روايات

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت التاسع

رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء التاسع

رواية ملاك بأخلاق سيئة
رواية ملاك بأخلاق سيئة

رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة التاسعة

أنت قريب لي ، ك قُرب الوتين من القلب .. كلاهما مُترابطين
حرارة مشاعرك تُلهب عِشقك داخلي ، أبجديتك في الغرام تُعلمني كيف أُحب ، على هواك أنت يسير قلبي وينجذب تجاهك
على وتيرتك الغاضبة .. أرتجف ، على صوتك الهامس يذوب المُتبقي من عقلانية بي .. ملاك أنت ؟ لا استطيع وصفك بالشيطان
ملاك ذو أخلاق سيئة ♡
إقتربت منه مرة أُخرى ، تود المزيد .. تود أن تتعمق داخل ذلك الخائف دائماً من أن تُسقطه مشاعره في فخ العشق ، المُنتبه كثيراً حتى لا تقع في عشقه الفتيات
تود تغيير قانونه الصامت .. الذي يجعله يتحدث معها بصيغة الصديقة المُقربة ، جريئة ؟
ماذا تفعل ! ليس على القلب أحكام
حاول جبريل إبعادها وهو يقول : مينفعش ، مش هقدر أعرضك للأذى .. أنا ملعون ، وحكيتلك أي بنت هتقرب مني هتصيبها اللعنة معايا
وضعت جولييت رأسها فوق صدره وهي تقول : بس أنا مش مُعترضة ! إحنا مرينا بحجات كتير سوا وأنا مش جبانة وحابة أكمل معاك
أجابها بنبرة حزينة بائسة وكأنه يتوقع نهاية الحُب الجارف ذلك : بس أنا جبان ، عندي عُقدة الخوف من فقدان اللي بحبهم .
إتسعت إبتسامتها ، تنهدت براحة وكأن عقلها وقلبها كانوا في صراع مُتبادل ما بين شعورها أنه يكن لها مشاعر وبين أنه لا يهتم بها من الأساس ، لتقول بإبتسامة عريضة : الناس اللي إنت بتحبُهم ؟
إعتدل جبريل في جلستهُ على الفراش ، وهو يرتدي قميصه مرة أخرى وينظُر لها ويقول : طبعاً ، وإنتِ منهم يا جولييت وبحبك لإنك صديقتي ، متستحقيش اللي مُمكن يصيبك لو حصل تقارُب بيننا
إقتربت منه جولييت ، وهي تستنشق أنفاسه الدافئة ، ثُم قالت وإحدى خُصل شعرها الداكن تتمرد عن البقية لتسقُط على عيناها : أنا .. مكانش عندي وقت للحُب ولا للصداقة ، الحياة خدتني في دوامة المسؤوليات وإتحطيت في مواقف أكبر من عُمري ، قبل ما أشتغل شُغل ثابت كُنت بعتبر الباص العام للمدينة هو وسيلة مواصلاتي الوحيدة ، نظراً لإنه تذكرتُه رخيصة وبتوفر معانا .. ومكونتش بقدر أنام وأنا كُل الأعباء دي عليا يا جبريل .. كُنت بفضل سهرانة بفكر هروح أقدم على شُغل فين وهيحصل إيه لو الفلوس المؤقتة اللي معانا خلصت قبل ما ألاقي شُغل جديد

 

 

 

 

 

 

