روايات

رواية فؤادة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميمي عوالي

رواية فؤادة البارت الثاني والعشرون

رواية فؤادة الجزء الثاني والعشرون

فؤادة
فؤادة

رواية فؤادة الحلقة الثانية والعشرون

كانت سلوى سعيدة بتواجدها مع فؤادة التى لاتمنع عنها شيئا و لا ترفض لها طلبا مادام ليس به اذى ، و كان اكثر ما يسعدها ، هو وعد فؤادة لها بتعليمها كيفية التسلق على شجرة التوت

و كانت تسمح لها ايضا بركوب الخيل و لكن بشرط ان لا يفارقها السائس و لا تسرع بها ، خلاف لهوهما معا و نومهما ايضا باحضان بعضهما البعض بعد ان تقص عليها فؤادة احدى حواديتها التى عشقتها سلوى

اما فؤادة ، فقد شعرت بالخواء فجأة بعد ان ذهب الجميع ، فقد كانت تستأنس بهم ، و تذيل رهبة عقلها بوجودهم من حولها

اما الان ، فهى تشعر بالصقيع الموجع ، و لكن ليس لبرودة الجو ، بل لبرودة قلبها الذى اشتاق لهذا الجلال، رغم تحكماته المغيظة لها ، و صلفته فى تعامله بعض الاوقات ، الا انها كانت تشعر بالحماية و هو الى جوارها

لم تعترف قبل ذلك حتى الى نفسها ، و لكنها ما ان رأت السيارة تأخذهم و تبتعد و هى تغادر المزرعة حتى شعرت بقبضة موجعة تعتصر قلبها

كانت تضم سلوى و كأنها تحميها ، و لكنها ايضا كانت تحتمى بها ، و اعترفت لنفسها .. انها تناست يتمها طوال فترة تواجد جلال الى جوارها ، الا ان احساس اليتم سرعان ما عاد اليها فور ابتعاده

امن الممكن ان يكون تعلقها بحمايته لها حبا له كرجل ، ام هو مجرد حب الحماية ليس اكثر

و لكنها سرعان ما تأكدت من الاجابة ، عندما دلفت الى حجرة ابيها و اشتمت بقايا من عبق رائحته فى الغرفة و لم تنتبه لدموعها التى اغرقت وجهها و هى تتذكر عنادهم و مشاكساتهم فى الليلة الوحيدة التى قضوها معا بغرفة ابيها

 

 

 

هل يحق لها ان يهفو قلبها اليه و هى تعلم تمام العلم ان قلبه لم و لن يكن الا لامرأة واحدة برغم رحيلها عن عالمنا

و عندما تذكرت انها تحمل اسمه ، فهو زوجها ، زوج مع ايقاف التنفيذ و لاجل قد يكن معلوما ، الا انها تعلم تمام العلم انه حين يأتى موعد رحيله عن عالمها .. انه سيكون رحيلا موجعا قد لا يكون هناك املا فى الشفاء منه

اما فى سيارة جلال ، فقد كان يقود السيارة فى صمت شديد حتى قال ادهم بتذمر : طب انا كده بقى هلعب مع مين لما نرجع البيت

حسنة بحنان : مع اختك ليلى ، و مع عمو عارف ، و بابا ، هو بابا ما واحشكش

ادهم : وحشنى ، بس بيبقى طول اليوم فى الشغل هو وعمو عارف ، حتى عمو جلال ، برضة مش هيبقى فاضى

جلال : انت اصلا لما نرجع ان شاء الله خالو كريم هييجى و يجيب مامتكم معاه علشان تشوفك انت و ليلى ، لانها عاوزة تشوفكم

ادهم : يعنى ماما هترجع تعيش معانا تانى زى الاول

جلال : لا ، هتيجى تقعد معاكم شوية و تمشى تانى

ادهم : يعنى لما ماما تمشى تانى هنيجى عند طنط فؤادة تانى

حسنة بمزاح : انا مش فاهمة .. هى طنط فؤادة عملتلكم ايه عشان تتعلقوا بيها بالشكل ده

