهما ولكن خالف توقعاته خروج ثريا مع اطفاله الثلاثة وهم يضحكون ..
نظر لهما بتعجب ولكن شرح صدره لهيأتهم … اتجه اليهم مردفاً بتساؤل _ ماما ! … هما الاولاد كانوا معاكى ! … انا فكرتهم فوق كنت طالع اشوفهم .
اردفت ثريا ببشاشة رغم حزنها _ انا اللى طلعت جبتهم نلعب سوا … مش كدة يا اولاد .
اوما الصغار بسعادة ولكن هذه الطفلة عبثت ملامحها متسائلة _ بابي هى مامي فين ؟
توتر يحيى ونظر لها بحيرة وتيه بينما اردفت ثريا بهدوء _ مش انا قلتلك يا سنا ان ماما مسافرة يا حبيبتى !
اومات الطفلة مستكملة _ ايوة بس مامي كانت بترجع بليل … انا كنت بروح اشوفها وهى نايمة .

 

 

 

 

حزن قلب ثريا لاجلها بينما نظر يحيى لابنته بعجز … اردف بهدوء وقهر _ سنا حبيبتى … مامي عندها حاجة مهمة تعملها وقالتلى اخد بالي منكم لحد ما ترجع .
تعجبت الطفلة ونظرت لوالدها باندهاش مردفة _ مامي قلتلك كدة !
اومأ يحيى بصمت ففرحت الطفلة قائلة وهى تتمسك بيد والدها _ طيب تعالى احكلنا قصة زى اسماء .
ابتسم لابنته مردفاً وهو ينظر لثريا بامتنان ويصطحب التوأم معه صاعداً للاعلى _ يالا تعالوا .
صعد معهم متجهاً لغرفتهم وبالفعل جلسوا حوله يستمعون الى تلك القصة التى يقصها عليهم باهتمام .
بعد ربع ساعة فى جناح عمران تناول من اسماء صنية الطعام واغلق الباب ودلف يضعها على الطاولة … اما حياة فخرجت من المرحاض ترتدى قميص قصير يصل لركبيتها وتلف على شعرها منشفة … نظرت له مردفة بترقب _ عمران هو انت طلبت نتعشى هنا ليه !
لف نظره اليها … اطال النظر بها ثم اردف _ حابب اكل انا وانتى لوحدنا يا حياة … النهاردة كان يوم صعب علينا اوى … والحمد لله عدى واهم حاجة ان الحيوانة دى اتقبض عليها وكمان ابوها واللي ساعدها اتقبض عليهم حالاً ..
اقتربت منه مردفة بحنو _ معلش يا عمران … عارفة ان وجعك كبير ومافيش كلام هيبرد نار قلبك بس افتكر ان دايماً قضاء ربنا نافذ …( تعددت الاسباب والموت واحد ) … وانت عارف ان دي اعمار … ادعيلهم بالرحمة وسكن الجنة وادعى لنفسك بالصبر .
اومأ لها بقلبٍ حزين … معها حق … انها اعمار يقسمها الله كيفما يشاء … لا احد يستطيع زيادتها او نقصها الا بأمره … ولكن ألم الفراق مرير … واشد مرارة هو ألم الشعور بتدبير قتلهما … واشد مرارة ومرارة هو ألم التفكير بمرض الحبيب او تألمه … حقاً لقد انساه تعب حياته ما حدث اليوم … وكأن عقله تم غسله واصبح فقد همه نجاتها وصحتها ..
اردف بصدق وحنو _ خليكي جنبي … خليكي فى حياتى دايماً … طول ما انتى معايا انا سليم … طول ما انتى بصالي بعيونك انا مرتاح … طول ما ايدك فى ايدي انا هتعافى من اي وجع .
اقتربت منه ووقفت على اطرافها تقبل رأسه بحنان امومي كأنها تثبت بذلك توليها اموره بحب ..
اما هو فمال على شفتيها يقبلهما بحب واشتياق وخوف يؤكد لنفسه انها اهم ممتلكاته …بل هى حياته .
مر يومين وعمران شغله الشاغل هى حياة … يدللها كطفلة بعمر ٣ اعوام …يحرص على اعطاؤها دواءها فى اوقاته بعناية …. حتى انها باتت تعتاد على دلاله وتستقبله بشغف …. حتى انه لم يخبر احداً بأمر مرضها ترقباً من اى خطأ يحدث تعلم هى من خلاله وعندما تسائل يوسف عن سبب اغمائها بعدنا اخبره يحيى قال عمران انه ضغط نفسى لا اكثر .
