روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت التاسع والثلاثون

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء التاسع والثلاثون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة التاسعة والثلاثون

(حبيبي يا أنا )
حبيبي كان هنا
مالى الدنيا عليٌا
بالحب والهنا
حبيبي يا انا
يا اغلى من عينيٌا
نسيت مين انا ؟؟
انا الحب اللى كان
اللى نسيته اوام
من قبل الآوان
نسيت اسمى كمان !!
نسيت يا سلام
على غدر الإنسان
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يوسف لا …يوسف لا !!!
صرخت نسرين بقوة وهي تحاول تدفعه بينما الدموع تنفجر من عينيها …كانت دموعها لا تتوقف …صراخها لا يتوقف ولا حتى مقاومتها…كانت تقاوم بكل ما تستطيع لكي يبتعد عنها ولكنه كان أقوى بكثير …كان يسيطر بجسده عليها …يثبت كفيها بيد واحدة واليد الآخرى يثبت بها وجهها ..كان ينظر إليها مطولا …عينيها أصبحت بلون الدم من شدة البكاء ووجهها يكاد تنفجر منه الدماء …
-أنا حبيتك …
قالها والدموع تنساب من عينيه …
-حبيتك
كررها مرة آخرى بإختناق وأكمل :
-حبيتك زي ما حبيتها وأنتِ كسرتيني زيها …أنا عمري ما خدعتك ولا أجبرتك تحبيني يا نسرين …عمر ما ده حصل …أنتِ حبتيني بإرادتك …وعدتيني انك هتفضلي معايا طول حياتي يا نسرين …قولتي انك عمرك ما هتكسريني وكسرتيني ..كسرتيني يا نسرين !!!
أنهمرت الدموع أكثر من عينيها وقالت :
-وأنت وعدتني انك هتحميني دايما يا يوسف وخلفت بوعدك ..روحت لأبويا وقولت على علاقتنا …أفتكرتك أماني وانت اللي رمتني في النار بنفسك …أنت اللي خليت بابا يأذيني …كنت بقولك أنه بيأذيني وانت وعدتني انك مش هتخليه يقربلي تاني …بس انت بنفسك سلمتني ليه …أنت بنفسك خليته يأذيني يا يوسف …..
-أتجننت وقتها لما حسيت انك هتبقي لحد تاني يا نسرين …
-أنا اسفة محبتش اجرحك زيها …بس خلاص يا يوسف اللي بيننا انتهى …رجعني فرحي …رجعني لو سمحت …
هز يوسف رأسه بالنفي وقال:
-مستحيل أنتِ بتحبيني أنا!أنا وبس !!!!
هزت رأسها وهي تبكي وقالت:
-اسفة …اسفة بس مبقتش احبك …مبقتش يا يوسف …أنا بحب فؤاد …فؤاد وبس …
-اخرسي …اخرسي …
صرخ فيها بشراسة وصفعها بقوة …بكت هي وحاولت دفعه عنها ولكنها فشلت في هذا أنحنى هو وانتهك شفتيها بينما شعرت هي بالقرف من نفسها …حاولت الصراخ ولكنه كان يكتم فمها بشفتيه بينما تمزق يديه فستانها …
حررت شفتيها وهي تصرخ به :
-هقتل نفسي ..والله هقتل نفسي لو كملت يا يوسف …ولا انت ولا غيرك هيمنعوني أعمل كده …هقتل نفسي !!!!
كانت تصرخ بها …وكانت كلماتها صادقة للغاية….
اخذت تبكي وتقول بتوسل:
-أبوس ايديك سيبني امشى يا يوسف …ابوس ايديك عايزة افرح في حياتي …أنا لقيت اخيرا الإنسان اللي بحبه …الإنسان اللي هيعوضني عن قسوة بابا عليا …الإنسان اللي أنا عايزة اعيش معاه باقي حياتي …
كلماتها قتلته …وجد نفسه يقول ببشرة شاحبة كالأموات:
-طب وأنا…أنا ايه …فين حبك ليا ؟!أنا حبيتك …حبيتك ده جزائي!!!
-أنا اسفة …اسفة …
-مش عايز اسفك ..مش عايزه …اعمل بيه ايه ؟!!قوليلي اعمل بيه ايه …
نهض من عليها وهو يشد شعره بينما الجنون يعصف به …لقد انتهى الأمر …انتهى …هو لا يمكنه أن يؤذيها …فكر حقا في فعل هذا …فكر أن يكون أناني لمرة واحدة فقط ويعتدي عليها وحينها ستعيش معه مجبرة ولكن هل يريد ذلك؟!هل يريد أن يمتلك جسدا قلبه ملك لآخر …هل يريد أن يتزوجها وقلبها مع آخر ويعيش تعيسا للمتبقي من حياته …كانت الاسئلة تعصف بعقله والجواب لا يجرؤ على قوله …لأن فكرة أن تبتعد عنه للأبد تقتله …تحطمه بقوة ولكن العلة ليست به العلة بها …هو يكره رؤيتها تعيسة …كان منير دوما يخبره ان ما يشعر به نحو نسرين ليس حباً بل احتياج …فهي كانت بديل لرقية ولكن منير كان مخطئ …هو أحب نسرين احبها حقاً وان كان إذاها وإن كانت علاقتهما سامة …هو أحبها. ..أحبها ويؤذيه أنها لم تعد تحبه بعد الآن …نظر إليها بتعب كانت متسطحة على الفراش تبكي بعنف بينما فستانها الجميل ممزق …
نهضت بتعب واستطاعت أن تجلس على الفراش وهي مستمرة في البكاء …تغطي عينيها كي لا تراه …أغمض عينيه بتعب وقال:
-بتحبيه يا نسرين …بتحبي فؤاد ؟!
أبعدت كفها ونظرت إليه ثم هزت رأسها بالإيجاب وقالت؛
-هو الإنسان اللي أنا بتمناه..
أغمض عينيه بألم ..رباه هذا يحطمه …تنفس بسرعة وقال بينما الدموع بدأت تحتشد في عينيه ؛
-طب وأنا ..فين حبك ليا ؟!
-مكانش حب يا يوسف أنا اسفة …أنا عرفت أن مشاعري ناحيتك مكانتش حب …أنا أسفة يا يوسف …اسفة !!