ادهم ببراءة : بتحبنا و بتعمل لنا كل اللى احنا عاوزينه ، و لما حد بيعمل حاجة غلط بتفهمه بالراحة من غير ما تعاقبه

و كمان البيت عندها حلو اوى و المرجيحة و الاحصنة ، و كمان شجرة التوت

جلال بابتسامة : هوصى عمكم عطوة يزرعلكم شجرة توت فى الجنينة

ادهم بفرحة : بجد يا عمو ، و نطلع نجيب من عليها توت

حسنة بابتسامة : تبقوا تطلعوا تجيبوا لولادكم بقى يا ابنى ، دى قدامها سنين على ما تكبر و تطرح

ادهم بامتعاض : هو احنا لسه هنستنى ، لا .. يبقى اروح لطنط فؤادة بقى

ام ابراهيم ضاحكة : يعنى انت عاوز تروح لطنط فؤادة بس عشان التوت

ادهم : لا … عشان بحبها ، و عشان العب مع سلوى

حسنة : ان شاء الله يا حبيبى ، اما نشوف بس ايه اللى هيحصل

عند ندا كانت حبيسة غرفتها منذ محادثتها مع جلال على الهاتف ، و عندما علم كريم بالامر من عارف ، و ذهب لتعنيفها ، لم تجادله بكلمة واحدة ، فكانت صامتة شاردة ، فلم يأتى الى خاطرها ابدا ان جلال قد يكتشف الامر ، و كانت مرتعبة من احتمال علمه بتورطها بحادثة اطلاق النار على فؤادة ، و لذلك قررت أن تنحنى للريح حتى تعلم مدى المامهم بما فعلت تماما

فكانت ندا كعادتها منذ عدة ايام تجلس بغرفتها منذ عدة ايام لا تبرحها ابدا ، حين دلف اليها كريم وقال لها بوجوم : ولادك راجعين النهاردة

 

 

 

فنظرت له ندا بترقب و قالت : هتجيبهوملى اشوفهم

كريم : اكيد لا ، اذا كان حسين صمم الاول انك تروحيلهم هناك ، فاكيد دلوقتى جلال هو اللى هيصمم على ده ، مش حبا فى رؤيتك اكيد ، لكن لان ما بقاش عندهم ذرة ثقة فيكى يا ندا ، انا هاخدك الصبح تروحى تشوفيهم وتقعدى معاهم شوية ، وياريت تعقلى بقى لحد كده و كفاية مشاكل

ندا بفضول : هم راجعين كلهم

كريم : تقصدى مين بكلهم

ندل بتردد : اقصد يعنى … فؤادة راجعة معاهم تانى

كريم : ما عنديش فكرة ، بس اكيد لما نروح بكرة هنعرف

اوصل جلال والدته و الصغار ، و اوصى ام ابراهيم بالانتباه جيدا للصغار ، و ذهب الى عطوة ، ليقف على بواطن الامور و الالمام بكل الاحداث التى حدثت اثناء غيابه

و قام بالاطمئنان على عائلة ماجدة ، و ان البيت الذى اختاره لهم عطوة مناسبا لاحتياجاتهم

و عندما عاد الى البيت مرة اخرى ، وجد ان كلا من عارف و حسين متواجدين بالمنزل و رحبوا بعودته سالما

و بعد ان تناولوا طعام العشاء وجلسوا لتناول المشروبات الساخنة قال عارف : انا كلمت عمى سالم و اكدت عليه المعاد بكرة ان شاء الله

جلال : ربنا يتمم لك بكل خير ان شاء الله

حسين : طب هى ليه فؤادة ماجاتش معاك ، و كانت تبقى موجودة معانا بكرة

و عندما اتى حسين على ذكر فؤادة ، رفع جلال وجهه و كأنه يبحث عن وجهها بينهم ، و لكنه عاد لسابق وضعه بخيبة امل

