روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت الثالث والعشرون

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء الثالث والعشرون

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة الثالثة والعشرون

توقف عمران امام المبنى بسيارته … نزلت حياة بخطوات حذرة الدرج ومع نزولها بدأت سيارة ما تتحرك مما جعل عمران ينتبه لذلك ..
بدأت نظراته تنحصر برعب بين حياة وبين السيارة … اقتربت حياة من الباب الثانى للسيارة واقتربت السيارة منها .
وفجأة حرك عمران سيارته بسرعة مما ادى الى سقوط حياة ارضاً بسبب تلك المرآة المعلقة فى الباب والتى ازاحتها بطريقة غير قاسية .
اما عمران فتوقف هو بسيارته امام السيارة التى اصطدمت بالفعل فى سيارته بشدة احدثت صوتاً مرعباً ..
بدأ الدخان يتصاعد من السيارتين … السائق فى السيارة الاولى اصاب ببعض الخدوش ولكن حالته تسمح بالحركة كذلك تلك التى تجلس خلفاً .
نظرت برعب الى السيارة الاخرى … يبدو ان من بها قد انتهى امره … هزت رأسها بهستيرية وهى تفتح الباب وتنسحب ببطء دون ان يراها احد …كذلك فعل السائق الذى معها وهربا الاثنان قبل تجمع الناس وساعدهما فى ذلك هدوء المنطقة الا من حارس المبنى الذى اسرع الى سيارة عمران يتفحصه ..
حياة على وشك فقدان وعيها بسبب صدمة رأسها فى الطريق الاسفلتى ولكنها بخير بدأت تململ قليلاً وهى تأن واضعة يدها على رأسها لا تستوعب ما حدث بعد ..
عيناها شبه مغلقة … ولكن صوت الحارس وهو ينادى على اسم روحها جعلها تنهض مسرعة كمن تلقت صدمة كهربائية … اسرعت الى سيارته تصرخ باسمه مردفة برعب وخوف _ عمرااان … عمرااااان .
كان الحارس يحاول فتح باب السيارة الذى ارتطم بشدة ادى الى صعوبة فتحه … لم تنتظر حياة بل اسرعت الى الباب الاخر … فتحته ودلفت السيارة … وجدت قلبها يثنى رأسه على كتفيه غارقاً فى دماؤه وفاقداً للوعى … لم تحتمل هيأته بل اسرعت تحمل رأسه بين صدرها تصرخ بشدة بأسمه وتنتحب برعب مما جعله ينتفض مردفاً بهمس وتنفس بطئ _ حياة ! … انتى كويسة ؟
اومأت بفرحة مردفة بدموع _ ايوة يا حبيبي … كويسة … اهدى انت بس ومتتحركش …
صرخت فى الحارس مردفة _ اطلب الاسعااااف بسرعة .
وبالفعل كان الحارس هاتف الاسعاف وقد تجمع بعض المارة القليلين ولكنهم لم يستطيعوا فعل شئ الا عند وصول الاسعاف ..
اما حياة التى تبكى بشدة فهى تضم رأس عمران بحماية الذى تمدد على صدرها يتنفس ببطء ينتظران سيارة الاسعاف ..
وصلت بعد حوالى ٢٠ دقيقة سيارة الاسعاف ولكن الوقت بالنسبة لحياة كان دهراً كاملاً ..
ابعدوا المسعفين حياة عن جسد عمران واستطاعوا اخراجه وادخلوه الى سيارة الاسعاف عبر الناقلة وبالطبع حياة دلفت معه ..
تمت معاينته كما تم تضميد جرح حياة التى اصاب رأسها ….اما عمران يبدو ان ذراعه قد كسرت بينما هناك خدوش كثيرة برأسه وجرح فى جبهته اثر صدمته فى السيارة التى ولحسن حظه لم تصطدم فى جسده بل اصطدمت فى مقدمة سيارته .
وصلت السيارة بعد قليل امام احدى المستشفيات … كانت حياة فى حالة يثرى لها … جسدياً هى متعبة ولكن كل تعب الدنيا يهون فى سبيل نجاة عمرها … عمرانها … روحها … يكفى ان يرد اليها ..
دلفوا المشفى بمساعدة الطاقم الطبي ومنه الى الطوارئ مباشرةً …
كانت هى وحيدة تقف فى الخارج تكاد تسقط ارضا لولا خوفها عليه الذى يعطيها الارادة لتقف ..
بحثت عن هاتفها … اخرجته من جيبها ولحسن الخط كان مازال يعمل … طلبت رقم عمها … فتح الخط … اردفت ببكاء وصوت خائف مرعوب _ عمى يوسف ! … تعاليلي والنبي … عمران عمل حادثة … بس هو كويس …
بس متصاب .
انقبض قلب يوسف واردف بصوت مهزوز ورعشة _ ازاااي يا حياة … ابنى فين … طب انتو فين ؟ ..
املته العنوان وبالفعل اتجه يوسف ويحيى الذي كان يجلس معه الى المشفى مسرعين .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