انسابت دموعه وقال:
-أسفة …اسفة بكل بساطة…بتقولي أن مشاعرك ليا مكانتش حب …اومال ايه كمية الوعود اللي اخدتها منك دي يا نسرين …ايه ؟!كل ده مش حب معقول …اومال ايه انت أماني وهفضل طول حياتي معاك …
ضرب صدره وقال:
-انا حبيتك ..حبيتك… مشاعري كانت حقيقية …كنت خايف من الحب بس عشان خاطرك.حاربت خوفي وحبيتك …وانت كسرتيني زيها …صحيح أنا اذيتك وبعترف بغلطي الكبير في حقك …بس صدقيني غلطك أنتِ اكبر …
ضحك مرة آخرى بقهر وقال:
-أنا جيبتك هنا عشان اكسرك ….جيبتك عشان متقدريش تقوليلي لا …جيت عشان احرق قلبك زي ما حرقتي قلبي …بس فشلت يا نسرين ..فشلت عارفة ليه ؟!عشان حبيتك …الإنسان مش بيأذي اللي بيحبه يا نسرين …
-بس أنت اذتني …
قالتها بنبرة مختنقة ليرد :
-صدقيني مش اكتر من اذيتك ليا !!أنا هرجعك لعريسك وهسافر برا مصر …أنتِ مش هتشوفي وشي تاني …
…………..
-ما توطي صوتك متنساش انت فين ؟!
قالها ضابط الشرطة لفؤاد الذي كان غاضب بشدة وكان يصرخ في مركز الشرطة بينما نهى خلفه ودموعها تنفجر من عينيها …فبعد أن عرفت من ليان أن يوسف قد أخذ نسرين والقلق ينهش بها …ماذا أن اذاها؟!.. الفتاة المسكينة متي ستجد الراحة ؟!!!
-يا فندم حط نفسك مكاني ممكن ؟!بقولك البنت اللي هتجوزها اتخطفت …راجل مجنون خطفها من الكوافير وحضراتكم شوفتوا الكاميرات بتاعة الكوافير ..ليه لحد دلوقتي محدش قدر يجيب خطيبتي !!!!
-يا دكتور احنا بندور عليها فعلا وبعتنا إخبارية لكل المطارات ومحطات الاتوبيس والسكة الحديد وحتى مواقف العربيات وشغالين مش نايمين يعني تصرفك مش مقبول بالمرة …
-اهدى يا فؤاد يا ابني …اهدى شوية ..
قالها كريم وهو يشد على كتفه ليزفر فؤاد بضيق …يشعر أنه عاجز عن أي شئ …قرر الخروج والبحث عنها بمفرده….لن يترك الأمر هكذا…..
خرجت نهى وكريم خلفه ولكنه كان قد غادر …
-يارب سلم يارب ..يارب سلم !!
قالتها نهى وهي تبكي …فهي تخاف أن يتورط ابنها بشئ …أنها لم ترى فؤاد غاضب بتلك الطريقة ابدا …ولكنه محق ..فيوسف قد تجاوز كل الحدود …
شدت على ذراع كريم وقالت بتوسل:
-كريم اعمل حاجة ابوس ايديك …
هز كريم رأسه وأخرج هاتفه ليتصل بمنير ويعرف إذا كان قد عرف مكان يوسف ولا لا …فمنير أيضا يبحث عن يوسف قبل أن تمسكه الشرطة لكي يقنعه ان يعيد نسرين …كان كريم يعترف أنه لديه يد في تلك المشكلة الكبيرة …فلو اهتم بإبنته قليلا لم تكن لتنظر إلى صديقه أبداً ….
.
-ايوة يا منير لقيت حاجة ؟!
قالها كريم بلهفة ما أن رد عليه منير …فتنهد منير وقال:
-للاسف لا ملقيتش حاجة يا كريم …اختفى …روحت كل الاماكن اللي ممكن يبقى فيها ملقيتهوش …
-الحيوان ابن الكـ لب .وديني لما أشوفه لأ قتله!!!
…….
في سيارة فؤاد …
كان يقود السيارة بسرعة كبيرة …تندلع من عينيه النيران …ود لو رأى يوسف الآن لكان قتله على الفور ….غضب شديد يعصف به …عينيه حمراء من فرط الغضب ….يشد على المقود بقوة …رن هاتفه فجأة ليجدها ليان …كاد الا يرد ولكنه تذكر أنها الآخر تشعر بالرعب الشديد فبعد أن ضربها يوسف أتى شقيقها وأخذها عنوة لترتاح بالمنزل …
امسك هاتفه ورد عليها …
-ها وصلتوا لحاجة ؟!
قالتها ليان بلهفة ليرد فؤاد بإقتضاب :
-لا يا ليان لسه معرفناش حاجة ….
شهقة ضعيفة انفلتت من بين شفتيها وقالت بإختناق :
-أنت لسه في القسم صح أنا جاية ؟!
-لا يا ليان أنا سيبت القسم بلف بعربيتي وبدور عليها ويارب نلاقيها …
انسابت دموع ليان وقالت:
-أنت فين يا فؤاد حاليا أنا عايزة ادور عليها معاك …مكانش لازم اسمع كلام اخويا وارجع معاه ..قولي انت فين.؟!
تنهد وقال:
-ليان ارتاحي أنتِ وانا هلاقيها …اصل مفيش حاجة هتقدري تعمليها …هتتعبي نفسك على الفاضي …ارتاحي في البيت أنتِ بس وانا لما الاقيها هتصل بيكي …
-ياريت يا فؤاد…ياريت …
-متقلقيش بإذن الله خير يالا سلام ..
-سلام …
ثم أغلقت الهاتف ….
مرة آخرى رن هاتفه ولكن برقم غريب….
فتحه بسرعة فقد تكون هناك معلومة ما عن نسرين والصوت الذي سمعه جعله قلبه يسقط بقدميه ….
-فؤاد …فؤاد ….
أوقف السيارة فجأة وهو يسمع صوت نسرين الباكي …
-نسرين ..أنتِ فين يا حبيبتي …قوليلي أنتِ فين ؟!
ولكن فجأة سمع أحد ما يأخذ الهاتف منها وصوت يوسف اخترق روحه الغاضبة بشدة …
-ايوة يا فؤاد …
-وديني لأقتـ لك يا يوسف …هقتـ لك يا أحقر خلق الله انت ازاي …
كان فؤاد يصرخ وهو يشتمه ويتوعد له ….
-ايه رايك تبطل شتايم عشان متفق اجيبلك نسرين فين ؟!….
-هي فين ؟!
تنهد يوسف وهو يخبره بالمكان بالضبط وينبه عليه الأ يدخل الشرطة في الموضوع فهو لا يريد اي مشاكل …
…….