إبتسم جبريل بهدوء ثُم قال : شُغلك الجديد اللي إنتي مقصرة فيه بسببي وبسبب إهتمامك الزايد بيا ؟
قام من فِراشها وهو يُهندم من مظهره وخُصلات شعره المُجعدة الكستنائية ثُم قال : أنا هرجع الجزيرة يا جولييت ، وإنتِ هترجعي لشُغلك وتركزي فيه وهشوفك نهاية كُل شهر ، لاازم كُل شيء يرجع طبيعي زي ما كان
عقد حاجبيه بتأثُر وهو يقول : ليه عيونك مدمعة ؟
جلس على رُكبتيه أمام جسدها الجالس على الفراش وقال وهو يرفع رأسها تجاهه ليجعلها تنظُر له : شششش أنا مش بحب أشوفك حزينة أو أحس ب كدا ، واللي بيتسبب ليكِ بالحُزن أنا بأذيه
نظرت لهُ بصدمة ف حرك رأسه بمعنى ” نعم أنا أفعل ذلك ” ثُم أضاف : ما بالك لو أنا المُتسبب في الحُزن دا ؟
إلتقط كف يدها بين يديه وهو ينظُر له ويقول : النساء شيء مُقدس وجميل ميليقش بيه الحُزن ولا التعب ، ملكات .. أميرات وأساطير في الجمال ، كُل أُنثى ليها جمال مُنفرد وخاص بيها ، وإنتِ أثبتيلي دا لإنك جميلة رغم شعرك الداكن
كان يُمسك خُصلات شعرها بين أصابعه ثُم أكمل وقال : وعينيكِ عميقة
مرر ظهر يده على وجنتها ليقول : وبشرتك ناعمة وصافية
مسح تلك الدموع المُعلقة .. شعرت هي بمساحة وهبها هو لها للإقراب منه ف تجرأت وإقتربت .. تُحيط وجهه الحزين بكلتا يديها .. تتجرع منه تلك المشاعر المكبوتة داخله وداخلها لسنوات
ثُم تميل للخلف على الفراش ، ك ورقة شجر تُعاند الغُصن وتنجرف مع الرياح الباردة ليميل هو فوقها .. لم يعُد قادراً على المُقاومة أكثر ، حتى وإن كان ملعون .. والحُزن ينهش قلبه البائس ف غرائزه لازالت المُتحكمة المُسيطرة لإنه في النهاية رجُل
ك فطرة البشر عندما خُلقوا وكما ولدتنا أُمهاتنا ، تجردوا من تلك الأقمشة التي تفصل بين جسديهم .. ليغرقوا معاً مُستسلمين لتلك المشاعر
ضربوا بالعادات والتقاليد عرض الحائط ، وبالمُمكن والمُستحيل .. والذي يجوز والذي لا يجوز .. وأصبحا معاً ك روح واحدة
أما ليلى الكسولة تلك ف أنهت ليلتها مُبكراً وغرقت في نوماً عميق دون أن تُخبرهم بذلك ، مثلها ك مثل العديد من الفتيات في الشتاء والليالي الباردة ، النوم سيد الموقف والرفيق الأمثل ♡

 

 

 

 

 

 

* صباح اليوم الثاني
فتحت جولييت أعيُنها وهي تنظُر لخيوط ضوء الشمس المُتسربة من خلف سِتار النافذة ، نظرت بجانبها سريعاً ف لم تجد جبريل ! لتعتدل بفضول وهي تضغط بأسنانها الأمامية على شفتها السُفلى ، أنزلت قدميها العاريتين وهي تحتمي بالغِطاء لتُداري عورتها ثُم إلتقطت ملابسها المُبعثرة أرضاً وهي تفتح باب غُرفتها بهدوء وتركُض للحمام من دون أن تراها ليلى شقيقتها الصُغرى
ألقت ملابسها في سلة الغسيل ووقفت بجسدها الممشوق أسفل المياه الدافئة وهي تشعُر مع كُل قطرة ماء ترتطم بجسدها بلمسة جبريل وشفتيه وأصابعه على جسدها ، مالت برأسها جانباً وهي تبتسم ورائحة جبريل العطرة المُلتصقة بها بدأت تظهر مع المياه الدافئة ، تلوث الماء باللون الأحمر تحت قدميها ف لم تكترث ، لقد سلمت ذاتها بمحض إرادتها للشخص الذي أحبته وخفق قلبها له ، لا تُريد أن تتكرر مأساة سارة مرة أُخرى بها وتُصبح قصتها حزينة ك صديقتها التي فقدت عقلها
إنتهت جولييت من الإستحمام لتضع المِنشفة حول جسدها وتخرُج من حوض الإستحمام ، ركضت بإتجاه غُرفتها وأغلقت الباب وهي تُزيح تلك الملاءة المُتسخة وتُلقيها أرضاً وبدأت في إرتداء ملابسها إستعداداً للعمل ، جففت شعرها وحملت الملاءة ووضعتها في الغسالة وتركتها لتُغسل
دخلت المطبخ لتجد ليلى تقف وتصنع شطيرة الجُبن
قبلتها جولييت وقالت : الجميل أخيراً صحي بدري ؟
ليلى بإرهاق : قومت من النوم جعانة قولت أعمل ساندوتش جبنة لحد ما أشوف هنتغدى إيه ، إنتِ شكلك رايقة يعني هو صاحبك مشي إمبارح الساعة كام ؟
نظرت لها جولييت بعقدة حاجبيها وقالت : أعتقد مشي الصُبح ؟
ليلى بضيق : أنا صحيت على صوت قفل الباب لكن مشوفتوش خالص ، زي ما يكون إختفى
نظرت جولييت أمامها وبدأ الخوف يدُق أبواب قلبها ، هل من المُمكن ألا تراه مرة أُخرى !
* في الجزيرة