استيقظت من نومها مبكراً ولم تجده … بحثت فى غرفتها ايضا دون جدوى … تذمرت بغضب وغيرة فهى اعتادت على مشاكسته وحركاته ولمساته صباحاً .
قررت تبديل ملابسها والنزول لاسفل كي تراه ولكن قبل تنفيذ قرارها وجدته يفتح باب الغرفة ويدلف مبتسماً يردف بحماس _ حياة … يالا بسرعة البسي وتعالى معايا .
اردفت بتعجب وهى تطالعه _ اجي معاك فين ! … وانت كنت فين اصلاً وازاى تنزل وانا نايمة ؟
اقترب منها يقبل وجنتها بصوت مسموع قائلا بمرح _ حقك عليا بس كنت بحضرلك حاجة هتبسطك جدااا ..
تساءلت بترقب ودلال _ حاجة ايه دى ! … قول يا عمورى بقى .
غمزها بطرف عينه مردفاً بحب _ هتعرفي بس يالا .
بعد ربع ساعة ارتدت حياة دريس زهرى رقيق وحجاب بنفس اللون ونزلت معه حيث بهو الفيلا ..
اتسعت عيناها بسعادة وهى ترى شقيقيها اسلام وسارة يجلسان مع عمهم يوسف وزوجته ثريا ..
اسرعت اليهما تردف بسعادة _ اسلام ! … سارة ! … وحشتونى اوى … عاملين ايه ؟
اتجهت تعانق سارة بقوة ثم اسلام الذى عانقها بترحاب وحب اخوى بينما يقف خلفها هذا العاشق يستشيط غضباً … يتمالك نفسه بالقوة حتى لا يذهب ويحطم هذا الوجه الاسلامي ولكنه يريد ان يرى ابتسامتها تلك … يريدها دائما سعيدة حتى وان كان سيصاب بالضغط والشلل بسبب هذا العناق .
جلست معهم تمرح وتضحك وكأنها قضت معهم طفولتها وشبابها … كان الجميع يلاحظ فرحتها ويبتسموا عندما تبتسم … لا احد يعلم ما بها … هى فقط ترسم على وجهها ابتسامة جميلة تجعل من يراها يقلدها ولكن لا احد يعلم ان خلف تلك السعادة هناك مشكلة تواجه قلبها الصغير … ينظر لها بعينان عاشقة … يتمناها حتى وهى ملكه … يريدها حتى وهي معه … يعشقها حتى وهى قلبه … يعيشها حتى وهى حياته .
اخذت حياة سارة الى غرفتها الاولي للتسامر قليلا فى امور البنات … اردفت حياة بمرح وفضول كعادتها _ بت يا سرسورة … هتفضلي كدة قاعدة فى ارابيزنا … مش ناوية تتأهلي ؟
اردفت سارة بتعجب _ يعنى ايه يا حياة مش فهماكى !
ضحكت حياة مردفة بتوضيح _ يعنى اقصد امتى نفرح بيكي … ولا مافيش شاب مصري حيلوة كدة واسمرانى عجبك ؟
اومأت سارة مردفة بتفهم _ اه قصدك اتجوز صح ؟ … لاء يا حياة انا مش مستعدة اخوض تجربة زي دي دلوقتى ابدااا .
انكمش وجه حياة واردفت باهتمام _ ليه ياختى … لو مخوضتيهاش دلوقتى هتخوضيها امتى ؟ … ع السابعين ! … يابنتى اسمعى منى … الجواز حلو ومش كل الرجالة تخوف … عندك عمران ابن عمك … حاجة كدة محصلتش … كوكتيل عسل يا نااااس .
اردفت سارة باستنكار _ هو انتى بتقنعيني ولا بتدلعي جوزك ! ..
ضحكت حياة مستكملة تحاول اقناعها _ هههه الاتنين … يعنى انا بقول كدة لانك جوهرة تستاهلى تتقدرى … اكيد فيه واحد امه دعياله وبتحبه اوى مستنى اشارة منك ..
هزت سارة رأسها برفض مردفة _ لاء يا حياة … مافيش الواحد ده .. مالوش وجود … تعرفي يا حياة … هقولك على سر .. اول ما نزلت من ايطاليا … شفت شاب واعجبت بيه جدااا … لدرجة ان قلبي اتفتحله اول ما شفته … بس للاسف كانت مشاعر من طرف واحد ولقيته ارتبط بعدها … فأنا مش مستعدة ادخل فى جدل تانى مع قلبي … انا كدة مرتاحة .
حزنت حياة على قلب شقيقتها المرهف … اردفت بصدق وهدوء _ طب هو عارف يا سارة ! … يعنى حس بمشاعرك دي ولا لاء ؟