و قصت حسنة على حسين كل ما قاله ادهم اثناء العودة ، و رغبته فى العودة مرة اخرى لمزرعة فؤادة

فقال عارف : الحقيقة فؤادة استولت على قلب الصغير و الكبير

حسنة بابتسامة خبيثة و هى تنظر الى عارف : و الله لولا انك عينك من نهاد ، كنت خطبتهالك و جوزتهالك من وقتها بدل الربطة اللى اتربطتها مع اخوك دى و اللى الله اعلم هترسى على ايه

لينهض جلال ببعض العنف و يتجه الى غرفة مكتبه مغلقا اياها خلفه بشده

لينظر عارف بمكر الى حسنة قائلا : تقصدى ايه بالكلمتين اللى قلتيهم دول يا حاجة

حسنة نظرت الى حسين ثم قالت بابتسامة : ربنا يهديلكم كلكم الحال ، نفسى اتطمن عليكم كلكم قبل ما اموت يا اولاد

حسين و عارف فى آن واحد : بعد الشر عنك يا امى

عارف باصرار : انما برضة ايه علاقة اللى انتى قلتبه بانك تطمنى علينا

حسنة بتنهيدة : مستخسرة البنت تروح من ايد اخوكم ، بنت محترمة و متدينة و قوية و طيبة … قلبها زى اللبن الحليب ، هى دى اللى تنفع تبقى سند لاخوكم

حسين : صدقتى يا امى ، ماشوفتيهاش اما كانوا عاوزين يغرقوا الارض بتاعتها ، رغم اننا كنا كلنا حواليها ، الا انها كانت عاملة زى النمرة الشرسة ، و رغم اصابتها الا انها كانت ماسكة الفاس بايد واحدة و ايدها بايدنا ، لولا جلال اللى اخد منها الفاس ، و رغم ذلك ما وقفتش تتفرج ، لا … بقت من هنا لهنا لحد ما رجعنا يومها ، لو كانت ندا او هدى الله يرحمها مكانها ، كان اقصى حاجة عملوها انهم هيقعدوا يعيطوا

 

 

 

حسنة بتاكيد : و هو ده اللى انا اقصده ، اخوكم محتاج ده ، لو فضلوا سوا هيبقوا هم الاتنين سند لبعض ، فؤادة عاملة ذى جذع الشجرة العفى اللى ما تغلبوش ريح ابدا

حسين : طب و انتى تضمنى ان فؤادة توافق على ده ، دول عاملين زى ناقر و نقير

عارف بابتسامة : تؤ … ساعات النقار بيبقى علامة الوفاق ، مش الاختلاف ابدا ، و بعدين مش عارفة ليه قلبى بيقوللى ان جلال ابتدى يميل لها ، حتى لو بيقاوح قدامنا

حسنة بابتسامة : انا كمان عندى نفس الاحساس ، و يارب احساسى يصدق

حسين بمرح : طول عمرك قلبك دليلك يا امى

اما جلال فبعد ان دخل مكتبه ، اتجه الى النافذة و اشعل سيجارته ، و اخذ يدخنها بتوتر ، فمنذ ان ترك فؤادة و سلوى بمفردهما و هو يشعر بالقلق عليهما ، برغم محادثته لنبيل للاطمئنان عليهما كل ساعة ، و لكنه لم بجرؤ على محادثتها ، فكلما حاول مهاتفتها ، اعاد الهاتف مرة اخرى الى جيب بنطاله مع زفرة حارة من انفاسه ، و لا يعلم السبب ، و لكنه الان تحديدا أخرج هاتفه و ضغط على زر الاتصال ليهاتفها و هو يقاوم بشدة عودة الهاتف الى جيبه مرة الاخرى

و ما كاد ان يستمع الى رنين الهاتف الا و استمع الى صوت فؤادة تقول بهمس مضطرب : اااالوو