بعد نصف ساعة …
وصل فؤاد للمكان البعيد نوعا ما بسبب قيادته السريعة …كان حي راقي ولكنه هادئ جداً…
ترجل من سيارته وهو ينظر حوله وكاد أن يتصل بيوسف إلا أن صوت نسرين أوقفه …
-فؤاد ..
قالتها نسرين بصوت باكي ليستدير ويراها تقف خلفه بمسافة وخلفها يوسف …توسعت عيني فؤاد بصدمة وهو يطالع فستانها الممزق قليلا ولكنه لم يجد وقت ليسأل إذ أن نسرين اندفعت إليه وعانقته بقوة وهي تبكي…
-حبيبتي …حبيبتي ..
كان يقولها وهو يضمها بقوة ويقبل رأسها….
أبعدها قليلا وعانق وجهها وهو يقول :
-عمل فيكي ايه ؟!قولي …انطقي عمل ايه ؟!
كان يشير إلى فستانها الممزق وفعلا ابتعد عن نسرين متجها ليوسف والنيران تندلع من عينيه بقوة وقال:
-انا هوريك يا جبا ن يا حقيـ ر !!!
ولكن نسرين ركضت وامسكت كف فؤاد ثم عانقته وهي تقول :
-معملش حاجة …معملش حاجة سيبه يروح يا فؤاد عشان خاطري ..
ولكن فؤاد أبعدها مرة آخرى لكي يذهب إليه …لتمسكه نسرين من كفه بقوة وتعانق وجهه وتقول بعاطفة :
-سيبه يا فؤاد …سيبه يروح ..خلينا نرجع ونبدأ حياتنا من جديد أنا وانت ..أنا بحبك ..بحبك.!!!
بهت وهو ينظر إليها …شعر بدقات قلبه تتسارع …ابتسم لها وعينيه تبرق بشدة …
فعانقته هي بقوة وهي تقول:
-بحبك يا فؤاد …
وظلا متعانقين لفترة طويلة بينما يوسف ينظر اليهما وقلبه يتمزق …كان الألم رهيب …مسح الدموع التي أغرقت وجنتيه ثم استدار وذهب …قد انتهت قصته مع نسرين كما انتهت مع رقية …وأصبح هو الخاسر الوحيد …لقد ظن أنه عندما يعطي قلبه لشخص آخر سوف يحافظ عليه ولكن هذا لم يحدث لقد أعطى قلبه لرقية وحطمته ونسرين فعلت المثل …والآن أن أفضل ما يفعله أن يترك تلك البلاد ويذهب ..لا يريد أن يبقى هنا بعد الآن!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ربنا يعوض عليك يا حسين …
قالها أمير بشفقة وهو يربت على كتف حسين بينما يقف الجميع امام المنزل المتفحم …
-الحمدلله على كل حال يا أمير …الحمدلله على الأقل خرجنا بالسلامة ومفيش حد.حصله أي حاجة …الحمدلله كل حاجة تتعوض الا صحة تحية والاولاد …
قالها حسين برضا غريب ولكن لم يخفى عن أمير لمعة الدموع بعينيه …
نظرت تحية الى المنزل والدموع تغرق عينيها…وقالت بصوت مرتجف :
-انا السبب …أنا السبب …أنا اللي نسيت طاسة الزيت على النار ونومت …أنا اللي ضيعت كل حاجة …أنا السبب أنا ….
ضمتها عبير وقالت برفق :
-قولي الحمدلله اللي قدرتي تطلعي انتِ وجوزك وعيالك من غير ما تحصلكم حاجة …احمدي ربنا يا تحية …
-الحمدلله ..الحمدلله ..
قالتها تحية بنبرة مختنقة وهي تمسح دموعها …
-يالا يا حسين عشان تروح ترتاح …
قالها أمير وهو يجذب حسين الا انه قال له بإحراج :
-ايه اللي أنت بتقوله ده يا أمير انت عريس جديد والنهاردة دخلتك اجي فين بس ؟!روح فين وانا هتصرف …
-بس يا راجل عيب الكلام ده …يالا هتفضلوا معايا لحد ما تحلوا المشكلة دي …
وقبل ان يعترض حسين مرة أخرى جذبه أمير وجذبت عبير تحية والاولاد متجهين جميعاً الى منزل أمير الصغير ….
………
في بيت أمير …
في التراس…
كان يقف حسين وهو شارد ويقف بجواره أمير لحين انتهاء تحية وعبير من اعداد مكان للنوم بصالة المنزل …
……
-والله أنا مكسوفة منك اووي يا عبير ..احنا زاحمناكم في ليلة دخلتكم…بقولك ايه يا اختي أنا هنام أنا هنا في الصالة أنا والعيال وحسين وناموا أنتوا في اوضتكم ..يعني مش كفاية تطفلنا وجينا هنا كمان أنا هنام في الأوضة وأمير يطلع برا اوضته ..ميصحش …
ابتسمت عبير وقالت:
-لا تطفل ولا حاجة ..متقوليش كده انتِ اخت أمير يعني زي اختي وربنا يعلم بحبك قد ايه …أنا عمري ما هنسى أنك وقفتي جمبي في أسوأ ايامي جه وقتي اقف معاكي …ربنا يعوضكم يارب …وبعدين أمير مش هيرضى أنك تنامي في الصالة ..هو قال أنا وانتِ والعيال هنام في الأوضة وهو وحسين هيناموا في الصالة وانا مقدرش أكسر كلمة جوزي …
ضحكت تحية وقالت:
-ربنا يخليلك جوزك يا اختي .
-امين يارب ..
قالتها عبير مبتسمة …
…….
في التراس …
كان ما زال حسين واقفا ينظر الى الفراغ وهو يتنهد بتعب …كل شئ ضاع والآن لم يبقى معه سوى الاموال التي في حسابه…صحيح مبلغ جيد جدا ولكنه لم يكفي لإعادة بيته مثلما كان …..لا يكفي ابدا …
هربت تنهيدة متعبة من بين شفتيه ليضع أمير كفه.على كتفه ويقول بهدوء :
-هتتحل يا حسين …هتتحل بإذن الله …
هز حسين رأسه وقال بيأس :
-صعب …صعب اوووي يا أمير …صعب اووي …
ثم أطرق رأسه بيأس…ابتسم أمير بلطف وقال:
-مفيش حاجة بعيدة عن ربنا …ربنا كريم يا حسين وهيعوضك خير …يالا عشان ترتاح ومتفكرش كتير وتحمد ربنا ان مفيش حد فيكم حصله حاجة ….

