روايات

رواية ما وراء السجن الفصل الخامس 5 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن الفصل الخامس 5 بقلم ندى هارون

رواية ما وراء السجن البارت الخامس

رواية ما وراء السجن الجزء الخامس

رواية ما وراء السجن الحلقة الخامسة

عدّى الليل كله تقريبًا وأنا بفكّر إيه اللي ممكن يوصلهم ليا وموصلتش لحاجة.
*بعد مرور ٣ أيام*
مَرت الـ ٣ أيام والسِت صفية معايا ومهتمة بيا وبنَفسيتي اهتمام كبير جدًا بعد ما سَمعت حكايتي كلها من البداية لحد اللحظة اللي شافتني فيها، وبتصمم إني أطلعلها على مواعيد الأكل عشان آكل معاها وتتونس بيا لإني لاحظت إنها عايشة لوحدها مفيش غير ست بتيجي تساعدها ف شغل البيت ولأنها محكيتش حاجة عن ولاد أو أي حاجة، وفعلاً كانوا أهدى ٣ أيام مَرّوا عليا ف حياتي، كلهم دَفا وحنية وهدوء.
بس ف خلال الأيام دي كُنت مشغولة بالتفكير في حياتي ومُستقبلي، وإني أكيد مش هفضل عايشة عندها كده طول العُمر، لازم افكّر ف اللي جاي، وف نفس الوقت ف التفكير إذا كُنت متراقبة من أهلي ولا لا، وإزاي وصلولي هِنا، بس من غير فايدة تمامًا !
فقررت أتناسى الموضوع ده وربنا أكيد هيكشفه ف الوقت المناسِب، وقررت أطلع للحاجة صفية وأتكلم معاها ف موضوع الشُغل ده.
– مساء الخير يا حاجة صفية، عاملة إيه؟

 

 

 

 

 

 

 

= بخير يا بنتي نحمد ربنا ع كل حاجة، قُوليلي إنتِ يا حبيبتي أخبارك إيه؟ أحسن من الأول؟
– آه يا حبيبتي بخير، ربنا جعلك ليا سبب أكون أحسن، بس كنت عايزة افاتحك ف موضوع كده.
= قولي يا بنتي موضوع إيه؟
– يعني، فكّرت أنزل أدور على شُغل ف أي مصنع كده.
= وليه تشوفي أي مصنع أنا عندي مصنع هدوم بشغّل فيه البنات الحلوين اللي زيك كده.
– بجد يا سِت صفية؟
= أيوة يا حبيبتي، وهكلم المسؤولة عنه من النهاردة وتنزلي تشتغلي من بكرة، ومتخافيش هو مش بعيد أوي عن هنا يعني محدش هيقدر يتعرضلك، وأنا كده كده هوصي عليكِ وابقا اطمن عليكِ عن طريقها من وقت للتاني برضو.
– بس اا..
= عارفة، جيتِ من بيتك من غير ما تجيبي هدوم ولا أي حاجة، هنزل معاكِ ع بعد المغرب كده نشتريلك شوية حاجات لحد ما تنزلي الشغل وتظبطي أمورك.
– بجد شُكرًا يا ست صفية أنا مش عارفة أقولك إيه والله بجد بتعملي معايا اللي أهلي نفسهم مفكروش يعملوه.
وحضنتها حضن طويل جدًا، وكنت حاسة بأحاسيس كتير أوي، فَرحة ودَفا وأمان وحنية وكل حاجة حلوة.
إحساس حلو إن حد يخاف عليك ويحب يساعدك ويدافع عنك ويساعدك تقوم من وقعتك، حتى لو ميعرفكش.
أول ما المغرب أذّن لقيتها بتناديني عشان اطلعلها، ومحضرالي فستان بسيط وحلو جدًا عشان ألبسه بدل اللي جيت بيه.
= خدي يا حبيبتي، إلبسي ده عشان ننزل ويارب يجي ع قدك.
– الله ده حلو أوي، جبتيه منين ده؟
= هقولك بعدين يلا اجهزي بس.