 

 

اما تلك العقرب السام التى تتنقل بين الشوارع ومعها هذا الرجل ..
اردف بصراخ _ احنا هنسيب العربية ! … العربية باظت ربنا ينتقم منك .
نظرت حولها … وصلت لمكان آمن لذلك اردفت تطالعه بغضب _ احمد ربنا اننا متقفشناش او موتنا يا غبي … وبعدين ده حتة عربية كحيانة … مش كفاية كنا هنموت بسبب غباءك … ليه موقفتش لما لقيت العربية التانية بتتحرك ! … انا قلتلك تخبط البنت .
اردف بغضب مماثلاً _ وانا كنت اعرف منين انه هيدخل فينا بعربيته … انا ماليش دعوة انا عايز حق العربية اللى راحت دى .
نظرت له بغضب … اردفت بتساؤل _ انت شوفت اللى جواها بيتحرك ؟
اومأ وهو يردف بغضب _ ايوة … بس بردو ربنا يستر … ولو اتعرفنا انا اللى هشيل الليلة .
اقتربت منه مردفة _ لا ليلة ولا يوم … كل ما في الامر انك هتختفي يومين كدة لحد ما الحكاية تهدى خالص ولو اتمسكت هتقول انها حادثة وان انت كنت معدى عادى ولما دخلت فى العربية ولقيت ان الراجل اتخبط خوفت وهربت لانك غلبان والناس دي مبترحمش … ومتقلقش هيصدقوك … بس اوعى تجيب سيرتي !
نظر لها بقلق وتردد واردف _ طب انا عايز بقيت حسابي .
اخرجت من حقيبتها التى لم تتركها بعض النقود وناولته اياها مردفة _ امسك دول .
نظر للنقود باستنكار مردفاً بحدة _ نعم … ايه دووول … وتعويض العربية ؟
نظرت له بغل مردفة _ احمد ربك انى ادتلك فلوس بعد اللى هببته … ادعى بس انه يطلع عايش والا انا اللى هوديك ورا الشمس … وساعتها محدش هيصدقك وانت اللى هتتحبس .
غادرت بعدها تمشى مسرعة الا ان وصلت لمكانٍ ما فى محطة وقود … دلفت المرحاض وقامت بتغيير ما كانت ترتديه كي تدارى شخصيتها … وضعته فى الحقيبة التى معها وخرجت كأنها لم تفعل شيئا ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى المشفى وصل يوسف ويحيى … اتجها معاً للرواق حيث تقف حياة تتماسك بقوة حتى لا تسقط ولكنها عندما رأت يوسف اسرعت اليه تحتضنه وتبكى بشدة ..
بادلها يوسف مردفاً بخوف _ عمران ماله يا حياة ! … ابنى كويس ؟
اومأت وهى محتضناه تردف ببكاء _ ان شاء الله هيبقى كويس … انا متأكدة ..
اردف بحيرة وهو يخرجها من احضانه ويحيى يقف متلهفاً _ طب ايه اللى حصل وفين ؟
اردفت حياة وهى ما زالت تبكي _ قدام البناية … كنت لسة هركب لقيته اتحرك معرفش ليه … حتى انا وقعت ع الارض … بس فجأة لقيت عربية تانية دخلت فيه … انا لما وقعت دوخت جدااا ومكنتش مستوعبة اللى حصل بس بعدها لقيت عمران متصاب .
نظر لابنه اخيه بصدمة …. يبدو ان احدهم كان يستهدفها هي … ويبدو ان ابنه فهم ذلك جيدا لذلك تصرف هكذا ..
خرج الطبيب بعد قليل يردف بهدوء بعدما اسرع اليه يوسف بلهفة _ اطمنوا هو الحمد لله بخير بس ذراعه الشمال فيه كسر وبعض الخدوش فى الوجه بس بسيطة والحمد لله مافيش اي نزيف … كان فيه كمان جرح فى جبينه هو اللى سببله فقدان الوعى بس هو بسيط مافيش منه اي خوف … حمدالله على سلامته هنخرجه دلوقتى لاوضة خاصة تقدروا تطمنوا عليه .
رحل الطبيب واحتضن يوسف حياة بسعادة كذلك هي التى شعرت بالراحة وبدأ جسدها يتراخى فاسندها يوسف يجلسها على كرسي جانبي
اما يحيى فأردف بتساؤل _ طب واللى دخل فى عمران ! … هو فين ولا هو مين ؟ هرب !
رفعت حياة نظرها له بتعجب مردفة _ معرفش ! … مهتمتش بيه .. انا كان كل قلقى على عمران !
اومأ يحيى بصمت ولكن يوسف شرد يفكر فى الامر ..
بعد نصف ساعة
يجلس عمران مستنداً على الوسادة وتسكن حول ذراعه الايمن حياة التى تبكى وتنتحب وهو يحاول تهدأتها بحنو _ خلاص بقى يا حياة انا كويس اهو .
نظرت لوجه كاملاً مردفة واثر الدموع على وجنتيها _ كويس ازاي يا عمران دانت متشلفط خالص .
غمزها بطرف عينه مردفاً بتساؤل ومرح _ يعنى خلاص مبقتش اعجب !
قربت وجهها منه مردفة بحب ودلال انثوى وقد تناست المكان والزمان _ تعجب ايه بس ! … ده اكيد من اعجاب الطارة بيك … دانا كنت بتمنى اكون انا الطارة اللى اتخبط فيها .
ابتسم ببلاهة وتناسى ايضا وضعه مردفاً بمرح _ طب ما تيجي نعمل حادثة.
تحمحم يوسف ويحيى الذى يبتسم بخبث …. انتبها على حالهما فابتعدت حياة وقد اصبح وجهها مشتعلاً خجلاً ولكنها معه لا ترى سواه … بالقرب منه لا تشعر سوا بأنفاسه ولا تسمع الا صوته … هل هذه لعنة ام هذا سحره عليها ! ..
اردف عمران مصطنعاً الجدية حتى يداري خجلها _ احم … طيب يا حياة ممكن تنزلي تجبيلي عصير من تحت ! ..
تعجبت حياة واعتدل يحيى مردفاً _ لاء خليكي انا هنزل اجيب .
كاد ان يخطو ولكن استوقفه عمران مردفاً بنبرة مؤكدة _ حياة يا يحيى … انا بحب العصير من ايد حياة .
توقف يحيى يومئ برأسه بينما ابتسمت حياة بحب وبالفعل غادرت للخارج بينما هو نظر لوالده وشقيقه بترقب ..
بادله يوسف النظرات مردفاً بتفهم _ قول اللى عندك يا عمران .
《》《》《》《》《》《》《 》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