و ما ان تمالك جلال نفسه قال : ازيك يا فؤادة

فؤادة : الحمدلله يا استاذ جلال ، ازي حضرتك ، و كلكم ، حمدالله على السلامة

جلال ببعض الاحباط الذى لا يفهم له سبب : الله يسلمك ، انتو عاملين ايه

فؤادة و قد استعادت بعض من اعصابها : احنا الحمدلله بخير ، و سلوى كويسة و مبسوطة ، بس طبعا نامت من بدرى

لينظر جلال الى ساعته فيجدها العاشرة ، فهو لم يشعر بالوقت طيلة اليوم فقال بارتباك : ما تأخذنيش لو كنت اتصلت فى وقت زى ده ، بس انا الحقيقة ما كنتش اعرف الساعة كام بالظبط

فؤادة : الله يكون فى العون ، اكيد اليوم كان طويل عليك ، اقصد يعنى عليكم كلكم

جلال : انا حبيت اعرفك انى اتطمنت على اهل ماجدة ، ابقى طمنيها عليهم ، و لو حبت تكلمهم فى اى وقت ابقى بلغينى ، و انا هبقى اتصرف و اخليهم يكلموها

فؤادة بابتسامة : الله يباركلك و يجعله فى ميزان حسناتك ، انت فكيت عنهم و عن ماجدة كرب كبير اوى

جلال : ماتنسيش انك شريكة معايا

 

 

 

فؤادة : عمر اللى انا عملته ما يتساوى ابدا باللى انت عملته

جلال : يا ستى ربنا يجازينا احنا الاتنين خير ان شاء الله ، بس يا ترى بقى سلوى تعبتك

فؤادة بشرود : سلوى … سلوى دى زى النسمة اللى بتفرح بيها فى ليلة صيف

ليتذكر جلال حديثها لعمها عن سلوى فقال لها : خلاص يا ستى خليها معاكى

فؤادة بلهفة : انت بتتكلم جد ، ممكن فعلا تسمحلها انها تفضل هنا ويايا على طول

جلال ضاحكا : تفتكرى يعنى ان امى ممكن توافق انها تتحرم منها على طول

فؤادة بنبرة حزن : ده انا كنت صدقتك و فرحت اوى

جلال باستنباط لرد فعلها : ما انتى ممكن تخليها معاكى و تقعدوا عندك شوية و عندنا شوية

فؤادة بتمنى : يا ريت

جلال : يعنى انتى موافقة

فؤادة بانتباه : هااا ، يا عالم يا استاذ جلال ، الايام مخبية لنا ايه

جلال بتنهيدة : عموما ، احنا رايحين بكرة ان شاء الله لعمك ، عشان نتكلم فى موضوع عارف و نهاد ، دعواتك بقى

فؤادة بصدق : يارب يجمعهم بالخير و يكتب لهم كل خير

عند نهاد ، كانت نهاد تجلس الى حاسوبها و هى تطالع بعض الاخبار ، و كانت سلمى بجانبها تمسك احد كتبها و هى تقرأ به ، عندما دلفت اليهم والدتهم و هى تقول بابتسامة : ايه يا بنات ، مش هتناموا و اللا ايه

سلمى : انا ماعنديش محاضرات بكرة بدرى فهنام براحتى

ام نهاد : و انتى يا نهاد ، مش عندك مدرسة بكرة بدرى و لازم تنامى و اللا ايه

نهاد دون ان تنظر لوالدتها : مش جايلى نوم يا ماما ، شوية كده

ام نهاد و هى تجلس امامها : طب بما انك بقى مش جايلك نوم ، كنت عاوزة اسألك على حاجة كده

نهاد و هى لازالت تنظر الى شاشة حاسوبها : خير يا ماما … قولى .. انا سامعاكى

 

 

 