في المطبخ…
كانت عبير تمسك كوب الماء لتضعه في الغرفة التي تنام هي وتحية بها كي لا تخرج كثيراً عندما ولج أمير وابتسم لها…بادلته ابتسامته بإبتسامة رائعة للغاية. …كانت عينيها تبرق بشدة …رفع أنير كفه ومررها على وجنتيها وهو يقول :
-حقك عليا هبقى اعوضك بعدين …
قبلت كفه وقالت برقة :
-انا متأكدة من كده …
ازدادت ابتسامته اتساعا وهو يقترب بشفتيه منها …أغمضت عبير عينيها ولم تمتنع أبدا …ولكنهما فجأة انتفضا سويا عندما ولجت تحية للمطبخ:
-أنا اسفة والله …
قالتها تحية بإحراج ووجنتيها ملتهبة من شدة الخجل …
اطرقت عبير برأسها وهي تتمنى ان تنشق الأرض وتبلعها بينما خرج أمير مسرعا …
اقتربت تحية من عبير وهي تقول بإحراج :
-حقك عليا والله …حقك علينا …
ابتسمت عبير وقالت :
-محصلش حاجة لده كله يا تحية …أنا مش زعلانة …يالا عشان نروح ننام…
هزت تحية رأسها وذهبت مع عبير للنوم …..
……
في الغرفة …
كانت عبير تنام على ناحيتها بالفراش والاطفال بالمنتصف وتحية من الناحية الآخرى …كانت لا تكف عبير عن الابتسام بسعادة …انها تشعر بالراحة الآن …لقد تحقق حلمها واصبح حبيبها هو زوجها …شعرت أنها في غاية السعادة ..وبعد الله عز وجل يجب أن تعترف ان جواهر ساعدتها كثيرا في هذا الآمر …لن تنسى أبدا ان جواهر ساعدتها وانقذتها من زواج لا تريده لتقابل حبها الحقيقي …الحب الذي تاقت دوما إليه …. فجأة تجهمت وهي تتذكر ان جواهر لم ترد على اتصالاتها حتى انها لم تحضر زفافها
.تتمنى ان تكون بخير…قررت ان تذهب إليها غداً …فهي تعرف ان جواهر تعاني الان خاصة مع غضب عدي منها …هي تعرف الحب وتعرف ألمه جيدا…لذلك فهي تشعر بجواهر ولتكن صريحة هي أهملت صديقتها قليلا …صديقتها التي فعلت كل شئ لتحميها.من والدها….لن تنسى أبدا أن جواهر ضحت بالكثير من أجلها !!
أغمضت عبير عينيها وهي تغرق بالنوم ….
……
في اليوم التالي …
في قصر رشيد …
كانت ليان جالسة مع شقيقها تأكل طعام افطارها بكل هدوء ..كانت مبتسمة براحة لأن نسرين أخيراً عادت للمنزل …
-عدي أنا طالعة النهاردة مع نسرين عشان نجيب فستان الفرح مرة تانية …
ضحك عدي وقال:
-انا خايف تتخطف مرة تانية ونعيد نفس الحوار …
-لا متقلقش يا عدي خلاص يوسف هيسافر وهيبعد عنهم ..
هز رأسه موافقاً وقال:
-بصراحة هو ده الصح …البنت قد عياله ومش هتنجح علاقتهم أبداً…مش عارف هو كان بيفكر في ايه لما حبها .!!!
هزت ليان كتفها وقالت:
-احنا مبنقدرش لا نتحكم في مشاعرنا ولا قلبنا يا عدي …مبنفكرش ليه ممكن نحب ده ..بنحبه وخلاص …زي ما انت لحد دلوقتي بتحب جواهر !
نظر إليه عدي ببرود وقال؛
-ممكن متجبيش سيرتها ؟!لو سمحتي يعني ..أنا مش عايز اسمع اسمها هنا خالص كلامي مفهوم ؟!!
هزت ليان رأسها وقالت:
-انا بجد مش قادرة افهمك …رغم أن عبير جات وقالتلك الحقيقة كلها ومخبيتش حاجة عنك …وعرفت هي عملت كده ليه ؟!البنت برضه معذورة كان مفروض تسامحها …
-هو احنا مش هنخلص من الحوار ده يا ليان ؟!كل يوم لازم تتكلمي في ام الموضوع ده …هو مفيش تغيير خالص ؟!
-ايوة يا عدي مفيش تغيير عشان شايفة انك قاسي عليها أوووي…انت عرفت الدافع بتاعها …هي مكانتش عايزة تخدعك بس حط نفسك مكانها ..واحدة ممسوك عليها شيكات ووالدتها تعبانة أوووي والحياة متقفلة في وشها…هي مش هتختار طبعا تتحبس …ومعلش يا عدي انت كمان مش برئ …انت اتجوزتها وعارف انها مش عايزاك …
-كان عندها كذا فرصة عشان تقولي الحقيقة لكن هي اختارت تخدعني !!!
قالها عدي بغضب…مازال الأمر يؤلم …هو يتساءل في اليوم ألف مرة عن السبب الذي جعلها تخاف أن تحكي له الحقيقة …لقد سنحت لها العديد من الفرص …كان يمكنها أن تخبره وقتها يقسم أنه سوف يساعدها ولن يغضب منها ولكنها اختارت أن تخفي عنه الحقيقة …اختارت أن تعامله معاملة الأحمق…اختارت الكذب …فلا يحق لأحد أن يلومه على كذبه …
-بس هي قالتلك الحقيقة في الآخر ..
عارضات ليان بقوة ليرد من بين أسنانه :
-بعد ما كشفتها ..
-لا وقتها مكانتش تعرف انك كشفتها …بالعكس أنا وقتها اديتلها الشيكات ولو كانت حرقتهم كانت هترتاح من تهديد شريف لكن هي اختارت تخاطر وتقولك الحقيقة وتديك.الشيكات…يعني جواهر مش كانت حابة تخدعك بس احيانا بتحطنا الحياة في مواقف وحشة اووي وهي الموقف اللي اتحطت فيه لا تحسد عليه …
تنهد عدي وقال:
-كفاية كلام في الموضوع لو سمحتي يا ليان …أنا قولت نقفل عليه ..مش عايز اسمع سيرة جواهر هنا …هي خلاص انتهت من حياتي ومستحيل ترجع …
-اللي بيحب بيسامح يا عدي ؟!