 

 

عادت عبير الى الفيلا بحذر … تترقب جيداً لاى اخبار … دلفت فوجدت البهو خالياً … توترت اكثر يبدو انهم علموا بالامر ..
ولجت الى المطبخ تنظر لعفاف واسماء بتمعن … الامر طبيعي ! .. اردفت بترقب _ هو مافيش حد هنا ولا ايه يا اسماء ؟
اردفت اسماء بابتسامة هادئة _ لاء يا ست عبير الست ثريا بترتاح فى اوضتها ورحيم نايم جنبها … والاولاد بيلعبوا فوق فى اوضهم وانا كنت عندهم حالا ولسة نازلة اعملهم الوجبة ويوسف بيه ويحيى بيه خرجوا سوا .
تعجبت عبير … اردفت بتساؤل وترقب _ هو عمران وحياة مأجوش لسة ؟
هزت اسماء رأسها مردفة _ لاء لسة يا هانم .
اومأت بصمت وغادرت صاعدة الى غرفتها … كانت متعجبة من الامر … يبدو ان لا احد هنا يعلم … اخرجت هاتفها وهاتفت الفت التى فتحت بلهفة مردفة _ ها خلاص !
اردفت عبير بشر _ لاء يا الفت هانم …لسة عايشة وانا اللى كنت هموت … عمران شاف العربية واصطدمنا فى عربيته بدلها … ضحى بنفسه علشانها ! … تخيلي .
انكمش وجه الفت مردفة بغضب _ ده لانك غبية … انتى راحة تخبطيها قدام عمران ! … ما طبيعي هيلحقها ..
اردفت عبير بحدة _ انا مش غبية … تقدرى تتصرفي انتى ..
اغلقت معها الخط وتمددت على فراشها تفكر بحقد وغضب … دائما تفشل عندما يخصها الامر … دائما ينقذها … لقد ضحى بنفسه وعرض حياته للخطر من اجل تلك اللقيطة … كيف يفعل هكذا ! … واي حبٍ هذا … هى متأكدة ان يحيى لن يخطو خطوة للامام من اجلها … ستحصل عليه … نعم لن تتركه لها … ستحصل عليه وعلى الاملاك ولن يتبقى من هذه العائلة غير عمران والاطفال فقط …
ظلت تخطط وتدبر … حتى ان عقلها لم يحمل ولو جزءا بسيطا من التفكير فى اولادها ولم يخطر على بالها الذهاب اليهم والاطمئنان عليهم … فقط عماها الطمع والحقد والكره واصبحت حليفة الشيطان ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد ساعات عاد الجميع الى الفيلا مع عمران وحياة التى تنكمش تحت ذراعيه كالقطة … هي بذلك تعتقد انها تسانده ولكنها لا تعلم انه بالاساس لا يرمى حمله عليها … فقط يشعرها بذلك ولكنه يعلم انها ارق واضعف من ذلك .
ولجوا جميعا الى الفيلا … اردف يوسف بحذر _ عمران بلاش نقلق ثريا دلوقتى … يعنى متخليهاش تشوفك كدة … اطلعوا انتوا ارتاحوا وانا هقولها ان انت وحياة جيتوا وهى نايمة .
اومأ عمران مؤيداً بينما اردف يحيى بحزن _ طيب عن اذنكوا … انا هرجع الجيم … كان فيه حاجة مهمة لازم تتعمل وانا نسيتها .
كاد يوسف ان يوقفه ولكن عمران اردف بهدوء _ بابا …. سيبه لو سمحت .
اومأ يوسف بحزن على حال ابنه وبالفعل غادر يحيى الى عمله بينما خرجت عفاف تردف بتعجب ولهفة _ عمران ! … الف سلامة ايه اللى حصل !
اردف مطمأناً _ متقلقيش يا دادا انا كويس جداا … وقعة بسيطة .
اومأت عفاف مردفة بترحاب _ سلامتك يابنى … وحمدالله على سلامتكوا انت وحياة .
اردفت حياة مبتسمة بهدوء وهى مازالت تسكن تحت ذراع عمرانها _ الله يسلمك يا دادا .
نظر عمران الى والده مردفاً وهو يغمز بمكر _ عن اذنك بقى يا يوسف باشا … حياتى تعبت اكيد من سندتى عليها .
اومأ يوسف مبتسماً بخبث يردف _ اكيد طبعا … اطلعلوا انتوا والصبح نتكلم وتشوف ثريا .
اومأ بهدوء ثم صعد الدرج بصحبة حبيبته … عندما وصلت للقمة توترت … هل سيدخل غرفته !؟ … اردفت بتساؤل _ عمران ! … تحب تنام فين ؟ … ايه رأيك لو جيت فى اوضتى هنا ؟ .. متقلقش سريري مريح جدااا .
اردف بضيق _ لاء يا حياة مش هرتاح هنا انا لازم اروح اوضتى .
نظرت له بتعجب …. ثم اطاعته بضيق وتوتر فوضعه لا يسمح بالجدال … خطت معه الى جناحه الى ان وصلا … فتحت الباب ودلفا … بمجرد دخولها اتسعت عيناها بصدمة … لقد تغير كل شئ ! … كيف ومتى تم ذلك ! … لم يعد هناك صور معلقة … ولا حتى ذلك السرير موجود لقد تم استبداله بأخر ! … لا بل الاثاث كله تم استبداله ! حتى الستائر والسجاد ! … يا الهى متى حدث ذلك ؟

 

 

 

 

 