 

 

 

 

كان جبريل يجلس على القِمة ذاتها ينظُر للمياه الصافية ويُدندن بموسيقى حزينة ، جلست بجانبه صديقته وهي تقول : إحنا كُلنا حسينا بالقلق عليك يا جبريل ، إنت بخير ؟
نظر لها جبريل وكأن عيناه أظلمت أكثر وأكثر من الحُزن .. ثُم تلألأت دمعة ماسية في عينيه الحزينة ليقول وهو ينظُر لصديقته : أنا مستحقش أكون بخير
وضعت صديقتها يدها على كتفه لتقول بقلق : متقولش كدا ! كُلنا بنحبك وكُلنا من غيرك نتوه ، فكرة إنك تكون حزين أو مش بخير دي بتخلينا دايماً في حالة خوف
جبريل بتأنيب ضمير : كُل شيء كان غصب عني ، بحس إن غرايزي بتتحكم فيا زي الحيوان .. من غير ما أعمل حساب لإن مُمكن حد يتأذي معايا
عقدت صديقته حاجبيها بعدم فهم لتقول : إيه اللي حصل ؟ سارة أحزنتك بكلامها مرة تانية ؟
نظر أمامه وكأنه لا يود الحديث ، ولكن داخله كان يود أن يراها مرة أُخرى ، كيف سيمنع عينيه من رؤيتها ! كانت بين يديه لينه ك قطعة عجين ، ودوامة الحُب العنيفة التي حدثت بينهم في الليلة السابقة جعلته يُفرغ جل مشاعره معها .. ولكن ماذا عنها ! تلك المسكينة التي ستتألم فيما بعد والسبب هو
أنزل راسه بضيق ليقول بنبرة حزينة : أول كُل شهر ، روحي إنتِ وهاتيلي القنينة من جولييت ..
وقد حسم الأمر أنه سيبتعد عنها قدر الإمكان ، لعله يُنقذها من لعنته تلك ..
* داخل المتجر

 

 

 

 

 

دخلت جولييت مُسرعة وهي تلتقط أنفاسها بتعب وتقول بإعتذار لذلك المُسن الجالس في مقعدها : مش هاخد أي أجازات تاني وهلتزم
عقد حاجبيه بغضب ليقول : أنا كُنت بدور على بنت تشتغل بأجر لإن صصحتي متسمحليش أنزل كُل يوم وقفلة المحل بتحزنني ، وبدأت بالفعل أدور على بنت غيرك لإنك مش مُلتزمة وخيبتي أملي فيكِ
ماذا ! فتاة أُخرى ؟ ويراها جبريل لتقع في عشقه هي الأخرى ؟ لا لا
أجابت بسُرعة : وواحدة تانية ليه ؟ شوف لو حصل مني أي تأخير تاني أو أجازة هجبلك بنفسي بنت مكاني ، دا وعد إني هلتزم لإني فعلاً محتاجة الشُغل والمُرتب
خرج السيد العجوز من خلف المكتب الخشبي المُستدير وهو يرتدي معطفه الشتوي ويقول : أما نشوف ، همشي حالياً متنسيش تنظفي الأنتيكات والشموع .. ومخزن القنينات إياك تسيبيه مفتوح مرة تانية
إبتسمت جولييت وهي تُحرك رأسها ب طاعة ف أضاف قائلاً : طبعاً مش محتاج أفكرك إنك مخصوم ليكِ يومين من المُرتب
بهت وجهها قليلاً ف قالت : اللي حضرتك تشوفه
خرج من المتجر لتزفُر براحة وهي تقول : يومين شهرين ، كُله فداء لجبريل
وضعت إصبعها على شفتيها وهي تتحسسهما وتتذكر جبريل ، كم كان رقيقاً معها يُعاملها بالفعل ك أُنثى ويُقدر مشاعرها مع كُل حركة ولمسة ، نظرت بعينيها الداغئتين للتمثال الصغير الأبيض على هيئة ملاك ، وكان حزين أيضاً يستند بوجهه على كلتا يديه الصغيرتين
لتبتسم وهي تقول بعشق : جبريل ♡ ملاكي جبريل ..

يتبع ..

اترك رد