قالتها ليان بحزن وهي ترى أن اخيها ما زال مصرا على رأيه
-مش أنا صدقيني ..مش انا يا ليان أنا مبعرفش اسامح اللي خدعني وجواهر كسرتني لما كدبت عليا وخلاص طرقنا مع بعض اتقطعت ومستحيل نرجع زي الأول …
هزت ليان رأسها وقالت:
-انت بجد.قاسي اووي يا عدي …متخيلتش تك تكون بالقسوة دي …انت اللي هتندم يا عدي لما حب حياتك يروح منك …احسنلك سامح دلوقتي وعيش حياتك …بلاش تخلي الحقد يسيطر عليك …جواهر لو مكانش غرضها شريف وحاولت تساعد عبير مكانش اتحطت في الموقف ده ..هي بنت طيبة اووي
-ليان خلاص لو سمحتي قولتلك مش عايز اسمع سيرتها في البيت ده ..ممكن ..
تنهدت ليان وقالت:
-اللي تشوفه يا عدي أنا مش هضعط عليك بس خلي بالك انت اللي هتخسر حب حياتك لو استمريت في عنادك …
ثم نهضت وتركته غارق في تفكيره
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تنظر إلى صورته التي اخذتها خلسة من منزله …صورة له وهو أصغر سنا يبتسم بعمق ويبدو أن الحياة لم تضع آثارها البشعة عليه بعد ..ابتسمت جواهر دامعة وهي تمرر كفها على ملامحه …كم اشتاقت له …وكم هو قاسي …أنه يرفض بإصرار ان يسامحها وهي لا تريد الذهاب إليه مرة أخرى كي لا يهينها ويريق كرامتها …أغمضت عينيها وهي تفرغ دموعها بقوة ..قلبها يؤلمها وهو بعيد جدا عنها …تخاف أن تفتح الصحف يوما فتراه قد ارتبط بغيرها..لو حدث هذا سوف تموت بكل تأكيد….
-جواهر ؟!
أخرجها من شرودها العميق صوت والدتها فأخفت الصورة مسرعة في خزانتهاثم مسحت دموعها ورسمت ابتسامة رائعة على شفتيها وخرجت !!!
اتجهت لصالة المنزل حيث والدتها تجلس وقالت :
-نعم يا ست الكل …
فتحت والدتها ذراعيها وقالت:
-تعالي يا بنتي اقعدي معايا بدل ما أنا قاعدة لوحدي كده …تعالي يا بنتي ..
هذا كل ما كانت تريده في هذة اللحظة …أرادت أن تندفع إلى أحضان والدتها وتضمها بقوة ثم تبكي وتبكي. ..تفرغ كل احباطها …غضبها وانهيارها بين احضان والدتها ولكنها لن تفعل هذا …لن تحمل والدتها عبأ آخر …يكفيها معاناتها مع مرضها …
تنهدت جواهر وهي تضمها بقوة وتبتسم ببهوت…
قبلت سوسن رأس جواهر وقالت :
-وحشتيني يا بنت …لما قطعتي بيا حسيت اني وحيدة وضعيفة يا جواهر …عرفت أن وجودك هو اللي بيقويني يا بنتي …متبعديش عني تاني …
احتشدت الدموع بعيني جواهر وقالت بصوت مختنق ؛
-اوعدك مش هبعد تاني ابدا يا ماما …هفضل هنا معاكي …حتي شغل مش هروحه هفضل معاكي وبس .. …..الفترة دي بالذات هقضيها معاكي يا ماما …مش هنشغل بحد ولا هستقبل حد …هبقى معاكي ….هنعمل كل حاجة سوا …هنعوض الايام اللي غبتها عند ،….وعد يا ماما ..ده وعدي ليكي …
ابعدتها سوسن قليلا ثم قبلت رأسها وقالت:
-ياريت يا جواهر …اصلك وحشتيني اووي…عايزة اقضي الباقي من حياتي معاكي يا بنتي …وياريت لو تتجوزي عشان عايزة اشوفك بفتسان الفرح قبل ما أموت ….
احتشدت الدموع بعيني جواهر وقالت:
-بعيد الشر عنك يا ماما ايه اللي أنتِ بتقوليه ده؟!ربنا يديكي العمر الطويل !!!
ابتسمت سوسن وقالت:
-خلاص يا بنتي هناخد زمننا وزمن غيرنا …احنا كبرنا وعيشنا وفرحنا ووقعنا وكوننا ذكريات واتعلمنا دروسنا كويس …خلاص بقا عايزين ايه من الحياة تاني …الوقت ده وقتكم …
قالتها وهي تشد على كفها واكملت بصوت قوي ؛
-عيشي حياتك يا جواهر …عيشها يا بنتي الحياة مبتتعاشش الا مرة واحدة بس .افرحي وانبسطي وحبي وعيشي اللي مقدرتيش تعيشيه قبل كده….روحي عيشى حياتك بالطريقة اللي متاحة ليكي….دي نصيحة مني …
ابتسمت جواهر وقالت:
-الطريقة الوحيدة اللي نفسي اعيش حياتي بيها اني ابقى معاكي يا ماما …ابقى معاكي… للأبد …خليكي معايا متسبنيش يا ماما …
ابتسمت سوسن وضمتها لتنفجر جواهر بالبكاء فتقول سوسن بحيرة :
-الله بتبكي ليه يا بنت أنتِ فيه ايه ؟!
-ضمت جواهر والدتها بشكل أقوى وقالت:
-ماما خليكي معايا متسبنيش …صدقيني أنا مش هقدر اعيش من غيرك …أنا مليش اي حد في الحياة دي غيرك أنتِ ..عشان خاطري خليكي معايا…
انسابت دموع سوسن حزنا على ابنتها المسكينة …لو كان الأمر بيدها لبقت ولكنها اقدار وهي راضية بقدرها ولا تتذمر منه ابدا …
تنهدت سوسن وقالت:
-انا معاكي يا حبيبتي ..معاكي اهو ومش رايحة حتة
تمسكت جواهر بتلك الكذبة ..تلك الكذبة الجميلة هدأت من روعها قليلا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقفا كل من أمير وعبير أمام البناية التي تسكن بها جواهر …نظر أمير الى زوجته وقال؛
-بعد ما تخلصي رني عليا عشان اجيلك وأخدك ماشي ..
هزت رأسها مبتسمة فأكمل وهو يلمس كفها خلسة :
-رايح احجز النهاردة في فندق هنقضي الليلة هناك ونحتفل براحتنا …
احمر وجهها بقوة ولكنها لم تمسح ابدا ابتسامتها بل ازدادت ابتسامتها تألقاً وقالت:
-تمام ماشي ..
-يالا سلام …
-سلام يا حبيبي …
-حلوة اووي حبيبي منك ..