ابتعدت عنه بهدوء تنظر حولها بتعجب … اردفت بتساؤل _ عمرااان ! .. عملت كل ده امتى وليه ؟
اردف وهو يحاوط وجهها بكفه اليمنى _ علشان تبقى مرتاحة يا حياة … علشان ده الصح … ذكريات الماضى مكانها فى قلبي … جزء من قلبي فيه ذكريات بنتى وولاء … وعارف ان كلامى صعب عليكي بس دي الحقيقة .
هزت رأسها مردفة بتعقل _ لااااء مش صعب … ده حقهم عليك … انت لو كنت قلت غير كدة انا كنت هخاف منك … يعنى لو انا مت كدة هكون مطمنة ان ليا جزء فى قلبك .
حتى التفكير فى هذا الامر مرعب … مهلك … مدمر للاخضر واليابس … لقد توقف قلبه عندما شعر بتلك السيارة تتحرك ناحيتها قاصدة ايذائها … لم يشعر لا بنفسه ولا بقدمه ولا بيداه التى حركت السيارة كي تصد اي خطر عنها …. فى قانون الخطر هو اولاً واخيراً ولتحيا هي بكل خير … هكذا فقط سيطمئن قلبه … هو لن يخالف القدر ولكنه يرجوه ويتضرع ويتسول الى الله ان ينجيها من اي مكيدة تدبر لها ..
نظر لها مطولاً …. نغزة اصابت قلبه من حديثها … اردف برجاء واستعطاف _ حياة ! …. ممكن لو بتحبيني بجد متقوليش كدة تانى … انتى حياتى .. روحى …انتى ورحيم اهم ممتلكاتى .
ابتسمت برضا وخجل واردفت وهى تسحبه من ذراعيه _ طب تعالى علشان انت لازم ترتاح .
اومأ مؤيداً وبالفعل اتجه معها الى الفراش … مددته بعناية واردفت وهى تفرد الغطاء على جسده _ اروح انا بقى اعملك حاجة تاكلها واجي .
اومأ بحب فهو حقاً جائع ولكنه استوقفها مردفاً _ حياة ! … الفون بتاعى !
اردفت بحيرة _ معرفش يا عمران … هو تقريبا فضل فى العربية .
اومأ مردفاً _ طيب ممكن تليفونك ! … لازم اعرف والدة البنوتة اللى بتدرب عندى فى الجيم عملت ايه ؟
ناولته اياه مردفة _ اااه طبعا اتفضل … بس متتعبش نفسك .
اومأ بحب وهو يلقي عليها قبلة هوائية تقبلتها مبتسمة وغادرت هي الى الاسفل كي تحضر وجبته .
اما هو فضغط على بعض الارقام متصلاً باحدهم … اجاب الاخر فأردف عمران _ ايوة يا محمد .. انا عمران … طمنى الاخبار عندك عاملة ايه ؟
اردف محمد عبر الهاتف _ عمران بيه ! … انت فين .. اتصلنا عليك كتير تليفونك مغلق .
اردف عمران بهدوء وهو يشعر بدوار خفيف _ معلش يا محمد حصل معايا حادثة بسيطة علشان كدة معرفتش اجي … بس طمنى الامور تمام ؟
اردف محمد بترقب _ للاسف الست بلغت بردو وكابتن بسنت اتحايلت عليها كتير بس هى صممت تبلغ .
تنهد عمران بضيق مردفا _ طيب يا محمد … انا الصبح هحل الموضوع .
اغلق معه وشرد يفكر فى حل هذا الامر …
بعد قليل عادت حياة تحمل صنية بها وجبة متكاملة … فتحت الباب بصعوبة ودلفت تبتسم مردفة _ عملتلك شوربة فراخ هتخليك زي الحصان .
اتجهت تجلس بجانبه على طرف الفراش … قامت بفرد قطعة من القماش على صدره …
بدأت تغرق الملعقة فى طبق الحساء ثم ترفعها الى فمه مليئة بالطعام … يأكل بصمت وعيناه منصبة عليها … يتابع حركاتها بحبٍ شديد … تهتم به كالطفل الصغير … تدللهه وما احب الدلال الى قلب الرجال ..
انتهت من اطعامه مردفة وهى تجفف فمه بتلك القطعة الموضوعة على صدره _ ايووة كدة تماااام …
مد يده يتفحص رأسها مردفاً بتساؤل _ بتوجعك لسة ؟
هز رأسها بنفي فحاوط رأسها بذراعه اليمنى يميل عليها يطبع قبلة شغوفة على شفتيها يبث فيها امتنانه وشكره … ظل لبضع ثوانى ثم ابتعد يردف بمشاكسة _ اكلت واتحليت .
هزت رأسها بقلة حيلة مردفة بحرج _ مافيش فايدة فيك حتى وانت مدغدغ كدة ! .
ضحك عليها مردفاً بحب ومرح _ وانا كنت اعرف انى هدغدغ رابع يوم جوازى ؟
ضحكت عليه تردف _ في دي معاك حق … بس قولي يا عمران … هو انت ليه عملت كدة ! … ومين السواق الغبي اللى كان سايق ده … ده شكله واحد شارب حاجة .

 

 

 

 