لتمتد يد والدتها لتغلق الحاسوب و تقول : ما انا لو هتكلم ، يبقى انتى لازم تركزى معايا عشان اعرف ساسى من راسى

لتنظر لها نهاد بعدم فهم و قالت : ساس ايه و راس ايه ، ما تتكلمى يا ماما على طول

لتقول ام نهاد و هى تركز مع رد فعلها : جايلك عريس

نهاد بعدم اهتمام : اهلا و سهلا يشرف … ها و بعدين

لتنظر سلمى لامها بفضول قائلة : حد نعرفه

ام نهاد بغيظ : الا المعدلة اللى جايلها العريس ما سألتش اصلا و لا اكنها هنا

نهاد بامتعاض : احكى يا ماما ، انتى عارفة انى مابحبش كده ، هاتى الموضوع على بعضة مرة واحدة وبعدين انا هنزل بالكومنت بتاعى فى الاخر

ام نهاد بتنهيدة : عارف اخو جلال جوز فؤادة

سلمى و هى تصفق بيديها : و الله انا استاذة و رئيسة قسم ، من اول مرة شوفته فيها حسيت على طول ان عينه منها

ام نهاد : و اهو طلع محترم و ابن حلال و عاوز يدخل البيت من بابه

سلمى : ساكتة ليه يا نهاد ، ما تقولى رأيك ايه

نهاد : قبل ما اقول رأيى ، تفتكروا بابا ممكن يوافق

ام نهاد : مالكيش دعوة بابوكى ، المهم رايك انتى

نهاد بسخرية : و ده من امتى ان شاء الله ، احنا هنضحك على بعض ، من امتى حد فينا بيتنفذله رغبته فى حاجة .. تقدرى تقولى لى

ام نهاد : يا بنتى ابوكى اتغير كتير الفترة اللى فاتت

نهاد بسخرية : بامارة ايه بقى ان شاء الله

سلمى : لا يا نهاد ، هو حد كان يفكر ان بابا يروح لحد فؤادة لمجرد انه يتطمن عليها ، و كمان يعتبر ان هو اللى صالح محمد و العلاقة بينهم مش بطالة ، و بيتعامل كويس جدا مع عايشة رغم ان كلنا كنا متوقعين انه يرفضها تماما بسبب جوازهم من غير علمه

ام نهاد : ابوكم بعد حكاية ضرب النار على فؤادة و هو فعلا اتغير ، ابوكم كان خايف عليها اوى ، و كان خايف اكتر انها تظن انه ورا اللى حصل لها ، و لما عرف انها نفت عنه التهمة تماما و باصرار قدام النيابة ، حسيت انه اتوجع و ندم على كل اللى عمله معاها ، و ندم اكتر بعد ماعرف ان الهلالى كان بيلعب بيه فى موضوع مزرعة فؤادة

نهاد : برضة يا ماما … انا مش هقول رأيى الا لما اعرف راى بابا فى الاول

ام نهاد : طب ايه قولك بقى ان هو اللى طلب منى اعرف رايك

 

 

 

لترفع نهاد رأسها لتمعن النظر بوجه امها و تقول : بتتكلمى بجد ، و اللا بس عشان تسرسبينى فى الكلام

لتضربها سلمى على راسها قائلة بسخرية : اتلهى ، هو انتى محتاجة حد يسرسبك فى كلمة ، ده انتى الشريط عندك على طول سافف

نهاد بغضب مكبوت و هى توجه حديثها لوالدتها : قولى لبنتك تحترم انى اختها الكبيرة بدل ما اديها كف انزلهالك فى الارض سبع حتت

سلمى بمرح : مقليين و اللا محمرين

نهاد بسماجة : مشويين يا خفيفة عشان الدايت ، تعرفى تسكتى بقى شوية

ام نهاد بضيق : ما تركزى معايا بقى يا بنتى و ادينى عقاد نافع

نهاد بتردد : الصراحة يا ماما هو انسان مهذب و اخلاق ، و كمان دمه خفيف ، و بصراحة اكتر ، انا كمان معجبة بيه ، و لاحظت اعجابه بيا و تركيزه معايا لما جه و احنا عند فؤادة ، بس خايفة