قالها مشاكسا إياها لتبتسم بحب ..ذهب هو وظلت تتبعه بعينيها حتى ذهب …تنهدت بسعادة وهى تستدير وتدخل بناية جواهر …
…….
وقفت أمام باب المنزل وهي تتنهد ثم طرقت على الباب …فُتح الباب لتظهر جواهر …لم يبدو عليها انها تفاجأت بها أو حتى أنها سررت برؤيتها بل تجهمت جواهر عند رؤيتها وشدت على الباب …
-جواهر انتِ كويسة ؟!
-جاية ليه ؟!
قالتها جواهر ببرود وهي تمسك باب المنزل ولا تسمح لها بالدخول …
عقدت عبير حاجبيها بدهشة وقالت:
-جواهر مالك فيه ايه ؟!فيه مشكلة معاكي ؟!
-قولي مشاكل …من اول ما عرفتك وعرفت ابوكي وانا المشاكل مش سايباني في حالي أبداً …أنا بسببك وبسبب ابوكي بعيش اسوأ ايام حياتي …أنا عملت معاكي خير ملقيتش الا الشر …
احتشدت الدموع بعيني عبير وقالت بإختناق:
-انا اسفة ..اسفة عشان بتعاني بسببي و…
-وانا اصرف اسفك من فين ؟!ها قوليلي من انهي بنك اصرفه…اي حد يغلط في حقي يقولي آسف …كلمة تافهة وباردة …
صرخت بها لتتراجع عبير بتوتر فتكمل جواهر:
-أنتِ وابوكي دمرتوا حياتي …أنا ضحيت بنفسي عشان اهربك وانا اللي خسرت في الآخر …أنتِ اهو اتجوزتي اللي بتحبيه وعايشة مبسوطة وانا اللي بعاني…
-جواهر …
-خلاص اخرسي …اخرسي مش عايزة اسمع كلمة ولا عايزة اشوف وشك …من اليوم انسيني خالص واياكي تقربي مني أو تحاولي تتصلي بيا ..خليكي في حياتك وسيبيني في حالي …
ثم أغلقت الباب في وجهها لتنساب دموع عبير وتقول بخفوت :
-أسفة يا جواهر ..أسفة …
….
خرجت عبير من البناية واتصلت بأمير وهي تخبره الا يذهبا اليوم الي الفندق فمزاجها كان مضطرب بسبب ما حدث مع جواهر وهو لم يزيد في استجوابها فعندما سمع نبرتها المختنقة احترم قرارها
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور يومين …
خرجت من عيادة الطبيب جورج وهي تشعر بالتعب …تفرك.عنقها لتزيل التيبس قليلا وتحاول الإسراع كي تلحق بوالدتها التي تركتها مع ماجدة …لقد عادت للعمل مرة أخرى وبصراحو جور كان متفهم حالة والدتها بشكل كبير ولم يطلبها مباشرة بعد جراحة والدتها بل سمح لها أن تداويها وتراعيها حتي تنهض ثم تتكلم معها …..وهي ابدا لن تنسى له هذا المعروف الكبيرة ….فجأة تجهز وجهها وهي تتذكر لقاءها بوالدة يحيى منذ ثلاث ايام وكيف أنها اهانتها واتهمتها مجددا أنها اغوت ابنها وأنها تلاحقه …صرت على أسنانها بقوة وهي تفكر أن تلك المرأة تتهم دون أن تفكر حتى ..تظن أن والدها احمق لتغويه اي أمرأة..ودائما تسئ الظن بها لأنها كانت خادمة يوما ما …فهي مهما فعلت ومهما تعلمت لن لن تتغير نظرتها أبداً …ستظل ليلى تنظر إليها بتلك الطريقة …ستظل تحتقرها دوما …
تنهدت بحسرة وهي تسرع خطواتها قليلاً كس تلحق بسيارة النقل العام من الشارع الرئيسى …ولكن فجأة توقفت وهي ترى يحيى يقترب منها …تسارعت دقات قلبها وشعرت بالإختناق ..ماذا يريد منها بعد …هل يريدها أن تموت؟!!،الا يكفي إهانات والدته.لها ليأتي هو أيضا …ام يريد أن تراه والدته معها فتكمل وصلة اهاناتها التي لا تنتهي …تضخم صدرها ولمعت عينيها البنية بغضب وهي تنظر إليه ..كم ودت ام تقتله الآن فهي بسببه أُريقت كرامتها وان كان ساعدها وهي ممتنة له ولكنها ابدا لن تسمح أن يهينها اي احد …هي أيضا إنسانة ولها كرامة وشعور !!!
كان يحيى ينظر إلى وجه رانيا المشتعل غضبا وهو متوتر …لا يعرف ماذا يقول بالضبط …يحاول ترتيب الكلمات داخله لكي يقولها ويرتاح …يريدها أن تعرف الحقيقة …أن تعرف انه يحبها!!! لا يريد أن يخفي مشاعره بعد الآن …لا يريد أن يكون جبان ..هو يريد الحصول على حبه …يريد الحقول على المرأة التي يريد كي لا يندم لاحقا …صحيح أن والدتها غاضبة بشدة وخاصة بعد كلمات والده لها …والده الذي سمح له بحرية الاختيار ولم يجبره على شئ وما أن أخبر ليلى على قراره حتى صارت واقسمت أن رانيا لن تكون لها كنة وان أن فعل يحيى هذا وتزوجها سوف تترك البيت وتذهب …حسنا يحيى يعرف والدته هي فقط تهدد وهو يعرف كيف يمتص غضبها ولكن اولا عليه أن يعرض الأمر على رانيا …من حقها أن تعرف أنه أصبح.يبادلها بالحب اخيرا …لقد عرف اخيرا قسوة الحب …أن تراقب أحد ويظل في قلبك وليس هناك أي أمل لجمعكما ..تذوق مرارة العشق ..ولكن هناك جانب آخر من العشق تذوقه …تذوق حلاوة العشق …أن تتسارع دقات قلبه ويبتسم بهيام عندما يتذكر أحدهما …أن يتخيل أن يوما ما سيحمعهما منزل وان وقتها يمكنه التعبير عن حبه كما يريد …تلك الخيالات جعلت السعادة تسكن قلبه…هو اليوم سوف يعترف لها …لن يتركها تذهب حتى تعرف مشاعره نحوها …
انتبه عندما كادت أن تتجاوزه الا أنه وقف بوجهها…رفعت عينيه ونظرت إليه ببرود وقالت:
-ممكن تبعد ؟!لو سمحت يعني ؟!