احتدت ملامحه واردف شارداً _ فعلا يا حياة …ده واحد كان سكران … المهم انك بخير .
مالت تطبع قبلة على وجنته مردفة بحب وامتنان _ انقذت حياتى ! … كدة ابقى مديونة ليك بعمرى .
ابتسم بحنو مردفاً بصدق _ انا انقذت حياتى انا .
تحمحمت تقف وتحمل الصنية مردفة _ طيب انا هروح انزل الصنية وارجعلك .
اومأ لها بصمت وغادرت هى بينما هو استطاع الوقوف واتجه الى المرحاض يغتسل ثم عاد مجددا الى الفراش … تمدد وقد غفت عيناه رغماً عنه .
اما هى فقد عادت وجدته نائماً … خلعت حجابها ودلفت ايضاً المرحاض … اغتسلت وخرجت تؤدى فرضها تدعو الله ان يحفظه ويديمه فى حياتها وحياة طفله الصغير …
قرأت بعد الايات ثم صدقت ووقفت تخلع اسدالها وقد كانت ترتدى تحته منامة حريرية ناعمة … وضعت عطر الفراولة الخاص بها … اتجهت تتمدد بجواره بهدوء حتى لا توقظه ولكن يبدو ان عطرها تسرب الى انفه العاشقة … تململ فى نومه ساحباً نفسه اليها … يضمها بعشق وتملك مع الحذر بسبب كسر ذراعه اليسرى الذى كان معلقاً فى ذلك الحامل الطبي … استقبلته بترحاب ودثرت رأسها فى رقبته بحنو وناما اثنانهما براحة ..
فى الغرفة المقابلة تقف الحرباء تنظر للمرأة … تنظر لوجهها مردفة بعدما تصنتت على ما دار خارجاً _ كنت عارفة انه كويس … كدة تمام اوى … المرة الجاية اطيرها من طريقه وارتاح … بس لازم افكر كويس اوى .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الصباح استيقظت حياة ولكنها وجدت مكانه خالي … انتفضت متعجبة … قامت مسرعة تتجه للمرحاض تنادى مردفة _ عمران !
فتحته ولكنها لم تجده … تعجبت مردفة بقلق _ راح فين بس ! … يمكن نزل لعمى ؟
بدلت ثوبها ونزلت للاسفل تبحث عنه … وجدت اسماء تحمل اطباق الفطور متجهة لغرفة الطعام ويوسف وثريا يجلسان معاً في بهو الفيلا يلاعبان الصغير الذي رآها فأردف بسعادة وصراخ _ هااايا .
جرت عليه تلتقطه وتعانقه بحب وسعادة واشتياق مردفة وهى تقبله قبل متفرقة _ وحشتنى يا رومى … وحشتنى اوى .
ضحك الطفل من قبلاتها التى يستقبلها بسعادة ..
اردف ثريا بحب مبتسمة _ حمدالله على السلامة يا حياة .
اردفت حياة وهى تجلس بجوارهما _ الله يسلمك يا ماما ثريا … عاملة ايه ؟ … جينا بليل بس انتى كنتى نايمة .
لاحظت ثريا جرح جبهتها فأردفت بقلق _ حتى انتى ! … هو انتى كمان وقعتى مع عمران ولا ايه ؟ … هو انتو مخبيين عنى حاجة !
نظرت حياة الى يوسف بتوتر فأردف يوسف بهدوء _ يا ستى مش عمران طمنك … لسة بتسألى ليه تانى … اهدى حياة قدامك اهي ذى القردة .

 

 

 

 

 

اتسعت عين حياة وفرغ فاهها مردفة باستنكار _ قردة ! .
