روايات

رواية صغيرتي البريئة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم منال أحمد

رواية صغيرتي البريئة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم منال أحمد

رواية صغيرتي البريئة البارت السابع والعشرون

رواية صغيرتي البريئة الجزء السابع والعشرون

صغيرتي البريئة
صغيرتي البريئة

رواية صغيرتي البريئة الحلقة السابعة والعشرون

غيرة ..

قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ومن هذه الأية نستنتج أن الأطفال هم نعمة من الله تعالى وهبها لنا لكي ننعم بها في الأرض …

وبعد طول انتظار رزقه الله بطفل جميل ومن فتاة عشقها لتكتمل عائلته ولا يرغب في اكثر من استمرار حياتهم علي هذا النحو الرائع ..

دلف لغرفتها بعد ان خرجت من المشفى ليجدها نائمة وجانبها طفله ليقترب يحمل الطفل الذي استيقظ لتوه ومتأكد هو انه كان سيبدا بكائه خلال دقائق لينعاد المشهد للمرة المئة وتستيقظ هي ولا تستطيع النوم مجددا كما يحدث منذ اسبوع لا تستطيع صغيرته النوم بقدر كافي نتيجة بكاء هذا الصغير ليحمله ويبتعد به تماما ويذهب لغرفته التي صممتها صغيرته طوال فترة حملها ليغلبها اللون الازرق لانها تريد انه هو اللون المناسب للمولود الذكر وبالطبع ليس لديه اي فرص لمناقشتها بهذا الامر تحديدا ليخضع لرأيها بالنهاية وكم كانت الغرفة رائعه بشكلها الاخير ليسعد لفرحة صغيرته ……

ضم حمزة لاحضانه يحاول الحفاظ علي هدوءه الجميل والنادر ليراه يسترخي ويذهب في النوم مجددا لينظر له بابتسامة حب يشكر الله علي نعمته …..

بعد قليل استيقظت ريتال من نومها لتجد الفراش بجانبها فارغ من طفلها لتبدأ بالبحث عنه وعن والده بهدوء وجدته في غرفة يحيي يحتضنه وهو جالس لتبتسم وتقترب منهم وتتحدث بخفوت لتجنب ازعاج الصغير ..
# اخدته ليه ؟
# علشان تعرفي تنامي شوية يا حبيبي ..
# لا ابقي سيبه يصحيني عادي علشان لو جعان مش هتعرف تتصرف انت ..
# حاضر المهم بما انك طول الحمل بتقرأي هو هيفضل يعيط كدا لغاية امتي ؟؟
# كتير اوي يا سليم .
ضحكت علي تعابير وجهه المتزمرة لنظر لها ويتحدث كطفل كبير ..
# يعني انا هفضل في الدوشة دي كتير دا اسبوع وتعبت وانتي كمان تعبتي ..
# لا اتكلم عن نفسك انما انا تمام جدا وكل حاجة تهون علشان خاطر يحيي القمر ..
# والله دلوقت كل حاجة تهون علشان يحيي باشا ماشي يا اختي خدي ابنك اهو ..
وبالفعل ترك لها الطفل في احضانها وسط ضحكاتها ليذهب لغرفتهم ثم للمرحاض ليعيب فيه قليلا قم يستلقي وينام ويتركها وحدها مع طفله المزعج الذي لم يتوقف عن البكاء لدقائق فقط منذ اسبوع كامل …

ضمت الصغير بعشق لم تجربه من قبل مشاعرها تجاه هذا الصغير تختلف عن كل ما شعرت به طوال حياتها ..
دائما ما كانت تستمع لسيدات يتحدثون عن احساس الامومة وكم هو رائع وانهم لم يجربوا شعور بهذه القوة من قبل … لتجربه هي بنفسها الان وتستطيع تأكيد كلامهم ……..