هزت رأسها مردفة _ معرفش يا حياة … بيتهيألى لاء … لان المرات اللى شفتو فيها قليلة جدااا … واغلبها ف الجيم … يعنى مكان عام .
ضيقت حياة عيناها مردفة بذكاء _ بت يا سارة … هو حد نعرفه ؟
نظرت لها سارة بترقب ثم اومأت بصمت فاتسعت عين حياة مردفة بتأكيد _ صااالح .
نكست سارة رأسها ارضاً فستكملت حياة بتعجب _ حكمتك يارب .
اردفت سارة بقلق _ حياة … محدش يعرف اي حاجة … هو خلاص خطب الله يسهله .
شردت حياة تفكر بصوت مسموع قائلة _ ايوة بس سالي دى متستاهلوش ابدااا … بت تنكة وملزقة كدة … سامحنى يارب بس دي اختى لازم اساعدها .
فى قسم الشرطة يقف صالح مع يحيى الذى اتى ليتابع جديد الاخبار …
اردف صالح وهو يضع يده فى جيب بنطاله بعملية _ العربية اتفحصت فعلا واتأكدنا ان الفرامل ملعوب فيها … وكمان الواد اللى معاهم اعترف … بس هى مصممة تنكر … هى وابوها مصممين انكوا اللى سرقتوا حقهم ودمرتوا عيلتهم … النيابة بتجددلها الحجز لما نشوف اخرتها ايه … بس كدة كدة التسجيل يدينها مهما حاولت .
اومأ يحيى بحزن مردفاً _ للاسف مبقتش قادر ارفع وشى فى وش اخويا بسببها يا صالح … دمرتنى ودمرت عيلتى وانا السبب .
ربت صالح على كتف يحيى مردفاً _ اللى انا شايفه قدامى راجل حقانى قدم مراته للعدالة لما عرف انها مذنبة .. اذا كنت ارتكبت ذنب فأنت دلوقتى بتكفر عنه … ابوك زعلان على حالك وعمران قلبه ابيض مبيزعلش ولا هيزعل منك … روق انت وخد بالك من العيال هما دلوقتى محتاجينك .
اومأ يحيى بصمت وغادر بعد دقائق عائدا الى الفيلا .
عاد ووجد توأمه يلعبان مع ثريا ورحيم فى بهو الفيلا ولكنه لاحظ عدم وجود ابنته ..
اقترب منهما يقبلهما بحب ثم جلس بجانب ثريا بعدما القى السلام … اردف متسائلا _ هى سنا فين يا ماما .
اردفت ثريا بهدوء _ فوق يا حبيبي … مرضتش تنزل ابدااا … قالت انها عايزة تنام .
اومأ يقف مردفاً _ طيب انا هطلع اشوفها .
اومات بترقب وصعد هو الى غرفة ابنته … فتحها ونظر بداخلها وجد ابنته متكورة على الفراش تبدو نائمة … دلف يقترب منها بحذر ينادى عليها مردفا _ سنا !
اهتز جسد الصغيرة فاقترب منها مردفاً بتعجب بعدما لاحظ دموع عيناها _ انتى بتعيطي ! … ليه يا حبيبتى ؟
كانت الصغيرة صامتة فقط عيناها تذرف الدموع … مد ذراعه يمسح دموعها مردفا بحزن _ كلميني يا حبيبتى … قوليلي ايه مزعلك ؟
نظرت له الصغيرة بحزن مردفة _ عايزة ماما ..
حزن قلب يحيى … لا يعلم ماذا يفعل … اردف محاولاً اخراجها من تلك الحالة _ طيب يا حبيبتى مش انتى عارفة ان ماما مسافرة !
هزت رأسها مردفة _ لاء … ماما مش مسافرة … ماما سابتنا … هى اصلا كانت عايزة كدة من زمان … هى بتمشى وتسيبنا لاسماء وعلطول لما بنروح معاها النادى بتسيبنا للمدرب وبتروح تعد مع اصحابها … انت تعرف يا بابي انى وقعت ورجلى اتعورت وطنط نادين مامت توتة صحبتى هى اللى لحقتنى ! … انا عايزة ماما بس عيزاها تبقى زى طنط نادين … مش عايزة ماما عبير .
انصدم يحيى من كلام ابنته … تعجب من هذه الطفلة التى تبلغ ٦ اعوام وتتكلم كالكبار عندما شعرت باهمال والدتها .!
اردف بعد مدة يتطلع اليها _ هعملك كل اللى انتى عيزاه … متعيطيش تانى علشان خاطرى ..
وقفت الصغيرة على الفراش تحتضنه بسعادة وتعلق ذراعيها برقبته وقد هدأت دموعها مردفة _ طب ممكن تاخدنى تحت عند تيتة والعيال العب معاهم ؟