ام نهاد : خايفة من ايه

نهاد لحزن : خايفة بابا يرفضه بسبب قرابته من جوز فؤادة عشان يعنى اتجوزوا من وراه

ام نهاد بابتسامة : اولا الجدع مش قليل ، ده عنده ارض ماشاءالله .. الله اكبر شئ و شويات و كمان بيشتغل فى مدرسة خاصة ، و دخله كويس اوى ، و غير ده كله ، واضح ان ابوكى ميال له و عشان كده قاللى اخد رايك قبل ما يقعد معاه

نهاد بحزن : ياريته كان عمل كده من زمان مع فؤادة

ام نهاد : النصيب غلاب يا بنتى ، و ان شاء الله ربنا يجعلها جوازة الهنا وعقبال ما افرح بيكى يا سلمى

سلمى بابتسامة خجلى : تسلميلى يا ماما

و فى صباح اليوم التالى ، بعد ذهاب حسين و عارف الى اشغالهم ، اتجه جلال هو الاخر الى متابعة اشغاله ، و ترك حسنة بصحبة الصغار و ام ابراهيم ، ليجدوا ندا تأتى اليهم بصحبة كريم ، و ما ان دلفوا من الباب و رآها ادهم ، حتى اسرع الي امه و القى بنفسه فى احضانها ، لتضمه و هى تدور بعينيها فى الارجاء و كأنها تبحث عن شئ ما ، حتى اصطدمت عيناها بعين حسنة التى كانت تنظر لها بلوم و حزن شديدن

 

 

 

ليتقدم كريم من زوجة عمه و يحيبها بود قائلا : ازيك يا مراة عمى اخبارك ايه

حسنة : الحمدلله يا حبيبى ، انت ازيك و ازى زينب و عزت اخبارهم ايه

كريم : بخير الحمدلله ، و بيسلموا عليكم كلكم ، ها … انبسطتوا عند فؤادة

ليقول ادهم بسعادة : انبسطنا اوى يا خالو ، البيت عندها حلو اوى ، انا ماكنتش عاوز اجى

فاستقامت ندا فى وقفتها و اقتربت من حسنة قائلة بجمود : ازيك يا مراة عمى

حسنة : غرقانة فى نعم ربنا علينا ، الحمدلله

لتنظر ندا الى ليلى التى كانت تمسك بيدها بعض حبات التوت التى ارسلتها فؤادة معهم عند عودتهم ، و كانت تاكل بنهم و هى تنظر لامها بابتسامة بريئة رغم انها لم تتحرك من مجلسها ارضا بجوار العابها

لتتقدم منها ندا قائلة باشتياق : لولى حبيبة ماما وحشتينى

لتمد ليلى يدها بحبة توت الى امها و هى تقول : توت مم

لتنحنى عليها ندا و تحملها و تظل تقبلها و هى تقول بسعادة : حبيبة ماما كبرت و بقت تتكلم ، جبتى منين التوت الحلو ده

ليلى : توت … آدة

لتنظر ندا الى ادهم باستفسار فيقول ضاحكا : ده توت من عند طنط فؤادة ، اديتهولنا و احنا جايين لما عرفت اننا بتحبه اوى ، و كمان بعتت معانا كل الفاكهة اللى بنحبها

لينظر كريم الى حسنة بفضول و يقول : هى فؤادة ما رجعتش معاكم

حسنة و هى تنظر لندا : لا … جلال هو اللى هيبقى بين هنا و هناك

اليومين دول ، و بعد كده بقى ، يبقوا يقعدوا مكان ما هم عاوزين

كريم بتردد : افهم من كلام حضرتك انه يعنى … ربنا وفقهم لبعض

حسنة باختصار : عقبال ما نفرح بيك يا حبيبى و ربنا يرزقك ببنت الحلال

 