………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………

وعلي الناحية الاخري كانت توجد من تجرب هذا الاحساس ولكن بطريقة مختلفة كثيرا فهي الان تجربه بعد اشتياق سنوات ودعوات ليالي طويلة وباردة بأن تشعر به لتأتي هذه الطفلة وتمنحها ما ارادت لتكون لها خير ام تعتني بها وتهتم بطل تفاصيلها لتزداد سعادتها بزواجها من رائف اضعاف ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ليشعر رائف بما حاولت عدم السماح له ابدا وهو انه بدأ يفكر انها قد تكون وافقت علي الزواج به لأجل خديجة وليس لاجله هو ليبدا بالشك بحبها وبكل تصرفاتها التي تنم علي العشق …
# مالك يا رائف مش حساك كدا من امبارح ..
# اقعدي يا ليلي عايز اتكلم معاكي ..
# خير في ايه ؟!
# خير ان شاء الله خير ..
# مالك !!
# ليلي هو انتي بتحبيني ؟
نظرت له باندهاش لا تستوعب سؤاله ..
# نعم !! ايه السؤال دا يا رائف بس ؟!
# معلش يا ليلي جاوبيني .
# ايوا يا رائف بحبك وانت المفروض عارف دا كويس .
# اسمعي يا ليلي انا مش هزعل لو صارحتيني وقولتيلي انك وافقتي نتجوز علشان خديجة بالعكس اي حد مكاني هيفرح لبنته انها كسبت ام زيك وهيحبك اكتر فـ لو سمحتي تعرفيني انا مش عايزة احس اني مشتت معاكي او انك متجوزاني علشان بنتي وبس ..
نظرت له بعتاب لتقترب وتضع كفها برقة علي وجهه وتبدأ بحديثها ..
# رغم اننا اتكلمنا قبل كدا و قولتلك بس هقولك تاني ….. لا يا حبيبي مش علشان خديجة منكرش انها سبب بس انا موافقتش علشانها هي بس انا وافقت علشانط انت قبلها .. انا حبيتك انت وارتحت معاك وعشقت خديجة ومبسوطة معاكم انتو الاتنين واحد بالنسبالي .. انا عارفة اني معاها علي طول و انك ممكن تحس كدا بسبب دا بس دا مش حقيقي ابدا انا بس بكون معاها اكتر لاني مش مستعدة اخسر حبها ولا يكون مجرد تعلق طفلة بيا لفترة ويروح انا عايزاها فعلا تعتبرني امها وتحبني جدا علشان كدا بهتم بيها اكتر بس مأخدتش بالي اني عندي ابن تاني المفروض اهتم بيه هو كمان ..
انهت حديثها بضحكة خافته لتجد نظرات الفخر والفرحة تزداد في عيناه ويمسك يداها التي تضعها علي وجهه ويقبلها بحب واحترام كبير يزداد مع الوقت ….
# انتي احلي حد انا شوفته في حياتي يا ليلي ..
# وانت اعظم راجل انا عرفته يا قلب ليلي …
# ليلي لو عايزة تشوفي دكتور علشان موضوع الاطفال دا ….
قاطعت حديثه بدهشة عندما ظنت انه يريد اطفال ..
# انت عايز ولاد ؟!
# لا يا روحي مش علشاني.. علشانك انتي يا ليلي انا عارف انك مبسوطة مع خديجة بس اكيد لو ليكي طفل منك انتي هتتبسطي اكتر ..
ابتسمت له لتجيبه بيأس ..
# انا دورت كتير ولفيت اكتر عندي مشكلة جامدة في الرحم ومش هينفع ولاقيت الحل الوحيد للحالات اللي زيي هي تأجير الرحم وانت عارف دا حرام قد ايه وانا مستحيل اعمل كدا فرفضت الفكرة ولاغيت فكرة الاطفال خالص وربنا عوضني خير واحلي خير في الدنيا كمان وهو وجودك انت وخديجة في حياتي ……
# ربنا يخليكي ليا يا احلي حاجة حصلت في عمري ….
ابتسمت له لينجني يقبل شفتيها بهدوء وعشق لم يشعر به من قبل بل يجربه معها للمرة الاولي كما هي تماما …..

………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………

لدي حازم ومريم يقضون افضل ايامهم وسط حياة هادئة دائما ما تمنوها واخيرا حصلوا عليها ليحاولوا علي قدر الامطان التمتع بها وقد عادت علاقة مريم بأبيها بعد اشتياق وحزن كبير تحمد الله انه انتهي وان والدها الان بجانبها في اسعد ايامها وفخورة للغاية فيما وصلوا اليه هي وحازم في محاولاتهم لبناء اسرة مترابطة وعلاقة ودية مع اهله ومع ابيها والان هي تستعد للذهاب لزيارة ريتال وطفلها مع حازم الذي تحسنت علاقته بـ سليم كثيرا بعد ان تأكد سليم انه يجاهد ليكون افضل من السابق دائما …

# حبيبتي … جاهزة ؟!
# ايوة خلصت وجاية اهو يا حازم بابا جه ؟!
# لا احنا هنعدي نجيبه ونروح علي هناك علي طول بس يلا ..
تحركت معه من المنزل ليمروا في طريقهم بمنزل اليها الذي اشتراه بعد انتقاله ليكون بجانب ابنته وانهاء جميع اعماله بالاسكندرية ..
ورغم اصرار حازم علي مكوثه معه ولكنه رفض وقرر بناء حياته هو ايضا وبدأ بعمل جديد بعد انهاء جميع خلاقاته بمساعده حازم وسليم ….