ضحك يوسف وثريا ايضا بينما اردفت حياة بتساؤل واهتمام _ هو عمران خرج ولا ايه يا عمى !
اومأ يوسف مردفا _ ايوة يا حبيبتى راح الصالة علشان يشوف حل للمشكلة اللى حصلت امبارح .
اردفت بضيق ومعارضة _ ايوة بس هو لسة تعبان … وكمان مش معاه تليفون اطمن عليه … اعمل ايه ! اقوم اروحله ؟
هدأتها ثريا مردفة _ مالوش لزوم يا حياة هو مش هيتأخر متقلقيش وبعدين هو اخد موبايل تانى كان ف المكتب .
اومأت بصمت وشرود وهى تحتضن الصغير ولكن القلق ما زال يعتصر قلبها خصوصاً انه غادر دون فطور ودون ان يوقظها ..
اجتمعت العائلة على الفطور بعد ١٥ دقيقة … كانت عبير تسترق النظرات الى حياة …اردفت بخبث وترقب _ اومال جبينك ماله يا حياة ؟
نظرت لها حياة بتوتر ثم نظرت الى عمها الذى اردف بثبات وهدوء وهو يطالع يحيى _ وقعت يا عبير … وقعت فى الحمام .
نظرت حياة بصدمة الى حياة … بدأ التوتر يتغلغها … لما يخفوا الامر عنها ؟…. هل يعلم زوجها ! …
اكملت طعامها بصمت وشرود …. عليها الذهاب للنادى لمقابلة الفت ضرورى .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى قسم الشرطة وتحديداً فى غرفة التحقيق الخاصة بصالح
يجلس عمران امام تلك السيدة والدة الطفلة المصابة يردف باحترام _ يا فندم حضرتك اطمنتى على بنتك والحمد لله هى بخير ليه مش عايزة تسحبى البلاغ ؟
نظرت السيدة الى عمران مردفة بتدلل خبيث _ صدقنى يا عمران بيه الاحسن انها تتعاقب لانها مهملة … هو حضرتك كنت عايزنى استنى لما بنتى تتكسر او يحصلها عاهة ؟ … هى لازم تتحاسب على اهمالها .
مسح عمران على وجهه بقلة صبر مردفاً _ يا مدام بنت حضرتك هى اللى غلطانة ومسمعتش كلام المدربة … متزوديهاش بقى .
اردفت بقلق وهدوء _ احم … تمام يا عمران بيه … هتنازل علشان خاطرك … بس تعتذر من بنتى … لانى متأكدة ان دى غلطتها .
تنهد عمران مستغفراً فى سره … نظر لصالح الذى يصمت متعمداً بينما تم التنازل بالفعل عن البلاغ وغادرت السيدة التى اكدت على اعتذار بسنت من ابنتها لذلك ستحضرها غداً لتعتذر لها بسنت عن ما صدر منها .
اردف صالح بعدما غادرت السيدة بنبرة جدية وخبرة مكتسبة _ عمران انا ساكت علشانك بس صدقنى الست دى وراها حد مسلطها عليك او على اللى اسمها بسنت دى .
شرد عمران يفكر ويجمع الخيوط مردفاً _ عارف يا صالح … انت معاك حق … علشان كدة عايز منك خدمة يا صاحبي .
اردف صالح بصدق _ طبعا اتفضل قول .
بعد حديث دار بينهما غادر عمران الى صالته الرياضية كي يخبر بسنت بما حدث ويطمأنها ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