 

 

لينهض كريم ببعض الحزن و يقول : طب هستأذن انا عشان شغلى ، هعدى عليكى الساعة اتنين يا ندا الاقيكى جاهزة

لتنهض حسنة من مكانها و تقول بلهجة جافة : تقدرى تاخدى ولادك و تقعدوا فى الجنينة برة ، بس انصحك ما تحاوليش تطلعى بيهم برة البيت ، عشان ماتضطريش الغفر يتعاملوا معاكى بطريقة مش هتعجبك ابدا

و تركتها حسنة و اتجهت الى الداخل دون انتظار اى رد منها ، فقالت ندا لادهم : تعالوا ياللا نقعد برة فى الشمس

و بعد جلوسهم بالخارج سألت ندا ولدها قائلة : اومال سلوى فين

ادهم بامتعاض : عمو جلال سابها مع طنط فؤادة

ندا بدهشة : ايه ، و ازاى يسيبها لوحدها معاها

ادهم بتوضيح : اصل سلوى كانت زعلانة اننا راجعين من غير طنط فؤادة فاتحايلت على عمو جلال انها هى اللى تفضل مع طنط هناك و عمو وافق

ندا بغيظ : ليه يعنى ، ايه اللى يخليها تتشعبط فيها اوى كده

ادهم ببراءة : احنا كلنا بنحبها ، و انا كمان طلبت من عمو انى ارجع هناك تانى ، عشان العب مع سلوى

لتنظر له ندا بجمود و هى تضغط على ضروسها و كأنها تطحن شئ صعب المضغ و هى تقول فى سريرتها : يعنى ناوية تاخد الكبار و الصغيرين كمان ، لكن لا … و مين ده اللى هيسمحلها بحاجة زى دى

و فى تمام الثانية كانت ندا تقف امام الباب الخارجى فى انتظار اخيها ، لتجد عارف يهبط من سيارته و هو يحمل العديد من علب الهدايا و عندما رأى ندا قال : ازيك يا بنت عمى

ندا ببعض الجمود : كويسة ، ايه الهدايا دى كلها

عارف : اديكى قلتى …. هدايا

ليأتى عليهم كريم ، فيحيى عارف بترحاب و يقول بمرح : ايه ده كله انت قررت تخطب و اللا ايه

عارف : حاجة زى كده

 

 

 

كريم ببهجة : ايه ده بجد … مبرووك ، حد نعرفه

عارف : ان شاء الله لو ربنا اراد انه يتمم لنا بخير ، اكيد كلكم هتعرفوا

كريم : ماشى ياعمنا ، مبروك مقدما

و اصطحب كريم شقيقته و اتجه الى سيارته و غادرا على الفور ، و اتجه عارف الى الداخل و استقبلته والدته و ام ابراهيم ببهجة عالية ، و بدأوا فى التجهيز لزيارة منزل سالم

و فى المساء اتجه الجميع الى منزل سالم ، جلال و عارف و حسين بصحبة حسنة ، و تركوا الصغار تحت رعاية ام ابراهيم لحين عودتهم

استقبلهم سالم بالترحاب المتحفظ ، و قابلتهم ام نهاد بترحاب حار ، و وجدوا محمد باستقبالهم هو الاخر

و جلسوا جميعا يتجاذبون اطراف الحديث ، حتى قال جلال : يمكن اكون اتشرفت بمعرفة حضرتك متأخر ، لكن انا سعيد جدا انى شرفت بمعرفتك

سالم : الشرف ليا يابنى

جلال : الحقيقة انا اتشرفت بمعرفتك و بنسبك مرة ، و يسعدنى انى اطلب نسبك للمرة التانية ، حضرتك طبعا اتعرفت على عارف اخويا و ظروفه و ظروف شغله ، و يشرفنا انك توافق انه يكون زوج للانسة نهاد ، يصونها و يحفظها و يراعى فيها ربنا ، و تبقى اخت لينا انا و حسين