-عايزة اتكلم معاكي.
قالها وعينيه الزرقاء تركزان عليها …شعرت رانيا أنها محاصرة من قبل عينيه وأنها عاجزة حتى عم الرد ليس الرفض …اخيرا لملمت شتات نفسها ورفعت رأسها وقالت بقوة :
-لا أنا مش عايزة اتكلم معاك ..وعن إذنك خليني اعدي ومش كل شوية تيجي هنا…الناس ممكن تقول علينا ايه ؟!
-ميهمنيش كلام الناس ..
قالها بهدوء لترد بإنفعال:
-بس أنا يهمني …مش عايزة حد يطلع ويقول اللي أنا بحاول اغوي الدكتور المحترم الغني عشان اخد فلوسه ..
عقد يحيى حاجبيه وقال:
-هي امي جاتلك تاني وقالتلك كده ؟!
نظرت إليه مطولا ثم أخيرا تكلمت بهدوء وقالت:
-ميهمش جات ولا لا …بس ده اللي هيتقال يا دكتور ..مقابلاتك الكتير دي ليا ميصحش …شوف أنا مقدرة انك ساعدتني كتير ومهما عملت هيكون قليل قصاد اللي عملته ..كفاية انك كنت سبب انك تنقذ حياة أمي …بعد ربنا امي عايشة بفضلك انت …مش هنسى.ده ابدا …ولا هنسى انك.جيبتلي شغل …بس الصح صح يا دكتور …وقفتنا وكلامنا مع بعض ميصحش خالص …لو حد شافنا هيقول ايه ؟!اقل حاجة هيقولها ان البنت الخدامة بتحاول تغوي الدكتور المحترم عشان فلوسه وسمعتي تتبهدل وانا مش عايزة كده …أنا عايزة اعيش حياتي في سلام ..أنا ورايا مسئوليات كتير اووي ومعنديش طاقة اني احارب كمان الناس اللي بتتكلم عليا …عشان كده يا دكتور لو سمحت متقربش مني تاني ده احسن ليا وليك و …
-أنا بحبك يا رانيا !!!
قاطع كلماتها بقنبلته التي ألقاها بوجهها…اتسعت عينيها بقوة وشعرت أن أنفاسها انحبست في صدرها …حاولت أن تتكلم عدو مرات ولكن الكلمات كانت تتبعثر من فمها …ماذا قال؟!هل قالها حقا؟!هي لا تصدق !!!
-بتقول ايه ؟!
قالتها بصدمة …
فأعاد هو كلمته بكل ثقة وعينيه تتألقان بالسعادة:
-انا بحبك …بحبك يا رانيا..
شحبت وهي تنظر إليه …ماذا يقول هو؟؛كيف يحبها ؟؛ومتي حدث هذا ؟! كانت مشوشة ومصدومة …
-ازاي ؟!وامتى….
كانت تردد بغباء وعينيها متشبعة بالغيرة …
هز كتفه بهدوء وقال؛
-صدقيني معرفش أنا لقيت نفسي بحبك…قاومت كتير اعترف بده بس فشلت …فشلت واهو أنا بعترف ..أنا بحبك يا رانيا ومحبتش غيرك وعايزك في حياتي ..عايزك رغم كل حاجة …رغم الاختلاف ورغم أمي …ورغم الكلام اللي هنواجه …بس انا مش خايف مادام مش هعمل حاجة غلط أنا عايز اتجوزك على سنة الله ورسوله ..وقتها هتبقي مراتي ومحدش هيقدر يمس شعرة منك…
بدت تلك الكلمات منه رائعة…كلمات اذابت قلبها وجعلتها تفكر في مستقبل فعلي لهما ولكن فجأة سيطرت كلمات والدته عليها …والدته التي لن تقبل ابدا ان تكون رانيا كنتها وسوف تتعذب معها وهي لا تريد هذا …هي تبغى الراحة في حياتها …لا تريد أن تتصارع مع احد…ثم أنها تشك بمشاعر يحيى الحقيقة …يستحيل أن يكون هذا حب !متى احبها ؟!الم يرفضها من قبل ويحطم قلبها …إذن متى دق قلبه لها …هل يمكن أن تكون مشاعره لها مجرد شفقة لحالها ؟!..قد يكون اختلط عليه الأمر وظن أن الشفقة هي حب …
-رانيا ردي عليا بقولك بحبك وعايز اتجوزك !
-ليه ؟!
سألت ببهوت فقال بحيرة :
-ايه هو اللي ليه بقولك بحبك ..
-أنت رفضتني قبل كده .
قالتها بنبرة مرتعشة فقال مبررا :
-مكنتش بحبك وقتها بس دلوقتي حبيتك …
هزت رأسها بأسف وقالت:
+مش مصدقة ده حب…ممكن اكون انا صعبانة عليك فبتقول كده ..ده مش حب يا دكتور ..انصحك تدور على الناس اللي شبهك …
ثم كادت أن تتجاوزه الا أنه امسك ذراعها وقربها منه دون اهتمام بمكان وجودهما..
-دكتور انت بتعمل ايه ؟!
قالتها وجنتيها اصطبغا باللون الأحمر من شدة الخجل …هدر فيها يحيى بإنفعال عاطفي:
-انا بقولك بحبك …بحبك ..انتِ مبتفهميش….شفقة ايه اللي بتتكلمي عليها ..مش هتعرفي مشاعري اكتر مني ..أنا بحبك وهتجوزك…انسي تكوني لغيري …
دفعته بغتة وهي تهرب من أمامه وقلبها يقفز داخل صدرها…..لابد أنه فقد عقله تماما!!!لا يمكن أن يكون قد احبها …هذا مستحيل !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء
في مركز التحميل
-انا مش مصدقة أن خطوبتك قبل فرحي …ده انا افتكرت أني هحضر خطوبتك وانا متجوزة فؤاد وفي شهر العسل.
قالتها نسرين وهي تضحك بينما تنظر إلى ليان التي تجلس على المقعد بينما ماريانا تضع لها مساحيق التجميل …
ابتسمت ليان وقالت :
-معلش يا بيبي نصيب وبعدين فرحك بعد يومين وأنتِ اللي طلبتي تأجليه مش فؤاد الراجل كان مستعد يتجوزك في الليلة اللي رجعك فيها يوسف …
ابتسمت ماريانا وقالت:
-يووه متجبوش سيرة اليوم ده كل أما افتكره جسمي بيترعش من الخوف …
ضحكت ليان وقال:
-شكلك مش متعودة على الاكشن يا ماريانا …شكل حياتك هادية شوية …
-تقصدي مملة .