 

 

في الفيلا
لم تشبع حياة من الصغير بعد … وبرغم قلقها الا انها تتلاعب معه بفرحة … لقد هاتفت عمران ولكنه لم يجيب مما جعلها تتوتر اكثر …
جاءت اسماء تردف بابتسامة _ ست حياة … تحبي اجبلك الغذا وتروحيله ؟
تنبهت حياة مردفة بتعجب _ قصدك عمران ! … تفتكرى اروحله ؟
اومأت اسماء مردفة بعفوية _ وايه يعنى جوزك وعايزة تطمنى عليه … انا من رأيي تروحى حتى هيفرح اوى لما يشوفك .
انفرجت ملامحها واردفت بترقب _ طيب يا اسماء … انا هطلع اغير هدومى وانتى لو سمحتى خلي بالك من رومى لحد ما ارجع .
اومأت اسماء وهى تحمل منها الصغير مردفة _ عنيا … وانا هقول لابلة عفاف تحضرلك وجبة تاخديها معاكى .
اومأت حياة وبالفعل صعدت تبدل ثيابها حتى تذهب اليه ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد ساعة او اكثر فى الصالة الرياضية
يجلس عمران فى الكافتريا الخاصة بالصالة وتجلس امامه بسنت تبكى مردفة _ يا عمران بيه انت متعرفش هي عملت فيا ايه … دى بهدلتنى وانا اصلا معملتش حاجة … انا قولت لبنتها يا ماسة بلاش تتدربي هناك المكان ده لسة تحت الصيانة زى ما انت فهمتنى لكن البنت كأنها متعمدة استنت لما خرجت وبردو راحت هناك ..
اردف عمران برأفة _ طب حاولى تهدي خالص … خلاص الموضوع انتهى .
اردفت وهى تهز رأسها _ انتهى ازاي وحضرتك عايزنى اعتزرلها ! .
تنهد بضيق ثم اردف وهو يملس على ظهرها بيمنااه حتى تهدأ وقد فعلها بدافع انسانى ونية صافية _ طب خلاص اهدى لو سمحتى وانا هتصرف .
وكالعادة يا سادة كانت حياة وصلت ودلفت تبحث بعيناها وقد رأت ذلك المشهد الذى اشعل وجهها غضباً وجعل الدخان يتصاعد من رأسها …
اقتربت منه ولم تتمالك نفسها وقد اعمتها غيرتها مردفة _ جبتلكوا الغدا يا عمران بيه … مينفعش تحسس كدة على بطن فاضية ياخويا .
وضعت كيس الطعام بعنف على الطاولة ونظرت له بغضب ورمقت بسنت نظرة نارية تحذيرية ثم غادرت متجاهلة صدمته ونداؤه عليها .
نظر لاثرها بصدمة ثم نظر الى بسنت مردفاً بأعتذار وصدمة _ بسنت انا اسف بجد … انا مش عارف هي ليه عملت كدة … عن اذنك .
قام مسرعاً يركض خلفها يناديها ولكنها تسرع خطواتها متجاهلة نداؤه تماماً … اوقفت سيارة اجرى وركبتها مردفة وهى تغلق الباب _ اطلع يا اسطى .
وقبل ان يتحرك السائق لحقها عمران وفتح الباب ودلف يجلس بجوارها بتملك ويزحزها للداخل مردفاً بغيظ _ ادخلي يا حياة واعقلي .