 

 

 

 

اومأ مؤيداً بسعادة وحملها بالفعل متجهاً للخارج ومنه الى الاسفل حيث الاولاد ..
كان عمران قد أتى وانضم اليهم بعدما عاد من عمله … نظر لشقيقه وهو يحاول مع طفلته ..
اردف باهتمام _ ايه رأيك يا يحيى لو تجيب سنا عندى فى الجيم تتعلم جمباز ؟ ايه رأيك يا سنسون !
ترقبت الطفلة بحماس وفرحة ونظرت لوالدها تردف بتساؤل _ ممكن !.
اوما والدها بابتسامة مردفاً _ طبعا .
قفزت بسعادة تردف _ يييس .
نظر يحيى لشقيقه بامتنان فعمران كان يعلم ان ابنه شقيقه تعانى من غياب امها المفاجئ .
اردف يوسف بحنو وهو ينظر اليهما _ ربنا يجعلكم سند وعون لبعض .
امنوا عمران ويحيى خلفه واردف عمران وهو يقف _ طيب عن اذنكوا انا هطلع اطمن على حياة .
صعد لجناحه ودلف يبحث بعينه عن من غيرت حياته رأسا على عقب … توقف مصعوقاً عندما وجدها تختبئ خلف ذراعيها بخجل وهى ترتدى قميص اسود قصير شفاف نوعاً ما ذو فتحة صدرية منمقة ..
ولاول مرة يراها بهذا المظهر الجذاب الانثوى … اقترب منها ببطء مردفاً بتخدر _ حياة !
اردفت بارتباك _ نعم .
نظر لعيناها مردفاً _ ايه ده !؟
تلعثمت واحمر وجهها مردفة _ اروح اغيره ؟
توقف يردف مسرعا_ لااااء … لاء طبعا … اثبت يا بطل على كدة … بس كدة معناه ان عقابي خلص صح ؟
اومات بصمت وتوتر فاقترب منها يلف ذراعه الايمن حول خصرها بتملك يقربها من صدره … يشتم رائحتها بشغف واشتياق ..
بدأ يندمج معها ويقبلها قبلات متفرقة شغوفة وبدات هى تنسى خجلها وتخدرها افعاله ..
توقف فجأة يبتعد ينظر لها بقلق _ احم … حياة معلش ثوانى وهرجعلك … زى مانتى مش هتأخر .
وقفت تنظر لاثره بتعجب وقلق … حيث غادر لا تعلم الى اين … ظلت على حالها لبضع دقائق ثم قررت ارتداء شيئا ما والنزول خلفه لترى ما به .
ارتدت اسدالها ونزلت تبحث بعيناها … يبدو ان الجميع عادو الى غرفهم … سمعت صوت يأتى من المطبخ … تسحبت الى هناك بهدوء ولكنها توقفت على طرف الباب وهى تراه يخرج من جيبه علبة ما ويفتحها ثم يأخذ قرصاً منها ويضعه فى كوب عصير برتقال ويقلبه جيداً ثم يضعه على صنية ومعه كوباً اخر من العصير مع اختلاف بسيط فى المعيار كي يميزهما .
اسرعت تركض لغرفتها قبل ان يلف ويراها…. صعدت الدرج ثم دلفت الجناح بسرعة وانفاس متسارعة بقلق … تتسائل ماذا يفعل ولما !
صعد هو اليها يحمل صنية بيده ويدفع الباب بقدمه حيث لم يكن مغلقاً بشكل كامل ..
اما هى فخلعت اسدالها قبل ان يدلف وجلست على الفراش تنظر له بتوتر وحيرة .
اردف بابتسامة هادئة _ جبتلك عصير فريش معايا … بصراحة كنت محتاج كوباية زى دي اشحن طاقتى .
اومأت بصمت وهى تتناول منه الكوب وترتشف تحت انظاره بترقب وداخلها يتساءل بخوف وتعجب … ماذا يمكن ان يضع بداخل هذا الكوب ! … عليها ان تعلم ولكن ليس الان .

يتبع…

تعليق واحد

اترك رد