بعد ساعه في منزل سليم كانوا جميعا متجمعين يمرحوا ويقضون وقتهم في اللهو وواللعب بالصغير ” يحيي ” جميعهم عشقوا هذا الصغير ولكن سليم دائما يغار منه فهو حصل علي كل اهتمام ريتال منذ قدومه …

# يحيي حبيبي عايز ينام هاخده واقوم انا يجماعه معلش .
# روحي يا بنتي نيميه ربنا يعينك .
تركتهم وذهبت وسط نظرات سليم الساخطة علي هذا الوضع حتي لاحظوه جميع المتواجدين ولاحظوا غيرته من طفله ولكن بالطبع كان هذا لهم فقط مضحك اما بالنسة لـ ريتال لم يكن هكذا ابدا بل كان يرعبها وما كان يخيفها ان تزداد غيرة سليم من طفله او تخرج عن سيطرته لتقرر البحث عن هذا ومحاولة التعامل معه ….

إن الرجل كما يقال عنه دائماً هو “طفل صغير” يحتاج إلى اهتمام زوجته ورعايتها له، ويشعر الزوج بالغيرة اتجاه أبنائه عندما يجد الاهتمام بأكمله قد انصب على هؤلاء الأبناء، فيكون أكثر عصبية، ويميل إلى اختلاق المشاكل والخلافات، وهناك بعض الحالات المرضية، التي كانت تعاني من غيرة الأب وظلمه، والذي يصل استبداده إلى طرد ابنه من المنزل أو ضربه بشكل وحشي ومؤذٍ، فقد كنا نعهد مثل تلك المشاكل، وإنما مع زوج الأم أو زوجة الأب، وهو أمر قد نراه طبيعياً مع أنه يتنافى مع الإنسانيات، ولكن الأصعب أن يكون الأب نفسه هو من يغار من أبنائه ويفعل بهم هكذا …
وهذا ما تريد بدايته سليم يغار من طفله ويراها تهتم به دائما وتهمله لتصل لحل واحد وهو انها ستهتم بسليم اكثر حتي لا تشعره ان يحيي اخذ اتمامها بالكامل. ……

# سليم حبيبي اتأخرت ليه؟!.
# غريبة يعني لسة صاحية!!
اقتربت منه بهدوء وابتسامه ناعمة ..
# قولت استناك ونقعد مع بعض شوية قربت اكمل شهر من بعد ولادتي ومش بنعرف نقعد مع بعض زي الاول ..
# طبعا مهو الباشا واخد كل وقتك هنقعد امتي!!
# لسة صغير وبخاف عليه بس اكيد مش همنعنا نقعد مع بعض ..
# خلينا نجيب مربية تساعدك ..
استساغت اقترحه وخصوصا انها فعلا لا تستطيع التعامل بالكامل مع يحيي وتحتاج للمساعدة ورأت انها قد تكون فكرة جيدة ..
# وليه لا نجرب انا صحيح بخاف عليه بس كمان لازم افضي شوية علشانك ولا ايه ؟!
# اكيد طبعا تعالي بقي نتفرج ع التلفزيون مثلا ..
# تعالي يا حبيبي نتفرج ها هنتفرج ع ايه ؟!!
# هفرجك علي فيلم اجنبي حلو تعالي ..
نظرت له بدهشة عندما رأت هذا الفيلم الذي سيبدأ تشغيله بعد دقائق ..
# انت مش بتحب افلام الفانتازيا ..
# المهم انتي بتحبيها ..
ابتسمت له بعشق تخصه به هو وحده ..

………………………………..

…………………….

…………

في اليوم التالي اتت المربية التي قام سليم فور استيقاظه بمقابلتها وتعيينها …
قابلتها ريتال وقد سعتدت انها كانت امرأة كبيرة في السن لن تخاف علي سليم منها لتكتشف بعد الحديث معها انها لن تكون مربية فقط ليحيي بل لها هي ايضا فعي كانت امرأة رائعه حنونة في اواخر الاربيعن من عمرها لينقضي اليوم في اللعب والضحك مع الصغير واخيرا تستقر حياتهم للغاية …

يُتبع ..

‫7 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!