 

 

 

 

 

ثم اردف موجها حديثه للسائق _ اطلع يا اسطى .
نظر لهما السائق ثم تحرك بقلة حيلة .
بينما اردفت حياة بغضب وهى تضربه بقبضتها الصغيرة _ اعقل ! … كمان بتقول عنى هبلة ! … انا اللى غلطانة فعلا وقلبي الملعون اللى قالي انك جعان وتعبان وجاية اجرى عليك زى الهبلة … اتاريك مبتردش على الموبايل ! … مشغول يا حبيبي .
قالتها وهى تلوح بيدها بطريقة جديدة على انظاره المصدومة
داخله سعيد … قلبه يرقص فرحاً … حقاً مجنونة وغيرتها اشد جنون … اردف محاولاً تهدأتها وهى يحاوطها بذراعه اليمنى _ خلاص حقك عليا اهدى بقى .
ولكنها لم تهدأ بل مسكت كف يده وقامت بعضه بأسنانها الحادة … سحبها يتألم … اردف وهو يتفحص كفه بألم _ اااه يخربيت سنينك … كل ده ليه انتى فاهمة غلط اعقلي بقى … عيب كدة السواق يقول عننا ايه ؟!
اردفت بحنق وغضب _ احسن … شالله كانت اتكسرت هي كمان علشان متعرفش تحسس …
نظر لها بصدمة مردفاً بعدم تصديق _ انتى بتدعي عليا يا حياة .
شبكت يدها امام صدرها تنظر للامام بصمت … داخلها يتأكل والمنظر يعاد امام عيناها وهو يراضي تلك الفتاة ويحسس على ظهرها بحنو … وهى التى ركضت لعنده كالمجنونة … اااه يا قلبي المغفل ..
ظل يحاول ارضاؤها تحت نظرات السائق المتعجب بينما هى ظلت صامتة ترفض محادثته او اي محاولة منه لارضاؤها ..
وصلت سيارة الاجرة امام الفيلا … نزلت منها حياة تركض للداخل بينما عمران حاسب السائق ودلف يركض خلفها … يناديها وهى لا تعيره اي اهتمام ..
دلفت للفيلا وجاءت ثريا على صوتهما متسائلة _ فيه ايه يا حياة عمران صوته عالى ليه ! .
وقفت احتراماً لثريا مردفة بأنفاس متسارعة _ مافيش يا ماما .

 

 

 

 

دلف عمران خلفها ينظر لها بترقب مردفاً بغضب كاذب امام والدته _ انا مش بنادى عليكي مش بتردى ليه ؟
نظرت له باستنكار مردفة تضغط على اسنانها بغيظ _ معلش يا حبيبي مسمعتكش .
اقترب منها مستغلاً هدوءها الظاهر امام ثريا يردف بتحمحم وهو يفرد طوله ويظهر عضلاته بطريقة رجولية _ ماشي اطلعى على فوق وانا هحصلك .
ضيقت عيناها تناظره بغيظ … اردفت ثريا بتعجب _ اللا مالكوا يا اولاد فيه ايه ؟
اردفت حياة بمراوغة فهى لا تريد ان يتدخل احداً بينهما مهما كانت صلته _ ابداً يا ماما عمران بس فرحان بعضلاته .
امال عليها يردف بخبث وفحيح مستغلاً الوضع لصالحه تماماً _ طب ما تيجي لابو عضلات ونجيب فرحات .
اتسعت عين ثريا مردفة بصدمة _ عمراااان ! … ايه اللى بتقوله ده !
اما حياة فنظرت له بوجه احمر اثر غضبها وخجلها امام ثريا وركضت صاعدة لغرفتها بينما هو لم يتوقع ان تسمعه ثريا …
اردف بحدة كاذبة يدارى خجله _ احم … انا مش فاهم ايه الجنان اللى هي وصلتله ده ! … معلش يا ماما انا هطلع افهمها ان الالفاظ دى مينفعش تتقال كدة قدام الناس عيب … احم عن اذنك .
صعد يدارى خجله من والدته التى اعتادت عليه هادئ عقلانى رزين ولكن الامر معها يختلف تماماااا ..
وبرغم اعجابه الشديد بها وحبه لها زيادة عن حبه السابق بسبب عدم اخبارها ما حدث لوالدته الا انه سيظهر ثابتاً امامها … لن يضعف لها ابدااا بسبب افعالها الطفولية هذه … لن يتساهل معها ابداااا ..

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!