حسنة بتاكيد : و بنت ليا طبعا

 

 

 

ليعجب سالم بلباقة جلال فى الحديث فيقول : الحقيقة انا كمان يا ابنى يشرفنى نسبكم و انتم من خيرة الناس ، و انا عن نفسى ما عنديش اى مانع ، بس طبعا لازم اعرف رأى البنت فى الاول

ليقف محمد و يقول : بعد اذنك يا بابا انا هندهلها

سالم : ماشى يا دكتور ، اندهلها

كانت نهاد تقف خلف باب غرفة الصالون ، تستمع بانتباه الى كل كلمة ، حتى تفاجئت بمحمد وهو يفتح الباب فابتعدت بسرعة عن الانظار و اغلق محمد الباب سريعا ، و قال و هو يكبت ضحكاته : هو انتى مش هتبطلى تلمعى اوكر ابدا

كانت عايشة و سلمى يجلسون بالقرب من نهاد فقالت عايشة بوجع : و الله حكيت معها كتير ماسمعت منى كلمة

فانتبه محمد على وجع عايشة فقال لها بفضول : انتى تعبانة

عايشة : ماتقلق حبيبى ، لسه شوى

محمد : لو الوجع زاد اوعى تكتمى فى روحك

عايشة : يسلمو … ياللا … خد خايتك و ارجع لهونيك ، و انا و سلمى هنسوى القهوة

محمد بتنهيدة : ماشى

ثم التفت الى نهاد و ضمها تحت جناحه و قبل رأسها و قال : مبروك ياحبيبتى .. ربنا يسعدك ، ياللا بينا

نهاد : هو انا هدخل لهم كده ايد ورا و ايد قدام ، مش هقدملهم حتى العصير

محمد : كان بودى يا حبيبتى ، بس امك الغالية خافت لاتغرقى العريس و امه بالعصير ، فاخدتها من قصيرها و قدمته هى ، و اختك هتجيبلنا القهوة

نهاد بامتعاض : حتى اللحظة اللى ياما حلمت بيها حرمتونى منها

محمد بذهول : انهى لحظة دى

نهاد : انى ادلق العصير على العريس ، و اخد جاكتته انضفهاله

محمد بدهشة : و اشمعنى يعنى ، عاوزة توريله شطارتك فى الغسيل

نهاد : لا طبعا ، كنت عاوزة اشوف محفظته فيها صور لبنات و اللا لا

 

 

 

ليضحك محمد بشدة و يمد يده ليفتح الباب و هو ما زال محتضنا اخته و عند دخولهم قالت نهاد بصوت هادئ و هى تنظر لحسنة : مساء الخير يا طنط

فقامت حسنة من مجلسها و احتضنتها بسعادة قائلة : اهلا بعروستنا الحلوة

و ما ان تركتها حسنة و عادت الى جلستها الا و جلست نهاد بجوارها دون ان تحيى الباقين ، و كان عارف ينظر ارصا و هو يكاد يختنق من كبت ضحكاته ، و لكن ما انقذه كان قول محمد : ايه رأى حضرتك يا بابا لو نسيب العرسان لوحدهم شوية على ما نشرب احنا القهوة برة

ليتجه الجمبع الى الخارج و يتركان عارف و نهاد معا مع ترك الباب مفتوحا

و ما ان جلسوا بالخارج حتى تنحنح جلال و اقترب من محمد الجالس لجواره و قال : كنت عاوز اسألك عن موضوع كده

محمد : تحت امرك

جلال : هى ايه مشكلة فؤادة

محمد بعدم فهم : مشكلة ايه ، مالها فؤادة

جلال : اللى فهمته من كلامك معاها ان موضوع قفشتها فى هدومها و هى بتتكلم دى ليها سبب ، و انا عاوز اعرف السبب ده

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!