 

 

 

 

 

 

 

– حاضر، دقايق وأكون جاهزة
لبست وجهزت ونزلنا اشترينا حاجات كتير أوي، كنت حاسة إن أمي اللي معايا مش ست غريبة تعرفني من كام يوم بس، ومفيش مكان روحناه غير وحد وقفها سلم عليها ودعى ليها، بجد حب الناس ده حاجة حلوة أوي، والسُمعة الطيبة أحلى بكتير والسِت صفية ربنا كرمها بالاتنين.
وفعلاً نزلت الشغل وعدت الأيام وأنا مبسوطة وعايشة حياة هادية ومحدش من عيلتي بيضايقني لدرجة إني حمدت ربنا إنهم طلعوني من دماغهم، بس للأسف اعتقادي كان غلط، بعد شهر بالظبط لقيت وليد مستنيني قدام البيت وبمجرد ما خرجت فضل ماشي ورايا لحد باب المصنع، وأول ما لقى إني بعدت عن البيت وإن محدش هيوقفه عند حده، حاول يمسكني ويشدني بالعافية عشان أمشي معاه، مكنش يعرف إن المصنع بتاع الست صفية وإنها لو مش معايا فمعايا ناس تبعها ف ضهري بدالها !
صرخت وبعدته عني والناس اتلموا وخدوه ع القسم، والمسؤولة عن المصنع عرّفت الست صفية طبعًا وجاتلي ع القسم خدتني ف حضنها وطمنتني وطبعًا رامي لما لقاها خارجة م البيت بسرعة لحقها وجه معاها، وأنا ف حضنها سمعت صوت رامي بكل ثقة بيقول إننا مش هنخرج من هنا غير وهو حالل الموضوع نهائي.
± متقلقيش يا آنسة رحمة مش هتخرجي من هنا غير والموضوع محلول.
رفعت راسي من حضنها:
– أنا عارفة إن الوقت مش مناسب بس أنا مدام، كنت متجوزة.
± تمام، يا مدام رحمة، كويس إنك قولتي عشان لو الظابط سأل ولا حاجة.

 

 

 

 

 

 

بعد ما عدى نص ساعة الظابط جه ودخلناله وحكينا الحوار والناس شهدوا إنه حاول يعتدي عليا بالضرب، ورامي والست صفية شَهدوا باللي حصل من كام يوم برضو، والظابط قرر إنه يمضّيه ع محضر عدم تعرُّض وقاله إن ده لو اتكرر هيتحبس وهتكون قضية، وفعلاً مضى محضر عدم التعرُّض، وقالي قدام الظابط إنه مش هيتعرضلي تاني ومضى ع كده.
وخرجنا من القسم وأنا بدعى ربنا يكون ده آخر الموضوع وميكُنش ليه توابع.
والست صفية كلمت المسؤولة عن المصنع وبلغتها إني مش هروح المصنع النهاردة وخدتني عندها البيت، وقضيت اليوم معاها فوق، وقعدت تحكيلي عنها وعن كفاحها وإزاي بقت الست صفية اللي كل الناس بتحبها، وكانت بتحكيلي عن بنتها، كنت أول مرة أعرف إن عندها بنت مسافرة أو إن عندها ولاد أصلاً، وعشان الحلو بيجي لما بنجيب سيرته وإحنا بنتكلم الباب خبّط، ولما فتحت لقيت مفاجأة حلوة أوي للست صفية، هي وصفتها كده أول ما شافت اللي جه.
~ ماما
= منار، وحشتيني أوي إنتِ رجعتِ إمتى؟
~ لسة واصلة حالاً وقلت لازم عيوني تشوفك أنتِ أول واحدة
= يا حبيبتي، إنتِ وحشتيني أوي، إوعي تسافري تاني بقا وتسيبيني.
~ مش هسافر يا صفصف أنا قاعدالك بقا وهكمل هنا جنبك خلاص.
= ده أحلى خبر أنا سمعته من سنين كتير.
بعد ما طفوا نار الشوق بينهم، الست صفية عرفتني ببنتها وعرفتها بيا.
لو اوصفلكم إزاي شكلهم كان حلو ولطيف أوي، وإزاي كانوا فرحانين جدًا باللُقا بعد غياب طويل، مش هقدر أوصف كم البهجة والفرحة والسعادة اللي كانت ف عيونهم، والدَفا اللي حسيته ف صوتهم ونظراتهم لبعض.
ف الوقت ده ده كان العشا اتحضر ع السفرة، وقعدنا ناكل وندردش وحسيت إني ف وسط عيلة حقيقية بجد مع ست لطيفة وبنت ألطف، وف وسط ده خرجت الست اللي بتساعد ف شغل البيت من المطبخ ومعاها حاجة ف إيديها وبتقول إنها تخُصني…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما وراء السجن)

اترك رد