قالتها ماريانا وهي تضحك ..وخلف ضحكتها كان ألم كبير لم يلاحظه أحد منهما …
تدخلت نسرين وقالت:
-لا بصراحة يا ماريانا احنا حياتنا كلها اكشن وضرب ومسدسات وخناقات مش مملة ابدا …
-يعني اقول يا بختكم ..
قالتها ماريانا ضاحكة لتهز نسرين كتفيها وتقول:
-هي حاجة حلوة وحاجة وحشة في نفس الوقت يا ماريانا يعني الملل الأوفر مش كويس والاكشن الأوفر برضه مش كويس…أنا بقا حياتي اكشن اوفر ….
-هانت كلها يومين وتبقي مع حبيب القلب فؤاد وتبقى حياتك رومانسية اوفر ..
قالتها ليان وهي تضع كفها على قلبها لينفجرا الثلاثة من الضحك فتقول ماريانا :
-أنتِ مصيبة يا ليان ..
-عارفة .
قالتها بغرور مصطنع ..حل الصمت قليلا في المكان وماريانا تؤدي عملها بمهارة ولكن قاطع هذا الهدوء رنين هاتف نسرين ..نظرت إليه لتراه فؤاد …تألقت عينيها وأشرق وجهها. ه أمسكت الهاتف ونهضت بلهفة كي ترد عليه في الخارج …
….
بعد أن خرجت من الغرفة التي بها ليان ردت نسرين وقالت:
-ايوة يا حبيبي.
ابتسم فؤاد وهو يقود سيارته ويقول:
-وحشتيني اووي يا نسرين.
-وأنت كمان يا حبيبتي وحشتني …
ضحك وقال:
-لو كنت اعرف اني هسمع الكلام الحلو ده بعد كتب الكتاب كنت كتبته من بدري مش امبارح …عموما يا حبيبي كنت متصل اقولك أن بعد خطوبة ليان أنا وأنتِ هنتعشى سوا ..حابب اتكلم معاكي شوية …
-ماشي عيوني ..
-تسلم عيونك يا حبيبي يالا سلام ..
-سلام ..
اغلقت الهاتف وهي تضمه لقلبها ..كم هي سعيدة …سعيدة للغاية. …عندما اعترفت بالحب لفؤاد والحياة ابتسمت لها …فهو يعاملها كالأميرات …يغازلها بطريقة تذيب القلب …أنها بكل تأكيد تحب فؤاد ولك تحب غيره …ومشاعرها نحو يوسف كان وهم ..احتياج ربما ..لكن حب لا …لا تعتقد فالحب اقوى …المشاعر التي تحسها نحو فؤاد اقوى من اي شئ شعرته من قبل ..تنهدت أخيرا وهي تتذكر أن يوسف قد ترك البلاد بالأمس وغادر …كان يخطط قبل مدة بالرحيل من البلاد معها ولكنه تراجع وتركها وهذا جعل فؤاد يتنازل عن المحضر الذي حرره ضده لكي يسافر دون أن يوقفه أحد …وبالفعل ذهب وخرج من حياتهما للأبد ..وهي مرتاحة لقراره هذا على الأقل سوف يبدأ من جديد بعيدا عنها …
وضعت هاتفها في جيبها وهي تستعد للدخول الى الغرفة الموجودة بها ليان …لابد أن ماريانا كادت أن تنتهي وهي تريد أن ترى ليان وهي عروس …كم هي متحمسة لهذا ….ولكن فجأة توقفت وباب المركز يُفتح ويدخل موسى …
-أنت بتعمل ايه هنا؟!مفروض تيجي بعد ساعتين تاخدها مش دلوقتي خالص …
كان وجه موسى متجهك وهو ينظر إلى نسرين ويقول لها :
-عايز اشوف ليان …عايز اكلمها ضروري !!!
…..
بعد قليل ..
في الغرفة التي كانت تجهز فيها ليان وجهها كانت تقف أمام موسى ..تبتسم له وتقول بمشاكسة ؛
-ايه مش قادر تصبر ساعتين اخلص وبعدين اجي معاك …معنديش مانع اني اهرب معاك دلوقتي ايه رايك …
نظر موسى إليها وقال بنبرة مرتعشة :
-ليان أنا مش هقدر اتجوزك …أنا هلغي الخطوبة !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تشعر بضيق غريب اليوم وهي تعرف السبب …فهي لم تلتزم بما قاله الشيخ أمجد …لم تسمع الرقية الشرعية حتى أنها لم تقول وردها ولم تصلي صلاة العشاء …رغم أن ياسين بنفسه كان يتأكد من أنها تفعل كل تلك الأشياء ولكنه يبدو أنه عندما رآها تتحسن تجاهل الموضوع تماما حتى أنه بدأ يقصر في الصلاة …تنهدت بتعب وهي تسير بصعوبة خارج المطبخ وتترك ما بيدها…كان الألم يعصف بها إضافة إلى ذلك الشعور الغريب الذي تشعر به …تشعر وكأن المنزل يضيق بها …تريد أن تصرخ وتهتف بإسم ياسين ولكنها غير قادرة على هذا بالمرة ….
اخيرا وصلت إلى صالة المنزل ووجدت ياسين جالس على الأريكة يتابع التلفاز بهدوء
-ياسين …
قالتها ورد بنبرة ضعيفة لينظر إليها ياسين بقلق وينهض وهو يراها في تلك الحالة …
-مالك يا حبيبتي فيه ايه ؟!
قالها بهلع وهو يقترب منها ويمسكها من كتفها لترد هي بتعب :
-ياسين الحقني حاسة بخنقة شديدة اووي..وأ.لم شديد في معدتي ..حاسة اني هموت …
-يا خير ..طيب ارتاحي يا حبيبتي هنا.
ثم جعلها تتسطح على الأريكة وذهب بسرعة وأحضر كوبا من الماء وهو يقول بينما يساعدها كي تشربه ..
-اشربي شوية ماية طيب ..
هزت رأسها وقالت:
-حاضر ..
ثم بدأت بشرب المياه ولكن فجأة أبعدت كفه وهي تتقئ على الأرضية بشكل كثيف …
-ورد …
قالها ياسين بهلع لتقع هي على الأرض وتمسك بطنها وتصرخ بألم …توسعت عيني ياسين برعب وهو يجد ان فستانها البيتي تلوث بالدماء!!!
-ياسين أنا بجهض.!
قالتها ورد برعب

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *